|
كاتب الموضوع | الشاعر أبو رواحة الموري | مشاركات | 4 | المشاهدات | 6089 | | | | انشر الموضوع |
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
مشاهداتي في المملكة العربية السعودية للإمام المجدد مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله
مشاهداتي في المملكة العربية السعودية بسم الله الرحمن الرحيم مقدمة الشيخ يحيى بن علي الحجوري فقد أثنى الله عز وجل على أهل العلم الصادقين الناصحين ، فقال تعالى في كتابه الكريم: {شَهِدَ اللهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالمَلائِكَةُ وَأُولُو العِلْمِ قَائِماً بِالقِسْطِ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ العَزِيزُ الحَكِيمُ} [آل عمران: 18] . وقال تعالى: {وَتِلْكَ الأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا العَالِمُونَ} [العنكبوت: 43] . وقال تعالى: {قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ} [الزمر: 9] . وقال سبحانه في كتابه الكريم: {إِنَّمَا يَخْشَى اللهَ مِنْ عِبَادِهِ العُلَمَاءُ} [فاطر: 28] . وقال تعالى: {يَرْفَعِ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا العِلْمَ دَرَجَاتٍ} [المجادلة: 11] . ففي هذه الآيات العظيمة بيان من الله عزَّ وجلَّ بفضل أهل العلم ، وأن فضلهم ذلك يتضمن خشيتهم لله عز وجل ، وتعقلهم للأمور ؛ ولهذا رفعهم الله عز وجل في الدنيا ؛ فأمر الناس بالرجوع إليهم في أهم ما خلقوا من أجله ؛ وهو أمر دينهم . فقال تعالى: {فَاسْأَلوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ} [النحل: 43] . ولما كانوا بهذه المنزلة عنده سبحانه أشهدهم على وحدانيته، وإذا قَبلَ الله عز وجل شهادتهم بأجل شهادة وأعظمهما وأصدقها من أجل شاهد بأجل مشهود ، فلا غرابة أن يكون كلامهم فيما دون ذلك له من القبول والأهمية ما ليس لكلام غيرهم . وقد ذكر العلامة الشوكاني - رحمه الله - في إرشاد الفحول قول الكيا الهراسي مستنكرًا على الشافعي - رحمه الله - قوله بعدم نسخ القرآن بالسنة قال : هفوات الكبار على أقدارهم ، ومن عظم قدره عظم خطؤه ، فالعالم من علماء المسلمين مهما بلغ علمه ، وقوي فهمه ، واشتد من الله خوفه ، فإنه ليس بمعصوم ، ولكن الله إذا علم من العبد محبته الهدى والحق والسعي إليه يسر له ذلك . قال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمْ بُرْهَانٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُوراً مُبِيناً * فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا بِاللهِ وَاعْتَصَمُوا بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَاطاً مُسْتَقِيماً} [النساء: 174‑175] . وقال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ يَهْدِيهِمْ رَبُّهُمْ بِإِيمَانِهِمْ} [يونس: 9] . وقال تعالى: {وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدىً وَآتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ} [محمد: 17] . وهذا شأن علماء السنة رحمهم الله في كل زمان . وما أعظم وصية أمير المؤمنين عمر بن الخطاب لأبي موسى - رضي الله عنهما - إذ قال في كتابه إليه : أما بعد لا يمنعنَّكَ قضاء قضيته بالأمس راجعت فيه نفسك وهديت فيه لرُشدِك أن ترجِعَ إلى الحق فإن الحق قديمٌ . وقال الإمام الشافعي - رحمه الله - : إننا بشر نقول القول اليوم ونرجع عنه غدًا . وهذا من أجلِّ مناقب علماء السنة رحمهم الله : تحريهم للحق ، وعدم اتصافهم بالهوى . وهذا الذي مع شيخنا الإمام الوادعي - رحمه الله - عايشناه ، ومن فضيلته لمسناهُ ، ومن أوضح الأدلة على ذلك ما تراه في هذا التراجع النبيل عن كلامه في الدولة السعودية ، وما تراه من حسنِ الثناءِ عليها بما هي أهله ‑ إن شاء الله ‑ من إجلال علماء السنة ، وأكرامهم ، وخدمة تلك المقدسات ، ونشرهم للتوحيد ونفعهم سائر المسلمين . فجزاهم الله على ذلك خيرًا ودفع عن بلادهم وسائر بلاد المسلمين كل سوء ومكروه . وهذا البيان الرائع من إمام الدعوة السلفية في اليمن بهذا الزمن - رحمه الله - نرجو أن يكون قاطعًا لدابر الفتنة بين علماء السنة في هذه المسألة ، ودافعًا لتسلق ذوي الأفكار الخلَفية والأغراض الدنيوية على الدولة السعودية وفقها الله . ونفيد إخواننا أهل السنة وغيرهم أن أي كلام لفضيلته في كتاب أو شريط أو غيرهما يمس الدولة السعودية ‑ وفقها الله ‑ بما لا ترضاه فالعزم منا والتحريض حاصل على سرعة حذف ذلك في أقرب طبعة لذلك الكتاب عن طريق أخينا الناشر السلفي المكلف بنشر كتب الشيخ -رحمه الله- ( سعيد بن عمر حبيشان صاحب دار الآثار ) ، وأما ما طبع من الكتب عن غير هذه الدار بما فيه الكلام المذكور فإن هذا التصرف من تلك الدور كان عن غير إذن صحيح من الشيخ - رحمه الله ‑ ، ولا عن رضا منا ؛ فلا يجوز لها ذلك . وهذا نراه واجبًا علينا تنفيذًا لوصية شيخنا - رحمه الله - ، ونحن شاكرون لمن نشر هذه الرسالة المتضمنة لنص كلام الشيخ على مراده بلا زيادة ولا نقصان . ونذكّر إخواننا أهل السنة حفظهم الله بما أخرجه الشيخان في صحيحيهما من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه - : في محاجة آدم وموسى عليهما السلام وفيه ((فحجَّ آدمُ موسى، فحجَّ آدمُ موسى)) ، ومما قيل في شرح هذا الحديث أن موسى عليه السلام لَامَ آدمَ عليه السلام على أمر قد تاب منه . فنعتبر الخوض في هذه المسألة على العلامة الوادعي - رحمه الله - فيما قد رجع عنه كتابة أو خطابة أو نشرًا بعد هذا البيان المنشور من باب التشغيب الذي لا يصدر إلا عن حاقد لا ينبغي السكوت عنه . ونسأل الله عز وجل أن يعفو عما قد سلف وحصل التراجع فيه مما قاله الشيخ - رحمه الله - في هذه المسألة ، أو قيل عنه ، فإن ربنا عز وجل ﴿كَانَ لِلْأَوَّابِينَ غَفُوراً﴾ [الإسراء : 25] . والحمد لله رب العالمين . كتبه أبو عبد الرحمن يحيى بن علي الحجوري بتاريخ : الثاني والعشرين من شهر المحرم عام ستة وعشرين وأربعمائة وألفعلى صاحبها الصلاة والسلام . مشاهداتي في المملكة العربية السعودية [1] فكنت متردِّداً منذ زمن في الكلام في هذا الموضوعِ الذي سأتكلمُ فيه ، ثم بعد ذلك قوي العزم ؛ فإنني أخشى أن أموت ولم أبرِّئ ذمتي في هذا . فقد عُرِضَ علي غير مرة أنه يُستأذَنَ لي من الأمير أحمد نائب وزير الداخلية ، في الحج والعمرة ، فقلت للإخوة: لا حاجةَ لي بذلك ، وفي نفسي أنني لا أدخل تحت الذُّل وأنا مستريح في بلدي ، وبين طلابي والحمد لله . ثم قدر الله سبحانه وتعالى أن مرضت وتعالجت في مستشفى الثورة بصنعاء ، بعدها قرَّر الأطباءُ الرحيل إلى الخارج ، وقال قائلهم : ننصحكَ بالذهابِ إلى السعودية ؛ فإنها متقدمةٌ في الطب . ثم بعد ذلك أذهبُ إلى السعودية ، وبعد أن تكلمت في أشرطة ‑ في غير ما شريط ‑ فيهم ، أيضاً وافقت على ذلك ، فَهُمْ ‑ على ما بيني وبينَهم ‑ خيرٌ مِن الذهاب إلى أعداءِ الإسلام . بعد هذا استئذن لي وشفع فضيلة الشيخ العلامة محمد بن صالح بن عثيمين - رحمه الله تعالى - وقُبِلَت شفاعته في دخولي للعلاج ، والحمدُ الله تنجَّزت أمورنا من السفارةِ السعوديةِ . وبعد هذا وصلنا إلى الرياض فاستُقبِلنا من مسئولين تابعين لوزارة الداخلية جزاهم الله خيراً ، واستأجروا لنا فندقاً ، ما كنا نتوقع ذلك ، وأكرمونا غاية الإكرام جزاهم الله خيراً ، وعجلوا في دخلونا المستشفى ، ورأيت من تكريمهم لنا الشيء الكثير . كان يجتمع إخوان عندنا والحمد لله نتحدثُ في دروس علمية ليسَ لها دخل بذا ولا ذاك . وإنَّنا بحمد الله لَسْنَا ممن يقابل الحسنة بالسيئة ، ولا ممن يقابل التكريم أيضاً بالإساءة ، ‑ فبحمد الله ‑ إخوة يأتون ويسألون عن أحاديث وأسألهم أنا أيضاً كذلك ، ثم أدخلنا المستشفى وبقينا فيه نحو عشرة أيام وقالوا : الرحيل إلى الخارج يا أبا عبد الرحمن . خيراً إن شاء الله ، وقدمنا إلى جدة واستُقبلنا في فندق الحمراء ، فجزى الله الأمير نايفاً وزير الداخلية خيراً ، وأكرمنا غاية الإكرام فجزاهم الله خيراً . وبعد ذلك طلبت مقابلته ، فالحمد لله جلسة ممتعه ‑ جلسة مع رجل عاقل ‑ ، وإن ذاكرته في العلم وجدت عنده حصيلة لا بأس بها ، فالحمد لله ، بعد هذا يقول لي : أي دولة ترغب فيها ، فنحن إن شاء الله نهيئ لك الأمور هنالك . فأنا لا خبرة لي بهذا قلتُ : أنتَ تختار . فاختار أمريكا ، لأنها متقدمة في علاج الكبد ، لم يسبقها أحد في ذلك . بعد هذا أُعجبتُ عند أن نزلت إلى مكة ؛ كنت باليمن عند الباب نحو أربعة حراس ، ومع هذا فلسنا آمنين في بيتنا لا ليلاً ولا نهاراً . وأنا في فندق دار الأزهر بمكة بعض الليالي لا يأتيني نوم ، وأخرج إلى الحرم نصف الليل وحدي ، أشعر بنعمة وراحة ، ولذة ليس لها نظير ، أخرج وحدي ‑ والحمد لله – وأذهب ، وأطوف ، وأصلي ، وأبقى ما استطعت ، ثم أرجع إلى البيت .فهذا الأمن الذي ما شاهدته في بلد ؛ إن سببه هو الاستقامة على كتاب الله وعلى سنة رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - من المسئولين ، ومن كثير من أهل البلد ، وصدق ربنا عز وجل إذ يقول في كتابه الكريم في شأن أهل الكتاب : ﴿وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُوا التَّوْرَاةَ وَالإِنْجِيلَ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ مِنْ رَبِّهِمْ لَأَكَلُوا مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ﴾ [2]. ويقول سبحانه وتعالى: ﴿وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ القُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ﴾[3] . ويقول سبحانه وتعالى في شأن قريش: ﴿وَقَالُوا إِنْ نَتَّبِعِ الهُدَى مَعَكَ نُتَخَطَّفْ مِنْ أَرْضِنَا﴾[4]، قال الله سبحانه وتعالى:﴿أَوَلَمْ نُمَكِّنْ لَهُمْ حَرَماً آمِناً يُجْبَى إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ رِزْقاً مِنْ لَدُنَّا﴾ [5]. وقال سبحانه وتعالى: ﴿أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَماً آمِناً وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ﴾ [6] ، ورب العزة يقول في كتابه الكريم أيضاً: ﴿وَأَلَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقاً﴾ [7] . وصدق ربنا عز وجل إذ يقول في كتابه الكريم ﴿وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الفَاسِقُونَ ﴾ [8] . ويقول سبحانه وتعالى في كتابه الكريم: ﴿لِإِيلافِ قُرَيْشٍ * إِيلافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ * فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا البَيْتِ * الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ ﴾ [9]. فالأمن نعمة عظيمة من الله سبحانه وتعالى ، نعمة عظيمة من الله ؛ سببه الاستقامة على كتاب الله وعلى سنة رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - ، لما استقامت هذه البلدة ‑ بحمد الله ‑ مكَّن الله لهم . مع أننا نسأل الله سبحانه وتعالى أن يرزقهم البطانة الصالحة وأن يعيذهم من جلساء السوء الذين يزينون الباطل ، وأن يحرصوا على مجالسة أهل الخير والفضل ، وحتى ولو أتوا من الكلام ما يخشن عليهم ، فإنه كان يقال : صديقك من صَدَقَك لا من صدَّقك ، وعدوُّك من صَدَّقك . فينبغي أن نحمد الله سبحانه وتعالى ، كما أنه يجب على أهل هذه البلدة أن يحمدوا الله سبحانه وتعالى ؛ فإن فيها أناساً ربما يكونون شهوانيين يطالبون بأشياء من الإباحية وغيرها ، ولكن جزى الله المسئولين خيراً ، فقد رأيت في جريدة أن الأمير نايفاً ‑ حفظه الله تعالى ‑ ، طلب منه ترشيح المرأة فقال : أتريدون أن يبقى الرجل هو في بيته وهي تخرج ؟ لا ، هذا أمر لا تحاولوا فيه ، وطلب منه الانتخابات فقال : رأيناها ليست ناجحة في البلدان المجاورة ، فإن الذي ينجح فيها هم النفوذ وأهل الأموال . وصدق . ثم بعد ذلك أيضاً هي واردة من قبل أعداء الإسلام . جمعية حقوق الإنسان استقبلها كثير من الناس على ما فيها من الأباطيل : الحدود وحشية ، وتعطيل الكتاب والسنة ، وإدخال الأنظمة من قبل أعداء الإسلام . الحكومة السعودية ‑ وفقها الله لكل خير ‑ استقبلتها بشرط أن تكون خاضعة للإسلام وللكتاب والسنة . هكذا أيضاً إقامة الحدود، وإقامة الحدود كما يقول ربنا عز وجل في كتابه الكريم: ﴿وَلَكُمْ فِي القِصَاصِ حَيَاةٌ﴾ [10]. إيْ نعم ، القتل قليل في هذه البلدة ، وكذلك السرقة تضع سيارتك عند المسجد أو عند باب بيتك ، ولا يأتيها سَرَقٌ ولا شيء . ثم بعد ذلك في بلدان أخرى ، تضعها وتخرج ولا تراها ، بل ربما ينهبون على الشخص وهو في سيارته . فهذا هو بسبب إقامة الحدود فجزاهم الله خيراً . وكما سمعتهم قبل قول الله عز وجل: ﴿وَلَكُمْ فِي القِصَاصِ حَيَاةٌ ﴾[11]، فهكذا السارق إذا علم أنها ستقطع يده يكف عن سرقته ، والزاني إذا علم أنه سيجلد إذا كان بكراً ، أو يرمى إذا كان محصناً قلَّ ذلك ، لا أقول أنه لا يوجد ‑ لكنه يقلُّ ذلك . من ذلك أيضاً : تمكين هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، فقد رأينا في جريدة أن الملك فهداً ‑ حفظه الله تعالى ‑ أعطى للهيئة نحو ثلاثمائة سيارة ، وقال لهم : أنتم هيئة ضبط ، وأنتم المسئولون أمام الله سبحانه وتعالى . فجزاهم الله خيراً أحسنوا في هذا إلى بلدهم ، وإلى أنفسهم ، وإلى دولتهم . إنه يجب على كل مسلم في جميع الأقطار الإسلامية ، أن يتعاون مع هذه الحكومة ، ولو بالكلمة الطيبة ، فإن أعداءها كثير من الداخل ومن الخارج . هناك شهوانيون إباحيون من الداخل ، ولكن الله كبتهم بتمكين هذه الدولة المباركة والحمد لله . فيجب على كل مسلم أن يتعاون مع هذه الحكومة . القصاص أو غير ذلك من الحدود ، نعمة من الله سبحانه وتعالى على المجتمع . يعيبون علينا إذا أقمنا حداً من حدود الله ، وهم يسحقون الشعوب سحقاً . وهذه الحدود مصلحتها للفرد والمجتمع ، فهي للفرد كفارة كما في «الصحيحين» من حديث عبادة بن الصامت - رضي الله عنه - . وهي للمجتمع محافظة على أموالهم ودمائهم وأعراضهم ، تخرج إلى الشاطئ أو إلى غيره أو إلى أي مكان ، ترى الرجل وامرأته لا يخشى على نفسه من أحد . فهذه الحدود مصلحة لما عُطِّلت في كثير من البلاد الإسلامية عجز أهلها عن مكافحة السرقة ، وعجز أهلها عن مكافحة الجريمة ، وعجز أهلها عن مكافحة المسكرات والمخدرات ؛ والسبب في هذا هو عدم إقامة الحدود والله المستعان . وبعد هذا أيضاً : بناء المساجد في البلاد الإسلامية وفي غيرها ، إلا أننا ننصحهم أنهم إذا بنوا مسجداً أن يسلموه لأهل السنة ، فهم إذا سلموه لصوفي سيسبهم ويخطب الجمعة في سبِّهم ، وهم إذا سلموه لحزبي أيضاً سيستغله للحزبية ، فننصحهم أن يسلموا هذه المساجد لأهل السنة المحبين لهذه الحكومة وللقائمين عليها . ثم بعد هذا مسألة الكتابة ، قد سئلت عنها غير مرة ، وأيضًا الكلام في الأشرطة، فقد أمرت الأخ الذي يطبع كتبي أن لا يُبْقى شيئاً فيه كلام على السعودية [12] ، فالله سبحانه وتعالى يقول في كتابه الكريم: ﴿هَلْ جَزَاءُ الإِحْسَانِ إِلَّا الإِحْسَانُ ﴾ [13] ، فقد أحسنوا إلينا وأكرمونا غاية الإكرام ، فنحن لسنا ممن يقابل الإحسان بالإساءة ، من فضل الله سبحانه وتعالى . أنا أقول هذا ، لم يدفعني أحد ، ولم يلزمني أحد بأن أقوله ، بل من نفسي أرى أنه يلزمني براءة لذمتي . نعم إنني تكلمت وأنا أرى أنني أخرجت من المملكة مظلوماً ، فلا إله إلا الله ، كم أبقى في خصام مع الذين يكفرون الحكومة السعودية ، وأنا أقول إنها ليست بكافرة . وكنت أدرس دروساً لا تمس بشيء والحمد لله . لكن الصبر والعفو ، وهم جزاهم الله خيراً قد عفَوا عنَّا ، فنحن أيضاً كذلك أيضاً . ومن ذلك أيضاً اهتمامهم بأمر الحجيج وتوسعة الحرمين ، والرسول - صلى الله عليه وعلى آله وسلم – يقول : (( مَن بَنَى لِلهِ مسجداً بَنَى اللهُ لَهُ مِثلَهُ في الجنَّة )) ، اهتمامهم بأمر الحجيج والمحافظة على أمنهم والتفتيش في أبواب الحرم ، وكذلك أيضاً لما كَثُرَ الحريق أتَوا بخيام لا تؤثر فيها النار فجزاهم الله خيراً . فهُمْ في غاية من الاهتمام ، فالطائرة ونحن بمنى تمشي على منى ؛ من أجل المحافظة على الحجيج ، فجزاهم الله خيراً على هذا الاهتمام . وأنا أقول إنك إذا قرأت في كتب المتقدمين وتورايخ مكة، ترى أن أبا طاهر القرمطي قد قتل في الحرم وفي مكة وضواحيها ‑ في الكل ‑ نحو ثلاثين ألفاً ، وإنك تجد في بعض الأعوام : مُنِعَ الحجيج المصري ، في بعض الأحوال مُنِعَ الحجيج العراقي ، وفي بعض الأحوال مُنِعَ الحجيج اليمني ، ولكن عند أن تمكنت الحكومة السعودية ‑ بحمد الله ‑ فمحافظون على العدو ، والصديق ، ويعتبرونهم ضيوف الرحمن ، ثم ضيوفهم فجزاهم الله خيراً . وإنهم ليشكرون على ذلك وما يستطيع أحد من الحكومات كلها أن يقوم بهذا ، لكن هم جزاهم الله خيراً قائمون ، العساكر مبثوثون، المسئولون أيضاً كذلك مبثوثون فجزاهم الله خيراً ، والحمد لله منهم من هو لابس لباساً رسمياً ، ومنهم من هو لابس لباساً غير رسمي ؛ من أجل ملاحظة أحوال الناس والحمد لله . هذه نعمة من الله سبحانه وتعالى على هؤلاء الحكام ، وقد نقلت شيئاً في كتابي : « إلحاد الخميني في أرض الحرمين » نقلت شيئاً من هذا ، أعني في قلقلة أمور الحجيج فيما تقدم . فقد أرسل الحاكم بأمر الله العبيدي الباطني ، أرسل عبداً له وطعن الحجر بالدبوس ، ثم بعد ذلك قام حول الحجر يقتل من عارضه أو من يريد أن يقبض عليه ، وهو يقول : لا محمد ولا علي . حتى قتله رجلان من أهل اليمن . فكما تقدم قبل أنه يجب على كل مسلم في جميع الأقطار الإسلامية أن يتعاون مع هذه الحكومة ؛ فإن الله عز وجل يقول في كتابه الكريم: ﴿وَتَعَاوَنُوا عَلَى البِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالعُدْوَانِ ﴾[14]. ويقول الرسول - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - : ((المؤمن للمؤمن كالبنيانِ يشدُّ بعضُه بعضاً )) متفق عليه من حديث أبي موسى ، ويقول الرسول - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - : (( مثلُ المؤمنين في توادِّهم وتراحمهم وتعاطُفِهِم ، كمثل الجسد إذا اشتكى منه عضو ، تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر )) . ومن ذلك أيضاً تكريمهم للعلماء ، وقد أوصاهم والدهم عبد العزيز - رحمه الله تعالى - بذلك ، فهم يجلون العلماء ويقدرونهم غاية التقدير ، ولكن هناك علماء سوء يتكلمون في الحكومة السعودية وربما يكفرونها ، فينبغي التمييز بين أهل العلم من كان على عقيدتهم ‑ أي على عقيدة التوحيد ‑ فينبغي أن يُكرَم ، ومن كان على العقائد البدعية أو الحزبية ‑ هؤلاء الحزبيون يا إخواننا شرٌ ، هم يهيئون أنفسهم للوثوب على الدولة متى تمكَّنوا ‑ فينبغي ألاَّ يمكنوا من شيء ، وألاَّ يساعدوا على باطلهم ، اللهم إلاَّ إذا كان من باب التأليف إذا عُلِمَ أنهم سيرجعون . وإن إكرامهم لأهل العلم يعتبر منقبة لهم ، وإحساناً إلى دولتهم وإلى والدهم لوصيته - رحمه الله تعالى - . فجزاهم الله خيراً ، لقد استقبلونا غاية الاستقبال وأكرمونا غاية الإكرام وقاموا ‑ بإذن الله تعالى ‑ بكل مهمة تهمنا في علاجنا وفي ما نحتاج إليه ، فجزاهم الله عنا خيراً ، وأسال الله أن يبارك لهم ، وأن يحفظ دولتهم ، وأن يمكن لهم ، وأن يصلحهم أيضاً ، ويرزقهم البطانة الصالحة نسأل الله أن يرزقهم البطانة الصالحة ؛ فان الله عز وجل يقول : ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ لا يَأْلُونَكُمْ خَبَالاً وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ البَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ﴾[15] . فنسأل الله أن يرزقهم البطانة الصالحة وإن يقيهم جلساء السوء ؛ فإن الرسول - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - يقول: ((مَثَلُ الجليسِ الصَّالِحِ وجَلِيسِ السُّوءِ ، كَحَامِلِ المِسكِ ونَافِخِ الكِير ، فحاملُ المسك ، إما أن يحذِيكَ ، وإما أن تبتَاعَ منهُ ، وإما أن تجد منه ريحاً طيِّبةً ، ونافخ الكير إما أن يُحرق ثِيَابك ، وإما أن تَجِدَ منه ريحاً منتنةً )) . ولسنا بصدد ذكر الآيات والأحاديث في ضرر جلساء السوء وفي أيضاً فضل الجلساء الصالحين ، ولكن ننصحهم بالحرص على الجلساء الصالحين الذين يريدون لهم الخير وللبلاد الإسلامية ؛ فإن هذه البلدة تعتبر معقل المسلمين ، وملجأ المسلمين ، وإنني أحمد الله ، فقد فتحوا صدورهم لكثير من الآتين من بلدان شتى ، فنحمد الله سبحانه وتعالى والله المستعان . بقي إننا قلنا الحامل لنا على هذه الكلمة ، هو أننا نرى أنه واجب علينا أن نقول الحق ، هذا هو الواجب ، وإلاَّ فو الله لم تدفعني مادة ، ولم يدفعني أحد إلى ذلك . وأيضاً أنا بحمد الله لست ممن يغتر بالأقوال ، ولكن أنا أتأثر من الأفعال ، فرأيت أفعالاً حميدة مجيدة جزاهم الله خيراً ، هذا الذي أتاثر به والله المستعان . هذا ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم لما يحب ويرضى ، وقد كثر السؤال ، هل أنت قد تراجعت عن كلامك في الحكومات ؟ تراجعت عن كلامي على الحكومة السعودية جزاهم الله خيراً ، أما ما عداها فلا . يوجد مقوله أنكم قدَّمتم لكتاب في تكفير الدولة للمقدسي ، وأنكم ذكرتم هذا في المقدمة له ، يا شيخ ما صحة هذا ؟ هذا كَذِبٌ ، وأنا إذ كنت من المدينة ، وبعد السجن في المدينة وفي الرياض ، خرجت وأنا لا أكفر الدولة السعودية ، فكيف أكفرها ؛ فإن الرسول - صلى الله عليه وعلى آله وسلم- يقول : ((مَن قَالَ لأخيهِ: يا كافرُ ، فَقدْ بَاءَ بها أحدُهُما )) ، فلا يجوز لنا أن نكفرها وهي دولة مسلمة والله المستعان . ما رأيكم في المدعو أبو محمد المقدسي ؟ وهل هو من أهل العلم ؟ هذا الرجل يكتب كتابات ، وكتبه كثيرة الأخطاء . في ذات مرة أرسل لنا بكتاب لعله ‑ والله أعلم ‑ « أعداد القادة الفوارس بترك المدارس » هو أو غيره ‑ وليس بكتاب « الكواشف الجلية » ؛ فإنه كان لا يعترف بأنه له ‑ فأعطاني أنظره ، وأنا ما لدي وقت، فأعطيته الأخ الناقد البصير عبد العزيز البرعي ، وبيَّن ما فيه من الخطأ ، نصحاً لله سبحانه وتعالى ، فوصلت إليه ، فإذا هو يريد أن يرد على عبد العزيز البرعي، فقلت له: هذا رجل جاهل مكابر ، أتركه ولا ينبغي أننا نشتغل به . والله المستعان . ولكن الناس مَنْ رأوا عنده حماسة ظنوا أنه من أهل العلم ، وما أكثر الذين يظنونهم من أهل العلم وليسوا من أهل العلم ، فهذا رجل ليس من أهل العلم . ثم قال الشيخ - رحمه الله - : نسينا شيئاً وهو ما جاء في بعض الجرائد أن الأمير سلمان ‑ حفظه الله تعالى ‑ أعلن وقال أنه جلد أربعة من البريطانيين ، وقال سنطبِّق شرع الله ، وإن غضب من غضب ، فلِلهِ درُّه درُّهم على هذا الإقدام ، في حين أن كثيراً من الحكومات تخاف من إذاعة لندن ، ويقولون : إذاعة عالمية ، وتخاف من جريدة الحياة ، ويقولون : جريدة عالمية ، وهؤلاء جزاهم الله خيراً يقيمون شرع الله ، فأسأل الله أن يحفظهم وأن يحفظ بلادهم . شيء آخر أيضاً نسيناه وهو مسألة المستشفيات ، فقد رأينا ما يسرنا في المستشفيات ، وهو أن المستشفيات بحمد الله في كل دور مسجد ، وربما يكون مسجد للرجال ، ومسجد للنساء ، فيشكرون على هذا الاهتمام وجزاهم الله خيراً . ثم بعد ذلك أيضاً بناء المستشفيات في بلدان شتى ، فقد بني في بلادنا اليمن مستشفى كبير في صعدة اسمه : مستشفى السلام ، وبني بعده مستشفى آخر ‑ ما أذكر اسمه ‑ وهو بحجة ، العلاج مجاناً والأشعة أيضاً كذلك والعمليات ، فيشكرون على هذا ، والله يجزيهم خيراً على هذا العمل الجليل الذي يقومون به والله المستعان . وبهذا ننتهي ، والحمد الله رب العالمين ، ولا حوله ولا قوة إلا بالله ، وإذا حصل خطأ ، فالمريض قد يعذر والله المستعان . وبعد : فإن قال قائل : لِمَ لم تؤخر هذا الكلام إلى الرجوع إلى البلد ‑ أي بلدي – فالجواب : إننا لسنا متأكدين ‑ يعني بالرجوع ‑ فالله سبحانه وتعالى قد يقدر أموراً أخرى ، والحمد لله رب العالمين . ثم بعد ذلك إن هؤلاء المسئولين هاهنا بالمملكة جزاهم الله خيراً سبقونا بالعفو وسبقونا أيضاً بالفضيلة ، فضيلة العفو فهم سبَّاقون إلى هذا ، ولم يسبقونا بالعفو فحسب ، بل بالعفو والإكرام فجزاهم الله خيراً. يقول الشاعر: إذا أنت أكرمت الكريم ملكته إن هناك مسئولين إذا دخلت إليه ، ربما تخرج وأنت مستريح بموافقته إياك ما تقول من تغيير المنكر أو غير ذلك ، ولكن لا تثق بهذا الكلام يصير حالك كما قيل:وإن أنت أكرمت اللئيم تمردا فأصبحت من ليلى الغداة كقابض وبعد هذا فنسيت شيئاً يجب أن يكون مقدماً ، ذالكم الشيء الذي يجب أن يكون مقدماً ؛ لأن له السبق في الترتيب ، وهو ما قام به الأخ محمد بن عبد الله بن صالح أخو الرئيس في استقبالنا وتهيئته لنا بمستشفى الثورة ، وحث الأطباء على القيام بالواجب ، ف- رحمه الله تعالى - ، وجزاه الله خيراً ، ويشكر على هذا ، الله يرحمه ، ولا نزال نذكر له هذا العمل الطيب الذي قام به فجزاه الله خيراً ، فالنبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم – يقول : (( لا يشكرُ الله من لا يشكر الناسَ)) فنحن نشكر له هذا العمل الذي قام به ، وهذه العناية التي اهتمَّ بها فجزاه الله خيراً ، ورحمه وأسكنه جنة الفردوس ، فهو - رحمه الله تعالى - يعتبر نقصاً على المجتمع اليمني كله ، والله المستعان ، وقدر الله وما شاء فعل .على الماء خانته فروج الأصابع وعند أن بلغتنا وفاته حزِنَّا نحن وجميع الأخوة الذين يعرفون حقيقةَ وطيبَ محمد عبد الله جزاه الله خيراً ، ومساعدته للأيتام في دار الشوكاني ، فيشكر على هذا ، وأحسن لنفسه وهو رجل صدوق ليس لديه تملُّق ، وليس لديه سياسة خداعة كذابة ، ولكنه الذي عنده يقوله في وَقته ، والحمد لله . هذا ما أردنا أضافته ونتواصى جميعاً بتقوى الله سبحانه وتعالى ، وكذلك بالتمسك بكتاب الله ، وبسنة رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - ؛ فإن التمسك بهما يعتبر رفعة لك أيها المسلم ، يقول الله سبحانه وتعالى لنبيه محمد - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - : ﴿وإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَومِكَ وَسَوفَ تُسأَلُونَ﴾ [16] أي سوف تسألون عن هذا الكتاب العظيم الذي أنزله الله سبحانه وتعالى إليكم ، وسوف تسألون أيضاً عن هذا الشرف العظيم الذي آتاكم الله به ، أن أنزل إليكم كتاباً لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه . وكما تقدم أن قلت لكم إنني سجلت هذا الشريط غير مدفوع من أحد ، ولو كنت مدفوعاً لما استطعت أن أتكلم عشر دقائق ، ولا مغرًى بمال ، فالحمد لله الناس يعرفون ما نحن عليه من دعوة ، ويعرفون ما نحن عليه من الاهتمام بالدعوة ، وعدم المبالاة بعروض الدنيا ، والفضل في هذا لله سبحانه وتعالى ، نسأل الله العظيم أن يجعلنا وإياكم ممن يصدق عليه قول رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - الذي أخرجه البخاري ومسلم ، من حديث أبي هريرة : (( ليسَ الغِنَى عن كثرَةِ العَرَضِ ولكنَّ الغِنَى غِنَى النَّفس )) . والرسول - صلى الله عليه وعلى آله وسلم – يقول : (( ومَن يستعفِفْ يُعفُّه اللهُ ومَن يَستغنِ يُغنِهِ الله ومَن يَتَصبَّر يُصبِّرهُ اللهُ )) فنسأل الله أن يغنينا من فضله ، وأن يجعل غنانا في قلوبنا والله المستعان . والحمد لله رب العالمين ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ، ولا حول ولا قوة إلا بالله ، ونسأل الله العظيم أن يشفينا بالعافية ، وأن يردنا إلى طلابنا وإلى إخواننا في الله سالمين ؛ لنتمتع بتلك الفوائد العلمية التي بحمد الله تشد لها الرحال والفضل في هذا لِلهِ ، وإن كان عندهم الأخ الشيخ الفاضل يحيى الحجوري ، فجزاه الله خيراً عما يقوم به ، وأسأل الله أن يبارك فيه وفي علمه ، والحمد لله رب العالمين . الهوامش [2] سورة المائدة ، الآية : 66. [3] سورة الأعراف ، الآية : 96. [4] سورة القصص ، الآية : 57. [5] سورة القصص ، الآية : 57. [6] سورة العنكبوت ، الآية : 67. [7] سورة الجن ، الآية : 16. [8] سورة النور ، الآية : 55. [9] سورة قريش ، الآية : 1‑4. [10] سورة البقرة ، الآية : 179. [11] سورة البقرة ، الآية : 179. [12] وكان ذلك في تاسوعاء وعاشوراء من محرم سنة 1422هـ قبل كلام الشيخ في الشريط بشهرين ، في جلسة مطولة حول طباعة كتبه رحمه الله ، وقبل ذلك أمرنا الشيخ عند طباعة كتابه «تحفة المجيب» بحذف أي كلام على السعودية في ذلك الكتاب وكان ذلك في 1419هـ قبل مرضه وقبل دخوله إلى السعودية . اهـ الناشر سعيد بن عمر حبيشان [13] سورة الرحمن ، الآية : 60. [14] سورة المائدة ، الآية : 2. [15] سورة آل عمران ، الآية : 118. [16] سورة الزخرف ، الآية : 44 .
الموضوع الأصلي :
مشاهداتي في المملكة العربية السعودية للإمام المجدد مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله
-||-
المصدر :
منتديات الشعر السلفي
-||-
الكاتب :
الشاعر أبو رواحة الموري
|
#2
|
|||
|
|||
بارك الله فيك وجزاك خيرا
|
#4
|
|||
|
|||
اللهم ارحم عالمنا العالم الورع الإمام المجدد المحدث مقبل الخير والمنهج والسنة العصماء يا رب العالمين بواسع رحمتك
آمين آمين آمين |
#5
|
|||
|
|||
رحم الله الامام الوادعي
وبارك الله فيكم شيخنا الموري |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع |
|
|
.: عدد زوار المنتدى:.