|
كاتب الموضوع | فتحي العلي | مشاركات | 0 | المشاهدات | 1474 | | | | انشر الموضوع |
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
واجب المرأة المسلمة عند الفتن لشيخنا الهلالي
واجب المرأة المسلمة عند الفتن
مقال للشيخنا العلامة المحدث سليم بن عيد الهلالي الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ، أما بعد : ــ قال الله تعالى : ( ألم . أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنــّا وهم لا يفتنون . ولقد فتنـّا الذين من قبلهم فليعلمنّ الله الذين صدقوا وليعلمنّ الكاذبين . أم حسب الذين يعملون السيئات أن يسبقونا ساء ما يحكمون . من كان يرجو لقاء الله فإن أجل الله لآت وهو السميع العليم . ومن جاهد فإنما يجاهد لنفسه إن الله لغني عن العالمين ) العنكبوت 1 ــ 6 . الفتن : هي الإبتلاء بالشدة ، أو بالإعجاب ، إختبارا وتمحيصا ، فقد يرى الأمر في ظاهره خيرا ، ولكنه يبطن الشر والسوء ، وكذلك العكس ، مما يسبب اضطرابا وبلبلة بالأفكار . الفتن : يبتلى بها أهل الكفر وأهل الإيمان على حد سواء ، ولا ينجو منها إلا من ثبـّـته الله تبارك وتعالى . قال الله تعالى : ( واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة واعلموا أن الله شديد العقاب ) الأنفال 25 . وعن عائشة رضي الله عنهما قالت : قلت : يا رسول الله ! أن الله إذا أنزل سطوته بأهل الأرض وفيهم الصالحون فيهلكون بهلاكهم ؟ فقال : ( يا عائشة ! إن الله إذا أنزل سطوته بأهل نقمته وفيهم الصالحون ، فيصابون معهم ، ثم يبعثون على نيّاتهم [ وأعمالهم ] ) الصحيحة 2693 . وقال الله تعالى : ( ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين ونبلو أخباركم ) محمد 31 . ولا يكون الإبتلاء والإختبار إلا بوجود أمرين متضادين ، فتوحيد وشرك ، وشكر وكفر ، واتباع وابتداع ، ونهي وأمر ، وخير وشر ، وغنى وفقر . قال الله تعالى : ( وما جعلنا لبشر من قبلك الخلد أفئن متّ فهم الخالدون . كل نفس ذائقة الموت ونبلوكم بالشر والخير فتنة وإلينا ترجعون ) الأنبياء 34 ــ 35 . من فضل الله تعالى علينا أنه سبحانه أطلع رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم على كثير من البلايا والفتن التي ستبتلى بها أمته ، فأخبرنا عنها ، وحذّرنا من أسبابها ، وبيّن لنا المخرج منها . فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( بادروا بالأعمال فتنا كقطع الليل المظلم ، يصبح الرجل مؤمنا ويمسي كافرا ، ويمسي مؤمنا ، ويصبح كافرا ، يبيع أحدهم دينه بعرض من الدنيا قليل ) مختصر مسلم 2038 . وعن أم سلمة رضي الله عنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( سبحان الله ! ماذا أنزل الليلة من الفتن !! وماذا فتح من الخزائن ! أيقظوا صواحب الحجر ، فرب كاسية في الدنيا عارية في الآخرة ) رواه أحمد والبخاري رحمهما الله تعالى . إن النساء شقائق ، وإن للمراة دور هام في مجتمعها فهي راعية في بيتها ومسؤولة عن رعيتها ، وبصلاح هذه الرعية يصلح المجتمع ، وبفساده يفسد ، فالمسؤولية الملقاة على عاتقها عظيمة ، تزداد أمام هذا الخطر الداهم الذي يحمل في طيـّـاته موجات من الغزو الفكري ووسائل التغريب والفساد والتضليل والخداع . فينبغي مضاعفة الجهود للقيام بما عليها من واجبات ، للخلاص من الفتن وأهمها : ــ 1 : ــ معرفة أسباب الفتن لتلافي الوقوع بها ، وأهمها : ــ أ : ــ البعد عن تحكيم الشرع الرباني ، وتحكم الأهواء ، وهذا ما ابتليت به الأمة المسلمة ، وكذلك افرادها على مدى العصور ــ بعد خير القرون الثلاثة المفضلة الأولى ــ ، وما نتج عنه من ظلم ، وحقد ، وحسد ، وغيرة ، وغرور ، وفرقة وخصام ، وضعف ، وهوان ، إلى حد بلغ أن رفع المسلم السلاح على أخيه المسلم ، فسالت دماء ، وأزهقت أرواح ، وانتهكت حرمات ، وسلبت اموال . وضاعت أوطان . عن أبي موسى رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن بين يدي الساعة الهرج : القتل ، ما هو قتل الكفار ، ولكن قتل الأمة بعضها بعضا ، حتى إن الرجل يلقاه أخوه فيقتله ، ينتزع عقول أهل ذلك الزمان ، ويخلف لها هباء من الناس ، يحسب أكثرهم أنهم على شيئ ، وليسوا على شيئ ) الصحيحة 1682 . صحيح الجامع 2047 . ب : ــ الإقبال على العلوم الدنيوية ، وقلة الإقبال على دراسة العلوم الشرعية ، فقد جعلها كثير من الناس من الأمور الثانوية ، يلجأون إليها في نهاية المطاف ، ــ إلا من رحم ــ . فاختلطت عليهم الأمور ، وتخبط الشيطان ، وكثر الدعاة على أبواب جهنم ، وذلك بسبب البعد عن الهدي الرباني الذي جاء به رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم . قال الله تعالى : ( ولقد أرسلنا من قبلك رسلا إلى قومهم فجاؤوهم بالبينات فانتقمنا من الذين أجرموا وكان حقا علينا نصر المؤمنين ) الروم 47 . لقد كان الصحابة رضوان الله عليهم يجتهدون في التعرف على الفتن ليتبينوا سبل النجاة من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقد كان الصحابي الجليل حذيفة رضي الله عنه يكثر من سؤال النبي صلى الله عليه وسلم عن الشر حتى لا يقع فيه . فعنه رضي الله عنه قال : كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير، وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني . فقلت : " يا رسول الله : إنا كنا في جاهلية وشر، فجاءنا الله بهذا الخير ، فهل بعد هذا الخير من شر ؟ . قال : نعم ، قلت : وهل بعد ذلك الشر من خير ؟ قال : نعم ، وفيه دخن . قلت : وما دخنه ؟ قال : قوم يهدون بغير هديي ، تعرف منهم وتنكر ، قلت : فهل بعد ذلك الخير من شر ؟ . قال نعم ، دعاة على ابواب جهنم من أجابهم قذفوه فيها . قلت : يا رسول الله صفهم لنا ، قال : هم من جلدتنا ، ويتكلمون بالسنتنا . قلت فما تأمرني إن أدركني ذلك ؟ قال : تلزم جماعة المسلمين وإمامهم . قلت : فإن لم يكن لهم جماعة ولا إمام ؟ قال : فاعتزل تلك الفرق كلها ولو أن تعض بأصل شجرة ، حتى يدركك الموت وأنت على ذلك ) متفق عليه . جــ : ــ حب الشهوات وسيطرتها ، ومنها شهوة البطن ، وشهوة الفرج ، وشهوة الولد ، وشهوة المال ، وشهوة المنصب ، وما تتطلبه هذه الشهوات من تملق ، ورياء ، ورشوة ، وحب للظهور ، وسكوت عن الحق . وكل هذه الشهوات تعدّ فتنا إن لم يراعي فيها تقوى الله تبارك وتعالى . إذ أن المؤمن الحق يربأ بنفسه أن تمتد له يد ، أو رجل ، أو لسان ، أو عين بغير حق ، ليقينه بأن السمع ، والبصر ، والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا . قال الله تعالى : ( ومن الناس من يعبد الله على حرف فإن أصابه خير اطمأن به وإن أصابته فتنة انقلب على وجهه خسر الدنيا والآخرة ذلك هو الخسران المبين ) الحج 11 . فإياك ... إياك أختاه أن ترضي لنفسك أو لرعيتك أن تعيشوا على الهامش جريا وراء الشهوات ، أو أن ترضوا بالقليل من متاع دنيوي زائل ، وتعرضوا عما أعد الله تبارك وتعالى لعباده الصالحين في الدنيا والآخرة ، فإن الله يحب معالي الأمور ، ويكره سفاسفها . قال الله تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا إن من أزواجكم وأولادكم عدوا لكم فاحذروهم وإن تعفو وتصفحوا وتغفروا فإن الله غفور رحيم . إنما أموالكم وأولادكم فتنة والله عنده أجر عظيم . فاتقوا الله ما استطعتم واسمعوا وأطيعوا وأنفقوا خيرا لأنفسكم ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون ) التغابن 14 ــ 16 . د : ــ ارتكاب الذنوب والمعاصي ، وانتهاك الحرمات ، ففد كثر القتل ، وفساد العهود والذمم ، وضياع الأمانة ، ومنع الحقوق ، وأكل الربا ، وأكل مال اليتيم ، وأكل أموال الناس بالباطل ، ومنع الزكاة ، وشرب الخمور ، والتبرج ، والسفور ، والزنا ، وفعل قوم لوط ، وغير ذلك من الفسق والفجور . قال الله تعالى : ( فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم ) النور 63 . وقال الله تعالى : ( ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون . قل سيروا في الأرض فانظروا كيف كان عاقبة الذين من قبل كان أكثرهم مشركين ) الروم 41 ــ 42 . وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ويل للعرب من شر قد اقترب . أفلح من كف يده ) صحيح الجامع 7135 . والله إن الله تعالى بنا رحيم ، نسأله سبحانه أن لا يعذبنا بما فعل السفهاء منا !! . ذ : ــ حب الدنيا والركون إليها : قال الله تعالى : ( ولا تمدنّ عينيك إلى ما متعنا به أزواجا منهم زهرة الحياة الدنيا لنفتنهم فيه ورزق ربك خير وأبقى . وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها لا نسألك رزقا نحن نرزقك والعاقبة للتقوى ) طه 131 . وعن ثوبان رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( يوشك أن تداعى عليكم الأمم من كل أفق ، كما تداعى الأكلة إلى قصعتها ، قيل : يا رسول الله ! فمن قلة يومئذ ؟ قال : لا ولكنكم غثاء كغثاء السيل ، يجعل الوهن في قلوبكم ، وينزع الرعب من قلوب عدوكم ، لحبكم الدنيا وكراهيتكم الموت ) الصحيحة 958 . 2 : ــ الثبات على الحق ، وإلتزام طريق النجاة ، والإعراض عن الدعوات الباطلة : ــ فلا ينبغي أن نغتر بكثرة الفرق والأحزاب والجماعات ، والأئمة المضلين . أو أن نلقي لها بالا ، فإن هذه الأمة لن تصلح إلا بما صلح به أولها ، لن تصلح إلا بالرجوع إلى كتاب الله تبارك وتعالى ، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم على فهم سلفنا لصالح ، لأن ذلك هو : الدين باتفاق الأئمة رحمهم الله ، وهو العصمة من الإنحراف والوقوع في الفتن والضلال . قال الله تعالى : ( ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءتهم البينات وأولئك لهم عذاب عظيم ) آل عمران 105 . وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( تركت فيكم شيئين لن تضلوا بعدهما : كتاب الله وسنتي ، ولن يتفرقا حتى يردا علي الحوض ) الصحيحة 1761 . وإن خير الناس القرون الثلاثة سلفنا الصالح ، ومن تبعهم بإحسان ، صدقوا الله تبارك وتعالى ، واستقاموا على أمره ، وجعلوا من كتاب الله تعالى ، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم دستور أمة ، ومنهج حياة ، ومصدر تلقَ للإتباع والتطبيق قولا وعملا ، لا منهج قبلية ولا عصبية ، ولا اتباع لأهواء ، ولا استمتاع ومباهاة بمراكز ومناصب . تمسكوا بما جاءهم من عند الله تبارك وتعالى ، وعضوا عليه بالنواجذ ، لم يلتفتوا إلى فلسفات الهند واليونان وغيرهما ، ولم يبهروا بالحضارات السابقة ، فكانوا غرباء لقلتهم وسط فرق ضالة منحرفة كثيرة . صلحوا وثبتوا ، فتميزوا تميزا واضحا في كل شيء ظاهرا وباطنا ، وذلت لهم رغم قلتهم رقاب الأكاسرة ، وانهارت أمامهم عروش الجبابرة . إنّ سرّ تميزهم وقوتهم كان في استقامتهم على أمر الله تبارك وتعالى ، خافوا الله وتعالى ، واتبعوا رضوانه ، والتفـّوا حول رسول الله صلى الله عليه وسلم على أمر جامع ، وعلى كلمة سواء ، فرضي الله عنهم ورضوا عنه ، وبدّلهم من بعد خوفهم أمنا ، ومكَـّن لهم دينهم الذي ارتضى لهم ، وكانت بداية الإنطلاقة والتكوين لدولة الإسلام والمسلمين . قال الله تعالى : ( وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا يعبدونني لا يشركون بي شيئا ومن كفر بعد ذلك فأولئك هم الفاسقون ) النور 55 . ما أحرانا أن نتبع خطاهم ، وأن نقتفي آثارهم ، في زمن الغربة والإختلاف . 3 : ـ أختاه : أنت راعية في بيتك ، ومسؤولة أنت وزوجك عن رعيتك ، بين يدي الله يوم القيامة . أنتما الأمل بإذن الله تعالى وتوفيقه ، بإمداد هذه الأمة بالعناصر المؤمنة الصالحة ، وذلك ب : ــ أ : ــ تربية الأبناء التربية الإيمانية ، وتنشئتهم على الرضا بالله ربا ، وبالإسلام دينا ، وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا ورسولا . استسلاما لأمره ، ورضا بحكمه ، وتقيَدا بشرعه ، وتأدبا بآدابه على تقوى من الله تبارك وتعالى ، وحثهم على ذلك بالحكمة والموعظة الحسنة . أختاه !! بالقدوة الصالحة ... بالمحبة والحنان تلمَين شمل الأسرة ، وتقوَمين معوجَها ، بحيث يفهم كل فرد منهم دوره ، وما أراد الله تعالى منه في هذه الحياة الدنيا ، لتبقى الأسرة المسلمة حصنا حصينا ضد كيد الأعداء من شياطين الأنس والجن ، وذلك بحسن الرعاية والتوجيه . قال الله تعالى : ( فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لأنفضوا من حولك فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر فإذا عزمت قتوكل على الله إن الله يحب المتوكلين ) آل عمران 159 . ب : ــ تأصيل قاعدة الولاء والبراء وتعميقها في النفوس ، وخاصة الأبناء ، لإكتساب المناعة ، وبعد النظر ، وأخذ الحيطة والحذر ، والتاسي بما في كتاب الله تعالى ، وهدي رسوله صلى الله عليه وسلم من قصص وعظات وعبر ، وذلك لمواجهة الهجمة الهمجية على الإسلام والمسلمين ، وما تبثه من فتن ، وإتاحة الفرصة للأبناء لمعايشة الأحداث ، وفهم ما يدور حولهم ، حتى لا يؤخذوا على حين غرة ، وليصير همّ الجميع همّا واحدا ، ألا وهو بذل الارواح رخيصة ، للدفاع عن العقيدة والدين ، فلا تكن ردود الفعل عند الفتن والإبتلاءات ، مجرد مظاهرات ، وخطب ، وجمل حماسية .... تهديد ووعيد .... وذكرللأحساب والأنساب .... وتغنّ بماض الأجداد العريق ، دون تأثر بماض أو حاضر ، ولا بأخذ العبرة منه !! . ثمّ ــ تنتهي كفقاعات هواء ــ بتبادل الإتهامات ، واستجداء شفقة ورحمة وقرارات من شرق وغرب ، على ما يلمّ بنا !!! وقد نسوا رب الأرض والسموات !!! . عندما مات رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال أبو بكر الصدّيق رضي الله عنه : " من كان يعبد محمدا فإن محمد قد مات ، ومن كان يعبد الله فإن الله تعالى حي لا يموت " . فلا عصبية ، ولا قبلية ، ولا ولاء لأفراد ، ولا لجماعات ، أو تنظيمات ، إنما الولاء لله وحده ، وما جاء به رسوله صلى الله عليه وسلم من عنده . ج : ـ غرس مبادئ الرحمة ، والمحبة ، والمروءة ، والإيثار ، والنخوة ، والتعاطف بين أفراد الأسرة ، والأرحام ، ثم المجتمع من حولهم ، وتنمية الإحساس بالمسؤولية والتكافل الإجتماعي ، والمبادرة إلى العمل الجماعي ، وذلك لمساعدة المحتاجين ، وجمع الغذاء والكساء والمعونة ، والمساهمة في إسعاف الجرحى والمرضى عند الإبتلاءات والكوارث . عن أنس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن من الناس ناسا مفاتيح للخير ، مغاليق للشر ، وإن من الناس ناسا مفاتيح للشر مغاليق للخير ، فطوبى لمن جعل الله مفاتيح الخيرعلى يديه ، وويل لمن جعل مفاتيح الشرعلى يديه ) صحيح الجامع 2223 . أختاه !! ما كانت الفتن ، والعقوق ، وقطع الأرحام ، وتفكيك اواصر المجتمع ووهنه ، وفساده وما يقترف فيه معاصي ، وما حل فيه من حروب ، وويلات إلا على أيدي من هم مفاتيح للشر ، مغاليق للخير ، وما ذلك إلا لأمراض خطيرة بقلوبهم يعانون منها ، وانتشرت عدواها ، نسأل الله تعالى العفو والعافية ، فينبغي أخذ الحيطة والحذر للوقاية منها ، وأولها : ــ * ــ ضعف الإيمان بالله تعالى واليوم الآخر . * ــ الإستهانة بأمر الله تعالى ، وتحكيم شرعه . * ــ نسيان الملائكة الكتبة . قال الله تعالى : ( وكل شيئ فعلوه في الزبر . وكل صغير وكبير مستطر) القمر 52 ــ 53 . * ــ نسيان الموت وسكراته ، والقبر نعيمه ، أو عذابه . * ــ الجري وراء متاع دنيوي زائل ، والإستهانة بالجنة ونعيمها ، وبالنار وعذابها . قال الله تعالى : ( فأما من طغى وآثر الحياة الدنيا فإن الجنة هي المأوى . وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فإن الجنة هي الماوى ) النازعات 37 ــ 41 . * ــ قلة الصبر ، وضعف الإرادة لضعف الشخصية ، وذلك لما تعانيه من أمراض الكبر، والحقد ، والحسد ، والغيرة ، والأنانية ، فمن كانت هذه صفاتهم لا يريحون ولا يستريحون ، وهم باب لكل فتن وشر والعياذ بالله . قال الله تعالى : ( ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا وقال إنني من المسلمين . ولا تستوي الحسنة ولا السيئة إدفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم . وما يلقاها إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم . وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه هو السميع العليم ) فصلت 23 ــ 26 . أختاه !! إنها طوبى ... أسأل الله تعالى أن يجعلك وأهل بيتك مفاتيح للخير ، مغاليق للشر . د : ــ ما أروع أن تكوني [ البطانة الصالحة لزوجك ] ، وذلك بتقدير الأمور بقدرها ، ووضعها في نصابها ، على هدى من الله تبارك وتعالى ، وذلك بحسن العشرة ، وأخذ العبرة من قصص الأولين والآخرين ، وبذل التناصح ، والتفاهم مع الزوج حول تربية الأبناء والتعامل مع الأهل ، وما يعترض الأسرة من مشكلات بحلم وأناة ، لتبقى قوية متماسكة . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( خير نسائكم الولود الودود المواسية المواتية إذا اتقيتن الله ، وشر نسائكم المتبرجات المتخيلات ، وهن المنافقات لا يدخل الجنة منهن إلا مثل الغراب الأعصم ) صحيح . رواه البيهقي عن أبي أذينة الصدفي مرسلا . الصحيحة 1849 . أعيني زوجك وأبناءك وشدي من أزرهم ، لما فيه عزهم وكرامتهم ، ورفعة شأنهم . ولما فيه خير الإسلام والمسلمين ، والتمسك بهذا الدين ، والدعوة إليه ، والصبرعلى ذلك ، طاعة لله وابتغاء مرضاته . إن كثيرا من النساء هداهن الله لا همَ لهن إلا أنفسهن ... لا همَ لهن إلا دنيا ! ... فاحذري أختاه أن تكوني عقبة لهم في طريق الخير ، فتصدَي عن سبيل الله ! . ولنا في أمهات المؤمنين – أسوة حسنة ، فها هي خير النساء السيدة خديجة رضي الله عنها ، أول من آمنت من النساء برسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأيدته ماديا ومعنويا ، عند بدء الرسالة ، ونزول الوحي ، هدأت من روعه صلى الله عليه وسلم ، عندما أخبرها خبر الوحي ، قائلة : ( كلا والله ما يخزيك الله أبدا ، إنك لتصل الرحم ، وتحمل الكل ، وتكسب المعدوم ، و تقري الضيف ، وتعين على نوائب الحق ) متفق عليه . أختاه ! لقد أظلت المسلمون فتن كقطع الليل المظلم ، دهمت كل بيت ، فتنة الشبهات ، والشهوات ، وصحبة السوء ، وأئمة السوء ، وفرق الضلال ، وفتنة الأموال ، والبنوك الربوية ، فتنة الأزواج ، والأولاد ، وفتنة النساء ... الله ... الله يا أختاه !! إياك ... إياك أن تكوني سببا فيها . إياك أن توقظي الفتن من سباتها ، أو تعيني على ذلك . فعن أسامة بن زيد ، وسعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( ما تركت بعدي في الناس فتنة أضر على الرجال من النساء ) متفق عليه . 4 : ــ إنكار الأكاذيب ، والإشاعات ، والإستعداد لمقاومتها ، وبيانها للناس : ــ لأن أعداء الأمة ، وأئمة الضلال يخلطون أوراق معتقداتهم الفاسدة المزيفة ، بأوراق مصالحهم وأطماعهم لتحقيقها ، خاصة عن طريق بثّ الأحاديث المكذوبة والموضوعة ، وإشاعتها بين الناس . فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( سيكون في آخر الزمان ناس من أمتي يحدثونكم بما لم تسمعوا أنتم ولا آباؤكم فإياكم وإياهم ) صحيح الجامع 3667 . وهذا يتطلب إثارة الوعي الديني ، والحرص على طلب العلم الشرعي النافع الذي ينير سبيل الهداية ، وتلقـّـيه من منابعه الصافية ، وأخذه من مظانَه ، وشيوخه الثقاة أهل العلم والدين ، ممن يوثق بصلاحهم ، وعلمهم ، وحسن اتباعهم ، ورجاحة عقولهم ،الذين هم أعلم الناس بالحق ، وأرأفهم بالخلق . لأن الأمة في أمسَ الحاجة إلى علماء ربانيين ، علماء عاملين ، يقودون الأمة إلى سبيل النجاة ، لتكون أمة وسطا بين الأمم ، كما أرادها الله تبارك وتعالى ، ولتنفض غبار الإحباط والوهن الذي ابتليت به . أختـــاه ! حثــّي الزوج والأبناء على التحلق حولهم في مجالس الذكر ، وعلى استشارتهم عند الحاجة إليهم ، وذلك لبيان الأحكام الشرعية عند الإختلاف ، والأحداث والفتن ، التي يخفى وجه الحق فيها . فإنهم منارات الهدى في الأيام الحالكات . قال الله تعالى : ( واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ولا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطا ) الكهف 28 . 5 : ــ معرفة مصدر الفتن ، ومن أين تأتي لاجتنابها : ــ إن البعد عن مواطن الفتن صغيرة كانت أو كبيرة ، والإعتزال عند اختلاط الأمور ، أقرب طريق إلى السلامة ، فلا يصيب المؤمن دما حراما ، ولا مالا حراما ، ولا يؤذي مسلما ، ولا يؤذيه حرّها ولهيبها . فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ستكون فتن ، القاعد فيها خير من القائم والقائم فيها خير من الماشي ، والماشي فيها خير من الساعي ، ومن تشرّف لها تستشرفه ، ومن وجد فيها ملجأ أو معاذا فليعذ به ) متفق عليه . وقد أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الجهة التي تهب منها رياح الفتن على ديار المسلمين ، فعن عائشة رضي الله عنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( رأس الكفر ههنا من حيث يطلع قرن الشيطان ) متفق عليه . وعن ابن عمررضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( اللهم بارك لنا في شامنا ، اللهم بارك لنا في يمننا ، قالوا يا رسول الله ! وفي نجدنا ؟ فأظنه قال في الثالثة : هناك الزلازل والفتن ، وبها يطلع قرن الشيطان ) رواه البخاري . والنجد : ما ارتفع من الأرض . قال الخطـّابي : " [ نجد ] من جهة المشرق ، ومن كان بالمدينة كان نجده بادية العراق ونواحيها ، وهي مشرق أهل المدينة " . انتهى كلامه . وهذا ما فقهه سالم بن عبدالله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهم ، فقال : " يا أهل العراق ما أسألكم عن الصغيرة ، وأركبكم للكبيرة ، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( إن الفتن تجيئ من ههنا ، وأومأ بيده نحو المشرق ، من حيث يطلع قرنا الشيطان ، وأنتم يضرب بعضكم رقاب بعض ) رواه مسلم . كتاب الفتن . ومن تتبـّع التاريخ وأحداثه يجد أن الفتن هبـّت رياحها على المسلمين ــ ولا تزال ــ من المشرق ، فمنذ مقتل عمر وعثمان وعلي وأبناؤه رضي الله عنهم أجمعين ، وما تبع ذلك من فتن الخوارج ، والتشيّـع ، والتصوّف ، ثمّ ثورة الزنج بالبصرة عام 255 هـ . ومعركة القرامطة عام 278 ، ثم التتار ، والصفويين وغيرهم ، وما ارتكبوه من بدع ، وفتن ، وفظائع ، وحروب !! وكلها جاءت من المشرق . وكان آخرها في زمننا هذا معركة : العراق وإيران ، والعراق والكويت ، ثم احتلال العراق وغيره من قبل المستعمرين من أعداء الدين ، وما تلاه من فتن طائفية ذهب ضحيتها أعداد هائلة من الأبرياء ــ ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ــ ، وسيبقى الأمرعلى ذلك كما أخبرنا صلى الله عليه وسلم إلى ما شاء الله تعالى . وسيأتي الدجال ، ويأجوج ومأجوج من قبل المشرق ، نسأل الله تعالى العافية والسلامة ، وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم . 6 : ــ طاعة الإمام وعدم الخروج عليه : ــ عن العرباض بن سارية رضي الله عنه قال : وعظنا رسول الله صلى الله عليه وسلم موعظة بليغة ذرفت منها العيون ووجلت منها القلوب ، فقلت : يا رسول الله : إن هذه لموعظة مودع ، فماذا تعهد إلينا ؟ قال : تركتكم على المحجة البيضاء ليلها كنهارها سواء لا يزيغ عنها بعدي إلا هالك ، ومن يعش بعدي فسيرى اختلافا كثيرا ، فعليكم بسنتي ، وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي ، عضّـوا عليها بالنواجذ ، وعليكم بالطاعة وإن عبدا حبشيا ، فإنما المؤمن كالجمل الآنف ، حيثما قيد ينقاد ) الصحيحة 2735 . في زمن الغربة ، والفتن ، والإختلاف ، وفي ظل الظروف العصيبة ، والأحداث المتلاحقة ، وظلمة التكفير التي أدت إلى التفجير والتدمير ، وذهب ضحيتها البر والفاجر بلا تمييز ، وانعدم الأمن والأمان إلا ما شاء الله تعالى ، رمي الإسلام وأهله بالإرهاب ، فكان هذا ذريعة لأعداء الأمة للتدخل في شؤونها ، وبسط سيطرتهم عليها ، وسلب خيراتها ، واجتياح أرضها ، وانتهاك عرضها . إحذري أختاه من أن تكوني عونا على الخروج عن أمر الحكام لمجرد شبهة ، أو استفزاز ، وعليك بالسمع والطاعة وإن عبدا حبشيا كما أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم . وإحذري من ردود الفعل العكسية السلبية في حال الفتن ، أو الحض على الشغب والهياجات ، التي تؤدي إلى ما لا تحمد عقباه ، من ضياع الأمن والأمان ، وانتهاك الحرمات ، وتفكك المجتمع وضعفه ووهنه . وما تعانيه الأمة حاليا خير شاهد !! . ما أحوجنا إلى مراجعة النفوس ، وضبطها بميزان الكتاب والسنة على فهم سلف الأمة ، خير القرون والتي أوصى بالتمسك بما كانت عليه ، رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم . 7 : - إن الأمة بحاجة إلى علو الهمة ، والمسابقة إلى الطاعات ، وترك المنكرات ، والكف عن الذنوب والمعاصي : ــ وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( بادروا بالأعمال فتنا كقطع الليل المظلم ، يصبح الرجل مؤمنا ، ويمسي كافرا ، ويمسي مؤمنا ، ويصبح كافرا ، يبيع أحدهم دينه بعرض من الدنيا قليل ) مختصر صحيح مسلم 2038 . ولنا في قصص الأولين من المعذبين عظة وعبرة ، حتى لا يصيبنا ما أصابهم . فعن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إذا رأيت الله يعطي العبد من الدنيا على معاصيه ما يحب فإنما هو استدراج ، ثم تلا : " فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم أبواب كل شيئ حتى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتة فإذا هم مبلسون " الأنعام 44 ) الصحيحة 413 . قال الله تعالى : ( وضرب الله مثلا قرية كانت آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغدا من كل مكان فكفرت بأنعم الله فأذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون ) النحل 112 . 8 : ــ الحذر والإنتباه الدائم ، من مكر المارقين ، والمتربصين من أعداء الدين : ــ لأنهم أرادوا إقصاء المسلم عن دينه كهولا وشبابا بإشغاله بأمور دنيوية ، وديون ربوية ، وخلافات جانبية ، وركزوا جهدهم على المرأة وذلك لإفسادها ، وإشغالها بتوافه الأمور ، والجري وراء ماركات ، وتقليعات ، وفتن بثوها بالأسواق ، ووسائل الإعلام ، لتكون أكبر همها ، ومبلغ علمها ، [ باسم تحرير المرأة ] ، يريدونها متمردة تائهة حائرة تتخبط ، ثم بفسادها تفسد الأجيال . إنهم يعلمون أنَ المرأة المؤمنة بربها المتمسكة بقيمها ، من الصعوبة عليها بمكان ، التخلي عن مبادئها الدينية وقيمها الأخلاقية ، ذلك مما يشكل حجر عثرة أمام مخططاتهم وما يمكرون . 9 : ــ الصبر على الإبتلاء ، وانتظار النصر ، واستشعار الأجر العظيم على ذلك في زمن الغربة : ــ فعن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن من ورائكم أيام الصبر، للمتمسك فيهن يومئذ بما أنتم عليه أجر خمسين شهيدا منكم ، قالوا يا نبي الله ! أو منهم ؟ قال : بل منكم ) صحيح الجامع 2234 ــ الصحيحة 494 . وعن خباب بن الأرثّ رضي الله عنه قال : " شكونا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو متوسد بردة له في ظل الكعبة ، قلنا له : ألا تستنصر لنا ، ألا تدعو لنا ، قال صلى الله عليه وسلم : ( كان الرجل فيمن كان قبلكم يحفر له في الأرض فيجعل فيه ، فيجاء بالمنشار فيوضع على رأسه ، فيشق باثنتين ، وما يصده ذلك عن دينه ، ويمشّط بأمشاط الحديد ما دون لحمه من عظم او عصب . ــ وفي رواية : عظامه من لحم أو عصب ــ وما يصده ذلك عن دينه ، والله ليتمـّنّ الله هذا الأمر ، حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت ، ولا يخاف إلا الله أو الذئب على غنمه ، ولكنكم تستعجلون ) رواه البخاري . 10 : ــ الإكثار من الذكر ، والشكر ، والدعاء ، والإستعاذة بالله تبارك وتعالى من الفتن ما ظهر منها وما بطن : ــ كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يستعيذ بالله من فتنة المحيا والممات ، ومن شر فتنة المسيح الدجال ، ومن فتنة المأثم والمغرم ، ومن فتنة الغنى ، والفقر ، ومن فتنة القبر، وعذاب القبر . إن المعافى لا يعرف قدر العافية إلا في حال المرض ، ولا قدر النعمة ، إلا عند الإبتلاء والنقمة ، ولا قدر الأمان والطمأنينة ، إلا عند الرعب والخوف ، فينبغي الإكثار من ذكر الله تبارك وتعالى وشكره في السرّاء والضرّاء ، والبعد عن الشرك به ، وجحود نعمه سبحانه وتعالى . قال الله تعالى : ( وإذ تأذن ربكم لئن شكرتم لأزيدنكم ولئن كفرتم إن عذابي لشديد ) إبراهيم 7 . وعن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر جهدا شديدا يكون بين يدي الدجال ، فقلت : يا رسول الله ! فأين العرب يومئذ ؟ قال : ( يا عائشة ! العرب يومئذ قليل" ، فقلت : ما يجزي المؤمنين يومئذ من الطعام ؟ قال : " ما يجزي الملائكة التسبيح والتكبير والتحميد والتهليل " . قلت فأي المال يومئذ خير ؟ قال : غلام شديد يسقي أهله من الماء ، وأما الطعام فلا طعام ) الصحيحة 3079 . أختــــــــــــــــاه ! أما آن لنا أن نضع اليأس والإحبــــــــاط جانبا ، وأن نتفكر في الأسباب التي أدت إلى الهلاك والفساد ، وضياع البلاد والعباد . أما آن لنا أن نشمـّر عن ساعد الجد بعد كلّ هذه الفتن ، وهذا البلاء ، وهذا التمزق الذي تتفطر منه الأكباد . اللهم فرج كرب المسلمين ، واحقن اللهم دماءهم ، وجنبهم الفتن ما ظهر منها وما بطن ، اللهم أرهم الحق حقا وارزقهم اتباعه ، وأرهم الباطل باطلا وارزقهم اجتنابه ، اللهم اشف صدور قوم مؤمنين ، بنصر من عندك مؤزر مبين ، على من ظلمهم وعاداهم يا رب العالمين ، يا ولي المستضعفين ، اللهم عليك بأعدائك أعداء الدين ، اللهم احصهم عددا ، واقتلهم بددا ، ولا تغادر منهم أحدا . اللهم آمين . وصلي اللهم وسلم وبارك على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين . من محاضرات اللجنة النسائية بمركز الإمام الألباني رحمه الله تعالى ، بمناسبة حرب حزب الله الشيعي في جنوب لبنان مع يهود ، وما جرّه من ابتلاء وانقسام وفتن .
الموضوع الأصلي :
واجب المرأة المسلمة عند الفتن لشيخنا الهلالي
-||-
المصدر :
منتديات الشعر السلفي
-||-
الكاتب :
فتحي العلي
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
.: عدد زوار المنتدى:.