[السُّؤال:]
جزاكم الله خيراً؛ ويقولون: هل يُبَدَّع من لا يُبَدِّع المبتدع بعد التَّبيين له بالأدلَّة الواضحة؟
[الجواب:]
لا؛ ما هو على إطلاقه؛ من لم يُبَدِّع المبتدع قد يكون ما عنده بصيرة، ما عنده بصيرة في معرفة ذلك، فالذي له بصيرة في معرفة ذلك فتح الله عليه والآخر ما بدَّعه باعتبار أنَّه ما عرف ذلك أو ما عنده بصيرة حتَّى وإن بُيِّن له أو احتفَّت بعدم تبديعه بعض الشُّبهات ومجالس السُّوء أو غير ذلك من المعاذير فليس هو كل من لم يُبَدِّع المبتدع فهو مبتدع على الإطلاق ولكن هناك تفصيل في حق من أعان على الإثم والعدوان ولم يُبَدِّعه رضاً ببدعته ولم يُبَدِّعه أيضاً بكونه يسير على مساره ويرضى بطريقه ولم يُبَدِّعه باعتبار أنَّ هذا قد وضَح له -يعني- بكلِّ بيان فمثل هذا نعم قد يُقال: لم يُبَدِّعه و(المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل)[1] قال أحمد: (هم منهم) فما كان من هذه الأدلَّة تُنَزَّل بحسبها وما كان من ذلك أيضاً يُوضع بحسبه في من لم يصلح تبديعه على إطلاقه.
°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°
[*] وهذا الإطلاق أعني: أنه من لم يبدع المبتدع فهو مبتدع -هكذا بإطلاقها- من مميزات الحدّاديَّة، قال الشَّيخ ربيع -حفظه الله- في مقال: (منهج الحدادية): (3- تبديع من لا يبدع من وقع في بدعة وعداوته وحربه، ولا يكفي عندهم أن تقول: عند فلان أشعرية مثلاً أو أشعري، بل لابد أن تقول: مبتدع وإلا فالحرب والهجران والتبديع.)، فانظر -رحمك الله- إلى خطإ من ينسب الشَّيخ العلامة المجاهد يحيى الحجوري -حفظه الله- إلى هذه الفرقة الهالكة الخطيرة.
[1] أخرجه الترمذي: (2497) عن أبي هريرة رضي الله عنه وحسَّنه الإمام الألباني.