عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 10-31-2009, 07:24 PM
أم جابر السلفية أم جابر السلفية غير متواجد حالياً
...
 
تاريخ التسجيل: Jul 2009
المشاركات: 296
أم جابر السلفية is on a distinguished road
Ss70013



3-فإذا عرفت أن الله خلقك لعبادته، فاعلم أن العبادة لا تسمّى عبادة إلا مع التوحيد، كما أنّ الصلاة لا تسمّى صلاة إلا مع الطهارة، فإذا دخل الشرك في العبادة فسدت كالحدث إذا دخل في الطهارة
.........................
3-((فإذا عرفت أن الله خلقك لعبادته)) يعني:إذا عرفت من هذه الآية ((وما خلقت الجنّ والإنس إلاّ ليعبدون)) (الذاريات:56) وأنت من الإنس، داخل في هذه الآية،وعرفت أن الله ما خلقك عبثا، أو خلقك لتأكل وتشرب فقط، تعيش في هذه الدنيا وتسرح وتمرح، لم يخلقك لهذا، خلقك الله لعبادته، وإنما سخّـر لك هذه الموجودات من أجل أن تستعين بها على عبادته لأنّك لا تستطيع أن تعيش إلا بهذه الأشياء، ولا تتوصّل إلى عبادة الله إلا بهذه الأشياء، سخّرها الله لك لأجل أن تعبده، ليس من أجل أن تفرح بـها وتسرح وتمرح وتفسق وتفجر تأكل وتشرب ما اشتهيت، هذا شأن البهائم، أمّا الآدميون فالله-جلّ وعلا-خلقهم لغاية عظيمة وحكمة عظيمة وهي العبادة قال-تعالى- : ((وما خلقت الجنّ والإنس إلاّ ليعبدون، مآ أريد منهم من رّزق))(ا لذاريات:56.57)، الله ما خـلـقـك لتكتسب له،أن تحترف وتجمع له مالا، كما يفعل بنو آدم بعضهم لبعض يجعلون عمّالا يجمعون لهم المكاسب، لا، الله غنيّ عن هذا، والله غني عن العالمين، ولهذا قال((مآ أريد منهم مّن رّزق ومآ أريد أن يطعمون))(ا لـذا ريا ت:57) الله-جلّ وعلا-يطعم ولا يطعم، غنيّ عن الطعام، وغني- جلّ وعلا-بذاته، وليس هو في حاجة إلى عبادته، لو كفرت ما نقصت ملك الله، ولكن أنت الذي بحاجة إليه، أنت الذي بحاجة إلى العبادة، فمن رحمته: أنه أمرك بعبادته من أجل مصلحتك، لأنّك إذا عبدته فإنه سبحانه وتعالى يكرمك بالجزاء والثواب، فالعبادة سبب لإكرام الله لـك في الدنيا والآخرة، فمن الذي يستفيد من العبادة؟ المستفيد من العبادة هو العابد نفسه، أما الله جلّ وعلا فإنّه غنّي عن خلقه.
قال: ((فاعلم: أن العبادة لا تسمّى عبادة إلاّ مع التوحيد، كما أن الصلاة لا تسمّى صلاة إلا مع الطهارة)).
إذا عرفت أن الله خلقك لعبادته فإن العبادة لا تكون صحيحة يرضاها الله سبحانه وتعالى إلا إذا توفّر فيها شرطان، إذا اختلّ شرط من الشرطين بطلت:
الشرط الأوّل: أن تكون خالصة لوجه الله ، ليس فيها شرك. فإن خالطها شرك بطلت، مثل الطهارة إذا خالطها حدث بطلت، كذلك إذا عبدت الله ثم أشركت بـه بطلت عبادتك .هذا الشرط الأول.
الشرط الثاني: المتابعة للرسول صلى الله عليه وسلم، فأيّ عبادة لم يأت بها الرسول فإنّها باطلة ومرفوضة، لأنّها بدعة وخرافة، ولهذا يقول صلى الله عليه وسلم((من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد))، وفي رواية: ((من أحدث في أمرنا هذا ماليس منه فهو رد))، فلا بد أن تكون العبادة موافقة لما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم، لا بإستحسانات الناس ونيّاتهم ومقاصدهم مادام أنها لم يدلّ عليها دليل من الشرع فهي بدعة ولا تنفع صاحبها بل تضرّه لأنها معصية، وإن زعم أنه تقرّب بها إلى الله-عزّ وجلّ-.
فلا بد في العبادة من هذين الشرطين : الإخلاص ، والمتابعة للرسول صلى الله عليه وسلم حتى تكون عبادة صحيحة نافعة لصاحبها ، فإن دخلها شرك بطلت، وإذا صارت مبتدعة ليس عليها دليل فهي باطلة أيضا ، بدون هذين الشرطين لافا ئد ة من العبادة ، لأنّها على غير ما شرع الله سبحانه وتعالى ، والله لا يقبل إلا ما شرع في كتابه أو على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم .
فلا هناك أحد من الخلق أتّباعه إلاّ الرسول صلى الله عليه وسلم ، أما ما عدا الرسول فإنه يتبع ويطاع إذا اتّبع الرسول ، أما إذا خالف الرّسول فلا طاعة ، يقول الله-تعالى-((أطيعوا الله وأطيعوا الرّسول وأولي الأمر منكم))0(النساء:59،) وأولوا الأمر هم: الأمراء والعلماء ، فإذا أطاعوا الله وجبت طاعتهم و ا تّباعهم ، أما إذا خالفوا أمر الله فإنها لا تجوز طاعتهم ولا ا تّباعهم فيما خالفوا فيه، لأنّه ليس هناك أحد يطاع استقلالا من الخلق إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وما عداه فإنّه يطاع ويتّبع إذا أطاع الرّسول صلى الله عليه وسلم واتّبع الرسول، هذه هي العبادة الصحيحة

يتبع بإذن الله

__________________
الفتن وإن عظمت و ساءتنا
فأنها تعد غربلة وتمييز للخبيث من الطيب ..فاللهم إنا نعوذ بك من النفاق والشقاق ..آمين


قال الإمام الوادعي رحمه الله ( لن تستقيم الدعوة السلفية إلا بالجرح والتعديل)
وقال خليفته الناصح الأمين حفظه الله ( من تحزب خرب وضاع وماع )

التعديل الأخير تم بواسطة أم جابر السلفية ; 10-31-2009 الساعة 08:04 PM.
رد مع اقتباس