عرض مشاركة واحدة
  #9  
قديم 05-09-2011, 04:19 PM
الصورة الرمزية الشاعر أبو رواحة الموري
المشرف العام - وفقه الله
 
تاريخ التسجيل: Mar 2009
الدولة: السعوديه - جدة
المشاركات: 1,758
الشاعر أبو رواحة الموري will become famous soon enough
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم

الجزء الأول

الضرورات 3-

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه ,
أما بعد : وضمن المجالس العلمية اللُغوية مع فضيلة شيخنا اللُغوي أبي محمد عبد الرحمن بن عوف كوني وفقه الله لما يحب ويرضاه وسدد على طريق الخير خطاه .
هذا أحد المجالس المتعلقة بالضرورات الشعرية , ومجلسنا اليوم تتمة لما تقدم من بعض الاستشكالات الموجودة في كتاب الشعر والشعراء لابن قتيبة , وبين يدي عشر مسائل : وكان هذا المجلس في مساء يوم الأربعاء الموافق 3/شهر ربيع الأول لعام 1431هـ

@@@

المسألة الأولى :

في اختلاف حرف الرويّ في قول زهير بن جناب :

إرفع ضعيفك لا يحربْكِ ضعفُه * * * يوماً فتدركه عواقبُ ما جنى
يجزيك أو يثني عليك وإنَّ من * * * أثنى عليك بما فعلتَ كمنْ جزى

فقال جزى والأولى جنا فكأنه جعل حرف الروي في القافية على الألف المقصورة ونحن نعرف العادة مثلاً لو قلت في أم القرى : الراء وعندما تقول في الورى : الراء , ولا تقول الألف المقصورة , فما أدري هل هذا جعله من باب المتوسَّع فيه أو أن هذا صحيح ؟.
قال الشيخ حفظه الله : هذا الاختلاف بينهما هو الرويّ في كل من الكلمتين ,
فكل منهما منتهٍ بألف مقصورة "جنا وجزى" , ووزن الكلمتين اللتين هما "جزى وجنى" واحد , على وزن فعل مثلاً فوزنهما واحد , فمثل الاختلاف مع هذا الاختلاف والاختلاف بائن جداً فيما قبل الألف جزى وجنى النون والزاي وأما الأخير فهما في هذا سوى , فمثل هذا في اختلاف الحرفين داخل الرويّ داخل الرويّ يتسامح فيه لانه لا يكون كالسِّناد مثلا لكنه في الحقيقة قريب من بعضهما أو متسامح للاتحاد على الألف المقصورة التي سبقهما حرفان مختلافان زاي ونون فقط وفي هذا لا ينكسر البيت .
قال السائل : بالنسبة للوزن لا غبار عليه لكن الكلام الآن على حرف الرويّ ما هو؟ هل أقول الألف المقصورة أم اقول : الحرف الذي قبل الألف المقصورة ؟.
قال الشيخ حفظه الله : الرويّ آخر حرف , لأن الجزى كله يعتبر قافية لكن حرف الرويّ آخر شيء ليس الذي قبل الألف .
قال السائل : فما القافية إذاً ؟.
قال الشيخ حفظه الله : القافية تشتمل على الرويّ , وللقافية أمور كثيرة تبلغ سبعة , كل هذه الأمور تتعلق بالقافية أي في داخل القافية , ويبحث في هذه الأمور من جهة العيب فيها ودرجة العيب , وهنا ليس هناك عيب كبير في هذه القافية داخل القافية وهو اختلاف مثلاً ما قبل الحرف الرويّ من الحروف الزاي والنون , هذا لا يضر ما دام الوزن مستقيماً فهو من الأمور التي في داخل القافية يتسامح فيه "جزى جنى" فلا يضر مثل هذا .
قال السائل : يعني أقول قافية الألف المقصورة هنا.
قال الشيخ حفظه الله : ما هي القافية ؟ .
قال السائل : الكلمة الأخيرة من البيت كما قررتم من قبل .
الشيخ حفظه الله : أيوه الكلمة الأخيرة من البيت , الكلمة كلها "جزى" كلها , طيب هذه القافية تجد داخل القافية أموراً اتحاد مثلاً ما قبل حرف الرويّ , وهو ألف مقصورة هنا كأن يكونا زايين مثلاً أو زائين مثلاً أو نونين مثلاً فهذا أمر وإذا اختلفا هذا أمر أخر , فهنا اختلفا الذي قبل حرف الرويّ .
قال السائل : هو مكمن السؤال اختلافهما الآن .
قال الشيخ حفظه الله : لا يضر هذا ما دام الوزن مستقيماً فهذا من الأمور التي تكون في داخل القافية وإن كان يستحسن أو يكون أجود ما يكون لو اتحدا واتفقا .
لكن إذا لم يتفقا واتَّزن البيت ولم ينكسر فهذا من العيوب التي تكون خفيفة لا تضر .
قال السائل : بارك الله فيكم .

@@@

المسألة الثانية :

قال جميل بثينة :
فمن كان في حبِّ بثينة يمتري * * * فبرقى ذي ضالٍ عليَّ شهيد

قال السائل : فهل "ذي ضال" اسم مكان أم خفَّفَ لام ضال ضرورة , .
قال الشيخ حفظه الله : لام ضال .
قال السائل : يعني ذي ضالٍّ مثلاً .
قال الشيخ حفظه الله : هذا لابد فيه من معرفة معنى البيت وفي أي شيء يتكلم على هذا , "فبرقاء ذي ضال عليَّ شهيد " يقال : برقاء وبُرقة ، والظاهر أن "ذي ضال" هذا اسم مكان هذا ظاهره , فأضاف برقاء إلى ذي ضال ، كما يقال في :
لخولة أطلال ببرقةِ ثهمد* * *يلوح كباقي الوشم في ظاهر اليد

فأضاف "بُرقة" إلى "ثهمد" , وثهمد : اسم مكان , بلد من بلاد العرب وبُرقة : الرملة التي تكون بيضاء , فأضاف بُرقة إلى ثهمد فهذا نظيره فيما يظهر .
قال السائل : من هذا القبيل .
قال الشيخ حفظه الله : نعم لأنه يقال برقة وبرقاء , فأضيف برقاء إلى ذي ضال على أن هذا البلد الذي اسمه ذو ضال يقع فيه هذه الرملة , هذا ظاهره "فبرقاء ذي ضال عليَّ شهيد " .
قال السائل : ابن قتيبة يقول : إنه أراد هذه الهضبة التي أقام فيها أياماً لا أكل ولا شرب .
قال الشيخ حفظه الله : نعم , ظاهره انه اسم مكان .
قال السائل : وليس كما مر بنا من قبيل عن " فرْع ضالة" .عن تلك التي ذكرتم إنها من قبيل ضرورة.
قال الشيخ حفظه الله : لا ليس من هذا القبيل , اسم مكان .
قال السائل : ذي هنا هل هو اسم إشارة ؟.
قال الشيخ حفظه الله : لا لا .
قال السائل :فهل هو اسم موصول ؟ .
قال الشيخ حفظه الله : لا لا , هو ذو بمعنى صاحب هذا ظاهره , وهو هنا مجرور مضاف إليه , وعلامة جره الياء على حد جر هذه الأسماء الخمسة أو الستة وعلامة الجر الياء .
قال السائل : بارك الله فيكم .
@@@

المسألة الثالثة :

قال الفرزدق : وعندي حساما سيفِه وحمائله .
قال ابن قتيبة أراد حسامَ سيفه فثنَّى , ومثله لقيس ابن الخطيم : يصف الدِّرع :
" كأن قَثيريها عيونُ الجنادب " أراد قثيرها , والقثير مسامير الدرع .
ومثله قول جرير :
لما تذكرت بالدَّيرين أرَّقني * * * صوتُ الدجاج وقرْع بالنواقيس

قال الشيخ حفظه الله :الدِّير يجوز الدِّيرين بالكسر لكن يقال الدَّيرين أيضاً لو يضبط بفتح الدال فصيح وبالكسر صحيح .
قال السائل : أراد بالدير دَير الوليد فثنى , وهو دير مشهور بالشام , والسؤال : هل التثنية هذه سماعية أم ضرورة ؟
قال الشيخ حفظه الله : هو يدور بين الضرورة والسماع - فيما يظهر لي الآن - فالعرب قد تثنِّي الشيءَ .
قال السائل : ولا تريد إلا المفردَ منه ؟ .
قال الشيخ حفظه الله : إلا المفرد منه لكنه ثناه إما لسعة ذلك الشيء فيثنُّون أحياناً للسعة , كما يجمعون الشيء أحياناً للسعة وهو مفرد , فينزِّلون المثنى والجمع منزلة الواحد أحياناً , فالشيء إذا كان جمعاً يشبه شيئاً إذا كان مثنى , لذلك فقد يطلقون الجمع على المثنى .
قال السائل :كما )فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا ( [التحريم : 4] .
قال الشيخ حفظه الله : هذا مثلاً فيطلقونه على المثنى إما للكثرة أو للسعة أو ما أشبه ذلك , هذا الاستعمال وأراد في كلام العرب من جهة المعنى , لكن ينظر هل سلوكه هذا ساعده على شيء آخر وهو استقامة الشعر بهذه التثنية , فيكون قد أصاب شيئين بشيء واحد , أو إنما ثنى لأنه من جهة قصد المعنى ومن جهة أنه قصد اللفظ حتى يستطيع أن يستقيم له النظم .
قال السائل : يعني من جهتين :
الجهة الأولى : تعظيم المعنى
والأمر الثاني : الاحتياج الضروري لاستقامة الوزن.
قال الشيخ حفظه الله : نعم مثل هذا واقع.
قال السائل : كَوني اسمع عن الجمع يطلق عن المفرد من باب التعظيم هذا كثير .
قال الشيخ حفظه الله : هذا نعم من باب التعظيم مثلاً فيؤتى بضمير الجمع والمراد به شخص واحد , هذا واقع .
قال السائل : وكذلك إطلاق الجمع على المثنى .
قال الشيخ حفظه الله : ويراد به الشخص الواحد هذا موجود واقع .
قال السائل : من باب أن أقل الجمع اثنان له مدخل , لكن الإشكال في إطلاق الاثنين على الواحد وفي نفس الوقت لا يراد به إلا واحد .
قال الشيخ حفظه الله : صحيح هذا كما قلت لك : من جهة السعة , ولأجل أن ينظِّم دون انكسار فيكون فيه شيء من الضرورة , لكن سعة المعنى ساعدته على هذه التثنية , وهذا موجود في كلامهم .
قال السائل : هل هذا الأمر مقيس أم أنه سماعي ؟
قال الشيخ حفظه الله : لا ليس بمقيس , فمثل هذا من جهة المعنى قد يرد عندهم في كلامهم , لكن ليس في ذلك القياس المطَّرد لأنه واقع في الشعر .
قال السائل : بارك الله فيكم

@@@

المسألة الرابعة :

ورد في معلقة طرفة بن العبد قوله : ولا أهل هذَّاك الطرافِ الممدَّدِ .
الشاهد : هذَّاك بالتشديد فهل هذا التشديد من باب الضرورات الشعرية أم من لغات هذَاك ؟ .
قال الشيخ حفظه الله : ظاهره أنه من الضرورات وإلا الأصل أن تقول : ولا
أهل هذاك , هاء للتنبيه وذاك اسم إشارة مع الكاف , فإذا دخلت هاء التنبيه على ذاك مع الكاف يمتنع - كما يقول النحاة - أن تأتي بلام للبعد , فلا تقول: هذلك , إنما تقول : هذاك فقط , وأصل هذا أنه ينطق هكذا هذَاك , أما التشديد فهذا قد يكون ضرورة لشيء يكون غير مطَّرد .
قال السائل : بالنسبة لهذاك تفيد البعد لكن هل هي أقل مما تفيده " ذلك".
قال الشيخ حفظه الله : هذاك تفيد البعد نعم , لكن للنحاة هنا رأيان إذا قلت : هذاك وهذلك مع بعض , فهما للبُعد , لكن عند بعض النحاة إذا قلت : هذاك بالكاف فقط فهذا يدل على الرتبة الوسطى في البعد .
قال السائل : والأعلى ؟ .
قال الشيخ حفظه الله : والأعلى "ذلك" .
قال السائل : و"ذاك" إذاً ؟ .
قال الشيخ حفظه الله : ذاك كهذاك . ذاك الوسطى إنما زدت هاءً فقط .
قال السائل : جيد ما شاء الله .
قال الشيخ حفظه الله : تقول هذا الكتاب قريب منك , ذاك أو هذاك الكتاب في الوسطى , ذلك عندئذٍ لا تأتي بالهاء , "واللام إنْ قدَّمتها ممتنعة " .

@@@

وسيتم إنزال الجزء الثاني لاحقاً بإذن الله ,
لأنه خاص بالمسائل النحوية المتعلقة بالضرورات بالشعرية

__________________


لزيارة صفحة الشاعر أبي رواحة الموري على

التعديل الأخير تم بواسطة الشاعر أبو رواحة الموري ; 05-09-2011 الساعة 04:23 PM.
رد مع اقتباس