عرض مشاركة واحدة
  #12  
قديم 04-26-2010, 01:01 AM
أبو عبد الله يوسف الزاكوري
Guest
 
المشاركات: n/a
افتراضي

(4)
الإمام عبد الله بن المبارك

توفي في شهر رمضان سنة 181هـ

قال رحمه الله :
قد يفتح المرءُ حانوتا لمتجره *** و قد فتحتَ لك الحانوت بالدين
بين الأساطين حانوتٌ بلا غلَق *** تبتاع بالدين أموال المساكين
صيَّرتَ دينك شاهينا تصيدُ به *** و ليس يفلح أصحابُ الشواهين

كان عبد الله بن المبارك يتجر و يقول : لولا خمسة ما اتجرت : السفيانان و فضيل و ابن السماك و ابن علية أي ليصلهم . فولي ابنُ علية القضاء فلم يأته و لم يصله . فأتى إليه ابن علية فلم يرفع رأسه إليه . ثم كتب إليه ابن المبارك يقول :

يا جاعل العلم له بازيًا *** يصطاد أموالَ المساكين
احتلت للدنيا و زينتِها *** بحيلة تذهَب بالدين
فصرت مجنونا بها بعد ما *** كنت دواء للمجانين
أين روايتُك في سردِها *** بترك أبواب السلاطين
أين روايتُك فيما مضى *** عن ابن عوف و ابن سيرين
إن قلتَ اُكْرِهْتُ فذا باطلٌ *** زل حمار الشيخ في الطين
فلما وقف إسماعيل بن علية على الأبيات ذهب إلى الرشيد و لم يزل به يستعفيه من القضاء حتى أعفاه .

وكان يحبُّ مكة، ويكثر من الخروج إليها للحج والزيارة، وكان كلما خرج من مكة قال:

بُغْضُ الحياةِ وخوْفُ اللَّهِ أخرجنَـِـي ** وَبيعُ نَفْسي بما لَيسَتْ لَهُ ثمَنَـــــا
إنــي وزنْتُ الَّذي يبْقَـــي لِيعْدلَــه **ما ليس يبْقي فَلا واللَّهِ مـا اتَّزَنَـــا .


ويقال إنه أرسل إلى الفضيل بن عياض يحثُّه على قتال الأعداء، قائلا:

يــا عابِدَ الحرَميْن لـو أبْصَــرْتَنا ** لَــعلِمْتَ أنَّكَ في العبَادةِ تَلْعَبُ
من كان يَخْضِبُ خـدَّه بدُمُـــوعِه ** فنحوُرنـــا بدمائِنا تتخضَّب
أوْ كــان يُتْعب خيلَه فــي باطل ** فخيولُنا يوم الصبيحــة تَتْعبُ
ريح العبير لكـم، ونحن عبيرُنا ** رَهَجُ السَّنَابك والغبارُ الأطيبُ


رد مع اقتباس