|
كاتب الموضوع | أبومالك عمر الطروق | مشاركات | 0 | المشاهدات | 1358 | | | | انشر الموضوع |
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع |
#1
|
|||||||||
|
|||||||||
يوم عاشوراء
يوم عاشوراء الخطبة الأولى: الحمد لله معز من أطاعه، ومذل من عصاه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ولا نعبد إلا إياه، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله ومصطفاه صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن والاه وسلم تسليما كثيرا أما بعد أيها الناس اتقوا الله تعالى، واعتبروا بما قصه في القرآن من قصص الأنبياء والمرسلين عبرة للمعتبرين، وذكرى للذاكرين، قال الله سبحانه وتعالى لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: (وَلَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ فَصَبَرُوا عَلَى مَا كُذِّبُوا وَأُوذُوا حَتَّى أَتَاهُمْ نَصْرُنَا وَلا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ وَلَقَدْ جَاءَكَ مِنْ نَبَإِ الْمُرْسَلِينَ)، وقال سبحانه: (وَكُلاًّ نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ)، قال تعالى: (لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لأُوْلِي الأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثاً يُفْتَرَى وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ)، وإن مما قصه الله في القرآن قصة كليم الله ورسوله موسى بن عمران عليه الصلاة والسلام، الذي أرسله إلى فرعون وقومه، فرعون الطاغية المتكبر في الأرض الذي ادعى أنه ادعى الربوبية (فَقَالَ أَنَا رَبُّكُمْ الأَعْلَى)، (يَا أَيُّهَا الْمَلأ مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي)، وهكذا غره طغيانه ومُلكه وقُوته حتى تجرأ على الله سبحانه وتعالى فنازعه الربوبية، وهذا من جهله، ومن ضعف عقله، لأنه يعلم أنه مخلوق ضعيف، وأن الربوبية لله رب العالمين، ولكنه غرّه طغيانه وأراد أن يُغرر بقومه: (فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ)، فأدعى هذه الدعوة التي لم يدعها أحد غيره إلا النمرود الذي قال (أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ)، وكان يخاف من بني إسرائيل، لأن أهل مصر يتكونون من طائفتين طائفة الأقباط :وهم قوم فرعون الذين فيهم الملك، الطائفة ثانية بني إسرائيل من أولاد يعقوب، إسرائيل بن إسحاق بن إبراهيم عليهم الصلاة والسلام، فهم ذرية الأنبياء، فكان فرعون وقومه يتخوفون من بني إسرائيل أن ينتقموا لأنفسهم في يوم من الأيام، لأنهم يعلمون طغيانهم وجبروتهم وأفعالهم، فخافوا أن ينتقم بنو إسرائيل لأنفسهم من هذا الطغيان، فصاروا يذبحون أبناء بني إسرائيل، يستحيون نسائهم، كل ما ولد مولود ذكر لبني إسرائيل قتلوه ليُضعفوهم، ولأنه بلغ فرعون عن طريق بعض الكهنة أنه سيخرج من بني إسرائيل غلامٌ يكون هلاكه على يده، فزاد شره وطغيانه فصاروا يقتلون أبناء بني إسرائيل خوفا من ذلك، ولكن أمر الله نافذ ولا ينجي حذر من قدر، فلما ولد موسى عليه السلام ألهم الله أمه أن تجعله في صندوق من الخشب تُحكمه عليه، وأن تضعه في النهر، ففعلت ذلك فذهب به الماء إلا أن ألقاه في قصر فرعون، (فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ) لقطوا هذا التابوت، ولما فتحوه وجدوا فيه هذا الغلام، فأراد فرعون أن يقتله: (امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ قُرَّةُ عَيْنٍ لِي وَلَكَ لا تَقْتُلُوهُ عَسَى أَنْ يَنفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَداً)، فتركه من أجل هذه المرأة المباركة، ونشأ في بيت فرعون يأكل من طعامه، ويلبس من لباسه، ويركب على مراكبه، وصار مقدماً فيهم، فالذي كان يحذر منه صار يربيه بأمر الله سبحانه القدري الكوني، صار يربيه، ويغذيه في بيته، وفي يوم من الأيام حصلت مشادة بين قبطي وإسرائيلي وتضارب، مر بهم موسى عليه السلام: (فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِنْ شِيعَتِهِ)، يعني: من بني إسرائيل (عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ)، طلب منه النصرة فجاء موسى عليه السلام إلى القبطي (فَوَكَزَهُ)، يعني: ضربه بيده ضربة واحدة (فَقَضَى عَلَيْهِ)، مات على إثر تلك الضربة، فقتل نفساً من القبط، فصاروا يبحثون عن القاتل فعلموا أنه موسى عليه السلام، فصاروا يدبرون لقتله، (وَجَاءَ رَجُلٌ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ يَسْعَى)، يعني يشد في المشي، والسير، والركض (قَالَ يَا مُوسَى إِنَّ الْمَلأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ فَاخْرُجْ إِنِّي لَكَ مِنْ النَّاصِحِينَ* فَخَرَجَ مِنْهَا)، عليه الصلاة والسلام (خَائِفاً يَتَرَقَّبُ)، خرج منها من مصر وقصد إلى أرض مدين (وَلَمَّا تَوَجَّهَ تِلْقَاءَ مَدْيَنَ قَالَ عَسَى رَبِّي أَنْ يَهْدِيَنِي سَوَاءَ السَّبِيلِ)، خشي أن يضيع في الطريق، فالله هداه الطريق إلى أن وصل إلى أرض مدين (وَلَمَّا وَرَدَ مَاءَ مَدْيَنَ)، وكان عطشان (وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِنْ النَّاسِ يَسْقُونَ) يعني: جماعة من الناس يسقون مواشيهم وعندهم امرأتان تذوتان غنماهما، يدفعان غنمهما عن الماء، فسألهما ما شأنكما: (قَالَ مَا خَطْبُكُمَا قَالَتَا لا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاءُ)، لأن الإناث ضعيفات أمام الرجال لا يقويان على مزاحمة الرجال: (فَسَقَى لَهُمَا)، موسى أخذته الرحمة والشفقة (فَسَقَى لَهُمَا)، على ما فيه من التعب عليه الصلاة والسلام سقى لهما، ولما فرغ تولى إلى الظل، وجلس في الظل يستريح، دعاء ربه (فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ)، ذهبت الامرأتان إلى أبيهما، وكان شيخ كبيرا فذكرتا له القصة، فأرسل إليه من بناته من تناديه (فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا)، فذهب عليه السلام إلى ذلك الشيخ الكبير، وقص عليه القصص، ذكر له أمره ومجيأه (قَالَ لا تَخَفْ نَجَوْتَ مِنْ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ)، هذا أول بشرى له، ثم إن إحدى ابنتي الشيخ الكبير عرضت على أبيها أن يستأجره لرعي الغنم وسقايتها بدلا من المرأتين (قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنْ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الأَمِينُ)، قوي على مزاحمة الرجال، أمين لا يخون لا في نظره ولا في تصرفاته (إِنَّ خَيْرَ مَنْ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الأَمِينُ* قَالَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ)، عرض عليه أن يزوجه إحدى ابنتيه في مقابل أن يرعى الغنم ثمان سنين أو عشر سنين (عَلَى أَنْ تَأْجُرَنِي ثَمَانِيَةَ حِجَجٍ)، يعني: سنين (فَإِنْ أَتْمَمْتَ عَشْراً فَمِنْ عِنْدِكَ وَمَا أُرِيدُ أَنْ أَشُقَّ عَلَيْكَ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنْ الصَّالِحِينَ)، تم بينهما العقد، وتزوج موسى عليه السلام من إحدى الابنتين، ورع الغنم عشر سنين، ثم ذهب بأهله بزوجته متوجهًا إلى مصر، عائدًا إلى مصر ومعه زوجته، وفي الطريق اختاره الله جل وعلا لرسالته، وحمله رسالته إلى فرعون، فتخوف موسى من بطش فرعون، وطلب من ربه أن يجعل له من يؤازره من أهله، ورشح أخاه هارون عليه السلام فاستجاب الله دعوته، وجعل معه أخاه نبياً ورسولاً ليؤازره في الدعوة، (قَالا رَبَّنَا إِنَّنَا نَخَافُ أَنْ يَفْرُطَ عَلَيْنَا أَوْ أَنْ يَطْغَى* قَالَ لا تَخَافَا إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى* فَأْتِيَاهُ فَقُولا إِنَّا رَسُولا رَبِّكَ فَأَرْسِلْ مَعَنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلا تُعَذِّبْهُمْ قَدْ جِئْنَاكَ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكَ)، يعني: معجزة دلالة على صدقنا (قَالا رَبَّنَا إِنَّنَا نَخَافُ أَنْ يَفْرُطَ عَلَيْنَا أَوْ أَنْ يَطْغَى* قَالَ لا تَخَافَا إِنَّنِي مَعَكُمَا)، الله معهما معية عون وتوفيق وعلم منه سبحانه (أَسْمَعُ وَأَرَى)، اسمع ما يقول فرعون، وأرى ما يفعله، فلا يتمكن من إيذائكما، فلما بلغاه الرسالة غضب غضباً شديداً، (قَالَ لَئِنْ اتَّخَذْتَ إِلَهَاً غَيْرِي لأَجْعَلَنَّكَ مِنْ الْمَسْجُونِينَ)، ثم إن موسى أظهر العلامة الدالة على صدقه وعلى رسالته، (فَأَلْقَى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ ثُعْبَانٌ مُبِينٌ)، انقلبت العصا إلى حية عظيمة، وأدخل يده في جيبه ثم أخرجها بيضاء مثل الشمس من غير سوء من غير برص آية أخرى، جاءه بآيتين العصا، واليد، ماذا قال فرعون عند ذلك قال هذا سحر ما جئتم به السحر قال هذا سحر، وإن عندنا من السحرة من يقاوم سحركما، ثم تواعدوا في يوم يحضر فيه فرعون جميع السحرة من البلدان، مهرة السحر جمعهم (وَقَالَ فِرْعَوْنُ ائْتُونِي بِكُلِّ سَاحِرٍ عَلِيمٍ)، فجمع السحرة في هذا اليوم وجاء موسى عليه السلام، لهذا المشهد العظيم فطلبوا أن يلقيا ما معه أو يلقون ما معهم، (قَالَ لَهُمْ مُوسَى أَلْقُوا مَا أَنْتُمْ مُلْقُونَ* فَأَلْقَوْا حِبَالَهُمْ وَعِصِيَّهُمْ وَقَالُوا بِعِزَّةِ فِرْعَوْنَ إِنَّا لَنَحْنُ الْغَالِبُونَ* فَأَلْقَى مُوسَى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ)، التهمت كل ما ألقوه من الحبال والعصي التهمته وخاف منها الحاضرون أن تلتهمهم، فتقدم موسى عليه السلام فأخذها فصارت عصا، ولما رأى السحرة هذه المعجزة علموا أنها ليست من السحر لحكم فنهم وعلمهم بالسحر، علموا أن هذا ليس سحراً، وإنما هو من الله سبحانه وتعالى معجزة لرسوله، فآمن به موسى وهارون، فما كان من فرعون إلا أن قتلهما شر قتله شهداء لله، كانوا في أول النهار يقولون (بِعِزَّةِ فِرْعَوْنَ)، وفي أخر النهار شهداء، قدموا على الله سبحانه وتعالى، هذه هي الجولة الأولى مع فرعون اندحر وبطل سحره وافتضح أمام الملأ، والسحرة الذين اختارهم آمنوا بموسى، وأقاموا عليه الحجة، ثم إن الله أوحى إلى موسى عليه السلام أن يسري ببني إسرائيل في الليل، وأن يخرجوا من مصر، فموسى عليه السلام خرج ببني إسرائيل هاربًا بهم من فرعون، فلما علم فرعون أرغى وأزبد، وجمع الجنود والحشود، فخرج في أثرهم ليستأصلهم بزعمه، ولما كان مع طلوع الشمس أو مع طلوع الفجر، إذا موسى وقومه على حافة البحر، وإذا فرعون وقومه قد أحاطوا بهم، وجاؤوهم من خلفهم (قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ)، البحر أمامنا والعدو خلفنا، قال موسى عليه السلام: (قَالَ كَلاَّ إِنَّ مَعِي رَبِّي سَيَهْدِينِ)، فأوحى الله إليه (أَنْ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْبَحْرَ) فضرب بعصاه البحر فأنفلق، وصار أسواطاً جامدة يبساً شوارع على قدر قبائل بني إسرائيل اثنى عشر طريق، أمر الله موسى وقومه أن يسلكوا هذه الشوارع وهذه الطرق البحرية اليابسة فسلكوها بأمان الله، ولما تكامل خروجهم من الجانب الثاني دخل فرعون وجنوده ليدركوهم ويلحقوا بهم، فلما تكاملوا في البحر اطبقه الله عليهم، وعاد البحر بحراً يلطتم فأغرق الله فرعون وقومه، ونجا موسى وقومه في هذا اليوم، وكان ذلك في اليوم العاشر من شهر الله محرم فصامه موسى عليه السلام شكرا لله سبحانه وتعالى، فصار بنوا إسرائيل يصومونه عملاً بسنة موسى عليه السلام، ولما بعث الله محمد صلى الله عليه وسلم صام هذا اليوم، وأمر بصيامه شكراً لله عز وجل لأن انتصار موسى انتصار للحق، وانتصار للتوحيد، وانتصار للإسلام، فهذا نعمة من الله سبحانه وتعالى على الجميع، فصامه محمد صلى الله عليه وسلم وأمر بصيامه وقال: "لأن بقيت إلى قابل لأصومن التاسع والعاشر"، مخالفة لليهود، فصار صوم يوم عاشوراء وصوم يومً قبله سنة في هذه الأمة، والحمد لله رب العالمين على نصرة الحق، ودحر الباطل في كل زمان ومكان (بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمْ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ)، بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعنا وإياكم بما فيه من البيان والذكر الحكيم، أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم ولجميع المسلمين فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم. الخطبة الثانية الحمد لله على فضله وإحسانه والشكر له على توفيقه وامتنانه، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيمًا لشأنه، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليماً كثيرًا أما بعد اتقوا الله تعالى وأطيعوه واعملوا بسنة نبيه صلى الله عليه وسلم واتبعوه، وإن من سنة الرسول صلى الله عليه وسلم صيام اليوم العاشر من شهر الله المحرم، وصيام يوماً قبله مخالفةً لليهود، فهو سنة مؤكدة، وهكذا الأنبياء واتباعهم يقابلون النعم بالشكر، ولا يقابلونها بالأشر والبطر والإعجاب، وإنما يقابلون النعم، ومنها النصر على الأعداء يقابلونها للشكر لله، والتواضع لله عز وجل، ولا يقابلونها بالمرح والفرح المحرم ويفعلون فيها ما يفعلون من المعاصي كما يفعله الجهال في المناسبات التي يزعمون أنها مناسبات قومية، فهذا من جهلهم وغرورهم، فالنعم تقابل بالشكر، ولا تقابل بالكفر، فهذا ما شرعه الله لنا، وكذلك لا يتخذ يوم عاشوراء يوما للفرح، والتوسعة على العيال كما يقولون، أو يسمى عيدًا ليس هو عيد ليس للمسلمين إلا عيدان، عيد الفطر، وعيد الأضحى، فلا يتخذون هذا اليوم يوم فرح وسرور وإلى أخره هذا من البدع ومن الجهل، كما أن هذا اليوم لا يتخذ يوم حزن، وبكى، وعويل، وضرب للخدود، وخمش للوجه، وضرب للأبدان بالسلاسل، كما تفعله الشيعة، حزناً على مقتل الحسين رضي الله عنه، الحسين بن علي قتل في هذا اليوم مظلوماً رضي الله عنه، وقتله مصيبة على المسلمين تقابل بالصبر والاحتساب، ولا تقابل بالجزع، والسخط، والنياحة، وما يفعله الشيعة، وهذا من جملة ضلالاتهم، وخرافاتهم كفى الله المسلمين شرهم. فاتقوا الله عباد الله واعلموا أن خير الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل بدعة ضلالة وعليكم بالجماعة فإن يد الله على الجماعة ومن شذَّ شذَّ في النار، (إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) [الأحزاب:56] . اللَّهُمَّ صلِّ وسلِّم على عبدِك ورسولِك نبينا محمد، وارضَ اللَّهُمَّ عن خُلفائِه الراشدين، الأئمة المهديين، أبي بكر، وعمرَ، وعثمانَ، وعليٍّ، وعَن الصحابة أجمعين، وعن التابِعين، ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يومِ الدين. اللهم أعز الإسلام والمسلمين، اللهم أعز الإسلام والمسلمين، اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمر أعداء الدين، واجعل هذا البلد آمناً مطمئناً، وسائر بلاد المسلمين عامة يا رب العالمين، اللهم احفظ علينا ديننا، واحفظ علينا أمننا، واستقرارنا في ديارنا، وأصلح ولاة أمورنا وجعلهم هداة مهتدين غير ضالين ولا مضلين، اللهم ولِ على المسلمين خيارهم في كل مكان يا رب العالمين وجنبهم الفتن ما ظهر منها وما بطن، واكفهم شر الأعداء والحاسدين من الكفار والمشركين والمنافقين، اللهم من أراد هذا الإسلام وهذا الدين وأراد المسلمين بسوء فأشغله في نفسه وأردد كيده في نحره وجعل تدميره في تدبيره إنك على كل شيء قدير ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم. عبادَ الله، (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنْ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ* وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ وَلا تَنقُضُوا الأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمْ اللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلاً إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ) [النحل:90]، فاذكروا اللهَ يذكُرْكم، واشكُروه علىنعمِه يزِدْكم، ولذِكْرُ اللهِ أكبرُ، واللهُ يعلمُ ما تصنعون .
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
.: عدد زوار المنتدى:.