
01-04-2013, 04:30 PM
|
أحسن الله إليه ولوالديه
|
|
تاريخ التسجيل: Mar 2011
الدولة: جدة
المشاركات: 100
|
|
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد :
تابع كتاب عناقيد الكرامة
الجزء الثاني
 |
|
 |
|
السؤال الثاني والعشرون :
تقول السائلة ما هو الضابط في معاملة الزوجات عند الغضب ؟ وهل تتميز التي من أهل البيت على غيرها في المعاملة ؟
الجواب :
الواجب هو العدالة , والرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول : -كما في الصحيحين من حديث أبي هريرة- (استوصوا بالنساء خيراً فإنهن خُلِقْنَ من ضِلَع وإن أعوج ما في الضِّلَع أعلاه فإن ذهبتَ تقيمه كسرتَه, وإن تركته , لم يزل به عِوَج )[1] والمرأة ضعيفة , يجب أن يرفق بها وأن يعاملها معاملة الشقيقة , كما قال الله سبحانه وتعالى : ]وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوف[ [النساء/19]
فإن هذا الزواج يعتبر آية من الآيات , امرأة من المشرق ورجل من المغرب , لا يتعارفان ويُلقي الرحمن بينهما المودة ( وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إليها وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ [ [الروم/21]
قال سبحانه وتعالى ( هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا فَلَمَّا تَغَشَّاهَا حَمَلَتْ حَمْلًا خَفِيفًا فَمَرَّتْ بِهِ فَلَمَّا أَثْقَلَتْ دَعَوَا اللَّهَ رَبَّهُمَا لَئِنْ آَتَيْتَنَا صَالِحًا لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ ) [الأعراف/188، 189 ] إلخ الآيات .
كما أنني أنصح المرأة بالصبر على زوجها , تصبر وتحتسب لله عز وجل , والمرأة هي كما سمعتم تعتبر كالأسير مع الرجل , فأنا أنصحها بالصبر , لأنها ربما تذهب من عند الأول وتتزوج بالثاني وبعد الثاني الثالث والرابع , وبعد ذلك يزْهَدُ الناس فيها .
هذا , وربما أيضاً يكون لها أولاد وتُسبِّب الضياعَ لأولادها , والحمد لله , كم من امرأة صالحة فاضلة أو محبة لأولادها , ربما تبقى ويذهب شبابها من أجل أبنائها أو من أجل بناتها , أو من أجل أبنائها وبناتها , فلا بد أن تفكِّر المرأة كثيراً وأن يفكِّر الرجل كثيراً في شأن الفراق وفي شأن الغضب , والمرأة أيضاً يجب أن تساعد زوجها على الخير فإن الله عز وجل يقول في كتابه الكريم:(وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان) فهي تعينه على الخير وتصبِّره , وإن كانت فقيهة تعلِّمه وتحتسب وتصبر , وما يُدريها أن الله سبحانه وتعالى يجعل في صبرها الخير والبركة والسعادة , السعادة لا تكون بين الزوجين إلا بصبرهما على بعضهما البعض , وبتعاونهما على الخير وعلى تربية أبنائهما , والله المستعان .
فقال السائل : وهل التي من آل البيت لها ميزة عن غيرها ؟
الجواب :
تفضيل هذه على هذه لا , يعني الواجب هو العدالة والله المستعان ,كما يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم(فَتَذَرُوهَا كَالْمُعَلَّقَة),[النساء/129] أي إذا كان يرغب في واحدة ويأتي إليها ويطمئن إليها والأخرى لا ( فَلَا تَمِيلُوا كُلَّ الْمَيْلِ فَتَذَرُوهَا كَالْمُعَلَّقَةِ) , فهذا هو الواجب هو العدالة فاتقوا الله , لكن هذا بين الأولاد (فاتقوا الله واعدلوا بين أولادكم )[2] المهم الواجب هو العدالة .
وتركت الاستدلال بحديث (من كانت له زوجتان فمال إلى إحداهما أتى يوم القيامة وشِقُّه مائل [3]) لأنه حديث معل وقد ذكرته في آحاديث معلة ظاهرها الصحة .
|
|
 |
|
 |
[1] أخرجه البخاري برقم 5186كتاب : النكاح , باب : الوصاة بالنساء , ومسلم برقم 1470كتاب : الرضاع , باب : الوصبة بالنساء كلاهما من طريق حُسَيْنُ بْنُ عَلِىٍّ عَنْ زَائِدَةَ عَنْ مَيْسَرَةَ عَنْ أَبِى حَازِمٍ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَإِذَا شَهِدَ أَمْرًا فَلْيَتَكَلَّمْ بِخَيْرٍ أَوْ لِيَسْكُتْ وَاسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ فَإِنَّ الْمَرْأَةَ خُلِقَتْ مِنْ ضِلَعٍ وَإِنَّ أَعْوَجَ شَىْءٍ فِى الضِّلَعِ أَعْلاَهُ إِنْ ذَهَبْتَ تُقِيمُهُ كَسَرْتَهُ وَإِنْ تَرَكْتَهُ لَمْ يَزَلْ أَعْوَجَ اسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ خَيْرًا ».
[2] أخرجه البخاري برقم 2587 كتاب : الهبة , باب : الإشهاد في الهبة فقال : حَدَّثَنَا حَامِدُ بْنُ عُمَرَ حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ عَنْ حُصَيْنٍ عَنْ عَامِرٍ قَالَ سَمِعْتُ النُّعْمَانَ بْنَ بَشِيرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ يَقُولُ أَعْطَانِي أَبِي عَطِيَّةً فَقَالَتْ عَمْرَةُ بِنْتُ رَوَاحَةَ لَا أَرْضَى حَتَّى تُشْهِدَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَتَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ إِنِّي أَعْطَيْتُ ابْنِي مِنْ عَمْرَةَ بِنْتِ رَوَاحَةَ عَطِيَّةً فَأَمَرَتْنِي أَنْ أُشْهِدَكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ أَعْطَيْتَ سَائِرَ وَلَدِكَ مِثْلَ هَذَا قَالَ لَا قَالَ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْدِلُوا بَيْنَ أَوْلَادِكُمْ قَالَ فَرَجَعَ فَرَدَّ عَطِيَّتَهُ
[3] أخرجه أبو داود برقم 2135 فقال: حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِىُّ حَدَّثَنَا هَمَّامٌ حَدَّثَنَا قَتَادَةُ عَنِ النَّضْرِ بْنِ أَنَسٍ عَنْ بَشِيرِ بْنِ نَهِيكٍ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « مَنْ كَانَتْ لَهُ امْرَأَتَانِ فَمَالَ إِلَى إِحْدَاهُمَا جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَشِقُّهُ مَائِلٌ ».وقال عنه المحدث الألباني : صحيح , كما في صحيح أبي داود برقم 2133 وصحيح سنن ابن ماجة: 1969 .
يتبع كتاب عناقيد الكرامة
|