عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 07-20-2010, 04:03 PM
أم جابر السلفية أم جابر السلفية غير متواجد حالياً
...
 
تاريخ التسجيل: Jul 2009
المشاركات: 296
أم جابر السلفية is on a distinguished road
Ss70013


الخطبة الثانية:

الحمد لله حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه كما يحب ربنا ويرضى، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه، وسلم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين.
أما بعد: فيا أيها الناس، اتقوا الله تعالى حق التقوى.
عباد الله، إن الله جل وعلا أخبرنا عن المنافقين أن أيمانهم أيمانٌ كاذبة، جعلوا أيمانهم جُنةً تقي أموالهم ودماءَهم، فيحلفون بالله على الكذب وهم يعلمون، قال تعالى: ٱتَّخَذْواْ أَيْمَـٰنَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّواْ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ فَلَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ [المجادلة:16]، وقال: إِذَا جَاءكَ ٱلْمُنَـٰفِقُونَ قَالُواْ نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ ٱللَّهِ وَٱللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَٱللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ ٱلْمُنَـٰفِقِينَ لَكَـٰذِبُونَ ٱتَّخَذُواْ أَيْمَـٰنَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّواْ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ إِنَّهُمْ سَاء مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ [المنافقون:1، 2].
فأيمان المنافقين أيمانُ كذب وباطل، يعلم الله ذلك من قلوبهم، ومحمد يجريهم على الظاهر، فإذا حلفوا له بالله قبِل ظاهرَهم، ووكل سرائرَهم إلى الله، والله جل وعلا قد أطلعه على مخبَّآت نفوسهم، وأن أيمانهم أيمانُ كذبٍ وباطل. فليحذر المسلم من التشبه بالمنافقين والضالين، وليكن ملازماً للصدق، وإذا طُلب منك يمين في القضاء وغيره فاتق الله وحاسب نفسك قبل أن تحلف، إن كنت على يقين وصدق جازم فاليمين من وسائل إثبات الحق، البينة على المدعي واليمين على من أنكر، ولكن إن كنت شاكاً في الأمر، متردداً لست على يقين جازم، فإن دينك أغلى عندك من الدنيا وما عليها، فواتُ شيء من الدنيا أهون من أن تكذب في يمينك. اتق الله، وحاسب نفسك، واعلم أن هذه اليمين إذا نطقتَ بها وأنت كاذب فيوشك أن يعجِّل الله لك عقوبة في الدنيا مع ما يدَّخر لك في الآخرة من العذاب الأليم.
في الحديث: ((ما من ذنب أحرى أن يعجل الله عقوبته في الدنيا مع ما يدخر لصاحبه في الآخرة من البغي وقطيعة الرحم))[1]، وأيّ بغي أعظم من بغي من يحلف بالله كاذبًا لينتصر في قضيته وفي مدافعته، فيحلف بالله وهو يعلم كذبَه وباطله؟! يندم ولا ينفع الندم، أما أيمان تستحلُّ بها أموال المسلمين وتجحد بها حقوقَهم وتقلب الحقيقة على القضاء، وهذا أمر غير لائق بك ـ أيها المسلم ـ وأنت تخاف الله وترجوه، كن خائفاً من الله في يمينك. كان سلفنا الصالح يتورَّعون عن اليمين، كانوا يتقون اليمين بكلِّ ما أوتوا خوفاً من الزلل في اليمين، فاتق الله في اليمين، قال تعالى: وَلاَ تُطِعْ كُلَّ حَلاَّفٍ مَّهِينٍ هَمَّازٍ مَّشَّاء بِنَمِيم مَّنَّاعٍ لّلْخَيْرِ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ [القلم:10-12]، وَلاَ تُطِعْ كُلَّ حَلاَّفٍ مَّهِينٍ أي: كثير الحلف، الذي لا يبالي بحلفه، ولا يتقي الله في حلفه، ولا يتورَّع عن الكذب.
فاتق الله أيها المسلم، وكن بعيداً عن هذه الترهات، كن ملازماً للصدق؛ ففي الصدق الخير والنجاة في الدنيا والآخر.
واعلموا ـ رحمكم الله ـ أن أحسن الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد ، وشر الأمور محدثاتها، وكل بدعة ضلالة، وعليكم بجماعة المسلمين، فإن يد الله على الجماعة، ومن شذ شذ في النار.
وصلوا ـ رحمكم الله ـ على نبيكم محمد طاعة لربكم وتنفيذاً لأمره، قال تعالى: إِنَّ ٱللَّهَ وَمَلَـٰئِكَـتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى ٱلنَّبِىّ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ صَلُّواْ عَلَيْهِ وَسَلّمُواْ تَسْلِيماً [الأحزاب:56].
اللهم صل وسلم بارك على عبدك ورسولك محمد، وارض اللهم عن خلفائه الراشدين أبي بكر وعمر وعثمان وعلي...

..........................................

[1] أخرجه أحمد (5/36)، وأبو داود في الأدب (4902)، والترمذي في صفة القيامة (2511)، وابن ماجه في الزهد (4211) من حديث أبي بكرة رضي الله عنه، وقال الترمذي: "حديث حسن صحيح"، وصححه ابن حبان (455، 456)، والحاكم (2/356)، ووافقه الذهبي، وهو في السلسلة الصحيحة (918).


__________________
الفتن وإن عظمت و ساءتنا
فأنها تعد غربلة وتمييز للخبيث من الطيب ..فاللهم إنا نعوذ بك من النفاق والشقاق ..آمين


قال الإمام الوادعي رحمه الله ( لن تستقيم الدعوة السلفية إلا بالجرح والتعديل)
وقال خليفته الناصح الأمين حفظه الله ( من تحزب خرب وضاع وماع )

التعديل الأخير تم بواسطة أم جابر السلفية ; 07-20-2010 الساعة 04:06 PM.
رد مع اقتباس