[الشاعر أبو رواحة الموري]

أخواي الكريمان السوقي والسيد بارك الله فيكما
أثلج صدري ما وقع بينكما من نقاش علمي هدفه الفائدة
ولا أقول : خلاف , فبإذن الله لا خلاف بينكما , لأن كليكما لا يريد الانتصار لرأيه وإنما ينشد الفائدة

وأما تأخري عن الإجابة فالإجابة لم تكن عندي حاضرة متكاملة وأنا لا أحب أن أتكلم في علم لا تحضرني إجابته دون الرجوع إلى أهله , ومع ذلك أعتذر عن التأخر .
وأرجو أن يكون فصل النزاع وكلمة الفصل في هذه المسألة كما يلي :
1- أن القافية في البيت هي آخر كلمة من كل بيت في القصيدة .
2- أن حرف الروي : هو آخر حرف من آخر كلمة من كل بيت , وقد يطلق على حرف الروي قافيةً تجوُّزا , كما يقال : قافية الألف مثلا وإنما يريدون حرف الروي الألف وإلا فالقافية هي الكلمة الأخيرة كلها .
3- أن القاعدة أن آخر حرف في آخر كل كلمة من كل بيت هو حرف الروي , هذا هو الأصل كما في قول الشاعر :
وعداوة الشعراء داء معضل = ولقد يهون على الكريم علاجه
الهاء وليس الجيم
ولكن وقع خلاف ما إذا كان آخرُ حرفٍ حرفَ علة ( ألف أو ياء أو واو) كما في قولك : (الورى , القرى)
فهل حرف الروي هنا الألف المقصورة أم الراء ؟ فقد كان المتقرِّر عندي أنها الراء كما حصل لأخي السيد وفقه الله , فلما سألت شيخنا اللغوي الكوني حفظه الله قال لي : إنه وقع خلاف في مثل هذه الصورة , إذ الأصل في حرف الروي هنا أنه حرف الألف ولكن لما كانت الألف حرف علة ضعيفا لا يقوى على جعله قافية بمفرده صار تابعا للحرف الذي قبله فتصبح القافية هي الألف المقصورة مع الحرف الذي قبلها وهو الراء جميعا , ولا يقتصر على أحدهما في مثل هذه الصورة , والله أعلم .