|
كاتب الموضوع | أبو أحمد ضياء التبسي | مشاركات | 9 | المشاهدات | 8647 | | | | انشر الموضوع |
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع |
#1
|
|||||||||
|
|||||||||
الشعر الهادف
الشِّعر الهادف بسم الله الرَّحمن الرَّحيم الحمد لله والصَّلاة والسَّلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اتَّبع هداه؛ أمَّا بعد: فكما هو معلومٌ لديكم جميعاً أنَّ الشِّعر له أهداف وأغراضٌ كثيرة؛ منها الغزل؛ ومنها المدح؛ ومنها الهجاء؛ ومنها الفخر؛ إلى غير ذلك؛ ولا يخفى أيضاً عليكم أنَّ الشِّعر منه ما هو محمود ومنه ما هو مذموم؛ فقد قال ربُّ العالمين: {والشعراء يتبعهم الغاوون} [الشعراء] وثبت أنَّ رسول الله صلَّى الله عليه وعلى آله وسلَّم قال: {لأن يمتلأ جوف أحدكم قيحاً حتى يريه خير من أن يمتلئ شعراً}؛ وفي المقابل نجد أن الله عزَّ وجلَّ استثى فقال: {إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وذكروا الله كثيراً وانتصروا من بعد ما ظلموا وسيعلم الذين ظلموا أيَّ منقلب ينقلبون} [الشعراء] ورسول الله صلَّى الله عليه وعلى آله وسلَّم يقول أيضاً: {إنَّ من الشِّعر لحكمة}؛ ويقول لحسَّان رضي الله عنه: {اهجهم وروح القدس معك}؛ بل ثبَّت أنَّه رضي الله عنه كان له منبر في مسجد رسول الله صلَّى الله عليه وعلى آله وسلَّم ينشد فيه الشِّعر؛ فالشِّعر إذاً منه ما هو محمودٌ ومنه ما هو مذموم؛ وأحبُّ أن أنقل هنا شيئاً من أحكام آية الشُّعراء نقلاً عن أبي بكر بن العربي المالكي -رحمة الله عليه- من كتابه الماتع: [أحكام القرآن] قوله تعالى : { والشعراء يتبعهم الغاوون ألم تر أنهم في كل واد يهيمون وأنهم يقولون ما لا يفعلون إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وذكروا الله كثيرا وانتصروا من بعد ما ظلموا وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون } فيها ثماني مسائل : المسألة الأولى : قوله : { والشعراء } الشعر نوع من الكلام . قال الشافعي : حسنه كحسن الكلام ، وقبيحه كقبيحه يعني أن الشعر ليس يكره لذاته ، وإنما يكره لمتضمناته . وقد كان عند العرب عظيم الموقع حتى قال الأول منهم : وجرح اللسان كجرح اليد وقال النبي صلى الله عليه وسلم في الشعر الذي كان يرد به على المشركين : { إنه لأسرع فيهم من النبل } . وقد أخبرنا أبو الحسن المبارك بن عبد الجبار ، أنبأنا البرمكي والقزويني الزاهد ، أنبأنا ابن حيوة ، أنبأنا أبو محمد السكري ، أنبأنا أبو محمد الدينوري ، حدثني يزيد بن عمرو الغنوي ، حدثنا زكريا بن يحيى ، حدثنا عمرو بن زحر بن حصن عن جده حميد بن منهب قال : { سمعت جدي خريم بن أوس بن حارثة يقول : هاجرت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة منصرفه من تبوك ، فسمعت العباس قال : يا رسول الله ، إني أريد أن أمتدحك . فقال : قل ، لا يفضض الله فاك . فقال العباس ممتدحا : من قبلها طبت في الظلال وفي مستودع حيث يخصف الورق ثم هبطت البلاد لا بشر أنت ولا مضغة ولا علق بل نطفة تركب السفين وقد ألجم نسرا وأهله الغرق تنقل من صالب إلى رحم إذا مضى عالم بدا طبق حتى استوى بينك المهيمن من خندف علياء تحتها النطق وأنت لما بعثت أشرقت الأرض وضاءت بنورك الأفق فنحن في ذلك الضياء وفي النور وسبل الرشاد نخترق فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : لا يفضض الله فاك } . المسألة الثانية : قوله : { يتبعهم الغاوون } : يعني الجاهلون ، من الغي ، وقد يكون الجهل في العقيدة ، فيكون شركا ، ويراد به الكفار والشياطين . وقد يكون فيما دون ذلك ، فيكون سفاهة . المسألة الثالثة: قوله : { ألم تر أنهم في كل واد يهيمون } : يعني يمشون بغير قصد ولا تحصيل ، وضرب الأودية في السير مثلا لصنوف الكلام في الشعر ، لجريان تلك سيلا ، وسير هؤلاء قولا ، وأحسن ما قيل في ذلك قول الشاعر : فسار مسير الشمس في كل بلدة وهب هبوب الريح في البر والبحر المسألة الرابعة : قوله : { وأنهم يقولون ما لا يفعلون } : يعني ما يذكرونه في شعرهم من الكذب في المدح والتفاخر ، والغزل والشجاعة ، كقول الشاعر في صفة السيف : تظل تحفر عنه إن ضربت به بعد الذراعين والساقين والهادي فهذا تجاوز بارد وتحامق جاهل . المسألة الخامسة : روي أن { عبد الله بن رواحة ، وكعب بن مالك ، وحسان بن ثابت أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم حين نزل : { والشعراء يتبعهم الغاوون } وقالوا : هلكنا يا رسول الله ; فأنزل الله : { إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وذكروا الله كثيرا وانتصروا من بعد ما ظلموا } يعني ذكروا الله كثيرا في كلامهم ، وانتصروا في رد المشركين عن هجائهم ، } . كقول حسان في أبي سفيان : وإن سنام المجد من آل هاشم بنو بنت مخزوم ووالدك العبد وما ولدت أفناء زهرة منكم كريما ولا يقرب عجائزك المجد ولست كعباس ولا كابن أمه ولكن هجين ليس يورى له زند وإن امرأ كانت سمية أمه وسمراء مغلوب إذا بلغ الجهد وأنت امرؤ قد نيط في آل هاشم كما نيط خلف الراكب القدح الفرد وروى الترمذي وصححه عن أنس . { أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل مكة في عمرة القضاء ، وعبد الله بن رواحة يمشي بين يديه يقول : خلوا بني الكفار عن سبيله اليوم نضربكم على تنزيله ضربا يزيل الهام عن مقيله ويذهل الخليل عن خليله فقال عمر : يا بن رواحة؛ في حرم الله وبين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم تقول الشعر ؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم : خل عنه يا عمر ، فإنه أسرع فيهم من نضح النبل } ، وفي رواية : نحن ضربناكم على تأويله كما ضربناكم على تنزيله المسألة السادسة : من المذموم في الشعر التكلم من الباطل بما لم يفعله المرء؛ رغبة في تسلية النفس ، وتحسين القول . روي أن النعمان بن علي بن نضلة كان عاملا لعمر بن الخطاب ، فقال : ألا هل أتى الحسناء أن خليلها بميسان يسقى في زجاج وحنتم إذا شئت غنتني دهاقين قرية ورقاصة تجذو على كل منسم فإن كنت ندماني فبالأكبر اسقني ولا تسقني بالأصغر المتثلم لعل أمير المؤمنين يسوءه تنادمنا بالجوسق المتهدم فبلغ ذلك عمر ، فأرسل إليه بالقدوم عليه ، وقال : إني والله يسوءني ذلك . فقال له : يا أمير المؤمنين ; ما فعلت شيئا مما قلت ، وإنما كانت فضلة من القول ، وقد قال الله تعالى : { والشعراء يتبعهم الغاوون ألم تر أنهم في كل واد يهيمون وأنهم يقولون ما لا يفعلون } فقال له عمر : أما عذرك فقد درأ عنك الحد ، ولكن لا تعمل لي عملا أبدا . المسألة السابعة : وقد كشف الخليفة العدل عمر بن عبد العزيز حقيقة أحوال الشعراء ، وكشف سرائرهم ، وانتحى معايبهم في أشعارهم ، فروي أنه لما استخلف عمر بن عبد العزيز رحمه الله وفدت إليه الشعراء ، كما كانت تفد إلى الخلفاء قبله ، فأقاموا ببابه أياما لا يأذن لهم بالدخول ، حتى قدم عدي بن أرطاة على عمر بن عبد العزيز ، وكانت له مكانة فتعرض له جرير ، فقال : يأيها الرجل المزجي مطيته هذا زمانك إني قد خلا زمني أبلغ خليفتنا إن كنت لاقيه أني لدى الباب كالمصفود في قرن وحش المكانة من أهلي ومن ولدي نائي المحلة عن داري وعن وطني فقال : نعم ، أبا حزرة ونعمى عين . فلما دخل على عمر قال : يا أمير المؤمنين ؛ إن الشعراء ببابك ، وأقوالهم باقية ، وسهامهم مسمومة . فقال عمر : ما لي وللشعراء ، قال : يا أمير المؤمنين ، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد مدح وأعطى ، وفيه أسوة لكل مسلم . قال : ومن مدحه ؟ قال : عباس بن مرداس السلمي فكساه حلة قطع بها لسانه . قال : نعم ، فأنشده : رأيتك يا خير البرية كلها نشرت كتابا جاء بالحق معلما سننت لنا فيه الهدى بعد جورنا عن الحق لما أصبح الحق مظلما فمن مبلغ عني النبي محمدا وكل امرئ يجزى بما قد تكلما تعالى علوا فوق عرش إلهنا وكان مكان الله أعلى وأعظما قال : صدقت ، فمن بالباب منهم ؟ قال : ابن عمك عمر بن أبي ربيعة القرشي . قال : لا قرب الله قرابته ، ولا حيا وجهه ، أليس هو القائل : ألا ليت أني يوم بانوا بميتتي شممت الذي ما بين عينيك والفم وليت طهوري كان ريقك كله وليت حنوطي من مشاشك والدم ويا ليت سلمى في القبور ضجيعتي هنالك أو في جنة أو جهنم فليت عدو الله تمنى لقاءها في الدنيا ، ثم يعمل عملا صالحا ؛ والله لا دخل علي أبدا . فمن بالباب غير من ذكرت ؟ قال : جميل بن معمر العذري . قال : هو الذي يقول : ألا ليتنا نحيا جميعا وإن نمت يوافي لدى الموتى ضريحي ضريحها فما أنا في طول الحياة براغب إذا قيل قد سوي عليها صفيحها أظل نهاري لا أراها ويلتقي مع الليل روحي في المنام وروحها اعزب به ، فلا يدخل علي أبدا . فمن غير من ذكرت ؟ قال : كثير عزة . قال : هو الذي يقول : رهبان مدين والذين عهدتهم يبكون من حذر العذاب قعودا لو يسمعون كما سمعت كلامها خروا لعزة ركعا وسجودا اعزب به . فمن بالباب غير من ذكرت ؟ قال : الأحوص الأنصاري . قال : أبعده الله وأسحقه ، أليس هو القائل وقد أفسد على رجل من أهل المدينة جارية له حتى هربت منه قال : الله بيني وبين سيدها يفر مني بها وأتبع اعزب به . فمن بالباب غير من ذكرت ؟ قال : همام بن غالب الفرزدق . قال : أليس هو القائل يفخر بالزنا : هما دلياني من ثمانين قامة كما انقض باز أقتم الريش كاسره فلما استوت رجلاي في الأرض قالتا أحي يرجى أم قتيل نحاذره فقلت ارفعوا الأمراس لا يشعروا بنا ووليت في أعقاب ليل أبادره اعزب به . فوالله لا يدخل علي أبدا . فمن بالباب غير من ذكرت ؟ قلت : الأخطل التغلبي . قال : هو القائل : فلست بصائم رمضان عمري ولست بآكل لحم الأضاحي ولست بزاجر عيسا ركوبا إلى بطحاء مكة للنجاح ولست بقائم كالعير يدعو قبيل الصبح حي على الفلاح ولكني سأشربها شمولا وأسجد عند منبلج الصباح اعزب به ، فوالله لا وطئ بساطي . فمن بالباب غير من ذكرت ؟ قلت : جرير بن عطية الخطفي قال : أليس هو القائل : لولا مراقبة العيون أريتنا مقل المها وسوالف الآرام ذم المنازل بعد منزلة اللوى والعيش بعد أولئك الأيام طرقتك صائدة القلوب وليس ذا حين الزيارة فارجعي بسلام فإن كان ولا بد فهذا ، فأذن له فخرجت إليه ، فقلت : ادخل أبا حزرة ، فدخل وهو يقول : إن الذي بعث النبي محمدا جعل الخلافة للإمام العادل وسع البرية عدله ووفاؤه حتى ارعوى وأقام ميل المائل إني لأرجو منك خيرا عاجلا والنفس مولعة بحب العاجل فلما مثل بين يديه قال له : اتق الله يا جرير ، ولا تقل إلا حقا ، فأنشأ يقول : كم باليمامة من شعثاء أرملة ومن يتيم ضعيف الصوت والنظر ممن يعدك تكفي فقد والده كالفرخ في العش لم يدرج ولم يطر إنا لنرجو إذا ما الغيث أخلفنا من الخليفة ما نرجو من المطر أتى الخلافة إذ كانت له قدرا كما أتى ربه موسى على قدر النطروني الأرامل قد قضيت حاجتها فمن لحاجة هذا الأرمل الذكر فقال : يا جرير لقد وليت هذا الأمر ، وما أملك إلا ثلاثمائة درهم ، فمائة أخذها عبد الله ، ومائة أخذتها أم عبد الله ، يا غلام ، أعطه المائة الثالثة فقال : والله : يا أمير المؤمنين ، إنها لأحب مال كسبته إلي . ثم خرج ، فقال له الشعراء : ما وراءك ؟ قال : ما يسوءكم ، خرجت من عند أمير يعطي الفقراء ، ويمنع الشعراء ، وإني عنه لراض ، ثم أنشأ يقول : رأيت رقى الشيطان لا تستفزه وقد كان شيطاني من الجن راقيا حكيت لنا الفاروق لما وليتنا وعثمان والصديق فارتاح معدم وسويت بين الناس في الحق فاستووا فعاد صباحا حالك اللون مظلم أتاك أبو ليلى يجوب به الدجى دجى الليل جواب الفلاة عثمثم لتجبر منا جانبا دعدعت به صروف الليالي والزمان المصمم فقال له ابن الزبير : هون عليك أبا ليلى ، فالشعر أدنى وسائلك عندنا ، أما صفوة مالنا فلآل الزبير ، وأما عفوته فإن بني أسد وتميما شغلاها عنك ، ولكن لك في مال الله سهمان : سهم برؤيتك رسول الله صلى الله عليه وسلم وسهم بشركتك أهل الإسلام في فيئهم ، ثم أخذ بيده ، ودخل دار المغنم فأعطاه قلائص سبعا ، وجملا رحيلا ، وأوقر له الركاب برا وتمرا ، فجعل النابغة يستعجل ، ويأكل الحب صرفا . فقال ابن الزبير : ويح أبي ليلى ، لقد بلغ به الجهد ، فقال النابغة : أشهد ، لسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : {ما وليت ؟ ؟ قريش فعدلت ، ولا استرحمت فرحمت ، وحدثت فصدقت ، ووعدت فأنجزت ، فأنا والنبيون فراط القاصفين } . قال الزبير بن بكار : فكأن الفارط الذي يتقدم إلى الماء يصلح الرشاء والدلاء . والقاصف : الذي يتقدم لشراء الطعام المسألة الثامنة : في تحقيق القول فيه : أما الاستعارات والتشبيهات فمأذون فيها وإن استغرقت الحد ، وتجاوزت المعتاد ، فبذلك يضرب الملك الموكل بالرؤيا المثل ، وقد أنشد كعب بن زهير النبي صلى الله عليه وسلم : بانت سعاد فقلبي اليوم متبول متيم إثرها لم يفد مكبول وما سعاد غداة البين إذ رحلوا إلا أغن غضيض الطرف مكحول تجلو عوارض ذي ظلم إذا ابتسمت كأنه منهل بالراح معلول فجاء في هذه القصيدة من الاستعارات والتشبيهات بكل بديع . والنبي صلى الله عليه وسلم يسمع ولا ينكر ، حتى في تشبيه ريقها بالراح . وقد كانت حرمت قبل إنشاده لهذه القصيدة ، ولكن تحريمها لم يمنع عندهم طيبها ؛ بل تركوها على الرغبة فيها والاستحسان لها ؛ فكان ذلك أعظم لأجورهم ، ومن الناس قليل من يتركها استقذارا لها ، وإنها لأهل لذلك عندي ، وإني لأعجب من الناس في تلذذهم بها واستطابتهم لها ، و والله ما هي إلا قذرة بشعة كريهة من كل وجه ، والله يعصم من المعاصي بعزته . وبالجملة ، فلا ينبغي أن يكون الغالب على العبد الشعر حتى يستغرق قوله وزمانه ، فذلك مذموم شرعا . قال النبي صلى الله عليه وسلم : { لأن يمتلئ جوف أحدكم قيحا حتى يريه خير له من أن يمتلئ شعرا } . والله أعلم لا رب غيره ولا معبود إلا إياه . انتهى كلام ابن العربي رحمه الله تعالى؛ وبالجملة فالحريُّ بالشَّاعر السَّلفيِّ أن يعتني بشعره ويصونه؛ فلا يكون مُبتذلاً بحيث يستعمله في أغراض دنيئة؛ كالجدال والمماراة؛ بله والتَّكسُّب -سواء كان هذا التَّكسُّب ماديَّا أو معنوياً-؛ بل يستعمله في نصرة دين ربِّ العالمين؛ من هجاء لأهل الباطل؛ ودفاع عن أهل الحق؛ وتقريب للعلم؛ فينظم ما عسر حفظه نثراً ليصير سهلا حفظه نظماً؛ وهكذا وإني لأرجو من الله عزَّ وجلَّ أن يوفِّق القائمين على هذا المنتدى السَّلفي -وعلى رأسهم الشَّاعر أبو رواحة الموري- إلى استعمال الشِّعر فيما ينفع الإسلام والمسلمين؛ وهم -وفَّقهم الله- قائمون بذلك؛ -أحسبهم كذلك والله حسيهم ولا أزكي على الله أحداً- أسأل الله أن يزيدهم من فضله؛ وأن يُبعد عنهم الشَّرور؛ هذا وليعلم الجميع أنَّ مدار الأمر على حديث واحد: [إنَّما الأعمال بالنِّيات]؛ وصلَّى الله على نبيِّنا محمَّد وعلى آله وصحبه وسلَّم تسليماً كثيراً؛ كتبه: أبو أحمد ضياء التبسي
__________________
|
#2
|
|||
|
|||
بارك الله فيك أخي أبا أحمد الحبيب على ذي البديعة الخريدة التي تدعو لوصالها بشدة حنين كل فحل وعنين ..
لا فض الله فاك فقد أجدت وأحسنت فيما أفدت والله ... ولي طلب من إخواننا المشرفين : بارك الله فيكم حولوا المقالة إلى منبر النقد والأدب وتاريخه لأن مكاتنها هناك وليس في منبر اللغة العربية ؛ مع طلبي تنثبيتها لمن يقدر على ذلك لأهميتها ؛ والحمد لله رب العالمين |
#3
|
|||
|
|||
جزاك الله خيرا يا أخانا الفاضل أبا أحمد ضياء التبسي وبارك فيك على هذه المقالة الماتعة
والله نسأل أن يوفق شعراء المنتدى لما يحبه ويرضاه وقد تم تنفيذ طلب أخينا اليونسي جزاه الله خيرا |
#4
|
|||
|
|||
بارك الله فيك أخانا الفاضل الحبيب أكرم بن نجيب على هذا الحبور والترحيب بطلب أخيك أبي عبد الله النسيب ( ابتسامة )
ولكن لما أحاول الاتصال بك على السكايب ولكن دون جدوى يا طيب ؟؟ |
#5
|
|||
|
|||
جزاك الله خيرا و بارك الله فيك أخي أبا أحمد
فوائد طيبة نافعة .. |
#6
|
|||||||||
|
|||||||||
أحبَّتي: بلال؛ أكرم؛ محمَّد
جزاكم الله خيراً؛ وأسأل الله أن يُحسن القصد ويُصلح العمل؛ ولله الأمر من بعد ومن قبل.
__________________
|
#7
|
||||
|
||||
الله أكبر ما شاء الله عليك أخي أبا أحمد موضوع هام على إيجازه فقد اختصر مسائل هامة يظهر من خلالها أهمية الشعر الهادف , سلمتْ يمينك أخي ضياء فقولك اقتباس:
وقد أشرت إلى تلك الأغراض في قصيدتي المسماة : رياض الشعر , على هذا الرابط http://www.salafi-poetry.net/vb/showthread.php?t=51 وقد جاء هذا الموضوع تأكيدا لما قد كتبته أنا سابقا على هذا الرابط وسأشير هنا إلى مواطن يحسن الوقوف عندها إثراءً وإفادة فقولك : اقتباس:
قلت :وكلمةُ الفصْل في ذلك قولُ النبيr في حكْم الشعر : (والشعر بمنزلة الكلام حسنه كحسن الكلام وقبيحه كقبيح الكلام) وهو في الصحيحة للألباني برقم (447). * وفي فتح الباري قال الحافظ [3 / 50 -51 ] معلقاً على حديث أبي هريرة رقم (1155 ) : قال ابن بطال :إن قوله r (إن أخاً لكم لا يقول الرَّفَث ): فيه أن حسَن الشعر محمودٌ كحسَن الكلام اهـ * وفي كتاب العمدة أيضاً : - قال ابن سيرين: الشعر كلام عُقِدَ بالقوافي فما حسُن في الكلام حسُن في الشعر وكذلك ما قبُحَ منه . - وقيل لسعيد بن المسيب : إن قوماً بالعراق يكرهون الشعر فقال : نسَكوا نُسُكاً أعجمياً. وأما قولك اقتباس:
فأقول :لقد أجاب شيخنا يحي بن علي الحجوري على أسئلتي الحديثية والشعرية الآنفة الذكر فكان منها : السؤال التاسع عشر : ذكر أهل التفسير عند قوله تعالى : { وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لَا يَفْعَلُونَ } هذه القصة. وهي أن عمر ابن الخطاب استعمل النعمان بن عدي بن نظلة على ميسان في أرض البصرة وكان يقول الشعر فقال : إلا هل أتى الحسناء أن حليلها ……بميسان يسقى في زجاج وحنتم إذا شئت غنتني دهاقين قرية ……ورقاصة تجذو على كل منسم فإن كنت ندماني فبالأكبر أسقني …ولا تسقني بالأصغر المتثلم لعل أمير المؤمنين يسوءه ……تنادمنا بالجوسق المتهدم فلما قدم على عمر قال له قد بلغني قولكم وأيم والله إنه ليسوءني وقد عزلتك ، فقال : والله يا أمير المؤمنين ما شربتها قط وما ذلك الشعر إلى شيء طفح على لساني ، فقال عمر : أظن ذلك ولكن والله لا تعمل لي عملاً أبداً وقد قلت ما قلت ، فلم يذكر أنه حده على الشراب ، والسؤال من شقين : الشق الأول : ما صحة هذه القصة ؟ والشق الثاني : أختلف أهل العلم في الشاعر إذا اعترف في شعره ما يستوجب حداً هل يُقام عليه الحد ؟ على قولين : فأي قولٍ منهما ترجحون علماً بأن صاحب < أضواء البيان > جنح إلى القول بأنه لا يُحد ولكن يستوجب الملامة والتأديب استدلالاً بالآية والقصة فما هو الحق في ذلك ؟ الجواب : والله الذي يظهر لي أن القصة فيها نكارة ويذكرونها في أسانيد ملفلفة هكذا في بعض كتب التفسير فكتفينا بالنكارة فيها ذلك لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول كما في < الصحيحين > من حديث أبي هريرة : (( إن الله تجاوز عن أمتي ما حدثت به أنفسها ما لم تعمل أو تتكلم )) ، قال الحافظ رحمه الله عند هذا الحديث : الحديث دالٌ على أن من تكلم بسوء له غنمه وعليه غرمه المعنى ، هذا يدل على أن من تكلم بشعر أو بغيره سواءٌ قذف أو سواءٌ أفترى أو ما إلى ذلك أنه يؤخذ به ، ومما يؤيد هذا القول أنه قد جاء عن عمر بن الخطاب في قصة الزبرقان بن بدر حين هجاه جرول بن مالك الحطيئة ، هجاه بأبياتٍ ظاهرها عدم الهجاء قال : دع المكارم لا تسعى لبغيتها ……وأقعد فإنك أنت الطاعم الكاسي فجاء الزبرقان يشكوه على عمر بن الخطاب ، قال : ما أراه إلا مدحك قال : لا إنه هجاني ، فدعوا حسان يحكم بالقضية لمعرفته الشعر قال : يا أمير المؤمنين ما هجاه ولكنه سلح على رأسه ، ومع هذا جاء عن عمر رضي الله عنه أنه أراد قطع لسان جرول بن مالك بما حصل له من هجاء للمسلمين ثم بعد ذلك افتداه وأعطاه بعض المال على أنه يكتم يكف عن أعراض المسلمين ، هذا يدل على أن عمر ما سامحه في أعراض المسلمين فقط أنه لم لما قال : دع المكارم ، ولو رماه أيضاً بفرية لأقام عليه الحد ، إنما هذا مجرد سبٍ ومجرد طعن ليست بفرية ، أنت الطاعم الكاسي عبارة من الذين يطعمون ويكسون وينفق عليهم وبعبارة أنهم جالسون في البيوت لا قدرة لهم على الاكتساب والقيام بشؤون الناس وعبارة عن عالة على غيره ، فهذا ما فيه فرية وما فيه كذلك ما يستلزم الحد هذا الذي يظهر والله أعلم ، نكارة هذه الأبيات . وأما قول الشنقيطي رحمة الله عليه أنه ما فيه حد فأنا لم أنظر قوله ولكن هذا الذي ظهر لي ، فهو عليه الحد إذا ظهر منه ما يستوجب الحد مثلاً قال في شعره فلانه زنت لابد من أن يأتي بأربعة شهداء وإلا يجلد ، أو كذلك ما يتعلق بهذا ، أما من حيث أن الشعراء قد يُبالغون في الكلام ويقول بعضهم أعذبه أكذبه وقد تسمعهم يقولون بكينا على أولئك بحاراً على موت فلان أو كذا ربما لو اجتمع منهم مائة يبكون سواء ويصبون دموعهم على علبة صلصة ما أمتلئت علبة الصلصة لكن مبالغة الشعراء يُغض الطرف فيما يتعلق بهذا ، حذاري حذاري من رمي الناس بالباطل أو من الكذب أو من المجازفة وملازمة العدل في القول مأمور في ذلك في كتاب الله وفي سنة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم والشعر من القول على الله يقول : { وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُواْ وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى } ويقول : { إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ }{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاء لِلّهِ وَلَوْ عَلَى أَنفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ } لا بد في ملازمة العدل في القول وفي سائر الأعمال ومن ذلك الشعر . اهـ المراد وأما قولك : اقتباس:
فأقول : في صحة ذلك نظر فقد أجاب شيخنا يحي بن علي الحجوري حفظه الله على أسئلتي الحديثية والشعرية فكان منها ما يلي : السؤال التاسع : لما أنزل الله تعالى { وَالشُّعَرَاء يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ * أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ * وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لَا يَفْعَلُونَ } جاء حسان بن ثابت وكعب بن مالك وعبد الله بن رواحة إلى النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وهم يبكون ويقولون : قد علم الله أنا شعراء فأنزل الله { إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَذَكَرُوا اللَّهَ كَثِيراً وَانتَصَرُوا مِن بَعْدِ مَا ظُلِمُوا } فقال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم : (( أنتم ))فما صحة هذه القصة ؟ الجواب : هي مذكورة في < تفسير ابن جرير > أشار إليها صاحب < الدر المنثور > بعض أسانيدها مقاطيع وبعض أسانيدها فيها مجاهيل ، لذا لم يذكرها شيخنا رحمة الله عليه في < الصحيح المسند من أسباب النزول > لما سبق ذكره . وأخيرا أعتذر أخي ضياء على الإطالة , ولكن أردت أن لا يكون مروري إلا بفائدة , وأرجو أنها قد حصلتْ , والله يرعاك . التعديل الأخير تم بواسطة الشاعر أبو رواحة الموري ; 04-26-2011 الساعة 09:11 PM. |
#8
|
|||
|
|||
بارك الله فيك شيخنا على هذه الفوائد وكنت قد قرأت الموضوع فرأيت أن تلكم القصص المنقولة عن عمر بن عبد العزيز تحتاج إلى تمحيص وليس لدينا وقت كافي للبحث عن درجاتها فلم أعلق بشيء. فالحمد لله على أن علقت شيخنا على بعضها.
كما أشكر أبا أحمد ضياء على هذه المشاركة الهادفة. |
#9
|
|||||||||
|
|||||||||
لله درُّك يا أبا رواحة؛ جزاك الله خيراً على هذه الفوائد المهمة؛
وأشكر الشيخ محمداً على تعليقه الطيب
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 2 ( الأعضاء 0 والزوار 2) | |
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع |
|
|
.: عدد زوار المنتدى:.