01-17-2012, 05:14 PM
|
|
الكلام على حديث ( عجبت لصبر أخي يوسف وكرمه والله يغفر له )
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما بعد :
قال الطبراني في الكبير [ 11640 ] حدثنا أحمد بن عبد الرحمن بن بشار النسائي ثنا إسحاق بن راهويه أنا عمرو بن محمد العنقري ثنا إبراهيم بن يزيد عن عمرو بن دينار عن عكرمة عن بن عباس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال عجبت لصبر أخي يوسف وكرمه والله يغفر له حيث أرسل إليه ليستفتي في الرؤيا ولو كنت أنا لم أفعل حتى أخرج وعجبت لصبره وكرمه والله يغفر له أتي ليخرج فلم يخرج حتى أخبرهم بعذره ولو كنت أنا لبادرت الباب ولولا الكلمة لما لبث في السجن حيث يبتغي الفرج من عند غير الله قوله اذكرني عند ربك
أقول : إبراهيم بن يزيد متروك ، وسيأتي أن الخبر معروفٌ عن عكرمة مرسلاً فقد خولف مع كونه متروكاً
وقال الكلاباذي في معاني الأخبار 101 - : قرأ علي أبو نصر محمد بن حمدويه بن سهل المطوعي في المحرم سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة في دار بكار ، وهو ينظر في كتابه : حدثكم محمود بن آدم قال : ح سفيان بن عيينة ، عن عمرو بن زياد ، عن عكرمة ، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « عجبت من يوسف صلوات الله عليه ، ومن صبره وكرمه ، والله يغفر له لو كنت أنا مكانه حين أتاه الرسول لبدرته الباب ، ولكنه أراد أن يكون له القدر ، ولولا كلمة قالها ما لبث في السجن ما لبث »
أقول : وهنا الكلاباذي انفرد بهذا السند النظيف ، ولم أعرف فيه جرحاً ولا تعديلاً سوى ما أسبغ عليه من ألقاب المدح من ناسخ الكتاب وراويه وليسوا من أهل الجرح والتعديل ، وكتابه هذا انفرد الحنفية بروايته وراويه عن الكلاباذي مجهول حال مثله وهو أبو محمد عبد العزيز بن محمد بن عبد الرحمن بن الحسين الكاتب
وقد خالفه غيره فروى الخبر عن عن سفيان عن عمرو عن عكرمة مرسلاً وهو الصواب
قال عبد الرزاق في تفسيره 1313 - عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ , عَنْ عَمْرٍو , عَنْ عِكْرِمَةَ , قَالَ: قَالَ: رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَقَدْ عَجِبْتُ مِنْ يُوسُفَ , وَصَبْرِهِ , وَكَرَمِهِ فَاللَّهُ يَغْفِرُ لَهُ حِينَ سُئِلَ عَنِ الْبَقَرَاتِ الْعِجَافِ السِّمَانِ , وَلَوْ كُنْتُ مَكَانَهُ مَا أَخْبَرْتُهُمْ حَتَّى أَشْتَرِطَ عَلَيْهِمْ أَنْ يُخْرِجُونِي , وَلَقَدْ عَجِبْتُ مِنْ يُوسُفَ وَصَبْرِهِ وَكَرَمِهِ , وَاللَّهُ يَغْفِرُ لَهُ حِينَ أَتَاهُ الرَّسُولُ , وَلَوْ كُنْتُ مَكَانَهُ لَبَادَرْتُهُمُ الْبَابَ , وَلَكِنَّهُ أَرَادَ أَنْ يَكُونَ لَهُ الْعُذْرُ وَلَوْلَا أَنَّهُ قَالَ الْكَلِمَةَ الَّتِي قَالَ مَا لَبِثَ فِي السِّجْنِ طُولَ مَا لَبِثَ»
وقال ابن أبي حاتم في تفسيره 12538- حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ الْعَدَنِيُّ، ثنا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، فَقَال َرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "وَلَقَدْ عَجِبْتُ مِنْ يُوسُفَ وَصَبْرِهِ وَكَرَمِهِ وَاللَّهُ يَغْفِرُ لَهُ، وَلَوْ كُنْتُ أَنَا ثُمَّ دُعِيتُ إِلَى الْخُرُوجِ لَبَدَرْتُ إِلَى الْبَابِ، وَلَكِنَّهُ أَحَبَّ أَنْ يَكُونَ لَهُ الْعُذْرُ لِقَوْلِ اللَّهِ: " فَلَمَّا جَاءَهُ الرَّسُولُ قَالَ ارْجِعْ إِلَى رَبِّكِ فَاسْأَلْهُ مَا بَالُ النِّسْوَةُ اللاتِي قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ إِنَّ رَبِّيَ بِكَيْدِهِنَّ عَلِيمٌ "
فهذه رواية الثقات الأثبات عن ابن عيينة مرسلة فلو كان الكلاباذي ثقةً لم يصمد أمام مخالفة هؤلاء فكيف وقد علمت من حاله ما علمت ، وعليه فإن الخبر لا يثبت
هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم
|