من الصد عن سبيل الله!

[أبوعبدالله أحمد المصراتي]

من الصد عن سبيل الله!

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله

وبعد

أوصي ونفسي وأحبتي بتقوى الله تعالى

هذه بعض النصائح تذكرة لي ولإخواني, ملاحظات لاحظها بعض الاخوة الذين يحضرون الدروس وفقهم الله

فلعلمي ولعلمكم يا أخوتي الكرام أن المشائخ بارك الله فيهم منهم من ترك اهله واطفاله والله اعلم قد يكون من بينهم مرضى وذوي الحاجات و منهم من ترك دفئ بيته و مسجد حيه سبحان الله لينشر العلم ويحارب البدع والشرك ويتحمل في سبيل ذلك المشاق من أجل راحتي وراحتك ثم يأتي الواحد طار ولما يريش يشوش على الشيخ ويشغب بمسائل غاية في التفاهة والله المستعان. والله لان أكون وتكون ترابا منبسطا يطأك شيخك بكرة وعشيا خير لي و لك من ان أكون او تكون حجرعثرة في طريق عالم او مجاهد بسيفه او لسانه يعني اناس الاصل فيهم انهم اولياء الله ورسوله والمؤمنين يحاربون المبتدعة والكفار والملحدين ناتي انا او انت نشغلهم عن ذلك!

وقد روى البخاري في صحيحه قال : حدثني محمد بن عثمان بن كرامة حدثنا خالد بن مخلد حدثنا سليمان بن بلال حدثني شريك بن عبد الله بن أبي نمر عن عطاء عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (ثم إن الله قال: من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضت عليه وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها وإن سألني لأعطينه ولئن استعاذني لأعيذنه وما ترددت عن شيء أنا فاعله ترددي عن نفس المؤمن يكره الموت وأنا أكره مساءته)

فالواحد ينبغي ان يخشى الله عز وجل وحده لا شريك له. يعني الواحد يجلس في بيته افضل من ان ياتي ويشوش على الشيخ و يكسب عداوته ويبقى في حروب لا آخر لها. فالواحد يحاول جاهدا ان يكبح جماح الشر في نفسه ولا يضيع عليها بركة العلم الذي يطلبه ويسعى في تحصيله

ومن هذا التشويش بارك الله فيكم بعض الاخوة يضع سيارته في مكان ممنوع او يقفل الطريق وقد حضر بعض الاخوة دروسا لا ابالغ اذا قلت قرابة ثلث الوقت والشيخ يقطع الدرس ويعلن عن رقم اللوحة ونوع السيارة والوقت ضيق سبحان الله بين المغرب والعشاء, والله الواحد يخشى على نفسه ان يكون هذا من الصد عن سبيل الله.

قال تعالى (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَاجِدَ اللّهِ أَن يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُوْلَـئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَن يَدْخُلُوهَا إِلاَّ خَآئِفِينَ لهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ)

فهؤلاء يا إخوان العلماء والمشائخ يجب طاعة توجيهاتهم اثناء الدرس ويكفينا ان الله تولاهم واوجب علينا رد الامور اليهم وليُعرف لكل ذي قدر قدره

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ)

(وَإِذَا جَاءهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُواْ بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ)

ولولا رحمة الله اولا وآخرا ان شرح صدورالمشائخ و طلبة العلم في بلادنا وغيرها من البلاد لاحسان الظن بابناءهم لحرمنا بسبب تشويشنا وتشغيبنا من الخير الكثير. فهم يعرفون ان الاخوة كثير منهم ما جلس للطلب في حياته وتنقصهم الكثير من الاداب التي يحتاجها طالب العلم المبتدئ فهم لو وجدوا محمل واحدا حسنا لتصرف او قول من بين مئة محمل لحملوها على ذلك المحمل الحسن فالحمد لله على ذلك.

هذا ما اردت قوله وانا لله وانا اليه راجعون ولا حول ولا قوة الا بالله

واختم بقول الله تعالى

(وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ)

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أخوكم أبوعبدالله أحمد المصراتي