بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله على ما قدّر وقضى , ونقابل المصائب بالصبر والرضى , وإن من أعظم المصائب موت العلماء , فهي ثلمة لا تسد , وكسر لا ينجبر , وقد فقدت الأمة هذه الأيام أحد علمائها , ورجلا من أفضل شيوخها وفقهائها , وهو الشيخُ العلامة عبد الله بن عقيل - رحمه الله - , وقد كتبتُ أبياتا قليلة رثيتُ فيها الشيخ وأشرتُ إلى شيء من علمه وفضله , وذكرتُ شيئا من فضل أهل العلم وأحوالهم , وذكّرتُ طالب العلم بالحرص والاجتهاد , وأسأل الله العلي القدير أن يرحم الشيخ وأن يسكنه فسيح جناته .
1) الحمد لله حق الحمد ليس له *** كفؤٌ وليس له مِــــثلٌ يوازيه
2) ثم الصّلاة على المختار سيدنا *** وآلــــه ما دعا لله داعيـــه
3) وبعدُ فالموتُ حق ليس منه إذا *** ما حلّ مهربُ بل كلٌ ملاقيه
4) واليومَ قد مات حبرٌ عالم ٌ جبلٌ *** فأحسنَ اللهُ للعلمِ العزا فيه
5) مات العقيلُ وإني اليوم راثيه *** والنفسُ موجَعةٌ والعين تبكيه
6) مات العقيلُ ومهما قلتُ من كلِمٍ *** لن أستطيع بأن آتي بما فيه
7) مات الذي فقهُهُ باللحم مختَلِطٌ *** فإن سألتَ فبحرًا أنتَ مُلفِيهِ
8) والشيخُ من بيتِ علمٍ ليس من عجبٍ *** أن كان والدهُ بالعلم يُغْذِيهِ
9) أما أخوه عقيلٌ فهو مدرسةٌ *** في العلم فهو إذا ما حلَّ يُلقيه
10) وعمُه من رجال العلم مشتهرٌ *** فانظر إلى بيتِه وانظر لما فيهِ
11) والشيخُ جدّ لأخذ العلم في صِغَرٍ *** والعلمُ يرفع صاحبه ويعليه
12)والشيخ كان خلوقا لينا زكِنا *** وهكذا حسن خلق المرء يُسْمِيه
13) هذا الذي كُتْبُ أهل العلم تعرِفُهُ *** من شدة البحث يُدنيها وتُدْنيهِ
14) واليوم ها قد فقدنا عالما عَلَمًا *** شيخ الشيوخِ فقل لي من يوازيهِ
15) إن كنتَ تعرفُهُ فاعرف مصيبَتَنَا *** قد جاء والله هذا اليوم ناعيهِ
16) شيخُ الحنابلة الخِرَيتُ وا أسفا *** يقضي ونحن ببحر الجهل في تِيهِ
17) هاهم أئمتنُنا يمضون في تَبَعٍ *** ونـحــنُ نـخلِطُ نسيانا بترفيــــه
18) هم قدّموا صالحا علما وتبصرة *** ودعوة للهدى في حُسْنِ توجيهِ
19) قانونُ دعوتهم توحيدُ خالقِهِم *** ينفونَ عن شرع ربي كُلّ تشويه
20) وانظر إلى حفظهم للوقتِ في كِبَرٍ *** من يحفظِ الوقتَ يُدْرِكْ ما يُمنّيه
21) وإن أردتَ ضياعَ الوقتْ في لعبٍ *** فما الذي من ضياعِ الوقتِ تجنيه
22) فاحرص على العلم واترك كل ذي لعبٍ *** فطالبُ العلم لا نجمٌ يُسَامِيهِ
23) هذا وأسأل مولانا برحمتِه *** أن يرحم الشيخ في الجنات يُعْلِيهِ
24) واللهَ أسأل أن يُعلي مكانته *** بالخير والنور في الآخرى يُجازيه
بقلم الشاعر
أسامة بن أحمد الجزائري