الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه ومن والاه.
أما بعد : 
فهذه القصيدة تعد تعزية ورثاء .. في فقيه العلماء .. وعالم الفقهاء .. 
وحامل اللواء .. وناشر علم السلف في سائر الأنحاء والأرجاء … 
من كان متصفاً بخصال البر ودلالات الذكاء. سماحة الوالد العلامة الشيخ /
محمد بن صالح العثيمين
المدرسة بجامعة الإمام محمد بن سعود بالقصيم وإمام وخطيب الجامع الكبير بعنيزة ، 
أنار الله له قبره ، ورفع له في الآخرة قدره ، وأسكنه فسيح الجنة عند مليك مقتدر.
 
  | 
 | 
  | 
 | 
 
تساءل المجد هل طود الهدى مالاً؟ * * * أم فتنة كسرت باباً وأقفالا؟  
أم قد تهاوت نجوم الكون ثاوية؟ * * * في أرضنا أحدثت قرْعاً وأهوالا 
فصيَّرت من رياض الأرض طائفةً * * * بلاقعاً وعيونَ الماء أوحالا  
  
ألم يزل جُرْحُ فقْد الباز يجرحنا * * * بموته كم أمات اليوم آمالا؟ 
ألم تزل بقيود الحزن أفئدة * * * موثوقة؟ أُقفِلت بالغم إقفالا؟ 
ألم يزل ناصر للدين يؤلمنا * * * فراقه حين تاج العلم قد نالا؟ 
ألم تزل بفراق الشيخ تثقلنا * * * كتائبٌ من هموم البين إثقالا؟ 
شيخان قد تركا الدنيا زهرتها * * * لم يصحبا معهما أهلاً ولا مالا 
كانا كركنين للتعليم فانهدما * * * وأصبحا في بطون الأرض أوصالا 
حتى هوى ثالث الأركان حين مضى * * * ذاك العثيمين من لله قد آلا   
ذالك الذي كان من أثار سيرته * * * حُسْن اللقاء وكم قد فاق أفعالا 
فوجهه مشرقٌ في حُسْن طلعته * * * صبحا يهز كيان الليل إن طالا 
جم التواضع في الأخلاق جامعةٌ * * * ما كان يمشي أمام الناس مختالا 
تراه إن مرَّ بالصبيان قال لهم * * * سلام ربي عليكم تبْلغ الآلا 
أوقاته لم تكن في القيل ضائعة * * * ولم يكن بوخيم الإفك قوالا 
سامي المقام رفيع القدر منزلة * * * جنابه كم يفوق القوم إجلالا 
تراه من هيبة يبدو بصورته * * * ليثا يكسِّر عبْر القيد أغلالا   
علوُّ كعب بهذا العلم بل رسخت * * * أقدامه من جنا التأليف قد نالا 
ألم يكن ممتعاً للناس مُمتِعُه * * * بشرحه الزاد كم قد حلَّ إشكالا 
شرْح الرياض رياض في حدائقه * * * فكم يهز غصون الشوق آصالا 
وانظر إلى شرحه التوحيد إن له * * * قولاً مفيداً به قد صار سربالا 
أسفاره في الورى كالشمس مسفرةً * * * علومُها إذ حوت من ذاك إشكالا 
هذا وإن كان في أرض القصيم فكم * * * يعطي من العلم تدريساً وأقوالا 
فإن أتى نحو بيت الله كان له * * * درس يقدمـه عذبـا وسلسالا   
وجاءنا اليوم والأمراض تنهشه * * * وكم يقاوم ألاماً وأحمالا 
حتى أتته منايا الموت شاهرةً * * * صمصامها حين دمع الكل قد سالا 
سقطت يا ثالث الأركان حين علت * * * أنفاسك اليوم ترجو الرب آمالا 
فليس باقٍ سوى الرحمن خالِقنا * * * وأنه ضارب للخلق آجالا   
وسار جثمانه بعد الصلاة إلى * * * مقابر العدل لا عمًّا ولا خالا 
فجاور الباز عِلْمًا ثم جاوره * * * من بعد ذلك قبراً صار منهالا 
فإن توارت أسود الأرض في زمنٍ * * * فحسبها تَركَتْ للأمن أشبالا  | 
 | 
  | 
 | 
  | 
حررت في الساعة الخامسة والنصف قبل فجر يوم الأربعاء الموافق لليوم 
السادس من شهر
ذي القعدة لعام 1421هـ
المملكة العربية السعودية – مكة المكرمة – جبل السودان
بقلم الشاعر
أبي رواحة عبدالله بن عيسى الموري
 
 
 
 
 
 
 
مرثية العثيمين
بصوت الشاعر أبي رواحة الموري
يمكنك تحميلها من المرفقات