|
كاتب الموضوع | زكريا عبدالله النعمي | مشاركات | 15 | المشاهدات | 18380 | | | | انشر الموضوع |
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
رؤوس الأقلام من مخالفات منهج أبي الحسن وأتباعه لمنهج السلف الأعلام لأخينا الشاعر أبي رواحة عبد الله بن عيسى الموري
رؤوس الأقلام من مخالفات منهج أبي الحسن وأتباعه لمنهج السلف الكرام وأئمة العصر الأعلام لأخينا الشاعر أبي رواحة عبد الله بن عيسى الموري وفقه الله: بسم الله الرحمن الرحيم مقدّمة الشيخ الفاضل يحيى بن على الحجوري – حفظه الله – الحمد لله ، نحمده ونستعينه ونستغفره , أمّا بعد : فقد قرأت رسالة أخينا الفاضل السُّنِّي الغيور أبي رواحة –حفظه الله - ، الْمُسمّاة " رءوس الأقلام من مخالفات منهج أبي الحسن وأتباعه لمنهج السلف الكرام وأئمة العصر الأعلام "؛ فرأيته ذكر فيها على أبي الحسن المصري وأتباعه ثلاثين مأخذاً صحيحاً ، ووثَّق مآخذَه المذكورة ، ودَعَّمَها بالأدلَّة الثابتة ، والتجارب الواقعة ، والبراهين الساطعة ، مع ما تحتوي عليه من بلاغة القول ، وحسن النصح ، وجودة الأسلوب ، فجزى الله أخانا أبا رواحة خيراً . كتبه : أبو عبد الرحمن يحيى بن علي الحجوري (13ربيع الآخر 1423هـ ) المقدمة بسم الله الرحمن الرحيم إنّ الحمدَ للهِ ، نَحمَدُهُ ونَستَعِينُهُ ونَستغفِرُهُ ، ونعوذُ باللهِ مِن شُرورِ أَنفُسِنا ومن سيِّئاتِ أعمالِنا ، مَن يَهْدِهِ اللهُ فلا مُضِلَّ له ، ومَن يُضلِل فلا هادِيَ له , و أشهدُ أن لا إلـه إلا اللهُ وَحدَهُ لا شريكَ له ، وأشهدُ أَنَّ مُحمَّداً عَبدُهُ و رسولُهُ . )يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ([آل عمران:102]. )يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي تَتَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا([النساء:1]. )يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعْ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا( [الأحزاب:71]. أما بعد: فإنّ خيرَ الحديث كتاب الله ، وخيرَ الهديِ هديُ محمَّدٍ r وشرّ الأمور محدثاتها وكلَّ محدثةٍ بدعةٌ وكلَّ بدعةٍ ضلالةٌ وكلَّ ضلالةٍ في النار. يقول تعالى: )ألم أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا ءَامَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ، وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ(، ويقول تعالى:) مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ(، ويقول الله تعالى:)وَكَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ( . فإني قد كتبت ثلاثين مأخذًا على منهج أبي الحسن ومنهج أتباعه المائع الجائر المنحرف ، خالفوا فيها منهج السلف الكرام ، وأئمة العصر الأعلام ، ونظرًا لِما رأيتُهُ من تعصُّبِ أُناسٍ لشخص أبي الحسن ولمنهجه المنحرِف ؛ ما بين مُغرَّرٍ به ، ولاهثٍ وراء الدنيا، ومن يرى ذلك ديانة ، ودفاعًا عن الحق في زعمه . فكان ذلك من أعظم الدوافع لي في أن أكتب هذه المآخذ التي ظهرت لي حقيقتُها وعرفتُها من خلال معاشرتي لهم واحتكاكي بهم ، واللَّذَين كانا مَبنِيَّين على النصيحة من قبلُ ومن بعدُ ، )فَمَا رَعَوْهَا حَقَّ رِعَايَتِهَا ( [الحديد : 27] . ولَمَّا كان حالي معهم كما قال الله تعالى عن نبيه صالح - عليه السلام - حين خاطب قومه بقوله: )وَنَصَحْتُ لَكُمْ وَلَكِنْ لَا تُحِبُّونَ النَّاصِحِينَ ( [الأعراف : 79] كان لِزامًا عليَّ أن أُدوِّن هذه المؤاخذات بيانًا للحق يحدوني في ذلك قوله تعالى: ) وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا ( [الكهف : 29] ، وقوله تعالى:)فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ( [الحجر :94]، وقوله تعالى: )خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ( [الأعراف :199]. وحديث عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال:((بَايَعْنَا رَسُولَاللهِ عَلَى السَّمْعِ وَالطَّاعَةِ - وفيه - وَعَلَى أَنْ نَقُولَ بِالحَْقََّ أَيْنَمَا كُنَّا ، لاَ نَخَافُ فِي اللهِ لَوْمَةَ لائم ...))الحديث متفق عليه . وحديث أبي ذر رضي الله عنه قال:((أَمَرَني خَلِيلِي صلى الله عليه وسلم بِسَبْعٍ ... [ومنها:] وأَمَرَنِي أَنْ أَقُولَ بِالْحَقِّ وَإِنْ كَانَ مُرًّاًوَأَمَرَنِي أَنْ لاَ أَخَافَ فِي اللهِ لَوْمَةَ لاَئِمٍ...))الحديث أخرجه أحمد (5/159) وهو حديث حسن . قلتُ: فانطلاقًا من ذلك أشرع في المقصود ، مستعينًا بالله تعالى . * * * قال أبو يحي : يتبع هذا الموضوع على فقرات حتى أستكمل الثلاثين مأخذا بإذن الله من هذه الرسالة النفيسة , شاكراً لمشرفنا الهمام على جهوده المباركة . راجياً من إخواني متابعة فقرات هذه الرسالة وإثراءها بالتعليق الهادف والمفيد , وخاصة أن الأمر يتعلق بأبي الحسن الذي أظهر حقده على أهل السنة وعلى رأسهم شيخنا العلامة ربيع بن هادي المدخلي متع الله به , وأطال في عمره على طاعته, ومن ظن أن أبا الحسن قد مات فقد أخطأ , فهو لا يزال يرسخ منهجه الواسع على قدم وساق فأين جهود أهل السنة في التصدي لأمثاله ؟!!!
الموضوع الأصلي :
رؤوس الأقلام من مخالفات منهج أبي الحسن وأتباعه لمنهج السلف الأعلام لأخينا الشاعر أبي رواحة عبد الله بن عيسى الموري
-||-
المصدر :
منتديات الشعر السلفي
-||-
الكاتب :
زكريا عبدالله النعمي
التعديل الأخير تم بواسطة زكريا عبدالله النعمي ; 01-11-2010 الساعة 06:26 AM. |
#2
|
|||
|
|||
من قبل و أنا أبحث عن الرسالة على النت فما وجدتها فجزاك الله خيرا يا أبا يجيى على جهودك و نحن في انتظار البقية
|
#3
|
||||
|
||||
وأنت جزاك الله خيرا أخي أكرم على حرصك وأبشر بتحقيق طلبك في إكمال الرسالة
|
#4
|
||||
|
||||
المؤاخــذات: المأخذ الأول (1) أنّهم يقودهم الهوى والعقل إلى المجازفة في ردّ الأدلة الشرعية،والنصوص العلمية : قال تعالى: )وَإِنَّ كَثِيرًا لَيُضِلُّونَ بِأَهْوَائِهِمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِالْمُعْتَدِينَ([الأنعام119] وقال تعالى: )فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنَ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ( [القصص:50] وقال تعالى:)فَلا تَتَّبِعُوا الْهَوَى أَنْ تَعْدِلُوا وَإِنْ تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا( [النساء135] وقد ثبت عند الإمام أحمد وعند ابن أبي عاصم في السنة برقم 14 من حديث أَبِي بَرْزَةَ الأسلمي أن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ : ((إِنَّ مِمَّا أَخْشَى عَلَيْكُمْ من بَعدي بُطُونَكُمْ وَفُرُوجَكُمْ وَمُضِلَّاتِ الْأَهَواء))[1]. وقال أبو العالية :[ ما أدري أيّ النِّعمَتَيْنِ علَيَّ أعظمُ ؛ إذ أخرجني الله من الشرك إلى الإسلام ، أو عصمني في الإسلام أن يكون لي فيه هوى ] اهـ "من شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة للإمام اللالكائي230 " وقال الذهبي رحمه الله تعالى: ثمّ العلم ليس هو بكثرة الرواية ؛ ولكنّه نورٌ يقذفه الله في القلب، وشرطه الإتِّباعُ والفرارُ من الهوى والابتداع اهـ من "السير" ترجمة عثمان بن سعيد الدارمي. وجاء بلفظٍ مقاربٍ لهذا المعنى في "شرح السُّنَّة " للإمام البربهاري ، كما في مسألة رقم (103) . قلت: فإنّ أبا الحسن وكثيراً من أتباعه قد أعمى اللهُ بصيرتَهُم فلا يتعاملون مع الفتنة ببصيرةِ العلم والبحث عن الحقِّ ، وإنّما يتعاملون معها بالهوى والعاطفة والحرص على حطام الدنيا الزائل. المأخذ الثاني (2) أنّ مِن أعظم العوامل التي ساعدت على ردِّهِم الحقَّ هو تورُّطَهم في حبائل الدنيا ، وما يجدونه من مد يد العون في إمداد مراكزهم . فقد قال أحدهم : والله لو أراد أبو الحسن أن يسفلت [أي يُعبِّد] الطريق من مركزه إلى مُجمَّع مأرب لاستطاع ا.هـ . قلتُ: إذن فهي الدنيا ، فكم أَلْجَمَت مِن فَم ، وفَتَنَت من قلب ، قال تعالى :) زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ ( [آل عمران : 14] ، وقال تعالى: )وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَى ( [طه : 131] وعن كعب بن عياض مرفوعاً (( لِكُلِّ أُمَّةٍ فِتْنَةٌ ، وَفِتْنَةُ أُمَّتِي الْمَالُ)) [أخرجه الترمذي ، وهو في "الصحيح المسند" 2/182] ، وفي" الصحيحين " في قصّة أبي عبيدة أنّه قدم بِمال من البحرين ، وفيها قال صلى الله عليه وسلم: (( ... فَوَاللَّهِ مَا الْفَقْرَ أَخْشَى عَلَيْكُمْ ، وَلَكِنِّي أَخْشَى أَنْ تُبْسَطَ عَلَيْكُمْ الدُّنْيَا كَمَا بُسِطَتْ عَلَى مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ ، فَتَنَافَسُوهَا كَمَا تَنَافَسُوهَا وَتُهْلِكَكُمْ كَمَا أَهْلَكَتْهُمْ )) . وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : إنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم جَلَسَ ذَاتَ يَوْمٍ عَلَى الْمِنْبَرِ وَجَلَسْنَا حَوْلَهُ ؛ فَقَالَ : (( إِنِّي مَمَّا أَخَافُ عَلَيْكُمْ مِنْ بَعْدِي مَا يُفْتَحُ عَلَيْكُمْ مِنْ زَهْرَةِ الدُّنْيَا وَزِينَتِهَا )) متّفق عليه . قال سفيان - رحمه الله- : [كنتُ أوتيت فَهمَ القرآن ، فلمّا قَبِلتُ الصرّة سُلِبتُه] " تذكرة السامع والمتكلم " (ص 19 ) . وقال رحمه الله تعالى أيضاً: [ إِنِّي لألقى الرجلَ أبغضه فيقول: كيف أصبحتَ ؟ فيلينُ له قلبي, فكيف بمن آكل طعامهم ؟! ] اهـ من "السير" (7/260) . قلت فكيف بمن امتلأت جعبته بأموالهم ؟! . وقال مالك بن دينار- رحمه الله - : [ اتَّقوا السحارة ، قالوا وما السحارة ؟ قال: هي الدنيا تأخذ بقلوب العلماء]،أ.هـ . قلتُ : فكيف بقلوب طلبة العلم والعامة ؟! . وقد قال الشاعر: أَحْسِنْ إِلَى النَّاسِ تَسْتَعْبِد قُلُوبَهُم * * * فَطَالَمَا اسْتَعْبَدَ الإِنْسَانَ إِحْسَانُ . قلتُ: وقد كان شيخنا العلاَّمة المحدِّثُ مقبل بن هادي الوادعي - رحمه الله - كثيراً ما يتمثل بقول الشاعر: فكم دقَّت ورقَّت واسترقَّت *** فضُولُ الرِّزق أعناقَ الرِّجال. المأخذ الثالث (3) أنّهم تسيِّرهم العاطفة، وتخدعهم الكلمات المعسولة، وتؤثِّر فيهم العبارات الْمُنمَّقة،ولو كانت تحمل في طيَّاتها السُّمَّ الزُّعاف . وإلاّ فقل لي : من الذي سحر أصحاب براءة الذمَّة إلاّ عبارات أبي الحسن البّراقة وكلماته الخدّاعة ؟ وقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية كما في رسالته " الرد على البكري " : [ العلم قسمان : قولٌ مُصدَّق ، وبحثٌ مُحقَّقٌ ، وما سوى ذلك فهذيانٌ مُزوَّق ]أ.هـ . قلتُ : فوقع المدافعون عن أبي الحسن في باطله الْمُزوَّق، وغَرَّهم بَهرَجُ قوله الْمُنمَّق . [1] قال الإمام الشافعي – رحمه الله - : (( لأن يَلقَى الله العبدُ بكلِّ ذَنبٍ ما خلا الشرك خير من أن يلقاه بشيء من الهوى)) اهـ . أخرجه البيهقي في "الاعتقاد " (ص 158) ، كما في التعليق على " شرح السُّنَّة " للبربهاري ، للشيخ خالد الردادي ( ص 121). التعديل الأخير تم بواسطة زكريا عبدالله النعمي ; 01-13-2010 الساعة 04:53 PM. |
#5
|
||||
|
||||
شكر الله للأخوة القائمين والمشرفين على هذا المنتدى المبارك على جهودهم المباركة , وأثابهم الله على ما يقومون به من نشر للمواضيع الهادفة والهامة
ورزقنا وإياهم الاخلاص في القول والعمل |
#6
|
||||
|
||||
المأخذ الرابع (4)أنّ لهم تعتيماً إعلاميّاً رهيباً يطوي سجلَّ كلِّ فضيلة تخالف نهجهم البائر! قد يصل إلى مرتبة كتمان الحقِّ وإشاعة الباطل في تتبع الهفوات والأخطاء . ) أَفِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أَمِ ارْتَابُوا أَمْ يَخَافُونَ أَنْ يَحِيفَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَرَسُولُهُ بَلْ أُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ( [النور : 50] . قال الكريزي: مَا بَالُ قَوْمٍ لِئَامٍ لَيْسَ عِنْدَهُم * * * عَهْدٌ وَلَيْسَ لَهُم دِينٌ إِذَا ائْتُمِنُوا إِنْ يَسْمَعُوا رِيبَةً طَارُوا بها فَرَحاً * * * مِنَّا وَمَا سَمِعُوا مِنْ صَالِحٍ دَفَنُوا صُمٌّ إذَا سَمِعُوا خيراً ذُكِرْتَ بِهِ * * * وَإِنْ ذُكِرْتَ بِسُوءٍ عِنْدَهُمْ أَذِنُوا "روضة العقلاء" لابن حبان( ص150) . قلتُ : فما كان في صالحهم نشروه ، وما كان ضدَّهُم أو يَهدِم باطلَهُم كتموه ورفضوه، وقد قال الإمام أحمد : [ قاتل اللهُ أهلَ البدع ! يأخذون ما لهم ، ويدعون ما عليهم ] . وقال عبد الرحمن بن مهدي في " الاقتضاء" لشيخ الإسلام ابن تيمية( ص 18 ) : [ أهلُ العلم يكتبون ما لهم وما عليهم وأهلُ الأهواء لا يَكتُبُون إلاّ مالهم ] . المأخذ الخامس (5)أنّ من كان معهم - ولو كان زائغاً أو جاهلاً - فإنّه مَحطَ الثناءوالتبجيل ، فإن كان طالب علم قالوا فيه : "الشيخ العلامة "، وإنّ كان شاعراً قالوا: "نظيرحسّان بن ثابت "، وأمّا من خالفهم- وإن كان إمامَ عصرِِه أو عالِماً بالجرح والتعديل- فإنّه مَحطُّ الثَّلبِ والتقبيح والقدح والتجريح . المأخذ السادس (6) أنّ منهم من يتربَّى على أيدي علماء السُّنَّة حتّى يتمكّن من تزكياتهم ، فإذا ما سنحت له فرصة يلدغ كما تلدغ العقارب ثم يعود إلى جحره . قال الإمام البربهاري - رحمه الله - كما في " طبقات الحنابلة " (2/44): [ مثل أصحاب البدع مثل العقارب يدفنون رءوسهم وأبدانهم في التراب ، ويُخْرجون أذنابهم ، فإذا تَمكَّنُوا لَدَغُوا. وكذلك أهلُ البدع هم مُختَفُون بين الناس ، فإذا تَمكَّنُوا بلغوا ما يريدون ].اهـ وانظر : مسألة رقم ( 148) من " شرح السنة " . قلتُ : حتّى إذا ما استدّ[1] ساعِدُهُ وقَوِيَ صُلبُه ، واستقام على سوقه ، أخذ يسل لسان الغدر، فيُجابِه العلماء علانيةً وكما قيل: (سَـمَِّن كلبَكَ يأكلْك) قال الشاعر: وَيَا عَجَباً لِمِن رَبَّيتُ طفلاً * * * أُلْقِمُـه بـأطراف البَنَـانِ أُعَلِّمُه الرِّمـايةَ كُـلَّ حين * * * فَلَمَّـا اسْتَدَّ سَاعِدُه رَمَاني أُعَلِّمُه الفُتُوَّةَ كُـلَّ يـوم* * * فلمَّـا طرَّ شـاربُه جَفَاني وَكَمْ عَلَّمْتُه نَظْم القَوافي * * * فلمَّـا قال قافيةً هَجَاني [1]بالسين , وأما بالشين فليس بشئ " ونظر الفتح " (12/ 226) . يتبع بإذن الله
التعديل الأخير تم بواسطة زكريا عبدالله النعمي ; 02-06-2010 الساعة 08:36 PM. |
#8
|
||||
|
||||
المأخذ السابع (7) أنّهم يحاولون إهالة الترابِ على جهود كبار العلماء، وتقليصَ أعمالهم العظيمة، والنيلَ من مكانتهم الرفيعة . وذلك بالطعن فيهم بدعوى أنّ الشيخ أحمد النجمي مجهولٌ لا يُعرَف !، وأنّ الشيخ ربيعاً كبر سِنُّه فُلبِّس عليه! ، وأنّ الشيخ فالحاً الحربي لم يترك أحداً من إخوانه فسيحال للمحاكمة!، وأنّ الشيخ محمّد بن عبد الوهّاب الوصابي حفزه على ما يقوله فيهم دافع الحسد!،وأنّ الشيخ يحي الحجوري ردوده بعيدة عن الطابع العلمي ! ، وهلم جرَّا مع أنّ طاوساً رحمه الله تعالى يقول : [ من السُّنَّة أن يُوقَّر العالِم ] اهـ من " جامع بيان العلم وفضله " . إلاَّ أنّهم لا يفتئون طاعنين في العلماء . وقد قال صلى الله عليه وسلم :( لَيْسَ مِنَّا لَمْ يُجِلَّ كَبِيرَنَا وَيَرْحَمْ صَغِيَرَنَا ، وَيَعْرِفْ لِعَالِمِنَا حَقَّهُ) أخرجه الإمام أحمد عن عباده ابن الصامت بإسناد صحيح . قال الحطيئة: أَقِلُّـــوا عليهم لا أباً لأَبِِيكم * * * مِنَ اللَّوم أوسُدُّوا المكان الذي سّدُّوا وقال الآخر: يَا نَاطحَ الجبل العالي ليُوهِنَه * * * أَشْفِقْ على الرَّأس لا تُشْفِقْ على الجبل. المأخذ الثامن (8) أنّهم يَسعَون جادِّين في مخالفة العلماء الناصحين مخالفةً صارخة، ومُجابهةِ الأئمَّةِ الثقات مُجابَهةً واضحة: لذلك فإنّهم لم يستفيدوا من توجيهات العلماء ، ولم يَرضَوْا بأحكامهم الصادرة عن الأدلّةِ الثابتة والنظرِ الثاقب والفهمِ الصحيح ، يظهر ذلك جليّاً من خلال هذه الفتنة . المأخذ التاسع (9) أنّهم يتعلّقون بزلاّت العلماء وأخطائهم والشاذِّ من أقوالهم . وقد قال الدارمي -رحمه الله - :[ إنّ الذي يريد الشذوذ يتتبَّعُ الشاذَّ من أقوال العلماء ويتعلَّق بزلاّتِهِم، والذي يَؤُمُّ الحقَّ في نفسه يأخذ بقولِ جماعة العلماء ، وينقلب مع جمهورهم . فهاتان آيتان بيِّنتان على ابتداع الرجل أو اتّباعه] ا.هـ . وقال إسماعيل القاضي : [ومَن أخذ بكلِّ زَلَلِ العلماء ذهب دينُه[1] ]. اهـ من السير13/465. وقال الأوزاعي : [ مَن أخذ بنوادر العلماء خرج من الإسلام ] اهـ من " السير " (7/125) . قلتُ : وقديماً قيل : من تتبَّع رُخَصَ العلماء تزندق . المأخذ العاشر (10) أنّهم يستقطبون كلَّ من أيَّد طريقتهم ويجالسونه ولو كان من أهل البدع . وقد قال ابن عون - رحمه الله - : [ مَن يجالس أهلَ البدع أشدُّ علينا من أهل البدع ) أخرجه ابن بَطَّة في " الإبانة الكبرى " (486) . وقال أبو قلابة - رحمه الله - : [ لا تجالسوا أهل الأهواء ولا تجادلوهم ؛ فإنّي لا آمن أن يَغمِسُوكُم في ضلالاتهم ، أو يُلبِّسوا عليكم ما تعرفون ] اهـ من " شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة " لللالكائي برقم (244) و "الشريعة " للآجرّي (1/ 65) و" الإبانة " لابن بطّة (1/36) . قلتُ : كما أنّهم يُزكُّون مَن قال بقولهم ولو كان ضعيف الرأي..، أو ضحل العلم..، أو سقيم الفهم..، أو متميِّعاً في المنهج..، أو كان صاحب زهد مزعوم ، وما أكثر هذا الصنف ! وقد قال شيخ الإسلام: [ الزهد هو ترك ما لا ينفع في الآخرة ] ا.هـ ذكره عنه تلميذه ابن القيِّم في مَنْزِلة الزهد من " مدارج السالكين " . قلتُ : بينما أصحاب الزهد المزعوم تركوا ما كان نافعاً لهم في الآخرة ، وهو البحث عن دين الله الحقِّ وتحرِّي الطريقةَ المثلى[2]. يتبع بإذن الله الحواشي [1] وانظر ذلك في قصّةٍ وقعت بينه وبين الخليفة المعتضد ، كما في "البداية والنهاية " (11/100) نقلاً عن "الهداية " (ص60 ) . [2] والفرق بين هذا المأخَذ والمأخَذ الخامس الذي تقدَّم أنّ المأخَذ الخامس أردتُّ به مَن كان داخل صفوفهم وأمّا هذا المأخَذُ فأردتُّ به من كان خارج صفوفهم .
التعديل الأخير تم بواسطة زكريا عبدالله النعمي ; 03-09-2010 الساعة 11:14 PM. |
#10
|
||||
|
||||
المأخذ الحادي عشر (11)أنّهم لا يَرقُبُون فيمن خالفهم وبيَّن عوارهم إلاَّ ولا ذِمّة . فيرمونه بشتّى الألقاب القبيحة ، مثل قولهم : بأنّه حدادي..، أو أنّه ومن وقف معه هدّامون للدين.. مفسدون في الأرض.. أقزام.. أصاغر.. أراذل.. قواطي صلصة..، أو أنّه من أرباب الفتنة والساعين فيها..، أو أنّه لم يتركهم إلاَّ لأنّه مطعون في عِرضهِ وعدالته..، أو أنّه لم يعطوه من دنياهم شيئاً... وهلمَّ جرَّا. وقد قال أبو حاتم الرازي-رحمه الله - : [ من علامة أهل البدع الوقيعةُ في أهل الأثر ] اهـ من " شرح أصول اعتقاد أهل السُّنّة " للالكائي(1/179) . المأخذ الثاني عشر (12) أنّ كثيراً منهم يعرف الحقّ ولكنّه يُعمِل هواه وعاطفته فيورثه ذلك كِبراً عن قبول الحقِّ . وقد قال تعالى : ) سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ ( [الأعراف : 146] ، ولذلك فإنّه يحاول أن يغالط نفسَه ومُجتمعَهُ ويُخادِعَهُم ولكن هل يستطيع أن يخادع الله القائل:) يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ [البقرة : 9]؟ ويَمكُرُ بأتباع السلف وأصحاب الحديث ، ولكن هل يستطيع أن يَمكر بالله القائل:)وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ ( [الأنفال : 30] المأخذ الثالث عشر (13) أنّ لهم حيلاً شيطانية ماكرة في تلبيس الحقِّ بالباطل . قد نفثها الشيطان في روع أبي الحسن ، فقام ببثِّها ، فتلقّاها عنه أتباعُه منها: (أ) دعوى عدم التقليد : وهي كلمةُ حقِّ أريد بها باطلٌ ، فيَرُدُّون بها كلام العلماء الكبار والأئمَّة الثقات المبنِيَّ على الأدلّة في التحذير من أهل البدع والأهواء . وإنّما التقليد هو قبول خبرِ مَن ليس بحجّة بغير حجّة. قال العمريطي: تَقليدُنا قَبُولُ قَولَ القَائِل * * * من غَيْر ذِكر حُجَّةٍ للسَّائل وإلا فكلُّنا يبغض التقليد الأعمى ؛ لذلك قال شيخُنا العلاّمة مقبل بن هادي الوادعي - رحمه الله تعالى - :[لا يقلِّدني إلاَّ ساقط ] . (ب) قولهم : هل تعتقد أنّ أبا الحسن يسبُّ الصحابة؟ قلت: ومتى كان أهل السنة يعاملون الناس بأمر النيات ؟ ! إنّما يعاملونَهُم بالظاهر، وأمّا أمر النيات فيُوكِلُونَه إلى اللهِ - عزّ وجلّ - ، فعن عَبْدِ اللَّهِ بْنَ عُتْبَةَ بِنِ مَسْعُود قَالَ سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ: ((إِنَّ أُنَاسًا كَانُوا يُؤْخَذُونَ بِالْوَحْيِ فِي عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَإِنَّ الْوَحْيَ قَدْ انْقَطَعَ ، وَإِنَّمَا نَأْخُذُكُمْ الْآنَ بِمَا ظَهَرَ لَنَا مِنْ أَعْمَالِكُمْ ، فَمَنْ أَظْهَرَ لَنَا خَيْرًا أَمِنَّاهُ وَقَرَّبْنَاهُ ، وَلَيْسَ إِلَيْنَا مِنْ سَرِيرَتِهِ شَيْءٌ ، اللَّهُ يُحَاسِبُهُ فِي سَرِيرَتِهِ ، وَمَنْ أَظْهَرَ لَنَا سُوءًا لَمْ نَأْمَنْهُ وَلَمْ نُصَدِّقْهُ ، وَإِنْ قَالَ إِنَّ سَرِيرَتَهُ حَسَنَةٌ))أخرجه البخاري برقم ( 2447) . المأخذ الرابع عشر (14)أنّ باب الجرح والتعديل يقلُّ العمل به في واقعهم العملي والدعوي . وإن ادَّعوا أنّهم يدْرُسُونه ويدرِّسونه ، بدعوى أن ، الرفق واللين هما الأنفع والأثْمَر، حتّى مع أهل البدع ، فيجتنبون عبارات الجرح التي كان يستعملها السلف لتلك الدعوى ، بل يَشُنُّون الحملات على من استعمل تلك الكلمات ، ولو كان استعمالها في حقِّ أهل البدع مَحطَّ مدحٍ عند السلف ، وفي هذا مخالفة واضحةٌ لمنهج السلف الصالح والسائرين على منوالهم من أئمة العصر ، كالإمام المجدِّدِ مُقبِلِ بن هادي الوادعي - رحمه الله - ، الذي عاشت دعوته على جرح أهل البدع ربع قرن من الزمن . المأخذ الخامس عشر (15) أنّ منهجَهم منهجٌ مطَّاطيٌّ مُتميِّعٌ يَتَّسِع لكثيرٍ من مرضى المناهج والأَنفُسِ ، والحاقدين على أهل السُّنّة المتربِّصِين بهم الدوائر. يتبع بإذن الله التعديل الأخير تم بواسطة زكريا عبدالله النعمي ; 04-05-2010 الساعة 12:30 PM. |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع |
|
|
.: عدد زوار المنتدى:.