|
بسم الله الرحمن الرحيم
قال الإمام ابن قدامة المقدسي في كتابه : " تحريم النظر في كتب الكلام " وهو رد على ابن عقيل الحنبلي في مقالاته - مع أنه قد تاب عنها , لكن رد عليه لأنه قد يقف على مقالته رجل فيغتر بها - قال : ((وأوصي إخواني وفقهم الله تعالى بلزوم كتاب ربكم سبحانه وتعالى وسنة نبيكم e والعض عليها بالنواجذ واجتناب المحدثات , فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة , ولا تغتروا بمقالة قائل يصرفكم عما كنتم عليه من السنة كائنا من كل , فإنه لا يزيد على نبيكم e , ولا على صحابته الكرام , ولا على إمامكم إمام السنة بالاتفاق أبي عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل , ولا على الأئمة الذين كانوا في عصره , وقبل عصره , وقد بَلَغَكُمْ وذَكَرْنا لكم ما كانوا عليه , وبعضِ وصاياهم , فلا تنحرفوا عن ذلك بقول أحد , وإن ظننتموه إماماً كبيرا , فإنه رُوي عن معاذ بن جبل رضي الله عنه أنه قال : " إياك وَزَيْغَةَ الحكيم " وقال عمر رضي الله عنه : "ثلاث يهدمن الدين : زلة عالم , وجدال منافق بالقرآن , وأئمة مضلون " .....
وقد أراكم الله عبرةً في هذا الرجل – يقصد ابن عقيل – الذي اعتقدتم غزارة علمه , كيف قد زلَّ هذه الزلة القبيحة !! فلا تغتروا بأحد . ثم إياكم والكلام في المسائل المحدثات التي لم تسبق فيها سنة ماضية ولا إمامٍ مَرْضي فإنها بدع محدثة , وقد حذركم نبيكم عليه الصلاة واللام المحدثات ... قد رضينا لأنفسنا بإتباع سلفنا واجتناب المحدثات بعدهم . أفلا ترضون لأنفسكم بذلك ؟! أو لا يسعنا ما وسعتهم ؟!! أو ليس لنا في السنة سعةٌ عن البدعة ؟! ,
ومن لم يَسَعْه ما وسِعَ رسول الله صلى الله عليه وسلم وسلَفه وأئمته فلا وسَّع الله عليه , ومن لم يكتف بما اكتفوا به ويَرْضَى بما رضوا به ويسلك سبيلَهم وكلٌّ آخذٌ منهم , فهو من حزب الشيطان , قال الله تعالى :) إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ ( [فاطر : 6] ومن لم يرض الصراط المستقيم , سلَكَ إلى صراط الجحيم .
ومن سلك غير طرق سَلَفِه أفْضَتْ به إلى تَلَفِه , ومن مال عن السنة فقد انحرف عن طريق الجنة .
فاتقوا الله تعالى وخافوا على أنفسكم فإن الأمر صعب , وما بعد الجنة إلا النار , وما بعد الحق إلا الضلال ,ولا بعد السنة إلا البدعة . وقد عَلِمْتُم أن كل محدثة بدعة , فلا تتكلموا في محدثة .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته , ثبتنا الله على السنة وأعاذنا من البدعة والفتنة برحمته وطَوْله ))
انتهى كلامه رحمه الله ووصيته ونقول : آمين يا رب العالمين .
|
|