|
كاتب الموضوع | الشاعر أبو رواحة الموري | مشاركات | 1 | المشاهدات | 1790 | | | | انشر الموضوع |
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
نصيحة أبي همام الصومعي البيضاني إلى سيف بن ناجي الشرعبي
بسم الله الرحمن الرحيم من أبي همام/ محمد بن علي الصومعي إلى الأخ أبي خالد سيف بن ناجي، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد: لقد التقيت ببعض الإخوة الأفاضل فقال لي إنه التقى بك فكلمته عن مسألة تلبس الجني بالإنسي وذكر لك بعض المشايخ من أهل السنة الذين يقرءون على من به مسٌ فقلت له هذا ضال دجال، ثم أعطيته كتاب (صيحة الحق) لمحمد درويش المحامي، فأقول لك إن توزيعك لهذا الكتاب فيه إفساد لعقائد هؤلاء الناس لاسيما وأنت توزعه بمكة المكرمة منذ خمس عشرة سنة وأكثر، وهذا الكتاب قد رددت عليه في رسالة بعنوان(تحذير الخلق مما في كتاب صيحة الحق )، وبينت فيه أخطاء المحامي وبينت الأدلة من كتاب الله وسنة رسوله r وبينت أن ما كتبه المحامي مخالف للكتاب والسنة، وبينت أن ذلك خلاف ما يعتقده أهل السنة والجماعة كل ذلك تجده في هذه الرسالة، وقد بعثت لك بنسخة منها وإني لأرجو منك أن تقرأها وتتمعن في قراءتها، وأن تدور مع الدليل لاسيما وأني عرفتك مبغضا للتقليد ولكن لا أدري كيف تابعت المحامي –رحمه الله- على كلامه الذي لا دليل عليه سوى الأدلة العقلية التي بها يَرُدُّ الأدلة النقلية، ومعلوم لدى أهل السنة والجماعة أنه إذا تعارض النقل مع العقل قُدِّم النقل، والذي يؤكد لنا أنك قلدته هو سبُّك لهذا الشيخ بأنه ضال ودجال، وإلا فهل يحكم على أحدٍ من الناس بأنه ضال ودجال إلا بالأدلة والبراهين القاطعة أما أن نقول ذلك مجازفة فهذا لا يجوز أبداً أن يقال لمسلم عامي فضلاً عن أن يكون من العلماء وطلاب العلم. واعلم أرشدني الله وإياك للحق والصواب أن المحامي متأثر في كثير من المسائل العقدية بالمعتزلة والعقلانيين أمثال محمد عبده المصري وجمال الدين الأفغاني الإيراني، وقد التمس هذا الانحراف العقدي من الرجل كثير ممن عاصروه منهم فضيلة العلامة محمد بن عبد الوهاب البنا الأستاذ بالجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية سابقاً ومدير التوجيه الإسلامي بمديرية التعليم بجدة سابقاً، فقد عرضت عليه رسالتي السالف ذكرها من أجل الإطلاع عليها والتقديم لها من فضيلته لأنه يعرف المحامي جيدا فقال –حفظه الله- في مقدمته ما يلي: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه، وبعد: فقد ناولني الأخ أبو همام/ محمد بن علي الصومعي كتابة(تحذير الخلق مما في كتاب صيحة الحق) وطلب مني أن أكتب له ما أعرفه عن أبي الوفاء محمد درويش المحامي فأقول: الشيخ أبو الوفاء محمد درويش المحامي عرفته من أكثر من سبعين عاماً (بسوهاج) وكان له نشاط في محاربة الصوفية وشرك العبادة الذي كان سيطر على أكثر الناس في ذلك الوقت، وقد زرته مع الشيخ محمد حامد الفقي –رحمه الله- عام 1936م على ما أذكر بدعوة منه وألقى الشيخ حامد عدة محاضرات في وجوب اتباع السنة وبيان التوحيد والتحذير من الشرك وكنت لا أعلم عقيدته في الصفات ونزعته الاعتزالية وكررت زيارتي إلى سوهاج مرة أُخرى وحضرت درسه في التفسير فقال في تفسير قوله تعالى: )وَجَاء رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفّاً صَفّاً( [الفجر: 22] وجاء أمر ربك فانتظرت حتى انتهى من تفسيره فقلت له بيني وبينه: "الذي أعلمه من تفسيرات السلف من أنه يجيئ سبحانه يوم القيامة لفصل القضاء بين خلقه مجيئاً يليق بجلاله )لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ( [الشورى: 11] فرأى ما قلته منكراً وكان بجواري ناظر مدرسة "حلوان" الثانوية للبنات نسيت اسمه فقال للشيخ ما قاله محمد حقٌ ولمَّا عُدْت إلى القاهرة أخبرت الشيخ حامداً بما حصل وسرعان ما أعدَّ العدد وسافرنا سوياً مع بعض الإخوان إلى سوهاج وألقى الشيخ حامد عدة محاضرات أظهر للناس فيها الحق، وأما مسألة الجن فقد ناقشته فيها وذكرت له بعض ما قررته في بحثك من الأحاديث التي تدل على تلبس الجني بالإنسي وتشكُّلِهِ كما ورد في صحيح البخاري وغيره فنفى تشكُلَهُم فذكرت له حديث أبي هريرة مع الشيطان الذي جعل يحثو من الصدقة فأخذه أبو هريرة ليرفعه إلى رسول الله r فقال: (دعني فإني محتاج وعليَّ عيال ولي حاجة شديدة...) الحديث، فقال بانفعال: أنا أكذب البخاري ولا أُكذب القرآن([1]) وكذلك ذكرت له قصة الصحابي الذي رأى زوجته خارج البيت فأهوى إليها الرمح ليطعنها به وأصابته غيرة فقالت له أكفف عليك رمحك وادخل البيت حتى تنظر ما الذي أخرجني فدونك، فإذا بحية عظيمة على الفراش فأهوى إليها بالرمح فانتظمها به ثم خرج فركزه في الدار فاضطربت عليه فما يُدرى أيهما كان أسرع موتا الحية أم الفتى قال أبو سعيد: فجئنا إلى رسول الله r فذكرنا ذلك له فقلنا له أدع الله يحييه لنا فقال: " استغفروا لصاحبكم" ثم قال: (إن بالمدينة جنا أسلموا فإذا رأيتم منهم شيئاً فآذنوهم ثلاثة أيام فإن بدا لكم بعد ذلك فاقتلوه فإنما هو شيطان) [رواه مسلم]. فقال: يطلق الجن على الثعبان أما صرع الجن وتلبسه بالإنسي فهذا لا شك فيه كما ذكرتم الأدلة من الكتاب والسنة وأنا شاهدت ذلك بنفسي مع زوجة أحد أبنائي وإحدى بنات شقيقي حسن وتكلم الجني على لسان زوجة ولدي وقد سجل ولدي إبراهيم كلامه معه... فجزاك الله خيرا يا شيخ أبا همام على ما قدمت في بحثك فقد كفيت وأقنعت كل منصف بتلبس الجني بالإنسي بأدلَّة الكتاب والسنة. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. أملاه الشيخ/ محمد بن عبد الوهاب مرزوق البنا في 7/11/1426 هـ أقول: فتأمل يا أخي إلى ما عند المحامي من البدع ومخالفة أهل السنة والجماعة في باب العقائد فهاهو يعطل صفات الله I فانظر إلى تفسيره لقول ربنا جل في علاه )وَجَاء رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفّاً صَفّاً( [الفجر: 22] فهل هذه هي عقيدة أهل السنة؟ لا والله، وإنما هي عقيدة المعطلة أما أهل السنة فإنهم يثبتون ذلك لله جل شأنه، نعم يثبتون له مجيئاً يليق بجلاله وعظمته من غير تكييف ولا تشبيه ولا تمثيل ولا تعطيل على حد قوله تعالى: )لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ( [الشورى: 11]، فالله جل شأنه أثبت لنفسه السمع والبصر ونفى عن نفسه المماثلة، وأهل السنة والجماعة قاطبة على هذا يثبتون الصفات وإنما يفوضون علم كيفيتها إلى الله فيقولون الوصف المذكور معلوم والكيف مجهول والإيمان به واجب وإثباته واجب والسؤال عن كيفيته بدعة.واعلم أرشدني الله وإياك للمعتقد الصحيح أنك قد تأثرت بمعتقد هذا الرجل ومما يدل على ذلك رَدُّك حديث أبي هريرة في البخاري ومسلم أن النبي r قال: (ينزل ربنا إلى سماء الدنيا كل ليلة حين يبقى ثلث الليل الأخر، فيقول: من يدعوني فأستجيب لَهُ؟ مَنْ يسألني فأُعطيَهُ؟ من يستغفرني فأغفرَ له؟) فقد أُخبِرتُ أنك ترده وتقول: كيف هذا؟ إذا نزل الله خلا العرش منه، وما هكذا معتقد أهل السنة والجماعة في التعامل مع أحاديث الصفات فإنهم لا يقدمون عقولهم أمام الأدلة وينفونها بحجة أن العقل لا يستوعب ذلك، وإنما يثبتون جميع الصفات التي ثبتت بالكتاب والسنة ويقفون عند ذلك دون تكييف أو تمثيل أو تعطيل، فهذا الحديث قد استفاض في الصحاح والسنن والمسانيد واتفق على تلقيه بالقبول والتصديق أهل السنة والجماعة بل جميع المسلمين الذين لم تغيِّرهم البدع، وعرفوا به عظيم رحمة ربهم وسعة جوده واعتنائه بعباده وتعرضه لحوائجهم الدِّينية والدنيوية وأن نزوله حقيقة، كيف شاء ومتى شاء فيثبتون النزول كما يثبتون جميع الصفات التي ثبتت في الكتاب والسنة([2])، وتأمل إلى رد المحامي عفا الله عنه على العلامة محمد بن عبد الوهاب البنا عند ما ذكر له الدليل بقوله: "أنا أُكذب البخاري ولا أكذِّب القرآن" وهذا الجواب جواب عاجزٍ عن مقارعة الحجةِ بالحجةِ، وهذا الطعن في الإمام البخاري يعتبر طعنا في صحيحه، فهذا يدل على جهل بالغ لدى هذا الرجل فإن الإمام البخاري يعتبر إماماً وجبلاً من جبال الحفظ، ولهذا قال أحمد ابن حنبل: ما أخرجَتْ خراسان مثل محمد بن إسماعيل. وقال محمد بن إبراهيم الدورقي: محمد بن إسماعيل فقيه هذه الأمة. وقال الإمام أبو حاتم الرازي: محمد بن إسماعيل أعلم من دخل العراق وقال يقدم عليكم رجل من أهل خراسان لم يخرج منها أحفظ منه فَقَدِم محمد بن إسماعيل بعد أشْهُرٍ. قلت:وهذا غيض من فيض، وإذا أردت مزيداً فارجع إلى كتاب تهذيب الكمال ومشتقاته، وكما أسلفتُ فإن الطعن في هذا الإمام يعتبر طعناً في صحيحه الذي هو أصح كتاب بعد كتاب الله هو وصحيح مسلم، وقد حكى ابن الصلاح أن الأمة تلقت هذين الكتابين بالقبول سوى أحرف يسيرة انتقدها بعض الحفاظ كالدارقطني وغيره وهي قليلة جداً([3]) ومن تأثُرِكَ البالغ بهذا الشخص أنك تابعته في كثير من الأمور ولهذا عند ما دخلت منزلك قبل سنتين أو ثلاث وجدتك قد علقت ورقةً مُبَرْوَزَةً على الحائط فيها أسماء مجموعة من الصحابة الذين صحة أحاديثهم عن رسول الله r أما غيرهم فلا تعترف بصحة أحاديثهم وهذا تحجير واسع مبني على غير علم بأحاديث رسول الله r، ولا أدري ما مستندك في ذلك والله المستعان. ومن تأثرك به وبمن تأثر هو بهم من أصحاب المدرسة العقلية أنك تنكر بعض أشراط الساعة مثل طلوع الشمس من مغربها والحديث ثابت عن النبي r ورواه مسلم في صحيحه من حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: حفظت من رسول الله r حديثاً لم أنسه بعد سمعت رسول الله r يقول: (إن أول الآيات خروجاً طلوع الشمس من مغربها) وفي الصحيحين من حديث أبي هريرة t أن رسول الله r قال: ( لا تقوم الساعة حتى تطلع الشمس من مغربها، فإذا طلعت فرآها الناس آمنوا أجمعون فذلك حين لا ينفع نفساً إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيراً)وفي صحيح البخاري من حديثه أيضاً t: أن رسول الله قال... وفيه: (حتى تطلع الشمس من مغربها فإذا طلعت آمنوا أجمعون فذلك الحين لا ينفع نفساً إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيراً)، وهناك أحاديث غير ما ذكرت تثبت طلوع الشمس من مغربها ولعل ما ذكرت كاف في إثبات ذلك لطالب الحق لاسيما المستسلم لما ثبت عن النبي r. ومن تأثرك به وبمنهجه كذلك أنك تنكر خروج المسيح الدجال، بل ترى أن من أثبت ذلك هو الدجال، وهذا فيه حكم منك على أهل السنة والجماعة بأنهم دجالون، وهذه مجازفة عجيبة مع أن الأدلة كثيرة في إثبات ذلك، وأذكر لك بعضاً منها لعلك تنتفع بها، منها ما رواه البخاري برقم [1882] ومسلم برقم [7301] من حديث أبي سعيد الخدري t قال: "حدثنا رسول الله r حديثا طويلاً عن الدجال فكان فيما حدثنا به أن قال: (يأتي الدجال وهو مُحرَّمُ عليه أن يدخل نقاب المدينة فينتهي إلى بعض السباخ التي تلي المدينة فيخرج إليه يومئذٍ رجل هو خير الناس أو من خير الناس فيقول له أشهد أنك الدجال حدثنا رسول الله r حديثه فيقول الدجال أرأيتم إن قتلت هذا وأحييته أتشكون في الأمر فيقولون: لا، قال: فيقتله ثم يحييه([4])، فيقول حين يحييه والله ما كنت فيك قط أشد بصيرة مني الآن فيريد الدجال أن يقتله فلا يسلط عليه)، وما رواه البخاري برقم [7122] ومسلم برقم [5589] من حديث المغيرة بن شعبة t قال: "ما سأل رسول الله r أحدٌ عن الدجال أكثر مما سألته عنه فقال لي: أي بُنَيَّ وما يُنصبُك منه؟ إنه لن بضرَّك، قال قلت: إنهم يزعمون أن معه أنهارَ الماء وجبالَ الخبز، قال: هو أهون على الله من ذلك"[5]. وما رواه البخاري برقم [7130] ومسلم برقم [7294] من حديث حذيفة بن اليمان t قال: قال رسول الله r: (لأنا أعلم بما مع الدجال منه معه نهران يجريان أحدهما رأي العين ماءٌ أبيض، والأخر رأي العين نارٌ تأجج فإما أدركنَّ أحدٌ فليأت النهر الذي يراه ناراً وليُغمِّض ثم ليُطَأطئ رأسه فيشرب مِنه فإنه ماء بارد وإن الدجال ممسوح العين عليها ظَفَرَةٌ غليظةٌ مكتوب بين عينيه كافر يقرؤه كلُّ مؤمنٍ كاتبٍ وغير كاتب)([6]). وما رواه البخاري برقم [7131] ومسلم برقم [7290] من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله r: "ما من نبي إلا وقد أنذر أمته الأعور الكذاب ألا إنه أعور وإن ربكم U ليس بأعور ومكتوب بين عينيه ك ف ر". وهناك أحاديث كثيرة وكثيرة جداً تثبت خروج الدجال وما ذكرت من الأحاديث تكفي طالب الحق المستسلم المنقاد لما جاء به محمد r ومن تأثرك بهذا الرجل وبفكره الاعتزالي أنك كذلك تنكر نزول عيسى عليه السلام وهذا مخالفة لمعتقد أهل السنة والجماعة ومخالفة للأحاديث الصحيحة الثابتة عن نبينا r التي تدل على نزوله وقتله الدجال ومن أدلة نزوله قوله تعالى: ) وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلاً إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ ( إلى قوله: )وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِّلسَّاعَةِ( [الزخرف: 57-61]، فقوله: ) وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِّلسَّاعَةِ ( معناه نزول عيسى عليه السلام وأن نزوله هذا يكون قبل يوم القيامة ليدل على قرب قيام الساعة ويكون علامة من علاماتها وأمارة من أماراتها وتدل لذلك القراءة الأخرى )وَإِنَّهُ لَعَلَمٌ لِّلسَّاعَةِ( بفتح العين واللام أي علامة وأمارة على قيام الساعة، والقراءة هذه مروية عن ابن عباس ومجاهد وقتادة والضحاك وغيرهم وقال بعضهم هو القرآن واستبعد ذلك الحافظ ابن كثير وقال إن الضمير في قوله تعالى: )وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِّلسَّاعَةِ( على الصحيح عائد على عيسى u وأما الأحاديث الدالة على ذلك منها ما رواه البخاري برقم [2222] ومسلم برقم [387] من حديث أبي هريرة t قال: قال رسول الله r: (والذي نفسي بيده ليوشِكَنَّ أن ينزل فيكم ابن مريم r حكيما مقسطاً فيكسر الصليب ويقتل الخنزير ويضع الجزية ويفيض المال حتى لا يقبله أحد). وما رواه مسلم برقم [393] من حديث جابر بن عبد الله t قال: سمعت رسول الله r يقول: (لا تزال طائفة من أُمتي يقاتلون على الحق ظاهرين إلى يوم القيامة قال: فينزل عيسى ابن مريم فيقول أميرهم تعال صل لنا فيقول لا إن بعضكم على بعض أُمراء تكرمة الله هذه الأمة). وما رواه مسلم كذلك برقم [7207] من حديث أبي هريرة t أن رسول الله r قال: (لا تقوم الساعة حتى تنزل الروم بالأعماق أو بدابق فيخرج إليهم جيش من المدينة من خيار أهل الأرض يومئذٍ فإذا تصافُّوا قال الروم خلُّو بيننا وبين الذين سبوا منا نقاتلهم فيقول المسلمون لا والله لا نخلي بينكم وبين إخواننا فيقاتلونهم فينهزم ثلث لا يتوب الله عليهم أبداً ويقتل ثلثهم أفضل الشهداء عند الله ويفتتح الثلث لا يفتنون أبداً فيفتحون قسطنطينية فبينما هم يقتسمون الغنيمة وقد علقوا سيوفهم بالزيتون إذ صاح فيهم الشيطان أن المسيح قد خلفكم في أهليكم فيخرجون وذلك باطل فإذا جاؤُا الشام خرج فبينما هم يعدون للقتال يسوُّون الصفوف إذا أُقيمت الصلاة فينزل عيسى ابن مريم فأمَّهم فإذا رآه عدو الله ذاب كما يذوب الملح في الماء فلو تركه لا نذاب حتى يهلك ولكن يقتله الله بيده فيريهم دمَهُ في حربته). ومن تأثرك بهذا الفكر أنك تنكر الرقية وتسخر ممن يتعاطاها أو يقول بها والذي دلنا عليها وفعلها هو رسول الله r فأحاديثه ثابتة على ذلك منها ما رواه البخاري برقم [5016] ومسلم برقم [2192] من حديث أمِّ المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: (كان رسول الله r إذا مرض أحدٌ من أهله نفث عليه بالمعوذات فلما مرض مرضه الذي مات فيه جعلت أنفث عليه وأمسحه بيده نفسه لأنها كانت أعظم بركةً من يدي). وما رواه البخاري برقم [5746] عنها رضي الله عنها قالت: إن النبي r كان يقول في الرقية:( بسم الله تربة أرضنا بريقة بعضنا يشفي سقيمنا بإذن ربنا) وما رواه مسلم برقم [5663] عنها رضي الله عنها قالت: كان إذا اشتكى رسول الله r رقاه جبريل قال: (بسم الله يبريك ومن كل داء يشفيك ومن شر حاسدٍ إذا حسد وشر كلِّ ذي عين). وما رواه البخاري برقم [5750] ومسلم برقم [5671] عنها رضي الله عنها قالت: "كان رسول الله r إذا اشتكى منا إنسان مسحه بيمينه ثم قال: أذْهِبِ الباس رب الناس وأشف أنت الشافي لا شفاء إلا شفاؤك شفاءً لا يغادر سقماً". وما رواه البخاري برقم [2276] ومسلم برقم [5697] من حديث أبي سعيد الخدري t أن ناسا من أصحاب رسول الله r كانوا في سفر فمروا بحي من أحياء العرب فاستضافوهم فلم يضيفوهم فقالوا لهم هل فيكم من راق فإن سيِّد الحي لديغٌ أو مصاب فقال رجل منهم نعم فأتاه فرقاه بفاتحة الكتاب فبرأ الرجل فأُعطي قطيعا من غنم فأبى أب يقبلها وقال حتى أذكر ذلك لرسول الله r فأتى النبي صلى الله عليه فذكر ذلك له فقال يا رسول الله والله ما رقيت إلا بفاتحة الكتاب فتبسم وقال: (وما أدراك أنها رقية) ثم قال: (خذوا منهم وضربوا لي بسهم معكم). وما رواه مسلم برقم [5701] من حديث عثمان بن أبي العاص الثقفي أنه شكا إلى رسول الله r وجعاً يجده منذ أسلم فقال له رسول الله r: (ضع يدك على الذي تألم من جسدك وقل باسم الله ثلاثاً وقل سبع مرات أعوذ بالله وقدرته من شر ما أجد وأحاذر). والأحاديث التي تدل على مشروعية الرقية كثيرة جداً فالرقية الشرعية جائزة شرعا مالم يكن فيها محذور كأن تكون شركية وما أشبه ذلك ولهذا جاء في صحيح مسلم برقم [5696] من حديث عوف بن مالك الأشجعي t قال: كنا نرقي في الجاهلية فقلنا يا رسول الله كيف ترى في ذلك؟ فقال: (اعرضوا علي رقاكم لا بأس بالرقى ما لم تكن شركاً). ومن تأثرك بهذا المعتقد أنه جَرَّك إلى إنكار الحديث الذي يدل دلالة واضحةً أن النبي r سُحِرَ وقد صدق هذا أهل السنة والجماعة وجمهور علماء وعقلاء الأمة، فقد روى البخاري برقم [5766] ومسلم برقم [5667] من حديث عائشة رضي الله عنها قالت: سُحِرَ النبي r حتى إنه ليخيل إليه أنه يفعل الشيء ولا يفعله[7] حتى إذا كان ذات يوم وهو عندي دعا الله ودعاه ثم قال: (أشعرت يا عائشة أن الله قد أفتاني فيما استفتيته فيه) قالت: وما ذالك يا رسول الله؟ قال: (جائني رجلان فجلس أحدهما عند رأسي والأخر عند رجلي ثم قال أحدهما لصاحبه: ما وجع الرجل؟ قال: مطبوب، قال: ومن طبه؟ قال: لبيد بن الأعصم اليهودي من بني زريق، قال: في ماذا؟ قال: في مشط ومشاطة وجف طلعة ذكر، قال: فأين هو؟ قال: في بئر ذي أروان، قال: فذهب النبي r في أُناس من الصحابة إلى البئر فنظر إليها وعليها نخلٌ ثم رجع إلى عائشة فقال: والله لكأن ماءها نقاعة الحِناء ولكأن نخلها رؤوس الشياطين، قلت: يا رسول الله أفأخرجته؟ قال لا أما أنا فقد عافاني الله وشفاني وخشيت أن أثور على الناس منه شرا وأمر بها فدُفنت) ([8])، وفي رواية أنه استُخرج وهي رواية البخاري، قال ابن القيم: وقد يظن في الظاهر التعارض بين الأحاديث لاستخراج السحر وبين النافية لذلك ولا تنافي بينهما لأن الاستخراج المثبت هو استخراج الجف والمنفي هو استخراج ما حواه([9]). ومن تأثرك بهذا الفكرأنك تنكر الإصابة بالعين وتهزأ ممن أثبت ذلك والأدلة كثيرة جداً على إثبات ذلك بل إن أكثر أهل العلم استدلوا بقوله تعالى على لسان يعقوب )وَقَالَ يَا بَنِيَّ لاَ تَدْخُلُواْ مِن بَابٍ وَاحِدٍ وَادْخُلُواْ مِنْ أَبْوَابٍ مُّتَفَرِّقَةٍ وَمَا أُغْنِي عَنكُم مِّنَ اللّهِ مِن شَيْءٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَعَلَيْهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ( [يوسف: 67] على إثبات الإصابة العين. قال ابن جرير: ذُكر أنه قال ذلك لهم لأنهم كانوا رجالاً لهم جمال وهيئة، فخاف عليهم العين إذا دخلوا جماعةً من طريق واحد وهم ولد رجل واحد فأمرهم أن يتفرقوا في الدخول[10]، ونقل ذلك عن جماعة من السلف منهم ابن عباس والضحاك وقتادة ومحمد بن كعب والسدي ومما استدل به أهل العلم كذلك قوله تعالى: )وَإِن يَكَادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ لَمَّا سَمِعُوا الذِّكْرَ وَيَقُولُونَ إِنَّهُ لَمَجْنُونٌ( [القلم: 51] جاء في تفسير هذه الآية أن المراد يقوله تعالى: )لَيُزْلِقُونَكَ( أي يعينونك بأبصارهم بمعنى يحسدونك لبغضهم إياك لولا وقاية الله لك وحمايته إياك منهم، وفي هذه الآية دليل على أن العين إصابتها تأثيرها حق بأمر الله Uَ[11]، وأما الأحاديث التي استدل بها أهل السنة والجماعة وإليك بعضا منها: منها ما رواه البخاري برقم [5740] ومسلم برقم [5665] من حديث أبي هريرة t عن النبي r قال: (العين حق). وما رواه البخاري برقم [5737] ومسلم برقم [2178] من حديث عائشة رضي الله عنها قالت: "أمرني النبي r أوأمر أن يُسترقى من العين". وما رواه مسلم برقم [2196] من حديث أنس رضي الله عنه قال: رخص النبي r في الرقية من العين...) الحديث. وما رواه مسلم كذلك برقم [2188] من حديث ابن عباس عن النبي r قال: (العين حق ولو كان شيء سابق القَدَر سبقته العين وإذا استغسلتم فاغسلوا). وما رواه مسلم كذلك برقم [2198] من حديث جابر رضي الله عنه قال: قال رسول الله r لأسماء بنت عميس: (مالي أرى أجسام بني أخي ضارعة([12]) تصيبهم الحاجة قالت لا، ولكن العين تسرع إليهم، قال: أرقيهم، قالت فعرضت عليه، فقال: أرقيهم). وعودٌ على بدءٍ أقول: أرشدني الله وإياك للمعتقد الصحيح هذه مسائل عدة خالفت فيها معتقد أهل السنة والجماعة قاطبةً ووافقت أهل البدع الضُّلاَّل من الجهمية والمعتزلة وغيرهم من أهل الضلال. المسألة الأولى: وهي إنكارك تلبس الجني بالإنسي وقد بينت في رسالتي "تحذير الخلق" [ص:21] خطأ المحامي في معنى "الجنون" وفي استدلاله بقوله تعالى على لسان نبي الله أيوب: )أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ( [(ص): 41] في [ص:24] وفي [ص:28] بينت التفسير الصحيح لقوله تعالى: )الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لاَ يَقُومُونَ إِلاَّ كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ( [البقرة: 275] وأنه تفسير أهل السنة والجماعة وأثبت ذلك بالنقولات الموثقة عنهم من تفاسيرهم، وفي [ص:34] أن ما جاء به المحامي هو معتقد المعتزلة والجهمية، و[ص:37-41] ذكرت الأحاديث الصحيحة التي تدل على ذلك أعني تلبس الجني بالإنسي، و[ص:42-52] بينت معتقد أهل السنة والجماعة في أخبار الآحاد وأن حديث الآحاد مقبول عندهم في باب العقائد وأن ذلك يعتبر إجماعاً عندهم وخلاف ذلك قول مبتدع، وفي [ص:52-55] بينت خطأه لتفسيره آية [22] من سورة إبراهيم )وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الأَمْرُ(، و[ص:60] بينت الشبهة التي تذكرها في مجالسك مع إخواننا الذين تجتمع بهم لاسيما في الأعياد والمناسبات وهي "أن ما سمعنا أن الجني تلبس بكافر".المسألة الثانية: نفيك لصفة النزول لله سبحانه وتعالى في الثلث الأخير من الليل وهذا المذهب -وهو تعطيل صفات الله الفعلية- مذهب مخالف لمذهب أهل السنة والجماعة وإنما هو مذهب المعطلة من الجهمية، يقول الإمام الآجري المتوفى سنة [360] في كتابه (الشريعة) [ص:311]: (الإيمان بهذا واجب ولا يسع المسلم العاقل أن يقول كيف ينزل؟ ولا يردد هذا إلا المعتزلة وأما أهل الحق فيقولون الإيمان به واجب بلا كيف لأن الأخبار قد صحت عن رسول الله r أن الله U ينزل إلى السماء الدنيا كل ليلة والذين نقلوا إلينا هذه الأخبار هم الذين نقلوا إلينا الأحكام من الحلال والحرام وعلم الصلاة والزكاة والصيام والحج والجهاد وكما قبل العلماء منهم ذلك كذلك قبلوا منهم هذه السنن وقالوا من ردها فهو ضال خبيث يحذرونه ويحذرون منه)إذاً فما الذي حملك أن تسلك هذا المسلك الخطير وما الذي يمنعك من إثبات نزول الرب إلى سماء الدنيا كل ليلة كما يليق بجلاله وعظمته فتثبت النزول لله حقيقةً وأما كيفية ذلك فلا يعلمها إلا هو سبحانه جل شأنه وتقدست أسماؤه كما قال إمام دار الهجرة مالك بن أنس -رحمه الله- "الاستواء معلوم والكيف مجهول" وأما قول المبتدعة إن الله إذا نزل يفرغ العرش ويخلو منه فإنما قالوا هذا لفساد عقولهم لأنهم قاسوا الخالق بالمخلوق وهذا يدل على جهلهم فإنهم عندما شبهوا الخالق بالمخلوق أدى بهم ذلك إلى تعطيل هذه الصفة الفعلية وغيرها من الصفات وهذا باطل فإن الله له صفات تليق بجلاله وعظمته وكماله والمخلوق له صفات تليق بضعفه وعجزه إذا كانت صفات المخلوقين متباينة مع اتحادها في المسمى فما بالك بالله I فإن كنت تقول بهذا القياس فهو باطل مع أني أعرفك تبغض القياس ولا تقول به في المسائل الفقهية فكيف تقيس الخالق بالمخلوق تعالى الله عما تقوله الجهمية علواً كبيراً. المسألة الثالثة: ما دليلك على حصرك أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم على جماعة من الصحابة فقط ورد أحاديث سواهم من الصحابة ومن سبقك من أئمة أهل العلم مثل أحمد ومالك والشافعي وأبي حنيفة والسفيانين والزهري وشعبة وغيرهم من أئمة أهل السنة والجماعة؟ فأرجو أن تراجع نفسك في هذه المسألة التي ما سبقك بها من أحد من أهل السنة والجماعة وإنما هو قول مبتدع مخترع محدث يلزم منه لوازم باطلة وما لزم منه ذلك فهو باطل، فراجع نفسك واعلم أنه يلزم من ذلك رد مئات الأحاديث الصحيحة منها ما هو في الصحيحين والصحيحان كما أسلفت الأمة بأسرها تلقت أحاديثهما بالقبول فما بالك يا أخي تزج بنفسك في هذه البدعة الخطيرة التي تفسد عليك دنياك وأُخراك وجعلتك بعيداً عن أهل العلم وطلاب العلم نعم لو كنت على الحق لأيدتك لكنك بعيد كل البعد، فراجع نفسك وأعد النظر فليس عيباً أن يترك الإنسان باطلاً ظنه حقاً ولكن العيب والهلاك أن يبقى مصراً على باطله والله المستعان.المسألة الرابعة: طلوع الشمس من مغربها هذا الأمر ثابت عند أهل السنة والجماعة بالأحاديث الصحيحة الثابتة في الصحيحين، فما الذي حملك على ردها؟المسألة الخامسة: إنكارك لخروج الدجال والأحاديث ثابتة على خروجه، فما الذي حملك على ردها؟ والعجيب أنك ترمي من أثبت ذلك بأنه دجال فعلى هذا أهل السنة والجماعة عندك دجالون كلهم وهذا أمر خطير يلزم منه لوازم باطلة فاتق الله وراجع نفسك وانظر الباب الذي دخلت عليك منه هذه الشبه وسده إن هذه المسألة كالمسألة السابقة قررها أهل السنة والجماعة في كتب العقائد، هل تدري ما معنى كتب العقائد؟ معناه أن من لم يعتقد ذلك فعقيدته غير عقيدة أهل السنة والجماعة إن المخالف يا أخي هم بعض الخوارج، فهل تريد أن تكون خارجياً؟ والجهمية، فهل تحب أن تكون جهمياً؟ والمعتزلة، فهل تريد أن تكون معتزلياً؟ هذه الفرق ضالة منحرفة زائغة بإجماع أهل السنة والجماعة قال الحافظ ابن حجر في(فتح الباري) [13/131]: وقد خالف في ذلك بعض الخوارج والمعتزلة والجهمية فأنكروا وجوده وردوا الأحاديث الصحيحة وذهب طوائف منهم كالجبائي إلى أنه صحيح الوجود لكن كل الذي معه مخاريق وخيالات لا حقيقة لها وألجأهم إلى ذلك أنه لو كان معه بطريق الحقيقة لم يوثق بمعجزات الأنبياء وهو غلط منهم لأنه لم يدَّعِ النبوة فتكون الخوارق تدل على صدقه وإنما ادعى الألهية وصورةُ حالِهِ تكذبه لعجزه ونقصه فلا يغتر به إلا رعاع الناس إما لشدة الحاجة والفاقة وإما تقية وخوفاً من أذاه وشره مع سرعة مروره في الأرض فلا يمكث حتى يتأمل الضعفاء حاله فمن صدقه في تلك الحال لم يلزم منه بطلان معجزات الأنبياء. اهـ قال القاضي عياض في (شرح صحيح مسلم) [18/59] مقرراً ذلك: "هذا مذهب أهل السنة وجميع المحدثين والفقهاء والنظار خلافاً لمن أنكره وأبطل أمره من الخوارج والجهمية وبعض المعتزلة..."اهـ فعليك أن تعيد النظر حتى لا تزج بنفسك في مذاهب أهل البدع والضلال من الخوارج والجهمية وأهل الاعتزال، وفقنا الله وإياك للزوم الحق وطريق الرشاد وجنبنا سبل أهل الزيغ والردى وأهل العناد. المسألة السادسة: إنكارك لنزول عيسى عليه السلام والأحاديث ثابتة على ذلك لا مطعن فيها واثبات ذلك هو معتقد أهل السنة والجماعة وقد تواترت الأحاديث على ذلك ورد هذه الأحاديث العقلانيون، ورحم الله المحدث أحمد شاكر إذ يقول في (شرح المسند): "وقد لعب المجددون أو المجردون في عصرنا الذي نحيا فيه بهذه الأحاديث الدالة صراحة على نزول عيسى ابن مريم u في آخر الزمان قبل انقضاء الحياة الدنيا بالتأويل المنطوي على الإنكار تارة وبالإنكار الصريح أُخرى، ذلك بأنهم في حقيقة أمرهم لا يؤمنون بالغيب أو لا يكادون يؤمنون، وهي أحاديث متواترة المعنى في مجموعها يُعلم مضمون ما فيها من الدين بالضرورة فلا يجديهم الإنكار ولا التأويل". اهـوقال المحدث الألباني -رحمه الله-: "اعلم أن أحاديث الدجال ونزول عيسى عليه السلام متواترة يجب الإيمان بها، ولا تغتر بمن يدعي فيها أحاديث آحاد فإنهم جهال بهذا العلم([13]) وليس فيهم من تتبع طرقها ولو فعل لوجدها متواترة كما شهد بذلك أئمة هذا العلم[14] كالحافظ ابن حجر ومن المؤسف حقاً أن يتجرأ البعض على الكلام فيما ليس من اختصاصهم لاسيما والأمر دين وعقيدة[15]"اهـ إذن فعليك أخي أن تراجع حساباتك وأن لا تدمر نفسك بهذا المعتقد المبني على غير علم شرعي مستمد من قواعد علوم الشريعة، لا بد وأن تراجع نفسك وفقني الله وإياك للحق والصواب إن ربي لسميع الدعاء. المسألة السابعة: إنكارك الأدلة على أن النبي r سُحر وهذا خلاف ما دلت عليه الأدلة فهي ثابتة وإنكارها خلاف لما عليه أهل السنة والجماعة بل الأُمة بأسرها تلقت هذه الأحاديث بالقبول لأنها في الصحيحين هي والأحاديث السابقة ولم ينكر ذلك إلا المبتدعة كالنظام المعتزلي ومن تبعه من أصحاب المدرسة العقلية منهم محمد عبده المصري ومن تبعه من الذين تأثروا بكتاباته قال المازرِّي: "أنكر بعض المبتدعة هذا الحديث([16]) وزعموا أنه يحط منصب النبوة ويشكك فيها، قالوا: وكل ما أدى إلى ذلك باطل وزعموا أن تجويز هذا يعدم الثقة بما شرَّعوه من الشرائع إذ يحتمل على هذا أن يخيل إليه أنه يرى جبريل وليس هو ثم([17]) وأنه يوحى إليه ولم يوحَ إليه بشيء وهذا كله مردود لأن الدليل قد قام على صدق النبي r فيما يبلغه عن الله تعالى وعلى عصمته في التبليغ والمعجزات شاهدات بتصديقه فتجويز ما قام عليه الدليل باطل وأما ما يتعلق ببعض أمور الدنيا التي لم يبعث لأجلها ولا كانت الرسالة من أجلها فهو لذلك عرضة لما يعتري البشر كالأمراض فغير بعيد أن يخيل إليه في أمر من أمور الدنيا ما لا حقيقة له مع عصمته عن مثل ذلك في أُمور الدين، ...وقد قال بعض الناس: إن المراد بالحديث أنه كان r يخيل إليه أنه وطئ زوجاته ولم يكن وطئهن وهذا كثيراً ما يقع تخيله للإنسان وهو في المنام فلا يبعد أن يخيل إليه في اليقظة([18])"إذن فهذا الحديث صحيح عند العلماء أعني علماء أهل السنة والجماعة قاطبة، ولم يرده إلا أهل الزيغ والضلال نعم لم يتكلم فيه أحد من أهل الحديث بكلمة والقصة مشهورة عن أهل التفسير والسنن والحديث والتاريخ والفقهاء وهؤلاء أعلم بأحوال رسول الله r وأيامه من المتكلمين، والسحر الذي أصابه كان مرضاً من الأمراض عارضاً شفاه الله منه ولا نقص في ذلك ولا عيب بوجه فإن المرض يجوز على الأنبياء وكذلك الإغماء فقد أُغمي عليه في مرضه ووقع حين انفكت قدمه وجُحش شقه وهذا من البلاء الذي يزيد الله به رفعة في درجاته وقيل كرامته وأشد الناس بلاءً الأنبياء، فابتلوا من أُممهم بما ابتلوا من القتل والضرب والشتم والحبس فليس ببدعٍ أن يبتلى النبي r من بعض أعدائه بنوع من السحر كما ابتلي بالذي رماه فشجه وابتلي بالذي ألقى على ظهره السلا وهو ساجد فلا نقص عليهم ولا عار في ذلك بل هذا من كمالهم وعلو درجاتهم عند الله[19]. المسألة الثامنة: إنكارك لإصابة العين وأدلتها ثابتة كما تقدم.الخاتمة فهذه ثمان مسائل خالفت فيها معتقد أهل السنة والجماعة قاطبة من لدن صحابة رسول الله r ورضي عنهم إلى يومنا هذا فهل تعلم هذا الأمر أم لا؟!إن كنت لا تـدري فتلك مصيبـةٌ * * * وإن كنت تدري فالمصيبة أعظـم فيا أخي أُناشدك الله أن تعيد النظر في هذا المعتقد ولا تدمر نفسك وأهلك وأبنائك وإني أطلب منك أن تذكر لي أدلتك على رد أدلة هذه المسائل وأريد منك رداً علميا فقد انتقيت لك الأدلة الحديثية من الصحيحين أو أحدهما ولا أدري ما هو ردك لها فقد خالفت في ذلك إجماع الأمة فقد تلقت هذين الكتابين بالقبول كما أسلفت سوى أحرف يسيرة انتقدها بعض الحفاظ كالدارقطني وغيره، فبين أدلتك بالعلم فهل وجدت في أسانيدها انقطاعاً أو إرسالاً أو إعضالاً أو علة قادحة أو شذوذاً؟ لأن أهل الحديثِ الحديثُ الصحيح عندهم هو ما اتصل سنده بنقل العدل الضابط عن مثله إلى منتهاه ولا يكون شاذاً ولا معللاً، فأريد منك رداً علمياً لا كلاميا لأن ذلك غير مقبول عند العقلاء، وأنا على إياس من ذلك أعني أن تأتي بدليل أبداً لأنك -وفقني الله وإياك للحق والصواب- قلدت غيرك والمقلد كما قال ابن عبد البر عن أهل العلم أنه ليس عالماً وهذا صحيح المقلد متبع لمن ليس بحجة بغير حجة بل إن العقلانيين المعاصرين أمثال محمد عبده ومن تأثر بمدرسته هم قلدوا المستشرقين في طعنهم في أحاديث رسول الله r، والذي تبنى هذا هو المستشرق اليهودي جولد تسيهِر. وتابعه على ذلك كثيرون واعتبروا أقواله في الحديث قضايا مسلمة لا تحتاج إلى مناقشة وأذاعوا هذا الإفك في الأوساط الأوروبية وغيرها، واغتر بأقوالهم بعض الذين ذهبوا لأجل الحصول على الدرجات العلمية "الماجستير" و"الدكتوراه" من الجامعات الغربية، فلما عادوا نقلوا عنهم هذا الزور والبهتان ولقنوه لطلبة الجامعات في بلادنا الإسلامية والعربية حتى انتشرت هذه الأفكار الاستشراقية على مدى واسع في بلادنا الإسلامية".إن بعض المستشرقين من اليهود والقساوسة كانت أخطاؤهم في دراسة الحديث النبوي الشريف متعمدة بقصد الإفساد في الإسلام وخلع المسلمين من عروتهم الوثقى عروة الإسلام وتقليل الثقة بهذا الدين الإلهي العظيم وذلك عن طريق الطعن في الأصلين الشريفين الذين يرجع إليهما الإسلام القرآن والسنة والأحاديث النبوية([20])، "فهل تريد أن تكون عونا لهؤلاء بنشر أباطيلهم وترهاتهم وطعنهم في سنة رسول الله r وفي مهبط الوحي مكة المكرمة؟ ألم تقرأ كلام أهل العلم وهم يفسرون قوله تعالى: )وَمَن يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ( [الحج : 25] فأي إلحاد بعد الطعن في سنة النبي r والتشكيك فيها وفي حملتها؟ إن "فكرة الاستشراق في أصلها لم تكن متمحضةً لخدمة العلم والثقافة الإسلامية وإنما هي في أصلها سياسة يقصد بها الطعن في الإسلام وصرف المسلمين عنه ولاسيما عن الأصلين الشريفين القرآن الكريم والأحاديث النبوية لأنهم يعتقدون أنهم لا يتم لهم ما يريدون من تملك البلاد الإسلامية والعربية والانتفاع بخيراتها ومواردها[21]" إلا بذلك بزعزعة الثقة في نفوس المسلمين بهذين الأصلين وحينئذٍ يتسنى لهم ما يريدون ولكن أين سيذهبون من علماء الأمة الأشاوس الذين أفنوا أعمارهم في خدمة كتاب الله وسنة رسوله r، "إن النقد للأحاديث وتميز صحيحها من حسنها من ضعيفها لم ينفك عن الرواية من لدن الصحابة ومن جاء بعدهم وإن الجمع للأحاديث ونقدها سارا جنباً إلى جنب، ورضي الله عن الصحابي الجليل ابن مسعود حينما قال: "بحسب المرء من الكذب أن يحدِّث بكل ما سمع" رواه مسلم،في (مقدمة صححيه) ورضي الله عن ابن عباس حينما قال: "إنا كنا مدة إذا سمعنا رجلاً يقول: قال رسول الله r ابتدرته أبصارنا وأصغينا إليه بآذاننا فلما ركب الناس الصعب والذلول لم نأخذ من الناس إلا ما نعرف" رواه مسلم في (مقدمة صححيه)، وعن ابن سيرين -رحمه الله- قال: "لم يكونوا يسألون عن الإسناد فلما وقعت الفتنة قالوا سَمُّوا لنا رجالكم فينظر إلى أهل السُّنة فيؤخذ من حديثهم وينظر إلى أهل البدع فلا يؤخذ حديثهم" رواه مسلم في مقدمة صحيحه وعن عبد الله بن المبارك -رحمه الله- قال: "الإسناد من الدين ولولا الإسناد لقال من شاء" رواه مسلم في (مقدمة صححيه) وعنه -رحمه الله- قال: "بيننا وبين القوم القوائم يعني الإسناد" رواه مسلم في (مقدمة صححيه) وقال سفيان الثوري: "الإسناد سلاح المؤمن" رواه مسلم،في(مقدمة صححيه) وقال عبد الرحمن بن مهدي: "لا يكون الرجل إماماً يقتدى به حتى يمسك عن بعض ما سمع"، وقال الشافعي: "مثل الذي يطلب الحديث بلا إسناد كحاطب ليل" إلى غير ذلك من النصوص الدالة على العناية بالأسانيد ونقد الرواة وتشريحهم تشريحاً علمياً دقيقاً ولولا هذا لوجد الزنادقة وأعداء الإسلام الفرصة سانحة للإفساد في الدين والاختلاف في الأحاديث من غير أن يجدوا من يكشف عن زيفهم وكذبهم ويرد عليهم كيدهم. فلا تكن مقلداً في دينك أذناب المستشرقين واعلم أرشدني الله وإياك للحق والصواب أن الحامل لي على كتابة هذا هو النصيحة فنبينا r يقول: (الدين النصيحة) فلما قالوا له: لمن يا رسول الله؟ قال: (لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم) رواه مسلم، فأرجو منك التأمل في هذا المذهب ومراجعة كتب أهل السنة في باب العقائد مثل "التوحيد" لابن خزيمة، و(التوحيد) لابن منده، و(السنة) للخلال، و(السنة) لعبد الله ابن أحمد، (الشريعة) للآجري، و(السنة) لابن أبي عاصم، و(شرح أُصول اعتقاد أهل السنة والجماعة) للالكائي. فإن المسلم الباحث عن الحق لاسيما في مثل هذه المسائل لا بد لطالب العلم أن يبحثها ويعكف عليها ولو أدى الأمر إلى أن يمكث ليالي وأياماً لأن الأمر يتعلق بعقيدته فلا خير في حياة بلا عقيدة صحيحة، فعقيدة المرء هي رأس ماله، فكن متيقضاً متنبهاً لذلك، وأنا منتظر منك الرد وأن تبين لي ما دليلك على رد الأحاديث التي الصحيحين السالف مع البراهين العلمية لا البراهين المبنية على العقل فإنا لو فتحنا ذلك لصار الناس علماء حتى العوام فإنهم سيردون أحاديث النبي r بالذوق وهذه آفة ناتجة عن فشل كثير من مدعي العلم الذين لم يتمكنوا من طلب العلم وحفظ السنة والنصوص فأدى بهم فشلهم إلى أن يردوا النصوص بذوقهم وعقولهم، ورضي الله عن عمر بن الخطاب حيث قال: "إن أصحاب الرأي أعداء السنن أعيتهم أن يحفظوها وتفلتت منهم أن يعوها واستحيوا حين سئلوا أن يقولوا: لا نعلم فعارضوا السنن برأيهم فإياكم وإياهم"، وإني قد أديت ما علي من النصيحة لك فانظر وتأمل فإذا لم تقتنع بعقيدة أهل السنة والجماعة وهي عقيدة صحابة رسول الله وتابعيهم ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين فإني سأضطر أن أبين هذا لمن يجالسونك من قرابتنا لأني أرى ذلك وجباً علي لا أعذر فيه أمام الله وأنه يجب علي أن أحذر كا من جالسك حتى لا يضل ولو لم يكن عندك هذا الفكر ما حذرت منك لأنه ليس بيني وبينك أيَّ شيء فإنك لم تسفك لي دماً ولم تنهب لي مالاً ولكن الدين والنصيحة والمعتقد الصحيح، فنبينا r يقول: (من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه ومن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان) رواه مسلم، فأي منكر أعظم من الطعن في الدين برد أحاديث سيد المرسلين المبعوث إلى الناس رحمة للعالمين؟ هذا وأسأل الله العظيم أن يهدينا للحق والصواب وأن يجعلنا هداة مهتدين غير ضالين ولا مضلين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. كتبه: أبو همام/ محمد بن علي بن أحمد ابن فرج الصومعي البيضاني في ظهر يوم الخميس الموافق 10/6/1427هـ الحواشي [1] وهذا جهلٌ منه، وإلا فأين التعارض القرآن والسنة ؟ لا يتعارضان إنما التعارض هو بالنسبة إلى عقلية الباحث، فهو وجد إشكالاً لقلة علمه فظنه تعارضا والحقيقة أنه لا تعارض. [2] انظر "التنبيهات اللطيفة" (ص: 57) لابن سعدي. [3] انظر لذلك مقدمة فتح الباري للحافظ ابن حجر. [4] قال المازري: إن قيل إظهار المعجزة على يد الكذاب ليس بممكن وكيف ظهرت هذه الخوارق للعادة على يده؟ فالجواب: أنه إنما يدعي الربوبية وأدلة الحدوث تخل ما ادعاه وتكذبه" انظر شرح صحيح مسلم لنووي [18/274]. [5] قال القاضي عياض: "معناه هو أهون من أن يجعل ما يخلقه على يديه مضلاً للمؤمنين مشككاً لقلوب الموقنين بل ليزداد الذين آمنوا إيماناً ويرتاب الذين في قلوبهم مرض فهو مثل قول الذي يقتله ما كنت أشد بصيرة مني فيك، لا أن قوله "هو أهون على الله من ذلك" أنه ليس شيءٌ من ذلك معه بل المراد أهون من أن يجعل شيئاً من ذلك آية على صدقه ولاسيما وقد جعل فيه آية ظاهرة في كذبه وكفره يقرأها من قرأ ومن لا يقرأ زائدة على شواهد كذبه من حدثه ونقصه" انظر فتح الباري [13/115] شرح النووي [18/74]. [6] قال النووي في "شرح صحيح مسلم" [18/61] "الصحيح الذي عليه المحققون أن هذه الكتابة على ظاهرها وأنها كتابة حقيقية جعلها الله آية وعلامة من جملة العلامات القاطعة بكفره وكذبه وإبطاله يظهرها الله تعالى لكل مسلم كاتب وغير كاتب ويخفيها عمن أراد شقاوته وفتنته ولا امتناع في ذلك". [7] وفي رواية للبخاري "حتى كان يرى أنه يأتي النساء ولا يأتيهن". [8] قال القاضي عياض: وقد جاءت روايات هذا الحديث مبينة أن السحر إنما تسلط على جسده وظواهر جوارحه لا على عقله وقلبه واعتقاده ويكون معنى قوله في الحديث: "حتى يظن أنه يأتي أهله ولا يأتيهن" ويروى يخيل إليه أي يظهر له من نشاطه ومتقدم عادته القدرة عليهن فإذى دنى منهن أخذته أخذة السحر فلم يأتيهن ولم يتمكن من ذلك كما يعتري المسحور وكل ما جاء في الروايات من أنه يخيل إليه فعل شيء لم يفعله ونحوه فمحمول على التخيل بالبصر لا لخلل تطرق إلى العقل في ذلك ما يدخل لبساَ على الرسالة ولا طعنا لأهل الضلالة والله أعلم. [9] "بدائع الفوائد" [2/223] فتح الباري [10/235]. [10] انظر "جامع البيان عن تأول آي القرآن" [13/12-14]. [11] انظر "جامع لأحكام القرآن" للقرطبي [18/254]، "معالم التنزيل" للبغوي [2/437]. [12] أي نحيفة، نهاية. [13] علم الحديث. [14] علم الحديث. [15] انظر تفسير "الطبري" [3/291] و"تفسير ابن كثير" [7/223] "شرح الطحاوية" بتحقيق الألباني [ص:565] [16] يعني حديث السحر. [17] اسم إشارة للمكان البعيد مثل: هناك، كقوله تعالى: )وَإِذَا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ(. [18] انظر "فتح الباري" [10/226-227]. [19] انظر "التفسير القيم"لابن القيم [ص:564-572]. [20] انظر "دفاع عن السنة ورد شبه المستشرقين" لأبي شهبة [ص:372]. [21] المصدر السابق [ص:378].
الموضوع الأصلي :
نصيحة أبي همام الصومعي البيضاني إلى سيف بن ناجي الشرعبي
-||-
المصدر :
منتديات الشعر السلفي
-||-
الكاتب :
الشاعر أبو رواحة الموري
التعديل الأخير تم بواسطة الشاعر أبو رواحة الموري ; 08-25-2009 الساعة 12:43 PM. |
#2
|
|||
|
|||
جزاكم الله خيراً
وجزى الله الشيخ أبا همام خيراً |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
.: عدد زوار المنتدى:.