[الشاعر أبو رواحة الموري]

مناشدة دولة الحرمين

يا باركَ الله في آل السُعود فقدْ *** كَانوا لنا في الرزايا خير أَقوامِ
كانوا ولا زَال فينا منهمُ سُحبٌ *** مِن العَطاءِ عليهِ شكرُنا نَامِ
لكننا نتمنى أن تَكونَ لهمْ *** يَداً بدعمِ عليٍّ خيرِ صَمَّامِ
فإنَهُ وحدَهُ فينا ابنُ بَجدَتِهَا *** وصاحبُ الأمرِ في نَقضٍ وإِبرَامِ
نَصرتُمُ شعبنا ما دُمتمُ سَنداً *** بعد الإلهِ وبُرئتمْ مِن الذَاِم

وليس ذاك غريبٌ عنكمُ أبداً *** فأنتمُ مِنْ قَديمٍ مَنهَل الظَامي
أهل السقايةِ أنتمْ للحَجيجِ ومَنْ *** يَنسى فضائلكمْ يا خيرَ حُكَّامِ
فكمْ دُعاء تقيٍّ نلتموه بما *** قمتمْ عليه ومِنْ شُكرٍ لأَقلاَمِ

وليس يَمنَعُنا حُبٌ لدولتكمْ *** وشعبكمْ مِنْ عِتَابٍ غير هَدَّامِ
دعوى التَّنَحِي لِبعض الحَاكمينَ بِلا *** مُسوّغٍ غير محمودٍ بإسلامِ
وتعلمونَ بأنَّ الخارجينَ على *** ولاتِهمْ خَالفوا دينَ الهُدى السَامي
وأنَّ مَا هو فينا قَدْ يكونُ غداً *** لديكمُ سيلهُ نحو الزُُّبَى طَامِ
مَا لا يَحلُّ لَكمْ حاشا يَحلُّ لنا *** شَرعاً فكيفَ نسيتم بَعضَ أحكامِ

وأنتمُ دولةُ التوحيد قَدْ رُفعتْ *** أعلامكمْ باْسمها أَكرِمْ بأَعلامِ
وفيكمُ قِبلةُ الإسلامٍ قدْ قُصدتْ *** رحابُها مِنْ بني عُربٍ وأَعجامِ
ضَعوا مبادرةَ الإفرنج إِنْ فُرضتْ *** على التَعاونِ فَرضاً تَحتَ أَقدَامِ
وسوفَ يَحفظكمْ ربي بحفظكمُ *** لدينهِ فارفضوا آراءَ أقزامِ
ما في الرضوخِ لهمْ خيٌر لنا ولكمْ *** غيرَ المذلةِ تُجنى بعدَ أيامِ

أخشى إذا لمْ تقمْ بالدفعِ حكمتُكمْ *** دينَ الروافضِ يأتينا بألغَامِ
ومِنْ خوارج هذا العصر إنْ أَمِنوا *** بطش الحكومةِ أنْ يُغرَوْا بإضرَامِ
وليس بعد عليٍّ مَنْ يقومُ لنا *** مَقامهُ حسبما يبدو لأفهامِ
في عهده نُشر التوحيد في بلدي *** وأُمِّنَ الجارُ من هولٍ وآثامِ
وليس في الأرضِ صقرٌ لا يكون له *** بعد العُلوِّ انخفاضٌ فوقَ آكامِ
هذا الذي قد عهدنا منه مُذْ زمنٍ *** وما يُقالُ سوى ذا قولُ نمّامِ

مَنْ ذا سيحكُمُنا مِنْ بعدهِ مثلاً *** غيرُ الروافضِ أو أتباع عَزّامِ
اللهُ يَعلمُ ما ذا سوفَ تَحملهُ *** لنا اللَياليَ مِنْ حَملٍ بأرحَامِ
يا ربِّ لا تجعَلنَّا فتنةً أبداً *** للظالمين فإنا أهلُ إِسلامِ

كتبها : أبو عمرعبدالكريم الجعمي
بتاريخ/13/رجب/1432هـ