|
كاتب الموضوع | أبو أحمد ضياء التبسي | مشاركات | 2 | المشاهدات | 6820 | | | | انشر الموضوع |
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع |
#1
|
|||||||||
|
|||||||||
قصيدة المتنبي الرَّائعة في: (الحمى): (ملومكما يجل عن الملام)
بسم الله الرَّحمن الرَّحيم الحمد لله والصَّلاة والسَّلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلَّم تسليماً كثيراً؛ هذه قصيدة المتنبي الرَّائعة التي قالها لمَّا نزلت به الحُمَّى؛ وهي من بديع قصائده، وكُنت أرى أخويَّ الشَّاعرين: محمَّد الحريري وجمال التِّيهرتي -حفظهما الله- ينظران فيها من حينٍ إلى آخر فعلقت في ذهني إلى أن نظرت في ديوان المتنبي فوقفت عليها وعلى حسنها الفاخر وسحرها الباهر وبحرها الوافر (*)، فدون إخواني هذه الخريدة: مَلُومُكُمَا يَجِلُّ عَنِ المَلامِ *** وَوَقْعُ فَعَالِهِ فَوْقَ الكَلامِ ذَرَاني وَالفَلاةَ بِلا دَليلٍ *** وَوَجْهي وَالهَجِيرَ بِلا لِثَامِ فإنّي أسْتَرِيحُ بذي وَهَذا *** وَأتْعَبُ بالإنَاخَةِ وَالمُقَامِ عُيُونُ رَوَاحِلي إنْ حِرْتُ عَيني *** وَكُلُّ بُغَامِ رَازِحَةٍ بُغامي فَقَدْ أرِدُ المِيَاهَ بِغَيرِ هَادٍ *** سِوَى عَدّي لهَا بَرْقَ الغَمَامِ يُذِمّ لِمُهْجَتي رَبّي وَسَيْفي *** إذا احْتَاجَ الوَحيدُ إلى الذّمَامِ وَلا أُمْسِي لأهْلِ البُخْلِ ضَيْفاً *** وَلَيسَ قِرًى سوَى مُخّ النّعامِ وَلمّا صَارَ وُدّ النّاسِ خِبّاً *** جَزَيْتُ على ابْتِسامٍ بابْتِسَامِ وَصِرْتُ أشُكُّ فيمَنْ أصْطَفيهِ *** (لعِلْمي أنّهُ بَعْضُ الأنَامِ يُحِبّ العَاقِلُونَ على التّصَافي *** وَحُبّ الجَاهِلِينَ على الوَسَامِ وَآنَفُ مِنْ أخي لأبي وَأُمّي *** إذا مَا لم أجِدْهُ مِنَ الكِرامِ أرَى الأجْدادَ تَغْلِبُهَا كَثِيراً *** على الأوْلادِ أخْلاقُ اللّئَامِ وَلَسْتُ بقانِعٍ مِن كلّ فَضْلٍ *** بأنْ أُعْزَى إلى جَدٍّ هُمَامِ عَجِبْتُ لمَنْ لَهُ قَدٌّ وَحَدٌّ *** وَيَنْبُو نَبْوَةَ القَضِمِ الكَهَامِ وَمَنْ يَجِدُ الطّرِيقَ إلى المَعَالي *** فَلا يَذَرُ المَطيَّ بِلا سَنَامِ وَلم أرَ في عُيُوبِ النّاسِ شَيْئاً *** كَنَقصِ القادِرِينَ على التّمَامِ أقَمْتُ بأرْضِ مِصرَ فَلا وَرَائي *** تَخُبُّ بيَ الرّكابُ وَلا أمَامي وَمَلّنيَ الفِرَاشُ وَكانَ جَنبي *** يَمَلُّ لِقَاءَهُ في كُلّ عامِ قَليلٌ عَائِدي سَقِمٌ فُؤادي *** كَثِيرٌ حَاسِدي صَعْبٌ مَرَامي عَليلُ الجِسْمِ مُمْتَنِعُ القِيَامِ *** شَديدُ السُّكْرِ مِنْ غَيرِ المُدامِ وَزَائِرَتي كَأنّ بهَا حَيَاءً *** فَلَيسَ تَزُورُ إلاّ في الظّلامِ بَذَلْتُ لهَا المَطَارِفَ وَالحَشَايَا *** فَعَافَتْهَا وَبَاتَتْ في عِظامي يَضِيقُ الجِلْدُ عَنْ نَفَسي وَعَنها *** فَتُوسِعُهُ بِأنْوَاعِ السّقَامِ إِذا ما فارَقَتني غَسَّلَتني *** كَأَنّا عاكِفانِ عَلى حَرامِ كأنّ الصّبْحَ يَطرُدُها فتَجرِي *** مَدامِعُهَا بأرْبَعَةٍ سِجَامِ أُرَاقِبُ وَقْتَهَا مِنْ غَيرِ شَوْقٍ *** مُرَاقَبَةَ المَشُوقِ المُسْتَهَامِ وَيَصْدُقُ وَعْدُهَا وَالصّدْقُ شرٌّ *** إذا ألْقَاكَ في الكُرَبِ العِظامِ أبِنْتَ الدّهْرِ عِندي كُلُّ بِنْتٍ *** فكَيفَ وَصَلْتِ أنتِ منَ الزّحامِ جَرَحْتِ مُجَرَّحاً لم يَبقَ فيهِ *** مَكانٌ للسّيُوفِ وَلا السّهَامِ ألا يا لَيتَ شِعرَ يَدي أتُمْسِي *** تَصَرَّفُ في عِنَانٍ أوْ زِمَامِ وَهَلْ أرْمي هَوَايَ بِرَاقِصَاتٍ *** مُحَلاّةِ المَقَاوِدِ باللُّغَامِ فَرُبَّتمَا شَفَيْتُ غَليلَ صَدْرِي *** بسَيرٍ أوْ قَنَاةٍ أوْ حُسَامِ وَضَاقَت خُطّةٌ فَخَلَصْتُ مِنها *** خَلاصَ الخَمرِ من نَسجِ الفِدامِ وَفَارقْتُ الحَبيبَ بِلا وَداعٍ *** وَوَدّعْتُ البِلادَ بِلا سَلامِ يَقُولُ ليَ الطّبيبُ أكَلْتَ شَيئاً *** وَداؤكَ في شَرَابِكَ وَالطّعامِ وَمَا في طِبّهِ أنّي جَوَادٌ *** أضَرَّ بجِسْمِهِ طُولُ الجَمَامِ تَعَوّدَ أنْ يُغَبِّرَ في السّرَايَا *** وَيَدْخُلَ مِنْ قَتَامٍ في قَتَامِ فأُمْسِكَ لا يُطالُ لَهُ فيَرْعَى *** وَلا هُوَ في العَليقِ وَلا اللّجَامِ فإنْ أمرَضْ فما مرِضَ اصْطِباري *** وَإنْ أُحْمَمْ فَمَا حُمَّ اعتزَامي وَإنْ أسْلَمْ فَمَا أبْقَى وَلَكِنْ *** سَلِمْتُ مِنَ الحِمامِ إلى الحِمامِ تَمَتّعْ مِنْ سُهَادٍ أوْ رُقَادٍ *** وَلا تَأمُلْ كرًى تحتَ الرِّجَامِ فإنّ لِثَالِثِ الحَالَينِ مَعْنًى *** سِوَى مَعنَى انتِباهِكَ وَالمَنَامِ ـــــــــــــــــــــــــ (*) وهي حقاً من بحر الوافر وتفعيلاته: مفاعلتن مفاعلتن فعولن، ومفتاحه: بحور الشِّعر وافرها جميل *** مفاعلتن مفاعلتن فعولن
الموضوع الأصلي :
قصيدة المتنبي الرَّائعة في: (الحمى): (ملومكما يجل عن الملام)
-||-
المصدر :
منتديات الشعر السلفي
-||-
الكاتب :
أبو أحمد ضياء التبسي
__________________
|
#2
|
||||
|
||||
الحق أنها خريدة وكان لزاما أن يكون مستودعها هذا المنتدى ,
لما تحمله من ألفاظ فائقة ومعان رائقة فقد أحسنت أخي ضياء في الاختيار والوقوف على أعذب الأشعار . واعلم أن الحكم على شاعرية الشاعر تنطلق من تذوقه واختياره فبارك الله فيك وواصل في مثل هذا الانتقاء وصلك الله بفضله |
#3
|
||||||||||
|
||||||||||
اقتباس:
وفيك بارك الله شيخنا حسَّان
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
.: عدد زوار المنتدى:.