|
كاتب الموضوع | أبو عبد الله حسين الكُحلاني | مشاركات | 3 | المشاهدات | 2162 | | | | انشر الموضوع |
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
السيف الصقيل والنصح الجميل في بيان حال المجاهيل والبعد عن تصديق كل دعي دخيل/ للشيخ عبدالحميد الحجوري
بسم الله الرحمن الرحيم السيف الصقيل والنصح الجميل في بيان حال المجاهيل والبعد عن تصديق كل دعي دخيل لأبي محمد/ عبد الحميد بن يحى الحجوري الزُعكُري **** الحمد لله السميع البصير ،اللطيف الخبير، العلي الكبير، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ولا ند له نظير. وأشهد أن محمدا عبد ورسوله البشير النذير صلى الله عليه وعلى آله وسلم وصحبه أولي النهى والتشمير. أما بعد: فإن الله عز وجل يقول في كتابه الكريم: {وَكَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآياتِ وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ}[الأنعام: 55] فعلى ضوء هذه الآية أحببت أن أكتب وريقات تبين خطر المجهولين والكذابين والوضاعين على الدين وعلى حملته وأهله. والله عز وجل قد حث ورغب ودل وأرشد إلى التثبت وتلقي الأخبار من حملتها الصادقين المعروفين المنصفين فقال جل وعلا: (((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا))) وفي قراءة: (((فتثبتوا))) قال العلامة الشنقيطي -رحمه الله- في "أضواء البيان"(7/663.ط ـ عالم الفوائد): ((وهي تدل على عدم تصديق الفاسق في خبره وصرح تعالى في موضع آخر بالنهي عن قبول شهادة الفاسق وذلك في قوله:" ولا تقبلوا لهم شهادة أبدا أولئك هم الفاسقون)). ولا خلاف بين العلماء في رد شهادة الفاسق وعدم قبول خبره وقد دلت هذه الآية من سورة الحجرات على أمرين: الأول منهما: أن الفاسق إن جاء بنبأ ممكن معرفة حقيقته وما قاله فيه الفاسق حق أو كذب فإنه يجب فيه التثبت. والثاني: هو ما استدل به أهل الأصول من قبول خبر العدل لأن قول الله تعالى: (((إن جاءكم فاسق بنبإ فتبينوا))) يدل بدليل خطابه أعني مفهوم مخالفته أن الجائي بنبإ إن كان غير فاسق بل عدلا لا يلزم التبيين في نبئه على قراءة (((فتبينوا))) ولا التثبت على قراءة (((فتثبتوا))) )). انتهى كلامه. وفي هذه الأيام نبتت نابتة من المخذّولين الكاذبين الحاسدين سلفها في المكر والتخفي وعدم محبة معرفة الحال (((وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ)))، (((يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلا يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللَّهِ وَهُو مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لا يَرْضَى مِنَ الْقَوْلِ وَكَانَ اللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطًا)))[النساء:108]، يتكلمون بالزور والبهتان من غير حجة ولا برهان بضاعتهم البتر وسلعتهم الحسد (في سوق الإشاعات الكاذبة) وطريقتهم المكر (وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللّهُ وَاللّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ). ولما كان السكوت عنهم سببا لمضار كثيرة نجملها في (ما يلي): 1- تعطيل جانب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وجهاد المبطلين. 2- ارتفاع أهل الأهواء على أهل السنة ومن الغبن الفاحش أن ترتفع منزلة الكفة الفارغة بالسجلات الطائشة. 3- مد المخالفة وانتشارها في الاعتقادات والأعمال والأهواء فإن الأهواء إذا كانت في متناول كل لاقط آلت بالأمة إلى أسرها بأغلال ما أنزل الله بها من سلطان. وأقول -فعلا- إن فرقة المجاهيل صارت تجول وتصول وتجوب البلدان والأوطان خصوصا في هذه الأيام مع وجود وسائل البث السريع مثل الانترنت والهاتف الجوال وغيرها. 4- وبالسكوت عن القوم تفشوا الشبهة ومداخلتها للاعتقاد الحق وتلعبها بالقلوب كتلاعب الأفعال بالأسماء، أقول – خصوصا- الجهال الأغمار الذين هم أتباع كل ناعق والذين يعتبرون الزيف ذهبا والسم عسلا. 5- وينتج بسبب هذه التلاعبات بتحريك العقيدة الحقة عن مكانتها بعد ثباتها فيضعف الاعتقاد السليم ويضعف سلطانه. 6- وبالسكوت ينتج ظهور المبطلين في المجامع وعلى درجات المنابر إن المجهولين المبطلين شخصيات قلقلة يثيرون القلاقل بتصعيد الخلاف وإيقاد الفتن وإثارة المعارك ولا يتركون أهل السنة إلا بجروح دامية وعيون دامعة. 7- في السكوت عنهم تأثيم ذوي القدرة بترك واجب الرد والتفريط في حراسة الدين مع أن السكوت بغير حق هو في نفسه مظاهرة المجرمين وهذا وحده من مواطن الإثم. 8- تحجج العامة بالسكوت على نسبة الأهواء والشهوات إلى الدين وبالجملة لوترك أهل الأهواء – ومنهم المجاهيل- وهم عاكفون على أهوائهم يحترفون الكيد لهذا الدين بِسَطْو عظيم ولسان غليظ بالمسخ والتحريف والغمز والتبديل وإن ترفقوا فبصوغ عبارات لو عصرت لتقاطرت منها الدعوة إلى غير سبيل المؤمنين وهكذا في حالة زحف مؤلمة وهجمة شرسة ولا كحال العينين الصاخبين بل هم المضللون بنزف المحابر على سطور الدفاتر. نعم لوترك كل مخالف ومخالفته وضال وضلالته ومبتدع وبدعته وفاسق وفسقه لتجرع أهل القبلة منهم سموما قائلة وأهواء ضالة وحياة قاتلة خافظة للملة رافعة (لقتام) الشبهة ودنس الشهوة (((يا أهل الكتاب لم تلبسون الحق بالباطل وتكتمون الحق وأنتم تعلمون))). ومع ذلك بيان حال هؤلاء يحقق مطالب شرعية منها: 1- اتقاء المضار التي تقدم ذكر 2- فيه نشر للسنة وللحق وإشادة بأهله. 3- فيه نصح للمخالف وضماد لجراحه ونصح لجميع المسلمين وكشف للغشاوة عنهم وحماية لقيمهم من التحلل والإدغام والدخولات وحياة الأنعام. 4- تنقية الساحة من المنكودين بما خافوا به أمر السنة والكتاب فابتدعوا وفجروا نابذوا السنة وآذوا المسلمين. 5- الدفع لهذه الشبهة كف لبأسها. 6- دفع الإثم عن المسلمين بالقيام بهذا الفرض الكفائي. 7- نيل شرف الرتبة بالقيام بهذه الحسنة. انتهى من كتاب"الردودللعلامة بكر أبو زيد (85.86) بتصرف. ومن هنا تعين علينا البيان ورد البهتان ودمغ الباطل والعصيان بأدلة الكتاب والسنة وبيان ما فيها من البرهان بالرد على كل ملبس شيطان ومجهول فاسق بباطله وَلْهَان فأقول مستعينا بالله عز وجل وطالبا منه العون والتسديد إنه ولي ذلك والقادر عليه. اعلم أن المجهول ضد المعلوم والجهالة في الاصطلاح تنقسم إلى قسمين: الأولى: جهالة العين وهو من لم يشتهر بنفسه بطلب العلم ولا بحرفة العلماء ولا يعرف حديثه إلا من جهته فهو مجهول العين كالمبهم وهذا لا يحتج به ولا يستشهد به. الثاني: مجهول الحال وهو من روى عنه اثنان فصاعدا ولم يوثق ولم ينص أحد من الأئمة على تعديله وتجريحه فهو مجهول الحال وهو المستور وهو من لم يطلع له على مفسق ولم تعلم عدالته لعدم تزكيته وهذا يستشهد به ولا يحتج به منفردا.هذا من حيث تقسيم أهل الصنعة لهم. أما مجاهيل عصرنا الذين يتسترون بالأسماء الوهمية فهم قد زادوا على جهالة عينهم الوضع والكذب على الصالحين والمصلحين فكان الموجب لرد أخبارهم وأقوالهم: 1- الجهالة بأعيانهم. 2- الكذب والبهتان الذي يسلكونه والبتر الذي يدينونه والتلبيس الذي يصنعونه والتدليس الذي يرتكبونه. 3- فسقهم، واللهُ جل وعلا يقول: (((إن جاءكم فاسق بنبإ فتبينوا))) ولأن الأصل في الإنسان الجهل والظلم قال تعالى: (((وحملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا))) قال شيخ الإسلام –رحمه الله تعالى- كما في "مجموع الفتاوى"(15/357): ((وأما قول من يقول: الأصل في المسلمين العدالة فهو باطل، بل الأصل في بني آدم الظلم والجهل كما قال تعالى: (((وحملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا))) ومجرد التكلم بالشهادتين لا يوجب انتقال الإنسان عن الظلم والجهل إلى العدل)). انتهى وقال شعبة – رحمه الله-: ((إذا حدثك المحدث فلم تره فلا تروعنه فلعله شيطان قد تصور في صورته)). فرحمك الله من إمام، فما أقل الآخذين بهذه النصيحة ،فقد جعلوا من بتر المجهولين وكذبهم وزيفهم علوما، فاللهم سلم. 4- المجهولون الجاهلون أخفوا أسمائهم وستروا أعيانهم وذلك لما علموا من أنفسهم الباطل كان منهم هذا الصنيع ويخشى أن يكون هؤلاء من الطعنة في حملة الدين وربما كانوا على معتقد علماني أو فكر اشتراكي وليس هذا بالجديد فقد خرج عبد الله بن سبأ مظهرا للإسلام وساترا للكفر والإجرام يدعو إلى ولاء آل البيت ،والحق أنه يدعو إلى هدم الدين من أساسه وأدخل في دين الروافض كثيرا من أنجاسه وأرجاسه ونفق كلامه على المغفلين وعلى المعرضين والتائهين من أتباعه فلا يستبعد أن يكون هؤلاء قد تشبهوا بهذه الشاكلة ينصرون المظلوم -زعموا– وهم ينصرون الباطل، وهذا الصنيع من الدس ليس بالجديد بل هو سنة يهودية فقد اندس بولس شاول اليهودي الذي أفسد دين النصارى. قال ابن القيم رحمه الله في "الصواعق المرسلة"(1/358): ((وأما فساد دين النصارى من جهة التأويل فأول ذلك ما عرض في التوحيد الذي هو عمود الدين فإن سلف المثلثة قالوا في الربوبية بالتثليث وحديث الأقانيم والأب والابن وروح القدس ثم اختلف من بعدهم في تأويل كلامهم اختلافا تباينوا به غاية التباين وإنما عرض لهم هذا الاختلاف من جهة التأويلات الباطلة وكانت حالهم فيما جنت عليهم التأويلات الباطلة أفسد حالا من اليهود فإنهم لم يصلوا بتأويلهم إلى ما وصل إليه عباد الصليب من نسبة الرب تعالى إلى ما لا يليق به ثم دفعوا بالتأويلات إلى إبطال شرائع التوراة فأبطلوا الختان واستحلوا السبت واستباحوا الخنزير وعطلوا الغسل من الجنابة وكان الذي فتح عليهم أبواب هذه التأويلات بولس فاستخف جماعة من ضعفاء العقول فقبلوا منه تلك التأويلات ثم أورثت الخلاف بينهم حتى آل أمرهم إلى ما آل إليه من انسلاخهم عن شريعة المسيح في التوحيد والعمليات)).اهـ وقال في "هداية الحيارى": ((ثم قام بعده قيصر آخر وفي زمنه جعل في انطاكية بتركا يمسى بولس الشمشاطي وهو أول من ابتدع في شأن المسيح اللاهوت والناسوت وكانت النصارى قبله كلمتهم واحدة انه عبد رسول مخلوق مصنوع مربوب لا يختلف فيه اثنان منهم فقال بولس هذا وهو أول من أفسد دين النصارى أن سيدنا المسيح خلق من اللاهوت إنسانا كواحد منا في جوهره وان ابتداء الابن من مريم وانه اصطفى ليكون مخلصا للجوهر الإنسي صحبته النعمة الإلهية فحلت فيه بالمحبة والمشيئة ولذلك سمى ابن الله وقال إن الله جوهر واحد واقنوم واحد)). اهـ ومن هؤلاء المدسوسين على الدين وأهله روجيه جارودي المتمسلم حيث أندس في الإسلام حتى يتسنى له الطعن فيه. قال الإمام ابن باز كما في "مجموع فتاويه"(9/193): ((الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسوله نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين، أما بعد: فقد كثر في الآونة الأخيرة في الصحف، والمجلات، الكلام عن الرجل المسمى (روجيه جارودي) الشيوعي الفرنسي، الذي ادعى أنه دخل الإسلام عن اقتناع ومحبة، ففرح بذلك بعض المسلمين، وأظهروا حفاوة به وأكرموه ومنحوه الثقة، وجعلوه عضوا في المجلس الأعلى العالمي للمساجد في رابطة العالم الإسلامي، وصار يحضر الندوات واللقاءات التي تعقد في العالم الإسلامي عن الإسلام متحدثا ومناظرا. ثم لم يلبث أن تكشفت حقيقته، وافتضح أمره، وبان ما كان يخفيه في صدره من حقد على الإسلام والمسلمين، وأنه لم يزل على كفره وإلحاده، فانضم إلى أشكاله من المنافقين الذين قال الله فيهم: (((وَإِذَا لَقُوكُمْ قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا عَضُّوا عَلَيْكُمُ الأَنَامِلَ مِنَ الْغَيْظِ ))) وآخر ما نشر عنه الحوار الذي أجرته معه مجلة المجلة في عددها (839) حيث جاء فيه أنه لم يتخل عن اعتقاداته الخاصة، وأنه لم يعتنق الإسلام الذي عليه المسلمون، وإنما اعتنق إسلاما آخر تخيله بذهنه، زعم أنه خليط من الأديان: اليهودية والنصرانية، ومن الإسلام الذي تخيله هولا الإسلام الذي بعث الله به نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم وقال: إن هذا الإسلام المزعوم هو دين إبراهيم عليه السلام، فإبراهيم بزعمه هو أول المسلمين، فالإسلام بدأ من عهد إبراهيم قال: ولم يكن إبراهيم يهوديا، ولا مسيحيا، ولا مسلما بالإسلام التاريخي للكلمة أي الذي عليه المسلمون اليوم. وكذب في ذلك، فإن الإسلام الذي هو توحيد الله بالعبادة وترك عبادة ما سواه هو موجود من قبل إبراهيم من عهد آدم ونوح والنبيين من بعده وهو دين جميع الرسل. وهو الذي بعث الله به نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم كما قال تعالى: (((ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ))) ))، إلى آخر كلامه رحمه الله تعالى. ومن هؤلاء المدسوسين أيضاً جمال الدين الأفغاني الرافضي الماسوني وتلميذه محمد عبده المصري فالنباهة النباهة يا أهل الإسلام من المجهولين والمدسوسين لا يفتنونكم أو يضلونكم ففي حديث أبي هريرة – رضي اله تعالى عنه- عند مسلم في مقدمته: ((يكون في آخر الزمان دجالون كذابون يحدثونكم من الأحاديث بما لم تسمعوا أنتم ولا آبائكم فإياكم وإياهم لا يضلونكم ولا يفتنونكم)). فهذا تحذير من النبي صلى الله عليه وسلم من هؤلاء أن يؤخذ عنهم العلم وقال ابن المبارك: ((يكتب الحديث إلا عن أربعة غلاط لا يرجع، وكذاب، وصاحب هوى يدعو إل بدعته، ورجل لا يحفظ فيحدث من حفظه)). قال الإمام مسلم –رحمه الله تعالى- في مقدمة صحيحه "باب وجوب الراية عن الثقات وترك الكذابين": ((واعلم – وفقك الله تعالى- أن الواجب على كل أحد عرف التمييز بين صحيح الروايات وسقيمها وثقات الناقلين لها من المتهمين أن لا يروي منها إلا ما عرف صحة مخارجه والستارة في ناقليه وأن يتقي منها ما كان منها من أهل التهم والمعاندين من أهل البدع. والدليل على أن الذي قلنا من هذا هو اللازم دون ما خالفه - قول الله جل ذكره (((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ))) وقال جل ثناؤه (((مِـمَّنْ تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاءِ))) وقال عز وجل (((وَأَشْهِدُوا ذَوَيْ عَدْلٍ مِنْكُمْ))) فدل بما ذكرنا من هذه الآي - أن خبر الفاسق ساقط غير مقبول وأن شهادة غير العدل مردودة والخبر وإن فارق معناه معنى الشهادة في بعض الوجوه فقد يجتمعان في أعظم معانيهما إذ كان خبر الفاسق غير مقبول عند أهل العلم كما أن شهادته مردودة عند جميعهم ودلت السنة على نفي رواية المنكر من الأخبار كنحو دلالة القرآن على نفي خبر الفاسق وهو الأثر المشهور عن رسول الله صلى الله عليه وسلم:" من حدث عني بحديث يري أنه كذب فهو أحد الكاذبين)). ومعلوم أن هؤلاء المجاهيل الكذابون لا يسندون وابن سيرين -رحمه الله- يقول: ((إن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذوا دينكم)). فياسؤه ويا ضعف همة ويا غباوة من يأخذ علمه ويأخذ الكلام في حملة الدين عن هؤلاء المجاهيل أما يكفي هؤلاء المتهوكون جهالتهم وقلة ورعهم وصدقهم حتى يتكلمون في الجبال ((وإنما يتكلم في الناس أمثالهم)) وينبغي للمسلم أن يطلب تسمية ناقل الخبر فقد قال ابن سيرين –رحمه الله تعالى-: ((لما يكونوا يسألون عن الإسناد فلما وقعت الفتنة قالوا سموا لنا رجالكم فيُنظر إلى أهل السنة فيؤخذ حديثهم وينظر إلى أهل البدع فلا يؤخذ حديثهم)). ونتحدى هؤلاء المجاهيل أن يظهروا أنفسهم وبيننا وبينهم القوائم -يعني الإسناد- كما قال ابن المبارك -رحمه الله-:" وإذا كان الأئمة يطعنون فيمن يُجهَل من يأخذ عنه فما بالك بالجاهل المجهول ؟؟" قال ابن حبان –رحمه الله تعالى- في مقدمة كتابه المجروحين (1/80): ((أقوام ثقات كانوا يروون عن أقوام ضعفاء ويكنونهم حتى لا يعرفوا فربما أشبه كنية كذاب كنية ثقة فيتوهم المتوهم أن راوي هذا الخبر ثقة يتحملون عليه... فلا يجوز الاحتجاج بخبر في روايته كنية إنسان لا يُدرى من هو وإن كان دونه ثقة لأنه يحتمل أن يكون كذابا كنى عن ذلك)).انتهى قال ابن حبان: ((أما المجاهيل الذين لم يروعنهم إلا الضعفاء فهم متركون على الأحوال كلها)). اهـ قال الإمام الذهبي رحمه الله تعالى- في مقدمة الميزان: ((فقد احتوى كتابي هذا على ذكر الكذابين الوضاعين المتعمدين قاتلهم الله وعلى الكاذبين في أنهم سمعوا ولم يكونوا سمعوا ثم على المتهمين بالوضع بالتزوير ثم على الكذابين في لهجتهم لا في الحديث النبوي ثم على المتروكين الهلكى الذين كثر خطؤهم وترك حديثهم ولم يعتمد على روايتهم ثم على الحفاظ الذين في دينهم رقة وفي حديثهم وهن ثم على المحدثين الضعفاء من قبل حفظهم فلهم غلط وأوهام ولم يترك حديثهم بل يقبل ما رووه في الشواهد والاعتبار بهم لا في الأصول والحلال والحرام ثم على المحدثين الصادقين أو الشيوخ المستورين الذين لم يبلغوا رتبة الأثبات المتقنين وما أوردت منهم إلا من وجدته في كتاب أسماء الضعفاء ثم على خلق كثير من المجهولين ممن نص أبو حاتم الرازي على أنه مجهول أو قال غيره لا يعرف أوفيه جهالة أو غير ذلك من العبارات التي تدل على عدم شهرة الشيخ بالصدق إذ المجهول غير محتج به)). انتهى قال ابن الوزير في الروض الباسم: ومع أنّ الزّمخشريّ، وإن كان صالحاً عند أهل الحديث في نفسه ؛ فهو عندهم داعية إلى الاعتزال، غير معروف بتحريم الرّواية عن المجاهيل في الحديث، دع عنك اللّغة، بل قد روى الموضوعات في ((كشّافه)) في فضائل السّور، قال ابن عبد البرّ في خطبة ((الاستيعاب))(2): ((قال الله جلّ ذكره: ((( مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَينَهُمُ تَرَاهُم رُكَّعاً سُجَّداً يَبتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ))) [الفتح:29]، إلى أن قال: وليس كذلك جميع من رآه وآمن به وسترى منازلهم من الدّين والإيمان، والله تعالى قد فضّل بعض النّبيين على بعض، وكذلك سائر المسلمين، والحمد لله رب العالمين)) تمّ مختصراً، وفيه ما يدلّ على معرفتهم بدقائق تفاصيل التّفضيل، وتمييزهم للمشاهير عن المجاهيل. اهـ يقول عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما: " إن الشيطان ليتمثل بصورة الرجل فيأتي القوم فيحدثهم بالحديث من الكذب فيتفرقون ؛ فيقول الرجل منهم: سمعت رجلاً أعرف وجهه ولا أدري ما اسمه يحدث ". هذا الحديث العجيب فيه تحذير من قبول رواية المجاهيل ، فليست العبرة بأن يسمع الإنسان شخصاً فينقل عنه ولا يدري من هذا الشخص وماذا نقل عنه. ونحن دائماً ننصح ونقول: لا بد للمسلم إذا روى حديثاً أو مسألة فقهية عن أحد من أهل العلم أن يعلم القائل ، وأن يكون على علم بمنزلته العلمية ، ولا يكون تمسكه بهذا القول أو نحوه عن ميل هوى أو توجه معين ، وإنما لا بد أن يكون مبنياً على معرفة بهذا الشخص وبعلمه وفضله ، وبشهادة أهل العلم له بذلك حتى نتجنب هؤلاء الذين اعتبروا من الداخلين فيما لا يحسنون في مثل هذه العلوم وحديث ابن عمرو واضح في عدم قبول رواية المجاهيل لأن الشيطان كما ذكر يمكن أن يتمثل في صورة الإنسان كما يتمثل في صور بعض الدواب ، وهذا أمر مشهور في الأحاديث الصحيحة. انتهى من محاضرات الطرهوني. تنبيــه: هؤلاء المجاهيل يستخدمون التقية في موطن قد جعل الله عز وجل فيه سعة مع أنه قد عُلم عند أهل السنة قاطبة أن التقية طريقة رافضية بل قبل ذلك سنة يهودية قال الله عز وجل: (((وقالت طائفة من أهل الكتاب آمنوا بالذي أنزل على الذين آمنوا وجه النهار واكفروا آخره لعلهم يرجعون ))) الآية. قال ابن كثير – رحمه الله تعالى-:" هذه مكيدة أرادوها ليلبسوا على الضعفاء من أمر دينهم" انتهى. ومفهوم التقية في الإسلام غالبا إنما هو مع الكفار قال الله جل وعلا:" إلا أن تتقوا منهم تقاة " قال ابن جرير الطبري -رحمه الله تعالى-:" التقية التي ذكرها الله عز وجل في هذه الآية إنما هي تقية مع الكفار لا غيرهم". انتهى قال ابن كثير –رحمه الله تعالى- في تفسير قول الله تعالى: (((لَا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ ))) الآية. قال:" نهى الله تبارك عباده المؤمنين أن يوالوا الكافرين وأن يتخذوهم أولياء " إلى أن قال:" إلا من خاف في بعض البلدان من شرهم فله أن يتقيهم بظاهره لا بباطنه ونيته كما حكاه البخاري عن أبي الدرداء:" إنا لنكثر في وجوه أقوام وقلوبنا تلعنهم" انتهى. فعلام التقية بإخفاء الأسماء الحقيقة والأعيان إلا بسبب ما يحملونه من الحقد والغل والحسد الذي لا يحبون أن يوصموا به ، وأيضا للكذب الذي يقولونه ويكتبونه حتى لا يشانون به فيا بئس قوم دينهم مستور وفعلهم مغمور وقولهم مهجور وبالروافض يتشبهون ولطريقة الخوارج مع علمائهم يقتفون وهذا الصنف من المجهولين ليسوا بأول القوم كما رأيت فقد سبقهم إلى ذلك أيضا أصحاب فالح الحربي -الغالي الضال- حيث كان هجومهم على السنة وأهلها من أمثال العلامة ربيع بن هادي المدخلي -حفظه الله- والعلامة يحيى الحجوري- حفظه الله- بالأسماء والأوصاف المستعارة : هل لهـم ياقـوم في بدعتهم * * * من إمـام أو فقيـه يتبع مثل سفيان أخي ثور الذي * * * علم الناس دقيقات الـورع وسليمان أخي التيم الـذي * * * ترك النوم لهول المطلـــع أو فتى الإسلام أعني أحمــد* * * ذاك لو قارعه القراء قــرع فهلا اقتديتم بأسلافنا الصالحين وتركتم التقليد والهروع وراء طريق المخالفين الضالين فاللهم سلم. ومن سماتهم الخروج على أهل العلم فهم بهذه الطريقة المستترة يزهدون في العلم وحملته حالهم بذلك حال الخوارج الذين زهدوا من صحابة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ،قال العلامة محمد بن صالح العثيمين -رحمه الله تعالى- في شرح رياض الصالحين تحت حديث (رقم 348):" أما هذان الصنفان من الناس العلماء والأمراء إذا احتقروا أمام الناس فسدت الشريعة وفسد الأمن... فإذا لم يوقر العلماء ولم يوقر الأمراء ضاع الدين والدنيا نسأل الله العافية " انتهى. وفي الختـــــام أقول لهؤلاء المجهولين الجاهلين يا خفافيش الظلام أظهروا وتنصلوا من باطلكم ولا تتشبهوا بذوات الخدور وربات الحجال واعلموا أنكم مفضوحون قال الله تعالى (أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أَنْ لَنْ يُخْرِجَ اللَّهُ أَضْغَانَهُمْ): محمّد)29) وفي الصحيح عن ابن عمر -رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إذا جمع الله الأولين والآخرين يوم القيامة يرفع لكل غادر لواء ، فقيل : هذه غدرة فلان ابن فلان " رواه مسلم . ومن طرق هؤلاء المجاهيل في التزهيد من حملة العلم والدين دعواهم وتهويلهم لما يزعمونه من الأخطاء وهذه الطريقة يعرف كل منصف مطلع أنها طريقة الخوارج و الروافض الناقمين على عثمان رضي الله عنه قال ابن العربي في العواصم من القواصم: قالوا [مبعدين] ، متعلقين برواية كذابين: جاء عثمان في ولايته بمظالم ومناكير، منها: 1- ضربه لعمار حتى فتق أمعاءه. 2- ولابن مسعود حتى كسر أضلاعه، ومنعه عطاءه. 3- وابتدع في جمع القرآن وتأليفه، وفي حرق المصاحف. 4- وحمى الحمى. 5- وأجلى أبا ذر إلى الربذة. 6- وأخرج من الشام أبا الدرداء. 7- ورَدَّ الحكم بعد أن نفاه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. 9- 12- وولَّى معاوية، "وعبد الله بن عامر بن كريز"، ومروان، وولَّى الوليد بن عقبة، وهو فاسق ليس من أهل الولاية. 13- وأعطى مروان خمس أفريقية. 14- وكان عمر يضرب بالدرة وضرب هو بالعصا. 15- وعلا على درجة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وقد انحط عنها أبو بكر وعمر. 16- ولم يحضر بدرًا، وانهزم يوم أحد، وغاب عن بيعة الرضوان. 17- ولم يقتل عبيد الله بن عمر بالهرمزان "الذي أعطى السكين إلى أبي لؤلؤة، وحرضه على قتل عمر حتى قتله". 18- وكتب مع عبده على [جهله] كتابا إلى ابن أبي سرح في قتل من ذكر فيه70. هذا كله باطل سندًا ومتنًا، أما قولهم: "جاء عثمان بمظالم ومناكير فباطل".انتهى وللمزيد راجع الكتاب المذكور. وبعد هذه اللمحة القصيرة في بيان حال المجاهيل والتحذير من هؤلاء المخاذيل قراءة وتصديقا وسماعا، فينبغي للمسلمين جميعا وخصوصا السلفيين أن يكونوا في غاية النباهة والذكاء والزكاء والبعد عن تصديق الإشاعات وتصديق المجاهيل المتسترين والمتخفين الذين حالهم كالباعوض الذي يسري في الظلماء ناقلا للأمراض والأدواء أو كالخفافيش الذين لا يظهرون إلا في الظلام ويتسترون في النهار، وإن شئت فقل هم مثل ربات الحجال وذوات الخدور وهم جرح غائر في الأمة وداء عضال ينبغي السعي في علاجه وانتشاله، وأخص في هذه الأيام أولئك المجاهيل الذين يكتبون لنصرة حزب عبد الرحمن العدني ومن أولئك ذلك المجهول المبتور والمتخفي المغمور المسمي نفسه بعبد الرحمن بن أحمد البرمكي هتك الله ستره وفضح أمره حيث يبتر من كلام شيخنا العلامة يحيى بن علي الحجوري –حفظه الله- ويهول ويكتم الحق،زاعما أن الشيخ يحيى عنده أخطاء في العقيدة ودواليك. فالقاعدة في التعامل معه ومع كتاباته بالنهي والنأي عنه، فإنه لا يخلو من أحد أمرين إما أن يكون دسيسة وحاله كمن تقدم في كيده للسنة وأهلها وإما أن يكون قد ملأ قلبه الحسد والحقد الدفين على الدعوة السلفية وعلى شيخنا العلامة الحجوري –حفظه الله- ومع ذلك فشيخنا يحيى له سلف في الأذية قال الله تعالى:(((وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا وَلَو شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ))) [الأنعام: 112] وكتبه: الفقير إلى عفو ربه الكبير أبو محمد عبد الحميد بن يحيى بن زيد الحجوري الزعكري الحاشدي ثم الهمداني دار الحديث بدماج حرسها الله 22 جمادى أول 1430 ثم النظر فيه ثانيا مع التعديل 18/5/1430هـ المصدر: موقع الشيخ عبدالحميد الحجوري الزعكري حفظه الله http://alzoukory.com/play.php?catsmktba=90 من هنا تحميل الملف منسقاً وملوناً بصيغة البي دي اف: http://alzoukory.com/makalat/alsaif.rar
الموضوع الأصلي :
السيف الصقيل والنصح الجميل في بيان حال المجاهيل والبعد عن تصديق كل دعي دخيل/ للشيخ عبدالحميد الحجوري
-||-
المصدر :
منتديات الشعر السلفي
-||-
الكاتب :
أبو عبد الله حسين الكُحلاني
التعديل الأخير تم بواسطة الشاعر أبو رواحة الموري ; 08-01-2009 الساعة 06:15 PM. |
#2
|
||||
|
||||
ما شاء الله .... موضوع بالغ الأهمية ينضح بمفاهيم أهل السنة وتوجيهاتهم ولا يستغرب من مثل أخينا المبارك الشيخ عبد الحميد الحجوري وفقه الله فإن له جهودا مشهودة ومشاركات ملموسة في حقل العلم والدعوة , فأسأل الله له الهداية والتوفيق . ولله درك أخي أبا عبد الله على هذه الجهود المباركة والاختيارات الموفقة فيما يحفظ للأمة دينها وشبابها من الانجراف في متاهات الانحراف
التعديل الأخير تم بواسطة الشاعر أبو رواحة الموري ; 08-02-2009 الساعة 04:39 PM. |
#3
|
|||
|
|||
بارك الله فيكم
|
#4
|
|||
|
|||
وفيكم بارك الله.
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع |
|
|
.: عدد زوار المنتدى:.