منتديات الشعر السلفي بإشراف الشاعر ابي رواحة الموري - عرض مشاركة واحدة - قصيدة ابن رجب الوعظية : من رسالته "ذم قسوة القلب"
عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 07-22-2010, 06:15 PM
الصورة الرمزية الشاعر أبو رواحة الموري
المشرف العام - وفقه الله
 
تاريخ التسجيل: Mar 2009
الدولة: السعوديه - جدة
المشاركات: 1,758
الشاعر أبو رواحة الموري will become famous soon enough
افتراضي قصيدة ابن رجب الوعظية : من رسالته "ذم قسوة القلب"

قصيدة ابن رجب
من رسالته ذم قسوة القلب




أفِـي دَارِ الخَـرَابِ تَظـلُّ تَبنِـي * * * وتَعمُـرُ مـَا لِعمـرَانٍ خُلِقـتَا

وَمَا تَركَـتْ لَكَ الأَيَّـامُ عُـذرًا * * * لَقَـد وَعَظَتـكَ لَكِنْ مَا اتَّعَظتَا


تُنَـادِي للـرَّحِيـلِ بِكُـلِّ حِينٍ * * * وَتُعلِـنُ إنَّمَـا المَقصُـودُ أنْـتَا

وتُسمِعُـكَ النِّـدَاءَ وأنـتَ لاَهٍ * * * عَنِ الدَّاعِي كأنَّـكَ مـَا سَمِعتَا

وتَعلَــمُ أنَّـهُ سَفـَرٌ بَعِيـدٌ * * * وعَن إِعـدَادِ زَادٍ قَـد غَفَلـتَا

تَنَـامُ وَطـالِـبُ الأيَّـامِ سَـاعٍ * * * ورَاءكَ لاَ يَنَـامُ فَكيـفَ نِمـتَا

مَعـائِـبُ هَـذِهِ الدُّنيَـا كَثِيـرٌ * * * وأنـتَ عَلَـى محبَّتِهَـا طُبِعـتَا

يَضِيعُ العُمـرُ فِـي لَعِـبٍ وَلهـوٍ * * * وَ لَـو أُعطِيـتَ عَقلاً مَا لَعِبتَا

فمَا بَعدَ الممَـاتِ سِـوَى جَحِيـمٍ * * * لِعـاصٍ أو نَعِيــمٍ إِن أَطعـتَا

ولسـت بـآملٍ ردًّا لِـدُنيَـا * * * فَتعملُ صَالِحًا فِيمَـا تَـركـتَا


وأوَّلُ مَـن ألُـومُ اليَـومَ نفسِـي * * * فَقَـد فَعَلـتْ نَظَائـِرَ مَا فَعلتَا


أيَـا نفسِي َ أَخـوضًا فِي المَعاصِي * * * وَبعـدَ الأربَعِيـنَ وغِـبَّ سِتَّا


وَأرجُو أَن يَطُولَ العُمـرُحَتَّـى * * * أَرى زَادَ الـرَّحِيـلِ وقَـد تأتَّى

أيَا غُصنَ الشَّذَاء تَمِيـلُ زَهـوًا * * * كأنَّكَ قَد مَضَى زَمـنٌ وعِشـتَا

عَلِمـتَ فَدَعْ سَبِيلَ الجَهلِ واحذَرْ * * * وَصحِّحْ قَد عَلِمتَ ومَـا عَمِلْـتَا

وَيَا مَن يَجمعُ الأَمـواَلَ قُلْ لِـي * * * أَيَمنَعُكَ الرَّدَى مَا قَـد جَمَعـتَا

وَيَـا مَـن يَبتَغِي أَمـرًا مُطَاعًـا * * * فيُسمَعُ نَافـِذٌ مَـن قـَد أَمَـرتَا

أَجَجْـتَ إلَـى الـوِلاَيَةِ لاَ تُبَالِي * * * أَجِـرْتَ عَلَـى البرِيَّةِ أَم عدَلتَا

ألاَ تَـدرِي بأنَّـكَ يَـومَ صَارَتْ * * * إِلَيـكَ بِغَيـرِ سِكِّيـنٍ ذُبِحـتَا

ولَيـسَ يَقُومُ فَرحةُ قَد تَـولَّـى * * * بِتَرحةِ يَومَ تَسمعُ قـَد عُـزِلـتَا

وَلاَ تُهمِـلْ فَـإنَّ الوَقتَ يَسـرِي * * * فإنْ لَم تَغتَنِمْـهُ فَقَـد أَضَعـتَا

تـَرَى الأيـَّامَ تُبلِـي كُلَّ غُصنٍ * * * وَتَطـوِي مِـن سُرُورِكَ مَا نَشَرْتَا

وَتَعلَـمُ إنَّمَـا الـدُّنيَـا مَنـامٌ * * * فَأحلَـى مَا تَكُـونُ إذَا انتبَهـتَا

فَكَيفَ تصدُّ عَن تَحصِيـلِ بَـاقٍ * * * وَبِالفَانِـي وزُخـرُفـِهِ شُغِلـتَا

هِيَ الدُّنيَـا إذَا سَـرَّتـكَ يَـومًا * * * تسُـوءُكَ ضِعـفَ مَا فِيهَا سُرِرتَا

تَغُـرُّكَ كـالسَّرابِ فأنتَ تَسرِي * * * إليـهِ ولَـيسَ تَشعُـرُ إن غُرِرتَا

وَأشهـدُ كَـم أبادَت مِن حَبِيبٍ * * * كـأنَّكَ آمٍـنٌ مِمَّـنْ شَهِـدتَا

وَتدْفِنُهُـم وَتـرجِعُ ذَا سُـرُورٍ * * * بِمَـا قـَد نِلتَ مِن إِرثٍ وَحَرتا

وتَنسَاهُم وأنـتَ غَـدًا سَتَفنَـى * * * كـأنَّكَ مـَا خُلِقـتَ ولاَ وُجِدتَا

تُحدِّثُ عَنهُم وَتقُولُـوا كَـانُـوا * * * نَعـمْ كَانُوا كَمـاَ واللهِ كُنـتَـا

حَدِيثُك هم وأنتَ غدًا حَـدِيثٌ * * * لِغَيـرِهِم فَأحسِـن مَا استطَعـتَا

يَعُودُ المـرءُ بَعدَ المـوتِ ذِكـرًا * * * فَكُن حَسَن الحَدِيـثِ إذَا ذُكِـرتَا

سـلِ الأيَـامَ عَـن عَمْ وخالٍ * * * وَمَالَكَ والسُّـؤالُ وقَـد عَلِمـتَا

ألَسـتَ تَـرى دِيـارهُم خَواءً * * * فَقَـد أنكَرت منهَا مَا عـرَفـتا


منقول من سحاب

 

__________________


لزيارة صفحة الشاعر أبي رواحة الموري على

التعديل الأخير تم بواسطة الشاعر أبو رواحة الموري ; 07-22-2010 الساعة 06:22 PM.
رد مع اقتباس