عرض مشاركة واحدة
  #8  
قديم 04-23-2010, 12:04 AM
أبو أحمد علي بن أحمد السيد أبو أحمد علي بن أحمد السيد غير متواجد حالياً
وفقه الله ورزقه العلم النافع
 
تاريخ التسجيل: Sep 2009
الدولة: اليمن - عدن
المشاركات: 201
أبو أحمد علي بن أحمد السيد is an unknown quantity at this point
Ss70013 فصل وأما تسميته قرآن الشيطان

فصل وأما تسميته قرآن الشيطان




فمأثور عن التابعين وقد روى في حديث مرفوع قال قتادة :(( لما أهبط إبليس قال : يا رب لعنتني فما عملي قال : السحر قال : فما قرآني قال : الشعر قال : فما كتابي قال : الوشم قال : فما طعامي قال : كل ميتة وما لم يذكر اسم الله عليه قال : فما شرابي قال : كل مسكر قال : فأين مسكني قال : الأسواق قال : فما صوتي قال : المزامير قال : فما مصايدي قال : النساء )).
هذا والمعروف في هذا وقفه وقد رواه الطبراني في معجمه من حديث أبي أمامة مرفوعا إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -.
وقال ابن أبي الدنيا في كتاب مكايد الشيطان وحيله : حدثنا أبو بكر التميمي حدثنا ابن أبي مريم حدثنا يحيى بن أيوب قال حدثنا ابن زجر عن علي بن يزيد عن القاسم عن أبي أمامة عن رسول الله- صلى الله عليه وسلم -قال :(( إن إبليس لما أنزل إلى الأرض قال : يا رب أنزلتني إلى الأرض وجعلتني رجيما فاجعل لي بيتا قال : الحمام قال : فاجعل لي مجلسا قال : الأسواق ومجامع الطرقات قال : فاجعل لي طعاما قال : كل ما لم يذكر اسم الله عليه قال : فاجعل لي شرابا قال : كل مسكر قال : فاجعل لي مؤذنا قال : المزمار قال : فاجعل لي قرآنا قال : الشعر قال : فاجعل لي كتابا قال : الوشم قال : فاجعل لي حديثا قال : الكذب قال : فاجعل لي رسلا قال : الكهنة قال : فاجعل لي مصايد قال : النساء)).
وشواهد هذا الأثر كثيرة فكل جملة منه لها شواهد من السنة أو من القرآن فكون السحر من عمل الشيطان شاهده قوله تعالى :((وَاتَّبَعُواْ مَا تَتْلُواْ الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَـكِنَّ الشَّيْاطِينَ كَفَرُواْ يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ ))[ البقره : 102 ]
وأما كون الشعر قرآنه فشاهده :ما رواه أبو داود في سننه من حديث جبير بن مطعم :أنه رأى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلي فقال :(( الله أكبر كبيرا الله أكبر كبيرا الله أكبر كبيرا الحمد لله كثيرا الحمد لله كثيرا الحمد لله كثيرا وسبحان الله بكرة وأصيلا ثلاثا أعوذ بالله من الشيطان الرجيم : من نفخه ونفثه وهمزه)).
قال :نفثه :الشعر ,ونفخه :الكبر ,وهمزه :الموتة.
ولما علم الله رسوله القرآن وهو كلامه صانه عن تعليم قرآن الشيطان وأخبر أنه لا ينبغي له فقال :
(( وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ وَمَا يَنبَغِي لَهُ ))[ يس : 69 ]
وأما كون الوشم كتابه فإنه من عمله وتزيينه ولهذا لعن رسول الله- صلى الله عليه وسلم -الواشمة والمستوشمة فلعن الكاتبة والمكتوب عليها.
وأما كون الميتة ومتروك التسمية طعامه فإن الشيطان يستحل الطعام إذا لم يذكر عليه اسم الله عز و جل ويشارك آكله والميتة لا يذكر عليها اسم الله تعالى فهي وكل طعام لا يذكر عليه اسم الله عز و جل من طعامه ولهذا لما سأل الجن الذين آمنوا برسول الله - صلى الله عليه وسلم - الزاد قال :(( لكم كل عظم ذكر اسم الله عليه ))فلم يبح لهم طعام الشياطين وهو متروك التسمية.
وأما كون المسكر شرابه فقال تعالى :((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلاَمُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ ))[ المائده : 90 ]فهو شرب من الشراب الذي عمله أولياؤه بأمره وشاركهم في عمله فيشاركهم في عمله وشربه وإثمه وعقوبته.
وأما كون الأسواق مجلسه ففي الحديث:((أنه يركز رايته بالسوق )) ولهذا يحضره اللغو واللغط والصخب والخيانة والغش وكثير من عمله وفي صفة النبي- صلى الله عليه وسلم -في الكتب المتقدمة :(( أنه ليس صخابا بالأسواق)).
وأما كون الحمام بيته فشاهده كونه غير محل للصلاة وفي حديث أبي سعيد :(( الأرض كلها مسجد إلا المقبرة والحمام ))ولأنه محل كشف العورات وهو بيت مؤسس على النار وهي مادة الشيطان التي خلق منها.
وأما كون المزمار مؤذنه ففي غاية المناسبة فإن الغناء قرآنه والرقص والتصفيق اللذين هما المكاء والتصدية صلاته فلابد لهذه الصلاة من مؤذن وإما ومأموم فالمؤذن المزمار والإمام المغني والمأموم الحاضرون.
وأما كون الكذب حديثه فهو الكاذب الآمر بالكذب المزين له فكل كذب يقع في العالم فهو من تعليمه وحديثه.
وأما كون الكهنة رسله فلأن المشركين يهرعون إليهم ويفزعون إليهم في أمورهم العظام ويصدقونهم ويتحاكمون إليهم ويرضون بحكمهم كما يفعل أتباع الرسل بالرسل فإنهم يعتقدون أنهم يعلمون الغيب ويخبرون عن المغيبات التي لا يعرفها غيرهم فهم عند المشركين بهم بمنزلة الرسل فالكهنة رسل الشيطان حقيقة أرسلهم إلى حزبه من المشركين وشبههم بالرسل الصادقين حتى استجاب لهم حزبه ومثل رسل الله بهم لينفر عنهم ويجعل رسله هم الصادقين العالمين بالغيب ولما كان بين النوعين أعظم التضادقال رسول الله- صلى الله عليه وسلم –(( من أتى كاهنا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد )). فإن الناس قسمان :أتباع الكهنة وأتباع رسل الله فلا يجتمع في العبد أن يكون من هؤلاء وهؤلاء بل يبعد عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بقدر قربه من الكاهن ويكذب الرسول بقدر تصديقه للكاهن.
وقوله : اجعل لي مصايد قال :مصايدك النساء فالنساء أعظم شبكة له يصاد بهن الرجال كما سيأتي إن شاء الله تعالى في الفصل الذي بعد هذا.
والمقصود : أن الغناء المحرم قرآن الشيطان.
ولما أراد عدو الله أن يجمع عليه نفوس المبطلين قرنه بما يزينه من الألحان المطربة وآلات الملاهي والمعازف وأن يكون من امرأة جميلة أو صبي جميل ليكون ذلك أدعى إلى قبول النفوس لقرآنه وتعوضها به عن القرآن المجيد.



يتبع الأدلة على بقية الأسماء
__________________
قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله – : (( واعلم أن اعتياد اللغة يؤثر في العقل والخلق والدين تأثيرا قويا بينا ويؤثر أيضا في مشابهة صدر هذه الأمة من الصحابة والتابعين ومشابهتهم تزيد العقل والدين والخلق )) اقتضاء الصراط المستقيم
وقال عبد الله بن المبارك – رحمه الله – : ((نحن إلى قليل من الأدب أحوج منا إلى كثير من العلم )) مدارج السالكين
قال الإمام مالك بن أنس – رحمه الله – : ((كانت أمي تعممني وتقول لي: اذهب إلى ربيعة فتعلم من أدبه قبل علمه)) ترتيب المدارك وتقريب المسالك
رد مع اقتباس