|
كاتب الموضوع | أبو عبد الرحمن محمد العكرمي | مشاركات | 3 | المشاهدات | 4663 | | | | انشر الموضوع |
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
موضوع للتباحث و النقاش: سبب اهتمام المبتدعة و رؤوسهم بعلوم اللغة و التصنيف فيها .
موضوع للتباحث و النقاش: و إني و إن أوعدته أو وعدته ** لمخلف إيعادي و منجز موعديسبب اهتمام المبتدعة و رؤوسهم بعلوم اللغة و التصنيف فيها . الحمد لله رب العالمين و صلى الله و سلم وبارك على نبينا محمد و على آله و صحبه أجمعين , و بعد: فالملاحظ من خلال استقراء و تتبع الكتب المصنفة في تأصيل علوم اللغة العربية – النحو و البلاغة منها خصوصا – يجد أن أغلبية هؤلاء , بل قل رؤوسهم فيما عاد القرون الأولى من العهد الإسلامي , تجدهم من المبتدعة . فلهذا أطرح سؤالاً على نفسي هو : ما سبب اهتمام المبتدعة و رؤوسهم بعلوم اللغة ؟؟؟ و جواباً عليه أضع نقاطاً طلباً للإثراء من الأحبة الفضلاء: 1- لمحة موجزة جداً عن أهمية اللغة العربية : لا يشك أحد في أهمية اللغة و عظم مكانتها , كيف لا و القرآن عربي , و الرسول –صلى الله عليه و سلم – عربيّ , فكان لزاماً على من أراد أن يتفقه في علم الشريعة , و يفهم عقيدته فهما جيّدا , أن يتعلم هذه اللغة , و يضبط أصولها التي يحصل بها فهم أصول الدين المخاطب به , قال شيخ الإسلام ابن تيمية : "وأيضا فإن نفس اللغة العربية من الدين، ومعرفتها فرض واجب، فإن فهم الكتاب والسنة فرض، ولا يفهم إلا بفهم اللغة العربية، وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب. ثم منها ما هو واجب على الأعيان، ومنها ما هو واجب على الكفاية"اهـ. ط 7 دار عالم الكتب . 2-مشاهير أهل اللغة من أهل السنة: منهم على سبيل المثال لا الحصر : الخليل بن أحمد الفراهيدي , و سيبويه , و الكسائي , و الفراء , و أبي عمرو بن العلاء , و أبي زيد الأنصاري , و الأصمعي , و أبي عمر الشيباني ... و غيرهم. 3-أشهر اللغويين من المبتدعة: منهم رأس المعتزلة الزمخشري , و الحاجظ. 4-عناية المبتدعة بعلمي أصول الفقه و المنطق : كانت عناية المبتدعة و المنحرفين كالمعتزلة مثلا , بعلمي أصول الفقه و المنطق عناية شديدة , و كان هؤلاء يحاولون إدخال مفاهيم اليونان في عقيدة المسلمين الصافية عنوة , فاتجهوا للتأليف في الأصول و التوسع فيه هذا العلم , و تقعيد بعض القواعد التي تخدم منهجم . 5-علاقة علم أصول الفقه باللّغة : لما كانت غالب مباحث علمي الأصول و المنطق لغوية بحتة ,فترى أن مباحث معاني الحروف التي يترتب عليها كثير من الأحكام الفقهية , بل قل العقدية , مبتوث في كتب اللغة , و كذلك مباحث تقسيم الأحكام الشرعية , ما بين واجب و مندوب و محرم و مكروه و مباح , إنما أصله اللّغة , و طريقة التركيب , فبعلمي النحو و البلاغة تعرف , طريقة العرب في الأمر و النهي و التخيير من جهة النحو , و طريقتهم في التركيب بما هو مبثوت في علم البلاغة و البيان , فلذلك كان لزاماً على هؤلاء الاعتناء بعلوم اللغة , بل قل فُتِح على المبتدعة فتح كبير , يوم أن توجهوا للغة بالتأصيل . 6-خطر توجه المبتدعة لعلوم اللغة: يتضح ذلك في أهمية اللغة , إذ هي الأصل , فإذا تناولها المبتدعة بالتأصيل , سهل عليهم من بعد إدخال بدعهم و ضلالتهم , بطريقة أسرع و أخبث و أنجع مما لو حالوا إدراج بدعهم عن طريق علمي الأصول و المنطق , و ما ذلك إلا لأن ذين العلمين , كانا منبوذين , مكروهين , و المنطق منهما خصوصاً , و ما ذلك إلا لمخالفته للفطرة السليمة و إطباق السلف على التحذير منه , و كلنا يعرف حكم الإمام الشافعي رحمه الله في أهل الكلام . و لنضرب بعض الأمثلة لتأصيل المبتدعة لبعض القواعد في اللغة –نحواً أو بلاغةً-بما يفيدهم في تقرير عقيدتهم . أ-تقرير إفادة النفي المؤبد بـ: "لن" : إفادة لن للنفي التأبيدي قاعدة زمخشرية معتزلية خبيثة , أراد بها صاحبها التأصيل لبدعة أخرى عن طريق اللغة , فزعم أن لن تفيد النفي المأبد , ثم زعم استحالة رؤية الله عزوجل يوم , و تلك هي عقيدة المعتزلة و الخوارج و الإباضية و الجهمية . و وجه السهولة في تقرير هذه القاعدة البلاغية بما يفيد عقيدة المعتزلة , يتمثل في كون المعتزلي الحريف الزمخشري , بوضعه لكلمة زائدة واحدة في أحد كتب اللغة , و تضمينه لمعنى التأبيد بلن , ينفعه كثيراً , حيث أن كثيراً من طلبة العلم فضلا عن العوام , قد يمر بهذه القاعدة , و لا يتصور خلفياتها , فيقررها و يثبتها , حتى إذا ما انتشرو تقرر معنى لن التي تفيد النفي المأبد في أذهان الناس , سهل على المعتزلي حينها نفي الرؤية , حتى إذا ما اعترض عليه معترض بإثبات الرؤية , بادره متسائلاً : ألست تقر معي أن لن تفيد النفي المأبد ؟ فيجيبه البليد : بلى فيستأسد المعتزلي عليه : قائلاً : فها هوذا ربّ العزّة يقول في كتابه العزيز : وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَنْ تَرَانِي وَلَكِنِ انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَى صَعِقًا فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ [الأعراف ,143]. فلا يحار المكسين صاحب حسن الظن بالمبتدعة جواباً , بينما لو تفطن لدسّه من أوّل يومٍ لما وقع فيما وقع فيه . ب-مثال آخر : قول المعتزلة بوجوب إنفاد الوعيد في حق الله تعالى , بما يوجب دخول العصاة النار , بينما عقيدة أهل السنّة بالعكس , فكما يمكن أن ينفد الوعيد , يمكن أن لا ينفد , و ذلك تفضل من الله و رحمة منه بعبادته , و من هنا ترى أن مبحث إنفاد الوعيد , مبحث لغوي , في كون من توعد غيره لا بد له من إنفاد وعده , فإذا دسّ عليك مثل هذا الكلام في معجم أو في قاعدة بلاغية مثلاً , ثمّ انطلت عليك اللعبة , حاججك المعتزلي بآيات الوعيد الكثيرة , في وجوب دخول الفاسق إلى النّار , بما يوقعك في عقيدتهم و الله المستعان , و ما سهل عليه ذلك إلا لما لعب عليك في اللغة , بينما لو أصلت لمعارفك اللغوية بما كتبه أهل السنة , لما حصل لك إشكال , لأنه لا تعارض بين الوعيد و بين عدم إنفاده , بل عدم الانفاد دليل الرحمة و الشفقة و الكرم , ألم تسمع قول الشاعر : و هكذا دواليك ...
خلاصة : كتبت هذه الكلمات , بعد أن وقفت على جواب العلامة عبد الرحمن كوني لسؤال الشيخ أبي رواحة الموري , عن شهرة المبتدعة بالتصنيف في علوم اللغة والبلاغة منها خصوصاً. و من هذا تفهم أن أهل البدع إنما أكثروا من التصنيف و التأليف في علوم اللغة , لنفور أصحاب الفطر السليمة عن علومهم المبتدعة كالمنطق و الكلام و الفلسفة , فكان أسهل طريق لبث بدعهم , الدخول عليهم من العلوم التي يفهمون بها كلام الله , فكأنهم قالوا في قرارات أنفسهم , أصلوا لأصحاب الفطر السليمة حتى تغدو سقمية , فتصير السنة في نفسها بدعة , و البدعة السنة بلا عناء , لا تعب . هذا و قد أفاد العلامة الكوني أن أمثال شيخ البلاغيين الإمام الجرجاني الأشعري , حين صنف في البلاغة لم يضمن بدعاً في تصنيفه , لأنه رجع لأصل العربية فاقتبس منها . قلت : و لعله و غيره ممن هم على نمطه في التصنيف , لم يصنفوا كتبهم في اللغة نصرة لعقيدتهم , بل صنفوا نفعاً لعامة الناس , حفاظاً على اللغة من الضياع شأنهم في ذلك شأن أئمة اللغة المحقيقين كسيبوية و الخليل و غيرهم , و لو كانوا على شاكلة الزمخشري و أضرابه لما فاتهم دسّ بدعهم في تلك الكتب. هذا و أرجو من أحبابنا الكرام إفادة إخوانهم بما لديهم و الله الموفق.
الموضوع الأصلي :
موضوع للتباحث و النقاش: سبب اهتمام المبتدعة و رؤوسهم بعلوم اللغة و التصنيف فيها .
-||-
المصدر :
منتديات الشعر السلفي
-||-
الكاتب :
أبو عبد الرحمن محمد العكرمي
|
#2
|
|||
|
|||
تنبيه :
أفادني أخي الحبيب بلال ببعض الفوائد المتعلقة ببعض نقاط الموضوع و لم أدرجها في موضوعي , لا لشيء إلا لرغبتي في أن يتولى هو بنفسه بثها بيننا ها هنا , و منها نقل عن شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في أنواع المصنفين بما يؤيد ما ذكرته في آخر الموضوع و الله الموفق. |
#3
|
||||
|
||||
بارك الله فيك أبا عبد الرحمن على هذا العمل الرائع الذي هو من أعظم مهامِّ الشاعر السلفي في منتديات الشعر السلفي
وهو غزو أوكار المبتدعة وأرباب الكلام والفلسفة من خلال المناهج اللغوية التي ينادون برفع شعاراتها ’ لتجلية تلك الدعاوى الزائفة , والتي تخبئ خلف أستارها المحاربة الأثيمة للغة الضاد والدين الذي جاءت به فلاشلت يمينك , ونحن معك في انتظار ما أعده أخونا المبدع اللوذعي أبو عبد الله بلال , حفظ الله الجميع وأما قول أخينا العكرمي وفقه الله اقتباس:
http://www.salafi-poetry.net/vb/showthread.php?t=3177 |
#4
|
|||
|
|||
شكرا الله لكم شيخنا الحبيب مروركم الكريم
و تشجيعكم لمحبّكم في الله و لتعتبروا ما كتبته مجرد نقاط تحتاج للإثراء الكبير من أمثالك أيها الشيخ الفاضل و لأجل هذا كانت مختصرة للغاية فلذلك لا زلت أطمع في الإثراء بفوائدكم و درركم , سواء أتت من شيخنا أبي رواحة أو من الأستاذ أبي عبد الله بلال أو من شيخنا أبي العباس رحيل و خصوصاً منها قضية ارتباط اللغة بعلم الأصول و خطورة تولي المبتدعة لتأصيل مسائل اللغة على العقيدة السلفية و أصناف المصنفين ممن وسم ببدعة , بما يقيم العدل و يدفع الظلم عن بعض المحققين ممن يظن بهم الإخلاص , إرادة الحقّ كأمثال الجرجاني شيخ البلاغيين و غيره و الله يحفظكم التعديل الأخير تم بواسطة أبو عبد الرحمن محمد العكرمي ; 04-15-2011 الساعة 12:14 PM. |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
.: عدد زوار المنتدى:.