[أبو أحمد علي بن أحمد السيد]

طعن إدريس الأثيوبي في منهج السلف(1)

السؤال: فضيلة الشيخ يحيى حفظكم الله ورعاكم، نحن شباب المحويت ابتلينا برجل يدرس في كلية التربية في المحويت، وهو يدعي أنه خريج الجامعة الإسلامية وهو من أثيوبيا، ويسمى بـإدريس وعنده بعض الغرائب المنكرة، وقد اغتر به بعض إخواننا في المحويت، ويدافعون عنه ويقولون: أن لديه أدلة قوية على غرائبه من تلك التي أتى بها قوله: إن عبد الله بن أبي بن سلول ليس بمنافق بدليل أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قد صلى عليه وكفنه في ثيابه، ومنها قوله: أنا لا أتقيد بمنهج السلف، وقوله: إن فهم السلف فهم طاغوتي، ويقول: أنتم أيها السلفيون مقلدة.
الإجابة :
هذه الأقوال تدل على زيغ قائلها وهي في غاية البطلان، فالكتاب والسنة وإجماع أهل الحق على أن ابن سلول، وأمثاله من المنافقين الاعتقاديين كفار، يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم: ﴿إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللهِ وَاللهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ * اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللهِ إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ * ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا فَطُبِعَ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لا يَفْقَهُونَ * وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ * وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا يَسْتَغْفِرْ لَكُمْ رَسُولُ اللهِ لَوَّوْا رُءُوسَهُمْ وَرَأَيْتَهُمْ يَصُدُّونَ وَهُمْ مُسْتَكْبِرُونَ * سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ لَنْ يَغْفِرَ اللهُ لَهُمْ إِنَّ اللهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ * هُمُ الَّذِينَ يَقُولُونَ لا تُنْفِقُوا عَلَى مَنْ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ حَتَّى يَنْفَضُّوا وَلِلَّهِ خَزَائِنُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لا يَفْقَهُونَ * يَقُولُونَ لَئِنْ رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الأَعَزُّ مِنْهَا الأَذَلَّ وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لا يَعْلَمُونَ﴾; [المنافقون:1-8] الله عز وجل أخبر عن المنافقين بهذه الصفات أنهم آمنوا ثم كفروا فطبع على قلوبهم فهم لا يفقهون، ويقول سبحانه وتعالى: ﴿إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا * إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَاعْتَصَمُوا بِاللهِ وَأَخْلَصُوا دِينَهُمْ لِلَّهِ فَأُوْلَئِكَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ وَسَوْفَ يُؤْتِ اللهُ الْمُؤْمِنِينَ أَجْرًا عَظِيمًا﴾; [النساء:145-146]، ويقول سبحانه وتعالى: ﴿إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلا يَذْكُرُونَ اللهَ إِلَّا قَلِيلًا * مُذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَلِكَ لا إِلَى هَؤُلاءِ وَلا إِلَى هَؤُلاءِ وَمَنْ يُضْلِلِ اللهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ سَبِيلًا﴾; [النساء:142-143]، ويقول جل وعلا في سورة التوبة: ﴿وَمِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ وَيَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَكُمْ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ﴾; [التوبة:61]، ويقول سبحانه: ﴿وَمِنْهُمْ مَنْ يَلْمِزُكَ فِي الصَّدَقَاتِ فَإِنْ أُعْطُوا مِنْهَا رَضُوا وَإِنْ لَمْ يُعْطَوْا مِنْهَا إِذَا هُمْ يَسْخَطُونَ﴾; [التوبة:58]، ويقول سبحانه وتعالى: ﴿وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ ائْذَنْ لِي وَلا تَفْتِنِّي أَلا فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُوا وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكَافِرِينَ﴾; [التوبة:49]، وهو الذي تولى فتنة الإفك قال الله تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ لا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ مَا اكْتَسَبَ مِنَ الإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ﴾; [النور:11].
هذه نصوص أنهم كفار، والنبي صلى الله عليه وآله وسلم نُهي عن الصلاة على ابن سلول وعلى المنافقين الاعتقاديين، ولم يصل عليهم بعد أن نهي عن ذلك، قال الله تعالى: ﴿وَلا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَدًا وَلا تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ إِنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَمَاتُوا وَهُمْ فَاسِقُونَ﴾; [التوبة:84]، فنسخ فعل النبي صلى الله عليه وآله وسلم بنهي الله عز وجل له عن الصلاة عليهم، فلا يجوز لمسلم أن يصلي على المنافقين الاعتقاديين بعد ذلك بإجماع أهل الحق.
*/حاشية/ـــــــــــــــــــــ
(1) الجواب النفيس في الرد على الزائغ إدريس (أسئلة بعث بها شباب من المحويت)، بتاريخ: السبت 28 رجب 1423ه‍.. دماج-دار الحديث.

ادعاء إدريس الأثيوبي أنه يصلي في الحرم(1)

السؤال: ومن غرائبه: أنه لا يصلي في المسجد الكائن في حيهم فإذا نصح يقول: أني أصلي في الحرم، ولكن لست كـالصوفية، وإنما أضع الراديو أمامي وأصلي بعد إمام الحرم؟
الإجابة:
صلاته على هذا الائتمام غير صحيحة؛ لأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم رأى رجلًا يصلي خلف الصف فقال: «لا وحدك صليت، ولا بإمامك اقتديت»(2)، وثبت عنه أنه قال: «لا صلاة لمنفرد خلف الصف»(3)، وسماع الراديو والنظر إلى شاشة التلفزيون من الملهيات عن الصلاة أيضًا لحديث أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم صلى في خميصة فلما فرغ قال: «اذهبوا بخميصتي هذه، وائتوني بإنبجانية أبي جهم؛ فإنها ألهتني آنفًا عن صلاتي»، وقال صلى الله عليه وآله وسلم: «إن في الصلاة لشغلًا»، وعلى هذا فهذا الرجل لعب به الشيطان من عدة وجوه فمهما بقي على هذا الحال فإن صلاته باطلة، وهو يحسب أنه يحسن صنعًا فأي خير استفاده مدرس لم يحسن يصلي ولا يعلم مبطلات صلاته، وهو بذلك متشبه بالصوفية أصحاب الخطوة.
يقول قائلهم:
مريدي تمسك بي وكن بي واثقًا ==أحميك في الدنيا ويوم القيامة
فقالوا: أيا هذا تركت صلاتك؟! ==وما علموا أني أصلي بمكة
أما قوله: منهج السلف طاغوتي فهذا القول طغيان، أأنت أهدى أم أهل الحديث من أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم فمات بعدهم؟ أأنت أهدى أم ابن المبارك والأوزاعي والإمام أحمد يقول: (إن استطاع أن لا يحك رأسه إلا بسلف فليفعل) والنبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول لفاطمة: «فنعم السلف» هو منهج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأصحابه، قال تعالى: ﴿وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ المُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا﴾; [النساء:115].
وعلى هذا فالواجب على المسلمين أن يفهموا القرآن والسنة فهمًا صحيحًا ولا يصير ذلك إلا إذا كان على فهم السلف، فاحذروا وحذّروا من أصحاب هذه الأفكار المخالفة للصواب.
*/حاشية/ـــــــــــــــــــــ
(1) الجواب النفيس في الرد على الزائغ إدريس (أسئلة بعث بها شباب من المحويت)، بتاريخ: السبت 28 رجب 1423ه‍.. دماج-دار الحديث.
(2) هو من قول ابن مسعود كما في عمدة القاري شرح صحيح البخاري.
(3) رواه أحمد (ج4ص23)، وأبو داود رقم (682)، والترمذي رقم (230)، وابن ماجة رقم (1003) وهو في الصحيح المسند رقم (1022).

قول إدريس الأثيوبي بأن الهجر تدينًا معصية(1)

السؤال: ومن غرائبه: أنه يبدع من يقول بهجر أصحاب أهل البدع تدينًا، وأن من هجرهم زجرًا فإنه عاص لله؟
الإجابة:
الجواب هذا رجل ضال على جهل وهوى، لا يعتمد على كتاب ولا سنة ولا فهم سلف.. ماذا تتوقع ممن هذا حاله الواجب الحذر والتحذير منه ومن أفكاره، قال تعالى: ﴿إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَرَأَوُا الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الأَسْبَابُ * وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّءُوا مِنَّا كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ﴾; [البقرة:166-167]، ويقول سبحانه وتعالى: ﴿وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ مَوْقُوفُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ يَرْجِعُ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ الْقَوْلَ يَقُولُ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا لَوْلا أَنْتُمْ لَكُنَّا مُؤْمِنِينَ * قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا أَنَحْنُ صَدَدْنَاكُمْ عَنِ الْهُدَى بَعْدَ إِذْ جَاءَكُمْ بَلْ كُنتُمْ مُجْرِمِينَ﴾; [سبأ:31-32].. الآيات، ويقول: ﴿فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ * قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ إِنِّي كَانَ لِي قَرِينٌ * يَقُولُ أَئِنَّكَ لَمِنَ الْمُصَدِّقِينَ * أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَئِنَّا لَمَدِينُونَ قَالَ هَلْ أَنْتُمْ مُطَّلِعُونَ * فَاطَّلَعَ فَرَآهُ فِي سَوَاءِ الْجَحِيمِ * قَالَ تَاللهِ إِنْ كِدْتَ لَتُرْدِينِ * وَلَوْلا نِعْمَةُ رَبِّي لَكُنتُ مِنَ الْمُحْضَرِينَ﴾; [الصافات:50-57].. .
*/حاشية/ـــــــــــــــــــــ
(1) الجواب النفيس في الرد على الزائغ إدريس (أسئلة بعث بها شباب من المحويت)، بتاريخ: السبت 28 رجب 1423ه‍.. دماج-دار الحديث.

علاقة إدريس الأثيوبي بأبي الحسن المصري(1)

السؤال: ما نصيحتكم لشباب المحويت من هذا الرجل حيث إنه متعصب لأبي الحسن، وحيث إن أبا الحسن قد وصى به من الإمارات بأن يلتقي به؟
الإجابة:
تشابهت قلوبهم على البدع والضلالات؛ فلا يستغرب من مناصرة أهل الهوى بعضهم بعضًا.
*/حاشية/ـــــــــــــــــــــ
(1) الجواب النفيس في الرد على الزائغ إدريس (أسئلة بعث بها شباب من المحويت)، بتاريخ: السبت 28 رجب 1423ه‍.. دماج-دار الحديث.

يتبع بالبقية إن شاء الله