![]()  | 
    
    ![]()  | 
    
    ![]()  | 
    
    ![]()  | 
    
    ![]()  | 
  
		
			
  | 
	|||||||
| كاتب الموضوع | أبو الزبير عبد الحليم الإدريسي | مشاركات | 1 | المشاهدات | 6176 | 
                        
        |   | 
    
         
 | انشر الموضوع | 
![]()  | 
	
	
| 
		 | 
	أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | 
| 
		 
			 
			#1  
			
			
			
			
			
		 
		
	 | 
|||
		
		
  | 
|||
| 
		
	
		
		
			
			 بسم الله الرحمن الرحيم  
نعود لتفريغ باب من أبواب" كتاب عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين" للإمام ابن قيم الجوزية رحمه الله رحمة واسعة واسكنه فسيح جناته . "في حقيقة الصبر وكلام الناس فيه" قد تقدم بيان معناه لغة ، وأما حقيقته : فهو خلق فاضل من أخلاق النفس يمتنع به من فعل مالا يحسن ولا يجمل ، وهو قوة من قوى النفس التي بها صلاح شأنها وقوام أمرها . وسئل عنه الجنيد بن محمد فقال : تجزع المرارة من غير تعبس . وقال ذو النون : هو التباعد عن المخالفات ، والسكون عند تجرع غصص البلية ، وإظهار الغنى مع حلول الفقر بساحات المعيشة . وقيل : الصبر هو الوقوف مع البلاء بحسن الأدب . وقيل : هو الغنى في البلوى بلا ظهور شكوى . وقال أبو عثمان : الصبار هو الذي عود نفسه الهجوم على المكاره . وقيل : الصبر المقام على البلاء بحسن الصحبة كالمقام مع العافية . ومعنى هذا : أن لله على العبد عبودية في عافيته وفي بلائه ، فعليه أن يحسن صحبة العافية بالشكر ، وصحبة البلاء بالصبر . وقال عمرو بن عثمان المكي : الصبر هو الثبات مع الله وتلقى بلائه بالرحب والدعة . ومعنى هذا : أنه يتلقى البلاء وبصدر واسع لا يتعلق بالضيق والسخط والشكوى . وقال الخواص : الصبر الثبات على أحكام الكتاب والسنة . وقال رويم : الصبر ترك الشكوى فسره لازمه . وقال غيره : الصبر هو الاستعانة بالله . وقال أبو على : الصبر كاسمه . وقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه : الصبر مطية لا تكبو . وقال أبو محمد الجريري : الصبر أن لا يفرق بين حال النعمة والمحنة مع سكون الخاطر فيهما . قلت : وهذا غير مقدور ولا مأمور به ، فقد ركب الله الطباع على التفريق بين الحالتين ، وإنما المقدور حبس النفس عن الجزع لا استواء الحالتين عند العبد ، وساحة العافية أوسع للعبد من ساحة الصبر ، ولا ينافض هذا قوله صلى الله عليه وسلم : " وما أعطى أحد عطاء خيرا وأوسع من الصبر " [متفق عليه] ، فإن هذا بعد نزول البلاء ليس للعبد أوسع من الصبر ، وأما قبله فالعافية أوسع له . وقال أبو علي الدقاق : حد الصبر أن لا يعترض على التقدير . فأما إظهار البلاء على غير وجه الشكوى فلا ينافي الصبر ، قال الله تعالى في قصة أيوب : ( إنا وجدناه صابرا ) [ ص : 44] مع قوله : ( مسني الضر ) [ الأنبئاء : 83] ، قلت : فسر اللفظ بلازمها . وأما قوله : " على غير وجه الشكوى " فالشكوى نوعان : أحدهما : الشكوى إلى الله فهذا لا ينافي الصبر كما قال يعقوب ( إنما أشكوا بثي وحزني إلى الله ) [يوسف : 86] مع قوله : ( فصبر جميل ) [يوسف : 18] . وقال : ( مسني الضر ) مع وصف الله له بالصبر. والنوع الثاني : شكوى المبتلى بلسان الحال أو المقال ، فهذه لا تجامع الصبر بل تضاده وتبطله ، فالفرق بين شكواه والشكوى إليه . وسنعود لهذه المسألة في باب اجتماع الشكوى و الصبر وافتراقهما إن شاء الله تعالى . وقيل : الصبر شجاعة النفس ومن ها هنا أخذ القائل قوله : ( الشجاعة صبر ساعة ) . وقيل الصبر : ثبات القلب عند موارد الاضطراب والصبر والجزع ضدان ولهذا يقابل أحدهما بالآخر قال تعالى عن أهل النار : ( سواء علينا أجزعنا أم صبرنا ما لنا من محيص ) [إبراهيم : 21] . والجزع قرين العجز وشقيقه ، والصبر قرين الكيس ومادته ، فلو سئل الجزع : من أبوك ؟ لقال : العجز ، ولو سئل الكيس : من أبوك ؟ لقال الصبر . والنفس مطية العبد التي يسير عليها إلى الجنة أو النار . والصبر لها بمنزلة الخطام والزمام للمطية ، فإن لم يكن للمطية خطام ولا زمام شردت في كل مذهب . وحفظ من خطب الحجاج : اقدعوا (1) هذه النفوس فإنها طلعة إلى كل سوء ، فرحم الله امرءا جعل لنفسه خطاما وزماما فقادها بخطامها إلى طاعة الله ، وصرفها بزمامها عن معاصي الله ، فإن الصبر عن محارم الله أيسر من الصبر على عذابه . قلت : والنفس فيها قوتان : قوة الإقدام وقوة الإحجام ، فحقيقة الصبر أن يجعل قوة الإقدام مصروفة إلى ماينفعه ، وقوة الإحجام إمساكا عما يضره . ومن الناس من تكون قوة صبره على فعل ما ينتفع به وثباته عليه أقوى من صبره عما يضره ، فيصبر على مشقة الطاعة ولا صبر له عن داعي هواه إلى ارتكاب ما نهى عنه . ومنهم من لا صبر له على هذا ولا ذاك . وأفضل الناس أصبرهم على النوعين . فكثير من الناس يصبر على مكابدة قيام الليل في الحر والبرد ، وعلى مشقة الصيام ، ولا يصبر عن نظرة محرمة . وكثير من الناس يصبر عن النظر وعن الالتفات إلى الصور ، ولا صبر له على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وجهاد الكفار والمنافقين ، بل هو أضعف شيئ عن هذا وأعجزه ، وأكثرهم لا صبر له على واحد من الأمرين . وأقلهم أصبرهم في الموضعين . وقيل : " الصبر ثبات باعث العقل والدين في مقابلة باعث الهوى والشهوة " ومعنى هذا أن الطبع يتقاضى ما يحب وباعث العقل والدين يمنع منه ، والحرب قائمة بينهما وهي سجال ، ومحرك هذه الحرب قلب العبد والصبر والشجاعة والثبات " . انتهى (1) والمعنى : كفوا نفوسكم عن التطلع إلى الشهوات 
 
الموضوع الأصلي : 
"في حقيقة الصبر وكلام الناس فيه"// الإمام ابن القيم رحمه الله
   
-||-
   
المصدر : 
منتديات الشعر السلفي
   
-||-
   
الكاتب : 
أبو الزبير عبد الحليم الإدريسي 
		
		
		
		
		
		
		
			
				__________________ 
		
		
		
		
		
			كفكف دموعك فالطريق طويل *** لاتترك الدمع العزيز يسيل في أول الدرب الطويل تحسر *** ماذا عساك إذ ابتليت تقول  ياأيها السني لا تجزع إذا *** شح الوجود وهاجمتك فلول  و أعلم بأن الله ناصر عبده *** وله مقاليد الأمور تؤول 
			التعديل الأخير تم بواسطة أبو الزبير عبد الحليم الإدريسي ; 10-10-2010 الساعة 03:14 PM.  | 
| 
		 
			 
			#2  
			
			
			
			
			
		 
		
	 | 
|||
		
		
  | 
|||
| 
		
	
		
		
			
			 
			
			يرفع للعبرة والتذكير ......
		 
		
		
		
		
		
		
			
				__________________ 
		
		
		
		
		
	
	كفكف دموعك فالطريق طويل *** لاتترك الدمع العزيز يسيل في أول الدرب الطويل تحسر *** ماذا عساك إذ ابتليت تقول  ياأيها السني لا تجزع إذا *** شح الوجود وهاجمتك فلول  و أعلم بأن الله ناصر عبده *** وله مقاليد الأمور تؤول 
			 | 
![]()  | 
	
	
| الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
| أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | 
		
  | 
	
		
  | 
.: عدد زوار المنتدى:.
 
| 
		
		 | 
	
    ![]()  | 
    
    ![]()  | 
    
    
    ![]()  | 
    
    ![]()  | 
    
    ![]()  |