[الشاعر أبو رواحة الموري]

بسم الله الرحمن الرحيم

شيخ الهدى

	الحمدُ لله ربِّ الكون أجمعَهُ * * * حمدا جزيلاً من الأعماق منبعُه حمـدا وحمـدا وحمـدا يوم أحمدُه * * * ثم الصلاة على المختار تتبعُه الله أكبر قد ماجتْ خمائلُنا * * * واستبشرَ الروضُ حتى هلَّ مدْمعُه و استشرفَ الدهرُ والتاريخ منتبه * * * يسجِّل اليوم وقْعا دقَّ مسمعَه ركب على النور قد حث الخطا,فله * * * أقـدامُ صدْق إلى الآفاق ترفعُه قفْ يا زمانُ وغنِّ اليوم رائعتي * * * ولتلزمِ اليومَ شيخـا ً زانَ مطلعُه يطأطئُ الجودُ إنْ لاقاه في خجَلٍ * * * وينتشي الجـودُ زهـواً وهو يتبعه شيخٌ على الحق قد أرسى دعائمه * * * لم يخش في الله من باللوم يقرعُه قد سار والدرب فوق الجهد يا لِأبي * * * من لي بشيخٍ يساوي اليوم أصبعَه نفسي الفداءُ لشيخٍ شدَّ مئزرَه * * * وحـاربَ الرفضَ حتى دكَّ أضلُعَه وأخمد الفتنـةُ الهوجـاءَ ثم أتى* * * على التصوف بالتوحيـد ضعْضَعَه وسنَّ حرْباً على من جاء مبتدعاً * * * وسامَهُ الويلَ حتى ضاقَ مصرعُه يا لائمي لا تلمنـي إنَّ لومك لي * * * ضرْبٌ من الجهل قد ضلَّتْ مواقعُه واسمع لشيخ أناخت فوق راحته * * * قوافـلٌ عرفـتْ للشيخ موقِعَـه هناك تعْلـمُ أن اللوم مهزلـةٌ * * * ومن يلوم مريضَ القلب موجعه طفـلٌ رمى حجرا يبغي برميته * * * أن يُدْنيَ النجمَ أو أنْ يرقى موقعَه النجم نجمٌ سيبقى ساطعـاً أبداً * * * والطفلُ طفلٌ وإنْ غابتْ مراضعُه تاجُ المعـارفِ ثوبُ العزِّ ملبسُكم * * * ومن يجافيـك ثوبَ العـز يخلعُه أذاقـه الله شـرا يـوم ناصَبَـكم * * * هذا العـداءَ , وكأسَ الذلِّ جرَّعَه

وكتب

أبو أحمد : عبد الله بن أحمد بن عبده بن إسحاق

ألقيت يوم الثلاثاء
17/11/1417هـ
في مفرق حبيش

تنبيه :
قال أبو رواحة : إخواني القراء إن هذه القصيدة الرائعة قد أساء كثير من مفرِّغيها ونقَلتها إليها لعدم عنايتهم باللغة وعدم الدراية بأوزان الشعر , فرأيتها منشورة في بعض المنتديات بصورة تخدش في وجه الأدب والأديب فحاولت جاهدا في تجنيب هذه القصيدة كل ما يشينها .
وذلك انها قصيدة تدل على ذوق رفيع وأخيلة عالية في كلمات تنساب رقةً وعذوبةً فحرصتُ على العناية بها ونشرها , وخاصة أنها قرأها الشاعر أيضا على اسماعنا بين يدي العلامة الوادعي رحمة الله بمشهد منا ومرأى , في زيارة له وفقه الله إلى دماج.
وهو أحد الشعراء الجيدين الذين حفلت بهم الدعوة حينئذ ولكن قد تعثَّر كثير من الشعراء بعد وفاة شيخنا الوادعي وتأثروا بفتنة أبي الحسن إلا من ثبت الله , فنجهل حاله الآن وحال كثير ممن كان يدافع عن هذه الدعوة المباركة نسأل الله أن يرد من ضل منهم إلى الحق رداً جميلا