[أبو عبيدة طارق الجزائري]

بسم الله الرحمن الرحيم

في معنى قوله تعالى {وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللّهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُم بِإِذْنِهِ }

يقول الله تعالى:{وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللّهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُم بِإِذْنِهِ حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي الأَمْرِ وَعَصَيْتُم مِّن بَعْدِ مَا أَرَاكُم مَّا تُحِبُّونَ مِنكُم مَّن يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنكُم مَّن يُرِيدُ الآخِرَةَ ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ لِيَبْتَلِيَكُمْ وَلَقَدْ عَفَا عَنكُمْ وَاللّهُ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ}[ آل عمران 152]

في قوله تعالى {إِذْ تَحُسُّونَهُم بِإِذْنِهِ }

تحسونهم أصله حسس يحس حسا و هو كذلك من الحس الذي هو الإدراك بالحاسة و الحس كذلك هو الإفناء والقتل
يقال حسه أي أذهب حسه بالقتل

و قد جاءت في القرآن الكريم بألفاظ تقارب هذا اللفظ في آيات كثيرة أذكر منها على سبيل المثال

1- حَسِيسَهَا:
في قوله تعالى:{ لا يَسْمَعُونَ حَسِيسَهَا وَهُمْ فِي مَا اشْتَهَتْ أَنفُسُهُمْ خَالِدُونَ }[ الأنبياء 102 ]
والحس والحسيس الصوت الخفي
نقل عن ابن عباس لا يسمع أهل الجنة حسيس النار إذا نزلوا منزلهم من الجنة
و قيل لا يسمع أهل الجنة صوت جهنم حين يقال لهم : اخسئوا فيها ، ولا تكلموا.
فتغلق عليهم أبوابها ، فلا تفتح عنهم أبدا ، ولا يسمع أحد صوتها.

2-أَحَسَّ:
في قوله تعالى:{ فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللّهِ } [ آل عمران 52 ]

بمعنى لما وجد عيسى منهم الكفر أو لما رأى منهم الكفر .

3- تحس:
في قوله تعالى: {وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْنٍ هَلْ تُحِسُّ مِنْهُمْ مِنْ أَحَدٍ أَوْ تَسْمَعُ لَهُمْ رِكْزًا } [ مريم 98 ]
هل تحس هنا بمعنى هل ترى أحدا منهم أو تشعر به .

4- تحسونهم :
و هو المقصود من موضوعنا و ذلك في قوله تعالى: {وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللّهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُم بِإِذْنِهِ }[ آل عمران 152 ]
نقل عن بعض السلف رحمهم الله تفسير لمعنى تحسونهم أي تقتلونهم و قيل تستأصلونهم

فنسأل الله أن يمكن لعباده في شمال اليمن فيستاصلوا شوكة الحوثة الإرهابيين ... آمين آمين آمين .

و الله تعالى أعلم .