|
كاتب الموضوع | أبو عبد الله بلال يونسي | مشاركات | 2 | المشاهدات | 1946 | | | | انشر الموضوع |
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
فائدة حول الصداقة والأصدقاء
فائدة عظيمة من عالم جليل في التحذير من الأصدقاء
بسم الله و الصلاة و السلام على رسول الله و على صحبة و من والاه أما بعد: قد يظهر هذا العنوان استفزازي لمن قرأ حول الصداقة، لكن هذه حقيقة متيقنة و مجربة، و هي مما يؤكد على ضرورة الاعتدال في كل شيء، فإنك لما تقرأ في باب الصداقة و الصحبة تجد الكلام حول مدح الصداقة و كيفية التعامل مع الأصدقاء و كيفية الاختيار و هذا الكلام يتعلق بالظاهر وهو صحيح، لكن هاك كلاما نفيسا من عالم رباني عبقري، تقي زاهد و ورع قال كلامه هذا بعد مرور زمن كبير من عمره مما يظهر من مقدمته في الكتاب: فقد جاء في كتاب السير و الأخلاق في مداواة النفوس لابن حزم رحمه الله قوله : "... من امتحن بأن يخالط الناس، فلايلق بوهمه كله إلى من صحب، ولا يبن منه إلا على أنه عدو مناصب، ولا يصبحكل غداة إلا وهو مترقب من غدر إخوانه، وسوء معاملتهم، مثل ما يترقب منالعدو المكاشف، فإن سلم من ذلك فلله الحمد. وإن كانت الأخرى، ألفي متأهباولم يمت هما. وأنا أعلمك أن بعض من خالصني المودة وأصفاني إياها غايةالصفاء، في حال الشدة والرخاء، والسعة والضيق، والغضب والرضى، تغير عليأقبح تغير بعد اثني عشر عاما متصلة في غاية الصفاء، ولسبب لطيف جدا ماقدرت قط أنه يؤثر مثله في أحد من الناس، وما صلح لي بعدها، ولقد أهمني ذلكسنين كثيرة هما شديدا. ولكن لا تستعمل مع هذا سوء المعاملة، فتلحق بذويالشرارة من الناس، وأهل الحب منهم. ولكن ها هنا طريق وعرة المسلك، شاقةالمتكلف، يحتاج سالكها إلى أن يكون أهدى من القطا، واحذر من العقعق، حتىيفارق الناس راحلا إلى ربه تعالى، وهذه الطريق هي طريق الفوز في الدينوالدنيا، يجوز صاحبها صفاء نيات ذوي النفوس السليمة، والعقود الصحيحةالبرآء من المكر والخديعة. ويحوي فضائل الأبرار، وسجايا الفضلاء، ويحصلمع ذلك على سلامه الدهاة، وتخلص الخبثاء ذوي النكراء والدهاء، وهي أن تكتمسر كل من وثق بك، وأن لا تفشي إلى أحد من إخوانك ولا من غيرهم، من سرك مايمكنك طيه بوجه ما من الوجوه، وإن كان أخص الناس بك، وأن تفي لجميع منأئتمنك، ولا تأمن أحدا على شيء من أمرك تشفق عليه، إلا لضرورة لا بد منها،فارتد حينئذ واجتهد، وعلى الله تعالى الكفاية. وابذل فضل مالك وجاهكلمن سألك أو لم يسألك، ولكل من احتاج إليك وأمكنك نفعه، وإن لم يعتمدكبالرغبة، ولا تشعر نفسك انتظار مقارضة على ذلك من غير ربك عز وجل، ولا تبنإلا على أن من أحسنت إليه أول مضر بك، وساع عليك، فإن ذوي التراكيبالخبيثة، يبغضون لشدة الحسد كل من أحسن إليهم إذا رأوه في أعلى منأحوالهم. وعامل كل أحد في الأنس أحسن معاملة، وأضمر السلو عنه إن فات ببعضالآفات التي تأتي مع مرور الأيام والليالي، تعش مسالما مستريحا. لاتنصح على شرط القبول، ولا تشفع على شرط الإجابة، ولا تهب على شرط الإثابة،لكن على سبيل إستعمال الفضل، وتأدية ما عليك من النصيحة والشفاعة، وبذلالمعروف..." انتهى لكن عليكم إخواني أن تتدبروا كلامه جيدا، فهو لم يزهد في الصداقة بل نبهنا لكيفية التعامل باطنا مع الأصدقاء حتى لا نتفا جئ و لقد صدق رحمه الله فقد جاء الحديث بذلك : قال صلى الله عليه و سلم : "أحبب حبيبك هونا ما عسى أن يكون بغيضك يوما ما و ابغض بغيضك هونا ما عسى أن يكون حبيبك يوما ما" صححه الألباني رحمه الله في غاية المرام في تخريج أحاديث الحلال والحرام (حديث 472) . و لبيان ذلك أحببت أن أنقل كلام المناوي في فيض القدير حول هذا الحديث، قال رحمه الله : "... أي ربما انقلب ذلك بتغييرالزمان والأحوال بغضا فلا تكون قد أسرفت في حبه فتندم عليه إذا أبغضته أوحبا فلا تكون قد أسرفت في بغضه فتستحي منه إذا أحببته ذكره ابن الأثيروقال ابن العربي : معناه أن القلوب بين إصبعين من أصابع الرحمن فقد يعودالحبيب بغيضا وعكسه فإذا أمكنته من نفسك حال الحب عاد بغيضا كان لمعالممضارك أجدر لما اطلع منك حال الحب بما أفضيت إليه من الأسرار وقال عمر رضيالله تعالى عنه لا يكن حبك كلفا ولا بغضك تلفا وعليه أنشد هدبة بن خشرم : وأبغض إذا أبغـضت بغضا مقاربًــا ***فـإنـك لا تـدري مـتى أنـت راجــعُ وكن معدنا للخير واصفح عن الأذى ***فــإنــك راءٍ مـا عـمـلـت وســامــعُ وأحـبب إذا أحببت حـبـًّـا مـقـاربـًـا *** فــإنـك لا تدري مـتى أنـت نــازعُ ولهذا قال الحسن البصري أحبوا هونا وأبغضوا هونا فقد أفرط قوم في حب قوم فهلكوا وأفرط قوم في بغض قوم فهلكوا ..." انتهى أسأل الله لنا جميعا الفائدة و صلى الله و سلم و بارك على نبينا محمد و على آله و صحبه. منقول عن بعض الإخوة جزاه الله خيراً
الموضوع الأصلي :
فائدة حول الصداقة والأصدقاء
-||-
المصدر :
منتديات الشعر السلفي
-||-
الكاتب :
أبو عبد الله بلال يونسي
|
#2
|
||||
|
||||
موضوع اكثر من رائع
بارك الله فيك أخي اظن أن هذا الموضوع الأنسب له أن يكون في القسم الأسلامي وليس في الصفحة الأدبية المتجددة لانه ليس متجددا بل هو فائدة واحده مستقله جزيتم خيراً
__________________
.....التوقيع..... دعواتكم الصالحه أخواني
|
#3
|
|||
|
|||
أحسن الله إليك أخي النعمي المراقب الحصيف الأريب
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع |
|
|
.: عدد زوار المنتدى:.