[أبو أحمد علي بن أحمد السيد]

	من البحر الطويل 1- طَلَبتُكِ يا دُنيا فَأَعذَرتُ في الطَلَب *** فَما نِلتُ إِلّا الهَمَّ وَالغَمَّ وَالنَصَب 2- فَلَمّا بَدا لي أَنَّني لَستُ واصِلاً *** إِلى لَذَّةٍ إِلّا بِأَضعافِها تَعَب 3- وَأَسرَعتُ في ديني وَلَم أَقضِ بُغيَتي *** هَرَبتُ بِديني مِنكِ إِن نَفَعَ الهَرَب 4- تَخَلَّيتُ مِمّا فيكِ جُهدي وَطاقَتي *** كَما يَتَخَلّى القَومُ مِن عَرَّةِ الجَرَب 5- فَما تَمَّ لي يَوماً إِلى اللَيلِ مَنظَرٌ *** أُسَرُّ بِهِ لَم يَعتَرِض دونَهُ شَغَب 6- وَإِنّي لَمِمَّن خَيَّبَ اللَهُ سَعيَهُ *** إِذا كُنتُ أَرعى لَقحَةً مُرَّةَ الحَلَب 7- أَرى لَكَ أَن لا تَستَطيبَ لِخِلَّةٍ *** كَأَنَّكَ فيها قَد أَمِنتَ مِنَ العَطَب 8- أَلَم تَرَها دارَ افتِراقٍ وَفَجعَةٍ *** إِذا ذَهَبَ الإِنسانُ فيها فَقَد ذَهَب 9- أُقَلِّبُ طَرفي مَرَّةً بَعدَ مَرَّةٍ *** لِأَعلَمَ ما في النَفسِ وَالقَلبُ يَنقَلِب 10- وَسَربَلتُ أَخلاقي قُنوعاً وَعِفَّةً *** فَعِندي بِأَخلاقي كُنوزٌ مِنَ الذَهَب 11- فَلَم أَرَ خُلقاً كَالقُنوعِ لِأَهلِهِ *** وَأَن يُجمِلَ الإِنسانُ ما عاشَ في الطَلَب 12- وَلَم أَرَ فَضلاً تَمَّ إِلّا بِشيمَةٍ *** وَلَم أَرَ عَقلاً صَحَّ إِلّا عَلى أَدَب 13- وَلَم أَرَ في الأَعداءِ حينَ خَبَرتُهُم *** عَدُوّاً لِعَقلِ المَرءِ أَعدى مِنَ الغَضَب 14- وَلَم أَرَ بَينَ اليُسرِ وَالعُسرِ خُلطَةً *** وَلَم أَرَ بَينَ الحَيِّ وَالمَيتِ مِن سَبَب

	من البحر مجزوء الكامل 1- اِصبِر عَلى نُوَبِ الزَما***نِ وَرَيبِهِ وَتَقَلُّبِه 2- لا تَجزَعَنَّ فَمَن تَعَتـ *** ـتَبَ دامَ وَصلُ تَعَتُّبِه 3- شَرَفُ الفَتى طَلَبُ الكَفا***فِ بِعِفَّةٍ في مَكسَبِه 4- يَرضى بِقَسمٍ مَليكِهِ *** مُتَجَمِّلاً في مَطلَبِه

	من البحر الكامل 1- المَرءُ يَطلُبُ وَالمَنِيَّةُ تَطلُبُه *** وَيَدُ الزَمانِ تُديرُهُ وَتُقَلِّبُه 2- لَيسَ الحَريصُ بِزائِدٍ في رِزقِهِ *** اللَهُ يَقسِمُهُ لَهُ وَيُسَبِّبُه 3- لا تَغضَبَنَّ عَلى الزَمانِ فَإِنَّ مَن *** يُرضي الزَمانُ أَقَلُّ مِمَّن يُغضِبُه 4- أَيُّ اِمرِئٍ إِلّا عَلَيهِ مِنَ البِلى *** في كُلِّ ناحِيَةٍ رَقيبٌ يَرقَبُه 5- المَوتُ حَوضٌ لا مَحالَةَ دونَهُ *** مُرٌّ مَذاقَتُهُ كَريهٌ مَشرَبُه 6- وَتَرى الفَتى سَلِسَ الحَديثِ بِذِكرِهِ *** وَسطَ النَدِيِّ كَأَنَّهُ لا يَرهَبُه 7- وَأَسَرُّ ما يُلقى الفَتى في نَفسِهِ *** يَبتَزُّهُ نابُ الزَمانِ وَمَخلَبُه 8- وَلَرُبُّ مُلهِيَةٍ لِصاحِبِ لَذَّةٍ *** أَلفَيتُها تَبكي عَلَيهِ وَتَندُبُه 9- مَن كانَتِ الدُنيا مِنَ كبَرِ هَمِّهِ *** نَصَبَت لَهُ مِن حُبِّها ما يُتعِبُه 10- فَاِصبِر عَلى الدُنيا وَطولِ غُمومِها *** ما كُلُّ مَن فيها يَرى ما يُعجِبُه 11- ما زالَتِ الأَيّامُ تَلعَبُ بِالفَتى *** طَوراً تُخَوِّلُهُ وَطَوراً تَسلُبُه 12- مَن لَم يَزَل مُتَعَجِّباً مِن كُلِّ ما *** تَأتي بِهِ الأَيّامُ طالَ تَعَجُّبُه

يتبع إن شاء الله