العودة   منتديات الشعر السلفي بإشراف الشاعر ابي رواحة الموري > مرحباً بكم في منتديات الشعر السلفي > منتــدى العقيــدة والمنهــج والـردود العلميـــة

كاتب الموضوع أبو عبيدة طارق الجزائري مشاركات 1 المشاهدات 3221  مشاهدة صفحة طباعة الموضوع | أرسل هذا الموضوع إلى صديق | الاشتراك انشر الموضوع

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
  #1  
قديم 12-24-2012, 07:50 AM
أبو عبيدة طارق الجزائري أبو عبيدة طارق الجزائري غير متواجد حالياً
بارك الله فيه ورفع الله قدره
 
تاريخ التسجيل: Nov 2012
المشاركات: 170
أبو عبيدة طارق الجزائري is on a distinguished road
Tah إحياء الوصابي لقواعد وتأصيلات المصري وعرعور والمغراوي قرأها و أذن بنشرها العلامة يحيى بن علي الحجوري

إحياء الوصابي لقواعد وتأصيلات المصري والعرعور والمغراوي

كتبه:
أبو عمار ياسر بن علي بن محمد الشريف الحديدي

قرأها وأذن بنشرها
فضيلة الشيخ المحدث الناصح الأمين يحيى بن علي الحجوري حفظه الله تعالى


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي أنعم علينا بنعمة الإسلام، وخصنا بالسنة المسلوبة عن كثير من الأنام، فهو المشكور على النعم بحق ما يطول به منها، وعند شكره بحق ما وافق له من شكره عليها، فالنعم منه والشكر له، والمزيد في نعمه بشكره، والشكر من نعمه لا شريك له، قال الشاعر:
إن كان شكري نعمة الله نعمة عليّ له بمثلها يــجب الشـــكر
فكيف وفاء الشكر إلا بفضله وإن طالت الأيام واتصل العمر
وصلى الله على نبيه العابد الشكور، صاحب الذنب المغفور، الذي أتم الله به الإسلام، وبه سنّ الأصول العظام، فلا يعتريها التبديل ولا التغيير، ولا الزيادة ولا التقصير.
أما بعد:
فهذه وريقات أقدمها لأهل السنة والجماعة ورجال الدعوة السلفية، تحذيرًا ونصحًا مما حصل من الشيخ محمد بن عبدالوهاب الوصابي، الذي أطال لسانه بالكلام المزبد، والطعون الظالمة في أعراض من أدركوا تجاوزاته التي لمز بها الصحابة، ونالت العلماء وطلاب العلم والدعوة السلفية وأصولها العظام، وقد استفرغتها من عدد من أشرطته، التي كانت ضمن رحلته الدعوية لعام 1428هـ وما بعدها، وهناك أشرطة أخرى لم أقف عليها بعد، وإنما تناقلت أخبارها إلينا بما احتوته من القواعد الكاسدة والأصول الفاسدة، فأعرضت عنها، لا إعراض من يتثبت من خبر الثقة، وإنما لأجل أُناس ينكرون الشمس في رابعة الضحى، ويبررون لمن على شيبه اللحى ، إلا ما نزر ولا حكم لما ندر.
وقبل الوصول إلى الغاية اتخذت مطية لفهم الغاية، فأقول وبالله التوفيق:
أولاً: ما معنى الأصل، وما هي أصول أهل السنة والجماعة، وكيف تعرف؟
الأصل لغة: ما يُبنى عليه غيره حسًا أو عقلاً، أو ما يتفرع عنه غيره.
وفي الاصطلاح: له معانٍ كثيرة، والمراد هنا: الدليل.
وأما أصول أهل السنة والجماعة: فهو ما يكون من أركان الدين وأصوله.
قال الإمام الشاطبي رحمه الله في «الموافقات» (1/338): وبهذه الطريقة يتميز ما هو من أركان الدين وأصوله وما هو من فروعه وفصوله ويعرف ما هو من الذنوب كبائر وما هو منها صغائر فما عظمه الشرع فى المأمورات فهو من أصول الدين وما جعله دون ذلك فمن فروعه وتكميلاته وما عظم أمره فى المنهيات فهو من الكبائر وما كان دون ذلك فهو من الصغائر وذلك على مقدار المصلحة أو المفسدة.
وطريقة معرفتها: قال الإمام الشافعي رحمه الله: وجهة العلم الخبر في الكتاب أو السنة أو الإجماع أو القياس. اهـ
وهذه الأربعة مردّها إلى أمرين، هما الكتاب والسنة، قال الإمام الشافعي رحمه الله في «جماع العلم»: وأنه لا يلزم قول بكل حال إلا بكتاب الله و سنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وأن ما سواهما تبع لهما.
وقال رحمه الله في «الرسالة» (607): ... لأن الله جل ثناؤه أقام على خلقه الحجة من وجهين، أصلهما في الكتاب: كتابه ثم سنة نبيه.
وقال ابن القيم رحمه الله في «الصواعق» (2/735): إن الله سبحانه قد أقام الحجة على خلقه بكتابه ورسله فقال تبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا، وقال وأوحي إلي هذا القرآن لأنذركم به ومن بلغ، فكل من بلغه هذا القرآن فقد أنذر به وقامت عليه حجة الله به. اهـ
وقال ابن عبدالبر رحمه الله في «جامع بيان العلم وفضله» (2/33): وأما أصول العلم فالكتاب والسنة. اهـ
إلى غير ذلك من كلام الأئمة رحمة الله عليهم جميعًا.
وأما الإجماع فإنه لا يوجد إلا على نص، وأما القياس فإنه لا يوجد قياس صحيح إلا وهو موافق للمنقول.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله كما في «مجموع الفتاوى» (7/40): وكذلك إذا قلنا الكتاب والسنة والإجماع فمدلول الثلاثة واحد فان كل ما في الكتاب فالرسول موافق له والأمة مجمعة عليه من حيث الجملة فليس في المؤمنين إلا من يوجب اتباع الكتاب وكذلك كل ما سنه الرسول فالقرآن يأمر باتباعه فيه والمؤمنون مجمعون على ذلك وكذلك كل ما أجمع عليه المسلمون فانه لا يكون إلا حقا موافقا لما فى الكتاب والسنة. اهـ
وقال رحمه الله أيضًا (19/5-6): فلهذا كانت الحجة الواجبة الاتباع: الكتاب والسنة والإجماع، فإن هذا حق لا باطل فيه واجب الاتباع لا يجوز تركه بحال عام الوجوب لا يجوز ترك شيء مما دلت عليه هذه الأصول وليس لأحد الخروج عن شيء مما دلت عليه وهى مبنية على أصلين:
أحدهما: أن هذا جاء به الرسول.
والثانى أن ما جاء به الرسول وجب اتباعه، وهذه الثانية إيمانية ضدها الكفر أو النفاق.
وقال الشافعي رحمه الله في «الرسالة» (881): أو إجماع علماء المسلمين الذي لا يمكن أن يُجمعوا على خلاف سنة له.
وقال رحمه الله أيضًا: (1307): فأما سنة يكونون مجتمعين على القول بخلافها فلم أجدها قط.
وقال ابن تيمية رحمه الله كما في «مجموع الفتاوى» (19/195): ولا يوجد مسألة يتفق الإجماع عليها إلا وفيها نص.
وقال رحمه الله في «منهاج السنة» (8/344): ما من حكم اجتمعت الأمة عليه إلا وقد دل عليه النص، فالإجماع دليل على نص موجود معلوم عند الأئمة ليس مما درس علمه.
وقال رحمه الله كما في «مجموع الفتاوى» (20/505): وليس من شرط القياس الصحيح المعتدل أن يعلم صحته كل أحد فمن رأى شيئًا من الشريعة مخالفًا للقياس فإنما هو مخالف للقياس الذي انعقد في نفسه ليس مخالفا للقياس الصحيح الثابت في نفس الأمر وحيث علمنا أن النص جاء بخلاف قياس علمنا قطعا أنه قياس فاسد ... فليس فى الشريعة ما يخالف قياسًا صحيحًا لكن فيها ما يخالف القياس الفاسد وإن كان من الناس من لا يعلم فساده.
وبوب على ذلك ابن القيم رحمه الله في «الإعلام» (3/165).

أسباب الانحراف عن أصول أهل السنة والجماعة وإنشاء أصول تخالفها
1- عدم الرسوخ في العلم:
قال الله تعالى: ﴿وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ (7) رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ﴾ آل عمران.
وقال تعالى: ﴿قُلْ آمِنُوا بِهِ أَوْ لَا تُؤْمِنُوا إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ سُجَّدًا (107) وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنْ كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولًا (108) وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا﴾ الإسراء.
قال الإمام أحمد رحمه الله كما في «إعلام الموقعين» (2/84): إنما جاء خلاف من خالف لقلة معرفتهم بما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم.
وقال شيخ الإسلام رحمه الله كما في «مجموع الفتاوى» (4/195): ويلحق الذم من تبين له الحق فتركه أو قصر في طلبه فلم يتبين له أو أعرض عن طلبه لهوى أو كسل ونحو ذلك.
وقال ابن القيم رحمه الله في «هداية الحيارى» ص(18): والأسباب المانعة من قبول الحق كثيرة جدًا، وهذا السبب هو الغالب، على أكثر النفوس، فإن من جهل الشيء عاداه وعادى أهله.
وقال الشوكاني رحمه الله في «أدب الطلب» ص(112): والميل إلى الأقوال الباطلة ليس من شأن أهل التحقيق الذين لهم كمال إدراك وقوة فهم وفضل دراية وصحة رواية، بل ذلك دأب من ليست له بصيرة نافذة، ولا معرفة نافعة.
وقال رحمه الله أيضًا في «البدر الطالع» (1/65): وهذه قاعدة مطردة في كل عالم يتبحر في المعارف العلمية، ويفوق أهل عصره، ويدين بالكتاب والسنة، فإنه لا بد أن يستنكره المقصرون، ويقع له معهم محنة بعد محنة، ثم يكون أمره الأعلى وقوله الأولى، ويصير له بتلك الزلازل لسان صدق في الآخرين. اهـ
وقال الشاطبي رحمه الله في «الاعتصام» (1/145): إن كل راسخ لا يبتدع أبدًا، وإنما يقع الابتداع في من لم يتمكن من العلم.
وقال ابن القيم رحمه الله في «مفتاح دار السعادة» (1/140): إن الراسخ في العلم لو وردت عليه من الشُّبه بعدد أمواج البحر ما أزالت يقينه ولا قدحت فيه شكًا؛ لأنه قد رسخ في العلم، فلا تستفزه الشبهات، بل إذا وردت عليه ردها حرس العلم.
وقال شيخ الإسلام رحمه الله في «اقتضاء الصراط المستقيم» (فإن قال خلاف الحق عالما بالحق ، أو غير عالم فهو جاهل ... وكذلك من عمل بخلاف الحق فهو جاهل وإن علم أنه مخالف للحق ... وسبب ذلك أن العلم الحقيقي الراسخ في القلب يمتنع أن يصدر معه ما يخالفه من قول ، أو فعل فمتى صدر خلافه فلا بد من غفلة القلب عنه ، أو ضعفه في القلب بمقاومة ما يعارضه وتلك أحوال تناقض حقيقة العلم فيصير جهلا بهذا الاعتبار.
2- 3- اتباع المتشابه واشتمال الباطل على شيء من الحق
قال تعالى: {فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ} آل عمران.
قال شيخ الإسلام رحمه الله كما في «مجموع الفتاوى» (2/374): وهؤلاء قد يجدون من كلام بعض المشايخ كلمات مشتبهة مجملة فيحملونها على المعاني الفاسدة كما فعلت النصارى فيما نقل لهم عن الأنبياء فيدعون المحكم ويتبعون المتشابهة.
وقال ابن القيم رحمه الله في «الصواعق المرسلة» (3/925-926): إن هؤلاء المعارضين للكتاب والسنة بعقلياتهم التي هي في الحقيقة جهليات إنما يبنون أمرهم في ذلك على أقوال مشتبهة محتملة تحتمل معاني متعددة ويكون ما فيها من الاشتباه في المعنى والإجمال في اللفظ يوجب تناولها بحق وباطل فبما فيها من الحق يقبل من لم يحط بها علما ما فيها من الباطل لأجل الاشتباه والالتباس ثم يعارضون بما فيها من الباطل نصوص الأنبياء وهذا منشأ ضلال من ضل من الأمم قبلنا وهو منشأ البدع كلها.
وقال الشاطبي رحمه الله في «الاعتصام» (3/60): يبعد في مجاري العادات أن يبتدع أحد بدعة من غير شبهة دليل تنقدح له، بل عامة البدع لابد لصاحبها من متعلق دليل شرعي. اهـ
وقال سفيان الثوري رحمه الله: ما من ضلالة إلا عليها زينة، فلا تعرض دينك لمن يبغضه إليك. اهـ
وهكذا كل صاحب باطل لا يستطيع إخراج باطله وترويجه إلا في قالب من الحق، إلا من أعطاه الله رسوخًا في العلم وإدراكًا في الفهم، فإنه مدرك لذلك الخطر ومميز لهذا الشرر.
قال شيخ الإسلام رحمه الله كما في «مجموع الفتاوى» (11/435): وَلِهَذَا يَتَغَيَّرُ الدِّينُ بِالتَّبْدِيلِ تَارَةً وَبِالنَّسْخِ أُخْرَى وَهَذَا الدِّينُ لَا يُنْسَخُ أَبَدًا لَكِنْ يَكُونُ فِيهِ مَنْ يَدْخُلُ مِنْ التَّحْرِيفِ وَالتَّبْدِيلِ وَالْكَذِبِ وَالْكِتْمَانِ مَا يُلَبَّسُ بِهِ الْحَقُّ بِالْبَاطِلِ وَلَا بُدَّ أَنْ يُقِيمَ اللَّهُ فِيهِ مَنْ تَقُومُ بِهِ الْحُجَّةُ خَلَفًا عَنْ الرُّسُلِ فَيَنْفُونَ عَنْهُ تَحْرِيفَ الْغَالِّينَ وَانْتِحَالَ الْمُبْطِلِينَ وَتَأْوِيلَ الْجَاهِلِينَ فَيُحِقُّ اللَّهُ الْحَقَّ وَيُبْطِلُ الْبَاطِلَ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ.
قال شيخ الإسلام في «منهاج أهل السنة» (5/167): وكل من سوى أهل السنة والحديث من الفرق فلا ينفرد عن أئمة الحديث بقول صحيح بل لا بد أن يكون معه من دين الإسلام ما هو حق وبسب ذلك وقعت الشبهة وإلا فالباطل المحض لا يشتبه على أحد ولهذا سمي أهل البدع أهل الشبهات وقيل فيهم إنهم يلبسون الحق بالباطل.
وقال أيضاً كما في «الفتاوى» (35/190): ولا ينفق الباطل في الوجود إلا بشوب من الحق كما أن أهل الكتاب لبسوا الحق بالباطل بسبب الحق اليسير الذي معهم ...
4- التقليد والتزام اتباع الكثرة، والدعوة إلى ذلك والاغترار بها
قال الله تعالى: ﴿وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ﴾.
قال ابن كثير رحمه الله: يخبر تعالى عن حال أكثر أهل الأرض من بني آدم أنه الضلال كما قال تعالى: ﴿ولقد ضل قبلهم أكثر الأولين﴾، وقال تعالى: ﴿وما أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين﴾، وهم في ضلالهم ليسوا على يقين من أمرهم، وإنما هم في ظنون كاذبة وحسبان باطل. اهـ
وقال سبحانه: ﴿وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ﴾ فاطر.
وقال سبحانه: ﴿مِنْهُمْ أُمَّةٌ مُقْتَصِدَةٌ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ سَاءَ مَا يَعْمَلُونَ﴾ المائدة.
وقال سبحانه: ﴿وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ الْخُلَطَاءِ لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَقَلِيلٌ مَا هُمْ﴾ ص.
قال ابن بدران رحمه الله «المدخل إلى مذهب الإمام أحمد بن حنبل» ص(495): والتقليد يبعد عن الحق ويروج الباطل. اهـ
وقال الشوكاني رحمه الله في «أدب الطلب» ص(206): فإن المجتهد هو الذي لا ينظر إلى من قال بل إلى ما قال، فإن وجد نفسه تنازعه إلى الدخول في قول الأكثرين والخروج عن قول الأقلين أو إلى متابعة من له جلالة قدر، ونبالة ذكر، وسعة دائرة علم، لا لأمر سوى ذلك، فليعلم أنه قد بقي فيه عرق من عروق العصبية، وشعبة من شعب التقليد، وإنه لم يوفِ الاجتهاد حقه.
وقال الإمام النجدي رحمه الله في «مجموعة التوحيد» ص(81): إن من أكبر قواعدهم الاغترار بالكثرة، ويحتجون به على صحة الشيء، ويستدلون على بطلان الشيء وغربة أهله فأتاهم بضد ذلك، وأوضحه في غير موضع من القرآن.
وقال رحمه الله في «مسائل الجاهلية» ص(14): الاعتماد على الكثرة ، والاحتجاج بالسواد الأعظم ، والاحتجاج على بطلان الشيء بقلة أهله، فأنزل الله تعالى ضد ذلك وما يُبْطِله ، فقال في " الأنعام " [ 116 - 117 ] : ﴿وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ *إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ مَنْ يَضِلُّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ ﴾.
فالكثرة على خلاف الحق لا تستوجب العدول عن اتباعه لمن كان له بصيرة وقلب.
وقال المقدسي رحمه الله في «حكاية المناظرة في القرآن» ص(57-58): ومن العجب أن أهل البدع يستدلون على كونهم أهل الحق بكثرتهم وكثرة أموالهم وجاههم وظهورهم ويستدلون على بطلان السنة بقلة أهلها وغربتهم وضعفهم فيجعلون ما جعله النبي صلى الله عليه و سلم دليل الحق وعلامة السنة دليل الباطل فإن النبي صلى الله عليه و سلم أخبرنا بقلة أهل الحق في آخر الزمان وغربتهم وظهور أهل البدع وكثرتهم ولكنهم سلكوا سبيل الأمم في استدلالهم على أنبيائهم وأصحاب أنبيائهم بكثرة أموالهم وأولادهم وضعف أهل الحق.
وقال الآجري رحمه الله في كتابه «الغرباء» (1/10): إن الأهواء المضلة تكثر فيضل بها كثير من الناس ويبقى أهل الحق الذين هم على شريعة الإسلام غرباء في الناس لقلتهم.
5- عدم تتبع الحق وتحريه:
قال الله: ﴿فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى * وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى﴾ [طه : 123 ، 124].
وفي «صحيح مسلم» من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنه قال: «وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لَا يَسْمَعُ بِي أَحَدٌ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ يَهُودِيٌّ وَلَا نَصْرَانِيٌّ، ثُمَّ يَمُوتُ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِالَّذِي أُرْسِلْتُ بِهِ إِلَّا كَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ».
قال شيخ الإسلام كما في «الفتاوى» (3/314): لكن ينبغي أن يُعرف أن عامة من ضل في هذا الباب أو عجز فيه عن معرفة الحق فإنما هو لتفريطه في اتباع ما جاء به الرسول وترك النظر والاستدلال الموصل إلى معرفته فلما أعرضوا عن كتاب الله ضلوا.
وقال الإمام النجدي في «مجموعة التوحيد»: ومعلوم أنه لا يقبل الحق إلا من طلبه.
وقال ابن الجوزي في «صيد الخاطر» ص(401): المصيبة العظمى رضى الإنسان عن نفسه واقتناعه بعلمه، وهذه محنة قد عمت أكثر الخلق، فترى اليهودي أو النصراني يرى أنه على الصواب، ولا يبحث ولا ينظر في دليل نبوة نبينا صلى الله عليه وسلم.
وإذا سمع ما يلين قلبه مثل القرآن المعجز هرب لئلا يسمع، وكذلك كل ذي هوى يثبت عليه، إما لأنه مذهب أبيه وأهله، أو لأنه نظر نظراً أول فرآه صواباً، ولم ينظر فيما يناقضه، ولم يباحث العلماء ليبينوا له خطأه.
6- 7 - الانتقام للنفس واتباع الهوى ولو برد بعض الحق ونصر بعض الباطل:
يقول الله: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِله وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ إِنْ يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقِيرًا فَاللهُ أَوْلَى بِهِمَا فَلَا تَتَّبِعُوا الْهَوَى أَنْ تَعْدِلُوا وَإِنْ تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا فَإِنَّ اللهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا﴾ [النساء : 135].
وقال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ﴾ [المائدة : 8].
وقال تعالى: ﴿فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾ [النور : 63].
قال الإمام أحمد: لعله إذا رد بعض قوله أن يقع في قلبه شيء من الزيغ فيهلك.
وقال ابن بطة في «الإبانة» (2 / 206): فاعلم يا أخي أن من كره الصواب من غيره ونصر الخطأ من نفسه لم يؤمن عليه أن يسلبه الله ما علمه ، وينسيه ما ذكره ، بل يخاف عليه أن يسلبه الله إيمانه ، لأن الحق من رسول الله إليك افترض عليك طاعته ، فمن سمع الحق فأنكره بعد علمه له فهو من المتكبرين على الله ، ومن نصر الخطأ فهو من حزب الشيطان.
قال شيخ الإسلام في «منهاج السنة» (5/256): وصاحب الهوى يعميه الهوى ويصمه فلا يستحضر ما لله ورسوله في ذلك ولا يطلبه ولا يرضى لرضا الله ورسوله ولا يغضب لغضب الله ورسوله بل يرضى إذا حصل ما يرضاه بهواه ويغضب إذا حصل ما يغضب له بهواه ويكون مع ذلك معه شبهة دين أن الذي يرضى له ويغضب له أنه السنة وهو الحق وهو الدين فإذا قدر أن الذي معه هو الحق المحض دين الإسلام ولم يكن قصده أن يكون الدين كله لله وأن تكون كلمة الله هي العليا بل قصد الحمية لنفسه وطائفته أو الرياء ليعظم هو ويثنى عليه أو فعل ذلك شجاعة وطبعا أو لغرض من الدنيا لم يكن لله ولم يكن مجاهدا في سبيل الله.
8- صدور الباطل من شيخ له قبول أو الاستدلال بعمل الشيوخ:
قال ابن القيم رحمه الله في «المدارج» (3/14): "حبك الشيء يعمي ويصم" أي يعمى عما سواه غيرة وعنه هيبة وليس هذا مراد الحديث ولكن المراد به أن حبك للشيء يعمي ويصم عن تأمل قبائحه ومساويه فلا تراها ولا تسمعها وإن كانت فيه.
وقال الشوكاني في «فتح القدير» (4/552): وذلك لأن أذهانهم قد تصوّرت من يقتدون به تصوراً عظيماً بسبب تقدّم العصر ، وكثرة الأتباع ، وما علموا أن هذا منقوض عليهم ، مدفوع به في وجوههم ، فإنه لو قيل لهم : إن في التابعين من هو أعظم قدراً ، وأقدم عصراً من صاحبكم ، فإن كان لتقدم العصر وجلالة القدر مزية حتى توجب الاقتداء ، فتعالوا حتى أريكم من هو أقدم عصراً ، وأجلّ قدراً ، فإن أبيتم ذلك ، ففي الصحابة رضي الله عنهم من هو أعظم قدراً من صاحبكم علماً ، وفضلاً ، وجلالة قدر ، فإن أبيتم ذلك ، فها أنا أدلكم على من هو أعظم قدراً ، وأجلّ خطراً ، وأكثر أتباعاً ، وأقدم عصراً ، وهو : محمد بن عبد الله نبينا ، ونبيكم ، ورسول الله إلينا ، وإليكم.
قال المقبلي في «العلم الشامخ» (ص98): فإن الناس يدورون بدوران ما يقوم به الوقت من حدوث مقالة يوطئها شيخ قد ابتلي بالقبول فيهم.
وقال ابن القيم في «مختصر الصواعق» (1/79): فإنه من شأن الناس تعظيم كلام من يعظم قدره في نفوسهم حتى إنهم ليقدمون كلامه على كلام الله ورسوله ويقولون: هو أعلم بالله منا.
وقال أيضاً في «طريق الهجرتين» (215): وليس عند أكثر الناس سوى رسوم تلقوها عن قوم مُعظَّمين عندهم ثم لإحسان ظنهم بهم قد وقفوا عند أقوالهم ولم يتجاوزوها فصارت حجاباً لهم وأي حجاب.
قال الشاطبي في «الاعتصام» (1/276-277): والمبتدع هو المخترع أو المستدل على صحة ذلك الاختراع وسواء علينا أكان ذلك الاستدلال من قبيل الخاص بالناظرين في العلم أم كان من قبيل الاستدلال العامي فإن الله سبحانه ذم أقوامًا قالوا إنا وجدنا آباءنا على أمة وأنا على آثارهم مهتدون فكأنهم استندوا إلى دليل جملي وهو الآباء إذ كانوا عندهم من أهل العقل والنظر وقد كانوا على هذا الدين وليس إلا لأنه صواب فنحن عليه لأنه لو كان خطأ لما ذهبوا إليه وهو نظير من يستدل على صحة البدعة بعمل الشيوخ ومن يشار إليه بالصلاح ولا ينظر إلى كونه من أهل الاجتهاد في الشريعة أو من أهل التقليد ولا كونه يعمل بعلم أو بجهل ولكن مثل هذا يعد استدلالاً في الجملة من حيث جعل عمدة في اتباع الهوى واطراح ما سواه فمن أخذ به فهو آخذ للبدعة ودخل في مسمى أهل البدعة.
9- البغي والظلم والذنوب:
قال تعالى: ﴿وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ﴾ [آل عمران : 19].
وقال تعالى: ﴿وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلَّا الَّذِينَ أُوتُوهُ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ﴾ [البقرة : 213].
قال شيخ الإسلام في «منهاج السنة» (5/264): وهذا حال أهل الاختلاف المذموم من أهل الأهواء كلهم لا يختلفون إلا من بعد أن يظهر لهم الحق ويجيئهم العلم فيبغى بعضهم على بعض ثم المختلفون المذمومون كل منهم يبغى على الآخر فيكذب بما معه من الحق مع علمه أنه حق ويصدق بما مع نفسه من الباطل مع العلم أنه باطل.
وقال أيضًا كما في «الفتاوى» (3/348): وجماع الشر الجهل والظلم قال تعالى: ﴿وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا﴾ [الأحزاب : 72].
وقال أيضًا كما في «الفتاوى» (28/ 142): فإذا كان الكفر والفسوق والعصيان سبب الشر والعدوان فقد يذنب الرجل أو الطائفة ويسكت آخرون عن الأمر والنهي فيكون ذلك من ذنوبهم وينكر عليهم آخرون إنكارًا منهيًا عنه فيكون ذلك من ذنوبهم ؛ فيحصل التفرق والاختلاف والشر وهذا من أعظم الفتن والشرور قديمًا وحديثًا.
وقال ابن كثير في بيان قوله تعالى: ﴿فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾ [النور: 63] أي: فليحذر وليخْشَ من خالف شريعة الرسول باطنًا أو ظاهرًا ﴿أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ﴾ أي: في قلوبهم، من كفر أو نفاق أو بدعة.
وقال ابن القيم في «الجواب» (ص87): فإن الطاعة نور والمعصية ظلمة وكلما قويت الظلمة ازدادت حيرته حتى يقع في البدع والضلالات والأمور المهلكة وهو لا يشعر كأعمى خرج في ظلمة الليل يمشي وحده.
وقال شيخ الإسلام كما في «الفتاوى» (14/152): والله سبحانه جعل مما يعاقب به الناس على الذنوب سلب الهدي والعلم النافع.
10 - 11- الكبر والحسد:
قال تعالى: ﴿سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لَا يُؤْمِنُوا بِهَا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لَا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ﴾ [الأعراف : 146]، وقال تعالى: ﴿وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ﴾ [البقرة : 109].
قال شيخ الإسلام في «نقض المنطق» (ص27): ولهذا تجد اليهود يصممون ويصرُّون على باطلهم لما في نفوسهم من الكبر والحسد والقسوة وغير من ذلك الأهواء.
وقال الشوكاني في «أدب الطلب» (ص72): ومن الأسباب المانعة من الإنصاف ما يقع من المنافسة بين المتقاربين في الفضائل أو في الرئاسة الدينية أو الدنيوية فإنه إذا نفخ الشيطان في أنفهمها وترقت المنافسة بلغت إلى حد يحمل كل واحد منهما على أن يرد ما جاء به الآخر إذا تمكن من ذلك وإن شاء صحيحًا جاريًا على منهج الصواب، وقد رأينا وسمعنا من هذا القبيل عجائب صنع فيها جماعة من أهل العلم صنيع أهل الطاغوت وردوا ما جاء به بعضهم من الحق وقابلوه بالجدال والباطل والمراء القاتل.
قال ابن حبان في «روضة العقلاء» (ص75): إنه لا يتكبر على أحد حتى يعجب بنفسه ويرى لها على غيرها الفضل.
12- 13- الإعجاب بالنفس والاغترار بها وحب الرياسة والمرجعية:
قال ابن الجوزي في «صيد الخاطر» ص(109): أفضل الأشياء التزيد من العلم فإن من اقتصر على ما يعلمه فظنه كافيًا استبد برأيه، وصار تعظيمه لنفسه مانعًا من الاستفادة والمذاكرة تبين له خطأه وربما كان معظماً في النفوس فلم يتجاسر على الرد عليه، ولو أنه أظهر الاستفادة لأهديت إليه مساويه فعاد عنه.
وقال شيخ الإسلام كما في «الفتاوى» (10/599-600): وطالب الرئاسة - ولو بالباطل - ترضيه الكلمة التي فيها تعظيمه وإن كانت باطلاً، وتغضبه الكلمة التي فيها ذمه وإن كانت حقًا، والمؤمن ترضيه كلمة الحق له وعليه ، وتغضبه كلمة الباطل له وعليه ؛ لأن الله تعالى يحب الحق والصدق والعدل ويبغض الكذب والظلم.
وقال رحمه الله أيضًا كما في المصدر السابق (10/292): ألا ترى أن الذي يعظم نفسه بالباطل يريد أن ينصر كل ما قاله ولو كان خطأ؟!!
وقال الذهبي رحمه الله في «السير» (18/192): فكم من رجل نطق بالحق، وأمر بالمعروف، فيسلط الله عليه من يؤذيه لسوء قصده، وحبه للرئاسة الدينية، فهذا داء خفي سار في نفوس الفقهاء ... فمن طلب العلم للعمل كسره العلم، وبكى على نفسه، ومن طلب العلم للمدارس والإفتاء والفخر والرياء، تحامق، واختال، وازدرى بالناس، وأهلكه العجب، ومقتته الأنفس. اهـ
وقال الفضيل بن عياض: لو أن المبتدع تواضع لكتاب الله وسنة نبيه لا تبع ما ابتدع ولكنه أعجب برأيه فاقتدى بما اخترع.
وقال أيضًا: أن تخضع للحق وتضاد له ممن سمعته ولو كان أجهل الناس لزمك أن تقبله منه.
14- مخالطة أهل الباطل وجلساء السوء:
قال تعالى: ﴿وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ﴾ [النساء : 140].
قال ابن رجب في «لطائف المعارف»: إن النفوس تتأسى بما تشاهده من أحوال أبناء الجنس.
قال الإمام بطة في «الإبانة»: فكرت في السبب الذي أخرج أقوامًا من السنة والجماعة ، واضطرهم إلى البدعة والشناعة ، وفتح باب البلية على أفئدتهم وحجب نور الحق عن بصيرتهم ، فوجدت ذلك من وجهين : أحدهما : البحث والتنفير ، وكثرة السؤال عما لا يغني ، ولا يضر العاقل جهله ، ولا ينفع المؤمن فهمه . والآخر : مجالسة من لا تؤمن فتنته ، وتفسد القلوب صحبته. اهـ
قال بندار بن الحسين في «السير» (16/109): صحبة أهل البدع تورث الإعراض عن الحق.
وقال ابن القيم في «إغاثة اللهفان» (1/67): وقوله: ﴿أُولَئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ﴾ [المائدة : 41] عقيب قوله: ﴿سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ آخَرِينَ لَمْ يَأْتُوكَ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِنْ بَعْدِ مَوَاضِعِهِ﴾ [المائدة : 41] مما يدل على أن العبد إذا اعتاد سماع الباطل وقبوله أكسبه ذلك تحريفًا للحق عن مواضعه.
وقال الشاطبي في «الاعتصام» (1/200): فإن توقير صاحب البدعة مظنة لمفسدتين تعودان على الإسلام بالهدم، إحداهما: التفات الجهال والعامة إلى ذلك التوقير فيعتقدون في المبتدع أنه أفضل الناس وأن ما هو عليه خير مما عليه غيره فيؤدي ذلك إلى اتباعه على بدعته دون اتباع أهل السنة على سنتهم.
والثانية: أنه إذا وقر من أجل بدعته صار ذلك كالحادي المحرض له على إنشاء الابتداع في كل شيء.
وعلى كل حال فتحيا البدع وتموت السنن وهو هدم الإسلام بعينه. اهـ
15- عدم التحاكم إلى الكتاب والسنة والتزام أصول فاسدة:
قال تعالى: ﴿فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا﴾ [النساء : 59].
وقال تعالى: ﴿وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ﴾ [الأنعام : 153].
قال شيخ الإسلام كما في «الفتاوى» (5/120): من ابتغى الهدى في غير الكتاب والسنة لم يزدد من الله إلا بعدًا.
وقال الشوكاني في «أدب الطلب» (ص166-167): وكثيرًا ما نجد في علم الكلام الذي يسمونه أصول الدين قاعدة قد تقررت بينهم واشتهرت وتلقنها الآخر منهم عن الأول وخطوها جسرًا يدفعون بها الآيات القرآنية والأحاديث النبوية فإذا كشفت عنها وجدتها في الأصل كلمة قالها بعض حكماء الكلام زاعمًا أنه يقتضي ذلك العقل ويستحسنه وليس إلا مجرد الدعوى على العقل وهو عنه بريء فإن لم يقضِ بذلك العقل الذي خلقه الله في عباده بل قضى به عقل قد تدنس بالبدع وتكدَّر بالتعصب وابتلي بالجهل بما جاء به الشرع وجاء بعده من هو أشد بلاء منه وأسخف عقلاً وأقل علمًا وأبعد عن الشرع فجعل ذلك قاعدة عقلية ضرورية فدفع بها جميع ما جاء عن الشارع عرف هذا من عرفه وجهله من جهله.
متى يحكم على الرجل بالبدعة؟
قال الإمام الشاطبي: وذلك أن هذه الفرق إنما تصير فرقا بخلافها للفرقة الناجية في معنى كلي في الدين وقاعدة من قواعد الشريعة لا في جزئي من الجزئيات إذ الجزئي والفرع الشاذ لا ينشأ عنه مخالفة يقع بسببه التفرق شيعا وإنما ينشأ التفرق عند وقوع المخالفة في الامور الكلية ......... ويجرى مجرى القاعدة الكلية كثرة الجزئيات فإن المبتدع إذا أكثر من إنشاء الفروع المخترعة عاد ذلك على كثير من الشريعة بالمعارضة كما تصير القاعدة الكلية معارضة أيضًا.
قال شيخ الإسلام كما في «الفتاوى» (35/414): البدعة التي يعد بها الرجل من أهل الأهواء ما اشتهر عند أهل العلم بالسنة مخالفتها للكتاب والسنة.
وقال أيضًا في «كتاب الإيمان»: ....... إن المخالفين للحق البين من الكتاب والسنة هم عند جمهور الأمة معروفون بالبدعة مشهور عليهم بالضلالة ليس لهم في الأمة لسان صدق ولا قبول عام.
ويوضح هذا الكلام ما قاله الشاطبي في «الاعتصام».
فعلم من كلامه رحمه الله أن كثرة الخلاف في جزئيات الفروع يقوم مقام المخالفة في الكليات فلا فرق في ذلك بين الأصول والفروع وبين المسائل العلمية والعملية وبين الزيادة والنقصان.
قال شيخ الإسلام في «منهاج السنة» (5/87-88) - في نقله عن أئمة الإسلام-: قالوا: والفرق بين مسائل الأصول والفروع إنما هو من أقوال أهل البدع من أهل الكلام من المعتزلة والجهمية ومن سلك سبيلهم .......
والفرق في ذلك بين مسائل الأصول والفروع كما أنه بدعة محدثة في الإسلام لم يدل عليها كتاب ولا سنة ولا إجماع بل ولا قالها أحد من السلف والأئمة فهي باطلة عقلا.
فإن المفرقين بين ما جعلوه مسائل أصول ومسائل فروع لم يفرقوا بينهما بفرق صحيح يميز بين النوعين بل ذكروا ثلاثة فروق أو أربعة كلها باطلة.
فمنهم من قال: مسائل الأصول هي العلمية الإعتقادية ... ومسائل الفروع هي العملية التي يطلب فيها العمل.
ومنهم من قال: المسائل الأصولية هي ما كان عليها دليل قطعي والفرعية ما ليس عليها دليل قطعي.... ومنهم من فرق بفرق ثالث، وقال: المسائل الأصولية هي المعلومة بالعقل ... والمسائل الفرعية هي المعلومة بالشرع.
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في «كتاب العلم» (ص213): وأما الفرق بين الخطأ في الأمور العلمية والعملية فلا أعلم أصلاً للتفريق بين الخطأ في الأمور العلمية والعملية.
قال شيخ الإسلام رحمه الله كما في «مجموع الفتاوى» (11/92): وأما «رأس الحزب» فإنه رأس الطائفة التي تتحزب أي تصير حزبا فإن كانوا مجتمعين على ما أمر الله به ورسوله من غير زيادة ولا نقصان فهم مؤمنون لهم ما لهم وعليهم ما عليهم.
وإن كانوا قد زادوا في ذلك ونقصوا مثل التعصب لمن دخل في حزبهم بالحق والباطل والإعراض عمن لم يدخل في حزبهم سواء كان على الحق والباطل فهذا من التفرق الذي ذمه الله تعالى ورسوله فإن الله ورسوله أمرا بالجماعة والائتلاف ونهيا عن التفرقة والاختلاف وأمرا بالتعاون على البر والتقوى ونهيا عن التعاون على الإثم والعدوان.
هل يكفي في خروج الرجل من دائرة أهل السنة والجماعة مخالفة أصل من أصولهم أو لا بد من اجتماع أصول متكاثرة؟
قال تعالى: ﴿يَحْذَرُ الْمُنَافِقُونَ أَنْ تُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ سُورَةٌ تُنَبِّئُهُمْ بِمَا فِي قُلُوبِهِمْ قُلِ اسْتَهْزِئُوا إِنَّ اللَّهَ مُخْرِجٌ مَا تَحْذَرُونَ * وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ * لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ إِنْ نَعْفُ عَنْ طَائِفَةٍ مِنْكُمْ نُعَذِّبْ طَائِفَةً بِأَنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ﴾ [التوبة : 64 - 66].
وفي نزول هذه الآيات قصة وهي: أن رجلاً في غزوة تبوك قال: «ما رأيت مثل قرائنا هؤلاء أرغب بطونًا ولا أكذب ألسنة ولا أجبن عند اللقاء .......» فنزلت هذه الآيات.
وفيها أن الله كفرهم بعد إيمانهم بسبب مخالفتهم لأصل عظيم من أصول الإسلام وهو الاستهزاء والطعن في أصحاب النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
فقال: ﴿لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ إِنْ نَعْفُ عَنْ طَائِفَةٍ مِنْكُمْ نُعَذِّبْ طَائِفَةً بِأَنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ﴾ [التوبة : 66].
قال ابن كثير: أي مجرمين بهذه المقالة الفاجرة الخاطئة.
وقال تعالى: ﴿يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ مَا قَالُوا وَلَقَدْ قَالُوا كَلِمَةَ الْكُفْرِ وَكَفَرُوا بَعْدَ إِسْلَامِهِمْ﴾ [التوبة : 74].
وقال تعالى: ﴿فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾ [النور : 63].
قال ابن كثير: ﴿يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ﴾ أي: عن أمر رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وهو سبيله ومنهاجه وطريقته وسنته وشريعته ... ﴿أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ﴾ أي: في قلوبهم من كفر أو نفاق أو بدعة. اهـ
وانظر إلى ما أدب الله به صاحبي رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم أبي بكر وعمر رضي الله عنهما بسبب عمل واحد كادا أن يهلكا بسببه.
أخرج البخاري في «صحيحه» عن ابن أبي مليكة قال: كَادَ الْخَيِّرَانِ أَنْ يَهْلِكَا أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا رَفَعَا أَصْوَاتَهُمَا عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ قَدِمَ عَلَيْهِ رَكْبُ بَنِي تَمِيمٍ، فَأَشَارَ أَحَدُهُمَا بِالْأَقْرَعِ بْنِ حَابِسٍ أَخِي بَنِي مُجَاشِعٍ، وَأَشَارَ الْآخَرُ بِرَجُلٍ آخَرَ، [قَالَ نَافِعٌ: لَا أَحْفَظُ اسْمَهُ] فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ لِعُمَرَ: مَا أَرَدْتَ إِلَّا خِلَافِي قَالَ: مَا أَرَدْتُ خِلَافَكَ فَارْتَفَعَتْ أَصْوَاتُهُمَا فِي ذَلِكَ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ﴾ [الحجرات: 1].
وكذلك ما أخرجه صاحبا «الصحيح» في قصة الزبير الأنصاري عندما اختصما في شريج من الحرة فقال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَسْقِ يَا زُبَيْرُ ثُمَّ أَرْسِلْ الْمَاءَ إِلَى جَارِكَ»، فَقَالَ الْأَنْصَارِيُّ: أَنْ كَانَ ابْنَ عَمَّتِكَ فَتَلَوَّنَ وَجْهُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ قَالَ: «اسْقِ يَا زُبَيْرُ ثُمَّ احْبِسْ الْمَاءَ حَتَّى يَرْجِعَ إِلَى الْجَدْرِ».
فَقَالَ الزُّبَيْرُ: وَاللَّهِ إِنِّي لَأَحْسِبُ هَذِهِ الْآيَةَ نَزَلَتْ فِي ذَلِكَ: ﴿فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ﴾.
وفي «الصحيحين» عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «إِنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مَا يَتَبَيَّنُ فِيهَا يَزِلُّ بِهَا فِي النَّارِ أَبْعَدَ مِمَّا بَيْنَ الْمَشْرِقِ والمَغْرِبْ».
وعند أبي داود [وهو في «الصحيح المسند» للإمام الوادعي (2/333)] عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «كان رجلان في بني إسرائيل متواخيين فكان أحدهما يذنب والآخر مجتهد في العبادة فكان لا يزال المجتهد يرى الآخر على الذنب فيقول أقصر فوجده يوما على ذنب فقال له: أقصر فقال: خلني وربي أبعثت علي رقيبا فقال: والله لا يغفر الله لك أو لا يدخلك الله الجنة فقبض أرواحهما فاجتمعا عند رب العالمين فقال لهذا المجتهد: أكنت بي عالما أو كنت على ما في يدي قادرا وقال للمذنب: اذهب فادخل الجنة برحمتي وقال للآخر: اذهبوا به إلى النار»، قال أبو هريرة رضي الله عنه: والذي نفسي بيده لتكلم بكلمة أوبقت دنياه وآخرته.
فهذه الأدلة قاضية في الحكم على المخالف لأصل من أصول السنة والجماعة بما يستحقه بعد إقامة الشروط واستبقاء الموانع، كما سنوضحه إن شاء الله وعلى هذا درج سلفنا الصالح وأئمة الإسلام إلى يومنا هذا.
فعندما ظهرت بدعة القدرية كان في أول ظهورهم إنكار العلم وأن الأمر أنف وقد كفروا وبدعوا لأجل ذلك كما في «صحيح مسلم».
وكذلك النواصب بداية بدعتهم نصب العداء لأهل البيت وهكذا بقية الفرق ثم يحصل لها من التطور في فساد عقائدهم ومنهاجهم وقد بدع أقوام من الأئمة من قال: إن لفظي بالقرآن مخلوق وبدع بعضهم من توقف في ذلك.
قال الإمام الذهبي في«السير» (12/478): (قال أحمد بن كامل القاضي: كان يعقوب بن شيبة من كبار أصحاب أحمد بن المعذل، والحارث بن مسكين، فقيها سريا، وكان يقف في القرآن.
قلت: أخذ الوقف عن شيخه أحمد المذكور، وقد وقف علي بن الجعد، ومصعب الزبيري، وإسحاق بن أبي إسرائيل، وجماعة، وخالفهم نحو من ألف إمام، بل سائر أئمة السلف والخلف على نفي الخليقة عن القرآن، وتكفير الجهمية.
نسأل الله السلامة في الدين.
قال أبو بكر المروذي: أظهر يعقوب بن شيبة الوقف في ذلك الجانب من بغداد، فحذر أبو عبد الله منه، وقد كان المتوكل أمر عبدالرحمن بن يحيى بن خاقان أن يسأل أحمد بن حنبل عمن يقلد القضاء.
قال عبد الرحمن: فسألته عن يعقوب بن شيبة، فقال: متبدع صاحب هوى (3).
قال الخطيب: وصفه أحمد بذلك لأجل الوقف).
وهذا أمر لا نكير فيه إلى زمننا هذا، وقد سئل العلامة الفوزان «الأجوبة المفيدة» (ص35):
س(12): هل هذه الجماعات تدخل في الاثنتين وسبعين فِرقَة الهالكة؟.
جـ: نعم، كل من خالف أهل السنة والجماعة ممن ينتسب إلى الإسلام في الدعوة، أو في العقيدة، أو في شيء من أصول الإيمان؛ فإنه يدخل في الاثنتين وسبعين فرقة، ويشمله الوعيد، ويكون له من الذم والعقوبة بقدر مخالفته.
وسئل العلامة النجمي في «الفتاوى الجلية» الجزء الثاني (ص32):
س5: فضيلة الشيخ أحمد بن يحيى النجمي حفظه الله: ما رأيكم في قول بعض الشباب: أنا لا أقبل قول أي أحد أن فلانًا من الناس مبتدع أو حزبي إلا أنا كنت سمعت منه شخصيًا؟
ج5: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه.
وبعد: يقول الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ﴾ [الحجرات : 6] ومقتضى هذا الأمر أنه يجب التبين في خبر الفاسق أما خبر العدل فإنه يؤخذ به فكيف إذا كان المخبرون جماعة ومن خيرة المجتمع وأعلاه وأفضله علمًا وعدالة فإنه يجب ويتحتم الأخذ به ومن رده فإنما يرده لهوى في نفسه لذلك فهو مدان ويعتبر حزبيًا بهذا الرد فهو يلحق بهم وبعد منهم وبالله التوفيق.

هل يشترط إقامة الحجة على كل من وقع في بدعة؟ وهل كل من وقع في البدعة مبتدع؟
أما الأمر الأول: فقد أبانه العلامة ربيع المدخلي حفظه الله تعالى، فقال في جواب عن هذه المسألة:
أما من وقع في بدعة فعلى أقسام:
القسم الأول: أهل البدع كالروافض والخوارج والجهمية والقدرية والمعتزلة والصوفية والقبورية والمرجئة ومن يلحق بهم كالأخوان والتبليغ وأمثالهم فهؤلاء لم يشترط السلف إقامة الحجة من أجل الحكم عليهم بالبدعة فالرافضي يقال عنه: مبتدع والخارجي يقال عنه: مبتدع وهكذا، سواء أقيمت عليهم الحجة أم لا. اهـ
قلت: قال أبو زيد القيرواني في كتابه «الجامع» (ص121): ومن قول أهل السنة أنه لا يعذر من ولاه اجتهاده إلى بدعة لأن الخوارج اجتهدوا فلم يعذروا وخرجوا بتأويلهم عن الصحابة فسماهم عليه السلام مارقين من الدين ........
ثم قال الشيخ ربيع حفظه الله:
القسم الثاني: من هو من أهل السنة ووقع في بدعة واضحة كالقول بخلق القرآن أو القدر أو رأي الخوارج وغيرها فهذا يبدع وعليه عمل السلف.
قال شيخ الإسلام في «درء تعارض العقل والنقل» (1/254): فطريقة السلف والأئمة أنهم يراعون المعاني الصحيحة المعلومة بالشرع والعقل ويراعون أيضا الألفاظ الشرعية فيعبرون بها ما وجدوا إلى ذلك سبيلا ومن تكلم بما فيه معنى باطل يخالف الكتاب والسنة ردوا عليه ومن تكلم بلفظ مبتدع يحتمل حقا وباطلا نسبوه إلى البدعة أيضا وقالوا : إنما قابل بدعة ببدعة وردا باطلا بباطل.
قلت: ومن هنا يعلم أن العلماء قسمان:
1) قسم راسخ وهذا القسم لا يدخل البدع ولا يرتكب المخالفات، وإن وقعت منه فإنما هي زلة أو فلتة وهو القسم الثالث الذي ذكره الشيخ ربيع -كما سيأتي إن شاء الله-
2) وقسم ليس براسخ: فأكثر البدع والتأصيلات من قبلهم وسيأتي توضيح ذلك إن شاء الله.
ثم قال حفظه الله:
القسم الثالث: من كان من أهل السنة ومعروف بتحري الحق ووقع في بدعة خفية فهذا إن كان قد مات فلا يجوز تبديعه بل يذكر بالخير ، وإن كان حياً فيناصح ويبين له الحق ولا يتسرع في تبديعه فإن أصر فيبدع.

الأمر الثاني: هل كل من وقع في البدعة مبتدع؟
علم مما تقدم وما سيأتي أن الناس في هذه المسألة قسمان: عالم ومقلد.
أما المقلد فالكلام فيه يطول راجع «الاعتصام» (1/266-281).
وأما العالم فقسمان:
الأول: راسخ مجتهد مؤهل:
فهذا القسم لا يؤسس البدع ولا يرتكب المخالفات
قال الشاطبي في «الاعتصام» (1/145): إن كل راسخ لا يبتدع أبدًا وإنما يقع الابتداع في من لم يتمكن من العلم
وقد سبق هذا في أول أسباب الانحراف، وأزيد أمرًا آخر وهو:
ما قاله الشاطبي في «الاعتصام» (1/247): ...... أن يصح كونه مجتهدًا فالابتداع منه لا يقع إلا فلته، وبالعرض لا بالذات،وإنما تسمى غلطة أو زلة؛ لأن صاحبها لم يقصد اتباع المتشابه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويل الكتاب ، أي: لم يتبع هواه ولا جعله عمدته ، والدليل عليه؛ أنه إذا ظهر له الحق أذعن له وأقر به.
قلت: والسبب في ذلك ما قاله شيخ الإسلام: وكثير من مجتهدي السلف والخلف قد قالوا وفعلوا ما هو بدعة ولم يعلموا أنه بدعة ، إما لأحاديث ضعيفة ظنوها صحيحة، وإما لآيات فهموا منها ما لم يرد منها،وإما لرأي رأوه، وفي المسألة نصوص لم تبلغهم...
وحكم هذا ما قاله العلامة ربيع المدخلي حفظه الله في القسم الثالث المتقدم، وهو:
من كان من أهل السنة ومعروف بتحري الحق ووقع في بدعة خفية فهذا إن كان قد مات فلا يجوز تبديعه بل يذكر بالخير ، وإن كان حياً فيناصح ويبين له الحق ولا يتسرع في تبديعه فإن أصر فيبدع.
والثاني: ليس براسخ ولا بمجتهد متأهل
قال الشاطبي رحمه الله في «الاعتصام» (1/252): وأما إن لم يصح بمسبار العلم أنه من المجتهدين فهو الحري باستنباط ما خالف الشرع كما تقدم إذ قد اجتمع له مع الجهل بقواعد الشرع الهوى الباعث عليه في الأصل وهو التبعية إذ قد تحصل له مرتبة الإمامة والاقتداء وللنفس فيها من اللذة ما لا مزيد عليه ولذلك يعسر خروج حب الرئاسة من القلب إذا انفرد.
قلت: وهذا الداء –وهو عدم الرسوخ في العلم وحب الرياسة والإمامة وتتبع ملذات النفس والهوى والظلم والعدوان والتعصب والطغيان- من أعظم ما أوقع الشيخ الوصابي في الأصول الفاسدة والقواعد الكاسدة، ولا ينبغي أن تبرر أفعاله وأقواله على حساب المنهج السلفي لقدمه وكبره، بل الواجب نصحه وزجره، فإن تاب وأصلح وبيّن فذاك، وإلا فيحكم عليه بما يستحق.
قال شيخ الإسلام في «درء تعارض العقل والنقل» (1/254): ومن تكلم بما فيه معنى باطل يخالف الكتاب والسنة ردوا عليه ومن تكلم بلفظ مبتدع يحتمل حقًا وباطلاً نسبوه إلى البدعة أيضًا.
قال العلامة ربيع: ومن تكلم بلفظ مبتدع يحتمل حقاً وباطلاً نسبوه إلى البدعة ولو كان يرد على أهل الباطل، وقالوا إنما قابل بدعة ببدعة أخرى، ورد باطلا بباطل ، ولو كان هذا الراد من أفاضل أهل السنة والجماعة، ولا يقولون ولن يقولوا يحمل مجمله على مفصله لأنا نعرف أنه من أهل السنة.
أقول: ومن هنا يعلم أن من وقع في البدعة وخاصة إن كانت ظاهره أو من وقع في البدعة وهو يعلم أنها بدعة أو قلد غيره فيها وهو يعلم أنها من البدع.
فهذا لا يشترط إقامة الحجة عليه كما سبق بيان ذلك من العلامة المدخلي وغيره، أما من كان من الراسخين في العلم والمتحرين للحق ووقع في بدعة خفية فهذا يناصح ويبين له الحق فإن أصر فيبدع.
قال الشيخ ربيع حفظه الله: وعلى كل حال لا يجوز إطلاق اشتراط إقامة الحجة لأهل البدع عمومًا ولا نفي ذلك.
والذي أقرره هنا أن ما وقع فيه الشيخ محمد من الأصول الفاسدة منها: ما كان ينكره العلماء على أبي الحسن وكانت من أسباب تبديع أبي الحسن وهي قواعد عرعورية قطبية.
ومنها: ما أنشأها هو بسبب ما تقدم من الانحرافات التي وقع فيها وهي مع ذلك داخلة في أصول أهل البدع.
ولا يشترط في ذلك إقامة الحجة عليه لما تقدم تقريره.
وإليكموها - معاشر أهل السنة والجماعة- جملة ليميز الخبيث من الطيب ويتميز أهل الهدى من أهل الهوى.
الأصل الأول: لمز الوصابي لبعض أصحاب النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم بأنهم أبواق وبأنهم يخوضون في الكلام ويتناقلونه بدون تثبت فلأجل هذا نحتاج إلى التربية والتعليم إلى غير ذلك كما سيأتي بيانه إن شاء الله.
الأصل الثاني: الوقيعة في علماء السنة ورجال الدعوة السلفية بأقبح الأوصاف وأشنع العبارات نحو: جواسيس مداسيس عملاء جلادون جزارون سبابون شتامون هدامون دمارون كذبه أصحاب معاول وسكاكين وخناجر وأصحاب حقد ومرض على أهل الإسلام والإيمان ....
ا لأصل الثالث: نصحح ولا نهدم أو ننصح بدون تشهير ولا فضيحة ولا دقدقة ...
الأ صل الرابع: السير على قاعدة البنا (نتعاون فيما اتفقنا عليه ويعذر بعضنا بعضاً فيما اختلفنا فيه) أو على قاعدة أبي الحسن (المنهج الأ فيح).
الأصل الخامس: مخالطة العصاة والمبتدعة وعدم التميز عنهم بحجة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان في عهده النفاق الأكبر والمنافقون الاعتقاديون ولم يتميز عنهم وإذا انكمش العلماء ولم يذهبوا إلى الجمعيات والمؤسسات والمراكز فمن للناس.
الأ صل السادس: هدم الجرح والتعديل من جوانب شتى.
الأصل السابع: اساءة الوصابي في استخدام المصالح والمفاسد فهو ينادي بها كثيراً ثم يطبقها-ولو كانت مخالفة لقواعد أهل السنة والجماعة- بدون مراعاة شروطها.
الأصل الثامن: الوصابي كثير التلبيس والتأويلات الفاسدة للكلام الصريح أو الظاهر الذي يصدر منه أو ممن يتولاهم ويدافع عنهم، ومن تابع أشرطته يجد هذا المنهج واضحاً فيها ويجد الأمثلة الكثيرة فيها وهذه أمور خطيرة جداً على المنهج السلفي.
الأ صل التاسع: الوصابي يتباهى بالكثرة ولو كانت خياليه ويريد أن يناطح بهذه الكثرة البراهين ....
الأصل العاشر: الوصابي يسير على منهج أبي الحسن وعدنان عرعور وغيرهما من أهل الباطل في رد الحق بدعوى أنه يأخذ بأصل التثبت فيقول: فيأمرك – الله- أنك لا تقبل أي قول لم تسمعه أنت من قائله وإنما نقل، ولم يأذن لك أن تنقل أي فعل لم تره أنت من فاعله وإنما نُقل.
الأصل الحادي عشر: الوصابي يفوق من سبقه في الدعاوي العريضة أن له مؤلفات تفوق الثمانين وحقيقتها أنه يطلب من الطلاب جمع الآيات والأحاديث والأقوال ثم يرتبها هو أو من يرتبها له ويخرجها باسمه.
الأصل الثاني عشر: كثرة التناقضات والاضطراب في كلامه فالواجب لزوم الحق.
الأصل الثالث عشر: رده لقاعدة المثبت مقدم على النافي ومن علم حجة على من يعلم بحجة انتشار الهواتف وغيرها بل إنه جعلها من شبه أهل البدع.
الأصل الرابع عشر: عدم تغيير المنكر والتحذير من أهل البدع والأهواء إن لم يكونوا في بلدك فإن هذا لا يعنيك.
الأصل الخامس عشر: هدم قاعدة الاختبار والامتحان التي سار عليها أهل السنة والجماعة قديما وحديثا.
الأصل السادس عشر: دعوته العريضة إلى التقليد وأن الجرح والتعديل والأمر بالمعروف وتغيير المنكر خاص بالعلماء والكبار دون غيرهم.
الأصل السابع عشر: نقاوة القلب وسلامة الصدر على العصاة والمبتدعة والتحذير من البدع والمعاصي والحزبيات برفق وسيأتي بيانها إن شاء الله.
الأصل الثامن عشر: أن من كان أصله السنة ووقع في مسائل أهل البدع وأبى أن يتراجع بعد النصح والزجر فيبقى على أصله وهو السنة وهو من أولياء الله الصالحين ولا يخرج عن ذلك إلا إذا كان أصله البدعة.
الأصل التاسع عشر: أمره الإلزامي لأهل السنة والجماعة بالتحاكم عند أهل الرفض والتصوف تحت شعار أننا في دولة إسلامية والتعريض بمن لا يتحاكم إليهم في هذه الأمور أنه من أهل الغلو ومن الخوارج.
الأصل العشرون: جعله توحيد الحاكمية قسماً رابعاً من أنواع توحيد الله عزوجل.
ا لأصل الحادي والعشرون: تبيين حال أهل الأهواء والبدع والرد عليهم ليس من حاجيات الناس وإن رُد عليهم – فرضاً- فلا يسمون إلا لمصلحة.
الأ صل الثاني والعشرون: جرح أهل الأهواء والبدع سبب في تفريق الدعوة وتمزيقها وسبب في ضعف المسلمين وعدم نشر دعوتهم وسبب في عدم فتح الأقاليم وأنه يعتبر من الخوض في آيات الله وأنه مكيدة من أعداء الإسلام وأن المجرحين أذناب لهم.
الأصل الثالث والعشرون: التحريش والكذب.
ا لأصل الرابع والعشرون: الولاء والبراء الضيق.
وإليك بيانها مفصلاً مبيناً إن شاء الله تعالى.

الأصل الأول
لمز الوصابي لبعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فوافق في ذلك أبا الحسن
وكان من جملة ما قاله أبو الحسن كما ذكر ذلك العلامة المدخلي حفظه الله في تنبيه أبي الحسن إلى القول بالتي هي أحسن:
1) وصف أبي الحسن -الصحابة- بالغثائية.
2)وقال أبو الحسن في قصة الإفك: انزلق فيها أناس صالحون .......
3)وقال أيضًا: وما سلمت -أي: عصر النبوة- من أناس صارفين وفيكم سماعون لهم، فمن ذا الذي يزكي دعوتنا اليوم أن يكون فيها أكثر وأكثر.
واسمع إلى كلام الوصابي_ هداه الله _وهو يصفهم بأنهم أبواق، وأنهم يتناقلون الكلام، ويخوضون فيه بدون تثبت فلأجل ذلك نحتاج إلى تربية وتعليم.
1- قال الوصابي في شريط وجوب التثبت خطبة جمعة: ﴿وَلَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُمْ مَا يَكُونُ لَنَا أَنْ نَتَكَلَّمَ بِهَذَا سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ * يَعِظُكُمُ اللَّهُ أَنْ تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَدًا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ﴾ [النور : 16، 17] عاتبهم الله إذا قال ذلك الفاجر المنافق تلك المقالة كان عليكم ألا تنشروها كان عليكم ألا تكونوا أبواقا له ترددون مقالته في المجتمع الطاهر المسلم النقي الصافي المصفى].
وقال أيضًا: ...... قال الله عزوجل: ﴿يَعِظُكُمُ اللَّهُ أَنْ تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَدًا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ﴾ [النور : 17] أبدًا بمعنى إلى قيام الساعة لا تكونوا أبواقًا للمجرمين والفاسدين الذي يقول أحدهم كلمة سوء ويمشي.
2- قال في نفس الشريط وهو يشرح حديث تناوب عمر مع الأنصاري رضي الله عنهما وقصة طلاق النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم نساءه:
قال: ...... جاء بعد العشاء أي: الأنصاري فقال: أثم عمر ..... فقال: هل علمت ما حدث اليوم؟ قال: لا قال: طلق رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم نساءه قال: فانزعج لهذا!! كلهم ومنهم حفصة بنت عمر رضي الله عنهم جميعًا.
فذهب عمر رضي الله عنه يتأكد أول ما بدأ دخل على حفصة بنته رضي الله عنها، فوجدها تبكي، فقال لها: أطلقكن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم؟ فقالت: لا أدري فكانوا يظنون أن الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم طلق نساءه عليه الصلاة والسلام وتناقلوا الكلام يا سبحان الله!! ما أحوجنا جميعًا إلى التربية والتعلم!!! لكن عمر ما قبل أي كلام ......
فجئت إلى رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم .... فقلت: استأذن لي على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: فقال يا رسول الله: هذا عمر؟ فلم يرد عليه شيئًا فدخل إلى المسجد فوجد الناس يخوضون في الكلام فيما بينهم فعاد لم يصبر استئذن لي علي رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: ذكرتك عنده فلم يرد شيئًا فرجع إلى المسجد فوجدهم يتكلمون، وهو ساكت ......، فأذن له فدخل وسلم عليه، وقال: أطلقت نساءك يا رسول الله؟ قال: لا .......
قال الوصابي: وهكذا التأكد وهكذا التثبت يكون.
أقول: هداك الله من أين لك أنهم كانوا يخوضون في الكلام؟ وجميع الروايات: أنهم كانوا يبكون حول المنبر وليس في رواية في «الصحيحين» ما ذكرت.
أما تعلم أن الخوض في الكلام هو :ما فيه الكذب والباطل كما في «لسان العرب» ثم من أين لكم أنهم كانوا يتناقلونه؟
ثم بنيت عليه ذلك الكلام الذي فيه قدح وذم «ما أحوجنا جميعًا إلى التربية والتعليم».
3- نقل الوصابي في كتابه «نصائح علماء الأمة عند الفتن المدلهمة» جمع وترتيب وتنقيح الشيخ العلامة أبي إبراهيم محمد بن عبد الوهاب الوصابي العبدلي كان الله في عونه في (1/1/1430 هـ) نقل عن بعض من حاضر عنده في مسجده وذلك في تقسيم النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم غنائم حنين التي لم يعطِ منها الأنصار شيئاً (ص129-130) قال: ... فقال الشباب من الأنصار: انظر كيف الشباب لا يدرك الأمور على ما هي غالباً ... وهؤلاء الشباب قالوا مقالة ليست بصحيحة فنزل الوحي لخطر هذا الأمر أن يدب في أوساط المسلمين مثل هذا الكلام والاعتراض على النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فيما هو حق - ثم ذكر الحديث بمعناه -.
وقال: فالشاهد أن الشباب قد لا يدركون الأمور على ما هي عليه ولا يقدرون المصالح والمفاسد التي تكون من وراء هذا الكلام.

الأصل الثاني
الوقيعة في علماء السنة ورجال الدعوة السلفية بأقبح الأوصاف وأشنع العبارات مما تفوق عبارات أبي الحسن
قال أبو الحسن كما في تنبيه أبي الحسن: أما الطاعنون فيَّ أو في غيري ... ما ضرنا الغوغاء ....
وقال: أما الذين لا يفهمون من السلفية إلا مجرد الردود والخلافات والمهاترات والذين لا يفهمون .... (راجع كلامه في المصدر المذكور) وله مقالات غير هذه.
أما الشيخ الوصابي - هداه الله - فظلمه لأئمة الدعوة، ورجالها يستحي الشخص من ذكره، وينكس رأسه عند سرده؛ لأنه في الظاهر يمدحهم وفي الباطن يطعنهم.
فقد رمي علماء الإسلام بأشنع العبارات، وأقبح المقالات: كالجاسوسية والعمالة والفجور والكذب والخيانة وإنهم جلادون سكا كين هدامون دمارون وأنهم ضعفاء إيمان وقليلو إيمان ،وأذناب لأعداء الإسلام.
1-أخبرنا شيخنا المكرم الصادق المفضال الناصح الأمين يحيى بن علي الحجوري - وكنا في منزله - حفظه الله قال: عندما ذهبت إلى الحديدة دعوة - وكان ذلك في عام (1426هـ) من شهر محرم - من عدن كنت مرهقاً جداً وحاضرت بعد المغرب وأنا مرهق - وكان المشايخ آنذاك موجودين- فبعد العشاء جلسنا مع الشيخ محمد الوصابي فقال: أريد أن أخبركم بأمر وهو أن الشيخ ربيع قال: اسحبوا يحيى من رجله من على الكرسي!!! إذا وجد البديل فقال الشيخ يحيى: الشيخ ربيع قال هذا، قال الشيخ محمد: نعم، فاستأنا جميعاً من هذا القول.
فقال الشيخ يحيى: لماذا يكيدون لي أن أدعو إلى الكتاب والسنة.
فقال الشيخ محمد الوصابي: أخبرتكم حتى تحذروا الشيخ ربيع عميل عميل جاسوس.
قال الشيخ يحيى: والله امتلأت قلوبنا على الشيخ ربيع وما استطعت تلك الليلة أن أنام إلى الفجر.
وفي جلسة المشايخ قال الوصابي أيضاً: الشيخ الفوزان جاسوس، والشيخ النجمي والشيخ زيد المدخلي غمزا منه بالعمالة.
وكان من ضمن هؤلاء أيضاً الشيخ حسن بن قاسم الريمي كان ممن قذفه الشيخ الوصابي بالجاسوسية في بعض الجلسات مع المشايخ- والعياذ بالله .
وقد وافق بهذا الطعن أئمة السرورية في رميهم للعلماء بالجاسوسية والعمالة.
2- رميه لمن أقام عليه الحجة وأظهر أخطاءه بالكذب قال في شيخنا الصادق الناصح الأمين حفظه الله ورعاه (15/ربيع أول/1429هـ): قد يقول القائل: لما لم تنصح الحجوري فيما بينك وبينه؟ نقول: كذبته بلغت الآفاق لو كانت الكذبة بيني وبينه ستكون النصيحة بيني وبينه لكن كذبته بلغت الآفاق وله كذبات كثيرة.
وقال أيضاً: ... ويأبى الله إلا أن يفضح الرجل وأن يظهره على حقيقته أنه كذاب وأنه يكذب فكذبه بعد كذبه بعد كذبه كذبات أخرى كثيرة.
3) رميه للعلامة المدخلي بأنه صاحب أيمان فاجرة –وسيأتي نص كلامه في الأصل الثاث والعشرين-
4- وقال أيضاً في علماء الجرح والتعديل وهي محاضرة ألقاها في (5/شوال/1429هـ) وهي في كتابه «نصائح علماء الأمة» (ص51): وبعض الناس لسوء طويته، ولما عنده من أحقاد، وجد مدخلاً في الطعون في إخوانه هو في الأصل عنده مرض في قلبه من إخوانه ،، فوجد مدخلاً في الطعون في إخوانه.
5- وقال أيضاً في نصيحة تاسوعا (1429هـ): فنصيحتي لمن ابتلي بهذا المرض الحقد لأهل الإيمان، ومرض الحقد لأهل الإسلام، نصيحتي له أن يرجع إلى الله، وأن يحاسب نفسه قبل أن يحاسبه الله، إي والله إنه لمرض بعض الناس فعلاً مبتلى بهذا المرض شغله الشاغل الوقيعة في أعراض الناس وشغله الشاغل وديدنه الولوغ في أعراض المسلمين في أعراض المؤمنين هذه ما هي طريقة المؤمنين هذه من صفات المنافقين.
وهذا موافق لكلام أبي الحسن .قال العلامة ربيع المدخلي في «جناية أبي الحسن»:
16- أبو الحسن يسير على طريقة القطبيين وعدنان عرور وغيرهم في الطعن في من ينتقدهم بحق بأنهم يتدخلون في النيات والضمائر وأنهم أهل تشهير وحقد وبغض وهو يكثر من هذا وهذا من الإرهاب الفكري الذي يستخدمونه ضد أهل الحق.
6- وقال الوصابي أيضاً في نصيحة ليلة عاشوراء عام (1429هـ) عند حديث «يا معشر من قد أسلم بلسانه»: لأنه الأذية في الغالب تصدر من أصحاب هذه الأوصاف الذي إسلامهم على أنفسهم ولم يتعمقوا في الدين ومعرفة الدين والعمل بأحكامه ؛ لأن من تعمق في أحكام الدين ،وتمكن الإيمان من قلبه ومن جوارحه؛ فإن الإيمان يحجزه من أن يقع في أعراض إخوانه المسلمين؛ فالرسول عليه الصلاة والسلام نادى هذا الصنف؛ لأنه تكثر منه الأذية لإخوانه المسلمين والقلاقل والبلابل والفتن والمحنن والمشاكل؛ لقلة إيمانهم أو لضعف إيمانهم يحصل هذا منهم بخلاف من كان يخشى الله ويتقي الله فإن ما في قلبه من الوازع الإيماني والديني، يمنعه من الاستطالة في عرض أخيه المسلم، ويمنعه أيضاً من أن يؤدي إخوانه المسلمين بالقول أو بالفعل.
7- وقال أيضاً في محاضرة السويق (1429هـ)_ والمسجد بيد أصحاب حزب المؤتمر، وانظر كيف يثيرهم على منهج الجرح والتعديل وحملته:
لابد مع العلم من الأدب ولابد من التوقير للعلماء واحترام العلماء وتبجيل العلماء أما أن يتحول الشخص إلى جلاد جزار سباب شتام هذا معناه أنه سيفسد في صف الدعوة أكثر مما يصلح.
8- وقال أيضاً في نفس المحاضرة: أنت تحب أن تحترم فاحترم غيرك تحب تقدر قدر غيرك تحب أن لا يطعن فيك لا تطعن في غيرك .... أما يتحول أناس إلى معاول وإلا سكاكين وإلا جناجر وكل واحد يطعن في الثاني هذا والله خراب عظيم وفساد عظيم وشر عظيم يقال لهذا الشخص الشاذ المنحرف من معك من أهلك سمي لنا من معك على هذا الخذلان وعلى هذا التصفيد وعلى السباب والشتام....
9-وقال في نصيحة عاشوراء الجمعة (1429هـ): الجرح يا إخواني في الله إذا كان مفتوحاً فإنه بحاجة إلى العلاج، فإذا وضعت على هذا الجرح الشطة أحرقته، أو الأسيد أحرقته ، أو وضعت عليه البسباس النشف المطحون أحرقته ، فصح بعض الناس كلامهم مثل الشطة على الجراح؛ فهذا لا يزيد الجراحة إلا تألماً واحتراقاً وتمزقاً
10- وقال في مسجد الروضة (10/رجب/1428هـ):
فإن أعداء الإسلام ما أعجبهم ما نحن عليه بل أغاضهم، أغاضهم هم يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم وبأقلامهم وبأموالهم وبمكرهم وكيدهم وبترويج الباطل وبنشر الكفر والضلال.
ولكن الله خيب آمالهم، فصاروا ينشرون الفتن والتحريش بين الدعاة، وبين العلماء ،وبين طلبة العلم ينشرون التفكيك ولهم أذناب نقلة، لهم أذناب نقلة، باسم الدين، فلان قال وفلان قال يتتبعون الأخطاء يتتبعون الأخطاء، لهم أذناب نقلة للفتن فعلى طلبة العلم أن ينتبهوا لهذا على طلبة العلم أن يتنبهوا لهذا.
لقد وافق شن طبقة
انظر إلى كلام المصري الذي ذكره عنه العلامة المدخلي في «جناية أبي الحسن»
قال الشيخ ربيع المدخلي حفظه الله في «جناية أبي الحسن»:
1- أبو الحسن يدعي أنه لا يقول بمنهج الموازنات وهو يسير عليه، ويعمل به في حق أهل البدع على طريقة عدنان عرعور ولا يعمل به فيمن يخاصمهم من أهل السنة، ويدعو إلى الأنصاف ولا ينصفهم، ويصفهم بأبشع الأوصاف، فيقول في وصفهم إنهم هدامون ومفسدون وأهل بغي وطغيان وأراذل وأصاغر وأقزام وأعداء الدعوة السلفية وخصومها إلى غير ذلك من الأوصاف الظالمة.
قلت: وما أشبه الليلة بالبارحة، فقد قرأتم كلام الوصابي في وصفه لعلماء الجرح والتعديل بأنهم: جواسيس مداسيس عملاء جلادون سبابون شتامون جزارون معاول سكاكين جناجر أصحاب حقد ومرض وأنهم ضعفاء إيمان وهدامون ودمارون.
وهذا هو منهج القطبيين بعينه في اتهام علماء السنة بالعمالة والجاسوسية وأنهم سبابون شتامون إلى غير ذلك.
انظر «جماعة واحدة لا جماعات صراط واحد لا عشرات» حوار مع عبد الرحمن عبد الخالق لفضيلة العلامة ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله ورعاه.
ولكن في الجانب الآخر نجد أن الوصابي لم يستخدم وصفاً من هذه الأوصاف على أهل الأهواء والبدع وبيان ذلك.
1) سئل في شريط السعادة الحقيقية:
س4: بالنسبة للمؤلفين في النقد والتقويم يركزون على أنه ينبغي للمؤلف في النقد والتجريح وزن الحسنات والسيئات فما هو تعليقكم على هذا السؤال؟
ج4: إن كان نقد كامل عام شامل فلا بأس وإن كان نقد لقضية معينة فيكون النقد بحسب تلك القضية والحكم هو كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم. )
2) سئل الوصابي بعد محاضرته في مسجد الروضة بني بكر في يافع عند الحزبي صالح البكري ليلة الثلاثاء (10/رجب/1428هـ).
قال السائل:_ وكان هذه السؤال الثالث_ هذه مجموعة أسئلة كل تأتي بمعنى وحد وهي: ما حكم الاستماع لأشرطة أهل البدع والأهواء.
اعترضه الوصابي مباشرة فقال: قدم قدم من الأسئلة الفقهية في الطلاق وفي الرضاعة وفي الطهارة وفي الصلاة وفي الوضوء وفي الزكاة إلى -ومد بها صوته- ما شاء الله واجعل هذه الأشياء في الأخير اجعلها في الأخير.
هذا السؤال حول أيش الاستماع لأشرطة الحزبيين؟ لو جعلتها في الأخير الناس بحاجة إلى مسائل فقهية انقذوهم علموهم ......
وسيأتي مزيدٌ على ذلك في الأصل الحادي والعشرين وبيان منهجه في ردوده على أهل الأهواء والبدع.

3) أسئلة شباب لحج:
س3: بالنسبة للأشرطة التي تكلم عنها العلماء شريط بحر الحب هل نسمع لبقية الأشرطة غير هذا الشريط أما ماذا؟
ج3: لا تأمن عموماً للدويش، ولا القرني _علي، وعائض_ وسفر، وسلمان، وناصر العمر ،والعريفي ،وسعيد بن مسفر وإن كان هو سعيد بن مسفر؛ لكن أيضاً ما تأمن، أنه يحصل له شيء أنا أقول قد يحصل له شيء أنا أقول قد يحصل للشخص شيء بدون قصد منه هو نفسه قد لا يكون متقصد لإدخال السم في العسل لكن؛ لأنه غير متمكن في العلم، وغير متمكن في العقيدة حصل له هذا الأمر وانطلى عليه.
سبحان الله!! عرفت تلتمس لهؤلاء المعاذير، وهذه هي قاعدة عرور وغيره نصحح ولا نهدم كما سيأتي بيانها في الأصل الذي سيأتي
4) نزوله في مساجد الحزبيين قريبًا من ثلاثين مسجداً في مدينة الحديدة أعرفها مسجدًا مسجدًا إلا النزر اليسير وأعرف أصحابها وما عليه من الحزبية.
وقد ذكر أخونا الفاضل معافى الحديدي هذه المساجد وما تنطوي عليه من مخالفات وحزبية في رسالته «تحذير المسلمين من مفاسد وأضرار نزول الشيخ الوصابي في مساجد وأماكن الحزبيين».
5) دعوته بالرحمة والشفقة وسلامة الصدر وعدم التميز من القضاة والمنافقين وغيره _كما سأبينه إن شاء الله_
6) قلت يا شيخ : أنت حذرت من كتابي « الصبح الشارق »وأثنيت على بعض كتب الحزبيين ، وكتابي عليه مقدمة الشيخ رحمه الله وثناؤه العطر عليه ومقدمة الشيخ أحمد النجمي – رحمه الله - والثناء العطر عليه ، (وهو من قبل كان يثني على الكتاب) فما حملك على هذا ؟ فما كان عنده جواب في هذا ولا في غيره
وسيأتي مزيدا من كلام شيخنا -حفظه الله -في ذلك في الأصلين الأخيرين.
الأصل الثالث
نصحح ولا نهدم
قال الشيخ ربيع حفظه الله في «الجناية»:
8- أبو الحسن يسير على طريقة عدنان عرعور في الأخذ بالقاعدة الفاسدة «نصحح الأخطاء ولا نهدم الأشخاص»، وهذه بعينها هي قاعدة عدنان « نصحح ولا نجرح» لكنه يهدم أهل الحق ولا يقدم تصحيحاً لأن فاقد الشيء لا يعطيه.
الأصل الرابع
السير على قاعدة البنا (نتعاون فيما اتفقنا عليه ويعذر بعضنا بعضاً فيما اختلفنا فيه) أو على قاعدة أبي الحسن (المنهج الأ فيح).

الأصل الخامس
مخالطة العصاة والمبتدعة وعدم التميز عنهم لأ ن النبي صلى الله عليه وسلم كان في عهده النفاق الأكبر والمنافقون الاعتقاديون ولم يتميز عنهم وإذا انكمش العلماء ولم يذهبوا إلى الجمعيات والمؤسسات والمراكز فمن للناس
وهكذا الوصابي أيضًا في هذه الأصول ،وإنما جمعت بينهم؛ لأن كلماته في هذه المواضيع متناسقة، فتركت الفصل بينهم حتى لا يظن أن في الكلام بترا
1-قال الوصابي في محاضرة تريم (25/جمادى الأخر/1428هـ): .
أهل السنة يجب أن يحافظوا على دعوتهم ...ويتناصحون فيما بينهم بدون تشهير بدون تشهير ....
وقال أيضا:يا هذا افترض أن فلانا حزبي بعد أن كان سنيًا -يحصل- الخير هذا على مستوى الرجال والنساء ما هو وإهدار الأوقات وإهدار الجهود، وشغل الألسن والجوارح هذا من الخطأ هذا،
وعودوا إلى عصر الصحابة رضي الله عنهم في عهد الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم الذي علمهم ورباهم وأحسن تربيتهم، هل كانوا هكذا؟! قيل وقال، وفلان كذا، وفلان كذا، وفلان كذا ،وفلان كذا، وفلان مهجور ،وفلان مقاطع،من داخل الصف _أنا قصدي أنا كلامي على داخل الصف السلفي_ وفلان ما يسلم عليه وفلان إذا كان الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم قبل المنافقين النفاق الأكبر الذي هو نفاق الكفر قبله ووكل سرائرهم إلى الله سبحانه وتعالى وهم كفار مسلمون في الظاهر وكفار في الباطن، يقولون المقالة مثل الجبل: لا تنفقوا على من عند رسول الله حتى ينفضوا.
لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل، مقالة كالجبل ، صبر وتحمل عليه الصلاة والسلام وما قال لا بد أن نتميز عن هؤلاء الكفرة المدسوسين في صفوفنا الذين يصلون معنا بأبدانهم وقلوبهم تلعننا ما قال هذا، يصلون معه ويصومون معه، ويجاهدون معه، ويحجون معه، ولما مات عبدالله بن أبي بن سلول تعرفون ماذا فعل الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم يدل على صفحه على عفوه عليه الصلاة والسلام صلى عليه وقال: دعني يا عمر إن الله خيرني، والله إني لو أعلم أني لو صليت ودعوت له واستغفرت له أكثر من سبعين مرة فيغفر له لاستغفرت له، كما قال عليه الصلاة والسلام،ثم جاءت الآية بالنهي عن ذلك لكن بعد أن صلى وكان قريب عهد من قبره فيخرج من أجل أن يكفنه الرسول بقميصه وأن يبصق عليه على بدنه من أجل النار لا تمسه فإنهم حاسون أن هذا سيضرب في النار هذا يؤذي الله ويؤذي الرسول عليه الصلاة والسلام ويؤذي المؤمنين لكن.
[انظروا إلى شفقة الرسول عليه الصلاة والسلام وإلى رحمته وإلى عفوه وإلى صفحه وضعه على ركبتيه وصار يبصق فيه ويمسح عليه، ثم كفنه في قميصه، ثم أعيد إلى القبر، ولكن الله سبحانه فعال لما يشاء هذا صاحب نفاق اعتقادي النفاق الأكبر نفاق الكفر، فالصحابة ما كانوا هكذا ما كان هذا يطعن في هذا وهذا يطعن في هذا.
لو كان هكذا ما فتحوا أقليم ولا قامت لهم قائمة ألم يقل الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم: «إِنَّ اللَّهَ لَيُؤَيِّدُ هَذَا الدِّينَ بِالرَّجُلِ الْفَاجِرِ» متفق عليه عن أبي هريرة رضي الله عنه.
والفجار والمنافقين كانوا يجاهدون مع الرسول عليه الصلاة والسلام فقال: «إِنَّ اللَّهَ لَيُؤَيِّدُ هَذَا الدِّينَ بِالرَّجُلِ الْفَاجِرِ» فنحن بحاجة إلى أن ندرس السيرة النبوية والسنة النبوية ونعمل بها].
وكذلك القرآن فإن مليء بالأحكام مليء بالأحكام مليء بالخير والفوائد والعلم والنور.
تمسك بالكتاب وبالسنة لا يتخبطنا الشيطان ولا يلعب بعقولنا والشخص الذي عنده ضعف نعينه ما نحطمه وإلا الإنسان مسكين عنده ضعف ملتحق بالخير الخير -الذي عنده- الضعيف ننهيه هذا ظلم هذا.
ذلك الرجل الذي كان يؤتى به وقد شرب الخمر فما أكثر ما يؤتى به .....
فواحد من الصحابة رضي الله عنهم جميعًا لما رآه كثيرًا ما يؤتى به شارب خمر أخذته الغيرة -على طول- قال: لعنه الله ما أكثر ما يؤتى بك الرسول أنكر عليه...
تصور أنت لو كان واحد من أهل السنة في هذا العصر يؤتي به هكذا شارب خمر تصور هذا تصور الأدلة هذه ......
ماذا سيقال عنه .... انظروا إلى شفقة الرسول عليه الصلاة والسلام يجلد بالأحذية والثياب .....، الجلد هذا فيه رحمة.
أنت لو يقال لك: هذا شارب خمر دعاك القاضي وقال لك: هذا شارب الخمر أتم عليه الحد، القاضي أمرك وأنت إنسان سني يمكن تغتاله.
2- قال في محاضرة البريقة في عدن الجمعة (27/جمادى الأخر/1428هـ):
فإن كنت تظهر الحقد في قلبك لمجموعة كبيرة من المسلمين فلا تأمن أن يعافيهم الله مما هم فيه ثم يبتليك أنت.
فكن أخي المسلم -وفقك الله- كن نقي القلب كن نقي القلب سليم الصدر سليم الصدر لا تحمل إلا الخير لإخوانك المسلمين حتى للعصاة- تتمنى لهم الخير والهداية- وحتى للكفار وحتى للكفار تشفق عليهم وتحزن عليهم وتقول: لمن، وتقول: من لهؤلاء الكفار من يدعوهم .....
3- قال الوصابي في درسه بين مغرب وعشاء لعام (1429هـ):
قد يقول قائل: لماذا يذهب الشخ ابن باز إلى جميعة نسائية ويحاضرهن وهن أولاً جمعيات، وثانيًا نساء؟
وهذا السؤال وجية.
أما كونهن نساء قد يكون الشيخ في غرفة مستقلة هو .....
أما كونها جمعية فالذي يظهر لي - والله أعلم- أن الشيخ ابن باز رحمة الله عليه وكبار أهل العلم يريدون تبليغ الدعوة ونشر العلم ونشر الدين وإيصال الخير والهدى إلى الناس كافة فهو كما عرفتم يدعى من قبل النادي الثقافي، والنادي الأدبي، فيستجيب ويذهب ويحاضر ويفتي ويعلم ويوجه ؛لأنه إذا انكمش والعالم الآخر كذلك والعالم الثالث كذلك وقالوا: من كان يريد الخير والعلم يأتينا إلى المساجد، فسيحصل نقص في تبليغ الدعوة فهم يؤدون دور المسجد ويؤدون رسالة المسجد وفقهم الله عزوجل لأن ينطلقوا إلى ما هو أوسع من ذلك كالجامعات والمعاهد والجمعيات والنوادي الثقافية والأدبية والمستشفيات كما ذكرت لكم في درس مضى ... إلى غير ذلك.
وفرق بين شاب وشايب وبين طالب وعالم وبين إنسان قلبه أخضر ووراء الدنيا وآخر قد صار مقبلا على الآخرة وآخر قد صار لكبر علمه وكبر سنه مقبلا على الآخرة يريد يؤدي ما في عنقه من أمانة العلم فهم ينطلقون ...
ومسألة الجمعية كما سمعتم: هم يريدون نشر الخير ونشر العلم ونشر الدين ولعل الله أن ينفع بهذه الدعوة وبهذه المحاضرة وبهذه الكلمة.
وذلك أن الرسول أيضاً عليه الصلاة والسلام كان يغشى المشركين في تجمعاتهم إذا وجد جمعاً يغشاهم فيه حتى أنه كان يذهب إلى الأسواق - أي الرسول عليه الصلاة والسلام- كان يذهب إلى أسواق المشركين مشركون كفار ثم أيضاً هم مشغولون بالدنيا بالأسواق والتجارة والبيع والشراء وكان يغشاهم في مجالسهم وفي أسواقهم ويدعوهم إلى الله وأما في المواسم مواسم الحج فذاك أمر واضح أنه كان يغشاهم في مواسم الحج وهم مشركون ويدعوهم إلى الإسلام يحجون وهم على الشرك يغشاهم في مجالسهم وفي مكان تجمعاتهم ويدعوهم إلى توحيد الله سبحانه وتعالى ونسأل الله التوفيق وكما سمعتم أن العالم إذا انكمش فمن للناس العلماء إذا انكمشوا وحصروا دعوتهم في المساجد فمن للناس ومن للمجتمع ومن للأمة ...
وقال أيضاً في نفس الشريط:
فمن للناس إلا العلماء ينبهون الغافل ويعلمون الجاهل وينصحون المعرض فلابد للناس من العلم والعلماء ..فكانوا يذهبون إلى الجامعات وإلى المعاهد والمدارس وإلى الجمعيات وإلى المعسكرات وإلى المستشفيات وإلى الأعراس.
4- وقال في نصيحة تاسوعا لعام (1429هـ):
فالله الله يا عباد الله في حفظ اللسان ،الله الله في حفظ اللسان وفي تقوى الله –سبحانه وتعالى –وفي احترام المسلمين ، وفي الدفاع عنهم ، والدفاع عن المسلمين قربة إلى الله ...أما إذا كنت في أذية اخيك تؤذيه بالسب والشتم واللعن والسخرية ...لاترتاح إلا إذا طعنت ولعنت وسببت وشتمت واحتقرت واستهزأت هذا لايدل على تقوى ولايدل على أن العبد يخشى الله ،ويتقي الله ،ويراقب الله بل هذا يدل على أن هذه العبد ما عنده تقوى الله، ما عنده الخوف من الله، إذ جعل ديدنه وشغله الشاغل الوقوع في الأعراض والسب والشتم...ثم أيضا إذا خالفك أخوك المسلم في مسألة فليس من العدل ولا من الإنصاف أن تنزل به كل ذنب وتقول بأنه سلك طريقة فرعون وهامان وقارون وأبيّ بن خلف وعبد الله بن أبيّ بن سلول، يعني هذا فيه تكفير، هذا فيه تكفير للمسلم، والله المستعان، هذه طريقة الخوارج، ما هي طريقة أهل السنة والجماعة. فنصيحتي لمن ابتلي بهذا المرض الحقد لأهل الإيمان، ومرض الحقد لأهل الإسلام، نصيحتي له أن يرجع إلى الله، وأن يحاسب نفسه قبل أن يحاسبه الله، إي والله إنه لمرض بعض الناس فعلاً مبتلى بهذا المرض شغله الشاغل الوقيعة في أعراض الناس وشغله الشاغل وديدنه الولوغ في أعراض المسلمين في أعراض المؤمنين هذه ما هي طريقة المؤمنين هذه من صفات المنافقين.
5- وقال في شريط عاشورا عام (1429هـ):
ما نحب الشوشرة ولا نحب الطعون في الأعراض وفلان وفلان وفلان لأن الإنسان ما يسلم، كل واحد له عيوب وما يسلم فإذا طعنت في عرض أخيك لا تأمن أن يطعن في عرضك فما نحب أن نطعن في أحد من إخواننا حتى لو كان عنده شيء من التقصير ... ما نحب أن نكون دائماً مدققين وراء الناس ....
6- وقال أيضاً - كما سبق - في شريط محاضرة السويق:
أنت تحب أن تحترم فاحترم غيرك تحب أن تقدر قدر غيرك تحب أن لا يطعن فيك لا تطعن في غيرك.
7- وقال في محاضرة البريقة (27/جمادي الآخر/1428هـ) في شرح حديث «لا تتبعوا عورات المسلمين ...»:
وانظر كيف يهول الأمر ويجعل الجرح من تتبع عورات المسلمين فيشوب الباطل شيئاً من الحق والعياذ بالله.-
قال: صعد النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم المنبر لهول الأمر ولأن الأمر عظيم ولأن الشيطان إذا لعب بعقول الناس فصاروا يتتبعون عورات بعضهم بعضاً فسدوا وأفسدوا، هلكوا، وأهلكوا أضاعوا حسناتهم وأضاعوا أوقاتهم وأضاعوا دينهم وإيمانهم وتركبت المعاصي والذنوب على ظهورهم كأمثال الجبال، كل واحد له عورات أنت لك عورات وذاك له عورات وكل بني آدم خطَّاء ...
8- وقال في نصيحة عاشورا عام (1429هـ):
وأخوك المسلم قد تكون له عورة كل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون والإنسان بشر ومهما كان وما يسلم من أخطاء لكن وإن كان له عورة فلا ينبغي لك أن تبحث عنها وعن أخطائه وأن تتبع عورته وأخطاءه وأيش يفعل، وأيش يقول.
فمن أخلاقه - صلى الله عليه وعلى آله وسلم- الكريمة أنه يحب الخير للمسلمين ويحب الدفاع عن المسلمين.
9- وقال في محاضرة أهمية الالتفاف حول العلماء (13/12/1428هـ)-عند شرح حديث «دخلت امرأة النار في هرة»-: تصور أنت هرة انحبست، وكان هذا الحبس لتلك الهرة، سبب في دخول الحابس جهنم، رجل الحابس أو امرأة، طيب بالله عليكم أي الأمرين أعظم حرمة المسلم وإلا حرمة الهرة؟! كرامة المسلم وكرامة المؤمن؟! وإلا كرامة الهرة؟! أين نذهب نحن؟! أين تعلمنا حين تطلق لسانك في فلان وفي فلان وفي فلان و في فلان وفي فلان.
يا أخي الجرح شرع لمصلحة شرعية فإذا وجدت هذه المصلحة أتى به مع البراهين ما يكون دائماً فلان حتى لو كان يهودي أو نصراني دائماً ما عندك إلا فلان فلان اتقوا الله يا عباد الله في الأعراض اتقوا الله في الأعراض أعني أعراض المسلمين أعراض المسلمين احفظوا ألسنتكم إلا من خير لا تأمن، لا تأمن أن يكبك الله على وجهك في النار بسبب أنك تنتهك الأعراض تريد أدنى متعلق تتعلق به وإذا بك تطعن في أخيك.
10- وقال أيضاً - في نصائح الأمة نقلاً لكلام غيره - (ص89):
وإذا وجدوا زلة لعالم من العلماء إذا رأوا زلة من الزلات أو بعض الزلات لعالم من العلماء التمسوا له العذر وعذروه وربما كانت هذه الزلة عن اجتهاد ولم تكن تعمد فلهذا لا ينبغي أبداً ولا يجوز أن يطعن في أحد من أهل العلم.
وانظر كلام الوصابي في الفقرة (5- 6 -7).
11- وقال أيضًا في محاضرة الفيوش (10/11/1429هـ):
ودعوة أهل السنة دعوة علم إذا كتبت ملزمة لا يكون فيها تسمية فلان ولا تسمية فلان ولا دقدقة لفلان ولا لفلان، وإنما يكون فيها علم تتكلم بعلم وتتكلم بخير وتدافع عن عقيدة بدون دقدقة لأحد.دعوتنا أرفع من أن يكون فيها هذا يرد على هذا وهذا يرد على هذا وهم كلهم من أهل السنة.
12- وقال أيضًا: ..... يدافع عن مسألة من مسائل العقيدة بدون ما يسمي أحدًا أو مسألة في التفسير، أو مسألة في ......، بدون أن يسمي فلاناً أو فلانًا.
ثم قال: ....... أبشروا بمحبة الناس لكم بعد حب الله عزوجل وأبشروا بالخير من قرأ الملزمة ما يجد فيها إلا الخير ما فيها اسم فلان ولا الرد على فلان.
13- وقال أيضًا: فإن الكلام إذا كان برفق أجدر بأن يقبل أجدر بأن يقبله المنصوح وإن كان ما ذكر اسمه لكم إذا كان في رده شدة وغلظه قد لا يقبله المنصوح بل يكون الكلام فيه لمن يرد عليه من دون أن يذكر اسمه ولا يقول: قال فلان، كما قلنا، وإنما من قال كذا أو كذا فالصواب كذا والصحيح كذا.
14- وقال أيضًا في نصيحة عاشورا لعام (1429هـ):
الجرح يا إخواني في الله إذا كان مفتوحًا فإنه بحاجة إلى العلاج، فإذا وضعت على هذا الجرح الشطة أحرقته، أو الأسيت أحرقته، أو وضعت عليه البسباس الناشف المطحون أحرقته، فصح بعض الناس كلامهم مثل الشطة على الجراح، فهذا لا يزيد الجراح إلا تألمًا واحتراقًا وتمزقًا.
15-قال الوصابي في محاضرة البريقة في عدن الجمعة (27/جمادى الأخر/1428هـ):
الله الله يا أيها المسلم الكريم، وكذلك أنت أيتها المسلمة الكريمة، الله الله في المحافظة على الصف الإسلامي وعلى اجتماع الكلمة وعلى الألفة والمحبة، وقد منع النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أصحابه أن ينقلوا إليه كلامًا عن بعضهم فإنه يحب أن يخرج إلى أصحابه وقلبه سليم وصدره نقي فلنتق الله في أنفسنا ولنتحابب ولنتآلف وكلنا خطاء كما قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: «كل بني آدم ........».
وعلاج الخطأ ليس بالتشهير وإنما بالنصح إنما بالنصح والتآلف ولكم أسوة حسنة في رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وفي أصحابه رضوان الله عليهم أجمعين وفي الرعيل، وكيف كانوا كيف كانوا هل كانوا يتناقلون الكلام بالقيل والقال من فلان إلى آخر وشغلوا أوقاتهم بذلك، لا والله لم يكونوا كذلك.
وعودوا إلى الكتاب والسنة فما معنى قول الله عزوجل: ﴿رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ﴾ ﴿أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ﴾ [المائدة : 54] أين أين الذلة فيما بيننا وأين التراحم فيما بيننا وأيننا من الحديث: «كالجسد كالْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى» و، « كَالْبُنْيَانِ يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضًا» وَشَبَّكَ بَيْنَ أَصَابِعِهِ، هذا التشبيك بين الأصابع تعليم فعلي، وقوله: «كَالْبُنْيَانِ يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضًا» تعليم قولي فجمع النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم في هذا الحديث الشريك بين التعليم القولي والفعلي.
وكم من أناس لا يحرصون على البناء وعلى العمار إنما يحرصون على الهدم والدمار والعياذ بالله من ذلك)
16-وقال في محاضرته في الحديدة لعام (1428هـ):
فعلى أهل السنة أن يتفطنوا يعني دخل عليهم الشيطان باسم الجرح والتعديل ودخل باسم الدين النصيحة، صح الدين النصيحة، والنصيحة من ديننا لكن فرقوا بين النصيحة والفضيحة، والجرح والتعديل من ديننا، ولكن متى يكون هذا، ومتى يكون هذا، ولمن يكونان، ثم أيضًا كما أن الجرح والتعديل من ديننا فكذلك المصالح والمفاسد، مراعاة المصالح والمفاسد من ديننا، فهذه مصلحة وهذه مفسدة، أيهم أعظم من الذي يقدم من الذي يؤخر؟_ ثم أسهب بذكر المثال في قصة عدم هدم الكعبة._
ثم قال: فالجرح والتعديل من ديننا ومراعاة المصالح والمفاسد أيضًا من ديننا فمن الخطأ أن الإنسان يأخذ بجانب ويترك الجانب الثاني، وهذه المسائل جرح وتعديل ومراعاة المصالح والمفاسد ما هي لكل الناس ما كل الناس يستطيعوا أن ينزلوا المسائل منازلها هذه لأهل العلم فكون الشيطان دخل بهذا الكيد العظيم والحكم بين أهل السنة بين رجال ونساء إلا من رحم الله منهم، مسألة التجريح هذا أذكركم بأن هذه مداخل شيطانية ما صارت المسألة نصيحة وإنما تحولت إلى فضيحة ولا صار الأمر جرح وتعديل بالمعنى الصحيح إنما كما عرفتم صار هناك هدم لجزء كبير من الدين هو مراعاة المصالح والمفاسد ودرء المفاسد مقدم على جلب المصالح.
17- وسئل كما في شريط فتاوى عامة: ما هي ضوابط هجر المبتدع ومتى يهجر؟
إذا صار الشخص من منهجه البدعة فيهجر صارت البدعة منهجًا له في هذه الحالة يهجر ولا كرامة.
وإذا كان منهجه السنة ولكن أخطأ في مسألة فيها بقول أهل البدع فيناصح ولا يهجر فإن لم يعد فلا يهجر أيضًا لكن قوله هذا في البدعة هذه يهجر فلا يقبل لا يقبل قوله في البدعة، وأما هو الأصل أنه على السنة.
18- وقال في نصيحة تاسوعا (1429هـ):
والنصيحة على العين والرأس لكن بدون تشهير بدون سب بدون فحش في الكلام.
19-وقال في شريط «توجيهات ونصائح» (غرة شعبان/1428هـ):
إذا صار الناس يتبعون عورات بعضهم هذا أمر عظيم إذا صاروا يؤذون بعضهم ويستهزءون ببعضهم هذا شيء خطير هذا فيه تحطيم وهدم للدين والعياذ بالله.
النصيحة لا تكون بالعنف ولا تكون بالتشهير لأنك إذا نصحت بالعنف فقد لا يقبل، وإذا شهرت به فقد فضحته فقد لا يقبل ففرق بين النصيحة وبين الفضيحة، فلا بد من مراعاة هذه الأمور.
النعمة تشكر لا تكفر النعمة تشكر لا تكفر هذا خير عظيم والحمد لله من فضل الله مع وجود المنهج السليم الكتاب والسنة لو أن شخصًا أخطأ الحمد لله المنهج واحد ينصح ولا يفضح ينصح ولا يفضح ما في داعي للطعن فيه والكلام فيه

وانظر إلى مقالة أبي الحسن في قواعده الفاسدة التي توافق ما قدمناه من كلام الوصابي هداه الله.
قال أبو الحسن: الأخطاء تصحح وليس هناك أحد فوق النصيحة.
ولكن ما نصحح الأخطاء بهدم الأشخاص، هل أحد ينكر عليَّ هذه الكلمة غير الحدادية؟
الأخطاء التي يقع فيها الرجل من أهل السنة تصحح ، وليس هناك أحد فوق النصيحة.
ليس هناك أحد نقول مثله لا ينصح أو نهابه أبداً كل ينصح «الدين النصيحة، قلنا: لمن، قال: لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم» .
ما ترك هذا الحديث أحداً ، ليس هناك أحد فوق النصيحة أو أكبر من الحق كل يذعن ويرجع له، لكن ما نصحح الأخطاء بهدم الأشخاص .
صحيح رجل عنده خير وزل زلة أو زلات نصحح ما عنده ونصححه ولا نهدمه ولا نهدم الخير الذي كان عنده إذا كان واقفاً أمام العلمانيين أو المنحلين أو دعاة الانحلال والتحلل. أو كان واقفاً أمام الصوفية ، أو كان واقفاً أمام الروافض ، أوكان واقفاً أمام الحزبيين المشوهين للدعوة السلفية وزل زلات هذا لا نهدمه ونصحح هذه الأخطاء.
قال العلامة ربيع المدخلي حفظه الله: هذه قاعدة عدنان عرعور التي شغب بها كثيراً على السلفيين والمنهج السلفي ، وانتقد هذه القاعدة وغيرها من قواعد عدنان الفاسدة نقداً شديداً جمع من العلماء ووصفها العلامة الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله بأنها قواعد مداهنة وانتقد عدد من العلماء يبلغون ثلاثة عشر عالماً.

الأصل السادس
هدم الجرح والتعديل من جوانب شتى
قال العلامة المدخلي حفظه الله ورعاه في «الجناية»:
أبو الحسن له معرفة بالجرح والتعديل، ولكنه يخالف أهل الحديث في تطبيق قواعده سائراً في ذلك على طريقة عدنان عرعور والإخوان المسلمين والقطبيين، ثم فهو لا يأخذ بها في حق كثير من أهل الأهواء والباطل ولا يقول في خصومته لأهل السنة بتقديم الجرح المفسر على التعديل المبهم ولا يقبل جرح العالم الثقة الذي لا يعارضه عالم آخر بتزكية ذلك الشخص المجروح.
أقول: وأما الوصابي فقد اتخذ طرقًا كثيرة في محاربة الجرح والتعديل وبعضها تعتبر أصولاً مستقلة:
1) رمية لعلماء الجرح والتعديل بأوصاف بشعة: جواسيس عملاء جلادون جزارون سبابون شتامون هدامون دمارون معاول سكاكين خناجر، أصحاب حقد ومرض وضعفاء إيمان، وقليلوا إيمان.
انظر نص كلامه في الأصل الثاني.
2) أن الجرح سبب في هتك الأعراض وتتبع العورات والهدم والدمار.
انظر فقرة:(4-5-6-7-8-9-19).تحت الأصل (5،4،3)
3) أن الجرح -ولو كان مفسرًا- إذا كان في نشره مصلحة لكن عارضته مفسدة فيترك.
انظر فقرة (9-15)تحت الأصل المتقدم ، وسيأتي مزيدا في الأصل السابع.
لكن ما هو قصد الشيخ الوصابي في المفسدة المعارضة؟!!!!.
هو ما ذكره بقوله -وإن كان موجودًا برمته في الأصل السابع لكن أذكر منه الشاهد هنا- وهو:
إذا كان نشر هذا الشريط وهذه الملزمة فيه مصلحة أنه خير نشر أنه خير وعلم نشر لكن في مقابل ذلك في مفسدة في مقابل هذه المصلحة الذي هو نشر الخير ونشر العلم في مقابل ذلك مفسدة الذي هو الأحقاد والبغضاء والشحناء والنفرة والتهاجر والتقاطع بين الإخوان في الله, فنقول: هذه مصلحة نشره مصلحة لكن في مقابل وجود مفسدة ودرء المفاسد مقدم على جلب المصالح فيوقف الشريط أو الملزمة درء للمفسدة. جلسة الحامي (1428هـ).
أقول: ولم يقتصر الوصابي على ذلك بل قال: إذا كان المردود عليه من أهل البدع أن لا يذكر اسمه إلا إذا اقتضت المصلحة فلا بأس. كما في محاضرة الفيوش (11/1429هـ)، وهو منقول في الأصل السابع وموجود بنصه مع كلام آخر يقاربه في الأصل الحادي والعشرون، ومن ذلك أنه قال: ....... ذكر المسألة الفلانية ولكن لم يذكر المردود عليه إلا إذا كان المردود عليه من أصحاب البدع ورأى أن المصلحة أن يذكر اسمه أو يذكر كتابه فلا بأس.
وقال في جلسة قصيعر (السبت/29/جمادى الأخر/1428هـ):
وبعض الناس أخذ يستعمل القواعد ويقول الجرح المفسر مقدم على التعديل.أقول له: سبحان الله!!! الله يهديك ما عرفت إلا هذه القاعدة والقواعد الأخرى لم لم تعمل بها ثم إذا تراجع شيخك أين القاعدة هذه أن الجرح المفسر مقدم على التعديل افرض أنه تراجع وقال: أنا تراجعت خلاص انتهت القاعدة التأني من الله والعجلة من الشيطان.اهـ
سبحان الله – يا شيخ محمد : تريد تهدم دينًا وأصلاً عظيمًا بالتشكيك في أقوال أهل العلم وعدم الثقة بأخبارهم.
4) أن الجرح سبب لهدم جانب كبير من الدين لأننا لم نطبق قاعدة درء المفاسد مقدم على جلب المصالح -وقد علمت ما هي المفسدة المعارضة للمصلحة عنده-.
انظر فقرة (16-19) تحت الأصل (3-4-5).
5) أن الجرح والتعديل مدخل شيطاني يدخل على العبد ليوقعه في الطعن في الأعراض وكبائر الذنوب وأنه سبب للفتنة.
انظر فقرة (7-16) تحت الأصل (3-4-5) .
وله كلام شديد أيضًا!!! انظره في آخر فقرة (1) تحت الأصل (3-4-5).
وقال في الالتفاف حول العلماء (13/12/ 1428)
...... أن نتقي الله في الأعراض وفي الأموال وفي الأرواح وفي الأنفس اتقوا الله يا عباد الله وتمسكوا بكتاب الله حق التمسك وبسنة رسوله عليه الصلاة والسلام حق التمسك لا يدخل الشيطان على أحدكم على أنه من باب الدين النصيحة وإلا من باب الجرح والتعديل وإذا به يقع في الأعراض ويقع في المعاصي ويقع في كبائر الذنوب في كبائر الذنوب.

وقال في محاضرة الديس (5/شوال/1429هـ):
قوله تعالى: ﴿وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ﴾ [الأعراف : 200] شياطين الإنس وشياطين الجن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم، ومن ذلك النزع نزغ الاختلاف فمن دعا عليه وشجع عليه وطعن في أعراض إخوانه المسلمين فاستعذ بالله منه فإنه شيطان ولا تذهب وراء الشيطان، الشيطان الإنسي والشيطان الجني لا تذهب وراءه، لا تلدغ في أعراض إخوانك المؤمنين.
وقال أيضًا في نفس المصدر:
إنسان يطعن في أهل العلم في هذا وفي ذاك واجبك النصح وإذا لم ينتصح فواجبك الانصراف لا تبقى ﴿وَإِمَّا يُنْسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلَا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ﴾ [الأنعام : 68] أما أن تصغي إلى الباطل وإلى الذي يطعن في الأعراض وتريد بعد ذلك من قلبك أن يسلم!! كيف يسلم من الفتنة وأنت قد أصغيت إليها وخالفت كتاب الله وسنة الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم، فكما قال الله عزوجل: ﴿وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ﴾ [النحل : 118] لما أصغى إلى الفتنة انجر وراءها وانقاد وراءها الباطل لا تصغي إليه ولا تسمع له.
7) أن الجرح فضيحة ليس بنصيحة. انظر فقرة (16-19) تحت الأصل (3-4-5)، ،وانظر الفقرة المتقدمة.
8) أن الجرح والتعديل خاص بالعلماء ولا يجوز للطالب أو العامي أن يجرح.
قال الوصابي في «نصائح علماء الأمة» (ص16): الجرح والتعديل من ديننا لكن ليس هو لكل من هب ودب إن الجرح والتعديل له رجاله وهم العلماء الأتقياء ...
وقال أيضاً في نفس المصدر ( ص16-17): وأما الفتنة إذا كانت بين عالمين من علماء أهل السنة فلا يخوض فيها إلا علماء أهل السنة فهم أعلم وأعرف بما يقولون وأدرى بالمصالح والمفاسد وبمن يستحق أن يعدَّل أو يجَّرح أما العامي وطالب العلم فلا يجوز لهم الخوض في مثل هذه الفتن فضلاً عن أن يجرحوا أو يعدلوا.
وقال في الشريط الذي طعن فيه الشيخ يحيى حفظه الله:
مسألة الدعوة ليست على كواهلكم يا طلاب العلم، ويا أيها العامة المحبون للسنة وإنما هي على كواهل العلماء ... أنت طالب أعرف قدر نفسك لست محملاً مسؤلية الدعوة والدعوة ليست على كاهلك.
وقال في محاضرة الديس الشرقية (5/شوال/1429هـ):
يا أخي هذه المسائل ليست عليك هذه المسائل على العلماء أما أنت فأنت طالب أو عامي فاعرف قدر نفسك.
9) لا يجوز للطالب أن ينقل فتوى العالم في الجرح وأن هذا من التقليد الذي يضر صاحبه يوم القيامة.
قال في نصيحة تاسوعا (1429هـ): أيضاً الذين يقلدون من وقع في الطعون هل تقليدك لمن وقع في الطعون ينفعك عند الله؟! تقول أنا طعنت في أعراض الناس لأن فلان كان يطعن في أعراضهم هل هذا ينفعك عند الله، نسأل الله العافية والسلامة، ونقول أين العلم الذي تعلمتموه؟! أين القرآن؟! أين التفسير؟! أين الحديث؟! أين ....هل هذه الفائدة أن يتعلم الشخص ثم بعد ذلك ثم يخرج يطعن في إخوانه السلفيين .
وقال في مسجد الخير الجمعة (2/11/1429هـ):
احفظ لسانك من قولك: الشيخ فلان قال في فلان كذا هذا راجع إلى العلماء ... أما أنت فطالب أو عامي وهذا شيء لا يعنيك.
10) هدم كلام الأقران -الذي هو أثبت الجرح بشروطه- وغيره وذلك أنه لا يجوز للجارح أن يحكم على خصمه وإنما عليه أن يبرز الأدلة فقط والحكم لغيره بالموافقة أو المخالفة، وإذا جرحه فلابد من أن يثبت من كلام مجرح آخر وآخر وعدم الاعتماد على مجرح واحد .
قال في نصيحة عاشوراء (1429هـ):
فإن الإنسان كلما أكثر من الشيوخ كلما اتسعت دائرته العلمية ونفس الكلام مسألة الجرح إذا أخذت الجرح عن شخص واحد تصبح ما ترى إلا ما يراه هو تصبح أنت ضيق الأفك ما عندك إلا عين واحدة لكن خذ الجرح من أكثر من عالم من علماء السنة من علماء التوحيد، خذ هذا العلم من أكثر من واحد تتسع دائرتك العلمية ...
وقال أيضاً:
فمن الخطأ أن الإنسان ينظر بنظرة ضيقة جداً وبعدين ما يرى إلا ما يراه هو لا، وسع دائرتك انظر باقي المشايخ إذا كان فلان جرح فلان انظر باقي المشايخ، كان السلف كانوا يمرون على فلان على يحيى بن معين وعلى بن المديني والنسائي والبخاري ...
وقال أيضاً في محاضرة الديس الشرقية (5/شوال/1429هـ):
وهكذا أي فتنة تحصل لابد فيها من الرجوع إلى أهل العلم مع التأني كما جاء في الحديث «التأني من الله والعجلة من الشيطان» تسمع من هذا العالم، وتسمع من الثاني، وتسمع من الثالث، وتسمع من الرابع
وقال في أهمية الالتفاف حول العلماء (13/12/1428هـ):
ومن كان عنده دعوى لا بأس يقدمها لأهل العلم، والعلماء ينظرون فيها بنظر الانصاف، ويقولون الذي يقربهم إلى الله سبحانه وتعالى، بهذا تنحل أما إنسان يدعي ثم يحكم ..... يعني معناه مدعي وحاكم ...... معناه أنك أنت المدعي وأنت حاكم هذا خطأ أنت مدعي فقط والحكم ما هو لك الحكم للعلماء، علينا أن نعلم الناس كيف يتعلمون الكتاب والسنة؟ وكيف يطبقونها في حياتهم؟ لا يكون الخطأ منا ندعوا ثم نحن نختلف لا نظلمهم بأقوالنا وبأيضًا بأعمالنا، كيف يقضون بين الناس؟ كيف يحكمون بين الناس؟. اهـ
11) أن الأخذ بالجرح المفسر وقبوله ليس بواجب؛ لأنه من باب خلاف الأفهام والاجتهاد.
قال الوصابي في شريطه الموسوم «اجتماع العلماء» لعام (1428هـ):
وقد يحصل بين علي بن المديني وأحمد بن حنبل أو يحيى بن معين في بعض الرواة هذا يوثق وهذا يضعف، اختلاف أفهام واختلاف اجتهاد، فلا يعنف هذا على هذا ولا هذا على هذا، فوسعوا بالكم- يا رحمكم الله- فوسعوا بالكم، فكون فلان أن فلان يرى أن فلان مجروح وغيره لا يراه مجروح فهذا أقل شيء أن يكون مما يسوغ فيه الاختلاف وإنه الأمور الاجتهادية ....... إلخ، كلامه الذي سيأتي ذكره في الذي بعده.
وقال في كتابه «نصائح علماء الأمة» نقلاً عن غيره (ص148):
وهكذا المسائل الاجتهادية، والجرح والتعديل من المسائل الاجتهادية إذ هو ليس نصًا من السماء أو من النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، فلان ضعيف أو فلان متروك أو فلان حزبي، إنما هذه مسائل اجتهادية، فإذا اختلف المشايخ في شخص أو في شيء فأنت يا طالب العلم تتبع ما تراه صوابًا، ولكل شيخ عذره في مسائل الاجتهاد تريد أن تتعصب أو تتحكم على الدعوة، أو على المشايخ، فكل يعرف قدر نفسه.
12)المساواة في جرح الضبط والعدالة من حيث عدم انعقاد الولاء والبراء؛ لأنه من باب خلاف الأفهام والاجتهاد،
وإليك قبل ذلك كلام أبي الحسن الذي تابعه فيه الوصابي وهو:
(أن الجرح المفسر قبوله ليس بواجب؛ لأنه من خلاف الأفهام وإنه لا ينعقد عليه الولاء والبراء).
قال أبو الحسن كما في «التثبت» للعلامة ربيع المدخلي حفظه الله:
ثم في النهاية نفترض أننا اختلفنا في أمر الشيخ المغراوي وأن الشيخ المغراوي مخطئ وأنا قلت مصيب وأخطأت في تصويبي إياه هل هذا معناه أن الدعوة تفترق، وأنني لست سلفياً وأنني سروري وأنني حزبي ، وأنني كذا وكذا كما يقول الجهلة الذين يقولون ما لا يعرفون ، ويهرفون بما لا يعرفون.
هب أني خالفت في شخص من الأشخاص وأنا وأنت نقصد الدفاع عن السنة فأنت جرحت وأنا مدحت وأنت مصيب في تجريحك وأنا مخطئ في هذه الحالة يقال فلان أخطأ في هذا.
قلت :وهكذا سار الوصابي على هذا المنهج.
قال في اجتماع المشايخ لعام (1428هـ):
وقد يحصل بين علي بن المديني وأحمد بن حنبل أو يحيى بن معين في بعض الرواة هذا يوثق وهذا يضعف، اختلاف أفهام واختلاف اجتهاد، فلا يعنف هذا على هذا ولا هذا على هذا، فوسعوا بالكم -يا رحمكم الله- فوسعوا بالكم، فكون فلان يرى أن فلان مجروح وغيره لا يراه مجروح فهذا أقل شيء أن يكون مما يسوغ فيه الاختلاف وأنه الأمور الاجتهادية، فلا ينبغي أن يجر هذا على هذا ولا هذا على هذا.
والقلوب صافية والقلوب متآلفة والقلوب متحابة، ولا يمتحن هذا بهذا ولا هذا بهذا، كونوا أرفع من ذلك ترفعوا.
وقال أيضا:
أنت لو عدت إلى كتب الجرح والتعديل كم تجد من خلاف بين الأئمة ما بين مجروح وما بين مضعف في اختلاف كبير، وما كان يتحزب ليحيى ابن معين مجموعة على ابن لهيعة ولا يتحزب لعلي ابن المديني على ابن لهيعة.
وقال أيضًا في محاضرة تريم (15/جمادي الآخر/1428هـ):
يا هذا افترض أن فلانًا حزبي بعد أن كان سنيًا- يحصل- الخير هذا على مستوى الرجال والنساء، ما هو وإهدار الأوقات وإهدار الجهود وشغل الألسن والجوارح هذا من الخطأ هذا
وعودوا إلى عصر الصحابة رضي الله عنهم في عهد الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم الذي علمهم ورباهم وأحسن تربيتهم هل كانوا هكذا؟ قيل وقال وفلان كذا وفلان كذا، وفلان كذا وفلان كذا وفلان مهجور وفلان مقاطع من داخل الصف- أنا قصدي أن كلامي على داخل الصف السلفي- فلان مقاطع وفلان ما يُسلم عليه، وفلان
إذا كان الرسول قبل المنافقين النفاق الأكبر الذي هو نفاق الكفر قبله ووكل سرائرهم إلى الله سبحانه وتعالى وهم كفار مسلمون في الظاهر وكفار في الباطن يقولون المقالة مثل الجبل: (لا تنفقوا على من عند رسول الله حتى ينفضوا )
(لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل) مقالة كالجبال، صبر وتحمل عليه الصلاة والسلام وما قال لا بد أن نتميز عن هؤلاء الكفرة المدسوسين في صفوفنا الذين يصلون معنا بأبدانهم وقلوبهم تلعننا ما قال هذا.
13) أن الجرح سبب في ضعف المسلمين وفي عدم نشر الدعوة، وفتح الأقاليم، بل هو سبب في تمزقها ويعتبر من في الخوض في آيات الله.
قال في محاضرة تريم (25/جمادي الآخر/1428هـ)- بعد أن ذكر الكلام المتقدم- وهو:
أن الجرح سبب في إهدار الأوقات والجهود، وأن عصر الصحابة لم يكن كذلك، ثم ذكر كيف كان المنافقون في عهده يجاهدون معه. وانظر أيضا فقرة (1) تحت الأصل (3-4-5).
قال بعد ذلك: انظروا إلى شفقة الرسول عليه الصلاة والسلام وإلى رحمته وإلى عفوه وإلى صفحه وضعه- أي ابن سلول- على ركبتيه وصار يبصق فيه ويمسح عليه، ثم كفنه في قميصه، ثم أعيد إلى القبر، ولكن الله سبحانه فعال لما يشاء هذا صاحب نفاق اعتقادي النفاق الأكبر نفاق الكفر
فالصحابة ما كانوا هكذا ما كان هذا يطعن في هذا وهذا يطعن في هذا، لو كان هكذا مافتحوا أقليم ولا قامت لهم قائمة ألم يقل الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم: «إِنَّ اللَّهَ لَيُؤَيِّدُ هَذَا الدِّينَ بِالرَّجُلِ الْفَاجِرِ» متفق عليه عن أبي هريرة رضي الله عنه،والفجار والمنافقين كانوا يجاهدون مع الرسول عليه الصلاة والسلام فقال: «إِنَّ اللَّهَ لَيُؤَيِّدُ هَذَا الدِّينَ بِالرَّجُلِ الْفَاجِرِ» فنحن بحاجة إلى أن ندرس السيرة النبوية.
وقال في نصيحة عاشورا لعام (1429هـ):
الجرح يا إخواني في الله إذا كان مفتوحًا فإنه بحاجة إلى العلاج، فإذا وضعت على هذا الجرح الشطة أحرقته، أو الأسيت أحرقته، أو وضعت عليه البسباس الناشف المطحون أحرقته، فصح بعض الناس كلامهم مثل الشطة على الجراح، فهذا لا يزيد الجراح إلا تألمًا واحتراقًا وتمزقًا
وقال في محاضرة الديس (5/شوال/1429هـ):
فالدين النصيحة يقال له يا فلان اتق الله أنت لست من العلماء أنت عامي أو أنت طالب فاعرف قدر نفسك، هذه على العلماء، هكذا يكون الردع، أما أنك تصغي لهذا العامي أو لهذا الطالب وهو يبعثر ويبعسس ويزوبع هذا الإصغاء نفسه من المنكر، كيف تصغي لإنسان يشتت ويفرق ويمزق كيف تسمع له هذا ما يجوز والله يقول: ﴿وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ﴾ [الأنعام : 68].
إنسان يطعن في أهل العلم في هذا وفي ذاك واجبك النصح، وإذا لم تنصح فواجبك الانصراف ﴿وَإِمَّا يُنْسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلَا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ﴾ [الأنعام : 68].
أما أن تصغي وإلى الباطل إلى الذي يطعن في الأعراض. وانظر أيضًا فقرة (11) وما بعده تحت الأصل (3-4-5).
وهكذا سير الوصابي فإنه يرى كلام أهل العلم في الأهواء والباطل لعبة، بل إنها سبب للفرقة وهذا نفس سير أبي الحسن.قال العلامة الوالد ربيع المدخلي حفظه الله في «التثبت»: موقف أبي الحسن المأربي من أخبار أهل السنة وفتاوى وأحكام علمائهم في أهل الأهواء والباطل
قال أبو الحسن : ثم في النهاية نفترض أننا اختلفنا في أمر الشيخ المغراوي وأن الشيخ المغراوي مخطئ وأنا قلت مصيب وأخطأت في تصويبي إياه هل هذا معناه أن الدعوة تفترق.
وهذا هو نفس كلام الوصابي الذي نقله الحجة الثبت الناصح الأمين يحيى بن علي الحجوري حفظه الله عن الوصابي وسيأتي في الأصل الثاني والعشرين.
14) أن الطعن والجرح في أعراض الناس مكيدة من أعداء الإسلام ينشرونه ليفككون به الدعوة، وأن المتبعين للأخطاء والمجرحين أذناب لأعداء الإسلام ونقلة،
وقال في مسجد الروضة بني بكر يافع لعام (1248هـ):
فإن أعداء الإسلام ما أعجبهم ما نحن عليه بل أغاضهم، أغاضهم هم يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم وبأقلامهم وبأموالهم وبمكرهم وكيدهم وبترويج الباطل وبنشر الكفر والضلال.
ولكن الله خيب آمالهم، فصاروا ينشرون الفتن والتحريش بين الدعاة، وبين العلماء ،وبين طلبة العلم ينشرون التفكيك ولهم أذناب نقلة، لهم أذناب نقلة، باسم الدين، فلان قال وفلان قال يتتبعون الأخطاء يتتبعون الأخطاء، لهم أذناب نقلة للفتن فعلى طلبة العلم أن ينتبهوا لهذا على طلبة العلم أن يتنبهوا لهذا.
15) أن المجرح لا يجرح إلا الذي هو بلده، وأما غيره فإنه لا يعنيه.
قال في محاضرة الديس الشرقية (5/شوال/1429هـ)- وهي في جمعة النصائح-:
وهكذا أي فتنة تحصل لا بد فيها من رجوع إلى أهل العلم مع التأني كما جاء في الحديث «التأني من الله والعجلة من الشيطان»، تسمع من هذا العالم، وتسمع من الثاني، وتسمع من الثالث، وتسمع من الرابع، وهناك أشياء مهما كان الأمر فيها فانصرف عنها؛ لأنها لا تعنيك مثلاً: فلان حزبي وإلا ما هو حزبي يا أخي فلان هذا ما هو عندك ولا هو شيخك ولا أنت في بلاده، ولا هو في بلادك مثل هذا انصرف عنه عن هذه القضية إلى غيرها؛ لأنك ما أنت فيها، هذه القضية لا بأس أن يسأل عنها شخص هو من بلاد فلان، هذا أما إنسان لا أنت في بلاده ولا هو في بلادك مالك منه حزبي ما هو حزبي، هذا شيء ما يخصك لست أنت من أهله بعض الناس يحشر نفسه في أمور ولو كان ما هو من أهلها فهذا النوع من الناس في جهل في عمى في تخبط،يا أخي اشتغل ما ينفعك: «من حسن إسلام المرء تركه مالا يعنيه» أنت طالب علم أو عامي اشتغل بما ينفعك.
وهذا يعتبر أصلاً مستقلاً برأسه سأذكره -إن شاء الله تعالى-
وهذه قريبة من قاعدة أبي الحسن التي ذكرها الشيخ ربيع حفظه الله في رسالته «التثبت» حيث قال: المصري :
والرجل قديم العهد به وليس بيني وبينه علاقة ولا يلزمني أن أتكلم في من لا أعرفه معرفة جيدة ولا لي به علاقة لا يلزمني أن أتكلم فيه.
16) أن الجرح يعتبر من فحش الكلام وبذاءته وأنه سبب في عدم قبول النصيحة.
قال في محاضرة تاسوعا عام (1429هـ): ... والنصيحة على العين والرأس لكن بدون تشهير بدون سب بدون فحش في الكلام.
وقال في محاضرة الفيوش -في أثناء نصيحة لأصحاب الردود وأنهم لا يذكرون اسم المردود عليهم إن كان من أصحاب البدع إلا عند وجود المصلحة فلا بأس ... قال بعد ذلك:
فإن الكلام إذا كان برفق أجدر بأن يقبل أجدر بأن يقبله المنصوح، وإن كان ما ذكر اسمه لكن إذا كان في رده شدة وغلظة قد لا يقبله المنصوح، بل يكون الكلام فيه احترام لمن يرد عليه من دون أن يذكر اسمه ولا يقول: قال فلان كما قلنا وإنما من قال كذا أو كذا فالصواب كذا والصحيح كذا وقال الله كذا وقال ...
تفيد الشخص علما إذا كان قد أخطأ في تلك المسألة بهذه النقولات الموثقة، وإذا رد عليك وعنف؛ لأنك ذكرت اسمك - أي لا تجعله مجهولا - فيصير اللوم عليه وليس عليك أما أنت فردك رد علمي ورد محترم، ويكون اللوم على من تكلم بالكلام البذي وبهذا ننجح في دعوتنا وفي أسلوبنا وفي طرحنا وفي دروسنا وفي محاضرتنا وفي خطبنا إذا كنا متقين لله سبحانه ومحافظين على ألسنتنا من الكلام البذي وما دمنا مع الأدلة ومع أقوال أهل العلم.
17) الردود على أهل الأهواء والبدع ليس من حاجيات الناس الضرورية .
قال السائل - في أثناء محاضرته في بني بكر بيافع في مسجد الروضة عند صالح البكري لعام (1248هـ)-:
س3: هذه مجموعة أسئلة كل تأتي بمعنى واحد وهي ما حكم الاستماع لأشرطة أهل البدع والأهواء ، وما ...؟
قال الوصابي معترضاً: قدِّ م قدِّم من الأسئلة الفقهية في الطلاق وفي الرضاعة وفي الطهارة وفي ... إلى - ومد بها صوته - ما شاء الله،، واجعل هذه الأشياء في الأخير اجعلها في الأخير هذا السؤال حول أيش الاستماع لأشرطة الحزبيين لو جعلتها في الأخير الناس بحاجة إلى مسائل فقهية انقدوهم علموهم ...
وسيأتي أوسع من هذا في الأصل الحادي والعشرين.
18) الجرح تضييع للجهود والأوقات وأنه من شغل الألسن والجوارح والقيل والقال.
قال الشيخ محمد - هداه الله - في محاضرة تريم (25/جمادي الآخر/1428هـ):
يا هذا افترض أن فلانا حزبي بعد أن كان سنيًا -يحصل- الخير هذا على مستوى الرجال والنساء ما هو وإهدار الأوقات وإهدار الجهود، وشغل الألسن والجوارح هذا من الخطأ هذا،
وعودوا إلى عصر الصحابة رضي الله عنهم في عهد الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم الذي علمهم الذي علمهم وأحسن تربيتهم هل كانوا هكذا قيل وقال وفلان كذا وفلان كذا، ... وفلان مهجور وفلان مقاطع ...فنحن بحاجة إلى ندرس السيرة النبوية ...وانظر كلامه برمته في فقرة (1) تحت الأصل (3-4-5)فإنه مهم .
وقال في شريط أهمية الالتفاف حول العلماء (13\12/1428هـ): هذه الدعوة دعوة السنة دعوة مباركة دعوة كريمة دعوة إلى الخير كم من أناس استفادوا منها فلا يجوز أن تضيع هذه الجهود في القيل والقال وفي الغيبة والنميمة علينا أن نهتم بالعلم النافع، وبالتأليف والتحقيق والتعليم والدعوة إلى الله


وقال في محاضرة البريقة (27/جمادي الآخر/1428هـ)
... صعد النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم المنبر لهول الأمر ولأن الأمر عظيم؛ ولأن الشيطان إذا لعب بعقول الناس فصاروا يتتبعون عورات بعضهم بعضاً فسدوا وأفسدوا وهلكوا وأهل
كوا، أضاعوا حسناتهم وأضاعوا أوقاتهم وأضاعوا دينهم وإيمانهم
الأصل السابع
قال العلامة المدخلي: يسيء أبو الحسن في استخدام المصالح والمفاسد فهو ينادي كثيراً بها ثم يطبقها بدون مراعاة لشروطها.
قلت: وهكذا الوصابي أيضاً سلك نفس المسلك.
1)قال في محاضرة الفيوش (10/11/1429هـ):
ودعوة أهل السنة دعوة علم إذا كتبت ملزمة لا يكون فيها تسمية فلان ولا تسمية فلان ولا دقدقة لفلان ولا لفلان، وإنما يكون فيها علم تتكلم بعلم وتتكلم بخير وتدافع عن عقيدة بدون دقدقة لأحد، دعوتنا أرفع من أن يكون فيها هذا يرد على هذا وهذا يرد على هذا وهم كلهم من أهل السنة.
وقال أيضًا: يدافع عن مسألة من مسائل العقيدة بدون ما يسمي أحدًا ... وهو يعالج موضوعاً معيناً ذكر المسألة الفلانية ولكن لم يذكر المردود عليه إلا إذا كان المردود عليه من أصحاب البدع ورأى أن المصلحة أن يذكر اسمه أو يذكر كتابه فلا بأس أما إذا كان المردود عليه من أهل السنة فاحتراماً لبعضنا البعض أنه لا يذكر اسمه ولا يذكر كتابه ولا شريطه إنما تذكر المسألة العلمية إلا إذا كان هناك مصلحة من ذكر اسمه يقدرها العالم المشرف على البحث ... إلخ كلامه الذي سيأتي بيانه في الأصل الحادي والعشرون وبيان كلام العلامة ربيع حول هذه المسألة.
2) وقال في نصيحة عاشوراء لعام (1429هـ):
، الجرح يا إخواني في الله إذا كان مفتوحاً فإنه بحاجة إلى العلاج فإذا وضعت على هذا الجرح الشطة أحرقته فنصح بعض الناس كلامهم مثل الشطة على الجراح فهذا لا يزيد الجراحة إلا تألماً واحتراقاً وتمزقاً لكن هناك علماء أفاضل جزاهم الله خيراً يراعون المصالح والمفاسد ويعرفون ما يخرج من رؤوسهم.

3) وقال في جلسة الحامي بعد صلاة الفجر لعام (1428هـ):
إذا نزل شيخ ملزمة على الشيخ الثاني لا ينبغي توزيعها ما دام أنها شيخ على شيخ هذه لا توزع أن أنصحكم بهذا لمن كان من كان المنزل هذا الشيخ وإلا ذاك الشيخ أو شريط مثلاً وإنما تكون عندك اجعلها في الدولاب بدون نشر نقول هذه وصية العلماء بهذا ...قد يقول لك: هذا عالم الذي أنزل هذا الشريط أو هذه الملزمة نقول نعم عالم، لكن أما تعلم مبدأ المصالح والمفاسد في أشياء من باب المصالح والمفاسد فقد يقدم هذا على هذا ودرء المفاسد مقدم على جلب المصالح.إذا كان نشر هذا الشريط وهذه الملزمة فيه مصلحة أنه خير نشر أنه خير وعلم نشر لكن في مقابل ذلك في مفسدة في مقابل هذه المصلحة الذي هو نشر الخير وشر العلم في مقابل ذلك في مفسدة الذي هو الأحقاد والبغضاء والشحناء والنفرة والتهاجر والتقاطع بين الأحبة بين الإخوان في الله فنقول هذه مصلحة نشره مصلحة لكن في مقابل وجود مفسدة ودرء المفاسد مقدم على جلب المصالح فيوقف الشريط أو الملزمة درءاً للمفسدة.
4) وقال الوصابي في شريط الالتفاف حول العلماء-عند شرح حديث «دخلت امرأة النار في هرة-:
تصور أنت هرة انحبست، وكان هذا الحبس لتلك الهرة سبب في دخول جهنم، سبب في دخول الحابس جهنم، رجل الحابس أو المرأة، طيب بالله عليكم أي الأمرين أعظم حرمة المسلم وإلا حرمة الهرة؟! كرامة المسلم وكرامة المؤمن؟! وإلا كرامة الهرة؟! أين نذهب نحن؟! أين تعلمنا حين تطلق لسانك في فلان وفي فلان وفي فلان و في فلان وفي فلان.
يا أخي الجرح شرح لمصلحة شرعية فإذا وجدت هذه المصلحة أتى به مع البراهين ما يكون دائماً فلان حتى لو كان يهودي أو نصراني دائماً ما عندك إلا فلان فلان اتقوا الله يا عباد الله في الأعراض اتقوا الله في الأعراض أعني أعراض المسلمين أعراض المسلمين احفظوا ألسنتكم إلا من خير لا تأمن، لا تأمن أن يكبك الله على وجهك في النار بسبب أنك تنتهك الأعراض تريد أدنى متعلق تتعلق به وإذا بك تطعن في أخيك.5


5)وقال أيضاً في محاضرته في الحديدة:
فعلى أهل السنة أن يتفطنوا يعني دخل عليهم الشيطان باسم الجرح والتعديل ودخل باسم الدين النصيحة، صح الدين النصيحة، والنصيحة من ديننا لكن فرقوا بين النصيحة والفضيحة، والجرح والتعديل من ديننا، ولكن متى يكون هذا، ومتى يكون هذا، ولمن يكونان، ثم أيضًا كما أن الجرح والتعديل من ديننا فكذلك المصالح والمفاسد، مراعاة المصالح والمفاسد من ديننا، فهذه مصلحة وهذه مفسدة، أيهم أعظم من الذي يقدم من الذي يؤخر؟_ ثم أسهب بذكر المثال في قصة عدم هدم الكعبة._
ثم قال: فالجرح والتعديل من ديننا ومراعاة المصالح والمفاسد أيضًا من ديننا فمن الخطأ أن الإنسان يأخذ بجانب ويترك الجانب الثاني، وهذه المسائل جرح وتعديل ومراعاة المصالح والمفاسد ما هي لكل الناس ما كل الناس يستطيعوا أن ينزلوا المسائل منازلها هذه لأهل العلم فكون الشيطان دخل بهذا الكيد العظيم والحكم بين أهل السنة بين رجال ونساء إلا من رحم الله منهم، مسألة التجريح هذا أذكركم بأن هذه مداخل شيطانية ما صارت المسألة نصيحة وإنما تحولت إلى فضيحة ولا صار الأمر جرح وتعديل بالمعنى الصحيح إنما كما عرفتم صار هناك هدم لجزء كبير من الدين هو مراعاة المصالح والمفاسد ودرء المفاسد مقدم على جلب المصالح
6)وقال في نصائح علماء الأمة (ص16-17):
وأما الفتنة إذا كانت بين عالمين من علماء أهل السنة فلا يخوض فيها إلا علماء أهل السنة فهم أعلم وأعرف بما يقولون وأدرى بالمصالح والمفاسد وبمن يستحق أن يعدَّل أو يجَّرح أما العامي وطالب العلم فلا يجوز لهم الخوض في مثل هذه الفتن فضلاً عن أن يجرحوا أو يعدلوا.

الأصل الثامن
قال العلامة المدخلي في «الجناية»: أبو الحسن كثير التلبيس والتأويلات الفاسدة للكلام الصريح أو الظاهر الذي يصدر منه أو ممن يتولاهم ويدافع عنهم، ومن تابع أشرطته يجد هذا المنهج واضحاً فيها ويجد الأمثلة الكثيرة فيها وهذه أمور خطيرة جداً على المنهج السلفي، ويخاف أن يأتي في المستقبل بما هو أدهى وأمر من هذه الدواهي، ونعوذ بالله من الفتن ما ظهر منها وما بطن.
قلت: وهكذا الشيخ الوصابي وبيان ذلك:1
1- الشيخ الوصابي قد صرح في شريط «عز المسلمين في التمسك بالدين»، وفي شريط «نصيحة للمسؤلين»: بجواز التلفاز وبأنه من النعم إذا استخدم استخدامًا سليمًا وبأنه إذا بقي إلى زمن المهدي وعيسى عليه السلام فإن برامجه ستكون على الكتاب والسنة. والأشرطة في أيدينا وقد نقلنا عين كلامه في الحقائق المفصلة.وهي موجودة في شبكة علوم السلفية بصوته. فلما تفاقم عليه الأمر، واشتد عليه الخطر فعل دورة مع طلابه بجمع مفاسد التلفاز والدش، وحاد عن موضع النزاع، وذكر كلاماً قبيحاً يستحي الشخص من ذكره
2) لما فضحه الشيخ يحيى -حفظه الله وكرمه- بأنه طعن في الشيخ ربيع والفوزان بأنهما جواسيس مداسيس قام يحتال بالثناء عليهم وأنهم أهل النصح والرحمة ...وقام يكذب الشيخ يحيى في أمور أخرى لينتزع ثقة الناس به في هذا وفي غيره.
3) لما أنكر على الوصابي في جعله الحاكمية قسماً من قسم توحيد الله عز وجل ولم يكتف بذلك حتى افترى زوراً على الشيخ ابن باز أنه قال به في فتواه -كما في كتابه «القول المفيد» الطبعة السابعة والثامنة والتاسعة- ونصه:
الوحيد لغةً :... وشرعاً هو : إفراد الله في ربوبيته وألوهيته وأسمائه وصفاته وحكمه .
انظر مجموع فتاوى الشيخ ابن باز: 1/34وله كلام آخر في إثبات قوله بتوحيد الحاكمية اهـ
فلما عرف منهجه في إقرار توحيد الحاكمة وعلم كذبه على الشيخ ابن باز قام في الطبعة العاشرة بحذف ذلك بدون بيان ولا توبة ولا إصلاح.
4) ومن تلبيساته الخطيرة، ما سبق في الأصل الخامس ، وهو: أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ما كان يتميز عن المنافقين وهو يعلم أنهم منافقون مدسوسون وما أمر بهجرهم والطعن فيهم بل كان يغشى مجالسهم .......
5) وكذلك أيضًا ما سبق في الأصل(3-4-5) وهو: أن السني قد يتحزب فهل يكون ذلك سبباً في التهاجر والتقاطع وأنه يحطم ثم ادعى أنَّ هذا لم يحصل في عصر السلف إلى غير ذلك من تلبيساته الباطلة، وخيانته الماكرة
ومن قرأ هذه الملزمة بتمعن رأى ذلك واضحًا جليًا، وكذلك من تتبع أشرطته، .وأسال الله أن ييسر من يبينها.


الأصل التاسع
قال العلامة المدخلي في «الجناية»: أبو الحسن يتباهى بالكثرة ولو كانت خيالته ويريد أن يناطح بهذه الكثرة والبراهين ....
قلت: وأما الوصابي فهو أشد منه مكرًا وتلبيسًا وتخييلاً للسامعين:
دعوته إلى المحاكم وذلك : أن المجروح له حق في أن يذهب للمحاكم ويقيم دعوةً على من جرحه.
وقام الشيخ محمد يؤكد هذا الأمر من أوجه:
أ- إشادته بمحاكمة فالح الحربي للشيخ ربيع حفظه الله ، وكذلك إشادته بمحاكمة للشيخ أسامة عطايا
ب- أن الذي لا يرضى بالتحاكم إلى هذا المحاكم -ومعلوم أن محاكمنا بين صوفية وشيعية رافضية- أنه خارجي.
ج- أنه ادعى أن العلماء مقرُّوونه على هذا بل حتى الشيخ مقبل لو كان حيًا لأقره
قال في شريط أهمية الالتقاف حول العلماء (13/12/1428) اهـ :
وقد بلغني في هذه الأيام عن شخصين في السعودية أحدهما اتهم الآخر بأنه حزبي فرُفعت القضية إلى المحكمة الشرعية وصدر الحكم ببراءة المتهم وبحبس المدعي الذي ليست عنده بينه وبجلده عدة جلدات متفرقة هذا هو الحكم هذا هو العدل هذا هو الانصاف.
وقال: ...... وأيضًا هناك قضية أخرى أيضًا كما أخُبرت في السعودية لا تزال في المحكمة بين شخصين آخرين هكذا تصان الأعراض وهكذا تصان...
وقال: ...... فإن أهل السنة يعتبرون متمسكين بالكتاب والسنة أهل السنة ليسوا بخوارج ما هم خارجي عن الدولة، والدولة تعتبر أب للجميع وأم... وكنت قد طلبت مني محاضرة في هذه الليلة فقلت فرصة.
وكلامي هذا سيعرض على العلماء جزاهم الله خيرًا وعلى عيني وعلى رأسي المشايخ مشايخ السنة الشيخ ربيع، الشيخ النجمي، الشيخ الجابري الشيخ الإمام الصوملي الذماري البرعي إلى غير ذلك مشايخ أهل السنة على عيني ورأسي لست منفردًا عنهم أبدًا وإنما كلامي من كلامهم .....
وقال: ...... فوالله يا إخواني في الله أنا متأكد أن العلماء معي على هذا الكلام سواء كان علماء التوحيد في اليمن أو علماء التوحيد في السعودية أينما كانوا علماء التوحيد.
وقال: ...فهذا الكلام أنا أقوله وأنا متأكد أنه قول جميع علماء أهل السنة والجماعة ولو كان الشيخ مقبل رحمة الله عليه حيًا لما وسعه إلا أن يقول كما أقول نفس الكلام- لو كان حيًا لو كان الشيخ مقبل حيًا- لو سمع كلامي هذا ما وسعه إلا أن يقول كما قلت.
كذبت وربي الكعبة وقد بينت هذه الفرية في رسالة «الحقائق المفصلة لما عند الشيخ محمد بن عبدالوهاب من التناقضات والعجائب المذهلة» في التناقض الخامس و نقلت كلام الإمام الوادعي في ذلك.وإليك بعض كلامه:
وفي الحقيقة القضاة لا خير فيهم قطع قلوبهم الطمع ..... فابتلاكم الله بالقضاة الذين لا يبالون بكم ولا بالإسلام .. أولئك القضاة الذين لا خير فيهم ولا يهتمون بأمور المسلمين. «السيوف الباترة» (ص288-289).

وقال الوصابي في محاضرة السويق -والمسجد مؤتمري حزبي- لعام (1430هـ) وهو يتكثر بالمشايخ الذين لم يكن يذكرهم من العلماء ثم هو الآن يحشد ويسرد:
فأين الآباء الحنونون المربون أين هم اليوم إلا من رحم الله والحمد لله الخير موجود وكم نسمع من المشايخ كما سمعتم ممن ذكرناهم من المشايخ ومن غيرهم« الشيخ المحمدي، والقليصي، والإمام، والبرعي والذماري والصوملي، والسالمي والعرومي، والشيخ ربيع ،والشيخ عبدالمحسن العباد، والشيخ الفوزان ،والشيخ الجابري والشيخ عبدالرحمن العدني والشيخ عبدالله العدني، والشيخ سالم با محرز نحسبهم على خير وعلى طريقة هؤلاء المشايخ والله حسيبهم ...... ما عندهم إلا الخير رحمة بالصغار وتوقير للكبار، وإجلال للعلماء ..... وما نزعت هذه الصفات من قلب امرئ لا رحمة بالصغير ولا توقير للكبير ولا أجلال لعالم، فاغسل يديك منه فإنه على طريقة الغواية وعلى طريق الضلال.
سبحان الله!! طريقة حسنية جديدة لإسقاط الشيخ يحيى الحجوري حفظه الله وأعزه الله ورفع قدره وأعلى منزلته.


الأصل العاشر
قال العلامة ربيع المدخلي حفظه الله في «جناية أبي الحسن»: أبو الحسن يسير على منهج عدنان وغيره من أهل الباطل في رد الحق بدعوى أنه يأخذ بأصل التثبت فيقول : (أنا لا أقبل الكلام في أي شخص سواءً كان هذا الكلام في كتاب أو سمعته في شريط حتى أسمعه من الشخص المتكلم فيه أو اقرأه في كتابه ..... ثم يقبل كلام من لعله مجهول أو فاسق أو كذاب).
قلت: وهكذا سار الشيخ الوصابي بهذه الألفاظ والحروف بل وأصل أصولاً فاسده غير هذا كما سأسردها لك سردًا -إن شاء الله- وهو مع ذلك في المقابل الآخر يقبل ملازم وكلام المجهولين في أهل الحق والسنة من ذلك: ملازم البرمكي التي فيها الطعن في الشيخ يحيى ومشايخ دماج, وملازم عبدالله بن ربيع السلفي, وتوزع عنده في الحديدة في مسجده, والله المستعان.
وإليك أقواله:
1) قال في خطبة جمعة في شريط وجوب التثبت:قال الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ﴾ [الحجرات : 6] أي: بخبر ﴿ فَتَبَيَّنُوا﴾ أي: لا تنشروه وتذيعوه بين الناس حتى تتأكدوا من صحته فقد يكون كذبًا.
﴿أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ﴾ إن الله سبحانه يريد منَّا أن نكون حقًا خير أمه وأفضل أمة وأكرم أمة في كل شؤوننا حتى في نقل الكلام الذي لا يتعبك ولا يأخذ عليك جهدًا كبيرًا فقط تقول: فلان قال،
فيأمرك أنك لا تقبل أي قول لم تسمعه أنت من قائله وإنما نقل، ولم يأذن لك أن تنقل أي فعل لم تره أنت من فاعله وإنما نقل ،فقد يكون النقل منقطعًا وقد يكون النقل مر على ضعفاء ......
وهكذا نبينا يؤكد هذه القضية يؤكد هذه القضية ويبينها فيقول كما في حديث المغيرة بن شعبة في «الصحيحين»: «إن الله كره لكم ثلاثًا -كره بمعنى حرم - قيل وقال ........».
2) ذكر في نفس الشريط حديث عمر المتفق عليه في تطليق النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم نسائه فقال في قصة الأنصاري الذي كان يتناوب مع عمر:«... هل علمت ما حدث اليوم؟ قال: لا، قال: طلق النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم نسائه ..... فذهب عمر يتأكد .......»،فورًا المصدر التأكد التثبت وهذا هو الذي ينبغي قال: فجئت إلى رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وكان في مشربة غرفة عالية وعلى بابها حارس فقلت: استأذن لي على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: فقال يا رسول الله هذا عمر فلم يرد عليه شيئًا فدخل إلى المسجد فوجد الناس يخوضون في الكلام فيما بينهم فعاد لم يصبر يريد أن يتأكد لنفسه رضي الله عنه رجع إلى الحارس قال: استأذن لي علي رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: ذكرتك عنده فلم يرد شيئًا فرجع إلى المسجد فوجدهم يتكلمون وهو ساكت ثم الثالثة قال: استأذن لي علي رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فأذن له فدخل وسلم عليه وقال: أطلقت نساءك يا رسول الله؟ قال: لا، قال: الله أكبر ورفع صوته بها فرحان أنه ما طلق نساءه صلوات الله وسلامه عليه.وهكذا التأكد وهكذا التثبت يكون.
3)قال في محاضرة الديس الشرقية (5/شوال/1429هـ) وهي في جمعه النصائح:
وهكذا أي فتنة تحصل لا بد فيها من رجوع إلى أهل العلم مع التأني كما جاء في الحديث «التأني من الله والعجلة من الشيطان» تسمع من هذا العالم وتسمع من الثاني وتسمع من الثالث وتسمع من الرابع وهناك أشياء مهما كان الأمر فيها فانصرف عنها؛ لأنها لا تعنيك مثلاً: فلان حزبي وإلا ما هو حزبي يا أخي فلان هذا ما هو عندك ولا هو شيخك ...

4)وقال في نصيحة عاشورا عام (1429هـ):
فإن الإنسان كلما أكثر من الشيوخ كلما اتسعت دائرته العلمية ونفس الكلام مسألة الجرح إذا أخذت الجرح عن شخص واحد تصبح ما ترى إلا ما يراه هو تصبح أنت ضيق الأفك ما عندك إلا عين واحدة لكن خذ الجرح من أكثر من عالم من علماء السنة من علماء التوحيد ......, فمن الخطأ أن الإنسان ينظر بنظرة ضيقة جداً وبعدين ما يرى إلا ما يراه هو لا وسع دائرتك انظر باقي المشايخ إذا كان فلان جرح فلان انظر باقي المشايخ كان السلف كانوا يمرون على فلان على يحيى بن معين وعلى بن المديني والنسائي والبخاري والدارقطني وفلان ...
5)وقال في نصيحة تاسوعا عام (1428هـ) :
أيضاً الذين يقلدون من وقع في الطعون هل تقليدك لمن وقع في الطعون ينفعك عند الله؟! تقول أنا طعنت في أعراض الناس لأن فلان كان يطعن في أعراضهم هل هذا ينفعك عند الله؟ نسأل الله العافية والسلامة، ونقول أين العلم الذي تعلمتموه؟! أين القرآن؟! أين التفسير؟!...


الأصل الحادي عشر
قال العلامة المدخلي في «الجناية»: أبو الحسن يفوق عدنان عرعور في الدعاوى العريضة فيقول: (نحن أهل السنة، منهجنا كذا، وأصولنا كذا، وفعلت كذا، وسأفعل كذا)،مما يخيل للقارئ أن هذا الرجل وصل إلى درجة ابن تيمية وأمثاله في سعة العلم والاطلاع، ثم يكشف الله حاله على لسانه فيقول ويكتب ويطلب من الناس أن يجمعوا له النصوص والأقوال التي لا يبعد أن يكون لا يعرف مصادرها ولم يطلع عليها، فأين التواضع الذي هو من سمت العلماء العاملين.
قلت: وفاق الجميع الشيخ الوصابي وبيان ذلك بإيجاز:
1) تأصيلاته الجديدة التي تراها بين يديك.
2) دندنته بالمرجعية والرجوع إلى الأكابر وعدم الصدور عنهم وهو يريد نفسه.
3) دعوته العريضة بأن له مؤلفات ورسائل فوق الثمانين، وحقيقتها جهود الطلاب تربع بها على كواهلهم وذلك: أن الشيخ الوصابي قبل أربع سنوات بدأ بدورات علمية -على حد زعمه- بين مغرب وعشاء، يجمع فيها هو وطلابه الآيات والآحاديث وفي بداية تلك الدورات كنت في الحديدة.
فقال في درسه: إن شاء الله نبدأ هذه السنة في الدورات نختار موضوعًا ونجمع أدلته ونخرجه باسمنا جميعًا لا أنساكم إن شاء الله وخصوصًا -وسمى بعضهم- فبدؤوا في ذلك وكنت معهم.
فكان بعضهم يبحث في القرآن، والآخر في «صحيح البخاري»، والآخر في «مسلم»، والآخر في «السلسلة»، والآخر في «صحيح الجامع»، والآخر في «الصحيح المسند»، وهكذا ثم يكتبون كل آية في ورقة وهكذا كل حديث ويجتمعون بعد المغرب ويعطونها الشيخ محمد ثم هو يملي عليهم ما جمع -ومعه كاتب خاص- في ذلك اليوم، ويجلسون في كل دورة-مدة- على حسبها حتى ينتهوا.وأذكر من هذه الدورات:
1- دورة الشيطان جلس فيها شهرين 2- لا إله إلا الله جلس فيها 4 أشهر. 3- الصيام.
. 4- الحج. 5- الجرح. 6- في مفاسد الأفراح. 7- مفاسد البيوت
ثم بعد ذلك واصل في دوراته المزعوم منها أنها تخرج طلبة العلم فضلاً عن علماء ومن ذلك:
دورة في مخالفة السائقين ، و دورة في مفاسد الدش وذكر أمورًا منكرة يستحيي الرجل من ذكرها إلى غير ذلك.
لكن العجب من ذلك عندما أخرج بعض هذه الرسائل طبعها باسمه وأنها جمعه وترتيبه وتنقيحه ولم يعول على الطلاب بشيء ولا حول ولا قوة إلا بالله, وحالة كما قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: «المتشبع بما لم يعط كلابس ثوبي زور).
4) أن دعوته في الحديدة هزيلة إلى الغاية فمسجده ليس له فيه درس إلا بعد المغرب وباقي أوقاته ما بين جلسات وغيرها، وصار مسجده كمسجد العوام يفتح وقت الصلاة ثم يغلق بعد ذلك .....

الأصل الثاني عشر
قال العلامة المدخلي في «الجناية»: كثرة التناقضات والاضطراب في كلامه.
قلت: والشيخ الوصابي أشهر من نار على علم في هذا الباب
وقد بينت ذلك في رسالة مستقلة بعنوان: «الحقائق المفصلة لما عند الشيخ محمد بن عبدالوهاب من التناقضات والعجائب المذهلة» وذكرت عليه أكثر من عشرة تناقضات واضطراب فيها ما هو في الأصول ومنا ما هو في غيرها.ويغني عن تكرارها هاهنا.
الأصل الثالث عشر
من قواعد أهل السنة والجماعة وأصولهم المقررة في الكتاب والسنة أن من علم حجة على من يعلم, وإن البلدي أعرف ببلديه وأن المثبت مقدم على النافي وما راوغ في العمل بها والطعن فيها ،إلا أهل الأهواء والبدع، وكان من جملتهم أبو الحسن وقبله عرور وغيرهما من القطبيين واتخذوا منهج التثبت درعًا لهم في رد هذه الأصول وانظر رد العلامة المدخلي على ذلك «التثبت في الشريعة الإسلامية»؟
قلت: كان ممن سلك هذا المسار الشيخ الملبس محمد بن عبدالوهاب الوصابي بل الأعظم من ذلك أنه جعل هذا الأصل العظيم من شبهات أهل البدع فضلاً من أن يكون من شبهات أهل السنة فضلاً من أن يكون من وكائزها الفطام.
حيث قال هداه الله: لما تقول: نحن أعلم شابهت المبتدعة في إدخال البدع، فإذا نصحوا قالوا: بأن فلان ما يفهم أو ما يعرف أو ردوا نصيحة العلماء بأي أسلوب يا أخي في الوقت هذا من كان في دماج أو في عدن أو في مكة أو في البيضاء أو في بعدان أو أصبح الآن المجتمع كقرية واحدة أمور الأخبار طارت شرقًا وغربًا وهواتف عند بايعي البصل جوالات عند بايعي البصل، المسألة ما صارت صعبة وهذا له أصحاب، وهذا له أصحاب، وهذا يأتيه بالأخبار، وهذا يأتيه بالأخبار، فهذه الشبه ما تنطلي على العلماء أن تقول: نحن أعلم كيف العلماء ما يفهمون يعني الأخبار تصل إليهم إلى حد التواتر تأتيهم لا من شخص ولا من اثنين ولا من ثلاثة ولا من أربعة ولا من خمسة ولا من ستة ولكم إلى حد التواتر، فصار كأنه في موضع الفتنة معايش لهما فما أصبحت غريبة عليه لا من قريب ولا من بعيد بس هو كيف ترد النصائح يقال: نحن أخبر هذا ما هو ما هي حجة. اهـ
الأصل الرابع عشر
عدم تغيير المنكر والتحذير من أهل البدع والأهواء إن لم يكونوا في بلدك فإن هذا لا يعنيك.
قال في محاضرة الديس الشرقية (5/شوال/1429هـ) وهي في جمعه النصائح:
وهكذا أي فتنة تحصل لا بد فيها من رجوع إلى أهل العلم مع التأني كما جاء في الحديث «التأني من الله والعجلة من الشيطان»، تسمع من هذا العالم وتسمع من الثاني وتسمع من الثالث وتسمع من الرابع وهناك أشياء مهما كان الأمر فيها فانصرف عنها؛ لأنها لا تعنيك مثلاً: فلان حزبي وإلا ما هو حزبي يا أخي فلان هذا ما هو عندك ولا هو شيخك ولا أنت في بلاده, ولا هو في بلادك مثل هذا انصرف عنه عن هذه القضية إلى غيرها؛ لأنك ما أنت فيها, هذه القضية لا بأس أن يسأل عنها شخص هو من بلاد فلان, هذا أما إنسان لا أنت في بلاده ولا هو في بلادك مالك منه حزبي ما هو حزبي, هذا شيء ما يخصك لست أنت من أهله بعض الناس يحشر نفسه في أمور ولو كان ما هو من أهلها فهذا النوع من الناس في جهل في عمى في تخبط،يا أخي اشتغل بما ينفعك: «من حسن إسلام المرء تركه مالا يعنيه» أنت طالب علم أو عامي اشتغل بما ينفعك
وهذه قريبة من قاعدة أبي الحسن التي ذكرها الشيخ ربيع حفظه الله في رسالته «التثبت» حيث قال: المصري :والرجل قديم العهد به وليس بيني وبينه علاقة ولا يلزمني أن أتكلم في من لا أعرفه معرفة جيدة ولا لي به علاقة لا يلزمني أن أتكلم فيه.
الأصل الخامس عشر
هدم قاعدة الاختبار والامتحان.
قال الوصابي في محاضرته للديس الشرقية (5/شوال/1429هـ):
هذا الكلام حدد موقفك ما يقوله إلا إنسان مهزوز شاك في أمره، يريد أن يجمع الناس من هنا وهناك، ما هب ودب الحق ما يعرف بهذا.
وقال أيضًا: ..... لا يحتاج أن يقال للطالب أو العامي حدد موقفك عمرك لا حددت موقفك...هذا الأمر لم يعرفه المنهج السلفي هذا عرف عند الديمقراطية أصحاب الهيصة والميصة الذين يجمعون للناس مما هب ودب،أما المذهب الحق فلم يعرف هذا أبدًا, وأهل الحق الله ناصرهم، وكلمة حدد موقفك هذه من الأخطاء كل واحد يتقي الله في نفسه.
وقال أيضًا -حاكيًا عن بعضهم قوله للآخر-: قال: حدد موقفك، قل له: الله المستعان إذا أنت عامي، فقل له: موقفي عامي، وإذا أنت طالب فقل له: أنا طالب هذا موقفي. قال: لا، حدد موقفك من الأمر الفلاني!!!! ...ومن الخطأ أن يقال للطالب حدد موقفك
قال الوصابي في اجتماع المشايخ في رجب (1428هـ): ولا يمتحن هذا بهذا ولا هذا بهذا كونوا أرفع من ذلك ترفعوا.

الأصل السادس عشر
دعوته العريضة إلى التقليد وأن الجرح والتعديل والأمر بالمعروف وتغيير المنكر خاص بالعلماء والكبار دون غيرهم.
قال الوصابي في محاضرة الفيوش السبت (10/11/1429هـ):
والطالب لا يفتي ولا يحكم، ،الطالب يكفيه فخراً أنه وقف على هذه الأدلة الشرعية من الكتاب أو من السنة ووقف على أقوال العلماء فنقلها بنصها مع ذكر المجلد والصفحة فنقول كثر الله خيرك.
ونقل في كتابه نصائح علماء الأمة -قولاً لبعض المشايخ-:
نحن عندنا قواعد شرعية، إذ كان الحزبيون وهم حزبيون على غلط منهجهم غلط، ،قواعد الحزبية غلط، ،لكن تجدهم ما يتقدمون كبارهم، وكذلك الصوفية ما يتقدمون كبارهم، بل عندهم غلو في تعظيم كبارهم وكذلك الروافض فنحن أولى بالحق والاحترام والتقدير وأن نكون خلف علمائنا.
وقال- أيضاً - في الشريط الذي كذب فيه الشيخ:فنصيحتي لطلاب العلم أقول لهم أنتم طلاب علم اشتغلوا بالعلم ... مسألة الدعوة ليست على كواهلكم يا طلاب العلم ويا أيها العامة المحبون للسنة وإنما هي على كواهل العلماء ... أنت طالب اعرف قدر نفسك لست محملاً مسؤلية الدعوة والدعوة ليست على كاهلك.

وقال في محاضرة مسجد الخير الجمعة (2/11/1429هـ): احفظ لسانك من قولك الشيخ فلان قال في فلان كذا وكذا هذا راجع إلى العلماء ... أما أنت فطالب أو عامي وهذا شيء لا يعنيك.
وقال في محاضرة الديس (5/شوال/1429هـ): يا أخي العالم إذا قال قولاً وكان مصيباً في ذلك فما هو محتاج للطالب أو العامي يعينه، إذا كان العالم يعرف صحة ما هو عليه فما هو محتاج للطالب أن يعينه.
وقال في نصيحة تاسوعا (1429هـ): اتقوا الله في إخوانكم وفي أعراض إخوانكم وفي أعراض المشايخ من أهل العلم من أهل السنة والجماعة وليشتغل كل إنسان بعيوب نفسه.
الأصل السابع عشر
نقاوة القلب وسلامة الصدر على العصاة والمبتدعة والتحذير من البدع والمعاصي والحزبيات برفق
قال الوصابي في محاضرة الفيوش (10/11/1429هـ): دعوة أهل السنة ... دعوة كريمة، دعوة محترمة ...وفيها التحذير من البدع برفق والتحذير من المعاصي برفق والتحذير من التحزبات برفق. اهـ
سبحان الله !! عجباً لهذا التأصيل الباطل، البدع التي تعتبر شرعاً في الدين والمعاصي التي تنتهك بها حرمات رب العالمين والحزبيات التي تعتبر من طواغيت هذا الزمان، تحذر الناس منها برفق وتنسب ذلك إلى دعوة أهل السنة والجماعة، يا ليتك قلت: ننصح المبتدع برفق أو العاصي ... مع أن الإطلاق فيه نظر النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول: «إن الله يغار وغيرة الله أن يأتي المؤمن ما حرم الله»، والله يقول: ﴿أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللهُ﴾ [الشورى : 21]، وعائشة رضي الله عنها تقول: «ما كان النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ينتقم لنفسه قط إلا أن تنتهك حرمة الله فينتقم لله بها»،أليس من المعاصي اللواط والزنا وشرب الخمر ... وقتل النفس وعقوق الوالدين؟!! فتحذر الناس منها برفق!!!
أليس من البدع الموالد وشد الرحال للقبور والصوفية والخوارج والجهمية ؟!!تحذر منها برفق !!!
أليس من الحزبيات الديمقراطية والانتخابات والبرلمانات والناصرية والشيوعية والاشتراكية؟!! تحذر منها برفق!!!
وأقبح من ذلك قولك في محاضرة البريقة حيث قال :
فإن كنت تظهر الحقد في قلبك لمجموعة كبيرة من المسلمين فلا تأمن أن يعافيهم الله مما هم فيه ثم يبتليك أنت.
فكن أخي المسلم -وفقك الله- كن نقي القلب كن نقي القلب سليم الصدر سليم الصدر لا تحمل إلا الخير لإخوانك المسلمين حتى للعصاة_ تتمنى لهم الخير والهداية_ وحتى للكفار وحتى للكفار تشفق عليهم وتحزن عليهم وتقول: لمن، وتقول: من لهؤلاء الكفار من يدعوهم .....
ما أشبه هذه المقالة بمقالة الزنداني حيث قال في كتابه «توحيد الخالق»:
الإيمان بالكتب السابقة ينقي روح المؤمن من التعصب الذميم ضد الديانات وضد المؤمن بالديانات السابقة ما داموا على الطريق الصحيحة.
وقد رد شيخنا يحيى حفظه الله ورعاه على هذه المقالة وعلى صاحبها رداً مفحماً بالأدلة القطعية من الكتاب والسنة في كتابه الصبح الشارق.
الأصل الثامن عشر
أن من كان أصله السنة ووقع في مسائل أهل البدع وأبى أن يتراجع بعد النصح والزجر فيبقى على أصله وهو السنة وهو من أولياء الله الصالحين ولا يخرج عن ذلك إلا إذا كان أصله البدعة
سئل الوصابي في شريط تيسير الزواج: هل من وقع في بدعة واحدة في العبادات وليس في العقائد يكون مبتدعاً؟
المبتدع هو الذي منهجه البدعة هو المبتدع أما إنسان وقع في بدعة إن كان مجتهداً فله أجر الاجتهاد يرفع عنه الخطأ وإن غير مجتهد فهو مخطئ عامي يتوب إلى الله عزوجل ما يقال: فلان بدعي أو مبتدع إلا إذا كانت البدعة منهجاً له.
وسئل في شريط فتاوى عامة: ما هي ضوابط هجر المبتدع ومتى يهجر؟
إذا صار الشخص من منهجه البدعة فيهجر صارت البدعة منهجاً له في هذه الحالة يهجر ولا كرامة وإذا كان منهجه السنة ولكن أخطأ في مسألة قال فيها بقول أهل البدع فيناصح ولا يهجر فإن لم يعد لا يهجر أيضاً لكن قوله هذا في البدعة هذه يهجر ولا يقبل قوله في البدعة, وأما هو الأصل أنه على السنة.
سبحان الله !! فقد ظلمت إذاً أبا الحسن.واسمع إلى كلام العلامة ربيع المدخلي قال:
القسم الثاني: من هو من أهل السنة ووقع في بدعة واضحة كالقول بخلق القرآن أو القدر أو رأي الخوارج وغيرها فهذا يبدع وعليه عمل السلف.
والقسم الثالث: من كان من أهل السنة ومعروف بتحري الحق ووقع في بدعة خفية فهذا إن كان قد مات فلا يجوز تبديعه بل يذكر بالخير وإن كان حياً فيناصح ويبين له الحق ولا يتسرع في تبديعه فإن أصر فيبدع.
وسئل الوصابي كما في شريط الهداية من أسباب السعادة:
س8: هل المبتدع يكون ولياً من أولياء الله الصالحين؟
ج8: بحسب ما هو عليه, إن كانت البدعة منهج له وهو صاحب بدع فهو من أولياء الشيطان وإن كان هو من الصالحين ومن المتمسكين بالكتاب والسنة أخطأ في مسائل معدودة على سبيل الاجتهاد فهو إن شاء الله من أولياء الله وخطأه إذا كان على سبيل الاجتهاد يعفى عنه وله أجر على اجتهاده إذا اجتهد المجتهد فأصاب فله أجران وإذا أخطأ فله أجر بحسب ما هو عليه من منهج ومعتقد.
سبحان الله !! على هذا التأصيل،كيف يكون المبتدع صالحاً ومن المتمسكين بالكتاب والسنة، بل كيف يكون ولياً من أولياء الله !!!


الأصل التاسع عشر
أمره الإلزامي لأهل السنة والجماعة بالتحاكم عند أهل الرفض والتصوف تحت شعار أننا في دولة إسلامية والتعريض بمن لايتحاكم إليهم في هذه الأمور أنه من أهل الغلو ومن الخوارج.
1) قال في شريط أهمية الالتفاف حول العلماء(13/12/1428هـ):
... فأي مشكلة تحصل سواء كان بين شيخين أو بين طالبين ما كل الناس يخوضون فيها وإنما تعود إلى أهل العلم فإذا لم تنحل على أيدي أهل العلم فإن أهل السنة والحمد لله يعتبرون متمسكين بالكتاب والسنة أهل السنة ليسوا بخوارج ما هم خارجي عن الدولة والدولة تعتبر أب للجميع وأم للجميع فإذا لم تنحل المسألة على أيدي أهل العلم فتعتبر الدولة والمحكمة الشرعية أم للجميع وأب للجميع.
وقال أيضًا:
والذي ما يحتكم للعلماء فيه محاكم والحمد لله، نحن في بلد شرعي، في بلد إسلامي، والحمد لله الذي ما يحتكم للعلماء من الطلاب من العوام ولو كان حتى من العلماء أيضًا ومن الدعاة ومن الخطباء ومن الأئمة ومن الحفاظ للقرآن، الذي ما يحتكم للعلماء فهناك الحمد لله دولة هناك محاكم شرعية يأتي البينة فإن أتى بها وإلا يصدر الحكم من المحكمة الشرعية ببراءة المتهم فإن عاد المدَّعي إلى الإدعاء يوضع في السجن حتى يتأدب من يكون بهذا تحفظ الأعراض، وكما قلت لكم نحمد الله أننا في بلد مسلم هذه نعمة والله بهذا تحفظ الأموال والأعراض والأنفس نحمد الله ونشكره، ونحن لسنا بخوارج كما نقول دائمًا وتكرارًا، ومن زمن بعيد نحن نحذر من فتنة الخوارج لسنا بخوارج نحن أهل سنة وجماعة.
وقال أيضًا :
في توقيف الملازم والأشرطة -التي فيها الطعون في الأعراض كما يزعم-: لسنا بخوارج ندعوا إلى الخروج على العلماء ولسنا بخوارج ندعوا إلى الخرو على الحكام المسلمين هذه طريقة الخوارج أنهم يدعون إلى الخروج على العلماء، ثم في الأخير يوفون فيدعون إلى الخروج على الحكام لا نحن أهل سنة .........
إلخ كلامه الذي أرغى فيه وأزيد في الطعون في علماء الجرح والتعديل وأنهم يتكلمون في أعراض المسلمين ويتنهكون حرماتها بلا تقييد ولا ضابط، والذي أثار فيه أيضًا أهل الأهواء بالتسارع والمسابقة إلى المحاكم -التي يحكم فيها صوفية أو رافضة- بحجة أن الوصابي أفتى بذلك، ولم يكتف بذلك حتى شبب بقضيتين في السعودية: قضية الشيخ أسامة عطايا، وقضية العلامة المدخلي.
وكانت هذه المحاضرة يوم السبت (13/12/1428هـ) في الحديدة ولا حول ولا قوة إلا بالله.
2) وقال في نصيحة تاسوعا (1429هـ): ثم أيضًا إذا خالفك أخوك المسلم في مسألة فليس من العدل ولا من الانصاف أن تنزل به كل ذنب وتقول بأنه سلك طريقة فرعون وهامان وقارون وأبي بن خلف وعبدالله ابن أبي بن سلول يعني هذا فيه تكفير، هذا فيه تكفير للمسلم والله المستعان.
قلت: بل طريقتك هذه طريقة من جهل علم الكتاب والسنة أليس الله يقول: ﴿وَلَقَدْ قَالُوا كَلِمَةَ الْكُفْرِ وَكَفَرُوا بَعْدَ إِسْلَامِهِمْ وَهَمُّوا بِمَا لَمْ يَنَالُوا وَمَا نَقَمُوا إِلَّا أَنْ أَغْنَاهُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ مِنْ فَضْلِهِ﴾ [التوبة : 74].
وقال أيضًا: ﴿قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ * لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ﴾ [التوبة : 64 - 66].
وقال أيضًا: ﴿فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾ [النور : 63].
قال ابن كثير: كفر أو نفاق أو بدعة.
وفي «الصحيحين» من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أنه سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «إِنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مَا يَتَبَيَّنُ فِيهَا يَزِلُّ بِهَا فِي النَّارِ أَبْعَدَ مِمَّا بَيْنَ الْمَشْرِقِ والمَغْرِبْ».
و في «الصحيح المسند» للعلامة الوادعي رحمه الله تعالى في قصة الأخوين الذي كان أحدهم على الطاعة والآخر على معصية فقال:أبو هريرة رضي الله عنه: والذي نفسي بيده لتكلم بكلمة أوبقت دنياه وآخرته.
فتمهل يا وصابي في إطلاق هذه الأحكام على أهل السنة والجماعة على حساب عدم هدم الأشخاص حتى تعلم ما هو الخطأ الذي وقعوا فيه فإن الرجل قد يخرج عن دائرة الإسلام بكلمة أو مسألة أو فعل.
3) وقال في محاضرة:
في قصة الرجل الذي كان يشرب الخمر على عهد النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: قال: فما أكثر ما يؤتى به وهو شارب الخمر فيجلد بالأحذية.
فواحد من الصحابة رضي الله عنهم جميعًا لما رآه كثيرًا ما يؤتى به شارب خمر أخذته الغيرة -على طول- قال: لعنه الله ما أكثر ما يؤتى بك الرسول أنكر عليه عليه الصلاة والسلام، فقال: لا تعينوا أهل السنة في هذا العصر يؤتى به هكذا شارب خمر، تصور هذا، تصور الأدلة هذه ..... ماذا سيقال عنه ......، انظروا إلى شفقة الرسول عليه الصلاة والسلام يجلد بالأحذية الجلد هذا فيه رحمة، أنت لو يقال لك: هذا شارب خمر؟ دعاك القاضي، وقال لك: هذا شارب الخمر أقم عليه الحد، القاضي أمرك وأنت إنسان سني؟!! يمكن تغتاله.
الأصل العشرون
جعله توحيد الحاكمية قسمًا رابعًا من توحيد الله عز وجل
قالت هيئة كبار العلماء: أنواع التوحيد ثلاثة: توحيد الألوهية، وتوحيد الربوبية، وتوحيد الأسماء والصفات، وليس هناك قسم رابع،والحكم بما أنزل الله يدخل في توحيد الألوهية؛ لأنه من أنواع العبادة لله، وكل أنواع العبادة داخلة في توحيد الألوهية ،وجعل الحاكمية نوعًا مستقلاً من أنواع التوحيد عمل محدث لم يقل به أحد من الأئمة فيما نعلم.
وقال العلامة الألباني رحمه الله عندما سئل عن توحيد الحاكمية: الحاكمية فرع من فروع توحيد الألوهية، والذين يدندون بهذه الكلمة المحدثة في العصر الحاضر يتخذون سلاحًا ليس لتعليم المسلمين التوحيد الذي جاء الأنبياء والرسل كلهم وإنما هو سلاح سياسي.
وقال العلامة ابن عثيمين رحمه الله: من يدعي أن هناك قسمًا رابعًا للتوحيد تحت مسمى توحيد الحاكمية يعد مبتدعًا فهذا تقسم مبتدع صادر من جاهل لا يفقه من أمر العقيدة والدين شيئًا.
قال الشيخ الوصابي في «القول المفيد» الطبعة السابعة (1422هـ) في تعريف التوحيد:
وشرعًا هو: إفراد الله في ربوبيته ، وألوهيته ،وأسمائه وصفاته ،وحكمه. انظر «مجموع فتاوى الشيخ ابن باز» (1/34).
هكذا زعم الوصابي في إدخال توحيد الحاكمية ضمن أنواع التوحيد وأحال ذلك إلى الشيخ ابن باز رحمه الله.
وقد انتقد عليه بعض الأخوة في إدخال هذا التوحيد ضمن أنواع التوحيد ، وانتقدوا عليه –أيضًا –أن الشيخ ابن باز لم يقل ذلك في المصدر المحال ولا في غيره، ولم يبالِ الشيخ الوصابي بنصائح إخوانه
انظر «رسالة الوصايا النافعة» لأخينا الفاضل أبي بكر الحمادي.
بل إنه حاضر محاضرة في مسجده في توحيد الحاكمية وكان ضمن الحاضرين الأخ عبدالحكيم الريمي وحصل بينهما في ذلك نقاش
واستمر على عناده وعتوه في ذلك ولم يتراجع ويبين ويصلح بل أخرج الطبعة الثامنة والتاسعة بإثبات الفريتين.
فلما اشتد عليه النكير، قام بحيلة دهاء ليس فيها زكاء، فحذف من الكتاب كثيرًا -من الغث والسمين- وجعله مختصرًا لكتايه الكبير، وقد صرح هو نفسه بذلك أن الكبير باق على الأصل،فاغتر كثير من المشايخ والطلاب بهذا الفعل، وظنوا أنه تراجع.
ومعلوم أن من شرط التوبة الإصلاح، والبيان، فأين الإصلاح والبيان في الطبعة الأخيرة. ولا حول ولا قوة إلا بالله.
الأصل الحادي والعشرون
تبيين حال أهل الأهواء والبدع والرد عليهم ليس من حاجيات الناس، وإن رد عليهم فلا يسمون إلا لمصلحة.
سئل الشيخ الوصابي بعد محاضرته في يافع مسجد الروضة بني بكر عند الحزبي صالح البكري (ليلة الثلاثاء/10/رجب/1428هـ):
قال السائل -وكان هذا السؤال الثالث- هذه مجموعة أسئلة كل تأتي بمعنى وحد وهي:
ما حكم الاستماع لأشرطة أهل البدع والأهواء، وما...
اعترضه الوصابي مباشرة فقال: قدم قدم من الأسئلة الفقهية في الطلاق وفي الرضاعة وفي الطهارة وفي الصلاة وفي الوضوء وفي الزكاة إلى -ومد بها صوته- ما شاء الله واجعل هذه الأشياء في الأخير اجعلها في الأخير.
هذا السؤال حول أيش هذا الاستماع لأشرطة الحزبيين لو جعلتها في الأخير الناس بحاجة إلى مسائل فقهية انقذوهم علموهم عنده مسألة في الطلاق مسألة في الميراث مسألة مسائل كثيرة جدًا وإلا أنتم ما عندكم أشياء من هذا القبيل.
قالوا: بلى، قال لهم: إذًا قدموها . اهـ
وانتهى الشريط الذي بين يدي بدون ذكرها مؤخرة.
وإليك كلام العلامة المدخلي في حاجة الأمة إلى علماء يبينون حال أهل الأهواء قال حفظه الله:
فإن الرد على أهل الأخطاء وأهل البدع والذب عن السنة أمر محمود ومشروع في شرعة الإسلام ومن هنا قام أئمة الإسلام بنقد أهل الأخطاء وأهل الأهواء ونقد الرواة وامتلأت كتب الإسلام بذلك وألفت كتب في الجرح والتعديل ..... إلخ كلامه الذي سأنقله كاملاً في الأصل الآتي.

وقال الوصابي في محضرة الفيوش (10/11/1429هـ):
ودعوة أهل السنة دعوة علم إذا كتبت ملزمة لا يكون فيها تسمية فلان ولا تسمية فلان ولا دقدقة لفلان ولا لفلان، وإنما يكون فيها علم نتكلم بعلم ونتكلم بخير وندافع عن عقيدة بدون دقدقة لأحد.
دعوتنا أرفع من أن يكون فيها هذا يرد على هذا وهذا يرد على هذا وهم كلهم من أهل السنة.
يدافع عن مسألة من مسائل العقيدة بدون ما يسمي أحدًا...... بدون أن يسمي فلاناً أو فلانًا ........ يعالج موضوعًا معينًا ذكر المسألة المعينة.
ولكن لم يذكر المردود عليه إلا إذا كان المردود عليه من أصحاب البدع ورأى أن المصلحة أن يذكر اسمه أو كتابه فلا بأس.
أما إذا كان المردود عليه من أهل السنة فاحترامًا لبعضنا البعض أنه لا يذكر اسمه ولا يذكر كتابه ولا شريطه ......
قلت: فإنه يرى أن الردود على أهل الأهواء والبدع وتبيين حالهم سبب للفرقة والضعف وغير ذلك كما سأبينه في الأصل الآتي- إن شاء الله-
وإليك جواب الشيخ حفظه الله على هذه المسألة التي زعم الوصابي فيه أنه يراعي المصالح والمفاسد في ذكر أسماء أهل البدع عند الرد فضلاً عن أهل السنة:
والله مراعاة المصالح والمفاسد من الأصول العظيمة في الإسلام، والقول هذا ليس ببعيد ـ بارك الله فيك ـ.
وإذا قلنا بهذا ليس معناه أننا نحرِّم التسمية ما دمنا نقول: تُراعى المصلحة والمفسدة، والفقيه هو الذي يحدّد متى يعيِّن ومتى يُعمِّم،فمثلاً نحن في عصر ـ يا أخي ـ إذا جئت تتكلّم في الهواء قالوا وقالوا، لم يقبلوا كلامك كيف هذا؟
يطالبون بتوثيق الأقوال ونسبتها إلى الكتب بالجزء والصفحة، فالناس ألّفوا هذا فأصبح عُرفًا، وأمّا قالوا وقالوا دون أن يسمّى فأصبح لا يُجْدي، أولاً لا يهتدون إلى هذا القائل، وقد يشكُّون في صدقك ويقولون: هذا يتكلّم في الهواء.
فظروفنا الآن وأعرافنا الموجودة تحتِّم علينا في كثير من الأحيان أننا نسمّي الشخص ونسمّي المصدر ونبيِّن الجزء والصفحة إذا كان الكتاب ذا أجزاء، فهذه مصلحة وقد يكون في تركها مفسدة.
فالرسول - صلى الله عليه وسلم -: قال: «أَفَتَّانٌ أَنْتَ يَا مُعَاذُ» وقال: «أَمَّا مُعَاوِيَة فَصُعْلُوكٌ وَأَمَّا أَبُو الجَهْمِ فَضَرَّابٌ لِلنِّسَاءِ». وسمَّت هند عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أبا سفيان زوجها...فإذا اقتضت المصلحة التعيين عيَّن الإنسان المخطئ اهـ.

الأصل الثاني والعشرون
جرح أهل الأهواء والبدع سبب في تفريق الدعوة وتمزيقها وسبب في ضعف المسلمين وعدم نشر دعوتهم وعدم فتح الأقاليم؛ لأنه يعتبر من الخوض في آيات الله؛ ولأنه مكيدة من أعداء الإسلام وأن المجرحين أذناب لهم.
قال الشيخ ربيع حفظه الله: فإن الرد على أهل الأخطاء وأهل البدع والذب عن السنة أمر محمود ومشروع في شرعة الإسلام ومن هنا قام أئمة الإسلام بنقد أهل الأخطاء وأهل الأهواء ونقد الرواة وامتلأت كتب الإسلام بذلك وألفت كتب في الجرح والتعديل العام، وكتب خاصة بالثقات، وكتب خاصة بالجرح قياماً منهم بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ونصحاً للمسلمين وحفاظاً على دين الإسلام، فشكر الله لهؤلاء الأئمة ومن تبعهم جهودهم وأثابهم أحسن المثوبة.
وقد ضاق أناس من صوفية وغيرهم ذرعاً بهذا المنهج العظيم في السابق واللاحق وقذفوا بشبهات متعددة، قد تروج على كثير من الناس.
منها: التظاهر بالزهد والورع وليسوا كذلك.
ومنها: أن هذا المنهج يفرق المسلمين وهم المفرقون ....... اهـ
قلت: وهذا هو منهج الوصابي تجاه علماء الجرح والتعديل وإليك بعض بيانات ذلك:
1) قال الحجة الثبت الصادق الفذ الناصح الأمين في أسئلة شباب لحج :
الشيخ محمد الوصابي هداه الله: يرى أن ردودنا مع فالح الحربي مع أبي الحسن المصري مع عدنان عرور مع المغراوي لعبة صرح بهذا في مجلس للمشايخ أنا فيه أنا أذكر هذا ، أن الرجل يلعب على الحبال أي نعم تارة يقول: عدونا أبو الحسن، وتارة يقول: هذه المهاترات من كذا لعبة، نحن نلعب
قال له الشيخ البرعي آنذاك: أما أبو الحسن فكذا ردوا عليه.
قال: نعم نعم لكن يعني ضياع للدعوة وزحلق...
وهذا هو نفس كلام أبي الحسن المتقدم حيث قال:
ثم في النهاية نفترض أننا اختلفنا في أمر الشيخ المغراوي وأن الشيخ المغراوي مخطئ وأنا قلت مصيب وأخطأت في تصويبي إياه هل هذا معناه أن الدعوة تفترق.
2) قال في محاضرة الروضة بني بكر يافع عند صالح البكري ليلة الثلاثاء (10/رجب/1428هـ):
فإن أعداء الإسلام ما أعجبهم ما نحن عليه بل أغاضهم أغاضهم هم يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم وبأقلامهم وبأموالهم وبمكرهم وكيدهم وبترويج الباطل وبنشر الكفر والضلال.
ولكن الله خيب آمالهم فصاروا ينشرون الفتن والتحريش بين الدعاة وبين العلماء وبين طلبة العلم ينشرون التفكيك ولهم أذناب نقلة لهم أذناب نقلة باسم الدين فلان قال وفلان قال، يتتبعون الأخطاء يتتبعون الأخطاء لهم أذناب نقلة للفتن.
فعلى طلبة العلم أن ينتبهوا لهذا على طلبة العلم أن يتنبهوا لهذا.
3) وقال أيضًا في نصيحة تاسوعا لعام (1429هـ):
الجرح يا إخواني في الله إذا كان مفتوحًا فإنه بحاجته إلى العلاج، فإذا وضعت على هذا الجرح الشطة أحرقته، أو الأسيد أحرقته، أو وضعت عليه البسباس الناشف المطحون أحرقته، فصح بعض الناس كلامهم مثل الشطة على الجراح، فهذا لا يزيد الجراح إلا تألمًا واحتراقًا وتمزقًا.
3) قال الوصابي في محاضرة تريم (25/جمادى الأخر/1428هـ):
انظروا إلى شفقة الرسول عليه الصلاة والسلام وإلى رحمته وإلى عفوه وإلى صفحه وضعه-أي ابن سلول- على ركبتيه وصار يبصق فيه ويمسح عليه، ثم كفنه في قميصه، ثم أعيد إلى القبر، ولكن الله سبحانه فعال لما يشاء هذا صاحب نفاق اعتقادي النفاق الأكبر نفاق الكفر، فالصحابة ما كانوا هكذا ما كان هذا يطعن في هذا وهذا يطعن في هذا.
لو كان هكذا فتحوا أقليم ولا قامت لهم قائمة ألم يقل الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم: «إِنَّ اللَّهَ لَيُؤَيِّدُ هَذَا الدِّينَ بِالرَّجُلِ الْفَاجِرِ» متفق عليه عن أبي هريرة رضي الله عنه.
والفجار والمنافقين كانوا يجاهدون مع الرسول عليه الصلاة والسلام فقال: «إِنَّ اللَّهَ لَيُؤَيِّدُ هَذَا الدِّينَ بِالرَّجُلِ الْفَاجِرِ» فنحن بحاجة إلى أن ندرس السيرة النبوية والسنة النبوية ونعمل بها.
4) وقال في نصيحة عاشورا لعام (1429هـ):
فالدين النصيحة يقال له يا فلان اتق الله أنت لست من العلماء أنت عامي أو أنت طالب فاعرف قدر نفسك، هذه على العلماء، هكذا يكون الردع، أما أنك تصغي لهذا العامي أو لهذا الطالب وهو يبعثر ويبعسس ويزوبع هذا الإصغاء نفسه من المنكر، كيف تصغي لإنسان يشتت ويفرق ويمزق كيف تسمع له هذا ما يجوز والله يقول: ﴿وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ﴾ [الأنعام : 68].
إنسان يطعن في أهل العلم في هذا وفي ذاك واجبك النصح، وإذا لم تنصح فواجبك الانصراف ﴿وَإِمَّا يُنْسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلَا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ﴾ [الأنعام : 68].إما أن تصغي إلى الباطل إلى الذي يطعن في الأعراض.




الأصل الثالث والعشرون
التحريش والكذب، وسعيه في الفرقة
وقد تفشت هاتان الخصلتان في المجتمعات الإسلامية بأساليب متعددة:
فمنهم من تقمص ثوب الزهد والورع وأخذ يسعى في الفتنة والتحريش
ومنهم من قد ابتلي بهذا الداء فيدفع عن نفسه هذا الداء بالإفتراء على الآخرين بما هو فيه وتكذيبهم
وكان ذروتهم في هذا العصر محمد بن عبدالوهاب الوصابي
وقد أبان شيخنا الناصح الأمين بعض أموره في هاتين الخصلتين فمن ذلك الذي ذكره – وإليك كلامه - :
قال حفظه الله :التحريش الذي قام به الشيخ محمد لا أعلم أنه حصل علينا من كبار الحزبيين
(1 حرّش أهل البلاد علي بما لا يمكن أن ينكر هذا ولا نحتاج إلى مزيد حشد أدلة عليه -الشريط في ذلك موجود -.
قام أهل البلاد حفظهم الله بالنكير لهذا الكلام والتألم منه والتبرم منه واعتبروه - والله - أن عوام الناس يتنزهون عن مثل ذلك .
قال الوصابي في شريطه الأثيم الذي كذب فيه الناصح الأمين :
...كما أنصح أيضًا أهل دماج -جزاهم الله خيرًا – وأقول لهم قد نفع الله بكم في حياة الشيخ مقبل –رحمة الله عليه - ،فأنتبهوا على الدار فالشيخ مقبل جعلها فب أعناقكم ،انتبهوا لدار الحديث بدماج حافظوا عليها فالولد يحي هو ولدكم هو أخوكم اعينوه على الخير وناصروه عليه وما كان من خطأ فخذوا على يده ؛فالخطأ خطأ لا يعان عليه ولا تسكتوا حفاظ على الدار أن تكون على الخير مستمرة قائمة بالعلم وقائمة بالدعوة وقائمة بالتأليف والتناصر ، فوالله في عون العبد ماكان العبد في عون أخيه
وهذه الدار شرف لكم – وفقكم الله – هذه الدار يأهل دماج شرف لكم -جزاكم الله خيرا - الله أراد أن تكون في بلادكم فحفظوا عليها واحرصوا عليها واهتموا بها ، وخذوا على يدي الظالم الذي يقع فيها ، ويجلب لها الويلات سواء كان طلاب أومدرس ،وقولوا: لا نحن ما نريد بدار الحديث بدماج إلا الخير والعلم والتعليم والتأليف والتحقيق والحفظ، لا نريد مشاكل أبدا لا بين شيخ وشيخ ولا بين زميل وزميل، ولا طالب وطالب، فالأمن يا إخوان نعمة من نعم الله، الأمن والمحافظة عليه سواء كان أمن دماج أو أمن دار، أو أمن البلاد كلها، هذا الأمن من نعم الله عزوجل، لهذا؛ الإخلال بالأمن ليس بالأمر الهين، بل هو خطير وعظيم وإثمه عند الله عظيم، فانتبهوا جزاكم الله خيرا، الولد يحيى ولدكم، الولد يحيى بارك الله فيكم ولدكم، قولوا لا بد أن يكون كذا، لا بد أن ينظر في المكر الفلاني حفاظا على الخير والألفة..).
(2 لم ينجح في هذا كما قام وحرّش بيني وبين الشيخ ربيع –حفظه الله-، - حِرشة واسعة النطاق -جداً سلم الله منها . يريد أن يجعل الفتنة على مستوى العالم ، نَقَل ِإليِّ - ونحن في مجلس في الحديدة أنا والمشايخ- أن الشيخ ربيع يقول: اسحب يحيى من على الكرسي ويكون البديل جاهزاً .
والله صدري ضاق بهذا الكلام ، وحق لي أن أضيق أنا أدعو إلى الكتاب والسنة يجب أن أُنصر ما أخذل فضلاً من أن أسحب وفضلاً من أن يؤدي هذا إلى قتل وقتال وجرم وفتنة فأنا على وصية " قال تعالى ﴿فَمَنْ بَدَّلَهُ بَعْدَ مَا سَمِعَهُ فَإِنَّمَا إِثْمُهُ عَلَى الَّذِينَ يُبَدِّلُونَهُ إِنَّ اللهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ﴾ [البقرة:181].
وهذه ليست من أساليب أهل السنة ولا من دعوة أهل السنة البتة ، والشيخ محمد كان يسعه أن يقول له: يا شيخ ربيع هذا كلام لا نقبله منك ولا نرضاه . إن كان كما يقول ولا ينقله لي. - وأُخبِرتُ أنه ينقل له هناك كلاماً عني ويوغر صدره علي كما يوغر صدري عليه .
- ثم بعد ذلك زارنا الشيخ محمد إلى هنا وقال : جلست مع أبي مالك الرياشي وإذا به قال له الشيخ كما قال لي - أي الشيخ ربيع- : (اسحبوه من على الكرسي) يا سبحان الله!!
قلت له : سأتصل على الشيخ ربيع - الآن يا أخي نحن على دعوة سلفية وإلا نحن على مخططات اشتراكية نحن نعتبره أباً . المؤمن للمؤمن كالبنيان وهو يحفر لنا !!-
قال : لا ، لا ، لا تتصل سيقول : والله والله والله ما قلت هذا. هكذا قال، ولعنة الله على الكاذبين .
- أنا لازم أن أصارح، نحن على دعوة واضحة ما ينبغي مثل هذا الحفر بعدي منذ سنين بأي حق - وأنا أدعو إلى الله عز وجل -
فبعد ذلك اتصل الشيخ ربيع حفظه الله و يقول : يا بني أتصدق فيَّ والله والله ما قلت هذا الكلام أقول هذا في كذا وكذا !! وأثنى خيراً - في ذلك المجلس - ويحلف بالله العظيم : أنه ما قال هذا .
ويقول: تصدق فيَّ أبا مالك وأنت طردته من أجل أنه ليس بعدل عندك ثم بعد ذلك تصدق فيّ ،
قلت يا شيخ : وإذا الحبيب أتى بذنب واحد ٍ*** جاءت محاسنه بألف شفيع
حتى ولو قلتها فأنت في حل أهم شيء لا يعملون بيننا حرشة . طيب زالت هذه المشكلة ولله الحمد .
أنا أذكر لكم هذا الحفر وسلسلة هذه الفتنة وهذه القلقلة على الدعوة السلفية من فلان أو من علّان بأي حق وبأي سبب من الشيخ محمد عامله الله بما يستحق.
3)أضف إلى هذا التحريش والتثوير ، على الدعوة ،المضادة لها، افتعالات المشاكل عليها وافتعال المشاكل عليَّ وعلى إخواني في دار الحديث بدماج بغير حق والله ظلم وبغي وعدوان ما سبب ذلك ؟!!إلا الولاء والبراء الضيق.
- وفي الجانب الآخر الإشادة بالحزبيين ، و الولاء لهم ، والمحاضرات في مساجدهم ومما نقلوا عنه : أن العدو لنا هو أبو الحسن.
طيب هناك أتباع لأبي الحسن – أصحاب براءة الذمة-.أينما ذهبوا عند المشايخ يقولون لهم توبوا إلى الله فلماذا الآن الانسجام معهم بغير توبة معلومة.
وهم قد قاموا على الدعوة بنظير هذه الفتنة. وصار المشايخ يستتيبونهم وأنا إذا زارني شخص أنصحه، ومن تاب منهم قبلنا توبته ، ونقول : عسى الله أن ينفع به. وصار بعد ذلك هم يعترفون بخطئهم حتى والله إن بعضهم يأتي يبكي والدموع تسيل على خده ويقول : "ضيَّعنا أبو الحسن . والشيخ محمد يقول العدو لنا هو أبو الحسن وأما أصحابه فكأن ما بيننا وبينهم شيء كما هو ملاحظ من فعله ينزل عندهم ويستقبلهم ويعلن المضادة للدعوة هذا ولاء وبراء أم ماذا ؟ .
4)ومن هذه التكتكة وهذا البغي على الدعوة من وقت إلى آخر زارنا الشيخ محمد إلى هنا - مكرمين له محترمين – وبعد نهاية محاضرة بعض المشايخ يقوم من هناك مهرولاً في وقت متأخر و يحرش بين الطلاب بكلام ينغز به مثل الإبر وصار أولئك الذين أنا أماسكهم و أناصحهم من طلابي من الدار . وثاروا على إخوانهم فهذا يقول : الشيخ محمد هذه الليلة دقدقهم ، وفعل كذا وكذا وكادوا يتقاتلون في الطريق وكادت تحصل عندنا فتنة داخل الديوان أثر تلك الشحنة بسبب تحريش الشيخ محمد . فهو ذروة في التحريش ، يستحق دكتوراه عالمية في التحريش .
5)ومن تحريشه يقول : والآن سيتكلم الشيخ البخاري حفظه الله وسيتكلم الشيخ ربيع حفظه الله كلهم إن شاء الله ينكرون المنكر ويناصحون ولدهم يحيى ، يعني نغمات واستعطافات على المشايخ وأنها والله ما ينبغي أن تنفق عند من له أدنى بصيرة يستعطف فلان هذا ويجلس معه حتى إنه ربما رجم واحداً بالجاسوسية أو بالعمالة ونحن ننقبض – من هذا الشخص- وتمتلئ قلوبنا عليه فنقول : عجيب كيف يكون جاسوساً في أوساطنا ؟! وهو يرميه بغير برهان ولا خوف ولا ورع وهذا الذي رماه بالجاسوسية لا تدري إلا وهو يجذبه إليه ويتلطف له ويريد يجعله ضدي. كما هو شأن الشيخ محمد الآن هذه الأيام فلو كان يعتقده جاسوساً لماذا يذهب إليه ثم ينكر قوله هذا فيه ثم يتزلف أنه يحترمه ،!! وإن كان لا يراه جاسوساً لماذا يظلم الرجل بلا ورع ولا مبالاة،!! ولماذا يظلمنا نحن أيضاً !! ، حيث إننا ربما صدقناه بكذبه ونحسب أنه صادق فيكون الانقباض منا من الأخ وقد حصل ذلك قبل ، على حساب هذا الظلم .
6)كم قد قال لنا عن الشيخ حسن بن قاسم الريمي ويغمزه بالجاسوسية فيما هو معلوم وبعد هذا كله يذهب إليه ويقول: له يا شيخ محمد يقولون كذا وكذا فيقول : لا ، لا :أو "لا اذكر" التي هي من جرابه ، حرام حرام الإفتعالات على الدعوة السلفية ، معكم شيء بينوه الذي معه شيء يبينه هذه حزبية خرجت من عندنا عرفناها كما خرجت حزبية البيضاني والريمي والمقطري وفلاناً وفلاناً من هنا بينها – شيخنا- بما لا هيصة ولا عرس بسس كما يقال.
وهؤلاء عرفنا أناساً تحزّبوا علينا وضادوا وعملوا قلقلة قام هذا يجرجر فلاناً وهذا يجرجر فلاناً والآن نفس غريب في الدعوة والنفس الغريب خارج من هذه الأجواف المخالفة لهذا السير الصحيح الذي نحن عليه من قبل . حرام ، حرام هذا هو النفس الغريب الذي دخل في الدعوة أما نحن فنحن على ما نحن عليه هاتوا فقرة واحدة غيّرناها عما كان عليه شيخنا رحمه الله ؟
7) وقد زارنا الشيخ محمد إلى هنا ثم قلت له يا شيخ أنت قلت اليوم الحجوري هنا وغداً في حجور قال نعم . قلت : ما الذي حملك على هذا ؟ فما كان عنده جواب ، ولا حجة كيف هذا الكلام معناه حفر من قبل
8) وكان من تحريشه أيضاً ما جرى بين الأخ أحمد الذاري وعلي عزيبز
قال الأخ أحمد – وهذا نص كلامه : لما كان لقائي مع عزيب عند الشيخ يحيى وشهد أبو الحارث وغيره أنني أنا وعلي عزيب كانت على رؤوسنا الفتنة في منطقة السويق، فقال الشيخ يحيى: الأمر سهل، يتخلى عزيب والذاري عن الدعوة في السويق دون غيرها .
فوافقت على طلب الشيخ ورفض عزيب المدفوع على الشيخ يحيى بل وأساء الأدب مع الشيخ أيما إساءة والشيخ يسمع ثم سافر عزيب من دماج ومن معه ومكثت أنا ما شاء الله ثم نزلت الحديدة زيارة لمحمد بن عبدالوهاب ومعي الأخ عبدالوهاب مسبح وجلسنا مع محمد بن عبدالوهاب، فطلب مني أن أعود للدعوة في السويق !
فقلت له: منعنا الشيخ يحيى لما حصل من الفتنة، وكان الوصابي يعلم ذلك مسبقاً، فقال لي: لا بد أن ترجع مثلك لا يوقف عندك علم وفوائد أحلى من العسل وقبل باطن يد نفسه ورفعها إلى فوق وحاول مرارا وتكرارا .
وأنا أقول له: لا بد أن يأذن بذلك الشيخ يحيى لأنه كان الحكم بيننا، فقال الوصابي: كان المطلوب منك رفض ما أمرك به الحجوري بل وتوقفه عند حده، وتقول له: قف عند حدك وأنا لا أتوقف .
قلت: الشيخ يحيى شيخي وأنا أحد طلابه، فكيف أقول له مثل هذا !، أنا لا أستطيع أنا أقول له مثل هذا.
فعاود الوصابي المحاولة والحث على رفض ونقض ما اتفقنا به عند شيخنا يحيى الذي راعى فيها مصلحة الدعوة في بلادنا فلم استجب له، فعاود بطريقة أخرى.
وقال: إن توقفك يعد طعن فيك، وفي سلفيتك مستقبلاً فضلا عن عدالتك، وكان في ذلك المجلس يحط من قدر الشيخ يحيى أمامي وأمام الأخ مسبح.
ويقول: من هو الحجوري حتى يوقف أمثالك، بل هو يوقف عند حده.
فقلت له: إن كنت تريد أن توقف الحجوري عند حده فوقفه أنت أما أنا فلا، ولا أستطيع أن أخالف ما اتفقنا عليه عنده، فعند ذلك عاد عليَّ وعلى الأخ مسبح يحقرنا ويقلل من أمرنا ويطعن فينا وفي حبنا للدعوة وادعى أنه إذا كان في قلوبنا منزلة للدعوة فلن نستجيب للحجوري فلما أحس منا بعدم الفائدة فيما حاول فيه: رجع إلى الخلف وهو يقول: أنا أخاطب من، أنتم مثل العوام أنتم شبه عوام، أنتم عوام صرفين بهذه الألفاظ وكان يشتاط غضباً.
كتبه: أبوعبدالله أحمد بن محمد الذاري
20/5/1430هـ
وأما كذباته والتسلح بكلمة : «ما أذكر» فهي كثيرة ومنها:
1)قال الناصح الأمين :قلت: يا شيخ محمد أنت قلت : إن الطلاب والمشايخ كلهم ضدي ؟
فقلت للمشايخ : أنتم ضدي ؟ قالوا: لا . قلت : أنت تقول هم ضدي ؟ قال ما أذكر!!!
هذا هو سلاحه . سلاحه ما أذكر .
2) وقال أيضًا حفظه الله : كم قد قال لنا عن الشيخ حسن بن قاسم الريمي ويغمزه بالجاسوسية فيما هو معلوم وبعد هذا كله يذهب إليه ويقول: له يا شيخ محمد يقولون كذا وكذا فيقول : لا ، لا :أو "لا اذكر" التي هي من جرابه ، حرام حرام الإفتعالات على الدعوة السلفية
قلت وقد أخبرني الشيخ أبوعبدالسلام بما جرى بينه وبين الوصابي عندما بلغه هذا الخبر قال حفظه الله :
ذهبت إليه فقالت له: هناك كلام يا شيخ محمد أخشى أنه يزعجك؟!
يذكرون أنك قلت عني: أني جاسوس.
فقال له: من قال لك هذا؟ قال له: الغرباني ينقل عن إخوة في دماج.
فقال: يا أخانا أبا عبد السلام تعلم أنه في زمن الفتن يكثر الكذب والأقاويل... وأنت أرفع من ذلك
3) رميه لإمام الجرح والتعديل، وحامل راية فضح المبطلين الوالد ربيع بن هادي المدخلي
أخبرنا شيخنا المكرم الصادق المفضال الناصح الأمين يحيى بن علي الحجوري - وكنا في منزله - حفظه الله قال: عندما ذهبت إلى الحديدة دعوة - وكان ذلك في عام (1426هـ) من شهر محرم - من عدن كنت مرهقاً جداً وحاضرت المغرب وأنا مرهق - وكان المشايخ آنذاك موجودين- فبعد العشاء جلسنا مع الشيخ محمد الوصابي فقال: أريد أن أخبركم بأمر وهو أن الشيخ ربيع قال: اسحبوا يحيى من رجله من على الكرسي!!! إذا وجد البديل فقال الشيخ يحيى: الشيخ ربيع قال هذا، قال الشيخ محمد: نعم.
فقال الشيخ يحيى: لماذا يكيدون لي أنا أدعو إلى الكتاب والسنة.
فقال الشيخ محمد الوصابي: أخبرتكم حتى تحذروا الشيخ ربيع عميل عميل جاسوس
هل أنكر الشيخ محمد ذلك أم أقره؟!!
اتخذ طريقة ملتوية في ذلك وهو ثناءه عليهم، وطلب النصح منهم، وتكذيب الشيخ يحيى في أمور أخر، والحق فيها مع الشيخ حفظه الله، لينتزع ثقة الناس به - في نقله هذا وفي غيره -، ولكن هيهات له هيهات.
فانظر معي إلى نفيه ونكرانه، ثم إقراره واعترافه، ليظهر التناقض والاضطراب وينجلي الحق والصواب.
أخبرني الأخ الفاضل أبو بلال مرتضى العدني حفظه الله، قال: كنت عند الشيخ محمد في بداية الفتنة، فقلت له: يا شيخ، هؤلاء ينقلون عنك أنك قلت في الشيخ ربيع: أنه جاسوس وفي بعض المشايخ!!
فقال: قل لهم، تثبتوا تثبتوا.
فقلت له: لكن منهم من هو مستعد أن يباهلك يا شيخ...؟!
فقال: هذا غير صحيح، هذا غير صحيح. اهـ
4) في فتنة أبي الحسن قال الشيخ محمد هداه الله لشيخنا يحيى حفظه الله – ما معناه -: أنا واقف معك، وقال: لو أن المصلحة على رأس كلب، للعقها أبو الحسن. فلما نقل ذلك شيخنا يحيى، قال الشيخ محمد: أنا ما أذكر.
5) وفي الاجتماع الذي كان في دماج سنة (1428هـ) وكان بحضور المشايخ وكان معهم الشيخ جميل الصلوي حفظه الله.
فقال الشيخ محمد: إذا حاضر الدويش عندي فلا تستغربوا...
فنقل ذلك شيخنا في درسه العام، فلما وصل الخبر إلى الوصابي قام بحيلتين:
الحيلة الأولى: أخرج شريطًا في (13/12/1428هـ) يخبر فيه أن الدعوة متميزة وذكر فيه الدويش تعمدًا، فلماذا خصصته بالذكر!! ولم لم ترد مباشرة على الشيخ يحيى حفظه الله.
الحيلة الثانية: أنك تحينت فرصة، فما إن أتيحت لك الفرصة إلا رميته بأنه كذاب وغفلت عن وقفة بين يدي الله يوم القيامة، لأن همك
6) قصة الأخ أسامة الحديدي وأخبرني بها معافى عنه، وكان قد حصل بينه وبين عمه الأول خصومة، فقال له الشيخ محمد، لأنصرنك على عمك فلما حضر عمه قال الشيخ محمد للأخ أسامة: ألا تتأدب مع عمك ألا تحترم عمك.
فقال أسامة للشيخ: أما قلت لي أنك ستنصرني؟!! فقال الشيخ: ما أذكر.
فقال له أسامة: ستذكر يوم القيامة كان رفع الذنب عن نفسك ولو ألصقته بالآخرين.
7)ولي معه من ذلك أمور سأذكرمنها واحدة لأنها تخص الدعوة وهي معلومة لدى المشايخ.
عندما اجتمع المشايخ في دماج مع عبد الرحمن العدني، وكان قد طُلِبَ منه أن يتكلم بعد صلاة الظهر ويعتذر مما حصل منه، فبينما نحن ننتظر ذلك، إذ صعد الشيخ محمد الوصابي بدلًا عنه.
فلما أُخرج عبدالرحمن من هنا، ذهبت إلى الشيخ الوصابي فأخبرته فقال: لمه؟ فقلت: لأنه قد حصل بينكم اتفاق على أن يعتذر عبد الرحمن مما حصل منه، فلم يعتذر، قال: أنا ما أدري هم أدرى، فعدت عليه المقولة. فعاد عليَّ مقولته الأولى.

.


الأصل الرابع والعشرون
الولاء والبراء الضيق
وقد كفانا في ذلك شيخنا الثقة الناصح الأمين، وأبان ذلك من أوجه عدة :
1- عبيد الجابري أفتى بالانتخابات ودعاهم إليها وأفتى بالتلفاز من حيث إذا صعد عليه ما يريد مناقشته فيه ،ويرى أن أبا الحسن ليس مبتدعاً، ويرى أن قطباً ليس مبتدعاً قطب نفسه ليس مبتدعاً يعني يقول : أنا لا أبدعه ولكنه ضال !! هذا تناقض وهذا منشور عنه، ويفتي بالاختلاط ، ويفتي بتصوير ذوات الأرواح ، وعدد من هذه الأمور التي سمعتم كثيراً يفتي بهذه الأشياء ولم تهمس بطن شفة من هذا الحزب الجديد ولا من مناصريه مثل الشيخ محمد بن عبد الوهاب بإنكار ذلك أين الولاء و البراء من الأخطاء بأن يقولوا هذه أخطاء .
قال أحد الحاضرين : أفتى أصحاب أمريكا بأنه يتحرى أعياد الكفار لأجل قيام المحاضرات. ومن هذه الأمور كثيرة يموَّهون عنها تماماً ويتغاضون عنها أصحاب هذا الحزب الجديد هذا ولاء ضيق وعلى مبدأ : "يعذر بعضنا بعضاً فيما اختلفنا فيه".
لو صدر هذا من الحجوري أو من طلابه من دار الحديث بدماج لملئُوا الدنيا صراخاً ، وقد ملئوا الدنيا صراخاً بالكذب والافتراء والبهتان علينا وهم يدهنون ، يدهن بعضهم بعضا ﴿ودوا لو تدهن فيدهنون ﴾ فانظر هذا ولاء ضيق أو ما هو؟
-2 بالنسبة لي رموني بما لم يُرمَ به كبار الحدادية تارة بالزندقة ، وتارة بأني رافضي مندس .. وتارة أنه ما يعلم أفجر ولا أكذب ولا و لا مثل الحجوري والله ما قالوا هذا في الحدادية أنهم ما يعلمون أفجر منهم و أكذب منهم .و أبو الحسن لما رمانا بهذه الرمية نحن أهل دماج خاصة ، تنكر كثير من الناس و كانوا منقبضين منه ، و بعد ذلك أدانوه بمثل هذه الإدانات و أنا لما كانوا ليسوا على المقصود ما أدانوا هذا الكلام بل أدهن كثير منهم على هذا الكلام ولم يقولوا هذا ضال و ﴿ودوا لو تدهن فيدهنون﴾.
-3 ملازم المجاهيل الفجرة ممن يسمى بالبرمكي وما أدراك ما البرمكي ؟!! وأمثال هؤلاء توزع في حلقة الشيخ محمد بن عبد الوهاب وفي مسجده ويشيد بها وبنشرها ويقول مزيداً مزيداً يا شيخ عبيد أي من أمثالها سواء من البرامكة أو من غيرهم .
أما ملازمنا نحن - والحمد لله- موثّقه بالبراهين بأسماء فلان وفلان وعليها اسم يحيى بن علي الحجوري أنه أقرّها -يقلبون الحقائق- أنها ملازم فتنة، هذا ولاء وبراء ضيق وإلا ما هو ؟!!
القول المؤيد بالبراهين الصادر من عندنا فتنة ﴿ وَإِذْ لَمْ يَهْتَدُوا بِهِ فَسَيَقُولُونَ هَذَا إِفْكٌ قَدِيمٌ﴾[الأحقاف:11]، والقول الصادر من عند المجاهيل - الذي لا يدرى ما فكرهم ونهجهم ومع ما في تلك الملازم من كذب وفجور وبتر وتلفيق وغير ذلك من الفتنة ، إلا أنها عندهم لا تزال ملازمَ طيبة "سبحانك هذا بهتان عظيم".
-4 الفتوى بالمحاكمة كان من قبل ينكرها ثم أفتى الشيخ محمد بمحاكمة أهل السنة ويعرض في كلامه بمحاكمة فالح الحربي أو من بعض من جعله محامياً فالح الحربي للشيخ ربيع وواحد هناك الآن يحاكم يعرض به وأمثال هذه ، هذا ولاء وبراء ضيق فالذي يقول ما هي حزبية وينتظر حتى يدخله عبد الرحمن تحت التجمع اليمني للإخوان مخطئ ، عبد الرحمن قد أخذ دروساً في المراحل الأولى وهو الآن يطبّق هذه المراحل بتكتكة أخرى والله لو كان عنده جمعية يأكلون منها عدة سنين ما كان هناك وضوح كما كان من قبل لأن أولئك فشلوا هذه نماذج .
-5 صدر مقال للشيخ محمد بن عبد الوهاب :كلمات في محاضرة أهل السويق في هذا الأسبوع الماضي ويقول:
الدعوة فيها نفس غريب ويشيد بسالم بامحرز، ويشيد بعبد الرحمن العدني ويشيد بعبد الله مرعي ويشيد بعبيد الجابري .
كل هذا يتعامون عنه تماماً إشادة بأهل الباطل وولاء لهم ومضادة لأهل الحق كيف هذا؟ هذا نفَس غريب في الدعوة!! هكذا يقول الشيخ محمد : الدعوة فيها نفَس غريب، نفس الكلمة التي كان ينغم بها أبو الحسن في مبدأ ما كان عليه في مبدأ دعوته لما يسمى : بشرخ الدعوة!! لأنه كان مشغولاً في كثير من المحاضرات بشرح الدعوة يشرح الدعوة : وكان الشيخ ..، وكان الشيخ ..، وما إلى ذلك وهو يشرخها هذا هو النفَس الغريب! في الحقيقة الذي قام به هؤلاء الناس هو النفس الغريب ، فماذا بعد الحق إلا الضلال
.يحاضر عند الحزبيين ، والآن يطعن فينا وعلى أننا عندنا نفس غريب فأين هذا النفس الغريب في الدعوة ؟ من أي جوف خرج ؟! من جوف الشيخ محمد ، ومن جوف عبد الرحمن العدني .
6- أضف إلى هذا التحريش والتثوير، على الدعوة ،المضادة لها، افتعالات المشاكل عليها وافتعال المشاكل عليَّ وعلى إخواني في دار الحديث بدماج بغير حق والله ظلم وبغي وعدوان ما سبب ذلك ؟!!إلا الولاء والبراء الضيق.
وفي الجانب الآخر الإشادة بالحزبيين، و الولاء لهم ، والمحاضرات في مساجدهم ومما نقلوا عنه : أن العدو لنا هو أبو الحسن.
طيب هناك أتباع لأبي الحسن – أصحاب براءة الذمة- أينما ذهبوا عند المشايخ يقولون لهم توبوا إلى الله فلماذا الآن الانسجام معهم بغير توبة معلومة.
وهم قد قاموا على الدعوة بنظير هذه الفتنة. وصار المشايخ يستتيبونهم وأنا إذا زارني شخص أنصحه، ومن تاب منهم قبلنا توبته ، ونقول : عسى الله أن ينفع به. وصار بعد ذلك هم يعترفون بخطئهم حتى والله إن بعضهم يأتي يبكي والدموع تسيل على خده ويقول : "ضيَّعنا أبو الحسن" . والشيخ محمد يقول العدو لنا هو أبو الحسن وأما أصحابه فكأن ما بيننا وبينهم شيء كما هو ملاحظ من فعله ينزل عندهم ويستقبلهم ويعلن المضادة للدعوة هذا ولاء وبراء أم ماذا ؟ .
7- التنكر لدار الحديث بعد موت الشيخ رحمه الله : وأن الدار كانت وكانت الأخوة وكانت الألفة وكانت و كانت والغمز فيها وتزهيد الناس فيها هذا كله كذب وولاء وبراء ضيق، ديدن الشيخ محمد وأولئك يصرحون بالتحذير من هذا الخير بما لم يصدر منهم من التحذير من أهل الضلال : ولاء وبراء حتى من الدار التي تعلموا فيها وحقروها وهي معظمة ولا تزال ولله الحمد .
8- قول الشيخ محمد: (انظروا إلى الشيخ عبد الرحمن وإخوانه وجعل يثني عليهم أنهم مجتهدون (وهم في الحقيقة "فَرَغ" لم نعلم أنه خرج لهم بحث واحد ولا شريط واحد نافع ولا دعوة نافعة، لو خرجوا والناس الذين عرفوا فتنتهم على الدعوة زهدوا فيهم ويتلهفون لمحاضرات إخوانهم الدعاة من دماج.
وصدق ربنا إذا يقول ﴿ والذين كسبوا السيئات جزاء سيئة بمثلها وترهقهم ذلة ..﴾الآية، ويقول تعالى﴿إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن وداً﴾، فبعضهم في الشوارع وبعضهم عنده أعمال لنفسه وأما الحجوري فهؤلاء ضايعون وهذا من تقليب الحقائق والكذب على حساب الولاء والبراء الضيق ؟!
قد كان يقول لنا أبو الحسن وقاسم التعزي أننا ضايعون .
وهذه الكتب التي تخرج من الدار ربما على مدار الشهر وكذا أشرطه بالمئات وألوف الناس كما قلت لكم نحن الآن الحلقة إلى نهاية المسجد وفي يوم الجمعة يزدحمون حتى يصلون في السطح أو خارج المسجد أكل هذا يزهدون منه ويحقرونه من أي جانب هذا يا أخوان من الولاء والبراء الضيق أم لا؟ دعوة إلى تعصبهم يتجمع عدد منهم ويتواصون في محاضرة هزيلة .
9- صرتم أصحاب جري من مسجد إلى مسجد الشيخ محمد الآن متفرغ للجري من مكان إلى مكان ، وكان يقول عن طلابه: أنا أهذبهم ثم أرسلهم إلى دماج أما الآن لا يهذبهم ولا يسلمهم من الضياع بل يغطي عليهم ويطربل عليهم ويشحنهم حتى صار بعضهم يسىء الظن بي وبإخواني إذا نزل بعض إخواننا من هنا ربما منعوه من المساجد ، وقد طلبوا مني محاضرة في الحديدة على الهاتف في مسجد أبي ذر ولصقوا الإعلانات فذهب أصحاب الشيخ محمد يمزقون إعلان محاضرتي وملزقات صور المرشحين بجوارهم ما مزقوها والشيخ محمد لما علم أن عندي محاضرة عمل محاضرة على الهاتف إلى بعض أصحاب الحزب الجديد في حضرموت مضادة لمحاضرتي وصرفاً للناس عنها.
وقد بلغنا في الآونة الأخيرة أنه أفتى بعدم حضور محاضرات إخواني الذين خرجوا دعوة الشيخ جميل والشيخ محمد حزام وعدد من المشايخ والطلاب الذين ذهبوا من هنا دعوة من أي جانب هذا ؟ أليس من جانب الولاء والبراء الضيق ؟!! حرام حرام ، هذه دعوة سنية يجب الحفاظ عليها بالكتاب والسنة والتآخي كذلك يجب الحفاظ عليها بالوقوف أمام الباطل وأمام المخالفات والتنزه عن هذه الأعمال النفاقية المشار إلى بعضها فلا تجوز ولا يفلح صاحبها كائناً من كان .
هذا ولاء وبراء ضيق يجب على من فعل ذلك أن يتوب إلى الله إنما هذا نموذج يسير وسيأتي مزيد ذلك إن شاء الله تعالى .


كتبه: أبو عمار ياسر بن علي بن محمد الشريف غفر الله له ذنبه وستر عيبه
في دار الحديث بدماج حرسها الله وحفظ القائم عليها
4/جمادى الآخرة / 1430هـ

 

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 05-02-2013, 05:55 PM
أبو عبيدة طارق الجزائري أبو عبيدة طارق الجزائري غير متواجد حالياً
بارك الله فيه ورفع الله قدره
 
تاريخ التسجيل: Nov 2012
المشاركات: 170
أبو عبيدة طارق الجزائري is on a distinguished road
افتراضي


يرفع لبيان حال الوصابي المتطفل الحاقد...

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
الانتقال السريع

.: عدد زوار المنتدى:.




جميع الأوقات بتوقيت مكة المكرمة شرفها الله. الساعة الآن: 08:52 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.7.3, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة لكل مسلم بشرط الإشارة إلى منتديات الشعر السلفي

Security byi.s.s.w

 

منتديات الشعر السلفي