|
كاتب الموضوع | أبومالك عمر الطروق | مشاركات | 0 | المشاهدات | 4123 | | | | انشر الموضوع |
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع |
#1
|
|||||||||
|
|||||||||
أتاكــــم شهـــر الصيـــام
[size="5
"]بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الجواد الكريم، الغني الوهاب، الذي جعل الصيام جنة للصائمين من النار، ومكفراً للخطايا والآثام، ومضاعفاً للأجر والثواب، ودافعاً إلى زيادة البر والإحسان، وشافعاً لأهله يوم الجزاء والحساب. وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، وهو العظيم الجليل، البر الرحيم، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، خير من صلى لربه وقام، وأتقى من حج وصام، فصلى الله وسلم وبارك عليه، وعلى آله وأصحابه الكرام، ما تعاقب ليل مع نهار. أما بعد ، أيها الإخوة : لا ريب أن جميعكم يُقر ولا يتنكر، يتذكر ولا ينسى، أن نعم الله ـ جل وعلا ـ عليه لا تزال تتتابع، وإحسانه له يكثر حيناً بعد حين، وكل يوم هو منها في مزيد، فما تأتي نعمة إلا وتلحقها أخرى، يرحم بها عباده الفقراء إليه، المحتاجين إلى عونه وغفرانه وإنعامه، فله الحمد دوماً، ملء السماوات والأرض، وملء ما شاء من شيء بعد، وفي الأولى والآخرة. وإن من أجل هذه النعم، وأرفع هذه العطايا، وأجمل هذه المنن، هي فرضه عليكم صوم شهر رمضان، وما أدراك ما رمضان، ثم ما أدراك ما رمضان، يقول النبي صلى الله عليه وسلم في بيان كبير شأنه: (( إذا دخل رمضان فتحت أبواب الجنة، وغلقت أبواب جهنم، وسلسلت الشياطين )) رواه البخاري ومسلم. فهنيئاً، ثم هنيئاً، في هذا الشهر لمن أمسك بزمام نفسه، وشمر عن ساعد الجد، فسلك بها سبيل الجنة، لينعم بالسكنى فيها، ويتنعم بخيراتها ومطايبها، وجنبها سبل النار، والشقاء فيها، ومسكين بل وأشد من مسكين، من سلك بنفسه طريق المعصية والهوان، وأوردها موارد الهلاك، وأحلها محال العطب، وأوقعها مواقع الخسران، وأغضب ربه الرحيم الرحمن، وقد يسرت له أسباب الرحمة والمغفرة، وسهل له طريق التوبة والإنابة، ففتحت الجنة، وغلقت النار، وسلسلت الشياطين. فلئن كنتم تريدون مغفرة الخطايا، وإذهاب السيئات فاطلبوا ذلك في الصيام. فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (( من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه )) رواه البخاري ومسلم. وقال صلى الله عليه وسلم: (( الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة، ورمضان إلى رمضان، مكفرات ما بينهن إذا اجتنبت الكبائر )) رواه مسلم. وإن كنتم تطلبون مضاعفة الحسنات، والرفعة في الدرجات، فعليكم بالصيام. فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( كل عمل ابن آدم يضاعف، الحسنة عشر أمثالها، إلى سبعمائة ضعف، قال الله عز وجل: إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به، يدع شهوته وطعامه من أجلي )) البخاري ومسلم واللفظ له. وإن كنتم تودون أن تكونوا من أهل الجنة المنعمين السعداء فلا تغفلوا عن صوم شهر رمضان. فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه خطب الناس في حجة الوداع فقال لهم: (( اتقوا ربكم، وصلوا خمسكم، وصوموا شهركم، وأدوا زكاة أموالكم، وأطيعوا ذا أمركم، تدخلوا جنة ربكم )) رواه أحمد والترمذي. وإن كان بكم شوق إلى دخول الجنة من باب الريان فكونوا من أهل الصيام. فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (( إن في الجنة باباً يقال له: الريان، يدخل منه الصائمون يوم القيامة، لا يدخل منه أحد غيرهم، يقال: أين الصائمون ؟ فيدخلون منه، فإذا دخل آخرهم، أغلق فلم يدخل منه أحد )) رواه البخاري ومسلم واللفظ له. وإن كنتم تبغون وقاية النفس من حر النار ولهبها فأقبلوا على الصيام. فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (( الصيام جنة من النار، كجنة أحدكم من القتال )) رواه أحمد والنسائي وابن ماجه. وإن كنتم تتمنون الشفاعة يوم الحشر والعرض فإن من أسباب نيلها الصيام. فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (( الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة، يقول الصيام: أي رب منعته الطعام والشهوة، فشفعني فيه، ويقول القرآن: منعته النوم بالليل فشفعني فيه، قال: فيشفعان )) رواه أ حمد وابن المبارك في "الزهد" والحاكم وغيرهم. وإن كانت نفوسكم تهفو لأن تكون من أهل المنازل العالية الرفعية السنية. فقد ثبت أن رجلاً جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال له: (( يا رسول الله أرأيت إن شهدت أن لا إله إلا الله، وأنك رسول الله، وصليت الصلوات الخمس، وأديت الزكاة، وصمت رمضان وقمته، فممن أنا؟ قال: من الصديقين والشهداء )) رواه ابن حبان وابن معين في جزء له. ويجمع ما تقدم كله قول الله ـ عز وجل ـ مبشراً أهل طاعته ومحفزاً: { إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيماً }. قال العلامة الشوكاني ـ رحمه الله ـ في "تفسيره" عند هذه الآية: قوله: { أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيماً } أي: مغفرة لذنوبهم التي أذنبوها وأجراً عظيماً على طاعاتهم التي فعلوها من الإسلام والإيمان والقنوت والصدق والصبر والخشوع والتصدق والصوم والعفاف والذكر، ووصف الأجر بالعظم للدلالة على أنه بالغ غاية المبالغ، ولا شيء أعظم من أجر هو الجنة، ونعيمها الدائم الذي لا ينقطع ولا ينفد، اللهم اغفر ذنوبنا، وأعظم أجورنا.اهـ أيها الإخوة والأخوات: بادروا إلى ربكم ـ عز وجل ـ في هذا الشهر الكريم المبارك بالتوبة النصوح من جميع الذنوب والآثام، من ذنوب الأقوال والأفعال، من ذنوب الشبهات والشهوات، من الشركيات الشنيعة المهلكة، والبدع القبيحة الفظيعة، والمعاصي الكريهة المخزية. توبوا إليه سبحانه من عبادة الأولياء والصالحين معه، بدعائهم والاستغاثة بهم، أو الذبح والنذر لهم، أو الطواف بقبورهم، فإن ذلك كفر وشرك. توبوا إليه سبحانه من اعتقاد أن الأولياء والصالحين يتصرفون في الكون، والغيب، فإن ذلك كفر وشرك. توبوا إليه سبحانه من الحلف بالنبي صلى الله عليه وسلم والأولياء والصالحين والشرف والحياة والآباء والأمهات، فإن ذلك من الشرك. توبوا إليه سبحانه من بناء المساجد أو القباب أو المقصورات على قبور الصالحين، ومن التبرك والتمسح بها، والعكوف عليها. توبوا إليه سبحانه من البدع في الموالد والمآتم والأعراس والشهور والأيام والأوراد والأذكار. توبوا إليه سبحانه من الغيبة والنميمة والكذب والبهتان والسب واللعن والقذف والشتم ورمي الناس بالباطل. توبوا إليه سبحانه من الغل والحقد والحسد والكبر والبطر والبغي والظلم والعدوان والإيذاء والسخرية والاستهزاء والاحتقار. توبوا إليه سبحانه من سماع غناء المغنين والمغنيات، وعزف آلات المعازف وأجهزتها. توبوا إليه سبحانه من مشاهدة الصور والمناظر المحرمة في الفضائيات والإنترنت والصحف والمجلات. توبوا إليه سبحانه من التهاون في أوقات الصلوات، والتكاسل عن الجمع والجماعات. فإنه من لم يتب في هذا الشهر الجليل فمتى يتوب؟ ومن لم يقلع عن ذنوبه وآثامه ومعاصيه في هذا الشهر العزيز فمتى يقلع، ومن لم يرحم نفسه التي بين جنبيه في هذا الشهر العظيم فمتى يرحمها؟ فقد ثبت عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم صعد المنبر فقال: (( آمين آمين آمين، قيل: يا رسول الله إنك حين صعدت المنبر قلت: آمين آمين آمين، قال: إن جبريل أتاني فقال: من أدرك شهر رمضان ولم يغفر له فدخل النار فأبعده الله، قل: آمين، فقلت: آمين، ومن أدرك أبوية أو أحدهما فلم يبرهما فمات فدخل النار فأبعده الله، قل: آمين، فقلت: آمين، ومن ذكرت عنده فلم يصل عليك فمات فدخل النار فأبعده الله، قل: آمين، فقلت: آمين )) رواه ابن خزيمة وابن حبان وغيرهما. فيا حسرة ويا بؤس ويا خسارة من دخل في دعوة جبريل عليه السلام، وتأمين النبي صلى الله عليه وسلم عليها، فأبعده الله. فيا ذا الذي ما كفاه الذنب في رجب ............. حتى عصى الله في شهر شعبان لقد أظلك شـهر الصـوم بعـد همــــا ............. فلا تصيره أيضاً شهر عصيـان قال الحافظ ابن رجب ـ رحمه الله ـ في كتابه "لطائف المعارف": من رحم في رمضان فهو المرحوم، ومن حرم خيره فهو المحروم، ومن لم يتزود لمعاده فيه فهو ملوم، ومن لم يربح في هذا الشهر ففي أي وقت يربح، ومن لم يقرب فيه من مولاه فهو على بعد لا يبرح.اهـ[/size]
الموضوع الأصلي :
أتاكــــم شهـــر الصيـــام
-||-
المصدر :
منتديات الشعر السلفي
-||-
الكاتب :
أبومالك عمر الطروق
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع |
|
|
.: عدد زوار المنتدى:.