|
كاتب الموضوع | الشاعر أبو رواحة الموري | مشاركات | 45 | المشاهدات | 33333 | | | | انشر الموضوع |
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع |
#21
|
|||
|
|||
قال أبو عبد الله محشيا على ما قاله شيخ الشعراء أبو رواحة معلقا
بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته بارك الله فيكم و لكم مني أجمل تحية . قال أبو عبد الله محشيا على ما قاله شيخ الشعراء أبو رواحة معلقا : يردي عدى المختار لا يتصـرم *** علا الإلـه مَـقامـه بنوالـه قلتُ ( أي أبو رواحة ): إن كنتَ أردت بـ "علا " بمعنى رفع فهي بتشديد اللام , وإن كنت أردت بها أعلا فقد سقطت الهمزة قال أبو عبد الله : بل مرادي (علا) بمعنى رفع ؛ وسياق القصيدة يدل عليه ؛ إذ القصد افتتاح كل شطر ثان بحروف اسمك وهنا دور العين من اسمك ( ا ل ش ا "[ع]" ر أ ب و ...) ... آمين قولوا ملء فيكـم تنعموا *** راجيـن شكـر الله فـي آلائه قلت ( أي أبو رواحة ) : وهل للشعراء فم على الحقيقة واحد ؟!!!! ولكن في غير الحقيقة سائغ . قال أبو عبد الله بلال : الحقيقة هي ما تبادر ابتداءا إلى الذهن وغلب على السمع وذلك الظاهر المراد ؛ وقد ورد من كلام الله جل وعلا ما يصلح شاهدا على ما سقته ؛ وكذلك من كلام العرب الفصيحة ؛ ومن ذلك ما ساقه صاحب الدر المصون في محفل تفسيره لقوله تعالى :"خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ" ؛ حين وجه ورود السمع مفردا بكونه مصدرا أو تكنية عن الأذن ؛ وجاء لذلك بشواهد منها قول الشاعر : كُلُوا في بعض بَطْنِكُم تَعِفُّوا ... فإنَّ زمانَكمْ زَمَنٌ خَمِيصُ أي : بطونكم ، وَمثلُه : لها جِيَفُ الحَسْرى فأمَّا عِظامُها ... فبِيضٌ وأمَّا جِلْدُها فصليبُ أي : جلودها ، ومثله : لا تُنْكِروا القَتْلَ وقد سُبينا ... في حَلْقِكم عَظْمٌ وقد شُجِينا وقد يكون صوابا ما ذهب إليه شيخ الشعراء وصاحب الدر لولم ترد قراءة آحاد للآية بلفظ الجمع : "على أسماعِهم" ؛ وكذلك مجيء قوله تعالى في سياق شبيه بجمع الجلد مع أن صاحب الدر ذكر شواهدا فيها الجلد مفردا مع أن حقه - على رأيه - الجمع ؛ وذلك كقوله تعالى :"حَتَّى إِذَا مَا جَاءُوهَا شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ وَجُلُودُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ" ؛ ومن كل هذا يعلم أن التعبير في مثل هذه المواضع بالحقيقة وعدمها غير موافق للحقيقة ؛ ونحن لنا أن نعبر بما عبر به الله ورسوله وفصحاء العرب ممن يستشهد بكلامهم ؛ وأن الظاهر المتبادر هو المراد مع ما يحوم به من قرائن ؛ وذلك أننا لو قلنا مثلا أن السمع هو الحقيقة لأنه مصدر فهل نقول أن الأسماع في الرواية الآحاد غير حقيقة ؛ أو أن الجلد إذا أفرد في سياق الجمع غير حقيقة فماذ نفعل مع الشاهد والآية ؛ ولذلك فالحق هو ترك التعبير بالحقيقة إلى قولنا : الغالب والظاهر ... وزد على ذلك أن قصدي اجتماع كلمة السلفيين وأنهم يصدرون عن قلب رجل واحد وفهم واحد وشعور واحد لا فرقة بينهم ولا خلاف إذا اشتكى منهم عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى ... الشعـر منـه ملامـة فتنـدم *** بـل منـه كفـر ظاهر ومشابه قلت ( أي أبو رواحة ) : هنا إقواء وهو اختلاف حركة الروي في قولك : ومشابهُ , إذ حقه الرفع تبعاً للمرفوع "كفرٌ ظاهرٌ" لأن القافيه كلها بكسر الهاء قال أبو عبد الله بلال : وأظنه ( ... مع ابتسامة باردة ... ) مما قال فيه الخليل ونقله عنه قدامة وغيره : "لعلك إما أم عمرو تبدلت ... سواك خليلاً شاتمي تستخيرها وهذا مزاحف في كاف سواك ومن أنشده خليلاً سواك كان أشنع. قال: وكان الخليل بن أحمد رحمه الله يستحسنه في الشعر، إذا قل البيت أو البيتان، فإذا توالى وكثر في القصيدة سمج. قال إسحاق: فإن قيل: كيف يستحسن منه شيئاً وقد قيل هو عيب؟ قيل: هذا مثل الحول والقبل واللثغ في الجارية، قد يشتهي القليل نمه الخفيف، وهو إن كثر هجن وسمج، والوضح في الخيل يشتهي ويستظرف خفيفه، مثل الغرة والتحجيل، فإذا فشا وكثر، كان هجنة ووهناً. قال: وخفيف البلق يحتمل في الخيل، ولم أر أبلق قط، ولم أسمع به سابقاً.". وقد ذكر قدامة في السياق أن الإقواء لا يجوز لغير الفحول من المولدين ؛ وقد رد ادعاءه هذا غير واحد على أن ما جاز للفحول جاز لغيرهم وما كان ضرورة عند أمثال : عبيد الله بن الحر ؛ و : سحيم بن وثيل الرياحي ؛ و لحقهم جرير من الإسلاميين ؛ كان كذلك ضرورة عند من تأسى بهم واستشهد بشعرهم ممن جاء بعدهم . رسـم الشريعـة للقريض يقوم *** يا أيـها السَّلفـي خـذ بقيامه قلت ( أي أبو رواحة ) : لو قلتَ مقوِّماً كان أجمل , حتى تقف على ساكن , وأرجو أن تلاحظ ذلك في سائر صدور أبياتك مع مقارنة ذلك بالقصائد العربية , فهو من الملاحظات العامة التي تعطي الأبيات قوة . كما ان قولك بقيامه : كان حقه الصرفي أن تقول بتقويمه , ولكن ألجأتك القافية !!! قال أبو عبد الله : بلى لم تلجئني القافية بل مرادي في الأولى ( أي يقوم أو مقوم ) قوله تعالى :" وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا " ؛ و في الثانية ( أي قيامه ) قوله تعالى :" جَعَلَ اللَّهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ قِيَامًا لِلنَّاسِ " وقد أوردت شرحهما في الطرة ... و ختاما أقول لشيخنا الفحل أبي رواحة الموري ولأخينا المفضال أبي عبد الرحمن العكرمي : جزاكما الله خيرا على ما جدتما به من فوائد ودرر ولا عدمناكما يا إخوان الصدق والديانة فيما نحسبكم والله حسيبكم ... |
#22
|
|||
|
|||
جزاك الله خيرا أخي أبا عبد الله بلال
فوائد طيبة و تعليق مفيد نافع بإذن إلا أنه لا زال في النفس شيء من الإقواء بانتظار ما سيعلق به شيخنا و الله يحفظك و يرعاك. التعديل الأخير تم بواسطة أبو عبد الرحمن محمد العكرمي ; 01-20-2011 الساعة 04:55 PM. |
#23
|
|||
|
|||
اقتباس:
أحسن الله إليك أخي أبا عبد الرحمن وأعلا درجتك في عليين آمين آمين آمين وفيما يخص الإقواء فأنا مثلك لا زال في نفسي منه أشياء لا شيء واحد ( ...ابتسامة ...) ولكن لا مناص من إثباته في بيتي إذ لم تجد قريحتي ببديل مناسب لقصدي وحتى ما سقته أنت كتصحيح أخي الحبيب لا يعبر عن مرادي ؛ وذلك أني أريد ذكر الكفر الصريح والكفر الذي يقرب منه أو يشبهه بأن يكون في الفعل أو اللفظ دون أن يخرج صاحبه من الملة بالكلية لمانع يمنع أو شرط لم يتحقق ... فإن جادت قريحتك بشيء يوافق المعنى المراد ولو بتغيير البيت بأكمله فأثبته وأفدنا به أخي الغالي ؛ وأنا كذلك لو جادت قريحتي والتي ليس من عادتي إجهادها فسوف أثبته إن شاء الله ... وفي انتظار التصحيح الموافق للمراد يمكن قراءة البيت بكسر الهاء من ( مشابه ) دون الرفع أي تصير ( مشابـهِ ).. وأما تعليقات شيخنا أبي رواحة المغوار فأنا كذلك كم أشتاق لنقدات شيخ الشعراء أعلا الله رايته بالتوحيد الخالص ورفع قدرنا وقدره في الدنيا والآخرة آمين آمين آمين |
#24
|
||||
|
||||
وقفــــات متــــابعـــة من ابي رواحة مع أخيه الحبيب أبي عبد الله بلال يونسي :
قال أبو عبد الله محشيا على ما قاله شيخ الشعراء أبو رواحة معلقا : يردي عدى المختار لا يتصـرم *** علا الإلـه مَـقامـه بنوالـه قلتُ ( أي أبو رواحة ): إن كنتَ أردت بـ "علا " بمعنى رفع فهي بتشديد اللام , وإن كنت أردت بها أعلا فقد سقطت الهمزة قال أبو عبد الله : بل مرادي (علا) بمعنى رفع ؛ وسياق القصيدة يدل عليه ؛ إذ القصد افتتاح كل شطر ثان بحروف اسمك وهنا دور العين من اسمك ( ا ل ش ا "[ع]" ر أ ب و ...) ... قال أبو رواحة متابعا يصدق على كلامك هذا السابق أن المعنى في بطن الشاعر , وصاحب الدار أعرف بما في زواياها @@@ قال أبو عبد الله آمين قولوا ملء فيكـم تنعموا *** راجيـن شكـر الله فـي آلائه قلت ( أي أبو رواحة ) : وهل للشعراء فم على الحقيقة واحد ؟!!!! ولكن في غير الحقيقة سائغ . قال أبو عبد الله بلال : الحقيقة هي ما تبادر ابتداءا إلى الذهن وغلب على السمع وذلك الظاهر المراد ؛ وقد ورد من كلام الله جل وعلا ما يصلح شاهدا على ما سقته ؛ وكذلك من كلام العرب الفصيحة ؛ ومن ذلك ما ساقه صاحب الدر المصون في محفل تفسيره لقوله تعالى :"خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ" ؛ حين وجه ورود السمع مفردا بكونه مصدرا أو تكنية عن الأذن ؛ وجاء لذلك بشواهد منها قول الشاعر : كُلُوا في بعض بَطْنِكُم تَعِفُّوا ... فإنَّ زمانَكمْ زَمَنٌ خَمِيصُ أي : بطونكم ، وَمثلُه : لها جِيَفُ الحَسْرى فأمَّا عِظامُها ... فبِيضٌ وأمَّا جِلْدُها فصليبُ أي : جلودها ، ومثله : لا تُنْكِروا القَتْلَ وقد سُبينا ... في حَلْقِكم عَظْمٌ وقد شُجِينا وقد يكون صوابا ما ذهب إليه شيخ الشعراء وصاحب الدر لولم ترد قراءة آحاد للآية بلفظ الجمع : "على أسماعِهم" ؛ وكذلك مجيء قوله تعالى في سياق شبيه بجمع الجلد مع أن صاحب الدر ذكر شواهدا فيها الجلد مفردا مع أن حقه - على رأيه - الجمع ؛ وذلك كقوله تعالى :"حَتَّى إِذَا مَا جَاءُوهَا شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ وَجُلُودُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ" ؛ ومن كل هذا يعلم أن التعبير في مثل هذه المواضع بالحقيقة وعدمها غير موافق للحقيقة ؛ ونحن لنا أن نعبر بما عبر به الله ورسوله وفصحاء العرب ممن يستشهد بكلامهم ؛ وأن الظاهر المتبادر هو المراد مع ما يحوم به من قرائن ؛ وذلك أننا لو قلنا مثلا أن السمع هو الحقيقة لأنه مصدر فهل نقول أن الأسماع في الرواية الآحاد غير حقيقة ؛ أو أن الجلد إذا أفرد في سياق الجمع غير حقيقة فماذ نفعل مع الشاهد والآية ؛ ولذلك فالحق هو ترك التعبير بالحقيقة إلى قولنا : الغالب والظاهر ... وزد على ذلك أن قصدي اجتماع كلمة السلفيين وأنهم يصدرون عن قلب رجل واحد وفهم واحد وشعور واحد لا فرقة بينهم ولا خلاف إذا اشتكى منهم عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى ... قال أبو رواحة متابعا أنا وإن كنت لم أرد بالتعبير بالحقيقة وغير الحقيقة مجاراة اهل الضلال والسير في دهاليزهم وإنما أردت الظاهر والشائع والأكثر . إلا أني وقعتُ على أم رأسي من خلال هذه المسألة التي آخذتني من خلالها حين أخذتَ بتلابيب ثياب أبي رواحة وحيازيم حلقه بصوارم الحق وشواهد البرهان التي لا تصدر إلا عن سني ثبت لا يخاف في الله لومة لائم , ولا تؤخره منزلة أحد مهما ارتفع قدره في عينه - غير الله ورسوله - عن مقالة الحق التي تشرفتُ بها واستشرفتْ لها نفسي في هذا التعليق الرائع والبيان الماتع والبرهان القاطع من أخي أبي عبد الله , لا حرمني الله هذا القلم النقي الصادق @@@ قال أبو عبد الله الشعـر منـه ملامـة فتنـدم *** بـل منـه كفـر ظاهر ومشابه قلت ( أي أبو رواحة ) : هنا إقواء وهو اختلاف حركة الروي في قولك : ومشابهُ , إذ حقه الرفع تبعاً للمرفوع "كفرٌ ظاهرٌ" لأن القافيه كلها بكسر الهاء قال أبو عبد الله بلال : وأظنه ( ... مع ابتسامة باردة ... ) مما قال فيه الخليل ونقله عنه قدامة وغيره : "لعلك إما أم عمرو تبدلت ... سواك خليلاً شاتمي تستخيرها وهذا مزاحف في كاف سواك ومن أنشده خليلاً سواك كان أشنع. قال:وكان الخليل بن أحمد رحمه الله يستحسنه في الشعر، إذا قل البيت أو البيتان، فإذا توالى وكثر في القصيدة سمج. قال إسحاق: فإن قيل: كيف يستحسن منه شيئاً وقد قيل هو عيب؟ قيل: هذا مثل الحول والقبل واللثغ في الجارية، قد يشتهي القليل نمه الخفيف، وهو إن كثر هجن وسمج، والوضح في الخيل يشتهي ويستظرف خفيفه، مثل الغرة والتحجيل، فإذا فشا وكثر، كان هجنة ووهناً. قال: وخفيف البلق يحتمل في الخيل، ولم أر أبلق قط، ولم أسمع به سابقاً.". وقد ذكر قدامة في السياق أن الإقواء لا يجوز لغير الفحول من المولدين ؛ وقد رد ادعاءه هذا غير واحد على أن ما جاز للفحول جاز لغيرهم وما كان ضرورة عند أمثال : عبيد الله بن الحر ؛ و : سحيم بن وثيل الرياحي ؛ و لحقهم جرير من الإسلاميين ؛ كان كذلك ضرورة عند من تأسى بهم واستشهد بشعرهم ممن جاء بعدهم . قال أبو رواحة : أما هذه فلا , أو تظن يا أبا عبد الله أن يسلَّم لك في كل تملُّصاتك دون أن نحكم الطوق حول عنقك ولو في مسألة واحدة , وتخرج كالشعرة من العجين (ابتسامة ) زايد (ابتسامة) هيهات , بل في هذه سأحكم أنا وأخي العكرمي لك القياد بالحجة طبعا , في القياد كله كيف وأنت قد اعترفت أن في نفسك من ذلك أشياء وأقول : إن مسألة الإقواء قد استوقفتني كثيرا وهل هي جزء من الضرورات ؟ أم تستقل عنها ؟ فكانت هي ومسائل أخرى محطَّ جمع واعتناء مني ثم عرضتها على شيخ العربية عبد الرحمن بن عوف كوني حفظه الله لتكون في رسالة أرسلت للطبع بعنوان : دراسة موضوعية للضرورات الشعرية فكان منها هذا الفصل حكم حركة القوافي فيما يسنى بالإقواء وهواختلاف حركة الروي ملاحظة : أن الإقواء لم يسلم منه فحول الشعراء ومنهم النابغة الذبياني الناقد الجرئ المحكَّم في عكاظ , ومع ذلك حصل عنده إقواء [1][2] ومن ذلك قوله : أفِد الترحُّل غير أن ركابنا * * * لما تزل برحالنا وكأنْ قدِ زعم البوارح أن رحلتنا غداً * * * وبذاك خبَّرنا الغدافُ [2][3] الأسودُ فرفع (الأسود) والقافية كلها بالكسر, فهل هذا من باب الإقواء أم أن له توجيهّا يستقيم به ؟ الجواب: هذا إقواء يضطر إليه الشاعر اضطراراً ولا يشفع له كون النابغة محكَّماً ناقداً. قال السائل : وقال النابغة الذبياني أيضاً : سقط النصيف ولم تُرِد إسقاطه * * * فتناولتـه واتَّقتنـا باليـد بمخضَّب رخص كأن بنانه * * * عنَم [3][4] يكاد من اللطافة يعقدِ فهل كسره لـ(يعقد) من باب الإقواء أم أن هنالك توجيهاً لهذه الصورة ؟ الجواب : نعم , هذا من باب الإقواء الواضح البيِّن , ليس إلا ذاك , لأن الفعل المضارع هذا مرفوع وعلامة رفعة الضمة ولم يسبقه ناصب ولا جازم فإذا كسره فليس هناك إلا الإقواء . قال السائل : وقول حسان : ولا يذودون محمرَّاً عيونهم * * * إذا تحضَّر عند الماجد البابُ كانوا إذا حضروا شِيب العقار لهم * * * وطيف فيهم بأكواس وأكوابِ عِلْماً بأن القصيدة كلها بالضم . الجواب : إذا كان (تحضَّر) هو الذي رفع الباب فيحصل في القافيتين إقواء , والإقواء في الحقيقة من عيوب الشعر , فلا يقال فيه ضرورة , اللهم إلا إذا لم يجد الشاعر مندوحةً عنه وإلا فهو من عيوب الشعر . قال السائل: سبحان الله وقع فيه الفحول . قال الشيخ : ولكن لا يستساغ . قال السائل : وقال حسان أيضاً : يا دوس إن أبا أُزيهرَ أصبحتْ * * * أصداؤه رهْنَ المضيَّح فاقدحي إلى أن قال : وبكل صافيةِ الأديم كأنها * * * فتخاءُ كاسرةُ تدُف وتطمحُ برفع (وتطمحُ ) والقافية كلها بالكسر . الجواب : لا أعرف لهذا وجهاً . قال السائل : لو قال ( وتطمح ) بالكسر من غير أن يسبقها جازم ؟ الجواب: هذا يكون فيه نوع من الضعف أكبر من ذاك ، فتعيّن الإقواء هنا فيما يظهر وهو عيب . قال السائل : لو كان أحدنا يقرأ قصيدة فيها إقواء مثل هذا هل يقرؤها على الإقواء أو يقرؤها على الخطأ النحوي فيقول مثلاً ( وتطمحِ ) بالكسر فأي الأمرين أهون ؟. الجواب : أولاً يجب أن تتبع القاعدةَ النحويةَ ما أمكن هذا هو الأصل , ثم تبني على هذه القاعدة النحويةِ الضرورةَ إذا كانت هناك ضرورة فاقرأْه صحيحاً ليعرفوا أنه إقواء .انتهي ملخصا قال أبو رواحة : فنستخلص من هذا جملة فوائد : الأولى : أن الإقواء هو اختلاف حركة الروي ومصادمة القاعدة النحوية العامة الثانية : أن الإقواء ليس من قبيل الضرورة بل يعتبر عيبا عند الشاعر الثالثة : انه قد وقع فيه فحول الشعراء كما رأينا من الأمثلة السابقة , ومن هنا تعرف خطأ مقالة أن الإقواء لا يجوز لغير الفحول من المولدين الرابعة : أنك يا أبا عبد الله إذا لم تستطع تغييرها بقيت عيبا عندك , ولم يشفع لها كونها لم تذكر في القصيدة إلا مرة أو مرتين فهي عيب في جميع الأحوال . (24) قال الأصمعي : كما في الشعر والشعراء لابن قتيبة ص 116 : قد أقوى الحارث بن حلزة في قصيدته التي ارتجلها قال :
فملكنا بذلك الناس إذ ما * * * ملك المنذرُ بن ماء السماءِ اهـ قال أبو رواحة : وذلك أن القصيدة مرفوعة القافية لأن مطلعها : آذنتنا ببينها أسماء * * * رُبَّ ثاوٍ يمل منه الثواءً . (25) والغداف : هو الغراب . (26) العنم : شجر ينبت بمكة أغصانه لينة . التعديل الأخير تم بواسطة الشاعر أبو رواحة الموري ; 01-22-2011 الساعة 04:44 PM. |
#25
|
||||
|
||||
تابع لما سبق
قال أبو عبد الله رسـم الشريعـة للقريض يقوم *** يا أيـها السَّلفـي خـذ بقيامه قلت ( أي أبو رواحة ) : لو قلتَ مقوِّماً كان أجمل , حتى تقف على ساكن , وأرجو أن تلاحظ ذلك في سائر صدور أبياتك مع مقارنة ذلك بالقصائد العربية , فهو من الملاحظات العامة التي تعطي الأبيات قوة . كما ان قولك بقيامه : كان حقه الصرفي أن تقول بتقويمه , ولكن ألجأتك القافية !!! قال أبو عبد الله : بلى لم تلجئني القافية بل مرادي في الأولى ( أي يقوم أو مقوم ) قوله تعالى :" وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا " ؛ و في الثانية ( أي قيامه ) قوله تعالى :" جَعَلَ اللَّهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ قِيَامًا لِلنَّاسِ " وقد أوردت شرحهما في الطرة ... قال ابو رواحة : وأما هذه فقد سلمتُ لك القياد أمتع الله بك وبما كتبتَ , ورزقك من سيب مواهبه . ومزيدا مزيدا من هذا العطاء |
#26
|
|||
|
|||
أحسن الله إليك شيخنا الشاعر النحرير والأديب الكبير ...
وبارك الله فيك على تواضعك لتلاميذك ولين جانبك في تعليمهم وتكميلهم ... متعنا الله بصحبتك والنهل من دررك والإفادة من جيد عبقك ... وجعل منتدانا هذا مثالا يحتذى لمبتغي الرقي والصعود في مدارج التعلم والتحلم دون شدود أو غلو ... آمين آمين آمين |
#27
|
|||
|
|||
ما شاء الله لا قوة إلا بالله
اللهم زد و بارك سبحان ربّي تقرأ المشاركة فالتعليق فما بعده فلا تملك إلا أن تقول من من الكاتبين شيخ ؟؟؟ و من منهما المعلم و من هو المتعلم ؟؟ فتواضع الشيخ الوقور أبي رواحة يدهشك فلكأنه يتعلم من أبنائه و هو في غنىً عنهم حقيقة. ثم تنظر استدراكات المبدع المحقق أبي عبد الله فتقول لا يكتب هذا إلا شيخ متمكن مما يقول . ثم تقلب طرفك هنا و هناك لتبحث عن المتعلم إذ كلاهما معلم حق و صدق فلا تجد غير نفسك التي تقرأهذا الكلام و تحشي الفؤاد بأجمل العبارات , و أحسن الاستدراكات و ألطف الكلمات , و أقوى الحجج و الدلالات فحمداً لك اللهم . |
#28
|
|||
|
|||
شكر وامتنان ...
أحسن الله إليك أخي الشاعر الفحل العكرمي وغفر ذنبي وذنبك وستر عوار عباده المؤمنين بحفظه ومنه ..
آمين آمين آمين وصراحة هذا منك تواضع وتقلل وأنت ناظم القريض قد طاع لك شجوه وبادرك أصله فهو بين يديك كدمية وبين ثناياك كلقمة .. حفظك الله ويسر لي ولك وللمسلمين جميعا الخير حيثما كنا ... آمين آمين آمين |
#29
|
|||
|
|||
بارك الله في شاعرنا بلال,وزاده الله العطيم من فضله,وأما شيخنا الشاعر المفلق أبورواحة الموري:فجزاؤه عند الله عز وجل على ما يدرب به إخوانه في هذا المنتدى المبارك,ولقد أصلحت أبياتي التي كان شيخنا قد أمرني أن أعيد النطر في بعض شطورها,وهاهي القصيدة مع الشطور المصلحة,وجعلتها بلون مغاير حتى يقوم شيخنا بتمييزها عن الأبيات الأخرى:
أهداف الشعر السلفي الحمد لله رب العالمين,والصلاة على أشرف المرسلين,نبينا محمد وآله الطيبين,وصحابته الطائعين,ومن سار على نهجهم إلى يوم الدين,أما بعد:فاستجابة منا لدعوة شيخنا أبي رواحة بقوله [للمبدعين فقط] أحببنا أن نشارك بهذه الأبيات,وإن كنا لسنا من المبدعين,وقد أتينا بها على الشرط الذي شرط ,فنقول وبالله التوفيق: مقال-بحمد الله- سام منضَّد***أردنا به للشعر دفعا يُرَشِّدُ نيات عظيم شأنها وَسْط حالك***حواها جماع الخير عال يُسدِّد تلال بها التوحيد يصبح زاهرا***بيان له –يا صاح-حقا يقعِّد دعا الناس للعلم السني فقادهم***طريقا رشادا واعوجاجا يُسدِّدُ يراعي اتِّصافا بالتميُّز منهجا***يُصَفِّي يربِّي بالكتاب يُحدِّدُ ألا فاعلمن هذا وكن عارف الأثر***جدارا منيعا في وجوه يرمِّدُ[1] تداعى ينادي نخبة الخير والتقى***هلمي لجمعٍ خيِّرِ الطبْعِ يَقْصِدُ ألا فاحرصوا يا سادة الشعر وادحضوا***أمدوا له الأيدي-كفاحا-يُقدِّدُ[2] ليضحى محط الصافنات النواجد***لعطشى لهم شوقٌ ووَجْدٌ يُودِّدُ[3] شدا منتدى الشعر الحكيم نفى القذى***كَنَوْكَى و غَفلى فاعتراهم يُبَدِّدُ لنا للأعادي قارعات ليعلموا ***خصالا لنا في كل فنٍ تُغرِّدُ رأينا على أكتافنا حقَّ نُصرَة***له كي يكون الصدر بالحقِّ يُرْعِدُ أيا شاعر الأسلاف كن متفائلا***على أهبة من كلِّ دس تُرصِّدُ لئلاَّ ينال السوسُ نَخْرَ صفوفنا***وحتَّى نحوز الأمن عالٍ يُوَطِّدُ سنغدو مع الوحيين في طلب العلا***بفهم لأهل العلم هادٍ يُوَسِّدُ[4] لنا الله يهدينا ويصلح سرَّنا***وجهراً بفضل سائغٍ ويُمدِّدُ فهذي نيات من حميد مشرَّفٍ***رئيس لشعرٍ زاهرٍ و يُوحِّدُ[5] يقول رحيل ناظِمَنْها ومقتدي***ختام بحمد الله ماضٍ يُمجِّدُ -[2] يقطِّع -[3 ]يودد أي يحبِّب -[4]يوسد:يمهد مكان الوسادة والمعنى يمهِّد طريق العمل بالعلم,ومنه أن رجلا قال لأبي الدرداء إني أريد أن أطلب العلم فأخشى أن أضيعه,فقال:لأن تتوسَّد العلم خير من أن تتوسَّد الجهل. [5]هو أبو رواحة الموري –حفظه الله ورعاه-. [align=left]نظمها الفقير إلى عفو ربه أبو العباس محمد رحيل في8/صفر/1432هـ[/align] التعديل الأخير تم بواسطة الأستاذ محمد رحيل ; 01-24-2011 الساعة 04:55 PM. |
#30
|
||||
|
||||
ما أدري من أي الأمرين أعجب؟!!!!
- هل أعجب من تواضع الأستاذ رحيل وحسن أخلاقه؟!!! - أم أعحب من قيمة أبياته وحسْن تعديله لها ؟!!!! فكلا الأمرين محط عجب عندي وإعجاب , رفع الله قدرك أخي الحبيب المفضال . ولك مني أبيات تشير حروفها الأولى إلى اسمك , وسيكون ذلك لاحقاً بإذن الله التعديل الأخير تم بواسطة الشاعر أبو رواحة الموري ; 01-25-2011 الساعة 11:39 AM. |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
.: عدد زوار المنتدى:.