2-اعلم أرشدك الله لطاعته-:أن الحنيفية ملّة إبراهيم أن تعبد الله مخلصا له الدين، كما قال تعالى-:((وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون)) (الذاريات:56):
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
2- (اعلم أرشدك الله) هذا دعاء من الشيخ-رحمه الله،وهكذا ينبغي للمعلم أن يدعو للمتعلم.
وطاعة الله معناها: امتثال أوامره واجتناب نواهيه.
(أن الحنيفية ملة ابراهيم) الله-جل وعلا-أمر نبينا باتباع ملة إبراهيم، قال تعالى:((ثمّ أوحينا إليك أن اتبع ملّة إبراهيم حنيفا وما كان من المشركين)) (النحل: 123).
والحنيفية: ملة الحنيف وهو إبراهيم-عليه الصلاة والسلام-،
والحنيف هو:المقبل على الله المعرض عمّا سواه، هذا هو الحنيف: المقبل على الله بقلبه وأعماله ونيّاته ومقاصده كلّها لله،
المعرض عمّا سواه، والله أمرنا باتّباع ملة إبراهيم:((وماجعل عليكم في الدّين من حرج ملة أبيكم إبراهيم)) (الحج: .(78
وملة إبراهيم:((أن تعبد الله مخلصا له الدين)) هذه الحنيفية،ماقال:(أن تعبد الله) فقط، بل قال: ((مخلصا له الدين)) يعني:
وتجتنب الشرك،لان العبادة إذا خالطها الشرك بطلت، فلا تكون عبادة الا إذا كانت سالمة من الشرك الاكبر والاصغر.
كما قال تعالى:((وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدّين حنفاء))(البينة:5) جمع:حنيف،وهو:المخلص لله عزّوجلّ.
وهذه العبادة أمر الله بـهــــا جميع الخلق كما قال تعالى-((وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون))(الذاريات:56)،ومعنى
يعبدون: يفردوني بالعبادة ،فالحكمة من خلق الخلق :أنهم يعبدون الله عزّوجلّ مخلصين له الدين،منهم من امتثل ومنهم من
لم يمتثل، لكن الحكمة من خلقهم هي هذه ،فالذي يعبد غير الله مخالف للحكمة من خلق الخلق، ومخالف للأمر والشرع.
وإبراهيم هو:أبو الأنبياء الذين جاءوا من بعده، فكلّهم من ذريّته، ولهذا قال جلّ وعلا-(وجعلنا في ذرّيّته النّبوّة والكتاب)
(العنكبوت:261)، فكلهم من (بني إسرائيل) –حفيد إبراهيم عليه السلام-،إلا محمدا صل الله عليه وسلم فإنه من ذريّة
إسماعيل،فكل الأنبياء من بعد إبراهيم من أبناء إبراهيم-عليه الصلاة والسلام-،تكريما له. وجعله الله إماما للنّاس-يعني:قدوة
((قال إني جاعلك للنّاس إماما))(البقرة:124) ((إنّ إبراهيم كان أمّة))(النحل:120) يعني إماما يقتدى به.
وبذلك أمر الله جميع الخلق كما قال تعالى :((وما خلقت الجنّ والإنس إلاّ ليعبدون))(الذاريات:56)، فإبراهيم دعا الناس إلى الله عزّ وجلّ كغيره من النبيين، كل الأنبياء دعوا الناس إلى عبادة الله وترك عبادة ماسواه، كما قال تعالى:((ولقد بعثنا في كلّ أمّة رّسولا أن، اعبدوا الله واجتنبوا الطّاغوت))(النحل:36).
وأما الشرائع التي هي الأوامر والنواهي والحلال والحرام فهذه تختلف باختلاف الأمم حسب الحاجات، يشرع الله شريعة
ثم ينسخها بشريعة أخرى إلى أن جاءت شريعة الاسلام فنسخت جميع الشرائع وبقيت هي إلى أن تقوم السّاعة، أما أصل
دين الأنبياء-وهو التوحيد-فهو لم ينسخ ولن ينسخ، دينهم واحد وهو دين الإسلام بمعنى:الإخلاص لله بالتوحيد. أما الشرائع فقد تختلف، وتنسخ، لكن التوحيد والعقيدة من آدم إلى آخر الأنبياء، كلهم يدعون إلى التوحيد وإلى عبادة الله، وعبادة الـلـــــــه: طاعته في كلّ وقت بما أمر به من الشرائع، فإذا نسخت صار العمل بالناسخ هو العبادة، والعمل بالمنسوخ ليس عبادة لله.
يتبع بإذن الله.
__________________
الفتن وإن عظمت و ساءتنا
فأنها تعد غربلة وتمييز للخبيث من الطيب ..فاللهم إنا نعوذ بك من النفاق والشقاق ..آمين
قال الإمام الوادعي رحمه الله ( لن تستقيم الدعوة السلفية إلا بالجرح والتعديل)
وقال خليفته الناصح الأمين حفظه الله ( من تحزب خرب وضاع وماع )
|