|
كاتب الموضوع | عبد الهادي جمال الدين | مشاركات | 0 | المشاهدات | 4192 | | | | انشر الموضوع |
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع |
#1
|
|||||||||
|
|||||||||
قصيدة على نسق المعلقات ** وفاء متغرب**
*وَفَاءُ مُتَغَرِّب**بحر الكامل* إنَّ الـمَلامَ وإنْ قَليـلٌ مُتْعِبٌ * إلاّ المـَلامَ منَ الحَبِيــبِ فَيَعْذُبُ وألَــذُ ما رَامَ الفُـؤَادُ سمَاعَهُ = لَـومٌ عَجِيبٌ من حَبِيـبٍ أَعْجبُ يا من سَــبَا قَلبِي بحُسنِ شِيَاتِهِ = زِدْني فـإنِّي من حَدِيــثِكَ أَطْرَبُ يا حَــبَّذَا لـَومُ الـمُفَـدَى حُبُهَا = ودِيــارُها ومَـزَارُهَا إنْ يَـقْرُبُ إنِّي عَـرَانِي و الــفُؤَادَ صَبَـابَةٌ = صَبْرِي بِهَــا في ذِلَّـةٍ يَتَقَـلَّبُ فعَقَدْتُ أَمـرِي بعد طُـولِ تَغَرُّبٍ = أنِّي إلى تَــاهَرْتَ عَــزْماً أَرْكَبُ يا ربُّ فاحْــفَظْ مُهْجَتي وتَوَلَّني = لأَطيـبَ نَفْـسًا بالَّتي هيَ أَطْـيَبُ فخَرَجْتُ من شَــرْقِ البلاَدِ مُغَرِبًا = والشَّــمسُ يجذِبُها إِلَـيْهِ المغْرِبُ يا رُبَّ لَيْـلٍ سِرْتُ فيه بمُفْرَدِي = والذِّئـبُ يَعْـوِي بالفَـلاَ ويُجَلِّبُ واللِّــصُ في أرْجَــائِهَا مُتَرَبِّصٌ = يَغْـزُوا فَيَحْـوِي ما يشَـاءُ ويَنْهَبُ ما رَاعَني إنْــسٌ ولا جِــنٌّ ولا = وحــشٌ ولا لَيْــلٌ بهِيـمٌ أهْيَبُ يا كَمْ وَقَفْتُ بِوَجْهِ مَوْتِي بـاسِمًا = فيَجِـدُّ في طَلَـبي ولَكِنْ يَتْعَبُ فالنَّفْسُ نَفْسٌ حُـرَّةٌ لا تَنْـثَنِي = عن نَيْـلِ بُغْيَـتِهَا ولَيْسَت تُنْكَبُ إذ حَـالَ بيني و الهَــلاَكَ مُهَنَّدٌ = عَضْـبٌ ورُمْـحٌ لَهْــذَمٌ يَتَـلَهَبُ ومُطَهَّــمٌ طِـرْفٌ جَـوَادٌ أَشْقَرٌ = هو مُـؤْنِسِي ومُصَاحِبِي والمَرْكَبُ فَرَسٌ عَــتِيقٌ لا هَجِيــنٌ أَصْلُهُ = أفُقٌ طَــمُوحٌ للمَكَــارِمِ يُنسَبُ غَمْرٌ من الخيلِ السَّــوَابقِ مُقْربٌ = بلسَـانِ صَــاحِبهِ يَسِـيرُ ويَرْتَبُ وإذا عَدَا فالــرِّيحُ بـاقٍ خَلفَهُ = وكـأنّه بـرقٌ خَــطُوفٌ خُلَّـبُ هو شَــاعرٌ حالَ الطِرَادِ مُحَمْحِمًا = يجري فيُمْـلِي والـحَوَافِرُ تـكْتُبُ من رام خيلاً بالأَصَالةِ تكْتَـسِي = تَـاهَرْتَ مطــلَبُهُ ونِـعْمَ المَطْلَبُ خَيلٌ مُبــارَكَةٌ وخَيْـرٌ وافِـرٌ = والأرضُ طَيِّـــبَةٌ وشَـعْبٌ أطْيَبُ ما دَلَّنِي بالــلَّيْلِ إلاَّ كَوْكَبٌ = وأظُـنُّهُ من ثَغْــرِ لَـيلى يُجْلَبُ بِنْــتٌ منَ البَــلَدِ الحَبِيبِ أُحِبُهَا = حتىَّ لَعَمْرِي غَيْرَهَا لاَ أَرْغَبُ فتَبِـعْتُهُ حـتىَّ بـدَا لي حَــاجِبٌ = للشَّمسِ في تَـاهَرْتَ لكـنْ يُحْجَبُ فالشَّمـسُ في كـلِّ البِـلاَدِ عَزِيزَةٌ = وبأَرْضِنــاَ ذُلاًّ مَــرِيراً تَشْرَبُ فالسُّحْــبُ مَوْجٌ والرِّيَاحُ حَوَاشِكٌ = والبَرْدُ يَقْرِضُ والعُبـَـابُ مُسَبْسَبٌ والرَّعْــدُ رَاضٍ بالسَّمـَـاءِ مَنَابراً = يَنْهَـى ويَأمُرُ منْ عُــلاَهَا يَخْطُبُ والبَرْقُ في حَــافَاتِهَا مُتـَـسَخِّطٌ = طَـوراً يجيءُ بهــا وطـوراً يذهَبُ عَصــراً دخَلتُ بغـفلةٍ من أهْلِهَا = والقَــومُ في نَصَـبٍ وكُـلٌّ يَدْأبُ رأسـًـا إلى أُمِّ الهُمَـامِ مُيمِّمــًا = عَلَّ الحَــشَا مِنْهَـا بِهَــا يَتَطَيَّبُ فبَــرَزْتُ بالحيِّ العَتِــيقِ مُلَفَّعًا = ومُلَثَّــمًا ، بعَمَـامَتي أتَحَــجَّبُ لكنَّ لَيْــلاَيَ القَــلِيلَ مَـزَارُهَا = تَــدْرِي يَقِــينًا أَنَّّنِي من يَرْكَبُ فالقَلْـبُ إنْ يَهْوَى يَضَلُّ مُعَلَّقًا = في قَلْـِب من يُهْـوَى ولَوْ يَتَغَيَّبُ فيُرَى صَــبُوراً إن وَفيٌّ صَبْرُهُ = ويُرَى إذَا مَـــا خَـانَهُ يَتَرَقَّبُ فَلَعَلَّ طَيْــفًا للحَبِيـــبِ يَزُورُهُ = أو نَسْمَـةً تُقْرِي السَّــلاَمَ وتَعْقُبُ الحُــبُّ داءٌ لاَ دَوَاءَ يُــزِيلُــهُ = إلاَّ الحَبِيــبَ أو المَنَــايَا تَقْرُبُ مَــا إنْ رَأَتْنِي من بُعَيْدٍ مُقْــبِلاً = عَرَضَتْ ودَمْعُ العَيْنِ مِنهَــا يُسْكَبُ فَدَنَتْ وكَـادَتْ أن تَغَـصَّ بِعَبْرَةٍ = شَوْقًـا وقَـالتْ قَوْلَ حِبٍّ يَعْتِبُ أَحَبيـبُ مَـالَكَ لا تَزُورُ ديَـارَنَا = أَرَغِـبْتَ عَنَّــا أمْ تُـرَاكَ تَجَنَّبُ أَحَبيـبُ قُلْ لي كَيفَ أَنْتَ تَرَكْتَنِي = للهَـجْرِ يُدْمِي مُقْـلَتَايَ ويُـشْجِبُ إن أنتَ عَنَــا قدْ سَـلَوْتَ فَعَلِّماً = عَــلَّ المنَـايَا مُرُّهَــا يُسْتَعْذَبُ أو إن وِصَــالاً قدْ عَزَمْتَ فَعَجِّلاً = فالقَلْـبُ من وُجْـدٍ إِلـيكَ مُعَذَّبُ فهَمَــتْ دُمُوعِي رَحمـَـةً لبُكَائِهَا = حتىَّ لَكَـادَ الــرُّوحُ مِنِّي يُسْـلَبُ وأَجَبْـتُهَا كَيْـفَ المَـزَارُ وبَيْنَنَا = قُلَلُ الجِبَــالِ وكُلُّ وَعْـرٍ يَصْعُبُ فَأَنَا بِشَــرْقِ الأَرْضِ في طَلَبِ العُلاَ = ودِيَــارُكُمْ نُزُحٌ حَــوَاهَا المَغْرِبُ تالله مَـاليِ حِيــلَةٌ بِـفِرَاقِكُمْ = كـلاَّ ولا من تَرْكِ أَهْـلِي مَـهْرَبُ وكذا الـذي يَهْـَوى المَعَالِي نَيْلَهَا = يَنْـصَبْ وعنْ أَوْطَـانِهِ يَتَـغَرَّبُ فالمَــاءُ في طِـينِ الوَقِيعَةِ آسِنٌ = و إذا جَــرَى صَفْوٌ زُلاَلٌ يَعْـذُبُ وكذَاكَ منْ رَامَ الرُّضَابَ وشَهْدَهُ = يَذُقِ المَـرَارَةَ من إِبَــارٍ تَعْطُبُ لا تَحْسَبِي أنِّي ألَــذُّ ببُعْدِكُمْ = كلاَّ ولا نَـفْسِي بنَأْيِي تَطْرَبُ فالقَلبُ رَوْضٌ إنْ وَصَلْتِي مُعْشِبٌ = وإذاَ هَجَرْتِي كالمَفَازَةِ مُجْدِبُ وأنـَا فتـًا مُتَمَحِّنٌ من بُعْـدِكُمْ = في أَرْبَعٍ عنْ حُبِّكُمْ تَتَرَتَّبُ نَفْـسٌ مُـوَلَّهَةٌ وعَقْـلٌ شَـارِدٌ = عَـيْنٌ مُسَـهَّدَةٌ وقَلْـبٌ يَلْهَـبُ أُبْـدِي سُـرُورًا للعِبَـادِ ومَدْمَعِي = باللَّيـلِ من هَمِّ الصَّبَــابَةِ يَلْغَبُ طَوْراً أَفِيقُ من الهَيَــامِ وتَـارَةً = أَبْـقَى صَرِيعًـا بالجَـوَى أَتَعَذَّبُ وإذا ذَكَـرْتُكِ لا أُرَانِي صَـاحِيًا = حتىَّ كَـأَنَّ الشَّـوْقَ خمراً يُـشْرَبُ إنَّ العُيُــونَ وإنْ تَرَانِي حَـاضِراً = جَسَـداً , فـإنِّي تائِهٌ و مُغَيَّبُ فالقَلْبُ في غَرْبِ البِلاَدِ مُغرِّبٌ = والجِسْمُ في شَرْقِ البِلاَدِ مُغَرَّبُ دُومِي على عَهْـدِي فـإنِّي دَائِـمٌ = وابْـقَيْ عَلَى وُدِّي فَوَصْلِي يَقْرُبُ ما البَيْنُ يـا أُمَّ الهُمَـامِ مِثَـالُهُ = إلاَّ سَـحَابٌ عن قَلِــيلٍ يَـذْهَبُ ثمّ اعْلَـمِي أنِّي غَنِـيتُ بِحُبِّـكُمْ = عن كُـلِّ أنْـثَى في وِدَادِي تَـرْغَبُ كمْ من مَهَـاةٍ قدْ دَعَتْـنَا وَصْـلَهَا = والقَلْبُ لاَ يَرْضَى لأُخْـرَى يُـوهَبُ ما هَمَّنِـي هِنْـدٌ سُعَـادُ وعَـائِشٌ = وكذاكَ سَلْـمَى والـرَّبَابُ وزَيْـنَبُ كُلُّ النِّسَـاءِ لَعَـمْرُ لَيلى بَـاعَدَتْ = منِّي كبُعْدِ الشَّـرْقِ عَـنْهُ المَـغْرِبُ يا ليلُ لنْ أَرْضَى سِـوَاكِ حَلِيلَةً = حتىَّ أُوَارَى بالتُّـرابِ وأُحْـجَبُ فتَيَقَّـنِي حَـقَّ اليَـقِينِ بِـأَنَّنِي = رَاضٍ بِكُـمْ ووَفَـاؤُكُمْ لي مَـذْهَب
الموضوع الأصلي :
قصيدة على نسق المعلقات ** وفاء متغرب**
-||-
المصدر :
منتديات الشعر السلفي
-||-
الكاتب :
عبد الهادي جمال الدين
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع |
|
|
.: عدد زوار المنتدى:.