قصيدة(دموع عرفات)

[ابوسعدالنشوندلي الحضرمي]

20) قصيدة(دموع عرفـــــــات)

هذا الفؤاد يهيم في عرفات

ويذوب من شوق الى العرصات

ويظل يسكب من مدامعه دماً

ويسوق هدي الحب في زفرات

ويروح يرسم من حنينه أنفساً

وقفت تعجُّ بأطهر الكلمات

وتسيل من خد الفؤاد سحائب

قد امطرت حباً الى عرفات

وتصّببت كالمزن عين مودَّعٍ

اضحت تئنُّ في لظى الحسرات

وتطاولت نحو الجموع مشاعر

وتطير روحي في سما البركات

ووقفتُ ارفعُ كفَّ حزني بعبرة

ووقفتُ اندب ادمع العبرات

وتسير في ذاك الزحام خواطري

وتظل تسكب اطهر الدمعات

ولففتُ في طهرالبياض جوانحي

وعجلتُ ارنولأشرف الساعات

وتطيبُ في ذاك الصعيد تحيتي

وتصّببت كالصيب في دفقات

ووقفتُ في ذاك السكون مناجيا

ادعو الاله واسكب الزفرات

وغدت ترفرف ادمعي بصبابة

ونثرتُ من قلبٍ صدى النبضات

وغسلتُ ادران الهوى من زمزم

ولبستُ ثوب الطهرفي عرفات

ووقفتُ اطرق باب ربٍّ راحمٍ

ستر القبيح وينشر الحسنات

ربّاه إني قد أتيتُ ملّبيا

والكون يسمع اعذب النغمات

وتغوص في لجج الدموع حوائجي

ورجوتُ رباً غافرالزلات

وتصيحُ أنفاسي تنادي ربنا

أعتق الهي وبيّض الصفحات

يوم عظيم لو علمتَ بفيضه

لرجوت أن تحياه في سجدات

ورجوتَ ان تبني لنفسك منزلا

ترقى به يوماً الى الجنات

عرفات أنتَ النور في احداقنا

بل انت فجر باسم القسمات

هذي جموع للاله توافدت

وتوّحدت بالدين في العرصات

ومضت تنادي ربها بضراعة

وغدت ترّتل أطيب النبرات

لبيكَ يارب العباد ومالكاً

تهفو النفوس اليه في قربات

ربّاه نزجي ادمعاً بصبابة

ونعطّر الاجواء في عبرات

هذي وفود التآئبين تزاحمت

تدعوك ربي واسع الرحمات

هذي الجموع الى رحابك اقبلت

وتعانقت ياربي في لحظات

في موقفٍ نظر الاله لجمعهم

ومضى يباهي ملائك السموات

أومارأيتم جمعهم ونحيبهم

وعيونهم غاصت مع الصرخات

أشهدتُكم أني غفرتُ ذنوبهم

وصفحتُ في كرم عن الهفوات

طوبى لمن لبّى الاله نداءه

وتجاوز الرحمن عن سقطات

هذا الفؤاد يحِنُّ من شوق لهم

ومضتْ دموعي تسيل في الطرقات

وكأنَّ قلبي طائر بجناحه

وغدا يرفرفُ في سما الدعوات

يازمزم البركات يانهر الهنأ

هذي الوفود تعطّشت لثبات

هذا المقام وزمزم قد صافحت

كفَّ المحب وتمضي في خطوات

يابيتَ ربي قد سجدتُ بساحكم

وتطوفُ روحي كطآئر الفلوات

ونظرتُ للبيت العتيق بعبرة

وضممتُ ركن الحب في قبلات

وتجودُ دقّات الفؤاد بدمعة

وتنادي ربي غافر العثرات

وتصيحُ اعضائي بحرقة مذنبٍ

وتقول ربي العفو قبل ممات

ودفعتُ شيطان الهوى بضراعة

ورميتُ جيش الشر بالحصيات

وسفكتُ لذّات الهوى بشجاعة

ونحرتُ عِجل النفس بالطعنات

لبيكَ يارب العباد فمهجتي

قد سقتها مذبوحة الشهوات

ودفنتُ تاريخ الخطئية والهوى

ورجعتُ مولوداً الى الطاعات

يامعشر الحجاج أثمر سعيكم

ترقى نفوس السعد في نفحات

وينادي مولانا هنيئا حجكم

إني غفرتُ الذنب في عرفات

ومنحتكم منّي جوائز جمّة

منها جنان الخلد في درجات

وتسابقت كل النفوس بفرحة

واستبشرتْ بالصفح والخيرات

حجاج بيت الله ياوفد المنى

طوبى لكم بالفوز في الجنات

نلتم من الله الكريم سعادة

وهدّية فاقت على اللذّات

ياليتني سحباً تغّطي جمعكم

او خيمة ترنو الى العرصات