الجواب : هو الأصل أن تكون مواصلة بالزيارة العادية وليست
من وراء الجدر وبواسطة
الهاتف ، ولكن قد يحيط بالحكم الشرعى أمران متناقضان ، أمر
يوجب القيام به وأمر
آخر يوجب الإعراض عنه . فكما جاء في السؤال صلة الرحم أمر واجب بنص القرآن
والسنة ولكن لفساد الزمان وتربية الناس وخاصة النساء منهم
جاء هذا السؤال ، يريد
أن يزور عمته أو خالته ولكن البنات متبرجات ، فأقول أن بادئا ذى بدئ لا يجوز أن
يقتصر المسلم على مواصلة العمة أو الخالة بواسطة الهاتف
كما جاء في السؤال فعليه
أن يزور ويزور ولكن عليه واجب آخر غير الزيارة وغير صلة
الرحم وهو الأمر
بالمعروف والنهى عن المنكر ، وأنا في اعتقداى هذا المسلم
الذى يزور العمة والخالة
طاعة لله ورسوله فعليه بطاعة أخرى وهى تطبيق قوله عليه الصلاة والسلام
"
من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع
فبقلبه ، وذلك أضعف الإيمان " لذلك أنا أنصح هؤلاء الواصلين
لأرحامهم والزائرين لهم في عقر دورهم الا
يقتصروا فقط على صلة الرحم بل عليهم أن يقوموا بواجب الأمر بالمعروف والنهى عن
المنكر، وحينئذٍ في اعتقادى ستكون نتيجة واحدة من اثنتين ، إما أن تؤثر هذه
النصيحة وأن يقتطف الناصح ثمرتها فيرى بنات العمة أو الخالة يتسترن أو يتجلببن
كما أمر الله عز وجل ورسوله ، أو أنه يبدو له أن هذا الكلام وهذه النصيحة تذهب
معهن أدراج الرياح ، إذا قام بهذا الواجب الثانى ويئس من أن يرى خير هذه النصيحة ،
حينئذ يمكن أن يقال واصل بطريقة الهاتف أو بطريقة أخرى مثلا تزور والبنات في ا
المدرسة أو في زيارة أو غير ذلك ، ولكنى أعرف بالتجربة أن المسلم إذا ما قام بمثل ما
أمر الله عز وجل في سورة العصر : " إن الإنسان لفى خسر، إلا الذين آمنوا عملوا
الصالحات ، وتواصوا بالحق ، وتواصوا بالصبر " إذا تدرع هذا
الواصل لواصله بالصبر
وثبت على ذلك دهرا طويلا وكان الطرف الآخر لا يتجاوب
ستخرج نتيجة أنه بدلا ما هو
يقاطعهم فإنهم سيقاطعوه بالعامية يطردوه من ديارهم لأنهم ما عادوا يتحملوا نصيحته من كثر إلحاحه ، وهذه الطريقة هى الطريقة المثلى وهذا من باب تواصوا بالحق وتواصوا بالصبر ، وهذا جوابى عن هذا السؤال.
المصدر \سلسلة الهدى والنور , مفهوم كلمة كلمة التوحيد ,,أسئلة عرضت على الشيخ ــ رحمه الله ــ