|
كاتب الموضوع | سفيان بن عيسى الميلي | مشاركات | 5 | المشاهدات | 9207 | | | | انشر الموضوع |
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
لاميّة العجم لمؤيّد الدين الطغرائي
الطغرائي صاحب لامية العجم قال عنه الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء ما نصّه:
الطُّغْرَائِيُّ أَبُو إِسْمَاعِيْلَ الحُسَيْنُ بنُ عَلِيِّ بنِ مُحَمَّدٍ العَمِيدُ، فَخرُ الكُتَّاب، مُؤَيَّدُ الدِّينِ أَبُو إِسْمَاعِيْلَ الحُسَيْنُ بنُ عَلِيِّ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الصَّمَدِ الأَصْبَهَانِيّ، المُنْشِئ، الشَّاعِر، ذُو بَاعٍ مديد فِي الصِّنَاعَتَينِ، وَلَهُ لاَمِيَّةُ العجم بَدِيعَة، وَمَا أَملح قَوْلَه: يَا قَلْبُ مَالَكَ وَالهَوَى مِنْ بَعْدِ مَا*طَابَ السُّلُوُّ وَأَقْصَرَ العُشَّاقُ أَوَ مَا بَدَا لَكَ فِي الإِفَاقَةِ وَالأُلَى*نَازَعْتَهُم كَأْسَ الغَرَامِ أَفَاقُوا مَرِضَ النَّسِيْمُ وَصَحَّ وَالدَّاءُ الَّذِي*تَشْكُوهُ لاَ يُرْجَى لَهُ إِفْرَاقُ وَهَذَا خُفُوْقُ البَرْق وَالقَلْبُ الَّذِي*تُطْوَى عَلَيْهِ أَضَالِعِي خَفَّاقُ قُتِلَ:سَنَةَ أَرْبَعَ عَشْرَةَ وَخَمْسِ مائَة.(19/455) لامية العجم أصالةُ الرأي صانتْنِي عن الخَطَلِ *** وحِليةُ الفضلِ زانتني لدَى العَطَلِ مجدي أخيراً ومجدِي أوّلاً شَرَعٌ *** والشمسُ رأْدَ الضُحَى كالشمسِ في الطَفَلِ فيمَ الإقامُة بالزوراءِ لا سَكَني *** بها ولا ناقتي فيها ولا جَملي نَاءٍ عن الأهلِ صِفْرُ الكفِّ منفردٌ *** كالسيفِ عُرِّيَ متناهُ من الخَللِ فلا صديق إليه مشتكَى حزَنِي *** ولا أنيسَ إليه منتَهى جذلي طالَ اغترابيَ حتى حنَّ راحلتي *** ورحُلها وقرَى العَسَّالةِ الذُّبلِ وضَجَّ من لَغَبٍ نضوي وعجَّ لما ** يلقَى رِكابي ولجَّ الركبُ في عَذَلي أُريدُ بسطةَ كَفٍ أستعينُ بها *** على قضاءِ حُقوقٍ للعُلَى قِبَلي والدهرُ يعكِسُ آمالِي ويُقْنعُني *** من الغنيمةِ بعد الكَدِّ بالقَفَلِ وذِي شِطاطٍ كصدرِ الرُّمْحِ معتقلٍ *** لمثلهِ غيرَ هيَّابٍ ولا وَكِلِ حلوُ الفُكاهِةِ مُرُّ الجِدِّ قد مُزِجتْ *** بقسوةِ البأسِ فيه رِقَّةُ الغَزَلِ طردتُ سرحَ الكرى عن وِرْدِ مُقْلتِه *** والليلُ أغرَى سوامَ النومِ بالمُقَلِ والركبُ مِيلٌ على الأكوارِ من طَرِبٍ *** صاحٍ وآخرَ من خمر الهوى ثَمِلِ فقلتُ أدعوكَ للجُلَّى لتنصُرَنِي *** وأنت تخذِلُني في الحادثِ الجَلَلِ تنام عيني وعينُ النجمِ ساهرةٌ *** وتستحيلُ وصِبغُ الليلِ لم يَحُلِ فهل تُعِيُن على غَيٍّ هممتُ بهِ *** والغيُّ يزجُرُ أحياناً عن الفَشَلِ اني أُريدُ طروقَ الحَيِّ من إضَمٍ *** وقد رَماهُ رُماةٌ من بني ثُعَلِ يحمونَ بالبِيض والسُّمْرِ اللدانِ بهمْ *** سودَ الغدائرِ حُمْرَ الحَلْي والحُلَلِ فسِرْ بنا في ذِمامِ الليلِ مُهتدياً *** بنفحةِ الطِيب تَهدِينَا إِلى الحِلَلِ فالحبُّ حيثُ العِدَى والأُسدُ رابضَةٌ *** نِصالُها بمياه الغَنْجِ والكَحَلِ قد زادَ طيبَ أحاديثِ الكرامِ بها *** ما بالكرائمِ من جُبنٍ ومن بُخُلِ تبيتُ نارُ الهَوى منهنَّ في كَبِدٍ *** حرَّى ونار القِرى منهم على القُلَلِ يقتُلنَ أنضاءَ حبٍّ لا حَراكَ بها *** وينحرونَ كرامَ الخيلِ والإِبِلِ يُشفَى لديغُ الغوانِي في بُيوتهِمُ *** بنهلةٍ من لذيذِ الخَمْرِ والعَسَلِ لعلَّ إِلمامةً بالجِزعِ ثانيةً *** يدِبُّ فيها نسيمُ البُرْءِ في عللِ لا أكرهُ الطعنةَ النجلاءَ قد شُفِعَتْ *** برشقةٍ من نِبالِ الأعيُنِ النُّجُلِ ولا أهابُ صِفاح البِيض تُسعِدُني *** باللمحِ من صفحاتِ البِيضِ في الكِلَلِ ولا أخِلُّ بغِزلان أغازِلُها *** ولو دهتني أسودُ الغِيل بالغيَلِ حبُّ السلامةِ يُثْني همَّ صاحِبه *** عن المعالي ويُغرِي المرءَ بالكَسلِ فإن جنحتَ إليه فاتَّخِذْ نَفَقاً *** في الأرضِ أو سلَّماً في الجوِّ فاعتزلِ ودَعْ غمارَ العُلى للمقديمن على *** ركوبِها واقتنِعْ منهن بالبَلَلِ رضَى الذليلِ بخفضِ العيشِ يخفضُه *** والعِزُّ عندَ رسيمِ الأينُقِ الذُلُلِ فادرأْ بها في نحورِ البِيد جافلةً *** معارضاتٍ مثانى اللُّجمِ بالجُدَلِ إن العُلَى حدَّثتِني وهي صادقةٌ *** في ما تُحدِّثُ أنَّ العزَّ في النُقَلِ لو أنَّ في شرفِ المأوى بلوغَ مُنَىً ***لم تبرحِ الشمسُ يوماً دارةَ الحَمَلِ أهبتُ بالحظِ لو ناديتُ مستمِعاً *** والحظُّ عنِّيَ بالجُهَّالِ في شُغُلِ لعلَّهُ إنْ بَدا فضلي ونقصُهُمُ *** لعينهِ نامَ عنهمْ أو تنبَّهَ لي أعلِّلُ النفس بالآمالِ أرقُبُها *** ما أضيقَ العيشَ لولا فسحةُ الأمَلِ لم أرتضِ العيشَ والأيامُ مقبلةٌ *** فكيف أرضَى وقد ولَّتْ على عَجَلِ غالى بنفسيَ عِرفاني بقيمتِها *** فصُنْتُها عن رخيصِ القَدْرِ مبتَذَلِ وعادةُ النصلِ أن يُزْهَى بجوهرِه *** وليس يعملُ إلّا في يدَيْ بَطَلِ ما كنتُ أُوثِرُ أن يمتدَّ بي زمني *** حتى أرى دولةَ الأوغادِ والسّفَلِ تقدَّمتني أناسٌ كان شَوطُهُمُ *** وراءَ خطويَ إذ أمشي على مَهَلِ هذا جَزاءُ امرئٍ أقرانُه درَجُوا *** من قَبْلهِ فتمنَّى فُسحةَ الأجلِ وإنْ عَلانِيَ مَنْ دُونِي فلا عَجَبٌ *** لي أُسوةٌ بانحطاطِ الشمس عن زُحَلِ فاصبرْ لها غيرَ محتالٍ ولا ضَجِرٍ *** في حادثِ الدهرِ ما يُغني عن الحِيَلِ أعدى عدوِّكَ أدنى من وَثِقْتَ به *** فحاذرِ الناسَ واصحبهمْ على دَخَلِ وإنّما رجلُ الدُّنيا وواحِدُها *** من لا يعوِّلُ في الدُّنيا على رَجُلِ وحسنُ ظَنِّكَ بالأيام مَعْجَزَةٌ *** فظُنَّ شَرّاً وكنْ منها على وَجَلِ غاضَ الوفاءُ وفاضَ الغدرُ وانفرجتْ *** مسافةُ الخُلْفِ بين القولِ والعَمَلِ وشانَ صدقَك عند الناس كِذبُهمُ *** وهل يُطابَقُ معوَجٌّ بمعتَدِلِ إن كان ينجعُ شيءٌ في ثباتِهم *** على العُهودِ فسبقُ السيفِ للعَذَلِ يا وارداً سؤْرَ عيشٍ كلُّه كَدَرٌ *** أنفقتَ عُمرَكَ في أيامِكَ الأُوَلِ فيمَ اعتراضُكَ لُجَّ البحرِ تركَبُهُ *** وأنتَ تكفيك منه مصّةُ الوَشَلِ مُلْكُ القناعةِ لا يُخْشَى عليه ولا *** يُحتاجُ فيه إِلى الأنصار والخَوَلِ ترجو البَقاءَ بدارِ لا ثَباتَ لها *** فهل سَمِعْتَ بظلٍّ غيرِ منتقلِ ويا خبيراً على الأسرار مُطّلِعاً *** اصْمُتْ ففي الصَّمْتِ مَنْجاةٌ من الزَّلَلِ قد رشَّحوك لأمرٍ إنْ فطِنتَ لهُ *** فاربأْ بنفسكَ أن ترعى مع الهَمَلِ وقال عنه الأديب المؤرخ صلاح الدين الصفدي ما نصّه: مؤيد الدين الطغرائي الحسين بن علي بن محمد بن عبد الصمد، العميد، فخر الكتاب أبو إسماعيل، مؤيد الدين الطغرائي- بضم الطاء المهملة، وسكون الغين، وبعد الراء ألف ممدودة، وياء النسب هذه، نسبة إلى من يكتب الطغراء، وهي الطرة التي في أعلى المناشير، والكتب، فوق البسملة- ،الكاتب المنشئ. ولي الكتابة مدة بإربل. وكان وزير السلطان مسعود بن محمد السلجوقي بالموصل. ولما جرى بينه وبين أخيه السلطان محمود، المصاف بالقرب من همذان، وكانت النصرة لمحمود، أول من أخذ الأستاذ أبو إسماعيل وزير مسعود، فأخبر به وزير محمود، وهو الكمال نظام الدين أبو طالب علي بن أحمد بن حرب السميرمي. قال الشهاب أسعد- وكان طغرائياً في ذلك الوقت نيابة عن النصير الكاتب: "هذا الرجل ملحد"، يعني الأستاذ، فقال وزير محمود: "من يكون ملحداً يقتل"، فقتل ظلماً. وقد كانوا خافوا منه، فاعتمدوا قتله. وكانت هذه الواقعة سنة ثلاث عشرة وخمسمائة. وقيل: إنه قتل سنة أربع عشرة، وقيل: ثماني عشرة، وقد جاوز الستين. وقيل: إن أخا مخدومه، لما عزم على قتله، أمر أن يشد إلى شجرة، وأن يقف تجاهه جماعةٌ يرمونه بالنشاب، وأوقف إنساناً خلف الشجرة من غير أن يشعر به، ليسمع ما يقول، وقال لأرباب السهام: "لا ترموا إلا إذا أشرت إليكم"، فوقفوا تجاهه والسهام بأيديهم مفوقةٌ نحوه، فأنشد الطغرائي: من الكامل ولد أقول لمن يسدد سهمه *** نحوي وأسياف المنية شرع والموت في لحظات أخزر طرفه *** دوني وقلبي دونه يتقطع بالله فتش عن فؤادي هل ترى *** فيه لغير هوى الأحبة موضع أهون به لو لم يكن في طيه *** عهد الحبيب وسره المستودع فرق له وأمر بإطلاقه في ذلك الوقت. ثم إن الوزير عمل عليه بعد ذلك وقتله، رحمه الله. ثم وثب على الوزير عبدٌ من عبيد مؤيد الدين الطغرائي، فقتله بعد سنة. وله القصيدة اللامية المعروفة بلامية العجم، التي أولها: من البسيط أصالة الرأي صانتني عن الخطل *** وحلية الفضل زانتني لدى العطل وهي من غرر القصائد، ودرر الفوائد، لما اشتملت عليه من لطف الغزل، واحتوت عليه من الحكم والأمثال، وقد وضعت عليها شرحاً في أربع مجلدات. وتقوى بذهنه الوقاد، حتى حل رموز الكمياء. وله في ذلك تصانيف معتبرةٌ عند أرباب هذا الفن منها: كتاب: مفاتيح الرحمة، ومصابيح الحكمة، وجامع الأسرار، وكتاب: تراكيب الأنوار، ورسالة وسمها بذات الفوائد، وحقائق الاستشهادات، يبين فيه إثبات صناعة الكيمياء، ويرد على ابن سينا في إبطالها بمقدمات من كتاب الشفاء، وله مقاطيع شعر في الكيمياء. ومن شعره: من الطويل ومن عجب الأشياء أني واقفٌ *** على الكنز من يظفر به فهو مبخوت وأن كنوز الأرض شرقاً ومغرباً *** مفاتحها عندي ويعجزني القوت ولولا ملوك الجور في الأرض أصبحت *** وحصباؤها درٌّ لدي وياقوت ومنه: من الكامل أما العلوم فقد ظفرت ببغيتي *** فيها فما أحتاج أن أتعلما وعرفت أسرار الخليقة كلها *** علماً أنار لي البهيم المظلما
الموضوع الأصلي :
لاميّة العجم لمؤيّد الدين الطغرائي
-||-
المصدر :
منتديات الشعر السلفي
-||-
الكاتب :
سفيان بن عيسى الميلي
__________________
كُلُ ابنِ أُنثى وَإِن طالَت سَلامَتُهُ *** يَوماً عَلى آلَةٍ حَدباءَ مَحمولُ |
#2
|
|||
|
|||
بارك الله فيك على حسن اختيارك
|
#3
|
|||
|
|||
اشتقنا و الله كل الشوق لمشاركات أخينا الحبيب أبي عبد الله الميلي عسى أن يكون مانعه خيرا
|
#4
|
|||
|
|||
شكرا لك أخي الشاعر اللطيف أبا عبد الرحمن .. وأنا والله إشتقت إليك وإلى إطلالاتك الشعرية البديعة .. عسى أن تجمعنا مساجلة جديدة معى شعراء السنّة في هذا المنتدي الجميل
__________________
كُلُ ابنِ أُنثى وَإِن طالَت سَلامَتُهُ *** يَوماً عَلى آلَةٍ حَدباءَ مَحمولُ |
#5
|
|||
|
|||
شكرا لك أخي الشاعر اللطيف أبا عبد الرحمن .. وأنا والله إشتقت إليك وإلى إطلالاتك الشعرية البديعة .. عسى أن تجمعنا مساجلة جديدة معى شعراء السنّة في هذا المنتدي الجميل
__________________
- |
#6
|
|||||||||
|
|||||||||
معاني عظيمة جمعتها هذي الخريدة؛
فلله درُّ ناظمها؛ وناقلها؛ بارك الله فيك أخانا.
__________________
|
الكلمات الدلالية (Tags) |
الطغرائي |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع |
|
|
.: عدد زوار المنتدى:.