|
كاتب الموضوع | بهية صابرين | مشاركات | 1 | المشاهدات | 3595 | | | | انشر الموضوع |
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
امرأة برسالة مزدوجة
*امرأة برسالة مزدوجة* إنّ الفتاة المسلمة فيما مضى كانت تُهيّأ من قِبَل أمّها سواء للبيت الزّوجي أو لارتباطها مع علاقات جوارية أو مع الناس خارج البيت ، إذ أنّ الأمّ كانت تضع على عاتقها مسئولية ترى ثقلها ولكن ، دائمًا كانت على استعداد تام لزرع أحسن البذور في قلب ابنتها وعقلها حتّى تحصد أصلح الأخلاق والأعمال ، فتكبر الفتاة وهي تعلم ماهي الخطوط العريضة التي رسمتها لها أمّها في صغرها ، فتكمل المشوار وتتمّ ما هيّأته لها الأم الصّالحة ، التي كانت تنشد طريقًا سويًّا لابنتها يسدّدها فيه المولى عزّوجلّ ، امرأة تبني نفسها ومَن حولها بقواعد سليمة وراسخة في أسرة ومجتمع يمجّد دين الآباء والأجداد الصّالحين المصلحين . امرأة برسالة مزدوجة ، تبني مطبخًا لذيذًا ومأوًى صالحًا ، واستقرارًا مستمرًا بإذن الله لأفراد عائلتها ، امرأة وإن لم تكن قد تعلّمت في المدارس ، وأمّها الصّالحة كانت مدرستها الأساسية التي أرست فيها ...بتوفيق الله.. دعائم القوّة والمَنَعة لأمّة الإسلام التي تحتاج إلى نفوس قويّة وعزائم صلبة ، وعقائد صحيحة ، تسير بها نحو توحيد الله في الأرض ، وإرضاخ كلّ ما في الكون إلى مايريده منه الله سبحانه . فالتّربية الأسريّة هي أساس تقويم سلوكات الفرد سواء كان ذكرًا أو أنثى ، وكلّ ضابط في التّربية يتقيّد بجنس الفرد الذي يتعيّن تقويم سلوكه . فالفتاة لها في التّربية قواعد تخالف تربية الفتى ، والتّركيز في تقويم شخصيتها على تعليمها شئون البيت وكيفية التّعامل مع المطبخ ، وغسل الملابس والكيّ وكلّ ما يتعلّق بها كامرأة تتهيّأ لأن تبني بيتًا مستقلاً عن أسرتها الّتي كان أساس بنائها هو الأمّ ، وقد كانت تعتمد عليها في أغلب أطوار حياتها ، فإذا بلغت الفتاة سنّ البلوغ ، تصبح امرأة لها خصائص تجعلها مهيّئة لأن تلعب دور أمّها ، وفي غالب الأحيان تتقمّص البنت شخصية أمّها في إدارة البيت ، حيث تصير أشبه وأقرب ما يكون في سلوكاتها إلى الأمّ المربّية لها. ولهذا على الأمّ أن تتحفّظ في أن تقع في سلوكات مشينة تجعل إبنتها تقلّدها فيها وفي غالب الأحيان دون شعور منها .وكما يقول المثل الجزائري: "كُبّْ القَدْرَة على فُمّْها تخرج الْبِنْت لُمّْهَا ". ومعنى المثل: " ضَعْ القِدْر(القَدْرَة) على فَمِها تصير البنت مثل أمّها" ونحن في الجزائر نؤنّث القِدْر بلهجتنا العامّيّة . هذا المثل كانت الجدّات تقوله ..وتناقلته النّساء ...بقصد أنّ البنت في غالبية سلوكاتها تسير على خُطى الأمّ التي كانت تغذّيها بأفكارها ، وتنشر إيديولوجياتها في ابنتها ، فإذا كانت الأمّ صالحة فأكيد بإذن الله ، تنشر كلّ ما هو خير من مبادىء سامية في مراحل تربية البنت ، أمّا إذا كانت الأمّ ممّن تحمل أفكار المساواة بين الرّجل والمرأة في جميع الحقوق ، مع الغيظ الدّفين لكلّ حقّ قسمه الله للرّجل دونها ، فهذه المرأة أكيد لاتزرع في ابنتها سوى حبّ التّنافس مع الرّجل والمطالبة بالحقوق . وياليتها تجدها تؤدّي واجباتها كما ينبغي ، فهي دائمًا في تقصير وتهاون ورفض ضمني وعلني لهذه الواجبات ، بحجّة أنّها إمرأة لها حقوق هضمها الرّجل وأراد أن يسلبها إيّاها رغمًا عنها ، فهي في مطالبة مستمرّة لهذه الحقوق المزعومة تأسّيًا بالغربيات التي فعلاً هُضمت حقوقها الشّرعيّة وأهمّها الكرامة والعزّة حين جعلها الرّجال لعبة يتقاذفونها بينهم ، ونزعوا منها الحياء والعفّة ، حين أوهموها أنّهم يجتهدون في تحريرها من العبودية والجاهليّة ويدفعونها إلى التّقدّم والرّقيّ المزعوم الذي جعل همّها الأساسي الخروج من البيت، الذي كان السّبب الرّئيسي في التّفكّك الأسري .نسأل الله العافية والطّريق المستقيم والسّلفيّة الحقيقيّة ، لايمكن أن تنجرّ وراء الموضة والعصرنة ، قد تميل لبعض الأمور الحديثة ، لكن دون أن تمسّ بأحكام الشّريعة في تداولها المصالح العصريّة ، وأظنّ أنّ هذا الأمر لايخفى على أخت عرفت دينها بالطّريق الصّحيح إلاّ أن يكون بها هَوى أزاغها عن المنهج الصّحيح فصارت حينها سلفيّة الموضة ، ورغم ذلك يصعب عليّ أن أسمّيها سلفية الموضة ، لأنّها باقتناء أمور الموضى ، واهتمامها بكلّ جديد تافه ، هذا لايجعلها تدخل ضمن الأخوات السّلفيّات الحقيقيّات ، والجامع بينهما الجلباب فقط وهو لحاف تلبسه أيّ امرأة شاءت أن تلبسه ، وهي ليس لها علاقة بالإستقامة . الضّابط لسلوكيات الأشخاص في دينهم هو استقامتهم عليه حقّ الإستقامة ، منهجٌ يوضّح لنا طريق سلفنا الصّالح من الأنبياء والصّالحين ممّن تبعهم بإحسان إلى يوم الدّين . أسأل الله أن يهيّء للأمّة نساءًا صالحات متفقّهات في دينهنّ ودنياهنّ ، يلدن رجالاً يُعَوّل عليهم في المستقبل ، يبنون مجتمعات سليمة الشخصيات ، تنهض بالأمّة نحو السؤدد والعلوّ والرّشاد , وصلّ اللّهمّ وسلّم على محمد النبي الأميّ وعلى آله ومن اهتدى بهديه إلى يوم الدّين , وسبحانك اللّهمّ وبحمدك أشهد أن لاإله إلاّ أنتَ أستغفرك وأتوب إليك بقلم : عبير الإسلام (بهية صابرين) الجمعة 1 رجب 1437 هـ الموافق لـ 08 أبريل 2016 م الساعة: 13:00:56
التعديل الأخير تم بواسطة بهية صابرين ; 04-09-2016 الساعة 04:15 PM. |
#2
|
|||
|
|||
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع |
|
|
.: عدد زوار المنتدى:.