عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 02-26-2010, 12:06 AM
الصورة الرمزية الشاعر أبو رواحة الموري
المشرف العام - وفقه الله
 
تاريخ التسجيل: Mar 2009
الدولة: السعوديه - جدة
المشاركات: 1,758
الشاعر أبو رواحة الموري will become famous soon enough
افتراضي هو الموت ما منه ملاذ ومهرب للشاعر الشيخ محمد بن عبد الله بن عثيمين

بسم الله الرحمن الرحيم


هو الموت ما منه ملاذ ومهرب

قصيدة للشيخ
محمد بن عبد الله بن عثيمين
رحمه الله المتوفى 1263هـ :






هُـوَ المَـوتُ ما منهُ ملاذٌ وَمهربُ * * * متـى حُـطَّ ذا عن نَعشهِ ذاكَ يَركبُ


نُشاهـدُ ذا عَيـنَ اليَقين حَقيقَةً * * * عَلَيهِ مضـى طِفـلٌ وَكهلٌ وَأَشيَبُ

وَلكـن عَلـى الرانِ القُلوبُ كَأَنَّنا * * * بِما قـد عَلمنـاهُ يَقيـناً تُكـذِّبُ
نُـؤَمِّلُ آمـالاً وَنـرجـو نِتاجَها * * * وَعـلَّ الـرَدى مِمّـا نُرَجّيهِ أَقرَبُ
وَنَبني القصورَ المُشمخِرّاتِ في الهَوى * * * وَفي عِلمِنـا أَنّا نَموتُ وَتَخـرَبُ

وَنَسعـى لِجَمع ِ المالِ حِلّاً وَمَأثَماً * * * وَبِالـرَغـم ِ يَحـويهِ البعيدُ وَأَقرَبُ
نُحاسَـبُ عنـهُ داخِلاً ثمَّ خارجاً * * * وَفيـمَ صَـرَفناهُ وَمن أَينَ يُكسَبُ
وَيَسعـدُ فيـه وارِثٌ مُتَعَفِّـفٌ * * * تَقِيٌّ و َيَشقى فيـه آخـرُ يَلعَـبُ
وَأَوَّلُ مـا تَبدو نَـدامةُ مُسـرِفٍ * * * إِذا اِشتَدَّ فيهِ الكَربُ وَالروحُ تُجذَبُ
وَيُشفِقُ من وَضعِ الكتابِ وَيَمتَني * * * لَـوَ انْ رُدَّلِلدّنيا وَهَيـهات مَطلَبُ
وَيشهـدُ مِنّا كلُّ عُضـوٍ بِفِعلـهِ * * * وَليـسَ عَلـى الجَبّارِ يَخفى المُغَيَّبُ

إِذا قيلَ أَنتُـم قـد عَلِمتُم فَما الذي * * * عَمِلتُـم وَكلٌّ فـي الكِتابِ مُرَتَّبُ
وَماذا كَسَبتُم فـي شَبابٍ وَصِحَّةٍ * * * وَفـي عُمُـرٍ أَنفاسُكُم فيه تُحسَبُ
فَيا لَيتَ شِعـري ما نَقولُ وَما الَّذي * * * نُجيـبُ بـهِ وَالأَمرُ إِذ ذاكَ أَصعَبُ
إِلى اللَهِ نَشكـو قَسوَة ً فـي قُلوبِنا * * * وَفـي كُلِّ يَومٍ واعِظُ المَوتِ يَندُبُ

وَلِلَّهِ كـم غادٍ حَبيـبٍ وَرائـحٍ * * * نُشَيِّعهُ لِلقَبـرِ وَالـدَمعُ يُسكَـبُ
أخٍ أَو حميـمٍ أو تَقـيٍّ مُهـذَّبٍ * * * يُـواصِـلُ فـي نُصحِ العِبادِ وَيَدأَبُ
نَهيـلُ عَليـهِ التُـربَ حَتّى كَأنَّهُ * * * عَـدوٌّ وفـي الأَحشـاءِ نـارٌ تَلَهَّبُ
سَقى جدثاً وارى ابنَ أحمـدَ وابِـلٌ * * * مـنَ العَفـوِ رَجّاسُ العَشِيّاتِ صَيِّبُ
وَأَنزَلَهُ الغُفرانُ وَالفَـوزُوَالـرِضى * * * يُطافُ عَليهِ بِـالرَحـيقِ وَيَشـربُ
فَقد كانَ في صَـدرِ المَجالسِ بَهجةً * * * بهِ تُحـدِقُ الأَبصـارُ وَالقَلبُ يَرهبُ
فَطـوراً تَـراهُ مُنـذِراًوَمُحَـذِّراً * * * عَواقِـبَ ما تَجني الذُنوبُ وَتَجلُبُ
وَطَـوراً بِـآلاءِ مُذكِّـراً * * * وَطَـوراً إلـى دارِ النَعيـمِ يُرَغِّـبُ
وَلم يَشتَغِـل عَـن ذابِبَيعٍ وَلا شِرا * * * نَعَم في اِبتِناءِ المَجدِ لِلبَـذلِ يَطـرَبُ
فَلو كان يُفـدى بِالنُفوسِ وَما غَلا * * * لَطِبنا نُفـوساً بِالذي كان َيَطلُـبُ
وَلكِن إِذا تَمَّ المَـدى نَفَذَ القَضا * * * وَما لامرىءٍ عَمّا قَضى اللَهُ مَهرَبُ

أخٌ كانَ لي نِعـمَ المُعينُ على التُقى * * * بـهِ تَنجَلـي عَنّـي الهُمومُوَتَذهَبُ
فَطَـوراً بِأَخبارِ الرَسولِ وَصحبهِ * * * وَطَـوراً بِآدابٍ تَلـذُوَتَعـذُبُ
عَلى ذا مَضى عُمري كَذاكَ وَعُمرهُ * * * صَفِيَّيـنِ لا نَجفـو وَلانَتَعَتَّـبُ
وَما الحالُ إِلّا مِثلُ ما قالَ مَن مَضى * * * وَبِالجُملَةِ الأَمثـالُ لِلنّـاس ِ تُضرَبُ
لِكُلِّ اجتِماع من خَليلَينِ فُرقَةٌ * * * وَلَوبَينَهُم قَد طابَ عَيشٌ وَمَشرَبُ
وَمن بعدِ ذا حَشرٌ وَنشرٌ وَمَوقِفٌ * * * وَيَـومٌ بهِ يُكسـى المَـذَلَّةَ مُـذنِبُ
إِذا فـرَّ كـلٌّ مـن أَبيـهِ وَأُمِّهِ * * * كَذا الأُمُّ لم تَنظُـر إِلَيـهِ وَلا الأَبُ

وَكـم ظالمٍ يندي من العَضِّ كَفَّهُ * * * مَقالتَه ُ يا وَيلَتَـى أَيـنَ أَذهَـبُ
إِذا اِقتَسَمـوا أَعمـالَهُ غُرَماؤهُ * * * وَقيـلَ لـهُ هـذا بما كنتَ تَكسِبُ
وَصُـكَّ له صَكٌّ إِلى النارِبعدَ ما * * * يُحَمَّـلُ مـن أَوزارِهِـم وَيُعَذَّبُ
وَكم قائِـلٍ واحَسـرَتا ليتَ أَنَّنا * * * نُـرَدُّ إِلـى الـدُنيا نُنيبُ وَنَرهبُ
فَما نحـنُ فـي دارِ المُنى غيرَ أَنَّنا * * * شُغِفنـا بِـدُنيا تَضمَحِلُّ وَتَذهَبُ
فَحُثّـوا مَطايا الارتِحالِ وَشَمِّروا * * * إِلـى اللَهِ وَالدارِ التي لَيسَ تَخرَبُ
فَما أَقرَبَ الآتي وَأَبعدَ ما مَضى * * * وَهـذا غـُرابُ البَينِ في الدارِ يَنعَبُ

وَصَلِّ إلهي ما هَمى الوَدقُ أَو شَدا * * * عَلى الأَيكِ سَجّاعُ الحمامِ المُطَرِّبُ
عَلى سَيِّدِ الساداتِ وَالآلِ كُلِّهِم * * * وَأَصحابِهِ مالاحَ في الأُفقِ كَوكَبُ






 

__________________


لزيارة صفحة الشاعر أبي رواحة الموري على

التعديل الأخير تم بواسطة الشاعر أبو رواحة الموري ; 02-27-2010 الساعة 03:18 PM.
رد مع اقتباس