|
كاتب الموضوع | أكرم بن نجيب التونسي | مشاركات | 0 | المشاهدات | 1354 | | | | انشر الموضوع |
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
{{من أحكام الصيام}} خطبة جمعة للشيخ العلامة مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله
خطبة جمعة للشيخ مقبل بعنوان (( من أحكام الصيام ))
الخطبة الأولى إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون ) ( يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفسٍ واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالاً كثيراً ونساء واتقوا الله الذي تسألون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيباً ) ( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولاً سديداً يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزاً عظيماً ) أما بعد : فقد ثبت في " الصحيحين " من حديث ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال : (( بني الإسلام على خمس شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ، وإقام الصلاة ، وإيتاء الزكاة ، والحج ، وصوم رمضان )) وفي رواية (( وصوم رمضان ، والحج )) هذه الخمسة تعتبر أركان الإسلام ومن أعظم نعم الله على عباده أن جعلها مكفرات لذنوبهم . ونبينا محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم في شهر رمضان كان إذا دخل العشر الأواخر شد مئزرهواجتهد في العبادة ، وهكذا كان سلفنا الصالح رضوان الله تعالى عليهم ، وشهر رمضان كما أن فيه صحة لجسدك فيه أيضاً كسر لشهوتك ، فقد جاء في " الصحيحين " عن ابن مسعود رضي الله تعالى عنه أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال : (( يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج ، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء )) ، وإنك لتجد خصائص لشهر رمضان فتجد المتصدق ، وتجد الذاكر ، وتجد المسبح ، وتجد المصلي ، وصدق النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم إذ يقول : (( إذا دخل شهر رمضان فتحت أبواب الجنة ، وغلقت أبواب النار ، وصفدت الشياطين )) ومعنى صفدت الشياطين أنها تغل ، والمراد بالشياطين ها هنا كما جاء مقيداً المراد بهم هم مردة الجن وإلا فبقي شياطين الإنس . ذكرنا هذا حتى لا تقول إننا نجد بعض الخصومات ونجد بعض الفتن في رمضان ، فبقي صغار الشياطين ، وبقي شياطين الإنس ، وبقي أيضاً النفس الأمارة بالسوء ، وبقي أيضاً جليس السوء والطبع الذي تطبعت عليه من الفتن ومن الخصام ، فبقي أمور غير مردة الجن . كان رسول الله من أجود الناس أي أكرم الناس ، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يأتيه جبريل فيدارسه القرآن ، فلرسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم أجود بالخير من الريح المرسلة ، كان كريماً في جميع أوقاته ، لكنه يكون أكرم منها في رمضان أكرم منها في غير رمضان . وينبغي لأمته أن تقتدي به صلى الله عليه وعلى آله وسلم ، ونريد أن نبين شيئاً من أحكام رمضان التي ربما يجهلها بعض الناس وربما يجهلها بعض طلبة العلم ، إنك إذا نسيت في نهار رمضان وأكلت أو شربت فإنه كما جاء في الحديث (( إنما أطعمك الله وسقاك )) ولا يلزمك قضاء ، هذا أمر ثم بعد ذلك ما لو كنت في بيت ثم تسمع المؤذن وشرعت تأكل ثم خرجت فإذا النور قد ملأ الدنيا أي لم تغرب الشمس وعلمت أنك قد أكلت في جزء من النهار هذا أيضاً نرجو أن لا شيء عليك ولا يلزمك القضاء ، وهكذا أيضاً لو حصل غيم إذن المؤذن وبعد أن أذن المؤذن طلعت الشمس كذلك أيضاً لا يلزمك القضاء فقد وقع هذا على عهد النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم كما في حديث أسماء في " صحيح البخاري " ولم يلومهم النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم بالقضاء ، وهكذا أيضاً من الأمور التي تحصل لبعض الشباب الجماع في رمضان يقول الله سبحانه وتعالى : ( أحل لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسآئكم هن لباسٌ لكم ) إلى قول الله عز وجل ) : ولا تباشروهن وأنتم عاكفون في المساجد ) فلو أن الشيطان وسوس للشخص أو الشهوة النفسية وجامع في يوم رمضان فماذا ؟ ورد في " الصحيحين " من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلاً جاء إلى النبي صلى الله عله وعلى آله وسلم فقال : هلكت ، قال : (( وما أهلكك ؟ )) ، قال : وقعت على أهلي في يوم رمضان ، قال : (( هل تستطيع أن تعتق رقبة ؟ )) قال : لا ، أي يشتري عبداً ويعتقه لله قال : لا قال : (( هل تستطيع أن تصوم شهرين متتابعين ؟ )) قال : لا ، قال : (( هل تستطيع أن تطعم ستين مسكيناً ؟ )) قال : لا ، فقال له النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم : (( اجلس )) فجلس فأتى النبي بعرق أي زنبيل من تمر ، فقال : (( خذ هذا وتصدق به )) ، قال : أعلى أفقر مني يا رسول الله ؟ ، والذي بعثك بالحق ما بين لابتيها أهل بيت أفقر مني ، فضحك النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم حتى بدت نواجذه ، فقال : (( كله )) ، هذا أمر ولكن لينظر الفرق بيننا وبين ذلك ، الرجل استشعر المعصية بأنها هلكة . وفي حديث عائشة في " صحيح البخاري " : احترقت يا رسول الله ، استشعر المعصية بأنها حريقة بخلاف كثير من الناس في زمننا هذا ، يعصي الله سبحانه وتعالى وهو يضحك ، بل ربما يتبجح في المجالس بأنه فعل كذا وكذا ، وكذا معشر المسلمين فينبغي لنا أننا إذا علمنا يسر دين الإسلام أيضاً ينبغي أن نعلم أن الله شديد العقاب . فلينظر الشخص من يعصي ، فإنه يعصي الله سبحانه وتعالى الذي أوجده من ماء مهين ، الفرق بيننا وبينهم كما سمعتم أن قلوبهم كانت معلقة بالله عز وجل ، ونحن أصبحت قلوبنا معلقة بالدنيا إلا من رحم الله سبحانه وتعالى . ومن الأحكام الوصال ، الوصال كان النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ربما يواصل الصوم ، أي لا يفطر وقت الإفطار فربما يواصل إلى وقت السَحر ، وربما يواصل إلى اليوم الثاني ، ونهى أصحابه عن الوصال ، فقيل له في ذلك فقال : (( أني أبيت يطعمني الله ويسقيني )) ، أي يبارك الله سبحانه فيَّ ليس معناه أنه يأكل وأنه يشرب لا معناه أن الله يبارك له سبحانه وتعالى ويسليه عن الطعام وعن الشراب ، والأولى للمسلم أن لا يواصل وإن واصل إلى السَحر فهذا جائز . ومن الأحكام التي ينبغي أن يتنبه لها ، وهي أمر تعبدي أمر نظري يستوي فيه العالم والجاهل ، وهو تأخير السَحور وتعجيل الفطور ، فالنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول : (( عجلوا الفطر )) ، وجاء خارج " الصحيح " ، وهكذا في السحور ثم يقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم : (( تسحروا فإن في السحور بركة )) ، السحور الأفضل أن تؤخره إلى قبل الفجر بقدر ستين آية تتسحروا نصف الليل أو تتسحر في أوائل الثلث الأخير . أسأل الله العظيم أن يرحمنا وإياكم وأن يتوفانا مسلمين . الخطبة الثانية الحمد لله رب العالمين وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله . أما بعد : فقد روى الإمام أحمد في " مسنده " عن أبي أمامة الباهلي رضي الله تعالى عنه أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم جهزهم لغزوة من الغزوات فقال أبو أمامة : يا رسول الله ادع الله أن يرزقنا الشهادة ، فقال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم : (( اللهم سلمهم وغنمهم )) فأكثروا عليه وهم يقولون : ادع الله أن يرزقنا الشهادة ، فقال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم : (( اللهم سلمهم وغنمهم )) . قال أبو أمامة : فدلني يا رسول الله على عمل قال : (( عليك بالصوم فإنه لا مثل له )) ، الصوم يعتبر بإذن الله مكفراً للذنوب ، ويعتبر أيضاً صحةً لجسمك ، فكم من مريض يدخل عليه رمضان ثم بعد ذلك يُشفى بإذن الله عز وجل بسبب الصيام ، على أن المريض يجوز له أن يفطر ، ويجوز له أيضاً أن يصوم إن كان مقتدراً يقول الله عز وجل : ( فمن كان منكم مريضاً أو على سفر فعدة من أيام أخر ) والشيء بالشيء يُذكر ، قد تقولون أنقضي ذلك اليوم الذي فاتنا والذي تحقق لدينا أنه من رمضان ؟ الجواب لم يرد عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنه أمر بصيام يوم فرطوا فيه لم يرد هذا عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم . وقد عرفنا من كتاب الله أن المسافر يجوز له أن يفطر وعليه أن يقضي ، وأن المريض يجوز له أن يفطر وعليه أن يقضي ، ولو كانت سنه توجعه ، ولو كان به غثيان يجوز له أن يفطر وعليه أن يقضي ، يجوز وليس بواجب ، وأن الحائض يجب عليها أن تفطر وعليها أن تقضي ، أما عدا هؤلاء الثلاثة فلا بد من دليل . فصوم اليوم الذي فرط فيه كثير من الناس لا يقضى ولم يرد دليل ، أما هذا الذي فرطتم فيه ففيه التوبة إلى الله عز وجل ، التوبة إلى الله والحذر من غير ذلك فإن صوم يوم خير من الدنيا وما فيها ، روى البخاري ومسلم في " صحيحيهما " عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنه قال : (( من صام يوماً في سبيل الله باعد الله بينه وبين النار سبعين خريفاً )) فاليوم الواحد يعتبر غنيمة لا تعوض ، فمن بلغه رمضان عليه أن يَحمد الله سبحانه وتعالى وما يُدريه أن يكون سبباً لكفارة ذنوبه . فنبينا محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول : (( رغم أنف امرئ أدرك رمضان فلم يغفر له )) ، فرمضان يكون سبباً لكفارة الذنوب ، يكون سبباً لغفران الذنوب ، أولئك الذين يهملون رمضان أو يضيعون الوقت في رمضان وإن كانوا يصومونه يعتبرون في غاية من الخسارة : (( من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه ، ومن قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه )) ، جبريل كان يأتي النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم كما في " الصحيحين " يدارسه القرآن في رمضان حتى ينتهي من قراءة القرآن ، فالله المستعان يا قومنا أين قيام الليل بارك الله فيكم ؟ وأين حضور مجالس العلم ؟ وأين الحرص على الخير ؟ بل ربما يظهر الشيب في لحية بعض الناس وهو محروم من الخير وهو يقصر في رمضان ركن من أركان الإسلام يتهاون به . دع عنك ما يعمله شبابنا أصلحهم الله ، ووفقهم الله من ضياع الوقت في الألاعيب على الباصرة على الألاعيب . الوقت أغلى من الذهب سنُسأل عنه يوم القيامة لا تَزال قدما عبدٍ يوم القيامة حتى يُسأل عن أربع ومنها : (( عمره فيما أفناه )) (( نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ )) ، الأمر ميسر من فضل الله ينبغي أن تقرب من حلقة العلم ومن طلبة العلم وتستفيد الفائدة الواحدة ربما تغير حياتك لا تعتبروا أنفسكم نوعاً وطلبة العلم نوعاً آخر ، بل أنتم وطلبة العلم شيء واحد ، التوفيق من الله عز وجل والهداية بيد الله عز وجل ، فينبغي لنا أن نرجع إلى الله في هذا الشهر المبارك ، وأن نعطي رمضان حقه من الخير . ما يظن الظان أنني أعني يأخذ من الفاكهة الطيبة ، ومن الطعام الطيب ومن ذا وذا لسنا نحرم على الناس شيئاً أحله الله لهم ، لكنني أعني مجالس الذكر تلاوة القرآن كتاب الله ، حفظ اللسان . نبينا محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول : (( من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه )) . هذا عابر من فضائل رمضان وإن شاء الله في جمعة أخرى نذكر بعض الأحكام حتى لا نطيل على أخواننا . نسأل الله العظيم أن يتقبل منا صوما وأن يتوفانا مسلمين والحمد لله رب العالمين .
الموضوع الأصلي :
{{من أحكام الصيام}} خطبة جمعة للشيخ العلامة مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله
-||-
المصدر :
منتديات الشعر السلفي
-||-
الكاتب :
أكرم بن نجيب التونسي
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
.: عدد زوار المنتدى:.