ثم علق الشيخ حفظه الله فقال :
محب الخير : قبل أن أرد عليك أصرح لك بأني مرتاب منك وأخشى أنك مدسوس على السلفيين ..
معذرة فهذه خشية أرجو أن ترفعها بتصريحك بهويتك والبيان عن شخصيتك ..
فهذه المرة الثانية التي تتهجم فيها على أبي عمر العتيبي وكأنك من المأربيين أو القطبيين ..
أسلوب شديد منفر ..
عموماً سأدخل في الموضوع :
1/ قال محب الخير: [أولا: الكلام ليس في عصمة الأنبياء حتى تؤصل هذه المسألة!!! بل الكلام في الأدب مع النبي صلى الله عليه وسلم].
الجواب:
بل في الأمرين معاً كما سبق بيانه في الجواب على الأخوين محب الأثري وسعيد بن عفير...
================================================== ==
2/ وقال: [ثانيا: قلتَ بالإجماع أن الرسول معصوم في تبيلغ الدعوة والرسالة ؟؟؟ ووالقول بأن الرسول صلى الله عليه وسلم أخطأ في وسائل الدعوة أليست وسائل من تبليغ الرسالة؟؟؟].
الجواب:
المنهج العام للرسول -صلى اللهُ عليه وعلى آله وسلم- في الدعوة معصوم فيه ، ولكن بعض الحوادث يجتهد فيها النبي -صلى اللهُ عليه وعلى آله وسلم- فيبين له ربه -عزَّ وجلَّ- الصواب ويعاتبه على ما فعل ...
فما فعله مع ابن أم مكتوم -رضي اللهُ عنه- ليس مما أوحاه الله إليه فلم يبلغه بل مما اجتهد فيه من تقديم دعوة صناديد قريش لما فيه من عظيم المصلحة بإسلامهم .. فبين الله له الأكمل والأولى..
================================================== ==
3/ وقال: [ثالثا: لقد جعلت المصري شاتما للرسول لأنه قال الصحابة غثائية ، فما قولك في من قال ( أخطأ الرسول في وسائل الدعوة ) أم هذا ثناء عندك؟؟؟].
الجواب من وجوه:
الوجه الأول: لم يقل الشيخ يحيى الحجوري إن النبي -صلى اللهُ عليه وعلى آله وسلم- أخطأ في وسائل الدعوة فهذا كذب منك عليه ..
فلو قال ذلك لكان هذا الكلام أقبح من كلمة "غثائية" ..
ولكن الشيخ يحيى قال : [هذا من وسائل الدعوة التي أخطأ فيها] فهو نسب إلى النبي -صلى اللهُ عليه وعلى آله وسلم- أنه وقع منه الخطأ في بعض وسائل الدعوة وهي مما اجتهد فيه النبي -صلى اللهُ عليه وعلى آله وسلم- ..
الوجه الثاني: أن وقوع الأنبياء في الخطأ-دون الشرك والكبائر وما يخدش في المروءة والعدالة- مع عدم تعمده ولا الإصرار عليه مع التوفيق للتوبة منه هو معتقد أهل السنة والجماعة وليس قول الشيخ يحيى الحجوري -حفظَهُ اللهُ ورعاهُ- .
وقد نقلت لك كلام اللجنة الدائمة : [الأنبياء والرسل قد يخطئون ، ولكن الله تعالى لا يقرهم على خطئهم، بل يبين لهم خطأهم ، رحمة بهم وبأممهم، ويعفو عن زلتهم، ويقبل توبتهم، فضلاً منه ورحمة، والله غفور رحيم، كما يظهر ذلك من تتبع الآيات القرآنية التي جاءت فيما ذكر من الموضوعات في هذا السؤال.].
وذكر ضمن السؤال ما يتعلق بقوله تعالى: {عبس وتولى}.
الوجه الثالث: أن الشيخ يحيى -حفظَهُ اللهُ ورعاهُ- لم يقل إن القول بأن النبي -صلى اللهُ عليه وعلى آله وسلم- قد أخطأ فيما يتعلق بابن أن مكتوم -رضي اللهُ عنه- أن هذا من الثناء والمدح .
بل ما ترتب عليه من إكرام النبي -صلى اللهُ عليه وعلى آله وسلم- لابن أم مكتوم بعدها ، وما بين الله -عزَّ وجلَّ- لنبيه هو المدح والثناء العظيم.
أما المأربي -عاملهُ اللهُ بعدله- فهو يجعل عبارة "غثائية" ليست من السب مع أنه يعير بها غيره ، وهي كلمة سب عند جميع أهل اللغة العربية ..
فالمأربي عنده مكابرة وهذا الأمر ليس موجوداً هنا فتنبه!!
================================================== ==
4/ وقال: [رابعا: ما رأيك أن نقول أخطأ الشيخ ربيع في وسائل الدعوة؟؟؟ ].
الجواب:
إذا كانت الوسائل التي يدعو بها شيخنا شيخ الإسلام ربيع المدخلي شرعية ووفقه الله إليها فلا يجوز لي أن أقول: أخطأ ..
وإذا اتخذ شيخ الإسلام ربيع المدخلي وسيلة من وسائل الدعوة ليست شرعية فحينئذ يجب أن أقول : أخطأ الشيخ ربيع -حفظَهُ اللهُ ورعاهُ- .
والشيخ ربيع -حفظَهُ اللهُ ورعاهُ- ليس معصوماً حتى تدخله في هذا الموضوع ..
وكذلك الشيخ يحيى الحجوري -حفظَهُ اللهُ ورعاهُ- لم يقل ما نسبته إليه : [أخطأ الرسول في وسائل الدعوة]
فافهم هذا ودعك من التلبيس .
================================================== ==
5/ وقال: [خامسا: حكيت إجماعات لم تعزوها إلى القائل من ( أهل السنة )].
الجواب:
هذه شبهة فارسية وقد رددت عليها ومن ردي عليه قلت:
قال شيخ الإسلام -رحمهُ اللهُ- : [بل هو لم ينقل عن السلف والأئمة والصحابة والتابعين وتابعيهم إلا ما يوافق هذا القول ] ويعني بالقول : [القول بأن الأنبياء معصومون عن الكبائر دون الصغائر].
وقال-يعني شيخ الإسلام- : [وإنما نقل ذلك القول في العصر المتقدم عن الرافضة ثم عن بعض المعتزلة ثم وافقهم عليه طائفة من المتأخرين].
فالذين قالوا بعصمة الأنبياء من الصغائر هم الرافضة ثم بعض المعتزلة ثم وافقهم عليه طائفة من المتأخرين ..
فما علاقة الرافضة والمعتزلة ومن وافقهم من المتأخرين بما عليه السلف الصالح ؟!!
فكلامنا عن إجماع أهل السنة ولا عبرة بمن شذ بعد ذلك من المنتسبين إلى السنة بعد انقضاء القرون المفضلة .
================================================== ==
6/ وقال: [سادسا: ما الفرق بينكم وبين أصحاب المصري( عفوا ) فهم ذهبوا يبحثون في بطون الكتب عن الإعتذار لصاحبهم وأنتم مثلهم تماما].
الجواب:
هذا يدل على مكرك وعظيم تلبيسك (عفواً)!!
فنحن لم نذهب لنعتذر بل كتبنا تأصيلاً مما أجمع عليه السلف الصالح ..
والخطأ مردود على صاحبه ..
وكلام القاضي عياض خطأ خالف فيه السلف الصالح ..
أعني دعواه عصمة الأنبياء من الصغائر –غير المخلة بالمروءة والعدالة-..
فالمأربي تكلم بالباطل الظاهر ثم ذهب وأتى بأخطاء للعلماء ليبرر كلامه ..
فهل في نقولي عن العلماء أيها الملبس ما يخالف منهج السلف؟!!
================================================== ==
7/ وقال: [سابعا : هل تؤيد أن يُقال الرسول صلى الله عليه وسلم أخطأ].
الجواب:
بهذا التعميم باطل ..
بل أقول كما قالت اللجنة الدائمة
[س10 : بعض الناس يقولون ومنهم الملحدون أن الأنبياء والرسل يكون في حقهم الخطأ يعني يخطئون كباقي الناس قالوا: إن أول خطأ ارتكبه ابن آدم قابيل هو قتل هابيل، داود عندما جاء إليه الملكان سمع كلام الأول ولم يسمع قضية الثاني فأفتى، يونس وقصته لما التقمه الحوت، وقصة الرسول مع زيد بن حارثة قالوا بأنه أخفى في نفسه شيئاً ، يجب عليه أن يقوله ويظهره، قصته مع الصحابة: أنتم أدرى بأمور دنياكم، قالوا: أخطأ في هذا الجانب. قصته مع الأعمى وهي: {عبس وتولى * أن جاءه الأعمى) ، فهل الأنبياء والرسل حقاً يخطئون؟ وبماذا نرد على هؤلاء الآثمين؟
ج10 : نعم، الأنبياء والرسل قد يخطئون ، ولكن الله تعالى لا يقرهم على خطئهم، بل يبين لهم خطأهم ، رحمة بهم وبأممهم، ويعفو عن زلتهم، ويقبل توبتهم، فضلاً منه ورحمة، والله غفور رحيم، كما يظهر ذلك من تتبع الآيات القرآنية التي جاءت فيما ذكر من الموضوعات في هذا السؤال.
ولم ينكر الله تعالى على نبيه محمد -صلى اللهُ عليه وعلى آله وسلم- إخباره أمته بحديث الذباب وما في جناحيه من الداء والدواء بل أقره فكان صحيحاً، وأما أبناء آدم فمع أنهما ليسا من الأنبياء لَمَّا قتل أحدهما الآخر ظلماً وعدواناً بيَّن الله سوء صنيعه بأخيه ، وبيَّن نبينا محمد -صلى اللهُ عليه وعلى آله وسلم- أن ((ما من نفس تقتل ظلماً إلا كان على ابن آدم الأول كفل من دمها؛ لأنه أول من سن القتل)).
وبالله التوفيق . وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم
================================================== ==
8/ وقال: [ثامنا:تأكد من الإجماعات التي نقلتها]
الجواب:
هات ما ينقضها من كلام السلف .
ودعك من التشكيكات الفارسية!!
================================================== ==
9/ وقال: [تاسعا: المسألة علمية بحتة والزعابي رد بأدب فما الذي أغضبكم].
الجواب:
أنا لم أغضب والحمد لله ..
والأخ الزعابي أخ فاضل من إخواننا السلفيين ...
لكن المشكلة في بعض المندسين!!
================================================== ==
10/ وقال: [عاشرا: أنت كتبت هذا المقال بسب مقال الزعابي فأرجو أن لا تقول أردت أن أوصل المسألة ، وبين رأيك بصراحة].
الجواب:
وهل هناك تعارض بين تأصيل المسألة وبين أن يكون السبب في ذكري للتأصيل مقال أخي سعيد الزعابي ؟
اتق الله وافهم ما تكتب وما يكتبه غيرك ..
وأنصحك بتقوى الله وسلوك منهج السلف الصالح ...
وأرجو أن لا تكون من المندسين بين السلفيين للإفساد والتحريش بينهم .
ومعذرة إذا أخطأ ظني فيك!!
وأرجو أن تبرز هويتك حتى لا تدع للشيطان سبيلاً.
والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد.
