تابع الأقوال والحكم
قال ابن القيم
وتبليغ سنته ـ أي الرســول صلــى الله علـيه
وسلـم - إلـى الأمــة أفضل من تبليغ السهام
إلــى نحور العدو ، ولأن ذلك التبليغ يفعلــه
كثير من الناس ،وأما تبليغ السنن فلا تقوم
به إلا ورثة الأنبياء وخلفاؤهم في أممهم،
جعلنا الله تعالى منهم بمنه وكرمه.
* * *
قال الإمام أبو جعفر بن جرير الطبري في تفسير
قوله تعالى ( وَلا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ ) :
إن الله جــل ثناؤه نهـى آدمَ وزوجته عــن أكــل
شجــرة بعينهــا مــن أشجار الجنــة دون سائـر
أشجارها، فخالفا إلى ما نهاهما الله عنه ، فأكلا
منهـا كما وصفهما الله جل ثناؤه به ولا عـلـم عنـدنا أي شجرة كانت على التعيين، لأن الله لم يَضَع لعباده دليلا عــلى ذلك في القرآن، ولا في
السنــة الصحيحة . فأنَّى يأتي ذلك ؟ وقد قيل :
كانت شجرة البر ، وقيل : كانت شجرة العنب،
وقيـل : كانت شجرة التين ، وجائز أن تكـــون
واحدة منها، وذلك عِلمٌ، إذا عُلم لم ينفع العالمَ
به علمه وإن جهله جاهل لم يضرَّه جهلُه به
* * *
قال الشيخ محمد الأمين الشنقيطي
اعلم أنه لا يُحكم على الأمر بأنه منكر إلا إذا
قام عـلى ذلك دليل مـن كتاب الله تعـالى ، أو
سنة نبيه صلى الله عليه وسلم ، أو إجمــاع
المسلمين .وأما إن كان من مسائل الاجتهاد
فيمــا لا نص فيــه فــلا يحـــكـم عــلى أحــد
المجتهدين المختلفين بأنـه مرتكب منكـراً ،
فالمصيب منـهـم مــأجــور بــإصــابتــه ،
والمخطىء منهم معذور ...
* * *
يتبع بإذن الله تعالى