|
كاتب الموضوع | إبراهيم بن رجا الشمري | مشاركات | 1 | المشاهدات | 4537 | | | | انشر الموضوع |
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
[نصيحة إلى الدكتور أحمد بازمول]
بسم الله الرحمن الرحيم " الحمد لله مفلج الحق وناصره ، ومدحض الباطل وماحقه ، الذي اختار الإسلام لنفسه ديناً ، فأمر به وأحاطه ، وتوكل بحفظه وضمن إظهاره على الدين كله ولو كره المشركون . ثم اصطفى من خلقه رسلاً ابتعثهم بالدعاء إليه ، وأمرهم بالقيام به والصبر على ما نابهم فيه من جهلة خلقه ، وامتحنهم من المحن بصنوف ، وابتلاهم من البلاء بضروب ، تكريماً لهم غير تذليل ، وتشريفاً غير تخسير ، ورفع بعضهم فوق بعض درجات . فكان أرفعهم عنده درجة أجدهم إمضاء مع شدة المحن ، وأقربهم إليه زلفاً ، وأحسنهم إنفاذاً لما أرسله به مع عظيم البلية . يقول الله عز وجل في محكم كتابه لنبيه صلى الله عليه وسلم { فاصبر كما صبر أولو العزم من الرسل } وقال له صلى الله عليه وسلم ولأتباعه رضوان الله عليهم { أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم ، مستهم البأساء والضراء وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله ألا إن نصر الله قريب } وقال { يا أيها الذين آمنوا اذكروا نعمة الله عليكم إذ جاءتكم جنود فأرسلنا عليهم ريحا وجنودا لم تروها وكان الله بما تعملون بصيرا إذ جاءوكم من فوقكم ومن أسفل منكم وإذ زاغت الأبصار وبلغت القلوب الحناجر وتظنون بالله الظنونا هنالك ابتلي المؤمنون وزلزلوا زلزالا شديدا } وقال تعالى ذكره { أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين } . فلم يخل جل ثناؤه أحدا من مكرمي رسله ، ومقربي أوليائه من محنة في عاجلة دون آجلة ؛ ليستوجب بصبره عليها من ربه من الكرامة ما أعد له ، ومن المنزلة لديه ما كتبه له " (1) . هذا وإن من أعظم الظلم والبلاء الخذلان وقت تكالب الأعداء ، وأشده ما كان صادراً من أخيك وممن كنت تأمل نصرته لك ولدعوة السنة ، لا تخليه عنها وركونه إلى الباطل وأهله . " وكفى بالعبد عمىً وخذلاناً أن يرى عساكر الإيمان وجنود السنة والقرآن وقد لبسوا للحرب لامته وأعدوا له عدته وأخذوا مصافهم ووقفوا مواقفهم . وقد حمي الوطيس ودارت رحى الحرب واشتد القتال وتنادت الأقران ( النزال النزال ) وهو في الملجأ والمغارات والمدخل مع الخوالف كمين وإذا ساعد القدر وعزم على الخروج قعد فوق التل مع الناظرين ينظر لمن الدائر ليكون إليهم من المتحيزين ثم يأتيهم وهو يقسم بالله جهد أيمانه أني معكم وكنت أتمنى أن تكونوا أنتم الغالبين. " (2) ولم تزل دعوة أهل السنة تبتلى بأمثال هؤلاء بين الفينة والأخرى وهم في الحقيقة لا يضرون الإ أنفسهم فإن الأمر كما قال عليه الصلاة والسلام عن أهل الحق [ لَا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَذَلَهُمْ وَلَا مَنْ خَالَفَهُمْ حَتَّى يَأْتِيَهُمْ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ عَلَى ذَلِكَ ] ، ومن آخر هؤلاء –الخاذلين للحق وأهله- الدكتور أحمد بازمول ، الذي قدم علينا الكويت –قريباً- وأثار فيها الفتن وطعن فيها بأهل الحق –هناك- بأمور تبين قلة فقهه وشديد ظلمه ، ثم ولى مدبراً إلى البلاد اليمنية ليفجأ أهل السنة بنزوله في الفيوش ثم بإطلاقه لسانه في علامة اليمن وشيخ أهل الحديث هناك العلامة يحيى بن علي الحجوري –حفظه الله- ، فلما رأيت أن هذا الدكتور يناطح الجبال وهو إلى الآن لم يحكم بعض مسائل الاعتقاد ، ولم يضبط الفروق الصحيحة بين دعوة أهل السنة السلفية وبين دعوة الحدادية الضالة ، أحببت أن أبين مقادر علمه بذكر هذه الملاحظات التي أخذت عليه لعله يتوب و إلى ربه يؤوب ، وحتى يعرف حينئذٍ قدره فلا يبتغي العلو في الأرض ولا يقصد البغي على الخلق فإن عواقب البغي والظلم وخيمة أليمة . يقول ربنا تبارك وتعالى { ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار مهطعين مقنعي رؤوسهم } وقال تعالى { ألا لعنة الله على الظالمين } وقال صلى الله عليه وسلم [ المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه ] أخرجه البخاري في الصحيح من حديث ابن عمر وقال صلى الله عليه وسلم -كما في الصحيح أيضاً- [ الظلم ظلمات يوم القيامة ] أو ما تخاف يا دكتور من دعوة المظلوم التي " ليس بينها وبين الله حجاب " كما قال صلى الله عليه وسلم أو ما دريت يا دكتور أن الذنوب " يُؤخِرُ اللَّهُ مِنهَا مَا شَاء إِلى يَوم الِقيامةِ إِلَّا البَغي وعُقوقَ الْوَالِدَيْنِ أَو قَطيعةَ الرَّحِم يُعجِلُ لِصاحِبِها فِي الدُّنيا قَبل المَوت " كما قال صلى الله عليه وسلم أو ما سمعت يا دكتور قوله عليه الصلاة والسلام [ إنَّ اللهَ لَيُملي للظَّالم حتَّى إذا أخَذَه لم يُفْلِته ] أخرجاه من حديث أبي موسى رضي الله عنه أو ما علمت يا دكتور أن " جبلاً لو بغى على جبل لدك الباغي " كما قال ابن عباس رضي الله عنهما . أو لم تردعك هذه النصوص وغيرها عن ظلم الناس بل ظلم الدعوة السلفية وذلك بطعنك بمن يتمسك بالآثار ويدعوا إليها وصدك عن سبيل الله بالتحذير من شيخ أهل الحديث في اليمن ؟ فاعلم –رحمك الله- أن عواقب الخذلان وخيمة كمال قال النبي صلى الله عليه وسلم [ ما من امرئ يخذل امرءا مسلما في موطن ينتقص فيه من عرضه و ينتهك فيه من حرمته إلا خذله الله تعالى في موطن يحب فيه نصرته ] أخرجه أبوداود في سننه من حديث جابر رضي الله عنه وحسنه الشيخ الألباني في الجامع . والآن " هناك أناس مع الأسف يغتاظون من الرد على أهل الباطل والأخطاء ويتحمسون لموالاتهم والذب عنهم ويجفون ويتنكرون لمن يردون الباطل والأخطاء ويخذلونهم أشد الخذلان ويوهمون الناس أن هذا من الرفق والحكمة وهذا من أشد أنواع الابتلاء والمحن الأمر الذي جرأ أهل الباطل على التمادي في باطلهم ونشر فتنتهم على مستوى العالم وليت هذا الصنف يدركون عواقب مواقفهم الخطيرة " كما قال الإمام الربيع –في رده على الرحيلي- فراجع مواقفك وأقوالك يا دكتور فإن عواقبها خطيرة ان لم يتداركك الله برحمته . واعلم –رحمك الله- أن [ من رمى مسلما بشيء يريد شينه به حبسه الله على جسر جهنم حتى يخرج مما قال ] كما قال صلى الله عليه وسلم فيما أخرجه أبوداود من حديث معاذ الجهني رضي الله عنه وقد حسنه الشيخ الألباني وقال صلى الله عليه وسلم [ من قال في مؤمن ما ليس فيه أسكنه الله ردغة الخبال حتى يخرج مما قال ] أخرجه أبوداود من حديث ابن عمر وصححه الشيخ الألباني يا دكتور هذه نصيحة من أخٍ مشفق إلى أخيه فلا تتكبر عن العمل بمقتضاها واعلم " أن الرجوع إلى الحق خير من التمادي في الباطل " كما قال الفاروق عمر –رضي الله عنه- وإياك إياك من رد الحق لكونه خارجاً من مبغوضك أو عدوك فإن هذا من الكبر كما قال صلى الله عليه وسلم [ الكبر بطر الحق وغمص الناس ] أخرجه مسلم في صحيحه من حديث ابن مسعود . وشروعاً في المقصود أقول : 1- سئل الدكتور أحمد بازمول : عن الفرق بين البدعة المفسقة والمكفرة فقال : البدعة المفسقة هي التي لا يخرج صاحبها بارتكابها من الدين مثل بدعة الأشاعرة وبدعة المرجئة ونحو ذلك ، وأما البدعة المكفرة هي التي يقع صاحبها بارتكابها بناقض من نواقض الدين مل قول الجهمية بأن القرآن مخلوق .... (3) وبيان الخلل في هذا الكلام من وجهين : الوجه الأول : القول بأن بدعة الأشاعرة بدعة مفسقة قول بطل مخالف لاتفاق السلف وبيان ذلك في نقاط : النقطة الأولى : الأشاعرة المتأخرون نفاة للعلو بل نص جماعة منهم على تكفير من أثبت العلو ، ونفي العلو –بمفردها- بدعة كفرية باتفاق السلف فكيف لو انضم إلى هذا تكفير من أثبت العلو للعلي الغفار (!) : قال محمد بن إسحاق بن خزيمة ـ إمام الأئمة: «من لم يقل : إن الله فوق سماواته على عرشه بائن من خلقه، وجب أن يُستتاب، فإن تاب وإلا ضُربت عنقه ثم أُلقي على مزبلة، لئلا يتأذى بنتن ريحه أهل القبلة، ولا أهل الذمة» ، [ذكره عنه الحاكم بإسناد صحيح] . (4) وعن عبد الرحمن بن مهدي ـ الإمام المشهور ـ أنه قال : «ليس في أصحاب الأهواء شر من أصحاب جهم، يدورون على أن يقولوا: ليس في السماء شيء، أرى ـ والله ـ أن لا يناكحوا، ولا يورثوا» . وعن الأصمعي قال : «قدمت امرأة جهم فنزلت الدباغين، فقال رجل عندها: الله على عرشه. فقالت : محدود على محدود؟ . وقال الأصمعي : كافرة بهذه المقالة» . (4) وقال شيخ الإسلام في درء تعارض العقل والنقل (7/27 (: القول بأن الله تعالى فوق العالم معلوم بالاضطرار من الكتاب والسنة وإجماع سلف الأمة بعد تدبر ذلك كالعلم بالأكل والشرب في الجنة .. بل نصوص العلو قد قيل إنها تبلغ مئين من المواضع ... ولهذا كان السلف مطبقين على تكفير من أنكر ذلك لأنه عندهم معلوم بالاضطرار من الدين .. ا.هــ المراد النقطة الثانية : أن الأشاعرة نصروا قول الجهم بن صفوان في الإيمان وهو قول كفري أيضاً : قال الباقلاني في الإنصاف ص33: وأن يعلم أن الإيمان بالله عزَّ و وجل هو: التصديق بالقلب".. وقال صاحب الجوهرة ص67: وفسر الإيمان بالتصديق............... والنطق فيه الخلف بالتحقيق وقال الجويني في الإرشاد ص397 : والمرضي عندنا أن حقيقة الإيمان التصديق بالله تعالى , فالمؤمن بالله من صدقه , ثم التصديق على التحقيق كلام النفس , ولكن لايثبت إلا مع العلم . قال شيخ الإسلام تبن تيمية في الإيمان الكبير ص65 : وَأَبُو الْحَسَنِ الْأَشْعَرِيُّ نَصَرَ قَوْلَ جَهْمٍ فِي " الْإِيمَانِ " مَعَ أَنَّهُ نَصَرَ الْمَشْهُورَ عَنْ أَهْلِ السُّنَّةِ مِنْ أَنَّهُ يَسْتَثْنِي فِي الْإِيمَانِ فَيَقُولُ : أَنَا مُؤْمِنٌ إنْ شَاءَ اللَّهُ ؛ لِأَنَّهُ نَصَرَ مَذْهَبَ أَهْلِ السُّنَّةِ فِي أَنَّهُ لَا يَكْفُرُ أَحَدٌ مِنْ أَهْلِ الْقِبْلَةِ وَلَا يُخَلَّدُونَ فِي النَّارِ وَتُقْبَلُ فِيهِمْ الشَّفَاعَةُ وَنَحْوُ ذَلِكَ . وَهُوَ دَائِمًا يَنْصُرُ - فِي الْمَسَائِلِ الَّتِي فِيهَا النِّزَاعُ بَيْنَ أَهْلِ الْحَدِيثِ وَغَيْرِهِمْ - قَوْلَ أَهْلِ الْحَدِيثِ لَكِنَّهُ لَمْ يَكُنْ خَبِيرًا بِمَآخِذِهِمْ فَيَنْصُرُهُ عَلَى مَا يَرَاهُ هُوَ مِنْ الْأُصُولِ الَّتِي تَلَقَّاهَا عَنْ غَيْرِهِمْ ؛ فَيَقَعُ فِي ذَلِكَ مِنْ التَّنَاقُضِ مَا يُنْكِرُهُ هَؤُلَاءِ وَهَؤُلَاءِ ، كَمَا فَعَلَ فِي مَسْأَلَةِ الْإِيمَانِ وَنَصَرَ فِيهَا قَوْل جَهْمٍ مَعَ نَصْرِهِ لِلِاسْتِثْنَاءِ ؛ وَلِهَذَا خَالَفَهُ كَثِيرٌ مِنْ أَصْحَابِهِ فِي الِاسْتِثْنَاءِ كَمَا سَنَذْكُرُ مَأْخَذَهُ فِي ذَلِكَ وَاتَّبَعَهُ أَكْثَرُ أَصْحَابِهِ عَلَى نَصْرِ قَوْل جَهْمٍ فِي ذَلِكَ . وَمَنْ لَمْ يَقِفْ إلَّا عَلَى كُتُبِ الْكَلَامِ وَلَمْ يَعْرِفْ مَا قَالَهُ السَّلَفُ وَأَئِمَّةُ السُّنَّةِ فِي هَذَا الْبَابِ ؛ فَيَظُنُّ أَنَّ مَا ذَكَرُوهُ هُوَ قَوْلُ أَهْلِ السُّنَّةِ ؛ وَهُوَ قَوْلُ لَمْ يَقُلْهُ أَحَدٌ مِنْ أَئِمَّةِ السُّنَّةِ بَلْ قَدْ كَفَّرَ أَحْمَد بْنُ حَنْبَلٍ وَوَكِيعٌ وَغَيْرُهُمَا مَنْ قَالَ بِقَوْلِ جَهْمٍ فِي الْإِيمَانِ الَّذِي نَصَرَهُ أَبُو الْحَسَنِ . وَهُوَ عِنْدَهُمْ شَرٌّ مِنْ قَوْلِ الْمُرْجِئَةِ ... ا.هــ المراد وقال الشيخ عبدالله أبا بطين –كما في الدرر- : مذهب الأشاعرة أن الإيمان مجرد التصديق ولا يدخلون فيه أعمال الجوارح .. وقد كفر جماعة من العلماء من أخرج العمل عن الإيمان . النقطة الثالثة : الأشاعرة قديماً وحديثاً لا يقرون بأن الله يتكلم بحرف وصوت وينكرون ذلك وهذه بدعة كفرية أيضاً : قال الباقلاني في الإنصاف ص64 : وهو كلام الله تعالى الذي لا يجوز أن يكون حروفاً وأصواتاً، لأن الحروف والأصوات يتقدم بعضها على بعض . وقال الجويني في الإرشاد ص117 : فإن معنى قولهم-أي المعتزلة- هذه العبارات كلام الله : أنها خلقه،ونحن لا ننكر أنها خلق الله. قال عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ في السنة : سَأَلْتُ أَبِي عَنْ قَوْمٍ يَقُولُونَ لَمَّا كَلَّمَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ مُوسَى لَمْ يَتَكَلَّمْ بِصَوْتٍ ؟! قَالَ أَبِي : تَكَلَّمَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى بِصَوْتٍ وَهَذِهِ أَحَادِيثُ نَرْوِيهَا كَمَا جَاءَتْ وَقَالَ أَبِي : حَدِيثُ ابْنِ مَسْعُودٍ إِذَا تَكَلَّمَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ يسمع لَهُ صَوت كمر سلسلة عَلَى الصَّفْوَانِ قَالَ أَبِي : فَهَذَا الْجَهْمِيَّةُ تُنْكِرُهُ وَقَالَ أَبِي : وَهَؤُلاءِ كُفَّارٌ يُرِيدُونَ أَنْ يُمَوِّهُوا عَلَى النَّاسِ مَنْ زَعَمَ أَنَّ اللَّهَ لَمْ يَتَكَلَّمْ فَهُوَ كَافِرٌ إِلا أَنَّا نَرْوِي هَذِهِ الأَحَادِيثَ كَمَا جَاءَت فهذا إمام الدنيا أحمد بن حنبل –رحمة الله عليه- ينص على أن منكر الصوت جهمي ، ثم يحكم بكفره ، ولا أعرف أشعري على وجه الأرض يثبت الصوت لله تبارك وتعالى . وقال الإمام السجزي في رسالته إلى أهل زبيد : قال أبو محمّد بن كلاب ومن وافقه، والأشعري وغيرهم: "القرآن غير مخلوق، ومن قال بخلقه كافر إلا أن الله لا يتكلم بالعربية، ولا بغيرها من اللغات ولا يدخل كلامه النظم، والتأليف، والتعاقب، ولا يكون حرفاً ولا صوتاً " فقد بان بما قالوه أن القرآن الذي نفوا الخلق عنه ليس بعربي، وليس له أوّل ولا آخر. ومنكر القرآن العربي وأنه كلام الله كافر بإجماع الفقهاء ومثبت قرآن لا أوّل له ولا آخر كافر بإجماعهم ... ا.هــ المراد وقال الإمام البربهاري في شرح السنة : والإيمان بأن الله هو الذي كلم موسى بن عمران يوم الطور وموسى يسمع من الله الكلام بصوت وقع في مسامعه منه لا من غيره فمن قال غير هذا فقد كفر بالله العظيم. وقال الإمام اللالكائي في شرح أصول الاعتقاد : القرآن تكلم الله به على الحقيقة ، وأنه أنزله على محمد صلى الله عليه وسلم ، وأمره أن يتحدى به ، وأن يدعو الناس إليه ، وأنه القرآن على الحقيقة . متلو في المحاريب ، مكتوب في المصاحف ، محفوظ في صدور الرجال ، ليس بحكاية ولا عبارة عن قرآن ، وهو قرآن واحد غير مخلوق وغير مجعول ومربوب ، بل هو صفة من صفات ذاته ، لم يزل به متكلما ، ومن قال غير هذا فهو كافر ضال مضل مبتدع مخالف لمذاهب السنة والجماعة . كما نص الأشاعرة على أن لفظ لقرآن الذي يقرأ مخلوق : قال البيجوري في شرح جوهرة التوحيد ص94: ومذهب أهل السنة ! أن القرآن بمعنى الكلام النفسي ليس بمخلوق وأما القرآن بمعنى اللفظ الذي نقرؤه فهو مخلـوق ، لكن يمتنع أن يقال : القرآن مخلوق ويراد به اللفظ الذي نقرؤه إلا في مقام التعليم ؛ لأنه ربما أوهم أن القرآن بمعنى كلامه تعالى مخلوق . واللفظية كفار بإجماع أهل السنة : يقول الإمام حرب الكرماني في العقيدة التي نقل عليها إجماع السلف حيث قال : هذا المذهب أئمة أهل العلم وأصحاب الأثر وأهل السنة المعروفين بها المقتدى بهم ممن أدركت من علماء أهل العراق والحجاز والشام فمن خالف شيئا من هذا المذهب فيها أو طعن فيها أو عاب قائلها فهو مبتدع خارج من الجماعة زائل عن منهج السنة وسبيل الحق وهو مذهب أحمد وإسحق وسعيد بن منصور وغيرهم ممن جالسنا وأخذنا عنهم العلم فكان من قولهم : ... إلى أن قال : ومن زعم أن ألفاظنا بالقرآن وتلاوتنا له مخلوقة والقرآن كلام الله فهو جهمي خبيث مبتدع ومن لم يكفر هؤلاء القوم والجهمية كلهم فهو مثلهم . ا.هــ المراد النقطة الرابعة : الأشاعرة حقيقة قولهم في رؤية الرب تبارك وتعالى هو قول المعتزلة . قال شيخ الإسلام في بيان تلبيس الجهمية (2/ 369) : ولهذا تجد هؤلاء الذين يثبتون الرؤية دون العلو عند تحقيق الأمر منافقين لأهل السنة والإثبات يفسرون الرؤية التي يثبتونها بنحو ما يفسرها به المعتزلة وغيرهم من الجهمية .. وعند التحقيق فهم موافقون المعتزلة انما يثبتون من ذلك نحو ما اثبته المعتزلة من الزيادة في العلم ونحو ذلك مما يقوله المعتزلة في الرؤية او يقول قريبا منه ولهذا يعترف هذا الرازي بأن النزاع بينهم وبين المعتزلة في الرؤية قريب من اللفظي .. ا.هــ وقول المعتزلة قول كفري : ذكر الطبراني وغيره أنه قيل لمالك : إنهم يزعمون أن الله لا يرى ، فقال مالك : السيف السيف وذكر الطبري أيضاً عن سفيان بن عيينة أنه قال : من لم يقل أن القران كلام الله و أن الله يرى في الجنة فهو جهمي و ذكر عنه ابن أبي حاتم أنه قال : لا يصلي خلف الجهمي و الجهمي الذي يقول لا يرى ربه يوم القيامة و قال الفضل بن زياد سمعت أبا عبد الله –الإمام أحمد- و قيل له تقول بالرؤية فقال : من لم يقل بالرؤية فهو جهمي والجهمي عند الإمام أحمد " كافر ليس من أهل القبلة حلال الدم لا يرث ولا يورث " كما قال البربهاري في شرح السنة وقال الفضل : سمعت أبا عبد الله و بلغه عن رجل أنه قال إن الله لا يرى في الآخرة فغضب غضبا شديدا ثم قال : من قال إن الله لا يرى في الآخرة فقد كفر عليه لعنة الله وغضبه من كان من الناس أليس يقول الله عز و جل وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة وقال كلا انهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون وقال أبو داود سمعت أ حمد وذكر له عن رجل شيء في الرؤية فغضب وقال : من قال إن الله لا يرى فهو كافر . (5) وقال الإمام الدارقطني في الصفات 57 - حدثنا محمد بن مخلد ، ثنا محمد بن محمد بن عمر بن الحكم أبو الحسن بن العطار ، قال : سمعت محمد بن مصعب العابد ، يقول : « من زعم أنك لا تتكلم ولا ترى في الآخرة فهو كافر بوجهك ولا يعرفك ، أشهد أنك فوق العرش ، فوق سبع سموات ، ليس كما يقول أعداؤك الزنادقة » والأشاعرة نفاة للعلو ولحقيقة الكلام والرؤية وقال ابن بطة 2519 - حدثنا أبو بكر أحمد بن سلمان ، قال : حدثني عبد الله بن أحمد بن حنبل ، قال : سمعت أبا معمر ، يقول : من زعم أن الله لا يرضى ولا يغضب ، فهو كافر ، إن رأيته واقفا على بئر فاطرحه فيها فإنهم كفار والأشاعرة لا يثبتون لله رضى ولا غضب ولا غيرها من الصفات سوى الصفات السبعة التي أثبوتها بأدلة عقلية (!) . وقال الشيخ عبدالعزيز بن باز : رؤية الله في الآخرة ثابتة عند أهل السنة والجماعة من أنكرها كفر .. ا.هـــ المراد وقد نص على تكفير الأشاعرة -من حيث العموم- جماعة من العلماء : قال الهروي في ذم الكلام 1315 – [ ورأيت يحيى بن عمار ما لا أحصي من مرة على منبره يكفرهم ويلعنهم (أي الأشاعرة).. ] وقال ابن عبد الهادي في جمع الجيوش والدساكر 105 - وَبِهِ إِلَى الأَنْصَارِيِّ، سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ حَمْزَةَ، وَأَبَا عَلِيٍّ الْحَدَّادَ، يَقُولانِ: وَجَدْنَا أَبَا الْعَبَّاسِ النَّهَاوَنْدِيَّ عَلَى الإِنْكَارِ عَلَى أَهْلِ الْكَلامِ، وَتَكْفِيرِ الأَشْعَرِيَّةِ، وَذَكَرَ أَعْظَمَ شَأْنِهِ فِي الإِنْكَارِ عَلَى أَبِي الْفَوَارِسِ الْقرماسينِيِّ، وَهِجْرَانِهِ إِيَّاهُ لِحَرْفٍ وَاحِدٍ 106 - وَبِهِ إِلَى الأَنْصَارِيِّ، سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ حَمْزَةَ، يَقُولُ: لَمَّا اشْتَدَّ الْهِجْرَانُ بَيْنَ النَّهَاوَنْدِيِّ وَأَبِي الْفَوَارِسِ، سَأَلُوا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ الدِّينَوَرِيَّ، فَقَالَ: لَقِيتُ أَلْفَ شَيْخٍ عَلَى مَا عَلَيْهِ النَّهَاوَنْدِيُّ وقال ابن قدامة المقدسي –عن الأشاعرة- في المناظرة على القرآن ص50 : وَهَذَا حَال هَؤُلَاءِ الْقَوْم لَا محَالة فهم زنادقة بِغَيْر شكّ . فَإِنَّهُ لَا شكّ فِي أَنهم يظهرون تَعْظِيم الْمَصَاحِف إيهاما أَن فِيهَا الْقُرْآن ويعتقدون فِي الْبَاطِن أَنه لَيْسَ فِيهَا إِلَّا الْوَرق والمداد ويظهرون تَعْظِيم الْقُرْآن ويجتمعون لقرَاءَته فِي المحافل والأعرية ويعتقدون أَنه من تأليف جِبْرِيل وَعبارَته ويظهرون أَن مُوسَى سمع كَلَام الله من الله ثمَّ يَقُولُونَ لَيْسَ بِصَوْت . وقال ابن الحنبلي في الرسالة الواضحة في الرد على الأشاعرة (2/451) : فهؤلاء الأصناف كلها جهمية وهم كفار زنادقة . وقد ذكر الدشتي في الحد أبيات الحسين بن عبد الملك بن الحسين ومما جاء فيها : الأشعرية ضلال زنادقة إخوان ... من عَبَدَ العُزَّى مع الَّلاتِ بِرَبِّهِمْ كفروا جَهْراً وقولهُمُ ... إذا تدبرته أسوإ المقالات وبهذا يتبن بطلان قول الدكتور في أن بدعة الأشاعرة بدعة مفسقة (!) نعم الحكم على المعين لابد فيه أن تستكمل شروطه وتنفي عنه موانعه ، لكن من حيث الحكم العام لا ينبغي التشكيك في هذا ، وإليك كلام الإمام الربيع يا دكتور لعلك تتعلم قبل أن تتصدر قال في شرح السنة للبربهاري (1-113) : الآن أناس يقولون القرآن مخلوق وهم الأشاعرة وبقايا المعتزلة فهل خرجوا من دائرة الإسلام ؟ نقول : من قامت عليهم الحجة فهو كافر ومن لم تقم عليه الحجة ولم يفقه هذا الباب فهو ضال مبتدع لكن لا نكفره ، فالإمام أحمد وعبدالعزيز الكناني والبغوي وغيرهم من أئمة الإسلام يقولون يطلق عليهم الكفر على وجه العموم ، وأما عند التعيين فلا يكفر الإ من قامت عليه الحجة ... ا.هــ المراد الوجه الثاني : القول بأن بدعة الإرجاء من البدع المفسقة -على اطلاقه- قول باطل فإن المرجئة أصناف : منهم الكرامية : وهم القائلون أن الإيمان قول باللسان فقط ومنهم مرجئة الفقهاء القائلون بأن الإيمان هو الاقرار باللسان والتصديق بالجنان و " لم يكفر أحد من السلف أحدًا من مرجئة الفقهاء " كما يقول شيخ الإسلام ابن تيمية ومنهم مرجئة الأشاعرة و مرجئة الجهمية وقد سبق نقل كلام السلف في تكفير القائلين بإرجاء الجهمية فلا حاجة لإعادته ، وبهذا يتبين أيضاَ أن قول الدكتور أن بدعة المرجئة مفسقة بإطلاق خلاف قول السلف . 2- وقال الدكتور في نفس التسجيل لما كان يتكلم عن الرد والنصيحة : أيهما أولى بالنصيحة هذا أم هذا ، هذل من جهة تقرير العقل لما عليه السلف رضوان الله عليهم فلذلك كان السلف يحذرون فلذلك قول هذا القائل بادي الرأي عقل مقدم على النقل ! فأيهما مقدم العقل أم النقل ؟ النقل بلاشك وصل اللهم على نبينا محمد . (3) القول بأن النقل مقدم على العقل يقتضي وجود التعارض –ولو في بعض المسائل- و الا لما كان يصح تقديم أحدهما على الآخر كما فعل الدكتور هنا . وهذا الكلام باطل فإن العقل الصريح لا يناقض أبداً النقل الصحيح . قال صلى الله عليه وسلم[ كل مولود يولد على الفطرة، فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه، كمثل البهيمة تنتج البهيمة، هل ترى فيها جدعاء ؟ ] . رواه البخاري من حديث أبي هريرة . وإذا كان الدين فطرياً، فإنه لا يتعارض مع العقل بحال ، لأن العقل السليم من الآفات يُقِر بما في الفطرة ولا يخالفها . و" الرسل -صلوات الله وسلامه عليهم- لم يخبروا بما تحيله العقول، وتقطع باستحالته، بل أخبارهم قسمان: 1- ما تشهد به العقول والفطرة. 2- ما لا تدركه العقول بمجردها، كالغيوب التي أخبروا بها عن تفصيل البرزخ واليوم الآخر، وتفاصيل الثواب والعقاب، ولا يكون خبرهم محالاً في العقول أصلاً، وكل خبر يظن أن العقل يحيله، فلا يخلو من أحد أمرين: إما أن يكون الخبر كذباً عليهم، أو يكون ذلك العقل فاسداً " (6) . و ليعلم أن " ما جاء عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كُلُّهُ حَقٌّ يُصَدِّقُ بَعْضُهُ بَعْضًا، وَهُوَ مُوَافِقٌ لِفِطْرَةِ الْخَلَائِقِ، وَمَا جُعِلَ فِيهِمْ مِنْ الْعُقُولِ الصَّرِيحَةِ، والقصود الصَّحِيحَة، لَا يُخَالِفُ الْعَقْلَ الصَّرِيحَ، وَلَا الْقَصْدَ الصَّحِيحَ، وَلَا الْفِطْرَةَ الْمُسْتَقِيمَةَ، وَلَا النَّقْلَ الصَّحِيحَ الثَّابِتَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَإِنَّمَا يَظُنُّ تَعَارُضَهَا: مَنْ صَدَّقَ بِبَاطِلِ مِنْ النُّقُولِ، أَوْ فَهِمَ مِنْهُ مَا لَمْ يَدُلَّ عَلَيْهِ، أَوْ اعْتَقَدَ شَيْئًا ظَنَّهُ مِنْ الْعَقْلِيَّاتِ وَهُوَ مِنْ الجهليات، أَوْ مِنْ الْكُشُوفَاتِ وَهُوَ مِنْ الكسوفات إنْ كَانَ ذَلِكَ مُعَارِضًا لِمَنْقُولِ صَحِيحٍ وَإِلَّا عَارَضَ بِالْعَقْلِ الصَّرِيحِ، أَوْ الْكَشْفِ الصَّحِيحِ، مَا يَظُنُّهُ مَنْقُولًا عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَيَكُونُ كَذِبًا عَلَيْهِ، أَوْ مَا يَظُنُّهُ لَفْظًا دَالًّا عَلَى شَيْءٍ وَلَا يَكُونُ دَالًّا عَلَيْهِ " (7) " ولا يحسب اللبيب أن في العقل وفي السمع ما يخالف ذلك بل من تبحر في المعقولات ووقف على أسرارها علم قطعا أن ليس في العقل الصريح الذي لا يكذب قط ما يخالف مذهب السلف وأهل الحديث بل يخالف ما قد يتوهمه المنازعون لهم بظلمة قلوبهم وأضواء نفوسهم أو ما قد يفترونه عليهم لعدم التقوى وقلة الدين ولو فرض على سبيل التقدير أن العقل الصريح الذي لا يكذب يناقض بعض الأخبار للزم أحد الأمرين إما تكذيب الناقل أو تأويل المنقول لكن ولله الحمد هذا لم يقع ولا ينبغي أن يقع قط فإن حفظ الله تعالى لما أنزله من الكتاب والحكمة يأبى ذلك نعم يوجد مثل هذا في أحاديث وضعتها الزنادقة ليشينوا بها أهل الحديث كحديث عرق الخيل والجمل والأورق وغير ذلك مما يعلم العلماء بالحديث أنه كذب " (8) " والمقصود هنا التنبيه على أن طرق السلف والأئمة الموافقة للطرق التي دل القران عليها وأرشد إليها هي أكمل الطرق وأصحها وأكثر الناس صوابا في العقليات أقربهم إليهم كما أن أكثرهم صوابا في السمعيات أقربهم إليهم إذ العقل الصريح لا يخالف السمع الصحيح بل يصدقه ويوافقه كما قال تعالى ويرى الذين أوتوا العلم الذي أنزل إليك من ربك هو الحق وقال تعالى ولا يأتونك بمثل ما جئناك بالحق وأحسن تفسيرا " (9) لذا ليعلم " أنه ليس في العقل الصريح ولا في شيء من النقل الصحيح ما يوجب مخالفة الطريق السلفية أصلا " (10) واقرأ يا دكتور –رزقك الله الفهم- ذاك السفر العظيم "درء تعارض العقل والنقل" لتعرف عقيدة أهل السنة في هذا الباب ، أعاذنا الله وإياك من تخبطات المتصدرين وتمويهات المتعالمين . وقال الدكتور أيضاً عن الحدادية لما أخذ يذكر صفاتهم من محاضرة "فضح الحدادية" : من علاماتهم أو من سماتِهِم : وصفُهُم لأبي حنيفَة بأبي جيفة! العُلَماء الكبار يترحّمُونَ على أبي حنيفَة وما وقع فيه من خطإ يُبيِّنونَهُ ويقولون: رحمةُ اللهِ عليهِ، أمّا هؤلاء فإنّهم يصفون أبا حنيفَة -رحمة اللهِ عليهِ- بقولِهِم: أبا جيفَة ! إذا سمعتَ رجلا في هذه الأيّام يقُول هذا الكلام فَاعْلَم أنّه حدّادي. وفرقٌ بينَ من سبق من العُلَماء في ذمِّهم لأبي حنيفَة باعتبار جهةٍ مُعيّنةٍ وبينَ أصول هؤلاء! فأولئك السّلف الذينَ ذمّوا أبا حنيفة –رحمةُ اللهِ عليهِ- ذمّوه من باب حماية المُجتَمع من أخطائِهِ وذمّوه من باب التّنفير عن هذا الرّجل حتّى لا يُتَابَع فيما أخطأ، ولكن بعد أن مات وبعد أن انتهت الأمور هذه كلّها وبيّن العلماء ما عنده من أخطاء التي وقع فيها اجتهادًا دُونَ تقصّد ودونَ مخالفة للحقّ ترحّموا عليه وسكتوا عمّا مضى، فلا يأتِي إنسان يقيس على هذا ! وهذا الكلام من المضحكات المبكيات (!) : مضحك لضحالة فهم الدكتور ولفساد تصوره في حقيقة الفرقة الحدادية . ومبكي في كون الدكتور وأمثاله ممن يغتر بهم السلفيون ويعدوهم من أهل العلم ومن العلماء ، والله المستعان على غربة السنة . ولن أطيل في هذه المسألة لأنها قد كتبت فيها عدة بحوث جيدة ولكن أنبه على أمور أخل بها الدكتور في قوله هذا تنبيهاً سريعاً : الأمر الأول : ليعلم أن وصف أبي حنيفة بأبي جيفة ثابت عن العالم الجليل حماد بن سلمة كما في السنة لعبدالله –الذي قال فيه الإمام يحيى بن معين : إذا رأيت الرجل يتكلم في حماد فاتهمه على الاسلام- وكذلك شيخ البخاري الإمام الحميدي وتبديعك لمن يقول بقولهما لازمه الطعن فيهما ، وهذا هو عين الطعن والإزدراء للسلف . الأمر الثاني : في قول الدكتور ( أولئك السّلف .. ذمّوه من باب حماية المُجتَمع من أخطائِهِ ) فيقال له : طيب ، أليس الحكم يدور مع علته وجوداً وعدماً ، ألم تعلم يا دكتور أن هناك الألوف -إن لم أقل العشرات من الألوف- ممن يتعصبون لأبي حنيفة ويناصرونه في معتقده الفاسد في مسائل الإيمان وغيرها ، فمن الذي أباح للسلف ذم هذا الرجل حمايةً للمجتمع وحرم على الخلف –زماناً- ذمه والعلة نفسها قائمة ؟ (!!) الأمر الثالث : قولك ( ولكن بعد أن مات .. وبيّن العلماء ما عنده من أخطاء .. ترحّموا عليه وسكتوا عمّا مضى ) هذا الكلام من أسخف ما قاله الدكتور ، ومن أظهره دلالةً على بعده عن كتب السلف . يا دكتور –رزقك الله الفهم والإنصاف- هذا الإمام حرب الكرماني يقول : أصحاب الرأي مبتدعة ضلال أعداء السنة والأثر يرون الدين رأياً وقياساً واستحساناً ، وهم يخالفون الآثار ويبطلون الحديث ويردون على الرسول عليه الصلاة والسلام ويتخذون أبا حنيفة ومن قال بقوله إماماً يدينون بدينهم ويقولون بقولهم . ا.هــ المراد وذكر الإمام علي المديني في السنة اللازمة التي من ترك منها خصلة لم يقلها أو يؤمن بها لم يكن من أهلها قال : الإيمان بالقدر خيره وشره ... وإذا رأيت الرجل يحب أبا حنيفة ورأيه والنظر فيه فلا تطمئن إليه وإلى من يذهب مذهبه ممن يغلو في أمره ويتخذه إماما . ا.هــ المراد وقال ابن عدي في الضعفاء (8-241) : سمعتُ ابن أبي داود ، يقول : الوقيعة في أَبِي حنيفة إجماعة من العلماء ، لأَن إمام البصرة أيوب السختياني وقد تكلم فيه ، وإمام الكوفة الثَّوْريّ وقد تكلم فيه ، وإمام الحجاز مالك وقد تكلم فيه ، وإمام مصر الليث بن سعد وقد تكلم فيه ، وإمام الشام الأَوْزاعِيّ وقد تكلم فيه ، وإمام خراسان عَبد الله بن المُبَارك وقد تكلم فيه ، فالوقيعة فيه إجماع من العلماء في جميع الأفاق ، أو كما قال وقال الخطيب في تاريخ بغداد : حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن علي بن مخلد الوراق لفظا، قال: في كتابي عن أبي بكر مُحَمَّد بن عبد الله بن صالح الأبهري الفقيه المالكي، قال: سمعت أبا بكر بن أبي داود السجستاني، يوما وهو يقول لأصحابه: ما تقولون في مسألة اتفق عليها مالك وأصحابه، والشافعي وأصحابه، والأوزاعي وأصحابه، والحسن بن صالح وأصحابه، وسفيان الثوري وأصحابه، وأحمد بن حنبل وأصحابه؟ فقالوا له: يا أبا بكر، لا تكون مسألة أصح من هذه، فقال: هؤلاء كلهم اتفقوا على تضليل أبي حنيفة. وحرب –رحمة الله عليه- ولد في حدود سنة 190هـ وعلي المديني ولد في سنة 161هــ وابن أبي داود ولد في سنة 230هــ بينما أبوحنيفة هلك في سنة 150 هــ ألم تقرأ يا دكتور –رزقك الله الفهم- كتاب السنة لعبدالله بن الإمام أحمد وبابه في كلام السلف في أبي حنيفة ؟ ألم تعلم متى ولد عبدالله بن الإمام أحمد ؟! ألم تقرأ التأريخ للخطيب ؟ ألم تعلم متى ولد الخطيب ؟! ألم تقرأ نشر الصحيفة للإمام الوادعي ؟ –الذي يقول عنه صاحبك أحمد السبيعي ليس مرجعاً في النوازل ويصفه بالتناقض (!!)- ألا تعلم متى ولد الوادعي ؟! نحمد الله على نعمة الإسلام والسنة ثم نحمده على نعمة العقل التي حرمها كثير من الحمقى . الأمر الرابع : قولك ( وبيّن العلماء ما عنده من أخطاء التي وقع فيها اجتهادًا دُونَ تقصّد ودونَ مخالفة للحقّ ترحّموا عليه ) هذا الكلام يفهم منه أن الوقوع في الخطأ ومخالفة الصواب دون تقصد له وتعمد مانع من التبديع (!!) والا لكان ذكر هذه العبارات حشواً ولغواً من القول الذي ينزه عنه العقلاء . والحق أنه لا يشترط في وصف المبتدع بالبدعة أن يكون في بدعته قاصداً!! أو مريداً لها!! أو متعمدا فيها!! فإن هذه القيود لا تبقي لك مبتدعاً على وجه الأرض الا الزنادقة الذين دخلوا في الدين ليحرفوه وهم في ذلك متعمدون لمصادمة الدين! ومريدون لتشويهه! وقاصدون للإحداث فيه! فهذا ابن مسعود ري الله عنه ماذا قال له أصحاب الحلق لما أنكر عليهم بدعتهم تلك وشدد عليهم حتى قال فيهم: [ والذي نفسي بيده انكم لعلي ملة هي أهدي من ملة محمد أو مفتتحوا باب ضلالة ] . ماذا قالوا له؟! قالوا: والله يا أبا عبد الرحمن ما أردنا الا الخير. فقال: [ وكم من مريد للخير لن يصيبه ] . أخرجه الدارمي في مسند وقد قواه الألباني في الصحيحة وهذا ابن عمر رضي الله عنه يقول [ كُلُّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ وَإِنْ رَآهَا النَّاسُ حَسَنًا ]. أخرجه الالكائي وغيره وقد صححه الشيخ الألباني فرؤية الناس لهذا الباطل بصورة حسنة لا يغير من واقع أمره شيئاً ولا من الحكم على أصحابه بما تقتضيه الأدلة ، ومن تلبس بشيء من البدع الظاهرة الواضحة في مخالفة الكتاب والسنة فهو مبتدع بدون هذه القيود التمييعية وبدون شرط إقامة الحجة . قال الإمام الربيع في مجموعه: من هو من أهل السنة ووقع في بدعة واضحة كالقول بخلق القرآن أو القدر أو رأي الخوارج وغيرها فهذا يبدع وعليه عمل السلف. ا. هـ وقال أيضاً حفظه الله في شرح السنة (1 – 499) : هناك أمور واضحة جلية فإذا وقع فيها العبد فهو مبتدع وهناك أمور تخفى .... لكن أن يعطل صفات الله ويقول القرآن مخلوق ويدعوا غير الله ويذبح لغير الله ويمذر لغير الله فهذا هين عليه أننا ما نكفره يعني إذا قلنا مبتدع رحمة به ... ا. هـ وهذان الامامان أبوحاتم وأبوزرعة الرازيان يبدعان الواقفي الجاهل فقد قالا: من شك في كلام الله عز وجل فوقف شاكا فيه يقول: لا أدري مخلوق أو غير مخلوق فهو جهمي. ومن وقف في القرآن جاهلا علم وبدع ولم يكفر. فلم يجعلا (الجهل=عدم القصد للمخالفة) مانعاً من التبديع وقد نص شيخ الاسلام على أن الرجل قد يكون متأولاً في بدعته غير آثم ومع ذلك فهو مبتدع قال شيخ الإسلام كما في مجموع الفتاوى (13/ 361): و فِي الْجُمْلَةِ مَنْ عَدَلَ عَنْ مَذَاهِبِ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ وَتَفْسِيرِهِمْ إلَى مَايُخَالِفُ ذَلِكَ كَانَ مُخْطِئًا فِي ذَلِكَ بَلْ مُبْتَدِعًا وَإِنْ كَانَ مُجْتَهِدًا مَغْفُورًا لَهُ خَطَؤُه قلت: وكونه متأولاً ينفي التعمد والقصد في مخالفة الحق كما أنه لا يعذر المرء في اجتهادٍ أداه إلى البدعة –خاصة في الأمور الواضحة- وقد نقل ابن أبي زيد القيرواني إجماع أهل السنة على ذلك فقال في كتاب الجامع ص121: ومن قول أهل السنة: أنه لا يعذر من أداه اجتهاده إلى بدعة لأن الخوارج اجتهدوا في التأويل فلم يعذروا . قال الإمام الربيع في رده على الرحيلي تعليقاً على كلام القيرواني : وعمل السلف يؤيد ما نقله هذا الإمام فتراهم يضللون ويبدعون وقد يكفرون المخالفين في الأصول ولو في أصل واحد كالقول بخلق القرآن وإنكار علو الله واستوائه على عرشه وإنكار عذاب القبر والصراط والميزان يوم القيامة ... ا.هــ المراد وان قلت يا دكتور لم أرد هذا المعنى ولم أقصد ، فيقال لك : كلامك على أحسن أحواله مجمل محتمل ومن طريقة السلف أن " من تكلم بلفظ مبتدع يحتمل حقا وباطلا نسبوه إلى البدعة " كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية في الدرء ختاماً : نأمل من الد كتور أحمد بازمول أن يرجع عن هذه الأغلاط ويكف لسانه عن طلبة العلم السلفيين وعلى رأسهم الناصح الأمين فإن لم يفعل فلن يضر إلا نفسه فإن أهل السنة حالهم كما قال النبي صلى الله عليه وسلم [ لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي ظَاهِرِينَ عَلَى الْحَقِّ، لَا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَذَلَهُمْ، حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللهِ وَهُمْ كَذَلِكَ ] فإن أصررت –يا دكتور على مسلكك الوعر- فنحن ننتظر حكم العلماء فيك ، والله الموفق . ________________________ (1) مقتبس من مقدمة الإمام الطبري لصريح السنة (2) شرح القصيدة النونية ا للشيخ محمد خليل هراس (1/ 8) (3) https://soundcloud.com/annahj/bazmol003 (4) انظر الحموية لشيخ الإسلام ابن تيمية ص 337 (5) انظر حادي الأرواح للعلامة ابن القيم ص237 (6) انظر الروح للعلامة ابن القيم ص 62 (7) انظر الرسالة العرشية لشيخ الإسلام ابن تيمية ص35 (8) انظر الفتاوى الكبرى (6-470) (9) انظر الأصفهانية ص80 (10) انظر الفتوى الحموية ص12
الموضوع الأصلي :
[نصيحة إلى الدكتور أحمد بازمول]
-||-
المصدر :
منتديات الشعر السلفي
-||-
الكاتب :
إبراهيم بن رجا الشمري
|
#2
|
|||
|
|||
أحسنت بارك الله فيك و جزاك الله خيرا و كما يقال الطيور على أشكالها تقع و أسأل الله أن يوفق ــــــــــ الدكتور ــــــــــ أحمد بازمول و يراجع نفسه و له في سلفه عبرة . و مما أعجبني أني طالعت موضوعا في الرد على ما كتبه العلامة العباد "رفقا أهل السنة" و رأيت في ذلك الرد ما لو تمسك به هؤلاء القوم لأراحوا و ارتاحوا لكنها قاعدة البنا واضحة جلية و إلا فأين هم من كتاب الإبانة للشيخ محمد الريمي؟؟ |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
.: عدد زوار المنتدى:.