|
كاتب الموضوع | بنت العمدة - أم الشيماء | مشاركات | 3 | المشاهدات | 1868 | | | | انشر الموضوع |
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع |
#1
|
|||||||||
|
|||||||||
سير الصحابيات رضى الله عنهن
بسم الله الرحمن الرحيم الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد : السلامـ عليكمـ و رحمــــة الله و بركاته .. سيرة المؤمنات الصادقات وسيرة العفيفات وسيرة الصحابيات الجليلات وسيرة متواصله هيا نبداء: صور تعطر حياء المرأة المسلمة الصورةالاولى عائشة بنت الصديق نسبها هى أم المؤمنين عائشة بنت أبى بكر الصديق الطاهرة المبرئة من السماء حبيبة رسول الله صلى الله عليه و سلم قال عنها عروة بن الزبير (( ما رأيت أحداً أعلم بالقرآن ولا بفرائضه ولا بحلال ولا بحرام ولا بشعر ولا بحديث عربي ولا بنسب من عائشة)). تقول ((فضلت على نساء الرسول بعشر ولا فخر: كنت أحب نسائه إليه، وكان أبي أحب رجاله إليه، وتزوجني لسبع وبنى بي لتسع (أي دخل بي)، ونزل عذري من السماء (المقصود حادثة الإفك)،واستأذن النبي صلى الله عليه و سلم نساءه في مرضه قائلاً: إني لا أقوى على التردد عليكن،فأذنّ لي أنأبقى عند بعضكن، فقالت أم سلمة: قد عرفنا من تريد، تريد عائشة، قد أذنا لك، وكان آخر زاده في الدنيا ريقي، فقد استاك بسواكي، وقبض بين حجري و نحري، ودفن فيبيتي)). زواجها بالرسول صلى الله عليه و سلم عن عائشة: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لها: ((أريتك في المنام، مرتين أرى أنك في سرقة من حرير ويقول هذه امرأتك، فأكشف عنهافإذا هي أنت، فأقول إن كان هذا من عند الله يمضه)). روى الامام أحمد فى مسنده: لما هلكت خديجة جاءت خَوْلَة بنت حكيمامرأة عثمان بن مَظْعُون قالت: يا رسول الله! ألا تزوّج؟ قال: (مَنْ ؟)، قالت: إن شئت بكراًوإن شئت ثيباً، قال: (فَمَنِ البِكْرُ؟) قالت: ابنة أحبّ خلق الله عزّ وجلَّ إليك عائشةبنت أبي بكر، قال: (ومَنِ الثَّيّيبُ؟) قالت: سَودة بنت زمعة، قد آمنت بك واتّبعتك علىما تقول، قال: (فاذهبي، فاذكريهما عليَّ). فدخلت بيتأبي بكر، فقالت: يا أمّ رُومان! ماذا أدخل الله - عزّ وجلّ - عليكم من الخيروالبركة، قالت: وما ذلك؟ قالت:أرسلني رسول الله -صلّىالله عليه وسلَّم- أخطبُ عليه عائشة قالت: انتظريأبا بكر حتى يأتي، فجاء أبو بكر، فقالت:يا أبا بكر! ماذا أدخل الله عليكم من الخيروالبركة قال: وما ذاك؟ قالت:أرسلني رسول الله -صلّىالله عليه وسلَّم- أخطب عليه عائشة قال: وهل تصلحُله؟ إنما هي ابنة أخيه. فرجعت إلى رسول الله -صلّى الله عليه وسلَّم- فذكرت له ذلك قال: (ارجعي إليه فقولي له: أنا أخوكوأنت أخي في الإسلام، وابنتك تصلح لي)، فرجعت فذكرتذلك له، قال: انتظري، وخرج. قالت أم رُومان: إنمُطعِم بن عديّ قد كان ذكرها على ابنه، فوالله ما وعد وعداً قطّ فأخلفه، لأبي بكر،فدخل أبو بكر على مطعم بن عدي، وعنده امرأته أم الفتى، فقالت: يا ابن أبي قُحافة! لعلّك مُصْبٍ صاحبنا مُدخِله في دينك الذي أنت عليه إن تزوّج إليك، قال أبو بكرللمُطعم بن عديّ: أقولَ هذه تقول؟ قال: إنها تقولذلك، فخرج من عنده وقد أذهب الله - عزّ وجلّ - ما كان في نفسه من عِدَته التي وعده،فرجع، فقال لخولَة: ادعي لي رسول الله -صلّى الله عليه وسلَّم- فزوّجها إيّاه،وعائشة يومئذٍ بنتست سنين. فلما هاجر رسولالله -صلّى الله عليه وسلَّم- إلى المدينة خلّف أهله وبناته، ثم إنهم قدمواالمدينة، فنزلت عائشة -رضي الله عنها- مع عيال أبي بكر بالسُّنح، فلم تلبث أنوُعِكَت - أي أصابتها الحمّى - فكان أبو بكر -رضي الله عنه- يدخل عليها قيُقبِّلخدّها ويقول: كيف أنت يا بُنية؟ قالت عائشة:فتَمَرَّق شعري - تساقط - فوفَىجُمَيْمَة - كثر – فقال أبو بكر:يا رسول الله! ما يمنعك من أن تبنيبأهلك؟ فقال رسول الله -صلّى الله عليه وسلَّم-: (الصَّداقُ)، فأعطاه أبو بكر خمسمائة درهم. قالت عائشة:فجاء رسول الله -صلّى الله عليهوسلَّم- ضحى فدخل بيتنا، فأتتني أمّي أمّ رُومان، وإني لفي أُرْجُوحَة ومعي صواحبلي، فصرخت بي، فأتيتها لا أدري ما تريد بي، فأخذت بيدي حتى أوقفتني على باب الداروإني لأُنْهِج حتى سكن بعض نفسي، ثم أخذتْ شيئاً من ماء فمسحت به وجهي ورأسي، ثمأدخلتني الدار، فإذا نسوة من الأنصار في البيت، فقُلن على الخير والبركة، وعلى خيرطائر، فأسلمتني إليهنّ، فأصلحن من شأني، فلم يَرْعني إلاّ رسول الله -صلّى اللهعليه وسلَّم- فأسلمتني إليه، وهي يومئذ بنت تسع سنين ولُعبها معها. وفي روايةأخرى: قالت عائشة -رضي الله عنها-:ثم أقبلت أمّي بي تقودني، ثم دخلت بي علىرسول الله -صلّى الله عليه وسلَّم- فإذا رسول الله -صلّى الله عليه وسلَّم- جالسعلى سرير في بيتنا، وعنده رجال ونساء من الأنصار، فاحتبستني في حجرة، ثم قالت: هؤلاء أهلك يا رسول الله، بارك الله لك فيهن وبارك لهن فيك، فوثب الرجال والنساء،قالت عائشة: وبنى بي رسول الله -صلّى الله عليه وسلَّم- في بيتنا. قالتعائشة:ما نُحِرت عليّ جَزور، ولا ذُبحت عليّ شاة، حتى أرسل إلينا سعد بنعُبادة بجفنة كان يرسل بها إلى رسول الله -صلّى الله عليه وسلَّم- إذا دار علىنسائه. وكانت أسماء بنت يزيد بن السَّكَن -رضيالله عنها- ممّن هيّأ عائشة -رضي الله عنها- وأدخلتها على رسول الله -صلّى اللهعليه وسلَّم- في نسوة معها قالت أسماء:فوالله ما وجدنا عنده قِرى، إلاّقدحاً من لبن، فشرب منه ثم ناوله عائشة، فاستحيت الجارية وخفضت رأسها، قالت أسماء:فانتهرتها وقلت لها: لا تَرُدّي يد رسول الله -صلّى الله عليه وسلَّم- خُذي منه،فأخذته على حياء فشربت منه ثم قال لها النبيّ -صلّىالله عليه وسلَّم-: (ناولي صواحبك) قالت أسماء: يارسول الله! بل خذه فاشرب منه ثم ناولنيه من يدك، فأخذه فشرب منه، ثم ناوَلَنيه،قالت: فجلست ثم وضعته على ركبتي، ثم طفِقت أُديره وأتّبعه بشفتي لأُصيب منه مَشْربالنبيّ -صلّى الله عليه وسلَّم- ثم قال لنسوة عندي: (ناوِليهِنَّ) فقُلنَ: لا نشتهيه فقال النبيّ -صلّى الله عليه وسلَّم-: (لا تجْمَعنَّ جُوعاًوكذباً) فقلت: يا رسول الله! إن قالت إحدانا لشيءتشتهيه: لا أشتهيه يُعدّ ذلك كذباً؟ قال: (إنَّالكذبَ يُكْتَبُ كَذِباً، حتى الكُذَيْبَة كُذَيْبَة). مكانتها عند رسول الله صلى الله عليه و سلمو حبه لها من أخص مناقبها ما علم من حب رسولاللّه صلى اللّه عليه وسلم لها، وشاع من تخصيصها عنده، ولم يتزوج بكراً سواها ونزولالقرآن في عذرها وبراءتها، والتنويه بقدرها، ووفاة رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلمبين سحرها ونحرها، وفي نوبتها، وريقها في فمه الشريف، لأنه كان يأمرها أن تندي لهالسواك بريقها، ونزول الوحي في بيتها، وهو في لحافها عن عائشة قالت: قلت: يا رسول الله أرأيت لو نزلت وادياً وفيه شجرة قدأكل منها، ووجدت شجرة لم يؤكل منها في أيها كنت ترتع بعيرك؟ قال: ((في التي لم يرتع منها)) تعني أن النبي صلى الله عليه وسلم لميتزوج بكراً غيرها. عن أنس -رضي الله عنه- أنالنبيّ -صلّى الله عليه وسلَّم- سُئلَ: مَن أحبّ النّاس إليك؟ قال: (عائشَةُ)، فقيل: من الرجال ؟، قال: (أبوها). وكان رسول الله -صلّى الله عليهوسلَّم- يُلاطف عائشة -رضي الله عنها- ويباسطها، ويراعي صغر سنّها، روي عنها أنهاكانت تلعب بالبنات- أى العرائس- عند رسول الله -صلّى الله عليه وسلَّم- قالت: وكانتتأتيني صَواحبي فكنّ ينقمعن - يتسترن - من رسول الله -صلّى الله عليه وسلَّم- قالت: فكان رسول الله -صلّى الله عليه وسلَّم- يُسَرِّبُهُنّ إليّ. وكان يأذن لها أن تلهو يوم العيد وتنظر إلى الحبشة وهم يلعبون فيالمسجد، فقد روي عنها أن أبا بكر -رضي الله عنه- دخل عليها وعندها جاريتان في أياممِنى تُدَفِّفان وتضرِبان، والنبيّ -صلّى الله عليه وسلَّم- مُتَغَشّ بثوبه،فانتهرهما أبو بكر، فكشف النبيّ -صلّى الله عليه وسلَّم- عن وجهه فقال: (دعهما ياأبا بكر، فإنَّها أيّام عيد، وتلك الأيام أيام منى) وقالت عائشة:قَدِمَ وَفْدُالحَبَشَةِ على رسول الله صلى الله عليه و سلم- فقاموا يلعبون فى المسجد، فرأيترسول الله صلى الله عليه و سلم- يسترنى بردائه, وأنا أنظر إليهم حتى أكون أنا التى أسأم وقالت: خرجت مع النبيّ -صلّى الله عليهوسلَّم- في بعض أسفاره وأنا جارية لم أحمِل اللّحم ولم أبدُن، فقال للنّاس: (تقَدَّموا)، فتقدّموا، ثم قال لي: (تَعالَيْ حتىأُسَابِقَكِ)، فسابقته، فسبقته، فسكت عنّي، حتى إذا حملت اللحم، وبدُنت ونسِيت خرجتمعه في بعض أسفاره، فقال للنّاس: (تقَدَّموا)، فتقدّموا، ثم قال لي: (تَعالَيْ حتى أُسَابِقَكِ)، فسابقته، فسبقني، فجعل يضحكوهو يقول: (هذه بتلك). اسْتَأْذَنَ أَبُو بَكْرٍعَلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَإِذَا عَائِشَةُ تَرْفَعُصَوْتَهَا عَلَيْهِ، فَقَالَ: يَا بِنْتَفُلاَنَةٍ، تَرْفَعِيْنَ صَوْتَكِ عَلَى رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِوَسَلَّمَ-؟ فَحَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُعَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا. ثُمَّخَرَجَ أَبُو بَكْرٍ، فَجَعَلَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَتَرَضَّاهَا، وَقَالَ: (أَلَمْ تَرَيْنِي حُلْتُ بَيْنَ الرَّجُلِ وَبَيْنَكِ؟). ثُمَّ اسْتَأْذَنَ أَبُو بَكْرٍ مَرَّةً أُخْرَى،فَسَمِعَ تَضَاحُكَهُمَا، فَقَالَ: أَشْرِكَانِيفِي سِلْمِكُمَا، كَمَا أَشْرَكْتُمَانِي فِي حَرْبِكُمَا. عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ رَسُوْلَاللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَانَ يَقُوْلُ لَهَا: (إِنِّي لأَعْلَمُإِذَا كُنْتِ عَنِّي رَاضِيَةً، وَإِذَا كُنْتِ عَلَيَّ غَضْبَى). قَالَتْ: وَكَيْفَ يَا رَسُوْلَ اللهِ؟ قَالَ: (إِذَا كُنْتِ عَنِّي رَاضِيَةً، قُلْتِ: لاَ، وَرَبِّمُحَمَّدٍ، وَإِذَا كُنْتِ عَلَيَّ غَضْبَى، قُلْتِ: لاَ، وَرَبِّإِبْرَاهِيْمَ). قُلْتُ: أَجَلْ، وَاللهِ مَاأَهْجُرُ إِلاَّ اسْمَكَ. عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِوَسَلَّمَ- كَانَ إِذَا خَرَجَ أَقْرَعَ بَيْنَ نِسَائِهِ، فَطَارَتِ القُرْعَةُلِعَائِشَةَ وَحَفْصَةَ، وَكَانَ إِذَا كَانَ بِاللَّيْلِ سَارَ مَعَ عَائِشَةَيَتَحَدَّثُ. فَقَالَتْ حَفْصَةُ: أَلاَتَرْكَبِيْنَ اللَّيْلَةَ بَعِيْرِي، وَأَرْكَبُ بَعِيْرَكِ تَنْظُرِيْنَوَأَنْظُرُ؟ فَقَالَتْ: بَلَى. فَرَكِبَتْ، فَجَاءَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِلَى جَمَلِ عَائِشَةَ وَعَلَيْهِ حَفْصَةُ، فَسَلَّمَ عَلَيْهَا. ثُمَّ سَارَ حَتَّى نَزَلُوا، وَافْتَقَدَتْهُعَائِشَةُ، فَلَمَّا نَزَلُوا جَعَلَتْ رِجْلَيْهَا بَيْنَ الإِذْخِرِ، وَتَقُوْلُ: يَا رَبِّ سَلِّطْ عَلَيَّ عَقْرَباً أَوْ حَيَّةًتَلْدَغُنِي، رَسُوْلُكَ وَلاَ أَسْتَطِيْعُ أَنْ أَقُوْلَ لَهُ شَيْئاً. عن عائشة، عن النبي صلى الله عليه وسلم: قال: ((إنه ليهون عليّ أني رأيت بياض كف عائشة في الجنة)) تفرد به أحمد. وهذا في غاية ما يكون من المحبة العظيمة أنه يرتاحلأنه رأى بياض كفها أمامه في الجنة عن أبي موسىقال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((كمل من الرجال كثير ولم يكمل من النساءإلا مريم بنت عمران، وخديجة بنت خويلد، وآسية امرأة فرعون، وفضل عائشة على النساءكفضل الثريد على سائر الطعام)). وثبت في (صحيحالبخاري) أن الناس كانوا يتحرون بهداياهم يوم عائشة، فاجتمع أزواجه إلى أم سلمةوقلن لها: قولي له يأمر الناس أن يهدوا له حيث كان. فقالت أم سلمة: فلما دخل عليّ قلت له ذلك فأعرض عني، ثم قلن لها ذلكفقالت له فأعرض عنها، ثم لما دار إليها قالت له، فقال: ((يا أم سلمة لا تؤذيني فيعائشة، فإنه والله ما نزل عليّ الوحي في بيت وأنا في لحاف امرأة منكنغيرها)). وذكر: ((أنهن بعثن فاطمة ابنته إليهفقالت: إن نساءك ينشدونك العدل في ابنة أبي بكر بن أبي قحافة. فقال: ((يا بنية ألا تحبين من أحب؟)) قالت: قلت: بلى !. قال: ((فأحبيهذه)). ثم بعثن زينب بنت جحش فدخلت على رسول اللهصلى الله عليه وسلم وعنده عائشة فتكلمت زينب ونالت من عائشة، فانتصرت عائشة منهاوكلمتها حتى أفحمتها، فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم ينظر إلى عائشة ويقول: ((إنها ابنة أبي بكر)). عَنْ هِشَامِ بنِعُرْوَةَ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: أَتَانِي رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِيغَيْرِ يَوْمِي يَطْلُبُ مِنِّي ضَجْعاً، فَدَقَّ، فَسَمِعْتُ الدَّقَّ، ثُمَّخَرَجْتُ، فَفَتَحْتُ لَهُ. فَقَالَ: (مَا كُنْتِتَسْمَعِيْنَ الدَّقَّ؟!). قُلْتُ: بَلَى،وَلَكِنَّنِي أَحْبَبْتُ أَنْ يَعْلَمَ النِّسَاءُ أَنَّكَ أَتَيْتَنِي فِي غَيْرِيَوْمِي كَانَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللهُعَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يُعْطِيْنِي العَظْمَ فَأَتَعَرَّقُهُ، ثُمَّ يَأْخُذُهُ،فَيُدِيْرُهُ حَتَّى يَضَعَ فَاهُ عَلَى مَوْضِعِ فَمِي. أَخْبَرَنِي أَبُو قَيْسٍ مَوْلَى عَمْرٍو، قَالَ: بَعَثَنِي عَبْدُ اللهِ بنُ عَمْرٍو إِلَى أُمِّ سَلَمَةَ: سَلْهَاأَكَانَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يُقَبِّلُ وَهُوَصَائِمٌ؟ فَإِنْ قَالَتْ: لاَ، فَقُلْ: إِنَّ عَائِشَةَ تُخْبِرُ النَّاسَ أَنَّهُكَانَ يُقَبِّلُ وَهُوَ صَائِمٌ. فَقَالَتْ: لَعَلَّهُ أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ يَتَمَالَكُ عَنْهَا حُبّاً، أَمَّا إِيَّايَ فَلاَ. ومن خصائصها: رضي الله عنها أنها كان لها في القسميومان يومها ويوم سودة حين وهبتها ذلك تقرباً إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم . فضائلها رضى اللهعنها عن عائشة قالت: فضِّلتُ على نساءالنبيّ -صلّى الله عليه وسلَّم- بعشر، قيل: ما هنّ يا أم المؤمنين؟ قالت: لم ينكح بكراً قطّ غيري، ولم ينكح امرأةأبواها مهاجران غيري، وأنزل الله - عزّ وجلّ - براءتي من السّماء، وجاءه جبريلبصورتي من السّماء في حريرة وقال: تزوّجها فإنها امرأتك، فكنت أغتسل أنا وهو منإناء واحد، ولم يكن يصنع ذلك بأحد من نسائه غيري، وكان يصلّي وأنا معترضة بين يديه،ولم يكن يفعل ذلك بأحد من نسائه غيري، وكان ينزل عليه الوحي وهو معي، ولم يكن ينزلعليه وهو مع أحد من نسائه غيري، وقبض الله نفسه وهو بين سَحْري ونحْري، ومات فيالليلة التي كان يدور عليّ فيها، ودُفن في بيتي. وروى البخاري: عن عائشة، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال يوماً: ((يا عائش هذا جبريل يقرئك السلام)). فقلت: وعليهالسلام ورحمة الله وبركاته، ترى ما لا أرى. عنعائشة -قالت خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلمفي بعض أسفاره حتى إذا كنا بالبيداء أو ذات الجيش انقطع عقد لي فأقام رسول الله صلىالله عليه وسلم على التماسه وأقام الناس معه وليسوا على ماء وليس معهم ماء فأتىالناس أبا بكر رضي الله عنه فقالوا ألا ترى ما صنعت عائشة أقامت برسول الله صلىالله عليه وسلم وبالناس وليسوا على ماء وليس معهم ماء فجاء أبو بكر رضي الله عنهورسول الله صلى الله عليه وسلم واضع رأسه على فخذي قد نام فقال حبست رسول الله صلىالله عليه وسلم والناس وليسوا لى ماء وليس معهم ماء قالت عائشة فعاتبني أبو بكروقال ما شاء الله أن يقول وجعل يطعن بيده خاصرتي فما منعني من التحرك إلا مكان رسولالله صلى الله عليه وسلم على فخذي فنام رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أصبح علىغير ماء فأنزل الله عز وجل آية التيمم فقال أسيد بن حضيز ما هي بأول بركتكم يا آلأبي بكر قالت فبعثنا البعير الذي كنت عليه فوجدنا العقد تحته. عن عائشة قالت: رجع رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم من البقيعفوجدني وأنا أجد صداعاً في رأسي وأنا أقول: وارأساه، فقال: ((بل أنا والله يا عائشةوارأساه)). قالت: ثم قال: ((وما ضرك لو مت قبليفقمت عليك، وكفنتك، وصليت عليك، ودفنتك)). قالت: قلت: والله لكأني بك لو فعلت ذلك لقد رجعت إلى بيتي فأعرست فيه ببعض نسائك. قالت: فتبسم رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم ونامبه وجعه، وهو يدور على نسائه حتَّى استعزبه في بيت ميمونة فدعا نسائه فاستأذنهن أنيمرض في بيتي، فأذنَّ له. عن عائشة، أن رسولالله صلَّى الله عليه وسلَّم كان يسأل في مرضه الذي مات فيه أين أنا غداً، أين أناغداً، يريد يوم عائشة، فأذن له أزواجه أن يكون حيث شاء، فكان في بيت عائشة، حتَّىمات عندها. قالت عائشة رضي الله عنها: فمات فياليوم الذي كان يدور علي فيه في بيتي، وقبضه الله وإن رأسه لبين سحري ونحري، وخالطريقه ريقي، قالت: ودخل عبد الرحمن ابن أبي بكر ومعه سواك يستن به، فنظر إليه رسولالله صلَّى الله عليه وسلَّم، فقلت له: أعطني هذا السواك يا عبد الرحمن، فأعطانيه،فقضمته ثم مضغته فأعطيته رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم فاستن به، وهو مسند إلىصدري. ومن خصائصها: أنها أعلم نساء النبي صلى اللهعليه وسلم، بل هي أعلم النساء على الإطلاق. قالالزهري: لو جمع علم عائشة إلى علم جميع أزواجه وعلم جميع النساء، لكان علم عائشةأفضل. وقال عطاء بن أبي رباح: كانت عائشة أفقهالناس، وأعلم الناس، وأحسن الناس رأياً في العامة. وقال عروة: ما رأيت أحداً أعلم بفقه، ولا طب، ولا شعر من عائشة. ولم ترو امرأة ولا رجل غير أبي هريرة عن رسول اللهصلى الله عليه وسلم من الأحاديث بقدر روايتها رضي الله عنها. وقال أبو موسى الأشعري: ما أشكل علينا أصحاب محمد حديث قط فسألناعائشة إلا وجدنا عندها منه علماً. كَانَعُرْوَةُ يَقُوْلُ لِعَائِشَةَ: يَا أُمَّتَاهُ! لاَ أَعْجَبُ مِنْ فِقْهِكِ،أَقُوْلُ: زَوْجَةُ نَبِيِّ اللهِ، وَابْنَةُ أَبِي بَكْرٍ، وَلاَ أَعْجَبُ مِنْعِلْمِكِ بِالشِّعْرِ وَأَيَّامِ النَّاسِ، أَقُوْلُ: ابْنَةُ أَبِي بَكْرٍ،وَكَانَ أَعْلَمَ النَّاسِ، وَلَكِنْ أَعْجَبُ مِنْ عِلْمِكِ بِالطِّبِّ كَيْفَهُوَ، وَمِنْ أَيْنَ هُوَ، أَوْ مَا هُوَ؟! قَالَ: فَضَرَبَتْ عَلَى مَنْكِبِهِ، وَقَالَتْ: أَيْعُرَيَّةُ، إِنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَانَ يَسْقَمُعِنْدَ آخِرِ عُمُرِهِ - أَوْ فِي آخِرِ عُمُرِهِ - وَكَانَتْ تَقْدَمُ عَلَيْهِوُفُودُ العَرَبِ مِنْ كُلِّ وَجْهٍ، فَتَنْعَتُ لَهُ الأَنْعَاتَ، وَكُنْتُأُعَالِجُهَا لَهُ، فَمِنْ ثَمَّ. حديث الافك قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد سفراً أقرع بيننسائه فأيتهن خرج سهمها خرج بها معه، فلما كان غزوة بني المصطلق أقرع بين نسائه،كما كان يصنع، فخرج سهمي عليهن معه، فخرج بي رسول الله صلى الله عليه وسلم. قالت: وكان النساء إذ ذاك يأكلن العلق، لم يهجهناللحم فيثقلن، وكنت إذا رحل لي بعيري جلست في هودجي، ثم يأتي القوم الذين كانوايرحلون لي فيحملونني ويأخذون بأسفل الهودج فيرفعونه فيضعونه على ظهر البعير،فيشدونه بحباله، ثم يأخذون برأس البعير فينطلقون به. قالت: فلما فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم من سفره ذلك، وجهقافلاً حتى إذا كان قريباً من المدينة نزل منزلاً فبات به بعض الليل، ثم أذن مؤذنفي الناس بالرحيل، فارتحل الناس وخرجت لبعض حاجتي، وفي عنقي عقد لي فيه جزع ظفار،فلما فرغت انسل من عنقي ولا أدري، فلما رجعت إلى الرحل ذهبت ألتمسه في عنقي فلمأجده، وقد أخذ الناس في الرحيل، فرجعت إلى مكاني الذي ذهبت إليه فالتمسته حتىوجدته. وجاء القوم خلافي الذين كانوا يرحلون ليالبعير، وقد كانوا فرغوا من رحلته، فأخذوا الهودج وهم يظنون أني فيه، كما كنت أصنعفاحتملوه فشدوه على البعير، ولم يشكوا أني فيه ثم أخذوا برأس البعير، فانطلقوا بهفرجعت إلى العسكر وما فيه داع ولا مجيب، قد انطلق الناس. قالت: فتلففت بجلبابي ثم اضطجعت في مكاني، وعرفت أن لو افتقدت لرجعالناس إلي. قالت: فوالله إني لمضطجعة إذ مر بيصفوان بن المعطل السلمي، وكان قد تخلف عن العسكر لبعض حاجاته، فلم يبت مع الناسفرأى سوادي فأقبل حتى وقف علي، وقد كان يراني قبل أن يضرب علينا الحجاب، فلما رآنيقال: إنا لله وإنا إليه راجعون ظعينة رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ وأنا متلففة فيثيابي. قال: ما خلفك يرحمك الله ؟ قالت: فما كلمته. ثم قرب إلي البعيرفقال: اركبي، واستأخر عني. قالت: فركبت وأخذ برأسالبعير فانطلق سريعاً يطلب الناس، فوالله ما أدركنا الناس وما افتقدت حتى أصبحتونزل الناس، فلما اطمأنوا طلع الرجل يقود بي، فقال أهل الإفك ما قالوا، وارتجالعسكر، والله ما أعلم بشيء من ذلك. ثم قدمناالمدينة فلم ألبث أن اشتكيت شكوى شديدة لا يبلغني من ذلك شيء، وقد انتهى الحديث إلىرسول الله صلى الله عليه وسلم وإلى أبوي لا يذكرون لي منه قليلاً ولا كثيراً، إلاأني قد أنكرت من رسول الله صلى الله عليه وسلم بعض لطفه بي، كنت إذا اشتكيت رحمنيولطف بي، فلم يفعل ذلك بي في شكواي ذلك، فأنكرت ذلك منه. كان إذا دخل علي وعندي أمي تمرضني قال: ((كيف تيكم ؟)) لا يزيد علىذلك. قالت: حتى وجدت في نفسي، فقلت: يا رسول اللهحين رأيت ما رأيت من جفائه لي لو أذنت لي، فانتقلت إلى أمي فمرضتني ؟ قال: ((لا عليك)). قالت: فانقلبت إلى أمي، ولا علم لي بشيء مما كان حتى نقهت من وجعيبعد بضع عشرين ليلة، وكنا قوماً عرباً لا نتخذ في بيوتنا هذه الكنف التي تتخذهاالأعاجم، نعافها ونكرهها، إنما كنا نخرج في فسح المدينة، وإنما كانت النساء يخرجنفي كل ليلة في حوائجهن، فخرجت ليلة لبعض حاجتي ومعي أم مسطح ابنة أبي رهم بنالمطلب. قالت: فوالله إنها لتمشي معي إذ عثرت فيمرطها فقالت: تعس مسطح - ومسطح لقب واسمه عوف - قالت: فقلت: بئس لعمرو الله ما قلتلرجل من المهاجرين وقد شهد بدراً. قالت: أو ما بلغكالخبر يا بنت أبي بكر ؟ قالت: قلت: وما الخبر ؟ فأخبرتني بالذي كان من قول أهل الإفك. قلت: أو قد كان هذا ؟ قالت: نعم والله لقد كان. قالت: فوالله ما قدرت على أن أقضي حاجتي، ورجعت فوالله ما زلت أبكي حتى ظننت أن البكاءسيصدع كبدي؛ قالت: وقلت لأمي: يغفر الله لك تحدث الناس بما تحدثوا به ولا تذكرين ليمن ذلك شيئاً ؟ قالت: أي بنية خففي عليك الشأن،فوالله لقل ما كانت امرأة حسناء عند رجل يحبها لها ضرائر إلا كثرن وكثر الناسعليها. قالت: وقد قام رسول الله صلى الله عليه وسلمفي الناس فخطبهم ولا أعلم بذلك، فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: ((أيها الناس ما بالرجال يؤذونني في أهلي، ويقولون عليهم غير الحق، والله ما علمت عليهم إلا خيراً،ويقولون ذلك لرجل والله ما علمت منه إلا خيراً، ولا يدخل بيتاً من بيوتي إلا وهومعي)). قالت: وكان كبر ذلك عند عبد الله بن أبي بنسلول في رجال من الخزرج مع الذي قال مسطح وحمنة بنت جحش، وذلك أن أختها زينب بنتجحش كانت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم تكن امرأة من نسائه تناصيني فيالمنزلة عنده غيرها، فأما زينب فعصمها الله بدينها فلم تقل إلا خيراً، وأما حمنةفأشاعت من ذلك ما أشاعت تضارني لأختها فشقيت بذلك. فلما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تلك المقالة، قال أسيد بنحضير: يا رسول الله إن يكونوا من الأوس نكفيكهم، وإن يكونوا من إخواننا من الخزرجفمرنا أمرك، فوالله إنهم لأهل أن تضرب أعناقهم. قالت: فقام سعد بن عبادة، وكان قبل ذلك يرى رجلاً صالحاً فقال: كذبتلعمر الله ما تضرب أعناقهم، أما والله ما قلت هذه المقالة إلا أنك قد عرفت أنهم منالخزرج، ولو كانوا من قومك ما قلت هذا. فقال أسيدبن حضير: كذبت لعمر الله، ولكنك منافق تجادل عن المنافقين. قالت: وتساور الناس حتى كاد يكون بين هذين الحيين من الأوس والخزرجشر، ونزل رسول الله صلى الله عليه وسلم فدخل علي، فدعا علي بن أبي طالب وأسامة بنزيد فاستشارهما، فأما أسامة فأثنى خيراً وقاله. ثمقال: يا رسول الله أهلك، وما نعلم منهم إلا خيراً، وهذا الكذب والباطل. وأما علي فإنه قال: يا رسول الله إن النساء لكثير،وإنك لقادر على أن تستخلف، وسل الجارية فإنها ستصدقك. فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بريرة يسألها، قالت: فقام إليهاعلي فضربها ضرباً شديداً ويقول: أصدقي رسول الله صلى الله عليه وسلم. قالت: فتقول والله ما أعلم إلا خيراً، وما كنت أعيبعلى عائشة شيئاً إلا أني كنت أعجن عجيني فأمرها أن تحفظه فتنام عنه فتأتي الشاةفتأكله. قالت: ثم دخل علي رسول الله صلى الله عليهوسلم وعندي أبواي، وعندي امرأة من الأنصار وأنا أبكي وهي تبكي، فجلس فحمد اللهوأثنى عليه ثم قال: ((يا عائشة إنه قد كان ما بلغك من قول الناس فاتقي الله، وإنكنت قد فارقت سوءاً مما يقول الناس فتوبي إلى الله، فإن الله يقبل التوبة عنعباده)). قالت: فوالله إن هو إلا أن قال لي ذلك،فقلص دمعي حتى ما أحس منه شيئاً، وانتظرت أبوي أن يجيبا عني رسول الله صلى اللهعليه وسلم فلم يتكلما. قالت: وأيم الله لأنا كنتأحقر في نفسي، وأصغر شأنا من أن ينزل الله في قرأنا يقرأ به ويصلى به، ولكني كنتأرجو أن يرى النبي صلى الله عليه وسلم في نومه شيئاً يكذب الله به عني، لما يعلم منبراءتي، ويخبر خبراً، وأما قرآناً ينزل في فوالله لنفسي كانت أحقر عندي من ذلك. قالت: فلما لم أرَ أبوي يتكلمان، قلت لهما: ألاتجيبان رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقالا: واللهما ندري بما نجيبه. قالت: ووالله ما أعلم أهل بيتدخل عليهم ما دخل علي آل أبي بكر في تلك الأيام. قالت: فلما استعجما علي استعبرت فبكيت، ثم قلت: والله لا أتوب إلىالله مما ذكرت أبداً، والله إني لأعلم لئن أقررت بما يقول الناس، والله يعلم أنيمنه بريئة، لأقولن ما لم يكن، ولئن أنا أنكرت ما يقولون لا تصدقونني. قالت: ثم التمست اسم يعقوب فما أذكره فقلت: ولكنسأقول كما قال أبو يوسف: فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون. قالت: فوالله ما برح رسول الله صلى الله عليه وسلم مجلسه، حتى تغشاهمن الله ما كان يتغشاه، فسجي بثوبه، ووضعت وسادة من أدم تحت رأسه، فأما أنا حينرأيت من ذلك ما رأيت، فوالله ما فزعت وما باليت قد عرفت أني بريئة، وأن الله غيرظالمي. وأما أبواي فوالذي نفس عائشة بيده ما سري عنرسول الله صلى الله عليه وسلم حتى ظننت لتخرجن أنفسهما فرقاً من أن يأتي من اللهتحقيق ما قال الناس. قالت: ثم سري عن رسول الله صلىالله عليه وسلم فجلس وإنه ليتحدر من وجهه مثل الجمان في يوم شات، فجعل يمسح العرقعن وجهه ويقول: ((أبشري يا عائشة قد أنزل الله عز وجل براءتك)) قالت: قلت الحمدلله. ثم خرج إلى الناس فخطبهم، وتلا عليهم وفاتها جاء عبد الله بن عباس يستأذن على عائشة فجئت - وعند رأسها عبد اللهبن أخيها عبد الرحمن - فقلت: هذا ابن عباس يستأذنفأكب عليها ابن أخيها عبد الله فقال: هذا عبد الله بن عباس يستأذن وهي تموت، فقالت: دعني من ابن عباس. فقال: يا أماه !! إن ابن عباس منصالح بنيك يسلم عليك ويودعك. فقالت: ائذن له إنشئت. قال: فأدخلته، فلما جلس قال: أبشري. فقالت: بماذا؟ فقال: ما بينك وبين أن تلقي محمداً والأحبة إلا أن تخرج الروح منالجسد، وكنت أحب نساء رسول الله صلى الله عليه وسلم إليه، ولم يكن رسول الله صلىالله عليه وسلم يحب إلا طيباً. وسقطت قلادتك ليلةالأبواء فأصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصبح الناس وليس معهم ماء، فأنزل اللهآية التيمم، فكان ذلك في سببك، وما أنزل الله من الرخصة لهذه الأمة، وأنزل اللهبراءتك من فوق سبع سموات، جاء بها الروح الأمين، فأصبح ليس مسجد من مساجد الله إلايتلى فيه آناء الليل وآناء النهار. فقالت: دعني منكيا ابن عباس، والذي نفسي بيده لوددت أني كنت نسياً منسياً. وقد كانت وفاتها في هذا العام سنة ثمان وخمسين. ليلة الثلاثاء السابع عشر من رمضان. وأوصت أن تدفن بالبقيع ليلاً، وصلى عليها أبو هريرة بعد صلاة الوتر، وكان عمرها يومئذ سبعاً وستين سنة، لأنه توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم احببت ان اقول لكم معلومات عن ام المؤمنين وحبيبة النبى (صلى الله عليه وسلم) واعز النساء لقلبة (السيدة عائشة) -رضى اللة عنها وارضاها-. 1- هل تعلمون ان السيدة عائشة (رضى الله عنها) روت عن الرسول 2210 حديث. 2- وكان ابوها ابو بكر -رضى الله عنه - الذى لقبة النبى (صلى الله علية وسلم)(بأبو بكر الصديق) وكان احب الرجال الية. وهو من العشرة المبشرين بالجنة وكان سيد الخلفاء الراشدين وكان اول من اسلم من الرجال. 3- و هل تعلمون ان السيدة عائشة -رضى الله عنها - دفن الرسول(صلى الله علية وسلم ) فى حجرتها وكانت تنصر النبى (عليه الصلاة والسلام ) فى حياته وبعد موتة . 4- وكانت السيدة عائشة - رضى الله عنها- كثيرة الغيره على الرسول (صلى الله علية وسلم) من شدة حبها له وتعلقها به . 5- والسيدة عائشة - رضى الله عنها_ هى التى تحملت وصبرت على موت النبى ( عليه الصلاة والسلام) لانة مات امام عينيها قصيده في عائشة وأبيها وقال: القحطاني -رحمه الله-في نونيته :
منقول
الموضوع الأصلي :
سير الصحابيات رضى الله عنهن
-||-
المصدر :
منتديات الشعر السلفي
-||-
الكاتب :
بنت العمدة - أم الشيماء
التعديل الأخير تم بواسطة بنت العمدة - أم الشيماء ; 11-21-2010 الساعة 12:27 PM. |
#2
|
|||
|
|||
إنتقاء موفق أخيتي أم الشيماء
جزاكِ الرحمن خيرا ورضي الله عن أمهات المؤمنين زوجات رسول الله صلى الله عليه وسلم ـ الطاهرات العفيفات ـ نسأل الله أن يرزقنا التخلق بأخلاقهن,والأقتداء بهن
وأن يلحقن بهن فيى جنات التعيم آمين
__________________
الفتن وإن عظمت و ساءتنا فأنها تعد غربلة وتمييز للخبيث من الطيب ..فاللهم إنا نعوذ بك من النفاق والشقاق ..آمين قال الإمام الوادعي رحمه الله ( لن تستقيم الدعوة السلفية إلا بالجرح والتعديل) وقال خليفته الناصح الأمين حفظه الله ( من تحزب خرب وضاع وماع ) |
#3
|
||||||||||||||||||
|
||||||||||||||||||
اللهم آآمين
ومن هنا توجد قصيدة في نصرة الحق ودحض الباطل لشاعر الفاضل : أحمد العكرمي نفع الله بها الإسلام والمسلمين الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وأصحابه أجمعين و بعد : فقد رغب إليّ أخي الفاضل أبو معاذ محمد مرابط أن أكتب أبيات نصرةً لأمنّا عائشة رضي الله عنها ضد أهل الكفر والفجور من الروافض الأنذال , فما كان منّي إلاّ أن لبيت الطلب مع قلّة باعي في النظم فضلا عن الشعر إذ لست من أهل هذا الميدان ولا من فرسانه , غير أنّ هذا لا يمنع من أدلو بدلوي ويكون لي سهم في صدر الروافض مع إخواني ممن نشط في الدفاع عنها رضي الله عنها و قد قلت :
: كتبها أبو عبد الرحمن امحمد بن الهاشمي العكرمي ليلة الخميس 7 من شهر شوال 1431 من هجرة المصطفى زوج المبرّأة الطاهرة العفيفة صلوات ربّي و سلامه عليه الموافق 16 من الشهر التاسع لعام 2010 من تأريخ النصارى والحمد لله أوّلا ً وآخراً ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) لا تجلَعُ : أي لا تترك الحياء و لا تتكلم بقبيح و لا تتبرج .أنظر لسان العرب مادة جلعَ. (2) أجرها لا يقطعُ : بما قدمته للأمّة من نقل العلم و الهدى , و العلم ميراث الأنبياء , فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلاّ من ثلاث صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له . رواه مسلم . (3) التزبع سوء الخلق , و المتزبع الذي يؤذي الناس و يشارهم , أنظر لسان العرب مادة زَبعَ. (5) مترع : أي مملوء , أنظر لسان العرب مادة ترعَ. (6) أحمق دالع : غاية في الحمقِ , أنظر القاموس المحيط . (7) يخذَعُ : بالذال المعجمة و الخَذَعُ القَطْعُ خَذَّعْته بالسّيف تَخْذِيعاً إِذا قطَعْته, أنظر لسان العرب مادة خذعَ. (8) بخع نفسه : قتلها غيظا أو غماً , أنظر لسان العرب مادة بخع . وأقول فلم يمت الرافضي غمّاً و غيظاً بل سمّاً في حشاه آمين . منقـــــــول من شبكة اتباع خير العباد السلفية وحفظ الله الشاعر السلفي وبارك الله في جهوده المباركة وأن يكون هذا الشعر نصرة في الدفاع عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها وأن يجعله في ميزان حسناته اللهم آآآمين منقول من هنا
http://kher-3bad.cz.cc/vb/showthread.php?t=417 التعديل الأخير تم بواسطة بنت العمدة - أم الشيماء ; 09-16-2010 الساعة 08:51 PM. |
#4
|
|||
|
|||
السيدة خديجة بنت خويلد رضي الله عنها
بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد : صور تعطر حياء المرأة المسلمة الصورة الثانية قصيدة عن الطاهرة سيدتنا خديجة التي قامت بأعظم تحفيز لأعظم إنسان يحمل أعظم رسالة في التاريخ.. **** ذكراكِ يا أماهُ عطرُ الياسمينْ /// قد فاح طهراً في مدارات السنينْ ذكراكِ ذكرى الحقِّ يبدأ خَطوَهُ /// في الأرض يمضي بالرسالة لا يلينْ أنتِ التي صدّقتِ أحمدَ بالهدى /// فغدوتِ بالإيمان أولى المسلمينْ أنتِ التي دثـَّرْتهِ .. زمـَّلْتهِ /// أنتِ التي آزرتِ خيرَ المرسلينْ إذ قلتِ : "كلا! يا ابنَ عمي،لا تخفْ /// فلَأنتَ مأوىً للفضائل أجمعينْ واللهِ لا يخزيـكَ ربُّ العالمينْ /// وأظنُّ ذاك الضيفَ جبريلَ الأمين ْ" أنتِ التي قد كنتِ أولى من تلتْ/// "اِقرأ "وأنتِ كنتِ أولى الساجدينْ أمـّاهُ ! بيتكِ كان أولَ منزلٍ /// متلألئٍ بتلاوة الوحي المبينْ أمـاهُ ! بيتكِ ضمّ أولَ سجدةٍ /// نبويةٍ لله ربِّ العالمينْ بشراكِ يا أماهُ بيتٌ في السماء /// من قصبٍ .. بشراكِ أمَّ المؤمنينْ بشراكِ إذ أقراكِ جبريلُ الأمينُ /// سلامَهُ وسلامَ ربِّ العالمينْ ! كم كان قلبُ المصطفى رمزَ الوفا /// في الحبِّ إذ يحدوهُ للماضي الحنينْ فيقولها:"كانتْ وكانتْ ،كان لي /// منها البناتُ وكان أنوارُ البنينْ" ذكراكِ حبٌّ في فؤادِ المصطفى /// ذكراكِ عطرٌ في شفاهِ الذاكرينْ ذكراكِ أحمدُ والرسالةُ والهدى /// ذكراكِ إيمانٌ وإسلامٌ ودينْ -------- ///////////////// -------- هي أم المؤمنين السيدة خديجة بنت خويلد بن أسدٍ بن عبد العزَّى بن قصي القرشية الأسدية، وأمها فاطمة بنت زائدة بنت جندب. ولدت بمكة سنة 68 ق.هـ، وكانت من أعرق بيوت قريشٍ نسبًا وحسبًا وشرفًا، وقد نشأت على التخلُّق بالأخلاق الحميدة، وكان من صفاتها الحزم والعقل والعفة. يلتقي نسبها بنسب النبي في صلى الله عليه وسلم الجد الخامس، فهي أقرب أمهات المؤمنين إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وهي أول امرأة تزوَّجها، وأول خلق الله أسلم بإجماع المسلمين.
في الجاهلية في الجاهلية وقبل لقاء رسول الله صلى الله عليه وسلم كانت السيدة خديجة -رضي الله عنها- امرأة ذات مال وتجارة رابحة، فكانت تستأجر الرجال لتجارتها وتبعثهم بها إلى الشام، ومرت الأيام ووصل إلى مسامعها ذكر "محمد بن عبد الله" كريم الأخلاق، الصادق الأمين، وكان قلَّ أن تسمع في الجاهلية بمثل هذه الصفات، فأرسلت إليه وعرضت عليه الخروج في مالها تاجرًا إلى الشام، وتعطيه أفضل ما كانت تعطي غيره من التجار. وحينها قَبِل ذلك منهاصلى الله عليه وسلم، وخرج في مالها ومعه غلامها "ميسرة" حتى قدم الشام، وهناك نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم في ظل شجرة قريبًا من صومعة راهب، فاطّلع الراهب إلى ميسرة وقال: من هذا الرجل الذي نزل تحت هذه الشجرة؟ قال ميسرة: هذا الرجل من قريش من أهل الحرم. فقال له الراهب: ما نزل تحت هذه الشجرة قَطُّ إلا نبي. ثم باع رسول الله صلى الله عليه وسلم سلعته التي خرج بها واشترى ما أراد، ولما قدم مكة على السيدة خديجة بمالها باعت ما جاء به، فربح المال ضعف ما كان يربح أو أكثر وأخبرها ميسرة عن كرم أخلاقه صلى الله عليه وسلم وصفاته المتميزة التي وجدها فيه أثناء الرحلة، فرغبت في الزواج منه، فتزوجها وهو ابن خمس وعشرين سنة، والسيدة خديجة يومئذ بنت أربعين سنة. وكان قد قُدِّر لخديجة -رضي الله عنها- أن تتزوج مرتين قبل أن تتشرَّف بزواجها من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد مات عنها زوجاها، وتزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل الوحي، وعاشت معه خمسًا وعشرين سنة؛ فقد بدأ معها في الخامسة والعشرين من عمره، وكانت هي في الأربعين، وظلا معًا إلى أن توفاها الله وهي في الخامسة والستين، وكان عمره صلى الله عليه وسلم في الخمسين، وهي أطول فترة أمضاها النبي مع هذه الزوجة الطاهرة من بين زوجاته جميعًا، وهي -وإن كانت في سن أمِّه صلى الله عليه وسلم- أقرب زوجاته إليه؛ فلم يتزوج عليها غيرها طوال حياتها، وكانت أم ولده الذكور والإناث إلا إبراهيم فإنه من مارية القبطية رضي الله عنها، فكان له منهاصلى الله عليه وسلم: القاسم وبه كان يُكنَّى، وعبد الله، وزينب، ورقية، وأم كلثوم، وفاطمة. إسلامها كانت السيدة خديجة -رضي الله عنها- قد ألقى الله في قلبها صفاء الروح، ونور الإيمان، والاستعداد لتقبُّل الحق، فحين نزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم في غار حراء {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ} [العلق: 1]، رجع ترجف بوادره وضلوعه، حتى دخل على السيدة خديجة فقال: "زملوني زملوني". فزملوه حتى ذهب عنه الروع. وهنا قال لخديجة رضي الله عنها: "أَيْ خديجة، ما لي لقد خشيت على نفسي". وأخبرها الخبر، فردت عليه السيدة خديجة -رضي الله عنها- بما يطيِّب من خاطره، ويهدئ من روعه فقالت: "كلا أبشر، فوالله لا يخزيك الله أبدًا، فوالله إنك لتصل الرحم، وتصدق الحديث، وتحمل الكلَّ، وتكسب المعدوم، وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق". ثم انطلقت به رضي الله عنها حتى أتت به ورقة بن نوفل -وهو ابن عم السيدة خديجة رضي الله عنها، وكان امرأً تنصَّر في الجاهلية، وكان يكتب الكتاب العربي، ويكتب من الإنجيل بالعربية ما شاء الله أن يكتب، وكان شيخًا كبيرًا قد عمي- فأخبره النبي صلى الله عليه وسلم خبر ما رأى، فأعلمه ورقة أن هذا هو الناموس الذي أُنزلعلى موسى عليه السلام . ومن ثَمَّ كانت السيدة خديجة -رضي الله عنها- أول من آمن بالله ورسوله وصدَّق بما جاء به، فخفف الله بذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ لا يسمع شيئًا يكرهه من ردٍّ عليه وتكذيب له فيحزنه إلا فرَّج الله عنه بها، إذا رجع إليها تثبته وتخفف عنه وتصدقه وتهوِّن عليه أمر الناس. خديجة.. العفيفة الطاهرة كان أول ما يبرز من ملامح السيدة خديجة الشخصيَّة صفتي العفة والطهارة، هاتان الصفتان التي قلما تسمع عن مثلهما في بيئة لا تعرف حرامًا ولا حلالاً، في بيئة تفشت فيها الفاحشة حتى كان البغايا يضعن شارات حمراء تنبئ بمكانهن. وفي ذات هذه البيئة، ومن بين نسائها انتزعت هذه المرأة العظيمة هذا اللقب الشريف، ولقبت بـ"الطاهرة"، كما لُقب صلى الله عليه وسلم أيضًا في ذات البيئة بـ"الصادق الأمين"، ولو كان لهذه الألقاب انتشار في هذا المجتمع آنذاك، لما كان لذكرها ونسبتها لأشخاص بعينهم أهمية تذكر. خديجة.. الحكيمة العاقلة وتلك هي السمة الثانية التي تميز بها شخص السيدة خديجة رضي الله عنها، فكل المصادر التي تكلمت عن السيدة خديجة -رضي الله عنها- وصفتها بـ"الحزم والعقل"، كيف لا وقد تجلت مظاهر حكمتها وعقلانيتها منذ أن استعانت به صلى الله عليه وسلم في أمور تجارتها، وكانت قد عرفت عنه الصدق والأمانة. ثم كان ما جاء في أبلغ صور الحكمة، وذلك حينما فكرت في الزواج منه صلى الله عليه وسلم، بل وحينما عرضت الزواج عليه في صورة تحفظ ماء الوجه؛ إذ أرسلت السيدة نفيسة بنت منية دسيسًا عليه بعد أن رجع من الشام؛ ليظهر وكأنه هو الذي أرادها وطلب منها أن يتزوجها. ونرى منها بعد زواجها كمال الحكمة وكمال رجاحة العقل، فها هي تستقبل أمر الوحي الأول بعقلانية قلَّ أن نجدها في مثل هذه الأحوال بالذات؛ فقد رفضت أن تفسِّر الأمر بخزعبلات أو أوهام، بل استنتجت بعقليتها الفذة وحكمتها التي ناطحت السحاب يوم ذاك أن الله لن يخزيه، ثم أخذته إلى ورقة بن نوفل ليدركا الأمر. وهذه طريقة عقلانية منطقية بدأت بالمقدمات وانتهت بالنتائج المترتبة على هذه المقدمات، فيا لها من عاقلة! ويا لها من حكيمة! خديجة.. نصير رسول الله وهذه السمة من أهم السمات التي تُميِّز شخص السيدة خديجة رضي الله عنها، تلك المرأة التي وهبت نفسها ومالها وكلّ ما ملكت لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم، ويكفي في ذلك أنها آمنت بالرسول صلى الله عليه وسلم وآزرته ونصرته في أحلك اللحظات التي قلما تجد فيها نصيرًا أو مؤازرًا أو معينًا. ثم هي -رضي الله عنها- تنتقل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم من حياة الراحة والاستقرار إلى حياة الدعوة والكفاح والجهاد والحصار، فلم يزدها ذلك إلا حبًّا لمحمد وحبًّا لدين محمدصلى الله عليه وسلم، وتحديًا وإصرارًا على الوقوف بجانبه، والتفاني في تحقيق أهدافه. فلما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم مع بني هاشم وبني عبد المطلب إلى شعاب مكة في عام المقاطعة، لم تتردد -رضي الله عنها- في الخروج مع رسول الله صلى الله عليه وسلم لتشاركه -على كبر سنها- أعباء ما يحمل من أمر الرسالة الإلهية التي يحملها، فقد نَأَتْ بأثقال الشيخوخة بهمة عالية، وكأنها عادت إليها صباها، وأقامت في الشعاب ثلاث سنين وهي صابرة محتسبة للأجر عند الله تعالى. وكأن الله اختصها بشخصها لتكون سندًا وعونًا للرسول صلى الله عليه وسلم في إبلاغ رسالة رب العالمين الخاتَمة، فكما اجتبى الله صلى الله عليه وسلم رسوله محمدصلى الله عليه وسلم واصطفاه من بين الخلق كافة، كذلك قدَّر له في مشوار حياته الأول لتأدية الرسالة العالمية مَن تضارعه أو تشابهه لتكون شريكًا له في حمل هذه الدعوة في مهدها الأول، فآنسته وآزرته وواسته بنفسها ومالها في وقت كان الرسول صلى الله عليه وسلم في أشد الاحتياج لتلك المواساة والمؤازرة والنصرة. فضائلها خير نساء الجنة لا شك أن امرأة بمثل هذه الأوصاف لا بد أن يكون لها منزلة رفيعة، فها هو الرسول صلى الله عليه وسلم يعلن في أكثر من مناسبة بأنها خير نساء الجنة؛ فقد روي عن أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "حسبك من نساء العالمين: مريم بنت عمران، وخديجة بنت خويلد، وفاطمة بنت محمد، وآسية امرأة فرعون". يقرئها ربها السلام ليس هذا فحسب، بل يُقرِئُها المولى صلى الله عليه وسلم السلام من فوق سبع سموات، ويبشرها ببيت من قصب في الجنة؛ فعن أبي هريرة أنه قال: أتى جبريلٌ النبيَّ صلى الله عليه وسلم فقال: "يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَذِهِ خَدِيجَةُ قَدْ أَتَتْ مَعَهَا إِنَاءٌ فِيهِ إِدَامٌ أَوْ طَعَامٌ أَوْ شَرَابٌ، فَإِذَا هِيَ أَتَتْكَ فَاقْرَأْ عَلَيْهَا السَّلاَمَ مِنْ رَبِّهَا وَمِنِّي، وَبَشِّرْهَا بِبَيْتٍ فِي الْجَنَّةِ مِنْ قَصَبٍ، لاَ صَخَبَ فِيهِ وَلاَ نَصَبَ". حب النبي لخديجة.. والوفاء لها فكان حقًّا أن يكون لهذه الطاهرة فضل ومكانة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، تسمو على كل العلاقات، وتظل غُرَّة في جبين التاريخ عامَّة وتاريخ العلاقات الأسرية خاصَّة؛ إذ لم يتنكَّرصلى الله عليه وسلم لهذه المرأة التي عاشت معه حلو الحياة ومرها، بل ويعلنها على الملأ وبعد وفاتها؛ وفاءً لها وردًّا لاعتبارها: "إني قد رزقت حبها". ولم يقف الأمر عند هذا الحد، بل إنه صلى الله عليه وسلم لم يكد ينساها طيلة حياته وبعد وفاتها، إذ كان يكثر ذكرها ويتصدق عليها؛ تروي السيدة عائشة -رضي الله عنها- فتقول: ما غِرْتُ على أحد من نساء النبي صلى الله عليه وسلم ما غرت على خديجة رضي الله عنها، وما رأيتها، ولكن كان النبي صلى الله عليه وسلم يكثر ذكرها، وربما ذبح الشاة ثم يقطعها أعضاء، ثم يبعثها في صدائق خديجة رضي الله عنها، فربما قلت له: كأنه لم يكن في الدنيا امرأة إلا خديجة. فيقول: "إنها كانت وكانت، وكان لي منها ولد". وفاتها تاقت روح السيدة خديجة -رضي الله عنها- إلى بارئها، وكان ذلك قبل هجرته إلى المدينة المنورة بثلاث سنوات، ولها من العمر خمس وستون سنة، وأنزلها رسول الله صلى الله عليه وسلم بنفسه في حفرتها، وأدخلها القبر بيده. وتشاء الأقدار أن يتزامن وقت وفاتها والعام الذي تُوفِّي فيه أبو طالب عم رسول الله صلى الله عليه وسلم، الذي كان أيضًا يدفع عنه ويحميه بجانب السيدة خديجة رضي الله عنها؛ ومن ثَمَّ فقد حزن الرسول صلى الله عليه وسلم ذلك العام حزنًا شديدًا حتى سُمي "عام الحزن"، وحتى خُشي عليه، ومكث فترة بعدها بلا زواج منقول التعديل الأخير تم بواسطة بنت العمدة - أم الشيماء ; 11-23-2010 الساعة 11:37 AM. |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع |
|
|
.: عدد زوار المنتدى:.