تَهافُتٌ فـي لَظى الحزبية 
 
  | 
 | 
  | 
 | 
 
ألا يا شِّعرُ فلْتُلْقِ السلاما **** على قومٍ مضوا كانوا كِراما 
ألا يا شِّعرُ ذكِّرني بكعْبٍ **** وحسِّانٍ فقـد قـادوا الزِّماما 
يقول رسولُنا : حسَّانُ سدِّدْ **** وروحُ القدْسِ يحدوكم أَماما 
وذا ابنُ رواحةٍ مَنْ عاش دهراً **** ينافح بل غدا فيهم حُسَاما 
فذاك كلامه كأشدِّ وقْعٍ **** على الكفار يرشُقُهم سهاما 
فما عرفوا التحزُّبَ ذات يومٍ **** ولا عرفوا التدلُّل والغراما 
ولا عرفوا السِّبابَ ولا الرزايا **** ولا عرفوا الشتائِمَ والضِّراما 
وليس الطعنُ منهجَهم ولكنْ ****بُدُورٌ حسْبُها كشَفتْ ظلاما  
  
وعاش طريقَهم في الدرب قومٌ **** جحافلةٌ بِهم دِيني تَسامى 
فذاك ابنُ الأمير فلا تسلْني ***** عن الشِّعر العظيم إذا ترامى 
وجئتُ لعصرنا لأبثَّ شِّعراً **** فهل في الشِّعر من أمسى إِماما؟ 
فما اكتحلتْ عيونٌ منْذُ دَهْرٍ **** بشاعر سُنةٍ يـمضي أماما 
فكمْ شخصٍ تحدَّر من عُلُوٍّ **** فليس بثابتٍ قل لي علاما؟ 
أحمد المعلم 
فذاك ابنُ المعلم كم تدلَّـى **** بأبياتٍ جيادٍ واستهاما 
ويـمدحُ سنةَ المعصومِ جهراً **** ويعليها ويرفعُها مقاما 
وآخر قوله : إني بـريءٌ **** من الأبيات لن ألقيْ كلاما 
محمد المهدي 
وذا المهديُّ كمْ أمسى رهيناً ****حبيسَ الشِّعر يرسِلهُ قَتاما 
له قولٌ بليغٌ ذو لسان ٍ *****عليمٍ مُصْلَتٍ يبدو سِهاما 
فكم طَعَنَ المشايخ حين غدْرٍ ****أليس الطَّعنُ في ديني حراما؟ 
فَيَلْمِزُ مُقْبِلاً بغليظ قولٍ ****وليس بتاركٍ شيخيْ الإماما 
وذا عبد العزيز أتَتْ سهامٌ**** لتجعـلَهُ رمـاداً أو رُكاما 
فلما كان قولُكَ قَوْلَ إثم ٍ**** تَهدَّمَ صرْحُه وغدا حُطاما 
وعاد الشِّعر مخسوءاً ذميماً ****ليضْربَ وجْـهَ قائِلهِ قَتاما 
وعاش الكلُّ مرفوعاً كريماً ****وبات الذُّلُّ يكسوكم ظلاما   
أيا مهدي كمْ كُتِبتْ مئاتٌ ****من الأبيات بل صارتْ سِهاما 
وقد جَمَعتْ من الأفكار حتى**** تلبَّد جمـْعُها وغدا غماما 
فأمطَرَتِ الغمامُ بلا رُعودٍ ****روائح زَحزَحتْ عنك اللِّثاما 
فلو جرَّعْتَ شيطاناً مريداً**** بذي الأفكار لم يَقْبَلْ طَعاما 
وسوف تراه قد ألقاه قيئاً**** وقال : نذرْتُ للمولى صياما   
فهل بالشِّعر يا مهديُّ تُزري**** بأمَّتنا وتمتدح اللِّئاما؟ 
فليس الشِّعر بالأوزانِ لكنْ**** جميلُ الشِّعر مَنْ مدحَ الكراما 
وليس الشِّعر أغنيةً بِلَيلى**** ولكنْ منهجٌ يعلو مقاما 
فكلُّ الشرِّ في حزْبٍ مِقيتٍ**** وتخطيطٍ خفيٍّ قد تَعامى   
تَهافَتَ في التحزُّب غيرُ شخصٍ ****وذا المهديُّ أولُهم زِحاما 
أما قد كنتَ يا مهديُّ دهراً ****مليءَ الكفِّ من علْم تسامى 
ففي يُسْراك شرحٌ للبخاري ****وذي اليمنى تردُّ بها السلاما 
وتحملُ تارةً في الإبْط كُتْباً ****وهاك جعلتَها صُحُفاً رُكاما 
جعلْتَ جرائداً في البيت زاداً ****وجمـْعُ المال حقٌّ لليتامى 
وتُخفي تـحتَه نَهجاً دفيناً ****نصَبْتَ له المنازل والخياما 
عبد الله الحاشدي 
وذاك الحاشديُّ غدا قتـيلاً ****لحزبٍ بعدما صار الإماما 
فكمْ للبيهقيِّ رفعْتَ رأسـاً ****بتحقيقٍ تُعِزُّ به الأناما 
فجاءك شيخُنا يحبوك مدْحـاً**** بِتَقدمةٍ ويُعليكم مقاما 
وبعد ثنائه ومديـحٍ قولٍ ****وكنتَ رديفَه عاماً فعاما 
أتاك الحزبُ في صُوَرٍ حِسَانٍ**** وأموالٍ فألقيتَ الحساما 
وأظهرْتَ الوِدادَ لما أرادوا**** فغاب البدْر حين بدا تماما 
عبد المجيد الريمي 
وذا الريميُّ قد أبدْى وِداداً**** لأهل الحق حين أتى غلاما 
وبعد لقائه القرنيَّ يوماً**** بأمريكا فقد أَرْخى الخِطاما 
فعادَ منظماً يدعو رُوَيَداً**** ويُظهر فكره عاماً فعاما 
فذاك الانتخابُ به اجتهادٌ**** ويبدو الطعن في شيخي سهاما 
فذلك مقبلٌ مأفونُ شَعْبٍ**** سيُسألُ عن مقالته لزاما 
ويمدح منهجَ الإخوانِ جهراً**** يعودهمُ إذا وجدوا زُكاما 
عبد الله الأهدل 
وذاك الأهدليُّ أتى قريباً**** لينشُرَ منهجاً حتى يُقاما 
فكان بمكةٍ يُزْجي نشيداً**** وبين ربوعنا كشَف اللِّثاما 
فكم من منشدٍ جعلوه شيخاً**** ليرمي في مشايخنا السهاما 
محـمد البيضاني 
وذاك محمدٌ صهرٌ قريبٌ ****مِن البيضا به نَلقى السِّقاما 
تشبَّعَ بالتحزُّبِ كُلَّ يومٍ**** يناصره وقدْ قادَ الزماما 
فقد جعلوه يطْعن خير شيخٍ**** بِهذي الأرض إذ صار الإماما 
ويكتُبُ فيه تأليفًا شنيعاً ****أليس كتابهُ هذا حراما 
بلىَ والله إن به حراماً**** سيظهر حينما يلقى الزِّحاما 
عقيل المقطري 
وذاك المقطريُّ فلا تسلْني**** عن التَّحقيق إذْ كان الهُماما 
فذاك الصارمُ المنكيُّ أمسى ****قريرَ العين فوَّاحَ الخزامى 
ألا يا مقطريُّ فأينَ عقلٌ**** يعودُ بكم إلى نَهجٍ ترامى؟ 
علومٍ زهرُها قد فاحَ مِسْكاً**** وخِلانٍ بِهم تلقى النَّشامى 
تُقدِّمُ مجْلِساً للحزب يوماً ****على الدرس الذي حقا ًتسامى 
لقد جعلوك جوَّالاً حثيثاً **** تجوبُ الأرضُ هل قلتُم علاما؟ 
عبد الله الحميري 
وذاك الحميريُّ بدا ذكياً**** وقد ألقى على شيخي الوساما 
له شعرٌ رقيقٌ ذو طباعٍ**** تعالت ْ في الأُلى تجلو الظلاما 
رأيتك يا ابنَ غالبَ ذا بيانٍ ****كشفْتَ به المحلَّلَ والحراما 
ولم تَلبْثْ بأن أغراك حزبٌ**** بأموالٍ فأرخَيْتَ اللِّجَاما 
وضاع العلْمُ واستبدلتَ جهلاً ****كذاك العقلُ ولَّـى ما استقاما   
فجاءك شيخُنا يحبوكَ نُصْحاً**** بقمْعِ معاندٍ نصَحَ الأناما 
وكان بردِّه رفقٌ عظيمٌ**** وإشفاقٌ بمن عقَّ الكراما 
يسلِّي نفسَه بصنيعِ قومٍ**** تولوَّا حسْبهم سَلُّوا الحساما 
فذا السُّبُكيُّ أولُهم طِعاناً**** بشيخ حافظٍ كان الإماما 
هو الذهبيُّ كالذَّهبِ المصَّفى**** ويُطعَنُ بعد ما أمسى عظاما 
فلم تقبلْ لشيخِك أيَّ نُصْحٍ ****وعِشتَ مضيَّعاً تقْفُو اللِّئاما 
تحذير 
رأيتَ الشِّعْرَ مِقْداماً أبـياًّ**** يَكِرُّ على التحزُّب ما استقاما 
وقد أرْخَى العِنَان فلا تسلني**** بسُرْعته إذا وجد انقساما 
سمعتُ صهيلَه يسمو عُلُواً ****فقمْتُ أجرُّ للخْلفِ اللِّجاما 
فناداني بحمحمةٍ وصوتٍ ****وقد سمع الأوامرَ والكلاما 
وإذ في وجهه جُرحٌ عميقٌ**** يترجمه بصوتٍ قد تنامى   
فذي الفرقانُ قد صارتْ لفيفاً ****من التجريحِ لم تُبقِ الكراما 
جريدةُ فُرْقةٍ لا خيرَ فيها**** تفرِّقنا وتطعنُنا نياما 
تنالُ من الكواكب في سماءٍ **** ليخفى نورُها في الأرض عاما 
فقُلْ : هيهاتَ أن يصلوا نجوماً **** فشمْسُ الخير تجعلُهم رُكاما 
ألا يا شِعْرُ سدِّدْ كلَّ سهمٍ**** إلى من عاش حزبيًّا وهاما 
سيظْهرُ كُلُّ حقٍّ في زمان ٍ**** ومَنْ للحزب قد صاروا ندامى 
خـــاتمــــة 
إليكَ مشايخاً في الأرض عَزُّوا**** بنصرةِ سنةٍ جمَعوا الأناما 
بلادُ الشام قد أمستْ عروساً **** مجمَّلةً بأعْطار الخُزامى 
فناصر ديننا أعني ابنَ نوحٍ**** تَهلَّلَ باسماً يُلقي السَّلاما 
وفي أرض الحجازِ ترى ابنَ بازٍ**** وقد حازَ المهابةَ واستقاما 
وذا الفوزان فاز بكلِّ دربٍ**** رشيدٍ يجعل الباغي حطاما 
كذا النجميُّ نجمٌ قد تبدَّى ****فيجلو نورُهُ ذاك الظلاما 
وعاشتْ يثربٌ تزداد أُنْساً **** فإن ربيعها للخير راما   
وذاك الوادعيُّ بأرض قومي**** قويُّ الجأش يزدادُ اقتحاما 
فذي دماجُ قد صارت مَعيناً**** لتروي كُلَّ عَطْشانٍ أقاما 
وذاك العبدلُّي لقد تسامى **** وفي أرض الحديدة قد ترامى 
ومعْهدُ مَفْرق أمسى عظيماً **** فذا البرعيُّ قاد به الزماما 
ومعْهدُ معبرٍ أضحى شديداً **** على الأحزاب أبقاهم ندامى 
فإن به أبا نصر ومن لي **** بِهمَّته إذا وجَدَ الكراما؟ 
وصلى الله ما لاحتْ نجومٌ **** على مَنْ عاشَ يحدونا السلاما  | 
 | 
  | 
 | 
  | 
دماج - صعدة
في يوم الإثنين الموافق 14/3/1417 هـ
بقلم الشاعر/ أبي رواحة عبد الله بن عيسى الموري
وفقه الله
 
 
تهافت في لظى الحزبية
بصوت الشاعر
أبي رواحة 
عبد الله بن عيسى الموري
يمكنك تحميلها من المرفقات