[الشاعر أبو رواحة الموري]

أشكرك أخي العكرمي
على مشاعرك الجياشة وقريحتك الفياضة

لكن اعلم أن أخاك أبا رواحة فردٌ من البشر يجوز عليه ما يجوز على البشر من حب الذات والوقوع في الخطأ
وفي الحديث : لا تطروني كما أطرت النصارى عيسى ابن مريم إنما أنا عبد فقولوا عبد الله ورسوله .

وأنا أعلم أنَّ الذي حملك على ما قلتَه فيَّ هو الحب في الله الذي أُبادلك إياه , ومن حبي لك أني لا أدَّخر عنك فائدة يمكن أن أُفيدكها , لهذا فإنك في هذه الابيات لم تلتزم فيها قافية واحدة ظناً منك أن القافية هنا هي الهاء , وليس كذلك بل هي من القافية , فأهل هذا الفن يقولون : القافية هي الكلمة كلها , يعني : خصاله كلها , فؤاده كلها وهكذا.

وأقول :
لهذا تجد أن حرف الروي في البيت الاول هو الراء , وعلى غراره كان ينبغي أن تقول : أنصاره , آثاره , أقماره , أخطاره , وهكذا
وفي البيت الثاني :حرف الروي هو اللام , وعلى غراره كان ينبغي أن تقول : خصاله , أفضاله , اشكاله , أحماله , وهكذا
وفي البيت الثالث : حرف الروي هو الدال , وعلى غراره كان ينبغي أن تقول : فؤاده , بلاده , أغماده , أوتاده , ميلاده , وهكذا
ثم إن البيت الثالث وقع فيه ثقل يسير بين عيسى وفؤاده, ولو قلت : وروحه , لذهب ذلك الثقل ولكن سيذهب معه المعنى المراد في خاتمة البيت , والأمر إليك .

وأخيرا لك مني خالص شكري وتقديري