|
كاتب الموضوع | الشاعر أبو رواحة الموري | مشاركات | 5 | المشاهدات | 3958 | | | | انشر الموضوع |
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
"من نفائس الفوائد النحوية " متجدد
(1) هل يقال (عساكم طيبون) أم (عساكم طيبين) ؟! الحمد لله , والصّلاة والسّلام على رسول الله , وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه , وبعد : فمما اعتاده بعض الناس من العبارات قولهم (عساكم طيّبون) ويتساءل بعض إخواننا : هل الصواب أن يُقال (طيّبون) أم (طيّبين) ؟ فأحببت أن أطرح المسألة مع إخواننا راجيا مشاركتهم , وجميل الدعاء منهم . فأقول : من المعلوم أن (عسى) من أفعال المقاربة , وأن حكمها حكم كان , ترفع الاسم وتنصب الخبر , كما قال ابنُ مالك في الخلاصة : ككان كاد وعسى لكن ندر *** غير مضارع لهذين خبر والإشكال في قولنا (عساكم) أن الضمير الذي اتصل بـ(عسى) هاهنا : ضمير نصب , فكيف يُعرب في محل رفع ؟ وتمهيدا لحل الإشكال لابد أن يُعْلَم أن النحاة اختلفوا في (عسى) هل هي فعل أو حرف ؟ - والراجح الأول – , ثم اختلف القائلون بفعليتها : فيما إذا اتصل بها ضمير نصب : هل تبقى على الفعلية أم تصير بذلك حرفا ؟ على قولين . الأول : قول الجمهور , أنها تبقى على فعليتها مع توجيههم لاتصال ضمير النصب بها في موضع الرفع بتوجيهات مختلفة . الثاني : أنها إذا اتصل بها ضمير نصب : تصير حرفا بمعنى (لعل) , وهو اختيار سيبويه شيخ النحاة وجماعة , وإليه أشار ابنُ مالك في الكافية بقوله : والعملين سيبويه عكسا *** مسويا هنا لعل بـ عسى وقد قال سيبويه في (الكتاب 1/388) : وأما قولهم عساك فالكاف منصوبة , قال الراجز – وهو رؤبة- : يا أبتا علك أو عساكا . والدليل على أنها منصوبة أنك إذا عنيت نفسك كانت علامتك ني , قال عمران بن حطان : ولي نفس أقول لها إذا ما *** تخالفني لعلي أو عساني فلو كانت الكاف مجرورة لقال عساي , ولكنهم جعلوها بمنزلة (لعل) في هذا الموضع . اهـ ومن الشواهد على أن (عسى) تصير بمعنى (لعل) إذا اتصل بها ضمير نصب : 1)قول رؤبة بن العجاج : تقول بنتي قد أنى إناكا *** يا أبتي علك أو عساكا 2)قول عمران بن حطان : ولي نفس أقول لها إذا ما *** تخالفني لعلي أو عساني 3)قول صخر بن العود الحضرمي : فقلت عساها كأس نار وعلها ***تشكى فآتي نحوها فأعودها ويظهر – والله أعلم – أن هذا القول أظهر القولين , لأمور : 1)وجود الشواهد على صحة مجيء (عسى) بمعنى (لعل) . 2)قوة حجة سيبويه في الكتاب . 3)بعد هذا القول عن التكلف والتعسف , ومن اختار غيره فقد تكلف تكلفا ظاهرا . وقد اختار هذا القول من المعاصرين : الغلايني في كتابه (جامع الدروس العربية) وغيرُه . وخلاصة ما سبق أن الصّواب أن يُقال (عساكم طيّبون) والله أعلم ... وكتبه الشاعر أسامة بن أحمد الليبي حفظه الله
منقول من سحاب
الموضوع الأصلي :
"من نفائس الفوائد النحوية " متجدد
-||-
المصدر :
منتديات الشعر السلفي
-||-
الكاتب :
الشاعر أبو رواحة الموري
التعديل الأخير تم بواسطة الشاعر أبو رواحة الموري ; 07-18-2010 الساعة 11:20 AM. |
#2
|
||||
|
||||
(2) هل (كاد) إثباتها نفي , ونفيها إثبات ؟ بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله , والصّلاة والسّلام على رسول الله , وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه , وبعد : فممّا اشتهر في كتب النحو واللغة أن (كاد) إثباتها نفي , ونفيها إثبات , حتى جُعِلَ ذلك لغزا , ونظمه المعري في بيتين بقوله : أنحوي هذا العصر ما هي لفظة *** جرتْ في لسانَيْ جرهم وثمودِ إذا استعملت في صورة الجحد أثبتت *** وإن أثبتت قامت مقام جحود وجاء في (فيض القدير للمناوي 4/708) : قال الشهاب الحجازي : فلم أجد أحدا أجاب , فقلت : لقد كاد هذا اللغز يصدئ فكرتي *** وما كدت أشفي غلتي بورودِ وهذا جواب يرتضيه ذوو النهى *** وممتنع عن فهم كل بليد وهذا الجواب لغزٌ أيضا , وقد أوضحه بعضهم بقوله : أشار الحجازي الإمام الذي حوى *** علوما زكت من طارف وتليد إلى كاد إفصاحا لذي الفضل والنهى *** وأبهم إبعادا لكل بليد . اهـ ولمّا رأيتُ هذا الأمر قد اشتهر وانتشر حتى ظنه كثيرٌ من الطلاب أمرا متقررا لا نزاع فيه : رأيتُ من المناسب بيان غلط هذه العبارة , وأن محققي النحاة ردوها , وأن أساطين الفن انتقدوها , وتمهيدا للبيان أقول : من المعلوم أن (كاد) من أفعال المقاربة , كما قال ابنُ مالك في باب أفعال المقاربة من الخلاصة : ككان كاد وعسى لكن ندر *** غير مضارع لهذين خبر وحيث إن كاد تدل على مقاربة حصول الفعل ظن بعض العلماء - بالنظر في ورودها واستعمالها - أن إثباتها نفي , ونفيها إثبات , وممّن أبان غلط ذلك وجلاّه شيخُ العربية وإمامُها ابن مالك (ت 672 هـ ) إذ يقول في (شرح الكافية الشافية - باب أفعال المقاربة) : ومن زعم هذا فليس بمصيب بل حكم كاد حكم سائر الأفعال، وأن معناها منفي إذا صحبها حرف نفي وثابت إذا لم يصحبها. فإذا قال قائل كاد زيد يبكي فمعناه قارب زيد البكاء، فمقاربة البكاء ثابتة ,ونفس البكاء منتف، وإذا قال لم يكد يبكي فمعناه لم يقارب البكاء، فمقاربة البكاء منتفية، ونفس البكاء منتف انتفاء أبعد من انتفائه عند ثبوت المقاربة، ولهذا كان قول ذي الرمة: إذا غير النأي المحبين لم يكد *** رسيس الهوى من حب مية يبرح صحيحا بليغا لأن معناه إذا تغير حب كل محب لم يقارب حبي التغير، وإذا لم يقاربه فهو بعيد منه، فهذا أبلغ من أن يقول لم يبرح لأنه قد يكون غير بارح وهو قريب من البراح بخلاف المخبر عنه بنفي مقاربة البراح. وكذا قوله تعالى: {إذا أخرج يده لم يكد يراها} (النور: 40)، هو أبلغ في نفي الرؤية من أن يقال لم يرها لأن من لم ير قد يقارب الرؤية بخلاف من لم يقارب. وأما قوله تعالى {فذبحوها وما كادوا يفعلون} (البقرة: 71)، فكلام تضمن كلامين مضمون كل واحد منهما في وقت غير وقت الآخر. والتقدير فذبحوها بعد أن كانوا بعداء من ذبحها غير مقاربين له. وهذا واضح . اهـ وقال أبو حيان (ت 745 هـ) في (البحر المحيط 1/101) : والصحيح عند أصحابنا أنها كسائر الأفعال في أن نفيها نفي , وإيجابها إيجاب . اهـ وقال الإمام ابنُ القيم (ت 751 هـ) في (اجتماع الجيوش الإسلامية ص 19) : والصحيح أنها فعل يقتضي المقاربة , ولها حكم سائر الأفعال , ونفي الخبر لم يستفد من لفظها ووضعها , فإنها لم توضع لنفيه وإنما استفيد من لوازم معناها , فإنها إذا اقتضت مقاربة الفعل لم يكن واقعا فيكون منفيا باللزوم , وأما إذا استعملت منفية فإن كانت في كلام واحد فهي لنفي المقاربة كما إذا قلت (لا يكاد البطال يفلح ) و (لا يكاد البخيل يسود) و (لا يكاد الجبان يفرح) ونحو ذلك , وإن كانت في كلامين اقتضت وقوع الفعل بعد أن لم يكن مقاربا كما قال ابن مالك فهذا التحقيق في أمرها . اهـ وقال ابنُ هشام (ت 761 هـ) في (المغني) : والصواب أن حكمها حكم سائر الأفعال في أن نفيها نفي وإثباتها إثبات وبيانه أن معناها المقاربة ولا شك أن معنى كاد يفعل قارب الفعل وأن معنى ما كاد يفعل ما قارب الفعل فخبرها منفي دائما أما إذا كانت منفية فواضح لأنه إذا انتفت مقاربة الفعل انتفى عقلا حصول ذلك الفعل . اهـ وقال السيوطي (ت 911 هـ) في (الإتقان) : والصحيح الأول أنها كغيرها: نفيها نفي وإثباتها إثبات. فمعنى كاد يفعل: قارب الفعل ولم يفعل، وما كاد يفعل: ما قارب الفعل فضلا عن أن يفعل، فنفي الفعل لازم من نفي المقاربة عقلا . اهـ وقال أبو البقاء (ت 1094 هـ) في (الكليات ص 749) : وكاد تشارك سائر الأفعال من حيث إن نفيها لا يوجب الإثبات , وإن إثباتها لا يوجب النفس , بل نفيها نفي , وإثباتها إثبات . اهـ وذكر الشيخُ العلامة سليمان الجمل (ت 1204 هـ) في (حاشيته على المنهاج) أن القول بأن نفيها إثبات قول مرجوح . وقال الشيخُ العلامة ابن عثيمين (ت 1421 هـ) في الشريط الخامس والعشرين من شرح ألفية ابن مالك : والراجح عندي كلام ابن هشام , أنها كغيرها من الأفعال , نفيها نفي , وإثباتها إثبات , إلا إذا دلت القرينة فالقرائن لها أحوال . اهـ فتبين بهذه النقولات كلها : غلط قول من قال : إن (كاد) إثباتها نفي , ونفيها إثبات .
والله أعلم , وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله صحبه . وكتبه الشاعر أسامة بن أحمد الليبي حفظه الله منقول من سحاب التعديل الأخير تم بواسطة الشاعر أبو رواحة الموري ; 07-18-2010 الساعة 11:20 AM. |
#3
|
|||
|
|||
بحث طيب مفيد جزاكما الله خيرا ووفقنا وإياكم لكل خير
|
#5
|
|||
|
|||
بارك الله فيك أبا رواحة وجزاك الله خيرا ...
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
.: عدد زوار المنتدى:.