|
كاتب الموضوع | بنت العمدة - أم الشيماء | مشاركات | 1 | المشاهدات | 1979 | | | | انشر الموضوع |
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
الصوم خطبة مفرغة للإمام مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله
{خطبة الصوم}
إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فهو المهتدي، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله { يا أيها الناس اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون } { يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالاً كثيراً ونساءً واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيباً } { يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولاً سديداً يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزاً عظيماً }. أما بعد: فيقول الله –سبحانه وتعالى- في كتابه الكريم:{ يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون }، ينادي الله -سبحانه وتعالى- عباده المؤمنين لأنهم هم الذين سيستجيبون للنداء، وهذا نداء تشريف:{ يا أيها الذين آمنوا }، الإيمان معناه في اللغة التصديق بما قال الله وبما قال رسول الله –صلى الله عليه وعلى آله وسلم- أما الاصطلاح فهو قول باللسان، واعتقاد بالجنان، وعمل بالأركان، ويزيد بالطاعة وينقص بالمعصية، الإيمان هو كما قال النبي–صلى الله عليه وعلى آله وسلم- لجبريل:((أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله وباليوم والآخر وبالقدر خيره وشره))، والله سبحانه في قوله:{ كتب عليكم الصيام }، أي: فرض. وفي حديث ابن عمر المتفق عليه أن النبي–صلى الله عليه وعلى آله وسلم- قال:((بني الإسلام على خمس))، وذكر منها الصيام، وفي حديث طلحة، وحديث أبي أيوب المتفق عليهما والمعنى متقارب أن رجلاً سأل النبي –صلى الله عليه وعلى آله وسلم- عن عمل يدخله الجنة ويباعده عن النار فقال له النبي –صلى الله عليه وعلى آله وسلم- :((تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان))، أو بهذا المعنى فقال الرجل: هل عليَّ غيرها يا رسول الله؟، قال:((لا، إلا أن تطوع))، والله لا أزيد على ذلك ولا أنقص، فهذه الأعمال التي افترضها الله –سبحانه وتعالى- على عباده تعتبر من أعظم النعم عليهم، إذ هي مكفرة لذنوبهم وهي سبب لدخول الجنة. ففي صحيح مسلم أن النبي–صلى الله عليه وعلى آله وسلم- ذكر أعمالاً أنها تكون مكفرة فذكر الصوم، وفي الصحيحين من حديث أبي هريرة-رضي الله تعالى عنه- عن النبي–صلى الله عليه وعلى آله وسلم- أنه قال:((كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به، والصوم جُنَّة فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث، ولا يفسق، ولا يصخب فإن سابَّه أحد أو شاتمه فليقل إني صائم إني صائم))، ثم قال النبي–صلى الله عليه وعلى آله وسلم-:((والذي نفس محمد بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك))، ومعنى خلوف فم الصائم هي الرائحة الكريهة التي تطلع في آخر اليوم بسبب الجوع، وبسبب خلو المعدة فتطلع رائحة كريهة ربما يتأذى منها الجليس، النبي–صلى الله عليه وعلى آله وسلم- أخبر أن تلكم الرائحة التي نحن نكرهها هي أطيب عند الله من ريح المسك لأن الصوم جُنَّة. ثم يقول النبي–صلى الله عليه وعلى آله وسلم-:((للصائم فرحتان يفرحهما فرحة عند فطره وفرحة عند لقاء ربه))، وفي حديث سهل بن سعد الذي في الصحيح عن النبي–صلى الله عليه وعلى آله وسلم- أنه قال:((إن في الجنة باباً يقال له باب الريان، لا يدخله إلا الصائمون فإذا دخلوا أغلق))، لا يدخله إلا الصائمون أو بهذا المعنى. وصوم رمضان يجب بأحد أمرين: إما بالرؤية لأن النبي–صلى الله عليه وعلى آله وسلم- يقول:((صوموا لرؤيته، وأفطروا لرؤيته))، وهل معنى هذا أن كل المسلمين يرونه أم يراه مسلم من المسلمين؟ صوموا لرؤيته هل يقول كل واحد منا أنا لا أصوم حتى أرى الهلال يتفاوت الناس في هذا وتتفاوت البلاد المرتفعة عن البلاد الهابطة يتفاوتون في هذا، معنى صوموا لرؤيته فإذا رأيتموه فصوموا أي إذا رآه واحد من المسلمين، ويكون مسلماً عدلاً:{ يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين }، مفهوم الآية الكريمة أنه إذا جاءنا العدل، نقبل كلامه، فإذا سمعت من إذاعة مسلمة ومطلع البلد واحد وجب عليك أن تصوم إذا سمعت من بلد مسلمة لا بلد كافرة كعدن الشيوعية والمطلع واحد، أي ليس بينهما تفاوت نحو ساعة ونصف أو نحو ساعتين، أي ليس بينهما تفاوت بين المطلعين تكون عندنا الساعة العاشرة وعندهم المغرب أو عندنا العاشرة والنصف وعندهم المغرب. ربما يختلف المطلعان واختلف خبر الدولتين لا بأس أنك تبقى مع دولتك، وتصوم معها إذا اختلف المطلعان أما إذا كانت المطالع متحدة ولو كان بينها نحو نصف ساعة أو غير ذلك وشهدت دولة مسلمة بأن رمضان قد دخل أو أنهم رأوا شهر شوال وجب عليك ولو لم تر. وسواء أذاعت اليمن وأنت في أرض الحرمين وجب عليك أن تصوم إذا أذاعوا بالصيام، وأن تفطر إذا أذاعوا بالإفطار، أم إذا أذاعت مكة وأنت هاهنا وجب عليك، وأما قوله تعالى:{ يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر }، فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، اعقلوا أيها المسلمون لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، وليس بيوم شكٍ وقد أذاعت دولة مسلمة مجاورة ليس بيوم شكٍ حتى يقال في يوم عمار من صام يوم الشك فقد عصى أبا القاسم ليس بيوم شكٍ؛ بل هو من رمضان. على الذين أفطروا أن يتوبوا إلى الله ولو لم نر ليلة الثالث، الشهرَ من ها هنا نحن مطمئنون لأنها قد أذاعت دولة مسلمة، فإن قلتم إنها قد غلطت نعم إذا غلطت مرة أو مرتين أو ثلاثاً لا يدل على انه لا يؤخذ بقولها. معشر المسلمين الواجب على المسلمين أن لا يخضعوا إلا لله عز وجل ولكتاب الله ولسنة رسول الله–صلى الله عليه وعلى آله وسلم- أما أن نبقى إمَّعة فهذا ليس سبيل المؤمنين نعم النبي–صلى الله عليه وعلى آله وسلم- نهى أن يتقدم رمضان بيوم أو يومين إلا من كان له صوم يصومه كيف من كان له صوم يصومه؟ كأن يصوم يوماً ويفطر يوماً في الزمن كله ودار الدور وتقدم رمضان بيوم أو يومين لأن عادته أن يصوم يوماً ويفطر يواً، أو كأن يصوم من عادته يوم الإثنين والخميس ثم جاء يوم الثامن والعشرين وهو يوم الإثنين أو الخميس فلا بأس أن يصوم لا تتقدم رمضان بيوم أو يومين ولا تصم يوم الشك على الإحتياط لا تصم يوم الشك كما يفعل بعض الناس والحديث وإن كان فيه كلام فله طرق يرتقي بها إلى الحُجية من صام يوم الشك فقد عصى أبا القاسم، نسأل الله العظيم أن يتقبل منا صومنا وأن يرحمنا ويتوفانا مسلمين الحمد رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. الخطبة الثانية: الحمد لله رب العالمين وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله أما بعد: فقد روى الإمام أحمد في مسنده عن أبي أمامة –رضي الله تعالى عنه- أن النبي–صلى الله عليه وعلى آله وسلم- جهزهم لغزوة من الغزوات، فقال أبو أمامة يا رسول الله ادع الله أن يرزقنا الشهادة فقال النبي–صلى الله عليه وعلى آله وسلم-:((اللهم سلمهم وغنمهم))، فأكثروا عليه وهم يقولون: ادع الله أن يرزقنا الشهادة، فقال النبي–صلى الله عليه وعلى آله وسلم-:((اللهم سلمهم وغنمهم)). فدلني يا رسول الله على عمل، قال:((عليك بالصوم فإنه لا مثل له))، الصوم يعتبر بإذن الله عز وجل مكفراً للذنوب، ويعتبر أيضاً صحة لجسمك، فكم من مريض يدخل عليه رمضان ثم بعد ذلك يشفى بإذن الله عز وجل بسبب الصيام، على أن المريض يجوز له أن يفطر، ويجوز له أن يصوم إن كان مقتدراً يقول الله-عز وجل-:{ فمن كان منكم مريضاً أو على سفر فعدة من أيام أخر } والشيء بالشيء يذكر، قد تقولون انقضى ذلك اليوم الذي فاتنا والذي تحقق لدينا أنه من رمضان؟ الجواب لم يرد عن النبي–صلى الله عليه وعلى آله وسلم- أنه أمر بصيام يومٍ فرطوا فيه لم يرد هذا عن النبي–صلى الله عليه وعلى آله وسلم-. وقد عرفنا من كتاب الله أن المسافر يجوز له أن يفطر وعليه أن يقضي، وأن المريض يجوز له أن يفطر وعليه أن يقضي، ولو كانت سنه توجعه ولو كان به غثيان يجوز له أن يفطر وعليه أن يقضي، يجوز وليس بواجب، وأن الحائض يجب عليها أن تفطر وعليها أن تقضي، أما ما عدا هؤلاء الثلاثة فلا بد من دليل. فصوم اليوم الذي فرط فيه كثير من الناس، لا يقضى، ولم يرد دليل أما هذا الذي فرطتم فيه ففيه التوبة إلى الله عز وجل، التوبة إلى الله والحذر من غير ذلك فإن صوم يوم خير من الدنيا وما فيها، روى البخاري ومسلم في صحيحيهما عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي–صلى الله عليه وعلى آله وسلم- أنه قال:((من صام يوماً في سبيل الله باعد الله بينه وبين النار سبعين خريفاً))، فاليوم الواحد يعتبر غنيمة لا تعوض فمن بلغه رمضان عليه أن يحمد الله سبحانه وتعالى وما يدريه أن يكون سبباً لكفارة ذنوبه. فنبينا محمد –صلى الله عليه وعلى آله وسلم- يقول:((رغم أنف امرئٍ أدرك رمضان فلم يغفر له))، فرمضان يكون سبباً لكفارة الذنوب، يكون سبباً لغفران الذنوب، أولئك الذين يهملون رمضان أو يضيعون الوقت في رمضان وإن كانوا يصومونه فهم في غاية من الخسارة:(( من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه، ومن قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه))، جبريل كان يأتي النبي–صلى الله عليه وعلى آله وسلم- كما في الصحيحين يدارسه القرآن في رمضان حتى ينتهي من قراءة القرآن، فالله المستعان. يا قومنا أين قيام الليل بارك الله فيكم؟ وأين حضور مجالس العلم؟ وأين الحرص على الخير؟ بل ربما يظهر الشيب في لحية بعض الناس وهو محروم من الخير، وهو يقصر في رمضان ركن من أركان الإسلام يتهاون به. دع عنك ما يعمله شبابنا أصلحهم الله، ووفقهم الله، من ضياع الوقت في الألاعيب على الباصرة على الألاعيب. الوقت أغلى من الذهب سنسأل عنه يوم القيامة لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع ومنها عن عمره فيما أفناه((نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ))، الأمر ميسر من فضل الله ينبغي أن تقرب من حلقة العلمومن طلبة العلم وتستفيد الفائدة الواحدة ربما تغير حياتك لا تعتبروا أنفسكم نوعاً وطلبة العلم نوعاً آخر، بل أنتم وطلبة العلم شيء واحد، التوفيق من الله عز وجل والهداية بيد الله عز وجل، فينبغي لنا أن نرجع إلى الله في هذا الشهر المبارك وأن نعطي رمضان حقه من الخير. ما يظن الظان أنني أعني أن يأخذ من الفاكهة الطيبة ومن الطعام الطيب ومن ذا وذا لسنا نحرم على الناس شيئاً أحله الله لهم، لكنني أعني مجالس الذكر تلاوة كتاب الله، حفظ اللسان. نبينا محمد–صلى الله عليه وعلى آله وسلم- يقول:((من لم يدع قو الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه)) هذا عابر من فضائل رمضان وإن شاء الله في جمعة أخرى نذكر بعض الأحكام حتى لا نطيل على إخواننا نسأل الله العظيم أن يتقبل منا صومنا وأن يتوفانا مسلمين والحمد لله رب العالمين. ا.هـ المرجع:[إجابة السائل على أهم المسائل](صـ(155-161)ــ)
الموضوع الأصلي :
الصوم خطبة مفرغة للإمام مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله
-||-
المصدر :
منتديات الشعر السلفي
-||-
الكاتب :
بنت العمدة - أم الشيماء
__________________
ولله درّ القائل: إذا لم يكن في السّمع مني تصاون * * * وفي بصري غضّ وفي منطقي صمت فحظي إذن من صومي الجوعُ والظمأ * * * فإن قلتُ إني صُمتُ يوماً فما صُمتُ |
#2
|
|||
|
|||
أسال الله أن يتقبل صيامنا وقيامنا
ويرحم شيخنا الوادعي ويسكنه في الفردوس الأعلى اللهم آمـــــــــــــــــــين
__________________
ولله درّ القائل: إذا لم يكن في السّمع مني تصاون * * * وفي بصري غضّ وفي منطقي صمت فحظي إذن من صومي الجوعُ والظمأ * * * فإن قلتُ إني صُمتُ يوماً فما صُمتُ |
الكلمات الدلالية (Tags) |
الصوم |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع |
|
|
.: عدد زوار المنتدى:.