|
كاتب الموضوع | أم عبدالعزيز السلفية | مشاركات | 1 | المشاهدات | 1401 | | | | انشر الموضوع |
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
خطبـــة ابن عثيمين في قضــاء وقت الاجازه
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد الا اله الا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله الذي بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة فصلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين وأسال الله أن يحشرني وإياكم في زمرته يوم يقوم الناس لرب العالمين أما بعد فيا أيها الناس يا ايها الناس اتقوا الله تعالى واعرفوا قدر الأوقات التي هي خزائن أعمالكم بادروها بالاعمال الصالحة قبل فوات الأوان وانصرام الزمان ان كل يوم بل كل ساعة بل كل دقيقة بل كل لحظة تمر بكم فلن ترجع اليكم وإن كل يوم وساعة ودقيقة ولحظة تمر بكم فإنها قصر في أعماركم ودنو لآجالكم فانتبهوا عباد اله لهذه الحقيقة فما هي الا سويعات ولحظات ثم إذا بكم قد حل بكم المنون وندمتم على ما فرطتم من الأعمال الصالحة في الاوقات التي يمكنكم أن تعملوا بها صالحا إن هذه الحقيقة يغفل عنها كثير من الناس فانتبهوا لها ايها الناس إن المعلمين منا والمتعلمين يستقبلون في هذه الأيام يستقبلون في هذه الايام إجازة السنة الدراسية والإجازة الصيفية فيا ترى ماذا ستقضى هذه الإجازة إن من الناس من يقضيها في بلده لا يغادرها في رحلات ولا أسفار ولكن يتفرغ لأعماله الخاصة وإني أوجه الخطاب لهؤلاء أن يحرصوا على أن تكون أجازتهم إجازة عمل بناء إجازة عمل نافع إجازة تحصيل للمصالح الدنيوية إما في مراجعة علوم يودون التخصص فيها وإما في اجتماع على درس ثقافة عامةوإما في الحضور الى المكتبات للاستزادة من العلم وإما في اشتغال بمصالح دنيوية مع أوليائهم في حراثة أو تجارة أو غير ذلك . وإن من الناس من يقضي الاجازة بالسفر الى مكة والمدينة ونعم السفر هذا يذهبون الى مكة والمدينة للعمرة والصلاة في المسجد الحرام والصلاة في المسجد النبوي وزيارة قبر النبي صلي الله عليه وعلى آله وسلم بعد الصلاة في المسجد هذا من أفضل الاعمال فان النفقة فيه مخلوفة والعمرة الى العمرة كفارة لما بينهما والصلاة في المسجد الحرام المسجد الذي فيه الكعبة افضل من مائة ألف صلاة وإنما يختص هذا الفضل في المسجد الذي فيه الكعبة دون غيره من مساجد مكة وبقاعها لان الله تبارك وتعالى قال ( سبحان الذي اسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام الى المسجد الأقصى ) وقد أسرى بالنبي صلى الله عليه وسلم من الحجر الذي هو جزء من الكعبة وفي صحيح مسلم عن ميمونة زوج النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنها سمعت النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول عن المسجد النبوي ( صلاة فيه أفضل من ألف صلاة فيما سواه الا مسجد الكعبة ) ومن المعلوم أن مسجد الكعبة هو البناية المحيطة بها أي المسجد الذي يسميه الناس الحرم أما مساجد مكة وجميع ما كان داخل أميال مكة فانه لا شك أن الصلاة فيه أفضل من الصلاة في الحل ولهذا لما نزل النبي صلي الله عليه وسلم الحديبية وبعضها حل وبعضها حرم كان نازلا في الحل ولكنه عند الصلاة يدخل الى الحرم الى داخل حدود الحرم إنني أوجه الخطاب الى هؤلاء الذين يتوجهون الى مكة والمدينة أن يخلصوا النية لله عز وجل وأن يحرصوا على تطبيق سنة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وأن يتبعوا هديه فان العبادة لن تكون صحيحة ولن تكون مقبولة حتى تبنى على هذين الأساسين الاخلاص لله عز وجل والمتابعة لرسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم . فليحرصوا على الصلاة في اوقاتها يصلونها قصرا من حين الخروج من بلدهم الى أن يرجعوا اليه ولو طالت المدة الا أن يصلوا خلف إمام يتم الصلاة فانه يلزمهم الاتمام تبعا لامامهم سواء أدركوا الصلاة من اولها ام في أثنائها لعموم قول النبي صلي الله عليه وعلى آله وسلم ( ماأدركتم فصلوا وما فاتكم فأتموا ) وإذا كانوا في البلد الذي سافروا اليه لزمهم الإتمام. إن كانوا من أهل الجماعة وإن كانوا مسافرين أما إذا فاتتهم الصلاة فانهم يصلون قصرا أي ركعتين في الرباعية الظهر والعصر والعشاء سواء طالت مدة اقامتهم في هذا البلد أو قصرت لأن نبينا محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم لم يحد للناس حدا فيقول لهم إن أقمتم كذا وكذا فاقصروا وإن زدتم كذا وكذا فأتموا لم يرد عنه ذلك في حديث صحيح ولا ضعيف وإنما أقام النبي صلي الله عليه وسلم إقامات مختلفة كلها يقصر فيها الصلاة اقام في تبوك عشرين يوما يقصر الصلاة وأقام في مكة تسعة عشر يوما يقصر الصلاة وأقام فيها عام حجة الوداع وهي آخر سفرة له عشرة ايام يقصر الصلاة أربعة أيام قبل الخروج الى منى والباقي قبل ان يرجع الى المدينة أما الجمع للمسافر فإن كان سائرا فهو أفضل من تركه وإذا كان يمشي فالافضل أن يجمع فيجمع بين الظهر والعصر والمغرب والعشاء إما جمع تقديم وإما جمع تأخير حسب الايسر له والايسر له هو الافضل سواء كان جمع تقديم أو جمع تأخير أما إن كان نازلا فترك الجمع أفضل وإن جمع فلا باس وإذا وصلى الى الميقات أو حاذاه في الطائرة فليحرم أن ينوي الدخول في النسك والافضل أن يغتسل الانسان في الميقات وإن اغتسل في بيته قبل ان يركب سيارته أو الطيارة فإن ذلك كاف انشاء الله لقصر المسافة بل لقصر المدة بين خروجه من بلده ووصوله الى الميقات فاذا وصل الى مكة فليبادر بأداء العمرة فليطف بالبيت ويصلي ركعتين خلف المقام والا ففي أي مكان من المسجد ثم يسعى بين الصفا والمروة يبدأ بالصفا ويختم بالمروة ومن المعلوم أن الطواف والسعي كل واحد منهما سبع أشواط وبعد السعي يقصر أو يحلق راسه ويكون التقصير شاملا لجميع الراس لا لجهة واحدة منه ثم اذا كان الانسان من نيته أن يخرج من مكة من حين انقضاء العمرة كفاه الطواف الأول عن طواف الوداع وإن مكث في مكة بعد انتهاء العمرة يسيرا فلا يخرجن حتى يطوف للوداع لعموم قول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لا ينصرف أحد حتى يكون آخر عهده بالبيت وقد سمي النبي صلي الله عليه وسلم العمرة حجا أصغر واذا كانت المرأة حائضا عند الوصول الى الميقات فان كانت تظن أنها تطهر قبل خروجهم من مكة فإنها تغتسل وتحرم ولكن لا تطوف ولا تسعى حتى تطهر وتبقى على احرامها حتى تطوف بالبيت وتسعى وتقصر ومعنى قولنا تبقى على احرامنا أنها تتجنب جميع محظورات الاحرام أما الثياب فلها أن تغيرها وتلبس غيرها وأما اذا كانت لا تظن أ،ها تطهر قبل خروجها من مكة فانها لا تحرم ولكن إن قدر أنهم تأخروا في مكة وطهرت قبل خروجهم منها وأحبت أن تأتي بعمرة من التنعيم فلا بأس أما المدينة النبوية مهاجر رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وموضع دفنه وبعثه صلى الله عليه وسلم ففيها مسجد النبي صلى الله عليه وسلم وفيها قبره وقبر ابي بكر وعمر رضي الله عنهما والثلاثة كلها في مكان واحد جرة أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها وفيها البقيع وفيها قبور الشهداء في أحد ومن بينهم أسد الله أسد رسوله حمزة بن عبد المطلب عم رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم رضي الله عنهم أجمعين وفيها المسجد الذي أسس على التقى مسجد قباء الذي كان النبي صلي الله عليه وسلم يأتيه كل يوم سبت ماشيا وراكبا فهذه خمسة مواضع في المدينة يؤتى اليها ما سواها فلا أصل لزيارته لا المساجد السبعة التي يزعمون ولا مسجد القبلتين ولا غير ذلك كل هذا لا اصل لزيارته. فهذان صنفان من الناس في قضاء الاجازة الصنف الأول من يبقى في بلده . والثاني من يسافر الى الأماكن المعظمة مكة والمدينة . أما الصنف الثالث فمن يسافر لغرض شرعي كزيارة قريب يصل بها رحمه وكالسفر لطلب العلم وكالسفر لعيادة مريض أو إصلاح بين الناس أو موعظة الناس تبصيرهم بدينهم في القرى والبوادي ولا يخفى ما في صلة الرحم من الثواب العظيم فمن وصل رحمه وصله الله عز وجل ولا يخف ما في السفر لطلب العلم فمن سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له به طريقا الى الجنة . أما الصنف الرابع فهو من يسافر للترفه بما أنعم الله به عليه في الرحلات وهذا نوعان النوع الأول من يسافر الى داخل البلاد في المناطق الريفية ولا سيما في جنوب المملكة فهذا قد نفع نفسه بالترفه بما أنعم الله به وأذن فيه ونفع بلاده بدفع النفقات فيها مما يقوي اقتصادها وينفع أفرادها ولكن عليه أن يتقي الله باداء الواجبات اجتناب المحرمات فيصلي من تلزمه الجماعة مع الجماعة ويحرص على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والبعد عن سفاسف الأمور وسفاهة العقول أما النوع الثاني وما أدراك ما النوع الثاني إنه الخطر العظيم الجسيم وهو من يسافر الى خارج البلاد ولا سيما بلاد الكفر التي دمرت بالكفر والمجون والفجور ومسكرات العقول ومفسدات القلوب لا يسمع فيها أذان ولا تقام فيها جماعة صلوات وإنما هي نواقيس النصارى وأبواق اليهود فيرجع وقد تلوث فكره بهذه الاعمال ونقص إيمانه وخسر ماله وسلب عقله بما افتتن بها فيما رآه من متاع الدنيا وزهرتها فيكون ممن بدلوا نعمة الله كفرا واستعانوا بما رزقهم الله من المال الصحة على معصيته فخسر دينه ودنياه وهم بذلك العمل المشين قووا اقتصاد هؤلاء الاعداء وأدخلوا عليهم الفرح والسرور حيث كانت بلادهم مرادة ومصيدة لمن يفد اليهم فليحذر العاقل اللبيب أن يكون من ذا النوع وليعلم أن هؤلاء المسافرين الى بلاد الكفر وإن نعموا أبدانهم بما نالوه من الترف فقد اتلفوا أرواحهم وفقدوا راحتهم بما حصل لهم من التعب الفكري والقلق النفسي اذا فقدوا هذا بروجوعهم الى أوطانهم وربما يكونون قد لوثوا أدمغتهم ولا أقول قد غسلوا أدمغتهم لان الغسل تطهير ولكن صواب العبارة أن يقال لوثوا أدمغتهم بما سمعوا أو شاهدوا من افكار وأخلاق ولا شك أن هذا سيكون له تاثير على النشء الصغار الذين صحبوهم فان الصغار لن ينسوا هذه المشاهدات والمسموعات . فليتقي الله أمرؤ في نفسه وليتق الله في أهله وليتق الله في مجتمعه إن هذه اللوثات والقاذورات اذا رجع بها الى بلده فسوف يؤثر على من حوله وعلى كل من يتصل به من قرابات أو جيران وحينئذ تبقى بلادنا تريسة لامثال هؤلاء الذين تلوثوا بما تلوثوا به من اخلاق الكفرة ايها الاخوة احذروا هذا وحذروا أخوانكم وبثوا في نفوس مجتمعكم الحذر العظيم من ذلك فانه والله أمر عظيم ربما لا يظهر أثره في سنة أو سنتين ولكن لا بد أن يؤثر وإنني أختم كلمتي هذه بما وجهه الله تعالى الى عباده المؤمنين حيث قال تعالى (يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم وأشكروا لله إن كنتم اياه تعبدون ) . أسال الله تعالى أن يزرقني وإياكم شكر نعمته وأن يعيننا وإياكم على طاعته وأن يجعلنا من المتبصرين المبصرين إنه على كل شئ قدير اللهم اهد قومنا لاحسن الاقوال والاعمال وجنبهم اسوأها يا رب العاملين الهم احفظ علينا ديننا واحفظ ديننا بنا يا رب العالمين اللهم إنا نسألك موجبات رحمتك وعزائم مغفرتك والغنيمة من كل بر والسلامة من كل اثم والفوز بالجنة والنجاة من النار إنك على كل شئ قدير وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين . . منقول من موقع الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى و غفر له .
الموضوع الأصلي :
خطبـــة ابن عثيمين في قضــاء وقت الاجازه
-||-
المصدر :
منتديات الشعر السلفي
-||-
الكاتب :
أم عبدالعزيز السلفية
|
#2
|
|||||||||
|
|||||||||
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع |
|
|
.: عدد زوار المنتدى:.